من الهدى النبوى (فضل الصحبه )

فعلى المسلم أن يختار صاحبه وينتقى جليسه , وينتخبه من ذوى السيرة الحسنة والأخلاق الحميدة , والعقل الناضج , والرأى السديد , والسلوك المستقيم , والدين القويم , وليحذر ممن لايصلح للأخوة ولا يراعى حق الوداد وأدب المجالسة .
وقد قيل : إحذر من الأصدقاء من إذا خدمته صانك وإذا صاحبته زانك , اصحب من إذامددت له يد الخير مدها إليك , وإذا رأى حسنة أذاعها , وإذا رأى سيئة كتمها , وعلى المسلم إذا أراد مصاحبة أحدا خَبُر أحواله , قبل إخائه وكشف عن أخلاقه قبل إصطفائه . . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصفات المشروطة فيمن تختار صحبته

اعلم أنه لا يصلح للصحبة كل إنسان ، قال - صل الله عليه وسلم - : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ولا بد أن يتميز بخصال وصفات يرغب بسببها في صحبته ، وجملتها أن يكون عاقلا حسن الخلق غير فاسق ولا حريص على الدنيا
أما العقل فهو رأس المال وهو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق ، فإلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت ، وقد قيل : مقاطعة الأحمق قربان إلى الله
وأما حسن الخلق فلا بد منه ، فإن من غلبه غضب أو شهوة أو بخل أو جبن وأطاع هواه فلا خير في صحبته .

وأما الفاسق المصر على فسقه فلا فائدة في صحبته ، بل مشاهدته تهون أمر المعصية على النفس وتبطل نفرة القلب عنها ، ولأن من لا يخاف الله لا تؤمن غائلته ولا يوثق بصداقته بل يتغير بتغير الأغراض ، قال الله تعالى :" ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه سورة الكهف : الأية 28 ـ ، وقال تعالى :" فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا سورة النجم : الأية 29 ـ ، وقال تعالى :" واتبع سبيل من أناب إلي " لقمان : الأية 15ـ وفي مفهوم ذلك زجر عن الفاسق .

وفي مفهوم ذلك زجر عن الفاسق
وأوصى " علقمة " ابنه فقال : " يا بني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته صانك ، وإن صحبته زانك ، وإن قعدت بك مؤونة مانك ، واصحب من إذا مددت يدك بخير مدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن رأى سيئة " سدها " . اصحب من إذا سألته أعطاك ، وإن سكت ابتداك ، وإن نزلت بك نازلة واساك ، اصحب من إذا قلت صدق قولك ، وإن حاولت أمرا آمرك ، وإن تنازعتما آثرك " . ويقول الإمام علي رضي الله عنه :
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك * ومن إذا ريب زمان صدعك شتت فيه شمله ليجمعك .

وقال " أبو سليمان الداراني " رحمه الله : " لا تصحب إلا أحد رجلين : رجلا ترتفق به في أمر دنياك أو رجلا تزيد معه وتنتفع به في أمر آخرتك ، والاشتغال بغير هذين حمق كبير ، وأما الحريص على الدنيا فصحبته سم قاتل ؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء ، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه ، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص ، ومجالسة الزاهد تزهد في الدنيا ، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا وتطلب صحبة العلماء والحكماء ، قال " لقمان " لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن القلوب لتحيا بالحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر واختار :

اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وتُبرُ ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ. وفى هذا المثل تحذير للإنسان من أن يضع نفسه موضعا يكون فيه اهانته , واختيار الموضع الصحيح الذى يناسبه ويجد فيه من يعينه على تبعاته وما يهمه .   موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى  ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اختار صديقك :

عن عبد الله بن عمرو  رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صل  الله عليه وآله وسلم : " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " .  المستدرك هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . " وقال الترمذي هذا حديث حسن .  خير الأصحاب عند الله تعالى "  أي أكثرهم عنده ثوابا أو أكرمهم عنده منزله " خيركم لصحابه ـ في القيام له بما ينفعه ودفع عنه ما يؤذيه " وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره" في حسن معاملته  ثوابا أو منزلة.يقول بن عبد القدوس :  وصل الكرامَ , وإن رموْك بجفوة  ــ فالصفح عنهم والتجاوز أصوب ـ  واخْبُر قرينك واصطفيه تفاخرا ـــ إن القرين إلى المقارن يُنسب  ـ واحذر مصاحبة اللئيم فإنه ـــ يُعدي كما يَعدي الصحيح الأجرب .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل الصحبة وثمراتها :

أن المسلم ينال شفاعتهم يوم القيامة ولو لم يكن من صحبة المؤمن إلا شفاعته يوم القيامة لكفى ، قال الحسن البصري رحمه الله :" استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة. ــــــــــــــــــــــــــــــ أحب الصالحين ولست منهم -- وأرجو أن أنال بهم شفاعة ـــــــــــــــــــــــــــ وأكره من تجارته المعاصي -- وإن كنا سوياً في البضاعة ــــــ وفي ذلك ما حدّث به النبي صل الله عليه وسلم عن المؤمنين بعد اجتيازهم للصراط: فقال " حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحدٍ بأشدَ مُناشَدَةً لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار ، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويُصلون ويحُجون , فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم ، فتُحَرَّم صورهم على النار ، فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه" رواه مسلم في الإيمان . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثمرات الصحبة الصالحة :

أن تنال بركة مجالسهم والخير الذي يعمهم : كما في الحديث الطويل في فضل مجالس الذكر فتقول الملائكة: يا رب , إن فيهم فلاناً ليس منهم ، إنما جاء لحاجة ، فيقول الله للملائكة: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " متفق عليه ومن هنا لا يُحرم من الفضل وإن جاء لحاجة , ما دام جلس مع الأخيار فلا بد أن يناله نصيب.قومٌ يذكرون الله فيناديهم المنادي من السماء: " قوموا مغفوراً لكم " ، فما أعظم النعمة بالجلوس معهم إذا كانوا سيقومون وقد غُفِر لهم؟ " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هوالصديق :

هو الذي يأتيك دائما ًحتى عندما يتخلى الجميع عنك ـ والذي يحبك في الله دون مصلحة مادية أو معنوية ـ والذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت ـ والذي يظن بك الظن الحسن إذا أخطأت بحقه ـ والذي يرعاك في مالك وأهلك وولدك وعرضك ـ والذي يكون معك في السراء و الضراء و في الفرح والحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمرنا الإسلام باختيار الصديق :

حذرنا القرآن الكريم من صديق السوء كما في قوله الله تعالى :" وقيضا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين " وقال تعالى :" ويوم يعضُ الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا , يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر وكان للإنسان خذولا " سورة الفرقان الآية 27 - 29.لقد حذر الإسلام المسلمين من سوء اختيار الصحبة و بالذات رفقاء السوء ، الذين يجاهرون بالمعاصي ويباشرون الفواحش دون أي وازع ديني و لا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء ، وما في مجالستهم من الوباء ، وحث المسلم على اختيار الصحبة الصالحة و الارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك ، وإذا ذكرت أعانوك. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أصدقاء الآخرة لا أصدقاء الدنيا

ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقاً صالحاً: الوفاء- الأمانة - الصدق- البذل - الثناء- والبعد عن ضد ذلك من الصفات. والصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة ، كما توضح الآيات قال تعالى : " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون " سورة الحجرات الآية 10 ـ والصحبة الفاسدة تكون سببا لدخول هذا البائس عذاب الله وبعده عن رحمته وهناك أحاديث كثيرة توضح لنا فضل الصحبة وآثارها فقد أرشدنا النبي صل الله عليه وسلم عن الصحبة بقوله :" لا تصاحب إلا مؤمنا " حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل " حديث حسن غريب . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصديق سبب :

لقد اهتم الإسلام بالصديق أيما اهتمام فالصداقة الصالحة والأخوة في الإسلام سبب لدخول الجنة والصحبة الفاسدة سببا لدخول النار فقال الله تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " الآية 67 ـ سورة الزخرف. وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وأنشد: وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا , وصاحب شرار الناس يوما فتندما ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر صديق السوء :

يقول النبي صل الله عليه وسلم عن الجليس الصالح وجليس السوء: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يُحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة" حديث صحيح.وأنشدوا قول الشاعر:تجنب قرين ـــــــــــــــــــ السوء واصرم حباله ـــــ فإن لم تجد عنه محيصاً فداره
ـ وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءاته ـ تنل منه صفو الود ما لم تماره . ـ ويقول آخر :" ولا خير في ود امرئ متملق – حلو اللسان وقلبه يتلهب – يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب. ويقول تعالى :" ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام " سورة البقرة. ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في صلاح الأصدقاء :

على كل مسلم أن يحسن اختيار أصدقائه ، لأنه يتأثر بعملهم و أخلاقهم ، فإن كانوا أصدقاء سوء تأثر بهم و بأخلاقهم السيئة ، وإن لم يشاركهم أعمالهم السيئة ، فأنه وافقهم عليها وهذا أثم كبير يقع عليه ، ويصنف تبعاً لهم. و صدق من قال:عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ـــ فكل قرين بالمقارن يقتدي . ـو إن كانوا أصدقاء خير تأثر بأخلاقهم الحميدة وأعمالهم المرضية لله عزوجل ، وكانوا له عوناً على طاعة المولى عز وجل ، و يبينون له مواطن العلل فيعمد إلى إصلاح نفسه ، لأن هناك من يذكره بتقوى الله ويذكره بالموت وأجله ، والقبر وظلمته والقيامة و أهوالها ، والنار وعذابها والجنة و نعيمها. وفي حديث رواه أبو داوود قال: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن حدثنا بن وهب عن سليمان يعني بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن ، يكفُّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" رواه أبو داود. ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات ونصائح :

عن أهمية الصداقة وصفات الأصدقاء ـ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "من لا صديق له لا ذخر له".وقال رضي الله عنه : " قارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشر تبن عنهم . ـ .ويقول أيضا : " من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل ، فهو الصديق الشفيق" . ويقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : " من غضب عليك ثلاث مرات فلم يقل فيك شرا، فاتخذه لنفسك صديقا" وقال علىَّ رضي الله عنه: " إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه ، ولا تمارينه ، ولا تباهينه ، ولا تشارنّه.قال الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه :" لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وابق منها ، فان ذهابها ذهاب الحياء".. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أكثر واحذر :

يقول الإمام علىَّ رضي الله عنه: " أكثر الصواب والصلاح في صحبة أولي النهى والألباب".وقال رضي الله عنه: " إحذر مصاحبة الفساق والفجار والمجاهرين بمعاصي الله تعالى . " يقول الإمام على رضي الله عنه عن حفظ الصديق لصديقه : " لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته ، وغيبته ، ووفاته " . وقال أيضا رضي الله عنه: " الصديق الصدوق من نصحك في عيبك ، وحفظك في غيبك ، وآثرك على نفسه"... موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احرص على مصاحبة من هذه صفاته :

يقول الإمام على رضي الله عنه: " الصديق الصدوق من نصحك في عيبك ، وحفظك في غيبك ، وآثرك على نفسه".اعلموا رحمكم الله ـ أن من أشد ما يقسي القلب ويفسد العمر ويقتل الوقت صحبة البطالين والكسالى والهاملين أصحاب الجهالات واللهو والسهرات لصوص القلوب الذين يضيعون الزمن ويفسدون العمل ويسيئون الصحبة فإياك أن تجالسهم ففي أحضانهم تولد البطالة والرذيلة ضيّعوا أمر الله وأفنوا أوقاتهم في معصية الله فما أعظم خسارتهم وهكذا من لم يُشغل نفسه بالحق تشاغلت بالباطل فإلى من عزم على حفظ وقته وتجديد توبته أقول : عليك بصحبة الجادين العاملين والأخيار الناصحين والبررة الصالحين الذين يحرصون على أوقاتهم أشدّ من حرص الشحيح على دراهمه ودنانيره ـ وما يلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم . ". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال حكماء :

قال الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهم آل البيت : " اصحب من إذا صحبته زانك ، وإذا خدمته صانك ، وإذا أردت منه معونة أعانك ، وإن قلت صدق قولك ، وإن صلت شد صولك ، وإن مددت يدك بفضل مدها ، وإن بدت عنك ثلمة سدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن سألته أعطاك ، وإن سكت عنه إبتداك ، وإن نزلت إحدى الملمات به ساءك". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صحبة الخير في الجنة :

حتي لا تندم كن ناصحا وحريصا على حقوق من صحبته ولو ساعة واحدة يقول النبي صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يسأل العبد عن صحبة ساعة "يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وأنشد: وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا وصاحب شرار الناس يوما فتندما ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة مفتاح كل خير :

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال يقول النبي صل الله عليه وسلم :" ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه " رواه الطبراني الصداقة كنز لا يفنى إن كانت خالصة لوجه الله تعالى وان لم تكن المصالح دنيوية أو لنية أو لغاية بنفس أحدهما , والصداقة هي مفتاح الخير كله فها هو حبيبنا المصطفى صل الله عليه وسلم يوجهنا إلى الطريق السليم في اختيار الرفيق والصديق وهو يقول في ما نقله عنه الترمذي وصححه الحاكم عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صل الله عليه وسلّم :" الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " فالدين يؤخذ من الصديق ومن يعينك على دينك هو صديقك الذي يصدقك وينصحك ويهتم لأمرك ويحمل همك وصديقك من يتذكرك ولا ينساك ليس بالكلام بل بالأفعال يتذكرك في صلاته وقيامه في فرحه وحزنه في همه وفي سعادته". ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صديقك من صَدقك وأعانك على الخير :

صديقك الذي يذكُرك في مجالسه بسيرتك الحسنة , وأعمالك الصالحة , وأخلاقك الطيبة , صديقك الذي يُدافع عنك بالحق , صديقك الذي يُقومك عند اعوجاجك , والذي يصحح لك مسلكك وطريقك , صديقك الذي يهدي إليك عيوبك ويضع يده على نقاط ضعفك وقوتك , لتكون لك في قادم الأيام قوة وصلابة وهمة , صديقك الذي يتمنى لك أن تكون رفيقه في الدنيا والآخرة , صديقك الذي يتمنى لك أن تكون مثلا أعلى وقدوة صالحة له ولغيره ,

ولقد ضرب لنا التاريخ الإسلامي أعظم الأمثلة في الصداقة فها هو سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يأتيه كفار من قريش يقولون عن صديقه وحبيبه انه يقول انه زار بيت المقدس في ليلته وعرج به إلى السماء في نفس الليلة وانه صلى بالأنبياء جميعا وفي ذلك الوقت كان وقوع حدث مثل هذا لا يتصوره عقل ولا يستوعبه بشر فهو حادث من وراء العقول فانظر ماذا أجاب رضي الله عنه إن كان قال ذلك فقد صدق و بهذا وضع لنا قاعدة بالتصديق تغدو إلى اليوم من أعظم القواعد المتبعة في التصديق والتسليم فرضي الله عنك يا أبا بكر وأرضاك". ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة باب من أبواب المحبة في الدنيا والجنة في الآخرة :

الصداقة هي باب من أبواب الحب والمحبة الصادقة في الله ولقد رفع الإسلام قيمة الصداقة عاليا كما في الحديث الشريف يقول صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يقول يوم القيامة : " أين المتحابون بجلالي اليوم ؟ أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " رواه مسلم في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه إلا الصدق ولا يطلب المرء فيه إلا رحمة من الله فسيكون صِدقك مع صَديقك في الدنيا منجاة لك في الآخرة وسيكون لك ظلا ظليلا من حر ذلك اليوم العظيم فعلينا أن نحسن اختيار من نصادق ونصاحب وأن نختاره على أسس سليمة إسلامية راسخة أصيلة ليصل بك إلى بر الأمان إلى طريق الفلاح والنجاح ولا يؤدي بك لا سمح الله إلى التهلكة وطريق الشيطان وطريق لا نور فيها ولا هداية ولا خير ,

واحذر كل الحذر من طريق التهلكة لكي لا يصدق فينا أو ينطبق علينا هذا الحديث الشريف رواه أبو داود عنه صل الله عليه وسلم :" وقال عن الجليس الصالح وجليس السوء: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يُحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة" حديث صحيح. وأرشدنا أيضا النبي صل الله عليه وسلم عن الصحبة بقوله :" لا تصاحب إلا مؤمنا " حديث صحيح . من كتاب الأدب - أبو داود". ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم