الحب في الاسلام

المسلم يحب كل شئ :

الاسلام يدعوا الى حب مخلوقات الله جميعا ان الاسلام دين محبة وخير للانسانية جمعاء ولمخلوقات الله كلها وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يعلم اصحابه ان يحبوا الناس جميعا وان يفعلوا مافيه خير الانسانية عامة وخير مخلوقات الله كلها من حيوانات وطيور فعن انس رضى الله عنه ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه طير او انسان او بهيمة الا كان له به صدقة وعن ابى هريرة ان الرسول صل الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشى بطريق فاشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل قد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى بلغ بى فنزل البئر فملأ خفه ثم امسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا فى البهائم لاجرا ؟قال فى كل كبد رطب أجر والرسول صل الله عليه وسلم عندما يدعوا المسلمين الى حب الانسان وجميع ممخلوقات الله الاخرى انما يدعوهم بذلك الى ان يكونوا أناسا كاملين مثالين يملؤهم الحب والخير ويفيض حبهم فيغمر ما فى الكون كله من مخلوقات وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى السنة:

_ كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحب أصحابه جميعا ويوجه لهم النصح والإرشاد وكان يخص بعضهم بذلك من هؤلاء الصحابة الأكرمين سيدنا معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه أمين سر رسول الله صل الله عليه وسلم أخذ رسول الله صل الله عليه وسلم بيده ذات يوم كما يروى ذلك الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضى الله عنه أن رسول الله صل عليه وسلم " أخذ بيده وقال : " يا معاذ والله إنى لأحبك ثم أوصيك يا معاذ : لاتدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " رواه أبو داود والنسائى وفى هذه الوصية الغالية نجد أن الرسول صل الله عليه وسلم يقسم ويؤكد بالقسم وينادى على سيدنا معاذ ويكرر النداء ثم ينهاه عن ترك هذا الدعاء عقب كل صلاة حرصا من الرسول صل الله عليه وسلم على تأكيد الدعاء فهو سلاح المؤمن فى هذه الدنيا التى كثيرا ما تشغل الناس عن ربهم فالدعاء مما يعين على التزام الطاعة وأدائها فى مواقيتها كاملة غير منقوصة قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" سورة الحشر". ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام الحب

ومنزلة الحب فى الإسلام على درجات , وأعلاها درجة حب الإنسان لله
ثم حب الإنسان للرسول صل الله عليه وسلم وحب آل بيته وحب المسلم للمسلم
والحب يرتبط فى الإسلام ارتباطا وثيقا بالإيمان قال تعالى " والذين آمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة
وحب الله تعالى أساس كل الفضائل قال صل الله عليه وسلم " ثلاث منكن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف أن يقذف فى النار "
وحب الله تعالى غاية الشريعة وطريق الوصول قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل عمران
وقال تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب " سورة الحشر

وكما بينت لنا الآية الكريمة أن من ثمرة اتباع الرسول صل الله عليه وسلم هى حب الله لنا , وحب الله تعالى هو أعلى درجات القرب التى يطمع الإنسان فى الوصول إليها , وحب الرسول صل الله عليه وسلم تابع لحب الله وفى الحديث عنه صل الله عليه وسلم " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم , وأحبونى لحب الله , وأحبوا آل بيتى لحبى لهم "
ويقول صل الله عليه وسلم " لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله وولده والناس أجمعين "
وأما حب سائر المؤمنين فيأتى فى قول الله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " سورة المائدة
وقال تعالى " إنما المؤمنون اخوة " سورة الحجرات
وقوله صل الله عليه وسلم " ترى المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
ومن هنا وجب أن تكون علاقة الحب هى ما ينبغى أن تسود الأسرة والمجتمع , وهذا مما ينبغى أن لا يغفل عنه فى اشاعة الحب بمختلف صوره بين الناس فى المجتمع , فإن هذا مما يدعوا إلى تماسك المجتمع ونبذ مشاعر الحقد والصراع والكراهية "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بالحب جاءت الشرئع وأكده الدين الإسلامى:

_ الحب من أهم العوامل فى تكوين العلاقات الإجتماعية التى تقوم على معانى كريمة وأسس سليمة , وبالحب تتألف القلوب , مما يدفع إلى التعاون والتماسك والتكافل الذى به يسود النظام والتراحم , والحب يربط بين الإنسان وأسرته , بما يشيع روح الإنتماء لوطنه وقومه , والحب هو الذى يغرس فى الإنسان روح التضحية بالنفس والمال فى سبيل الدفاع عن أسرته ووطنه والمجتمع الذى يعيش فيه , والحب يقوم بدور هام فى تشكيل شخصية المسلم وسلوكه , ويؤثر فى جميع أفعاله وأعماله فى كل جنبات حياته ومناسباته , ومن ثم لا يصدر عن الإنسان إلا ما يرضى الله ويقربه منه , ويقوم حب الرسول صل الله عليه وسلم :بمؤشر عام فى حياة المسلم , حيث يتخذ منه أسوة حسنة ويقتدى به فى جميع أفعاله , ويتبع ما أمر الله به , ويبتعد عما نهى عنه

ولقد تعرض رسول الله صل الله عليه وسلم لجميع أنواع الحب فى كثير من أحاديثه حيث ذكر لنا أن من أنواع الحب , حب الله تعالى , وحب رسوله صل الله عليه وسلم وكلاهما فرض لازم فى صحة الإيمان وحقيقته , وحب الناس , وحب الأبوين , وحب الزوجة والأولاد , وحب المال , وحب الكون , بل وذكر لنا من الأحاديث التى تحث على حب الحيوان والمؤمن يحب كل شئ تبع لحب الله فإذا سيطر أى من أنواع الحب على حب الله ورسوله عذب به الإنسان ومن الأمثلة على ذلك أن يعقوب عليه السلام لما أحب ولده يوسف النبى عليهما السلام وفضله على أخوته عوقب بالحرمان منه سنوات ....إلخ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الحب والكره:

_ على الإنسان أن لا يغالى فى حبه لأحد مهما كان من أقرب الناس له , وكذلك لا يغالى فى بغضه لأحد كان وإن كان من أعدى الناس له , لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء , فقد ينقلب العدو صديقا , وقد ينقلب الصديق عدوا والله تعالى يقول:" ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك بينه عداوة كأنه ولى حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم " سورة فصلت الآية 34 _ 35 _ والمعنى أنه لاتستوى حسنة من آمنوا بالله ورسوله واستقاموا على شرعه وأحسنوا إلى خلقه , وسيئة الذين كفروا بالله ورسوله , وخالفوا أمره , وأساءووا إلى خلقه , فعليك أن تدفع بعفوك وحلمك وإحسانك من أساء إليك , وفابل الإساءة بالإحسان إليه , وبذلك يصبح المسئ إليك الذى بينك وبينه عداوة , كأنه قريب لك شفيقٌ عليك , وفيما رواه الترمذى والبيهقى وغيرهما من حديث أبى هريرة رضى الله عنه "عنه صل الله عليه وسلم : أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما , وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الحب فى الله :

الحب فى الله يقود صاحبه إلى الإستقامة وفعل الخير , ويسموا به إلى أعلى الدرجات
يقول صل الله عليه وسلم :" إن من عبادى أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء , يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى قالوا : يا رسول الله : أخبرنا من هم ؟ قال : هم قوم تحابوا فى الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها "
وقد وضع رسول الله صل الله عليه وسلم معيارا ثابتا لهذه المحبة فقال :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه فإنه أل للمودة "
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المرء مع من أحب :

كما فى حديث أبو ذر رضى الله عنه أنه سأل الرسول صل الله عليه وسلم فقال :
ما شأن الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم ؟ فيجيبه صل الله عليه وسلم ـ
بعبارة جامعة : " أنت مع من أحببت "
قد قال الإمام الشافعى رحمه الله تعالى :
أحب الصالحين ولست منهم
لعلى أنال بهم الشفاعة
وأكره من بضاعته المعاصى
وإن كنا سواء فى البضاعة .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحبب هونا وأبغض هونا :

يقول الأديب الرافعى رحمه الله تعالى : أشد العداوة لاتكون
إلا من أشد الحب " ولهذا جاء فى الحديث عن على رضى الله
عنه قال :" أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما . "
. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين السخط والحب :

يقول الأديب الرافعى رحمه الله تعالى : إن رضى المحب قال
فى الحبيب أحسن مايعرف , وما لايعرف , وإن غضب قال فيه
أسوء ما يُعرف , وما يمكن أن يعرف ." ولهذا قيل : عين الرضى
عن كل عيب كليلة ـ وعين السخط تبدى المساويا . " . موقع من فقه
الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حاجة الناس للحبّ:

عندما تندرس المعاني والقيم تفقد الحياة كرامتها وقداستها وتتحول العلاقات إلى أشكال وماديات ومظاهر.ولفقدان الحب صار يُحتفل به مثل ما يُحتفل بأي شيء آخر، ويخصص له يوماً ، وكأن بقية الأيام ليست للحب ، وفيه يتذكر العشاق بعضهم بعضاً من خلال تبادل الهدايا والبطاقات ، أو أي شيء مادي ، وصارت تنفق أموال طائلة في مناسبة عيد الحب ، بل إن من الناس من يفلس بهذه المناسبة.وارتبط الحب في بعض المفاهيم بالجنس والعري وتبادل الغراميات المحرمة ، أو تلك التعبيرات المزيفة الجافة الفارغة من أي معنى . ولكن الحب الحقيقي الذي جاء محمد صل الله عليه وسلم- لتعليمنا إياه هو ذلك الحب المرتبط بالله تعالى وبنهجه في الحياة ، وبما ارتضاه من علاقات ومعانٍ وقيم وتعبيرات عن المشاعر.ونختم بهاتين الآيتين المعبرتين عن عمق الحب وأهمية ارتباطه بالله تعالى. يقول الله تعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة." سورة الروم الآية 21 ـ ويقول عز وجل: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" سورة آل عمران الآية 31 ـ . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في العلاقات بين الناس :

إن علاقة الناس بعضهم ببعض يجبُ أن تقوم على على أساس من الحب المشترك , والمشاعر النبيلة , والعوطف الدافئة , والتعاون على البر والتقوي لا على الإثم والعدوان , والمجاملة الطيبة , والكلمات الرقيقة , والمعاملة السمحة , ولن تكون هذه العلاقات بهذه الصورة , إلا إذا نقي كل إنسان صدره من الأنانية , وإستعان على تحقيق ذلك بالتضرع إلى الله تعالى ليُعينه على ذلك , والدعاء لهم بظهر الغيب يقول الله تعالى :" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " سورة الحشر
." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اللهم ارزقنا حبك :

" الحب " كلمة صغيرة في حُروفها لكنها كبيرة في معناها ومدلولها ، فالحب من أقوى العواطف التي تسكن بين جوارح الإنسان ، فإذا حدث وتفجرت هذه العاطفة دفعت الإنسان للعطاء اللامتناهي والبناء والنماء ، فالحب كما يقال عنه يحول المر حلواً ، والتراب تبراً ، والمرض شفاءً ، والسجن بستاناً ، والسّقم صحة وعافية ، والقهر غبطة وانشراحاً ، والمجتمع الفاضل الذي نريد تحقيقه لا تقوم علاقاته بصورة مُثلى إلا عند وجود المحبة المتبادلة بين أفراده ، وبدون الحب يتحول المجتمع لآلة صماء ليس فيها إلا الضجيج الروتيني ، وبالتالي يتحول إلى جحيم لأنه مجتمع الأنانية والكراهية واللامبالاة. وقديماً قيل عن الحب : "لو ساد الحب ما احتاج الناس إلى القانون .

ويشهد لهذا ما روى أن أبا بكر رضي الله عنه - عيَّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - قاضياً على المدينة ، فمكث عمر سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان ، لم يعقد جلسة قضاء واحدة. وعندها طلب من أبي بكر رضي الله عنه - إعفاءه من القضاء! فقال أبو بكر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم - ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين، عرف كل منهم ما له من حق، فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيمَ يختصمون؟ ففيمَ يختصمون؟ كتاب التمهيد للإمام أبي عمر ابن عبد البر رحمه الله ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في العلاقات بين الناس :

إن علاقة الناس بعضهم ببعض يجبُ أن تقوم على أساس من الحب المشترك , والمشاعر النبيلة , والعوطف الدافئة , والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان , والمجاملة الطيبة , والكلمات الرقيقة , والمعاملة السمحة , ولن تكون هذه العلاقات بهذه الصورة , إلا إذا نقي كل إنسان صدره من الأنانية , واستعان على تحقيق ذلك بالتضرع إلى الله تعالى ليُعينه على ذلك , والدعاء لهم بظهر الغيب ,

يقول الله تعالى :" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " سورة الحشر وفي ذلك أيضا حديث أبي الدر داء رضي الله عنه قال عن النبي صل الله عليه وسلم :" دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب , عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال : الملك أمين ولك بمثل " رواه مسلم وأحمد بن حنبل وابن ماجة . ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الخير للناس :

لقد جعل الإسلام من أهم مبادئ نظامه الاجتماعي أن يحرص كل فرد من أفراده على مصلحة غيره حرصه على مصلحته، وأن يحب الخير لهم كما يحبه لنفسه، بل إن الإسلام جعل حب الخير للناس من علامات كمال الإيمان ورسوخه في القلب ، وإن غياب محبة الخير للآخرين في قلوبنا من علامات نقص الإيمان وعدم اكتماله، وهذا مصداقاً لقول النبي صل الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.وعن معاذ أنه سأل النبي صل الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان، قال: "أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله "، قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: "وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك" رواه المنذري.وإذا ما أحب الإنسان الخير للغير، كان لذلك أثر في تعامله مع الناس، فتجد منه سمواً في التعامل، ورفعة في الأخلاق، وصبراً على الإيذاء، وتغاضياً عن الهفوات، وعفواً عن الإساءة، ومشاركة في الأفراح والأحزان.

الطريق إلى الجنة والحرص على نجاتهم:

ويتمثل في حب الخير للناس فإن ذلك يقود المسلم إلى الفوز بالجنة، والنجاة من النار كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي "صل الله عليه وسلم" قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" رواه أحمد.ولا يقتصر حب الخير للناس على ما يسعدهم في الدنيا، ولكن يمتد أيضا إلى حب السعادة لهم في الآخرة، فيحب لهم أن يمن الله عليهم بنعمة الإيمان، وأن ينقذهم الله من ظلمات الشرك والعصيان، وفي هذا يقول النبي "صل الله عليه وسلم:"وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً " رواه الترمذي.

ولقد ضرب النبي صل الله عليه وسلم" المثل في ذلك، فقد بلغ به حب الإيمان للناس أنه كاد يموت غماً وأسفاً عليهم، قال الله تعالى:" فلعلك باخعٌ نفسك علب آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث آسفا " سورة الكهف: الآية6 ـ ، وقال الله تعالى: " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " سورة فاطر: الآية 8. ـ لقد دعا الناس في جميع الأماكن والأزمان والأحوال، دعا فوق الجبل وفي المسجد وفي الطريق وفي السوق، دعاهم في صحته ومرضه، دعا من أحبوه ومن أبغضوه، ومن استمعوا إلى دعوته ومن أعرضوا عنها، فأي مصلحة له في أن يؤمنوا ويهتدوا؟ إنه حب الخير للناس.

أسـوة حسنة:

وها هو النبي صل الله عليه وسلم" يعبر عن حبه الخير لأبي ذر فيقول له: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرنّ على اثنين، ولا تولين مال يتيم " رواه مسلم.وقد سار سلفنا الصالح على نهج النبي صل الله عليه وسلم"، فكانت قلوبهم تفيض بحب الخير للناس، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول: ما نزل غيث بأرض إلا حمدت الله وسررت بذلك، وليس لي فيها شاة ولا بعير، ولا سمعت بقاض عادل إلا دعوت الله له، وليس عنده لي قضية، ولا عرفت آية من كتاب الله إلا وددت أن يعرف الناس منها ما أعرف.

ولما أراد محمد بن واسع أن يبيع حماراً له، قال له رجل: أترضاه لي؟ فرد عليه: لو لم أرضه لك لم أبعه.وكان عتبة الغلام إذا أراد أن يفطر يقول لبعض إخوانه المطلعين على أعماله: أخرج لي ماء أو تمرات أفطر عليها ليكون لك مثل أجري.وذكر ابن خلكان في - وفيات الأعيان- أن السري كان يقول: منذ ثلاثين سنة، وأنا أستغفر من قولي مرة: الحمد لله، فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني واحد، وقال: نجا حانوتك، فقلت: الحمد لله، فأنا نادم من ذلك الوقت على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيراً من الناس.

خطوات عملية مما يُعين علي محبة الآخرين:

ومن الأمور التي يمكن أن تعيننا على أن نصبح ممن يحبون الخير للناس:
1- التوجه إلى الله تعالى والإلحاح عليه سبحانه أن يجعلنا ممن يحبون الخير للناس، ويسعون في كل نافع مفيد لهم.
2- الدعاء بالخير لمن حولنا بظهر الغيب، فندعو لهم بأن يوسع الله عليهم في أرزاقهم، وأن يبارك لهم في عافيتهم، وأن يوفقهم في أعمالهم، وأن يلهمهم الرشد والصواب والصلاح، وغير ذلك مما نحبه لأنفسنا، فهذا يعمق في نفوسنا حب الخير للآخرين.
3- التذكير الدائم للنفس بأن إيماننا لن يكون كاملًا إلا بحب الخير للناس.

4- دعم حب الخير للآخرين في النفس بأن نكرر عليها أننا نحب الخير للناس، ونكره أن يصيبهم مكروه، وكذلك بأن يسأل كل منا نفسه: هل السعادة في أن أكون متميزًا ومتفوقًا على كل أحد؟ أم أن السعادة أن أكون محبًا للخير لكل الناس كما أحبه لنفسي؟
5- مقاومة المشاعر السلبية التي قد تنتابنا عند علمنا بوقوع الخير لبعض المعارف، بأن نتكلف الفرح لوقوع هذا الخير، وأن ندعو له بالبركة، ثم نتحرك لتهنئته، فهذا يكسر حاجز المشاعر السلبية، ويدرب النفس على حب الخير للآخرين.
6- تحفيز النفس للسعي في نفع الآخرين، وبذل المعروف لهم بالمداومة على قراءة فضائل نفع الآخرين، ومطالعة سير الصالحين في ذلك.
7- بذل الجهد في السعي فيما ينفع الناس ويسعدهم ويفيدهم ويصلح حالهم ويرفع عنهم العناء.
8- الحرص على مصاحبة من يحبون الخير للناس ويسعون في خدمتهم ونفعهم، فالمرء على دين خليليه..". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم