النهى عن الإنهماك فى طلب الدنيا

النهى عن الانهماك فى طلب الدنيا :

_- يقول الله تعالى :" ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله ومن يفعل دلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول ربى لولا أخرتنى الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون " سورة المنافقون الآية 9 ـ 10 ـ 11 ـ إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة أيقن أن نعيمها ابتلاء وحياتها عناء , وعيشتها نكد وصفوها كدر وأهلها منها على وجل , إما بنعمة زائلة أو بلية نازلة أو منية قاضية مسكين ابن آدم رضى بدنيا حلالها حساب وحرامها عقاب , إن أخذه من حله حوسب عليه وإن أخذه من حرام عذب به , من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن من أحبها أذلته , ومن أبصر اليها أعمته , ( 1)

والناس فيها طائفتان طائفة فطناء علموا أنها ظل زائل , ونعيم حائل وأضعاث أحلام , بل فهموا أنها نِعم فى طياتها نِقم وعرفوا أن هذه الحياة الفانية إنما هى طريق الى الحياة الباقية , فرضوا منها باليسير وقنعوا فيها بالقليل فاستراحت قلوبهم وأبدانهم , وسلم لهم منها دينهم وكانوا عند الله هم المحمودين , لم تشغلهم دنياهم عن طاعة مولالهم جعلوا النفس الأخير وما وراءه نصب أعينهم وتدبروا ماذا يكون مصيرهم , وفكروا كيف يخرجون من الدنيا وايمانهم سالم لهم وما الذى يبقى معهم منها فى قبورهم , وما الذى يتركون لأعدائهم " وهم الأزواج والأولاد " قال تعالى :" ياأيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذرهم ) فى الدنيا ومن لا يغنيهم من الله شيئا, يوم لاينفع مال ولا بنون ويبقى عليهم وباله ونكاله , أدركوا كل هذا فتأهبوا للسفر وأعدوا الجواب للحساب وقدموا الزاد للميعاد , وخير الزاد التقوى فطوبى لهم خافوا فأمنوا وأحسنوا ففازوا , ( 2)

وطائفة أخرى جهلاء عُمى البصيرة و البصائر , لم ينظروا فى أمرها ولم يتكشفوا سوء حالها ومآلها برزت لهم بزينتها ففتنتهم , فإليها أخلدوا وبها رضوا ولها اطمأنوا حتى ألهتهم عن الله تعالى وشغلتهم عن ذكره وطاعته" نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " سورة الحشر نسوا الله وأهملوا حقوقه وما قدروا الله حق قدره ولم يرعوا أوامره ونواهيه حق رعايتها , لإنهماكهم فى الدنيا "فأنساهم أنفسهم " وانشغلوا عما يخلصهم من أهوال يوم القيامة فأصبحوا حيارى ذاهلين قال تعالى :" يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " سورة الحج وفى مثل ذلك يقول : ابن عطاء الله رحمه الله "اجتهادك فيما ضمن لك مع تقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك " ( 3)

أقاموها فهدمتهم واعتزوا بها من دون الله فأذلتهم , أكثروا فيها من الآمال وأحبوا طوال الآجال ونسوا الموت وما وراءه من أهوال , ومخاوف فخاب أملهم وضل سعيهم وخسروا الدنيا ولم يدركوا الآخرة , يقول سعيد ابن جبير رضى الله عنه ـ " الدنيا متاع الغرور ان ألهتك عن طلب الآخرة فأما اذا دعتك الى طلب رضوان الله فنعم المتاع ونعم الوسيلة " ويقول لقمان لإبنه يا بنى انك قد استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الآخرة فأنت الى دار تقرب منها أقرب من دار تتباعد عنها وقال ان الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثير فلتكن سفينتك تقوى الله عزوجل وحشوها الايمان بالله تعالى وشراعها التوكل على الله عزوجل لعلك تنجوا وما أراك ناجيا " وروى الترمذى من حديث أنس رضى الله عنه ـ قال قال : رسول الله صل الله عليه وسلم :" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهى راغمة , ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم ياته من الدنيا الا ما قدر له فلا يمسى الا فقيرا ولايصبح الا فقيرا وما أقبل عبد على الله بقلبه الا جعل الله قلوب المؤمنين تنقاد اليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير اليه أسرع " وصل الله على سيدنا  محمد وآله وصحبه وسلم ( 4)

كن فى الدنيا غريبا :

ـ عش فى الدنيا كأنك عابر سبيل , وإحرص أن تترك خلفك أثر جميل , وعش مع الناس وتبسط فى معاملتهم وكأنك محتاج لهم , وامدد يدك بالإحسان اليهم وكأنك مسؤل عن الدفاع عنهم , وكاناصح يشفق عليهم ولا تعش معهم وتتحين من أين تؤكل الكتف كذئب فى صورة انسان تأكل لحومهم وثعلب يمكر بعقولهم وينتظر غفلتهم لينقض عليهم , واعلم أن حياتك من حياتهم وبقاؤك مرهون ببقائهم , وحسن الثناء عليك بعد موتك من ثنائهم , سمع بعض الصالحين رجلا : يدعوا ويقول :" اللهم اهلك المنافقين قال يا هذا لا تقل ذلك فإنه سبحانه ان أهلكهم استوحشتم فى الطرقات وأكلتكم الذئاب وبهم تعمر الحياة وإعلم أن حساب الآخرة أشد وأنكى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 5)

مواعظ :

يا من بأقذارالخطايا قد تلطخ ، وبآفات البلايا قد تمخض ، يا من سمع
كلام من لام ووبخ ، ويعقد التوبة حتى إذا أمسي يفسح ، يا مطلقا لسانه
والملك يحصى وينسخ ، يا من طارالهوى فى صدره وقد عشش وفرخ ،
كم أباد الموت ملوكا كالجبال الشوامخ ، وأزعج قواعد كانت فى الكبر
تَرسخ ، وأسكنهم ، ظلــم اللحود ومن ورائهم يرزخ ، يا من قلبه من بدنه
بالذنوب تدنس ، يامبارز بالعظائم آنا من أن يُخسف بك أو تُمسخ ، يامن  
لزم العيب بعد اشتعال الشيب ففعله يؤرَخ . ( 6)

عباد الله :أما تعلمون أن الليالى والأيام تهدم الآجال ؟ أما تعلمون أن مآل
المقيم فى الدنيا إلى الزوال ؟ أما تعلمون أن آخر الصحة يئول إلى الاعتلال ؟
أما تعلمون أن غاية السلامة إلى نقصان بعد الكمال ؟ أما تعلمون بعد استقرار
المنى هجوم الآجال ؟ أما أنبئتم عن الرحيل ,
وقد قرب الانتقال أما بانت لكم العبر وضُُربت لكم الأمثال ؟.
أين الذين كنزوا وجمعوا ، ، وتملوا من الشهوات وشبعوا،وأملوا البقاء فما
نالوا فيها ما طمعوا ، وفنيت أعمارهم بما غروا وخدعوا ؟ نصب لهم
الشيطان أشراك الهوى فوقعوا ، وجاءهم ملك الموت فذلوا وخافوا
، فأخرجهم من ديارهم فلا والله ما رجعوا ، فهم متفرقون فى القبور فإذا
نفخ فى الصور إجتمعوا. ( 7)

يا من عمره كلما زاد نقص ، يا من يأمن ملك الموت وقد دنا , يا مائلا
إلى الدنيا هل سلمت من النقص ؟ يا مفرطاً فى عمره هل بادارت
الفرص ؟ يا من إذا ارتقى فى منهاج الهدى ثم لاح له الهوى نكص ، من
لك يوم الحشر عند نشر القصص .
لقد أسمــع منادى الإيمان لو صادف آذن واعيــة ، وشفــت مواعظ القرآن
لو وافقت قلوبا خاليــة ، ولكن عصفت على القلوب أهوية الشبهات و
الشهوات فأطفأت مصابيحهــا ، وتمكنت منها أيـــدى الغفلة والجهــاله
فأغلقــت أبواب رشـــدها و أضاعـــت مفاتيحها ، وران عليها كسبها فلم
ينفع فيها الكلام ، وسكرت بشهوات الغى وشهادة الباطل فلم تصنــع
بعده الا الملام ، ووعظت بمواعظ أنكى فيها من الأسنـــة و السهام ،
ولكن ماتت فى بحر الجهل و الغفلة وأســر الهوى والشهوة و مالجرح
بميت إ يلام . (

عجباً لمن رأى فعل الموت يصحبه ، وأيقن وسكن الإيمان بالآخرة فى
قلبه ، ونام غافلاً على جنبه ، ونسى جزاءه على جرمه وذنبه وأعرض
بهواه عن ربه ، فكيف إذا أفرده الموت عن أهله وسربله ؟ ونُقل إلى قبر
ذل فيه بعد عجبه.
يا من يرحل فى كل يوم مرحلة ، وكتابه قد حوى حتى الخردلة ، ما
ينتفع بالنذير والنذر متصلة ، ولا يصغى الى ناصح وقد عزله ، ونور
الهدى قد بدا ولكن ما تأمله ، وقد انعكف بعد الشيب على العيب بصبابة
ووله ، كن كيف شئت فبين يديك الحساب والزلزلة ، ونَعامةُ جلدك فلا بد
للديدان ان تأكله فيا عجباً من فتور مؤمن موقن بالجزاء والمسائلة ، ( 9)

ويحك يا هذا من استدعاك وفتح منزله , فقد أولاك لو علمت منزلة فبادر
ما بقى من عمرك واستدرك أوله . فبقية عمر المؤمن جوهرة قيمة .
لقد خرقت المواعظ المسامع وما انتفع بها . لقد بانت العبر بآثار الغير
لمن اغتر بالمصارع فما بالها لاتسكب المدامع ؟ يا عجبا لقلب عند ذكر
الحق غير خاشع . لقد نشبت فيه الأهواء والمطامع . يا من شيبته قد
أتت هل ترى ما مضى من العمر  راجع؟ انتبه لما بقى وانته وراجع ،
فالهول عظيم ، والحساب شديد ، والطريق وعر , "إن عذاب ربك لواقع
ما له من دافع . ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  ( 10)

قصر الأمل والتزود بالطاعة ليوم الرحيل :

ـ من كلام الشيخ عبد الرحمن السعدى رحمه الله ـ فى كلمة موجزة ولكنها تحوى معانى كثيرة " الحياة قصيرة , فلا تقصرها بالهم والأكدار " ويقول الحسن البصرى رحمه الله تعالى :" إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 11)

بين الأمل والعمل :

ـ قال الحسن البصرى رحمه الله تعالى :" يا ابن آدم إنما أنت بين راحلتين مطيتين يوضعانك بوضعك الليل إلى النهار , والنهار إلى الليل حتى يسلمانك إلى الآخرة فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً " وقال بعض الحكماء : كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره , وشهره يهدم سنته , وسنته تهدم عمره " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 12)

الزهد :

سئل الحسن البصرى رحمه الله تعالى :
ما سر زهدك ؟ فقال : أربعة علمت
ان رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن
قلبى , وعلمت أن عملى لايقوم به
غيرى فاشتغلت به , وعلمت أن
الله مطلع على فاستحييت أن أرتكب
معصية , وعلمت أن الموت ينتظرنى
فاشتغلت بالآخرة ؛
وصل الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
( 13)

أغنياء ولكن زهاد :

سئل الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه :
أيكون الرجل زاهد ومعه ألف دينار ؟
فقال : نعم شريطة ألا يفرح إذا زاد ولا
يحزن إذا نقص ؛
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(14)

الزهد الحقيقى :

سئل سعيد بن المسيب رضى الله عنه :
أيكون ذو المال زاهد ؟
فقال : نعم إذا زيد شكر , وإذا نقص صبر ؛
وقد قيل : الغنى الشاكر افضل من الفقير
الصابر . وصل الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
( 15 )

الحق ما شهد به الأعداء :

لما توفى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ـ بكى عليه
عدوه " ليو الثالث " أمبرطور البزنطيين بكاءً أذهل حاشيته
وأساقفته , فقال لهم : لقد مات والله ملك عادل , ليس لعدله
مثيل , وليس ينبغى أن يعجب الناس لراهب ترك الدنيا
ليعبد فى صومعته , إنما العجب لهذا الذى صارت الدنيا تحت
قدميه فزهد فيها , لقد كان حَريا أن يعجل به , فأهل الخير
لا يلبثون مع أهل الشر إلا قليلا .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( 16)

الإنسان والحياة :

الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا فى الحياة عبثا ولم يتركنا هملا ولا سدى ولكن خلقنا لغاية وإليه المرجع والمأب قال تعالى :" افحسبتم أنكم خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون " سورة المؤمنون الآية 115 ـ ومع هذا فإن الإسلام يدعوا أتباعه إلى الوصول إلى درجة الكمال المادى , لأن الله تعالى سخر له كل مافى الأرض لمنفعته قال تعالى :" هو الذى خلق لكم مافى الأرض جميعا " سورة البقرة الآية 29 ـ وعندما يأخذ الإنسان بأسباب الحياة يوفق لسننها ويفتح الله له آفاقا عظيمة فى عوالم أخرى يرى فيها دلالات عظيمة على كمال المبدع العظيم الذى خلق فسوى وقدر فهدى يقول الله تعالى :" سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " سورة فصلت الآية 53 ـ 53 ـ
          ( 17 )

وكلما ترقى الناس فى ابدعاتهم المادية دل ذلك على قرب النهاية لتلك البدية , لأن الشئ إذا تم نقص يقول تعالى :" حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيد كأن لم تغن بالأمس " سورة يونس الآية 24 ـ وبذلك يقضى الله تعالى بفناء الحياة كما أخبر فى قوله تعالى :" فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين " سورة الدخان الآية 10 ـ وقال تعالى :" وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعة الواقعة " سورة الحاقة الآية 14ـ 15 ـ
( 18 )

ـ وقوله تعالى :" فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر " سورة القيامة الآية 7 ـ 12ـ وهذا مما يدعونا نحن المسلمين إلى الإذعان والتسليم المطلق لله تعالى فى كل شئ , والإعتراف بالعجز أمام قدرة الله الباهرة التى حيرت الأفهام وأخذت بالعقول من هذا العالم المادى الضيق , إلى عالم النور والهدى والرضوان حيث هناك جنات ونهر قال تعالى : " إن المتقين فى جنات ونهر, فى مقعد صدق عند مليك مقتدر " سورة الرحمن الآية 54 ـ 55 ـ
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( 19 )

العاقل هو :

العاقل من بنى قبراً قبل أن يسكنه , ومن خاف الله قبل أن يعاقبه
ومن ترك الدنيا قبل أن تتركه " وكان ابن عمر رضى الله عنهما
يقول :" إذا أصبحت فلا تنظر المساء , وإذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( 20)

من أمثال العرب :

قلل طعامك تحمد منامك : والمعنى : اى أن كثرة الطعام تورث الألام وتسبب المتاعب للإنسان ولا تجعله ينام نوما طبيعيا , ومما قيل فى تقليل الطعام قول
الشاعر : اجعل طعامك كل يوم مرة
واحذر طعاما قبل هضم طعام
فمن اللازم أن يقلل الإنسان من الطعام وألا يدخل طعاما على طعام ولايأكل إلا عندما يجوع وإذا أكل لايشبع كما قال صل الله عليه وسلم :" نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع " وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم ـ يبيت الليالى طاويا ,
( 21 )

فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يبيت الليالى المتتابعة طاويا وأهله لايجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير .
كما أشار رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أيضا إلى ضرر الطعام الكثير وإلى أهمية التنظيم بين الطعام والشراب والنفس فقال :" ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه بحسب
ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لامحالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

( 22 )

الدنيا مزرعة للآخرة :

ـ وكما ورد فى الأثر : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً " وقال تعالى :" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى " سورة الأعلى ومن الأسف أننا جميعا نعلم أن الدنيا لاتدوم لأحد , ومع ذلك نبنى ونشيد , ونتسابق ونتصارع , ونتهافت ونتذلل من أجل حطام الدنيا الفانية , وكأننا فيها مخلدون فليتنا جميعا نعتبر ونتعظ مما نشاهده كل يوم من العبر والعظات , وكل إنسان ولا شك فيه قوة كامنة تأمره بالخير وتنهاه عن الشر , وهذا مما لاينكره عاقل , فكل مولود يولد على الفطرة , ولكن الحياة أصبحت الآن مزرعة للشر , ومهادا لنشر الجرائم , لأن الماديات غلبت على كل شئ , وتحكمت فى مصائر الناس , فمن إستطاع منا أن ينجو بدينه ونفسه وعرضه فهو السعيد حقا " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 23 )

متاع الحياة :

تقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه ـ من شقوتنا أن الله تعالى قدمنا حين ذكرت الشهوات : وهى تشير بذلك إلى قول الله تعالى :" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المأب " سورة آلا عمران الأية 14 ـ
وهذه الأنواع الستة التى ذكرتها الآية الكريمة هى المشتهيات التى يحبها الناس وحبها مزين لهم , وله مكانة فى نفوسهم , والله سبحانه وتعالى عنده حُسن المرجع فى الحياة الآخرة , بحيث يُشغلهم ذلك عن الإستعداد والعمل للعظيم الباقى . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 24 )

حرث لايبقى :

من كلام سيدنا عيسى عليه السلام ـ الدنيا مزرعة إبليس وأهلها حراثون له فيها .
". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (25 )