| من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين ديسمبر 01, 2014 5:14 am | |
| فلو أن كل فرد حارب الانحراف فى بيته وبين أهله لاندحر الانحراف تماما من المجتمع ولو نشر كل فرد الإيمان فى بيته وبين أهله لانتشرالإيمان فى المجتمع وأصبح المجتمع فى حماية تامة واستعصى على كل معتد اذ أن الله هو الذى يدافع عن مجتمع المؤمنين وذلك قوله تعالى " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " سورة الحج وقد وعد الله تعالى أن ينصر المؤمنين وذلك قوله تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " سورة غافر إنه مما يجب علينا جميعا معاشر الإخوة أن نعيد النظر فى علاقتنا بربنا ولنحاول أن نطهر قلوبنا ونزكى أنفسنا ونعمق إيماننا بصالحات الأعمال ولنحاول محاربة الانحراف كل فى بيته وبين أهله ولنكن فى محاولتنا جادين حتى يتحقق لنا من ربنا النصر المبين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم " (7)
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في السبت مارس 19, 2016 8:28 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الجمعة يناير 30, 2015 4:34 am | |
| الصبر بين الثبات والقوة :
الحياة بما فيها من سراء وضراء , وشدائد ونكبات , تدعوا كل مسلم إلى الصبر وضبط النفس , وكظم الغيظ , وقوة التحكم , والتسلح بالعزيمة , والثبات والإصرار على مواجهة الصعاب فى كل ما ينزل به , ولهذا عرف أهل العلم الصبر معناه : حبس النفس وكفها عن كل ما يتنافى مع الإيمان وحقائقه , قال تعالى :" واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون " سورة النحل الآية 127 ـ وقوله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " سورة البقرة الآية 153ـ وقد ورد فى الحديث القدسى :" من استسلم لقضائى وصبر على بلائى وشكر لنعمائى , كتبته صديقا وبعثته يوم القيامة مع الصديقين , ومن لم يرض بقضائى ولم يصبر على بلائى ولم يشكر لنعمائى , فليخرج من تحت سمائى , وليطلب له ربا سوى " ويقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه :" خير عيش أدركناه ببركة الصبر " , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الخميس فبراير 05, 2015 4:55 am | |
| حمدت الله :
قال حكيم : ماشكوت من الزمان ولا برمت بحكم السماء إلا حين حفيت قدماى ولم أستطع شراء حذاء , فدخلت جامع الكوفة وأنا ضيق الصدر فرأيت إنسانا بلا رجلين فحمدت الله وشكرت نعمته وصبرت على ما ابتلانى من حفاء. .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الخميس فبراير 05, 2015 4:56 am | |
| جزاء الصابرين :
ـ وفى ذلك يقول المولى تبارك وتعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10 ـ والصبر من الصفات المهمة والتى تعين المسلم على القيام بمهام حياته وقد جمع الله تعالى بين الصبر والتقوى فقال :" والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار " سورة الرعد الآية 22 ـ والصبر من الأدوية الشافية والمساعدة للمسلم على تقبل حياته ومواجهتا بالإستماع الجيد لما يدور حوله وعند الحوار مع الآخرين قال تعالى :" وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون " سورة الأعراف الآية 204 ـ ويقول تعالى :" فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " الآية 17 ـ 18 ـ ويقول تعالى :" ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " سورة فصلت الآية 35 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين مايو 04, 2015 2:31 am | |
| الصبر على البلاء :
ـ روى الحاكم والبيهقى وغيرهما عن أسلم قال : كتب أبو عبيدة رضى الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ يذكر له جُموعا من الروم وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر : أما بعد ، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجا , وإنه لن يغلب عسر يسرين وإن الله تعالى يقول فى كتابه :" يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " الآية 200 ـ سورة آل عمران ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت مايو 16, 2015 1:58 am | |
| الإيمان هدوء للنفس وأمن لها :
عندما يستقر الإيمان فى القلب , فإنه يغير من طبيعة النفس ونظرتها للأشياء , وحكمها على الأمور , إن الإيمان يكسب النفس اطمئننا واستقرارا ً ورضا بما قدره الله تعالى وكتبه على الإنسان , فيكون منه التسليم المطلق لإرادة الله العليا التى تسيطر على مجريات الأمور , وهذا ليس مجرد كلام نظرى ولكنه حقيقة وعتها لنا سطور التاريخ الإسلامى من خلال مواقف إيجابية , ومن ذلك موقف الخنساء قبل اسلامها عندما مات أخوها " صخر " ملأت الدنيا عليه بكاء وعويلا حتى فقدت بصرها , ولما أمنت بربها واستنار قلبها بنور الإيمان الحق , وصدقت برسالة النبى الخاتم صل الله عليه وسلم ـ | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت مايو 16, 2015 1:58 am | |
| وقد خرجت فى معركة القادسية للإشتراك مع بنيها الأربعة الذين أكرمهم الله تعالى بالإسلام معها , وفى هذه المعركة يستشهد أبناؤها الأربعة , ومن قبل مات لها واحد هو أخوها , وهؤلاء أربعة هم فلذات أكبادها ومهما يكن من حب للأخ إلا أنها لايعاوا عند المرأة فوق محبة الأبناء , ومع ذلك لم تقل هُجرا ولم تجزع لموت أبناءها جميعا , ولكنها صبرت وتحملت وقالت بلسان المؤمنين الواثقين الصادقين :" الحمد الله الذى شرفنى باستشهادهم وأسأله أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته " فما هذا الذى غيرها وبدل حالها ؟ إنه الإيمان بالله تعالى الذى يهون على العبد أعظم المصائب وأشد الألام . | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت مايو 16, 2015 1:59 am | |
| إن الإيمان للنفس بلسم لجراحها وعزاء لها من كل أحداث الحياة , ولذلك يقول بعض الصالحين " لا كرب وأنت رب " إنه مادام هناك رب يصرف الأمور وفق مشيئته وما يختاره ويريده للعباد , فلا يوجد بعد ذلك كرب أو هم تستسلم له النفس , حيث أن الإيمان يحصنها من الهلع والجزع , ولذلك فإن المجتمعات التى تؤمن بالله تعالى تقل فيها نسبة الإصابة بهذه الأمراض النفسية , عن غيرها من المجتمعات الأخرى غير الإسلامية , والمؤمن الصادق هو من يسترجع عند الصدمة الإولى لما ينزل به ويصبر ويحتسب , | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت مايو 16, 2015 2:00 am | |
| , قال تعالى :" قال لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " وهو لم يقل سبحانه ما كتب علينا ولكن ما كتبه لنا , وهذا يفيد بأن البلاء والمصيبة ينتفع بها المؤمن الصادق , بما أعده الله له من الأجر والغنيمة , وعندما يتناسى الناس هذه الحقيقة ولايتذكرون المصائب وما ينزل بهم من البلاء , ويغفلون عن الأجر الذى أعده الله تعالى للصابرين , فإنهم يُضخمون ما نزل بهم ويحرمون أنفسهم من هذا الثواب وسيكونون عرضة للجزع والضجر , والله تعالى يقول :" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " الأية 157 ـ سورة البقرة . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت أغسطس 29, 2015 1:31 am | |
| القوة فى تأكيد خلق الصبر :
القوى فى تأكيد خلق الصبر واحتمال المكاره والشدائد , وذلك هو الذى يهون على الإنسان كل ما يلاقيه فى سبيل تأييد الحق وإزالة الباطل , والقوة فى مواجهة الحياة بسرائها وضرائها , واحتمال أذى الناس وفقد عزيز والرسول صل الله عليه وسلم يجعل المؤمن الذى يُخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذى لايخالط ولايصبر على أذهم" ولخص الرسول صل الله عليه وسلم معنى الصبر فى كلمة موجزة ولكنها جامعة حيث قال :" والصبر ضياء " وما من عبادة من العبادات ولا فضيلة من الفضائل أمرنا الإسلام بها وحثنا عليها إلا وهى محتاجة إلى خلق الصبر ,
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في السبت أغسطس 29, 2015 1:36 am عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت أغسطس 29, 2015 1:31 am | |
| , فمثلا خلق الحلم والعفو هو الصبر على المثيرات , والقوة فى مواجهة غرائز النفس والشجاعة تعنى كذلك الصبر على مكاره الجهاد وبروق السيوف ونزال الأعداء , والعفاف هو الصبر على الشهوات الجامحة والبعد عن مواطن الشبهات , وكتمان الأسرار يعنى الصبر على عدم إذاعتها ونشرها , ولهذا فإن الله تعالى يحب الصابرين حيث ينزلهم المنازل العالية ويمنحهم ثوابه وفضله بغير حساب قال تعالى :" إنما يوفى الصابرون بغير حساب " سورة الزمر والنصر على الأعداء لايكون إلا لمن صبر فى مواطن الجهاد فى سبيل الله قال تعالى :" قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت أغسطس 29, 2015 1:32 am | |
| أهمية الصبر :
مما يجب على كل مسلم أن يعلم أن للصبر الأهمية الكبرى فى حياته , ولهذا أمرنا الله تعالى أن نتواصى فيما بيننا بهذا الخلق الرفيع وبين أنه من صفات المؤمنين الصادقين فقال تعالى :" وتواصوا بالصبر وتواصوا بالحق " سورة العصر والمعنى أن يوصى بعضنا بعضا على الثبات على الحق والمبدأ , وحراسة العدل والقيم الإلهية , والتمسك بالجهاد بكل صوره وألوانه , وإذا ما حرص المسلمون اليوم على تنفيذ هذا الخلق فيما بينهم , فإن ذلك يُضاعف مقدرتهم , ويبعث فيهم الإحساس بوحدة الهدف , ووحدة الغاية والإتجاه , ويتساند الجميع من أجل نصرة الحق على أساس من الحب والعزم والإصرار , وبذلك نعلم أن الطريق الذى يسير عليه المسلمون إلى الله تعالى واضح ومحدد , | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " السبت أغسطس 29, 2015 1:32 am | |
| , حيث أن القرآن الكريم حدد معالمه وبين أن السبيل إليه واحد لايتعدد , إنه طريق الإيمان والعمل الصالح , والتواصى بالصبر وهذا ما تدعونا إليه سورة العصر على قصرها وواجازتها , يقول تعالى :" والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين أمونا وعملوا الصالحالت وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " ولقد كان الرجلان من أصحاب النبى صل الله عليه وسلم إذا إلتقيا لم يتفرق أحدهما عن الآخر حتى يقرأ سورة العصر معاً " ثم يسلم أحدهما على الآخر ولهذا يقول الإمام الشافعى رحمه الله تعالى "لو لم ينزل على الناس من القرآن إلا سورة العصر لكفتهم . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:37 pm | |
| الصبر وانواعه وفوائده :
جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية موضحة أن الصبرَ نصفُ الإيمانِ ، وخلقاً فاضلاً من أخلاق الإسلام ، وقائداً للنفس إلى طاعة الرحمن ، صارفاً لها عن معصيته ، كان ضرورياً أن نبين حقيقته وفضله وأنواعه ومراتبه وحال الناس معه ، والأمور التي تقدح فيه وتنافيه ، في وقت كثرت فيه المصائب ، وعمت الفتن ، وزادت الشبهات ، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر، وصارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر على طاعته ، الصبر عن معصيته ، والصبر على قضائه وقدره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:41 pm | |
| حقيقة الصبر وحال الناس معه:
الصبر هو حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن الشكوى ، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق الإسلام ، تمتنع به النفس عن فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وقيل: " هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية" . ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه ، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة البلاء بالصبر. وسئل عنه الجنيد فقال:" الصبر هو تجرع المرارة من غير تعبس. وقال ذو النون: " هو التباعد عن المخلفات ، والسكون عند تجرع غصص البلية ، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة" .
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:42 pm | |
| والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام ، فهو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب. وحُفظ عن بعض السلف قوله: اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء" أي: كُفُوها عما تتطلع إليه من الشهوات. فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطاماً وزماماً فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه. فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة إحجامة إمساكاً عما يضره.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:43 pm | |
| حال الناس مع الصبر:
فمنهم من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به أقوى من صبره عما يضره؛ فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن دواعي هواه إلى ارتكاب ما نُهي عنه. ومنهم من تكون قوة صبره عن المخلفات والمعاصي أقوى من صبره على مشقة الطاعات. ومنهم من لا صبر له على هذا ولا على ذاك. فكثير من الناس يصبر على مشقة الصيام في الحر وفي مشقة قيام الليل في البرد، ولا يصبر عن نظرة محرمة. وكثير منهم يصبر عن النظر إلى المحرمات وعن الالتفات إلى الصور العارية، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين، بل هو أضعف شيء عن هذا. وأكثرهم لا صبرله على واحد من الأمرين ، وأقلهم أصبرهم في الموضعين ، ولهذا قيل:" الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:44 pm | |
| فضل الصبر:
للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب ، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ " سورة الزمر10 ـ . وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه ، قال تعالى " : إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ " سورة البقرة الآية 153 ـ . قال أبو على الدقاق: " فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية " . وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال " : وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ " سورة آل عمران الآية 146 ـ. وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه " : وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ " سورة النحل الآية 126. ـ
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:46 pm | |
| وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم ، قال تعالى: وَبَشّرِ الصّابِرينَ الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ " سورة البقرة الاية 155-157 ـ. وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: " مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال ، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها ". ومنها أيضاً أن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: " يآأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلَكُم تُفلِحُونَ " سورة آل عمران الآية 200 ـ فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:46 pm | |
| أنواع الصبر:
أنواع الصبر ثلاثة كما قال أهل العلم وهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله ، وصبر على أقدار الله. ومرجع هذا أن العبد في هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال: بين أمر يجب عليه امتثاله ، وبين نهي يجب عليه اجتنابه وتركه ، وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبر فيهما ، وهو لا ينفك عن هذه الثلاث ما دام مكلفاً ، وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها. وهذه الثلاثة هي التي أوصى بها لقمان ابنه في قوله: يَابُنَي أقِمِ الصَلآةَ وَأمُر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلَى مَآأصَابَكَ " سورة لقمان الآية 17ـ . بالإضافة إلى أن الصبر في اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه حبس النفس على طاعة الله ، وحبس النفس ومنعها عن معصية الله ، وحبس النفس إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:47 pm | |
| أما الصبر على الطاعات فهو صبر على الشدائد ؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبادات ، فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وإيثار الراحة ، وتكره الزكاة بسبب الشح والبخل ، وتكره الحج والجهاد للأمرين معا ، وتكره الصوم بسبب محبة الفطر وعدم الجوع ، وعلى هذا فقس. فالصبر على الطاعات صبر على الشدائد. والعبد يحتاج إلى الصبر على طاعته في ثلاث أحوال: الأولى: قبل الشروع في الطاعة بتصحيح النية والإخلاص وعقد العزم على الوفاء بالمأمور به نحوها، وتجنب دواعي الرياء والسمعة ، ولهذا قدم الله تعالى الصبر على العمل فقال: إلا الّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصا لِحاتِ " سورة هود الآية 11ـ . الثانيه: الصبر حال العمل كي لا يغفل عن الله في أثناء عمله ، ولا يتكاسل عن تحقيق آدابه وسننه وأركانه، فيلازم الصبر عند دواعي التقصير فيه والتفريط ، وعلى استصحاب ذكر النية وحضور القلب بين يدي المعبود.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:48 pm | |
| الثالثة: الصبر بعد الفراغ من العمل ، إذ يحتاج إلى الصبر عن إفشائه والتظاهر به للرياء والسمعة ، والصبر عن النظر إلى العمل يعين العجب ، والصبر عن الإتيان بما يبطل عمله ويحيط أثره كما قال تعالى: " لاَ تُبطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِ وَالأذَى " سورة البقرة الآية 264ـ فمن لا يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى فقد أبطل عمله. فالطاعة إذن تحتاج إلى مجاهدة وصبر، ولهذا قال النبي صل الله عليه و وسلم: " حفت الجنة بالمكاره " رواه مسلم ـ أي بالأمور التي تشق على النفوس. وأما الصبر عن المعاصي فأمره ظاهر، ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات ، وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف ، ومفارقة كل ما يساعد على المعاصي ، وقطع العادات ، فإن العادة طبيعة خاصة ، فإذا إنضمت العادة إلى الشهوة تظاهر جندان من جند الشيطان على جند الله ، فلا يقوى باعث الدين على قهرهما. ولهذا قال النبي صل الله عليه ، وسلم: " وحفت النار بالشهوات " وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها، فإذا حبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيراً له .
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الخميس أكتوبر 26, 2017 10:13 am عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:48 pm | |
| وأما الصبر على البلاء فقد قال الله تعالى: " وَلَنَبلُوَنّكُم بِشَىءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثّمَراتِ وَبَشِرِ الصّابِرينَ " سورة البقرة الآية 155. ـ ويكون هذا الصبر بحبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله تعالى، والقلب عن التسخط والجزع، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها. فالصبر من العبد عند وقوع البلاء به هو اعتراف منه لله بما أصاب منه واحتسابه عنده ورجاء ثوابه، فعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و وسلم: " إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: " إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها ، وأبدل لي بها خيراً منها " رواه أبو داود . فلما احتضر أبو سلمة قال: " اللهم اخلفني في أهلي خيراً مني" . فلما قبض قالت أم سلمة: " إنا لله وإنا إليه راجعون ، عند الله أحتسب مصيبتي" . فانظر عاقبة الصبر والاسترجاع ومتابعة الرسول والرضا عن الله إلى ما آلت إليه. ونالت أم سلمه نكاح أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه و وسلم.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:49 pm | |
| مراتب الصبر:
وهي ثلاثة كما ذكر ابن القيم رحمه الله:
الأولى: الصبر بالله، ومعناها الاستعانة به، ورؤيته أنه هو المُصيّر، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه ، كما قال تعالى ": وَاصبِر وَمَا صَبرُكَ إلا بِاللّهِ " سورة النحل الآية 127 ـ يعني: إن لم يُصبرك الله لم تصبر. الثانية: الصبر لله ، وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبة الله تعالى، وإرادة وجهه والتقرب إليه ، لا لإظهار قوة نفسه أو طلب الحمد من الخلق ، أو غير ذلك من الأغراض. الثالثة: الصبر مع الله، وهو دوران العبد مع مراد الله منه ومع أحكامه، صابراً نفسه معها، سائراً بسيرها ، مقيماً بإقامتها ، يتوجه معها أينما توجهت ، وينزل معها أينما نزلت ، جعل نفسه وقفاً على أوامر الله ومحابه ، وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها، وهو صبر الصديقين. قال الجنيد: " المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن ، وهجران الخلق في جنب الله شديد ، والمسير من النفس إلى الله صعب شديد ، والصبر مع الله أشد .
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " الإثنين نوفمبر 16, 2015 4:50 pm | |
| الصبر في القرآن:
ذكر ابن القيم رحمه الله كثيراً من المواضع التي ورد بها الصبر في القرآن الكريم ، ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله قوله: " ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعاً " ونحن نذكر بعض الأنواع التي سيق فيها الصبر في القرآن الكريم ومنها: 1ـ الأمر به كقوله تعالى ": وَاصبِر وَمَا صَبُركَ إلا بِاللّهِ " النحل:127ـ ، وقوله تعالى " : وَاصبِر لِحُكِمِ رَبِكَ سورة الطور الآية 48 ـ . 2ـ النهي عن ضده وهو الاستعجال كقوله تعالى: فَاصبِر كَمَا صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرُسُلِ وَلاَتَستَعجِل لَهُم " سورة الأحقاف الآية 35ـ . وقوله تعالى :" وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الحُوُتِ " سورة القلم الآية 48ـ . 3ـ الثناء على أهله، كقوله تعالى " : وَالصّابِرِينَ فِي البأسآء وَالضّرآء وَحِينَ البأسِ أُولَئِكَ الّّذَينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَقُونَ" سورة البقرة الآية 177.ـ
| |
|
| |
| من الكتاب والسنة (حقيقة الصبر وفضائله ) " الباب الأول " | |
|