من حقوق الأخوة الإسلامية

وصية حكيم لأبناءه :

ـ اتحدوا جميعا ولا تفرقوا , وتمسكوا بالفضائل , واجتنبوا الرذائل " ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يكره لكم ثلاث و يرضى لكم ثلاث : أن تعبدوه لا تشركوا به شيئا , وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا , وأن تناصحوا من ولاه الله تعالى أمركم " ..إلخ الحديث ويقول تعالى :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " سورة آل عمران وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التآلف بين القلوب :

من رسالة الإسلام الأولى , الحرص على الأخوة , وإجتماع القلوب , واتحاد الكلمة , وذلك من أعظم النعم التى أنعمها على عباده , قال تعالى :" وإذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " سورة آل عمران
فالتآلف بين القلوب والمحبة بين النفوس , يعادل بل يفوق كنوز الأرض جميعا , فالإسلام لغته التآلف والحب , وهى طريقه إلى القلوب , وبها تنتزع أقفالها لتعمر بالإيمان والهدى والإستقامة , والألفة من أسمى مراتب الحب , والحب درجات ومراتب , وأدناها أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك , وإن لم تتوفر هذه الدرجة لم يكتمل الإيمان كما فى حديث أنس رضى الله عنه أنه صل الله عليه وسلم قال :" لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخارى . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أسعد نفسك ولاتنس غيرك :

إذا أردت أن تُسعد نفسك فأسعد الآخرين .
ولهذا يقول الرسول صل الله عليه وسلم ـ
لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب
لنفسه . . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى تفريج الكرب والتيسير على المعسر:

ـ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه . يقول النبى صل الله عليه وسلم :" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. رواه مسلم وفى الحديث بيان على أن الجزاء من جنس العمل فجزاء التفريج عن المكروب والتيسير على المعسر عظيم عند الله تعالى فى الآخرة موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث نبوى:

ـ يقول صل الله عليه وسلم :" المؤمن مرآة المؤمن ، إذا رأى فيه عيبا أصلحه . ولهذا ورد فى الأثر :" من نصح أخاه سرا زانه ومن نصحه علانية شانه " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قلب المؤمن :

ـ في قلب المؤمن دائما متسع لبلايا الناس و اضجارهم , وفى ذلك دعوة للمؤمن لمواساة الناس فيما ينزل بهم والوقوف بجوارهم عند الشدائد  موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى  ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التفرق آفة :

ـ إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء. ويقول العلامة ابن تيمية رحمه الله :" وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا , وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا , فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب "انتهى وفى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" عليك بالجماعة وإنما يأكل الذئب من العنم القاصية " رواه الامام أحمد وهى من شردت ترعى وحدها . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حق المسلم على المسلم :

ـ سن لنا الإسلام آدابا كثيرة تأخذ بيد المسلم نحو الكمال والسعادة فى الدنيا والآخرة ومن ذلك إذا عطس ينبغى عليه أن يحمد الله كما فى حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله " رواه البخاري وكان حقا على من سمعه أن يشمته بقوله يرحمك الله كما فى حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قال :" فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى , كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النهى عن سوء الظن بالآخرين :

نهى الإسلام عن سوء الظن بالآخرين ,  ومعناه التهمة والتخون من غير برهان  وعندما يتوهم البعض ، أو يزين له شيطانه أن فلانا يبغضه  ومن ثم يبتى  على ذلك  عداوة وشحناء في الصدر ، ويترتب على ذلك عدم صفاء في الصدر تجاه أخيه المسلم . فيما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا ، وأنت تجد لها في الخير محملا  . " ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقوق وواجبات :

بين لنا الرسول حق المسلم على المسلم فقال: " حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس" ، رواه الشيخان. ولا يلزم كما هو ظاهر من الحديث أن يكون المسلم من معارفه وإنما يكفى وصف الإسلام:" حق المسلم على المسلم" لقيام هذه الحقوق لإخواننا المسلمين علينا ، فإذا كانت صلة قرابة أو صلة جوار أو أخوة أو معرفة فإن ذلك الحق يعظم بمقدار عظم تلك الصلة. إن زائر المريض يحظى ويتمتع بثمار الجنة حتى يرجع من زيارته قال الرسول صل الله عليه وسلم : " إن المسلم لم يزل فى خرفة الجنة حتى يرجع قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها". رواه مسلم.

في فضل زيارة المريض وآدابه :

من حديث عليَّ بن أبى طالب رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم قوله: " ما من مسلم يَعودُ مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عَشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف حتى يُصبح وكان له خريف فى الجنة" رواه الترمذي والخريف الثمر المخروف أي " المجتنى ".ومن آداب زيارة المريض المسارعة إلى عيادته وهذا يفهم من قوله :" إذا مرض فعده "وهناك أحاديث تدل على أن زيارة المريض تكون بعد ثلاثة أيام من مرضه لما رواه ابن ماجة والبيهقى قال: " كان النبى لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث " سنن ابن ماجة فإذا لم يكن المرض خطير يخشى على المريض من جرائه الموت ولم يتأذى من الزيارة تكون الزيارة مباشرة.أما إذا كان المرض عاديا فتكون الزيارة بعد ثلاث ، و|لا يترك بحسب سعة حال المريض وبحسب ما تمليه الظروف من سرعة فى العيادة او تأخيرها بعد ثلاث أيام.

ومن السنة تخفيف العيادة ولاسيما عند ضعف المريض أو عند كثرة الزوار أو عند ضيق المكان ، ويكون الدخول |لى المريض بحسب حالته واحتياجه لما روي عنه  صل الله عليه وسلم  عند الحاكم أنه قال:  زر غبا تزدد حبا " الحاكم في المستدرك ومن أعظم ما يهدى للمريض عند الدخول عليه الدعاء له ، لا تهريب ما منعه الأطباء منه من شراب أو غذاء ، لاسيما إن كان محرما كدخان أو نحوه. ويفعـل الزائر كما كان يفعل النبي صل الله عليه وسلم :" يمسح يده اليمنى عليه ويقول: "  أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما " رواه البحاري  أو يقول سبعا: "  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" عن ابن عباس عن النبى صل الله عليه وسلم  قال: " من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض " ، رواه أبو داود. معني " تهريب " أي لا تساعده إذا طلب ما منعه الأطباء منه " والله أعلم

.ومما يهدى إلى المريض تذكيره بوصية النبي صل الله عليه وسلم ـ في الاستشفاء فقد جاء عثمان بن أبي العاص إلى النبى صل الله عليه وسلم :" يشكوه وجعا فى جسده فقال له:  " ضع يدك على الذى يألم من جسدك وقل: " بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"  رواه مسلم.ومن الود والأدب أن يسأل المسلم أهل المريض عن حاله، فقد سأل الناس عليا لما خرج من عند النبي صل الله عليه وسلم :" في مرضه فأجابهم على بقوله: " يصبح بحمد الله بارئا" .ويقول صل الله عليه وسلم: "  إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك عدته لوجدتني عنده" رواه مسلم.

.ويستحب قعود الزائر عند رأس المريض ، ويستحب تطييب نفس المريض بالشفاء العاجل والعمر الطويل: " إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في أجله " بطول العمر" فإن ذلك لا يرد شيئا ويطيب بنفسه" رواه ابن ماجة والترمذي.ويقال له: " لا بأس طهور إن شاء الله تعالى".طلب الدعاء من المريض: " إذا دخلت على مريض فمره أن يدعوا لك ، فإن دعاءه كدعاء الملائكة" رواه ابن ماجة والنسائي.تذكيره بلا إله إلا الله عند الاحتضار." لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" رواه مسلم .وأيضا قوله صل الله عليه وسلم :" من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة." رواه أبو داود .. وقد ذكرنا هذه الآداب من قبل في كتابنا تذكرة الأصحاب منشور على هذا المنتدى موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإصلاح بين الناس :

من أخلاق الإسلام السعي في الإصلاح بين الناس عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صل الله عليه وسلم :" قال لأبي أيوب رضي الله عنه " ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله"، قال: بلى ، قال "صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا " رواه الطبراني وحسنه الألباني ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ذاق طعم الإيمان :

قال صل الله عليه وسلم : " من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل " رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني وقال صل الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله ، والمعاداة في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله " رواه الطبراني وصححه الألباني وقال صل الله عليه وسلم : " ما أحب عبدُ عبدًا لله إلا أكرمه الله عز وجل " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني وقال الله في الحديث القدسي : " حقت محبتي للمتحابين فيَّ " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ـ جاء الإسلام ليقيم العلاقات بين الناس , على أساس من المودة والمحبة , والمسلم هو من يحرص في علاقته على مصاحبة أهل الخير والإيمان ,

كما في الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لا تصاحب إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي " رواه الترمذي وأبو داود والدرامي والمسلم لا يُقيم علاقته بينه وبين غيره بأي حال في أمر من أمور الدنيا , أو مبناها المصلحة والمنفعة كما في الصحيحين عنه صل الله عليه وسلم :" ورجلان تحاب في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " والمسلم يجعل علاقته بأخيه على سبيل التذكرة والموعظة والحث على الطاعة ، وهو يحبه لتقواه ، ويصاحبه لينتفع بدينه , وليكن حالك معه ناطق بهذا المعنى الوارد عن سلفنا الصالح : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، لأن أخواننا يذكروننا الجنة ، وأهلونا يذكروننا الدنيا . . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حق المسلم :

جاء الإسلام يؤكد المحبة والمودة بين المسلمين وشرع لهم من الآداب التي تدعم العلاقات فيما بينهم ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول :" حق المسلم على المسلم خمس , رد السلام , وعيادة المريض , وإتباع الجنائز , وإجابة الدعوة , وتشميت العاطس ." رواه البخاري .
الحديث يدعوا المسلمين أن يكونوا أخوة متحابين , وينبغي على كل مسلم أن يؤدى ما عليه من حقوق تجاه إخوانه ومن ذلك :
1ـ إلقاء السلام ورده عليه بقوله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
2ـ أن يقوم بزيارته إذا مرض وتعب , ويُخفف عنه ويدعوا الله تعالى له بالشفاء بقوله له " شفاك الله وعفاك أو " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك "
3 ـ عليه أن يُلبي دعوته إذا دعاه لتناول معه الطعام ما لم يكن في ذلك معصية .
4 ـ إذا عطس وقال :" الحمد لله " أن يُشمته بقوله :" يرحمك الله " ويرد عليه بقوله :" يهديكم الله ويُصلح بالكم . " ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحريم الهجر بين المسلم فوق ثلاث :

يقول الله تعالى‏:‏ ‏" ‏إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‏ "‏ سورة ‏‏الحجرات‏:‏ الآية 10‏‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏" ولا تعاونوا على الإثم والعدوان‏" ‏ ‏ سورة ‏المائدة‏:‏ 2‏ ـ ‏ وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث‏"‏ ‏‏متفق عليه‏.‏وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏:‏ يلتقيان ، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام‏"‏متفق عليه‏.‏وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول‏:‏ اتركوا هذين حتى يصطلحا‏"‏رواه مسلم‏ .‏

‏وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في والتحريش بينهم ‏"‏ ‏‏‏رواه مسلم‏‏.‏التحريش‏:‏ الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم‏.‏
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث , فمات دخل النار‏"‏‏.‏‏‏رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري‏.‏ وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ، ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه‏"‏‏.‏‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

‏.‏وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنًا فوق ثلاث ، فإن مرت به ثلاث ، فليلقه ، وليسلم عليه ، فإن رد عليه السلام ، فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه ، فقد باء بالإثم ، وخرج المسلم من الهجرة‏"‏‏.‏ ‏‏رواه أبو داود بإسناد حسن قال أبو داود‏:‏ إذا كانت الهجرة لله تعالى ، فليس من هذا في شيء‏‏‏.‏
ومن هذه النصوص وغيرها يتبين لنا تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بفسق أو نحو ذلك , إذا كان الهجر له أثر على المهجور وفيه مصلحة لردعه , أما إذا كان العكس فلا يجوز هجره , والهجر إنما يكون فيما اتفق على بدعتيه وتحريمه , كبدع الخوارج والقدرية وغير ذلك . انظر تفاصيل هذا بتوسع في باب منتدي الولاء والبراء الصفحة الرئيسية " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من الهدي النبوي :

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه و سلم قال :" كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله ".رواه مسلم والترمذي في حديث وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال , قال رسول الله صل الله عليه و سلم :" من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه " . الترغيب والترهيب ..".. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كلمات من نور :

- من حق المسلم أن تستره ولا تفضحه كما في حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال رسول الله صل الله عليه وسلم ":يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ." رواه أبو داود وأحمد والبيهقي وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات , ولا تظلم أحدا فإن الظلم حرمه الله تعالى على نفسه كما في الحديث ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " , و اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا تُرد من مسلمٍ كان أو كافرٍ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه - أن الرسول صل الله عليه وسلم - قال: " ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين . " وفي ذلك يقول القائل: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم . " وفي ذلك دليل على أن الجزاء من جنس العمل , وكما تدين تدان ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمسك لسانك عن أخيك :

من المعلوم عند من يقرأ التاريخ والسير وخاصة فيما نُقل عن الخوارج وأن الإمام على رضي الله عنه لم يُكفرهم ولما سئل " أكفار هم قال من الكفر فروا " ومع هذا لم يُقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار، ولهذا لم يَسْبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم , يقول العلامة بن تيمية رحمه الله تعالى في فتاويه :" وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر رسول الله صل الله عليه وسلم – بقتالهم ، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم ؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها ، وإن كانت فيها بدعة محققة ، فكيف إذا كانت المكفّرة لها مبتدعة أيضا ؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ ، والغالب أنهم جميعا جهال بحقائق ما يختلفون فيه .

والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض ، لا تحل إلا بإذن الله ورسوله , قال النبي صل الله عليه وسلم - لما خطبهم في حجة الوداع :إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا وقال - صل الله عليه وسلم - :كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ."وقال صل الله عليه وسلم - :من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله وقال : إذا التقا المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار "، قيل : يا رسول الله ، هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : "إنه أراد قتل صاحبه ."