التربية الإسلامية وعلاج النفس على ضوء الأخلاق الإسلامية 1

التربية الإسلامية وعلاج النفس على ضوء الأخلاق الإسلامية :

*أهمية البيت فى التربية على الأخلاق :


لقد تقدم الإنسان طبيعيا ولكنه لم يتقدم بالمثل والقيم إنسانيا , فنمت عضلاته ولم تنموا أخلاقه بنفس الدرجة , وقد عبر الفلاسفة وعلماء الأخلاق عن هذه المشكلة وتلك الظاهرة بأن أزمة الإنسان المعاصر تتلخص فى أن تقدمه الروحي والخلقي لم يواكب تقدمه المادي والفني , على الخلق وحسن السلوك ومن ثم كان الغرض من التربية هو تربية الفرد رجلا كان أو امرأة صغيرا كان أو كبيرا , وتهذيب الإرادة وتميز الغث من السمين والحسن من القبيح واختيار الفضيلة , وتجنب الرذيلة إننا نأسف أشد الأسف إن التربية الخلقية مهملة فى البيت مهملة فى المدرسة مهملة فى المجتمع فى الوقت الذي قرر فيه المصلحون والمربون أن سعادة الأمم لا تتوقف على كثرة دخلها ولا على قوة حصونها أو جمال مبانيها , ولكنها تتوقف على عدد المهذبين من أبنائها " (1)

ومن هنا تكون سعاتها وقوتها ومقدرتها الحقة , ولا يمكننا أن ندعى أن المدرسة تقوم وحدها بتربية النشء , تربية خلقية كاملة فهناك شركاء يشتركون مع المدرسة ولهم أثر كبير فى التربية كالبيت والمجتمع , ولكي نصل الى المثل العليا من التربية الخلقية للرجل والمرأة يجب أن يقوم البيت , بواجبه نحو التربية ويجب أن يكون المجتمع كاملا لا يهدم ما يؤسسه البيت أو تبنيه المدرسة وهذه هى مهمة علماء الإسلام و التربية والأخلاق .
ومتى يبلغ البيان شأوه إذا كنت تبنى وغيرك يهدم.
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للرسول صلي الله عليه وسلم لقد طفت العرب وسمعت فصحاءهم مما رايت ولا سمعت مثلك احد فمن أدبك ؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أدبني ربي فأحسن تأديبي " رواه العسكري عن على كرم الله وجه ورضي الله عنه وسنده ضعيف لكنه صحيح المعنى وصححه أبو الفضل بن ناصر من طريق أخر. (2)

بين الخلق لا التخلق :

يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :الخلق معناه عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر, من غير حاجة الى فكر وروية إن للخلق خصاله التي يمتاز بها , انه إحساس المسلم من منطلق إيمانه , بالله بأنه مسؤل أمام ضميره عما يجب أن يفعل , ومن الناس من لا يفرق بين الخلق والتخلق , وكثير من نسميهم فضلاء متخلقون بالفضيلة لافاضلون لأنهم يلبسون ثوب الفضيلة مصانعه للناس ورياء إنما الخلق ملكة تصدر عنها أثارها عفوا بلا تكلف ولا تصنع , صدور الأريج عن الزهور وليست الأخلاق مجرد محفوظات تحشي بها الأذهان إنما هي صرخة الضمير في وجه الرزيلة وإذا تمسك الإنسان بالخلق الكريم وحاول التزام الفضائل استطاع أن يشق طريقة في الحياة ولو اقترن بهذا السلوك الطيب إحساسة بحاجة الناس ومشاركة لهم في حل مشكلتهم ومحاولا للأخذ بأيديهم كان ذلك اشد دلالة على سمو الأخلاق ونبل المقاصد وتعليم الناس مكارم الأخلاق يكون بإيقاظ ضمائرهم وترغيبه في الفضيلة وتنفيرهم من الرذيلة . (3)

و لذلك كان من الناحية الإيمانية والروحية , أن الكريم لايسمى كريما حتى تستوى عنده صدقة السر وصدقة العلانية , ولا الرحيم رحيما حتى يبكى قلبه قبل أن تبكي عيناه ولا العادل عادلا حتى يقضي على نفسه قضائه على غيرة , ولا الصادق صادقا حتى يصدق فى أفعالة صدقة في أقواله ولا ينفع المرء إن يكون امتناعه عن الشر خوفه من عذاب النار او خوفه من القانون وإنما ينفعه إن يكون ضميره قائدة الذي يهتدي بة , ومنارة الذي يهتدي بنوره في طريق حياته , الخلق هو الدمعة التي تترقرق في عين الرحيم كلامات وقعت على منظر من مناظر البؤس
الخلق : هو العرق الذي بتصبب من جبين الحيي , خجلا من السائل المحتاج الذي لا يستطيع رده ولا يستطيع معونته
الخلق هو الصرخة التي يصرخها الشجاع في وجهه من يجترئ على أهانه وطنه او العبس بكرامه وطنه وينتهي بتحديد الخلق الحق بان يؤدى الإنسان واجبة لا خوف من عقاب ولا انتظار لثواب وإنما يؤديه لأنه واجب عليه ومطلوب منه وضميره يملئ على ادائة . (4)

* بين الأدب والخلق :

كان أبو العتاهية شاعر الزهد المعروف , من أبخل الناس مع يساره وكثرة ماله , ومع ذلك كان يتهم الناس أنهم بخلاء أشحاء على الخير حراص على جمع المال واستمع إليه وهو يهجو صديقه سلم بن عمرو :
تعال الله يا سلم بن عمر
أذل الحرص أعناق الرجال هب الدنيا تساق إليك عفوا أليس مصير ذلك للزوال
وانشد كذلك ثمامة بن أشرس
إذا المرء لم يعتق من المال نفسه تملكه المال الذي هو مالكة
إلا إنما مالي الذي انا منفق وليس لي من المال الذي انا تاركة
إذا كنت ذا مال فبادر به الذي بحق وإلا استهلكته مهالكه . (5)

وانشد  ثمامة  ابن أشرس :

من أين قضيت بهذا يا أبا العتاهية  فقال من قول رسول الله صل الله عليه وسلم " يقول ابن آدم مالي مالي إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت  أو تصدقت فأبقيت رواه مسلم .
ويرد عليه سلم بن عمرو بعد ذلك في أبيات فيقول "
ما أقبح التزهيد من زاهد                                      يزهد الناس ولا يزهد .
لو كان في تزهيده صادقا                                     أضحى وأمسي بيته المسجد.
ويرفض الدنيا ولم يقنها                                      ولم يكن يسعي ويسترفد .
والرزق مقسوم على ماترى                                 يناله الأبيض والأسود  .
كلا يوفي رزقه كاملا                                        من كف عن جهد ومن يجهد .
                                                                    (6)

فبما نسمى هذا التناقض العجيب بين فعل أبي العتاهية وقوله :

والله سبحانه وتعالى يقول " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" سورة البقرة ويقول بعض الأدباء لا تنهوا الناس عن خلق وتأتوا مثلهم وتخلقوا بالخلق القويم وتحلو به فانه من حميد الخصال وجميل السجايا
والحكمة خلاصة الأخلاق وأساس كل فضيلة وهي كما قال رسول الله صل الله علية وسلم " الحكمة ضالة المؤمن " ويقول الشاعر :
لا تنهي عن خلق وتأتى مثله عار عليك إذا فعلت عظيم .
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت فأنت حكيم.
(7)

إن المثل العربي يقول " رمتني بدائها وإنسلت "

والأساس النفسي لهذا المثل هو ما يعرف عند علماء النفس ( بالخلع ) او ( الإسقاط ) النفسي وهو إن يخلع المرء ما يرتديه من عيوب , وما تشتمل علية نفسه من ضعف على غيره , أو على ما يحيط به من ظروف , فقد ينسب المرء الى صديقة الجحود او الكذب او التكلف على حين انه هو الجاحد الكاذب المتكلف , أو يتهم غيرة بأنه ثرثار كثير النقد في حين أنه هو المتصف بهاتين الصفتين .
والارتياب فى الناس قد يكون إسقاط , لعدم ثقة الفرد فى نفسه والزوج الذي تنطوي نفسه على رغبة مكبوتة فى خيانة زوجته , كثيرا ما يتهم زوجته البريئة بالخيانة وسوء الخلق وقد صور الشاعر هذا المعنى أبلغ تصوير فقال
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول أعدائه وأصبح فى ليل من الشك مظلم

"والأب المهمل فى عمله يميل الى إبنه بالإهمال فى دراسته وكثيرا ما يكون الاهتمام بفضائح الناس وتصيد أخطائهم نوعاً من الإسقاط لأن من الذنب إن تراء له أن الآخرين مذنبون أيضا خف شعوره بالذنب" (

*أنت مرآة نفسك :

قال أحد الأدباء : يجب عليك أن تتخذ مرآتين فتنظر فى أحداهما مساوئ نفسك فتصلح الذي تستطيعه
منها وتنظر فى الأخرى محاسن الناس فتحليها بها وتأخذ ما استطعت منها
قال الشاعر الحكيم
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا فيهتك الله ستراً من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولاتعب أحدا منهم بما فيكا
إن الذي يقرأ التوراة المتداولة بينا الآن لا يخرج منها بأنها كتاب أوحى الله به الى نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة وأزكى السلام , فإن الأنبياء الذين تعارفنا على إجلالهم واحترامهم نراهم فى التوراة المحرفة عصبة أشرار سكيرين ولصوصا وزناه وكذابين ومخادعين وقتله
أنها أشياء لم تحدث طبعا , ولكنها الأقلام التي كانت تكتب التوراة , من اليهود الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة فحرصوا على تلطيخ كل شئ واسقاط القذر الذي يعيشون فيه على وجه التاريخ كله . (9)

إن الإسقاط النفسي يلعب دورا كبيرا فى حياتنا اليومية فكثيرا ما نعمد الى هذه الوسيلة فننسب السقوط فى الامتحان الى صعوبته والتأخر عن الحضور فى المواعيد المحددة الى المواصلات والفشل فى المشروعات الى الحظ وصدق من قال
نعيب زماننا والعيب فينا           وما بزماننا عيب سوانا
فالإسقاط إذن هو تفسير أعمال الغير بما يجرى فى نفوسنا نحن يقول بعض الحكماء "إذا أردت أن ترى العيوب جمة فتأمل عيابا فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب <" إن أحدنا ليرى الشعرة فى عين أخيه ولا يرى القذى فى عين نفسه .(10)

وعاب رجل أخاه عند الخليفة المأمون فقال المأمون قد استدللنا على كثرة عيوبك بما تذكر من عيوب الناس لأن طالب العيوب لايطلبها إلا بقدر ما هي فيه لا بقدر ما هي فيهم
وشتم رجل أبا ذر الغفاري فقال لشاتمه
"لا تغرق فى شتمنا ودع للصلح موضعا فنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه
وذكر أن عيسى عليه السلام مر بجماعة اليهود فكانوا كلما أسمعوه شرا أسمعهم خيرا فقال الحواريون ما هذا يا نبي الله عليه السلام يسمعونك شرا وتسمعهم خيرا فقال عيسى كل إناء ينضح بما فيه .( 11)

نماذج أخلاقيه بين التراث والأدب :

إن أصحاب المبادئ والمثل العليا لاينظرون الى الناس الا من ناحية جوانبهم المضيئة , وهناك من لا ينظرون الى غيرهم الا من ناحية جوانبهم المظلمة , وفى ذلك يقول الشاعر :
إن شر النفوس فى الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الراحيلا
وترى الشوك فى الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى فى الوجود شيئا جميلا
انه من الواجب على كل منا أن يحمل فى حنايا صدره قلبا ينبض بالمحبة والإيثار لبنى قومه كما يحمل لهم نفسا زكية طيبة تحب لهم الخير والسعادة لقبيلته وأبناء عشيرته . ( 12)

واستمع الى الشاعر وهو يقول:

إن الذي بيني وبين بني أبى وبين بني عمى لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمى وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن زجروا طيرا تمر بى زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
لهم جل مالي إن توافر لي غنى وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئس القوم من يحمل الحقد
إن الذم والسباب والشتم كلها أساليب تدل على سقوط الهمة , وفقد المروءة وهو الى أخلاق السوقة وألفاظ العامة أقرب , إن كثيرا من الناس قد خرجوا على مكارم الأخلاق , والسبب كما علمنا يعود الى عيب فى نفوسهم , لا الى عيب فيمن يذمونهم
والإسلام يرفع شأن كل من ترفع عن الذم والشتم , وقابل السيئة بالحسنة أو على الأقل قابلها بالتغافل والسكوت فإن هذا أوقع فى نفس المعتدى , وتأمل أدب القرآن الذي أدب به المؤمنين حين يقول "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقها الا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" سورة فصلت ( 13)

هدى الإسلام فى المزاح :

إنه من الواجب على كل مسلم أن يؤدب نفسه ويهذب أخلاقه ويصون مروءته عن دناءة الغيبة وعن شين الكذب وشنيع الكلام وسوء الظن والنميمة – ورفث المزح.
وكان رسول الله صل الله عليه وسلم " يمزح ولا يقول الا حقاً ومازح عجوزاً تقال إن الجنة لا يدخلها عجوز,فولت العجوز تبكي حينما سمعت ذلك فقال لها إنك يومئذ لست بعجوز الم تسمعي قول الله تعالى إنا انشأناهن إنشاءً فجعلناهن ابكاراً" سورة الواقعة
وكان ابن سيرين يمزح ويضحك حتى يسيل لعابه وسئل عن رجل فقال توفي البارحة فلما رأى جزع السائل قرء قوله تعالى الله " يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" .
عن على رضي الله تعالى عنه " قال إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فتبتغوا لها طرائف الحكمة . (14)

الدعابة الصادقة :

الصحابة والتابعون رضي الله عنهم كانوا يلتزمون الصدق حتى في دعاباتهم وكانت هذه الدعابات ترفيهاً للذهن بالتفكير في مواقف الصالحين يظنها البعض تناقضا مع ما يعتقدون.
من ذلك أن حذيفة بن اليمان دخل يوماً على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عمر كيف أنت يا حذيفة؟ فأجابه: بخير والحمد لله " اننى ممن يحب الفتنه ويكره الحق ويبغض الخير ويشهد على مالم يره ويصلي بغير وضوء ولى في الأرض ماليس في السماء "
فغضب عمر واكفهر وجهه وأمر به أن يسجن ثم استدعي عمر علياً رضي الله عنهما
وروى له ماكان في حذيفة فلما سمع على ضحك وقال صدق الرجل فدهش عمر وقال أتصدقه وقد كفر ؟ ( 15)

فقال الإمام على أما عن حبه للفتنه , فإنه يحب المال والولد وقد قال تعالى " إنما أموالكم وأولادكم فتنه " وأما عن كراهيته للحق فهو يكره الموت وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم " الموت حق" واما عن بغضه للخير فقد يطلق الخير على المطر وكثير من الناس لا يحب المطر وأما عن شهادته على مالم يره فهو يشهد أن محمد رسول الله وهو لم يره , وأما عن صلاته بغير وضوء فهي صلاته على النبي- صلي الله عليه وسلم " ولا يشترط الوضوء لها وأما عن قوله ولى في الأرض ماليس لله في السماء فهو له زوجه وولد وليس لله سبحانه زوجة ولا ولد فضحك عمرو واستبشر وجهه واستحسن من على هذا التفسير الصادق للقول الطريف.
هكذا يمزح المؤمنون ويتداعبون بالصدق ولا يقولون الا الحق ولهم في ذلك فنوادر طريفة وقد إقتدوا في هذا برسول الله صل الله عليه وسلم . ( 16)

العدو يعظ :

"موشي ديان "   يعظ  لقي وزير الدفاع الإسرائيلي في إحدى جولاته شاباً مؤمنأ  ًفي مجموعة من الشباب  في  حي من أحياء قرية عربيه باسلة, فصافحهم بخبث يهودي غادر  غير أن الشاب المؤمن أبي أن يصافحه وقال له:" أنتم  أعداء أمتنا , تحتلون أرضنا وتسلبون حريتنا ولكن  يوم الخلاص منكم آت بإذن الله لتتحقق نبؤة الرسول صل الله عليه وسلم " لتقاتلن اليهود أنتم شرقي النهر وهم غريبه . فابتسم ديان الماكر . وقال : حقاً ، سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض وهذه نبؤه نجد لها في كتبنا أصلاً... ولكن متى؟ واستطرد اليهودي الخبيث يقول : " اذ قام فيكم شعب يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمه الحضارية وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه ويتنكر لتاريخه عندها تقوم لكم قائمه وينتهي حكم إسرائيل".              ( 17)

حورايو المبشرين :

بينما يقول السيد المسيح عليه السلام : أحبوا أعدائكم
باركوا  لاعنيكم , أحسنوا إلى مبغضكم , وادعوا إلى
من يسئ إليكم ويطردكم ,
نجد المبشر" زويمر "  يقول لحوارييه الجدد : إن
مهمتكم ليست هى ادخال المسلمين إلى المسيحية
فإن هذه هداية لهم وتكريما , وإنما مهمتكم أن تخرجوا
المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لاصلة له بالله وبالتالى
فلا صلة له تربطه بالأخلاق , التى تعتمد عليها الأمم فى حياتها
وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الإستعمارى فى
الممالك الإسلامية , وهذا ما قمتم به فى خلال المائة عام
الأخيرة خير قيام , وهذا ما أهنئكم عليه وتهنئكم عليه دول المسيحية
والمسيحيون جميعا كل التهنئة "                 ( 18)
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم