الولد الصالح ثمرة الأسرة الصالحة

أولادنا من غراس أيدينا :

الولد الصالح  ثمرة الاسرة الصالحة واولادنا غراس حياتنا وقطوف آمالنا وقرة عيوننا يقول الله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا سورة الكهف ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام الاطفال دعاميص الجنة وهو نوع من الفرشات الجميلة ويقول صل الله عليه وسلم الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة وقال الشاعر انما اولادنا بيننا ___أكبادنا تمشى على الأرض __--لو هبت الريح على بعضهم ------ لامتنعت عينى عن الغمض ـــوصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من نعمة الحياة

قال تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا "سورة الكهف الآية 46_ تشير هذه الآية الكريمة إلى أن الأموال والأولاد , جمال وقوة فى هذه الحياة الدنيا الفانية , وتبين أن الأعمال الصالحة هى أصل السعادة فى الدنيا والآخرة لمن اجتمع له الولد الصالح والمال الصالح فنعم المال الحلال عند الرجل الصالح والولد الصالح ثمرة الأسرة الصالحة , والباقيات الصالحات هن ولايضرك بأيهن بدأت , سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر , وهذا الكلم الطيب المحبوب عند الله تعالى هو أفضل أجرا وأكثرا ثوابا عند ربك من المال والبنين فربما كان المال والأولاد فتنة ووبال على صاحبه قال تعالى " إنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم " سورة التغابن الآية 15_ ومن هنا كان العمل الصالح هو الملازم للإنسان لما له من الثواب والفضل عند الله تعالى لينال به فى الآخرة ماكان يتمناه فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التصابي للصغير :

عن جبلة بن سحيم قال : دخلت على معاوية بن أبى سفيان وهو في خلافته , وفى عنقه حبل وصبى يقوده فقلت له يا أمير المومنين أتفعل هذا ؟ قال يا لكع اسكت فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول من كان له صبى فليتصاب له " ومعنى الحديث أن ينزل الأبوين لعقلية الطفل مع إرشاده بهدوء وبلا عنف , فقد أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم وأولى بذلك أولادنا وفلذات أكبادنا " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



الأولاد من نعم الله :

قال الشاعر الحكيم _ نعم الإله على العباد كثيرة _ وأجلهن نجابة الأولاد _ قال تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " الآية 46_ سورة الكهف وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقا

إن المال والبنين زينة وجمال فى الحياة الدنيا فإذا كانتا عونا للعبد على طاعة الله كان خيرا وبركة لأنهما بذلك يكونان فى جملة الباقيات الصالحات التى هى خير ثوابا وخير أملا , فطوبى لمن آثر الباقية على الفانية قال تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " سورة الكهف آية 46_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


فى حق الولد على الوالدين

قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم نارا وقودها الناس والحجارة " سورة التحريم وقال صل الله عليه وسلم " مروا أبنائكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر , وفرقوا بينهم فى المضاجع " ويقول الإمام على بن طالب رضى الله عنه " علموا أولادكم فإنهم مخلقون لزمان غير زمانكم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تنشئة الأولاد على أداء العبادات

لقد كان المسلمون الأوائل يحرصون أشد الحرص على تعويد أطفالهم على أداء فرائض الإسلام من صلاة وصيام منذ سن مبكرة لها أثار ايجابية منها تكوين شخصية الطفل المسلم , وتقوية الثقة بالنفس وزرع الإيمان والأخلاق الحميدة وتنشئتهم عليها  حتى إذا كبروا تكون تلك الفرائض قد أصبحت جزاء أصيلا من شخصياتهم وسلوكهم فى حياتهم وهذا يعطيهم المناعة والحصانة ضد أى انحرفات اجتماعية أو سلوكية وتجعل منهم جيلا قادرا على تحمل المسئولية ينفع نفسه ووطنه والمجتمع الذى يعيش فيه "
          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أعمال لاينقطع ثوابها بعد الموت

من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه _ أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث , صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " رواه مسلم وأصحاب السنن

الدنيا مزرعة الآخرة , والمسلم يزرع فيها إيمانا صادقا وعملا صالحا , ليجنى ثوابا جزيلا , ورضوانا من الله تعالى , والعبد إذا مات لم يستطع أن يزرع جديدا , ولا يجنى ثمرة جديدة إلا من ثلاثة أشياء , غرسها طيب , ونفعها مستمر , وثوابها دائم

وهى تتمثل :

1_ صدقة جارية

وهى الصدقة الدائمة والمتجدة , ولا تبطل منفعتها , ولا ينقطع ثوابها بموت صاحبها
كأن يجعل وقفا من ماله أو عقاره , لينفق ريعه فى وجوه الخير , من إطعام الفقراء
وايوائهم , وتعليمهم الحرف النافعة , وكأن يسهم فى بناء المساجد وتعميرها لإقامة شعائر الدين , وكذلك دور المرضى والمصابين , وإنشاء موارد المياه للانسان والحيون , أو ما شابه ذلك مما يدوم نفعه للناس , بعد موت صاحبه .

2_ علم ينتع به

وهو ما يعرف الناس بأحكام دينهم , آدابه وفضائله , ويرغبهم فى العمل به والدفاع عنه , ومن العلم النافع المتجدد الأجر , والاسهام فى فى بناء مدرسة أو معهد للعلم
أو التبرع بمكتبة تحتوى على العلوم الدينية والدنيوية , التى التى تعين الناس على تيسير سبل العيش , وتخفف عنهم ضوائق الحياة ومتاعبها .

3_ ولد صالح يدعوا له

ومن ذلك أيضا دعاء الولد لوالديه بعد موتهما , واجب دينى مطلوب من كل مسلم عند كل صلاة قال تعالى " أن أشكر لى ولوالدى إلى المصير " سورة لقمان
وقال تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " سورة الإسراء
ومثل الدعاء كل عمل صالح يقوم به الولد , ويعمله باسم والديه , من صدقة وصلاة وزكاة وحج ..الخ والمقصود بالصلاة صلاة النافلة والدعاء لهما فيها لأنه لايجوز أن يصلى أحد عن أحد وفى الحديث عنه صل الله عليهوسلم " أن العبد يرفع الدرجة , فيقول يارب أنى لى هذا فيقول , باستغفار ولدك لك " وهذا الأعمال هى الطريق لنيل
ثواب الله ومغفرته وفى ذلك جاءت أحاديث كثيرة

والحديث فيه توجيه وارشاد ونصح وتوضيح ومن ذلك

أ_ أن الصدقة الجارية تتمثل فى العلم النافع , ودعاء الولد لوالديه بعد موتهما
من وسائل البر التى يجنى المسلم. المتوفى ثمارها بعد انقضاء أجله .
ب_ وهذا مما يجعل المسلم أن يحرص , على تربية أبنائة تربية سليمة صالحة
وأن يسخر ماله فى وجوه الخير , ليكون ذكرا فى الدنيا وذخرا فى الآخرة
وليعلم أن ماله ما قدمه , ومال غيره ما آخره .
ج_ فى الكتاب والسنة ما يدل على قبول الدعاء من المسلم نحو غيره حيا كان أو ميتا قال تعالى " ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا " سورة الحشر واستجابة الدعاء لا تتعارض مع القضاء , بل هى جزء منه

د_ والاسلام يقرر أن العمل هو الأساس الذى يقوم عليه , ما يناله المرء من ثواب أو عقاب قال تعالى " وأن ليس للانسان إلا ما سعى " سورة النجم
وقوله تعالى " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " سورة البقرة
ودعاء الولد الصالح لوالده لايتعارض مع نصوص القرآن الكريم , لأن الولد من كسب أبيه الذى أحسن تربيته , فنشأ بارا بوالديه والأب هو صاحب الفضل فيما صار إليه ولده , من صلاح وحب للخير , ومعرفة بحق ربه ووالديه عليه .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الباقيات الصالحات :

يقول تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوبا وخيرأملا سو رة الكهف قال بن عباس رضى الله عنه الباقيات هى الصلوات الخمس وعنه أيضا كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة ورجح ذلك الطبرى والقرطبى وفى الحديث سبحان الله والحمد الله ولا اله الا الله والله وأكبرهن الباقيات الصالحات خلق الله تعالى الدنيا وجعل لها أسباب ووسائل ومن هذه الأسباب المال بجميع ألوانه والأولاد والرجال الذين هم عدة الحرب وآلة العمل وكسب الرزق واذا جمع المال من حلال وأنفق فى حلال فنعم المال الصالح للرجل الصالح أما اذا جمع المال من حرام أو كان الأولاد والأتباع وسيلة للانتصار بالباطل أو الغلبة بدون وجه حق فهذه وسائل مذمومة وحسابها عسير يوم القيامة وأما وسائل الأخرة فهى العمل الصالح والأبناء البررة البنات الصالحات المستقيمات وذكر الله ذكرا كثيرا وكل عمل صالح من قول أو فعل فانه يعتبر من الباقيات الصالحات فاكرام البنت وحسن تربيتها وتعليمها يغرس فيها الكرامة فتنشئى أولادها وأحفادها على الكرامة والعزة وهذا من الباقيات الصالحات وذكر الله والتكبير والتسبيح من الباقيات الصالحات وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأدب فى الصغر :

_ من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا " وقال صل الله عليه وسلم :" أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم " رواه ابن ماجة وقال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " سورة التحريم وقال الإمام على كرم الله وجه ورضى الله عنه : علموا أولادكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حقوق الأبناء :

الأولاد من نعم الله العظيمة على عباده , وزينة الحياة الدنيا كما قال تعالى :" المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " سورة الكهف الآية 46 ـ وهذه النعمة تحتاج منا إلى كثير رعاية وعناية وحفظ
وتربيتهم التربية الصالحة , وتوجيههم التوجيه السديد , يقول صل الله عليه وسلم :" لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بصاع " يعنى أفضل من الصدقة على الفقراء , والحديث لايقلل من شأن الصدقة كما يفهم منه , ولكنه يقول لكل أب لاتشتغل بجمع المال الذى هو من أسباب الصدقة عن تربية أولادك , ويقول صل الله عليه وسلم _ حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويحسن أدبه "
ويقول عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما _ أدب ولدك فإنك مسئول عنه "
ومن أقوال العرب :" الآباء ثلاثة : أب ولدك , وأب رباك , وأب علمك , وخير الآباء من علمك " ومن هذا نعلم أن الوصية بالأبناء عظيمة , وهم أمانة فى أعناق آبائهم ومسئولون عنها يوم القيامة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الولد الصالح ينفع والديه :

_ كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ إن العبد لترفع له الدرجة فيقول أى ربى أنى لى هذا ؟ ؛؛ فيقول باستغفار ولدك لك من بعدك " رواه الإمام أحمد والبيهقى وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ :" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث " صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " رواه البخارى ومسلم وأبو داود فليحرص الوالدين على تربية أولادهم التربية السليمة وعدم اهمالهم حتى يكونوا خير خلف لخير سلف من بعدهم ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإحسان لتربية الأبناء :

روى عن أبى الأسود الدؤلى رضى الله عنه ـ أنه جمع أولاده وقال لهم : لقد أحسنت لكم كباراً وأحسنت لكم صغاراً وقبل أن تُولدوا فقالوا له : إن إحسانك إلينا صغاراً وإحسانك لنا كباراً مالا نمارى فيه ـ فكيف أحسنت لنا قبل أن نولد ؟ قال : فأول : إحسانى إليكم تخيرى لماجدة الأعراق بادٍ عفافها " ومعناه أنه : " اختار لهم أما عفيفة صالحة " وهذه نصيحة غالية يسوقها هذا الأب الصالح لأولاده يعبر لهم بها عن مدى حرصه على تربيتهم التربية الصالحة ووقايتهم من شرور أنفسهم فى الدنيا ونار جهنم فى الآخرة وفى هذا يقول النبى صل الله عليه وسلم :" اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصى الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهى فذلك وقاية لهم من النار " وقوله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة " سورة التحريم الآية 6 ـ " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من وصايا الإسلام :

أوصى الإسلام بالمرأة الحامل خيراً , وضمن لها تغذية سليمة ومعاملة كريمة ويدعوا إلى التخفيف عنها من أى عمل شاق , يعرضها للضرر بصحتها أو بجنينها
فى بطنها وأباح لها الإفطار فى رمضان , مع القضاء بعدة أيام آخر بقدر ما أفطرت
كما نصح الأم بإرضاع الطفل الرضاعة الطبيعية .
كما أوصى الإسلام الوالدين بمعاملة الأبناء دون تفرقة , حتى لا يشعر الطفل بأنه ليس مرغوبا فيه , أو يشعر بالغيرة وهو شعور يدمر شخصية الولد وحياته النفسية
ولهذا يقول النبى صل الله عليه وسلم ـ ساووا بين أبناءكم ختى فى القبلات "
كما يدعوا الإسلام الوالدين إلى الحرص على مداعبة الأطفال , لما لهذه المداعبة
من تأثير جيد على تربية الولد نفسيا واجتماعيا , لا سيما فى سنين حياة الطفل الإولى وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم :" داعبوا أبنائكم سبعا وصاحبوهم سبعا ثم اترك الحبل على الغارب " ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام :

ـ ليس الإسلام مجرد نظريات وقواعد تتمثل فى العقائد وأركان تتمثل فى العبادات , ولكنه أسلوب حياة ومنهج يهدف إلى اصلاح الفرد وسعادة المجتمع , والأخلاق الإسلامية تشمل البرنامج اليومى للمسلم بما يسمح له أن يعيش فى انسجام وسلام مع الحياة من خلال دعوة القرآن حيث قال تعالى :" يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " سورة الأعراف وهذا البرنامج اليومى لايتجاهل الناحية الترويحية فى الحياة , بل إنه يشجع على مزاولة أنواع مختلفة من الرياضة , وإن أخلاق الإسلام تعطى لنا اهتماما كبيرا لإعلاء الغرائز من أجل امتصاص النشاط الزائد أثناء فترة المراهقة عند أولادنا ويعطى الإسلام فى ذلك اهتماما واعيا نحو التربية فى الإسلام كما فى حديث عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قال :" علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل " ولايقتصر فى ذلك على ما جاء فى هذا الأثر بل يدخل فيه كل علم وعمل نافع ومفيد وغير ذلك من الأنشطة الحديثة بما يتفق ومنهج الإسلام كما بينا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الطلاق :

اهتم الإسلام بالإسرة باعتبارها نواة المجتمع وأساسه , إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع , والإسلام لايشجع على الطلاق حتى تتم الحماية للطفل ضد الأمراض النفسية من الإكتئاب والقلق وما ينتج عن انفصال الأم أو الطلاق من كوارث اجتماعية , إنه أبغض الحلال وعلى الرغم من إباحة الشريعة الإسلامية للطلاق فى ظروف معينة عندما تستحيل المعاشرة بين الزوجين , ولكن مهما يكن فإن الأسرة تكون هى ضحية هذا الطلاق حيث ورد عن النبى صل الله عليه وسلم قوله :" أبغض الحلال عند الله الطلاق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صلاح الآباء :

ـ كما جاء فى قوله تعالى :" وكان أبوهما صالحا " سورة الكهف إنهما حفظا بصلاح أبيهما " وقال محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى :" إن الله تعالى ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده , وقريته التى هو فيها , والدويرات التى حولها فما يزلون فى حفظ الله تعالى وستره " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آباء وأبناء :

مما يروى أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ـ رضى الله عنه :
خَلَّف أحد عشر ابنا , فأخذ كل ابن من أبنائه ثلاثة أرباع الدينار وقال :
لهم عند وفاته : يابنى ليس لى مال فأوصى فيه .
وخَلَّف هشام بن عبد الملك أحد عشر ابنا فأصاب كل واحد من البنين
ألف الف دينار .
فأما أولاد عمر بن عبد العزيز فما رؤى أحد منهم إلا وهو غنى , ومنهم
واحد جَهَّز من ماله مائة ألف فارس فى سبيل الله .
وأما أولاد هشام ابن عبد الملك فما رؤى أحد منهم إلا فقير .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر ما تقول أمام أولادك :

ـ مما يروى أن صاحب الدار خرج لقضاء عمل وترك ضيفه مع طفل له , وظل الطفل ينظر فى وجه الضيف بكثرة والحاح ويتأمل فيه ليرى هل صحيح ماقال : والده عن صاحبه أنه بلسانين ووجهين , فقال : له الضيف لماذا تتامل فىَّ هكذا فقال له لأن والدى يقول عنك بأنك بوجهين ولسانين مع أننى لا أرى إلا وجها واحدا ولسانا واحدا " ولذلك نطلب من الآباء والأمهات والكبار أن لا يتحدثوا أمام الأبناء بما لا يفهمونه ونكون بذلك قد أخطأنا فى حقنا قبلهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أنت ومالك لأبيك :

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنهم أن رجلا أتى النبى صل الله عليه وسلم فقال : يارسول الله صل الله عليه وسلم :" إن لى مالا وولدا , وإن ولدى يحتاج , او يجتاح مالى قال :" أنت ومالك لأبيك , إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا
من كسب أولادكم " صحيح سنن أبى داود وابن ماجة تحقيق الشيخ الألبانى
بل إن الأب لو أعطى ابنه شيئا ثم أراد أن يرجع فى عطيته فله ذلك ولا جناح عليه ولا اثم , بعكس لو أعطى غير أبنائه فلا يجوز له الرجوع فيما أعطى وذلك لما رواه ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم يرفعان الحديث :" لا يحل للرجل أن يعطى عطية , ثم يرجع فيها إلا الوالد فيما يعطى ولده , ومثل الذى يعطى العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد فى قيئه " صحيح سنن الترمذى وقال الترمذى قال : الشافعى رحمه الله تعالى : لا يحل لمن وهب هبة أن يرجع فيها , إلا الوالد فله أن يرجع فيما أعطى ولده . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حقوق الأولاد :

ـ قال عبد الله بن شداد رضى الله عنه بينما رسول الله صل الله عليه وسلم يصلى بالناس إذ جاءه الحسين , فركب عنقه وهو ساجد . فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمرٌ , فلما قضى صلاته قالوا : قد أطلت السجود يارسول الله , حتى ظننا أنه قد حدث أمر , فقال : إن ابنى قد ارتحلنى , فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته " وفى هذا تعليم لأمته بالرفق بالولد والبر به " الأدب لأبى حامد الغزالى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة والد :

نصح والد ولده فقال : يابنى اعرف أهل الفضل والعلم
والأدب وتقرب منهم , وتعود مجالستهم وأعطهم سمعك
إذا تحدثوا وطاعتك إذا نصحوا .
واحذر أهل السوء والفساد وتجنب مخالتطهم وإياك
والسير معهم وتقليدهم , وبذلك تحيا حياة الأتقياء
وتنال جزاء السعداء . وصل الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم