الاسلام يدعوا الى الاحتشام فى الملبس والزينة :

الاسلام يدعوا الى الاحتشام فى الملبس والزينة :

لقد أنعم الله تعالى على الناس بنعمة الثياب سترا لعوراتهم وجعل منها أنواعا فاخرة يتزينون بها فى حياتهم العامة وامتن عليهم بهذه النعمة فقال تعالى:" يبنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءتكم وريشا ولباس التفوى ذلك خير " سورة الاعراف
فأباح لهم أن يتمتعوا بما يسترهم ويزينهم منها قال تعالى قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق الاعراف
لكن الله حرم علينا أن نسرف فى زينتنا أو فى مطالب حياتنا
فقال تعالى :" يبنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين " سورة الاعراف
ولقد أباح الاسلام للمرأة أن تلبس الحرير وتتحلى بالذهب وحرمهما تحريما مؤكدا على الرجال كما أباح لها أن تتزين وتتجمل فى غير تبرج الخاهلية ويحرم على المرأة أن تضع طيبا لغير زوجها وقد كانت نساء النبى صل الله عليه وسلم يلبسن الملون من الثياب ويتحلين بالذهب ورضى النبى صل الله عليه وسلم لهن ذلك أما تتبرج المرأة بأن تبدى محاسنها وزينتها أمام من لا يحل له أن يرى ذلك منها فحرام قولا واحدا لما يؤدى الى الفساد والفتنة " (1)

وقد أمر الله النساء بغض أبصارهن عن غير أزواجهن وألايظهرن شيئا من زينتهن الا ما لايمكن اخفاؤه كالثياب الظاهرة والخاتم قال تعالى:" ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أوأبائهن " سورة النور وعن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت دخلت أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه على النبى صل الله عليه وسلم وعليها أثواب رقاق فأعرض عنها وقال ما معناه يا أسماء ان الفتاة اذا بلغت مثل سنك لم يصلح أن يرى منها الا هذا وأشار الى وجه وكفيه " وهو حديث حسن لغيره وله من شواهد الأحاديث الصحيحة ما يدعم معناه
والذى ينظر الى حال المسلمات اليوم يرى أن كثيرا من النساء والفتيات لا يلتزمن تعاليم الدين فى الملبس والزينة ويبالغن فى ذلك مبالغة ممقوتة ضارة بهن وبغيرهن
وأيضا من الأمور التى لايقرها الشرع ما نراه من بعض الشباب ينسون فتوتهم وما لا يليق برجولتهم وينحرفون الى منافسة الفتيات فى الملبس والزينة
والاسلام يدعوا الى الجمال والكمال فللناس أن يتزينوا بالثياب والزينة ولكن فى غير سرف ولا عجب وحسب الزى للرجل والمرأة ما يستر العورة وليكن ما يكن فى تفصيله وتقسيمه وللرجال والنساء زيهم اللائق بهم وحرام على المرأة أن تتبرج بزينتها أو تكشف من جسمها ما يعده الشرع من عوراتها"
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ( 2)

للرجل زيه وللمرأة زيها :

عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما _ قال " لعن رسول الله صل الله عليه وسلم :" المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
رواه البخاري  واللعن معناه الطرد من رحمة الله لغضبه عليه .
يخبرنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم كان يدعوا على الرجال الذين يتشبهون بالنساء وعلى النساء اللاتي يتشبهن بالرجال أن يطردهم الله من رحمته وذلك يدل على أن النبي صل الله عليه وسلم يمقت هذا الفعل ويكره من الرجال والنساء أن يفعلوه
لقد خلق الله كلا من الجنسين خلقا يلائم ما أعد له فجعل الرجل قويا جلد
ليكون صالحا للكفاح فى الحياة وعمارة الأرض واستغلال ما فيها لمنافع البشر وجعل المرأة رقيقة موافقة التكوين التي خلقت له من إنجاب الأولاد وإرضاعهم وتنشئتهم وإيناس الرجل ومواساته وتدبير معيشته فى بيته فإذا تشبه الرجل بالمرأة فرقق صوته ولون أظافره وزجج حاجبيه وتثنى فى مشيته أو لبس الحرير أو تحلى بالذهب فإنه بذلك يتمرد على فطرته التى فطره الله تعالى عليها ويشوه رجولته فيسقط من أعين الرجال ويعجز عن اقتحام الأخطار واحتمال الصعاب وذلك يسئ الى شخصيته ومجتمعه ويسخط الله ورسوله عليه وجدير بالفتاة العاقلة السليمة الفطرة ألا ترض بمثل هذا زوجا وكذلك إذا تشبهت المرأة بالرجال فى لباسهم وكلامهم ومشيتهم وخشونتهم فإن ذلك يبعدها عن أنوثتها وهى سر جمالها
فتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال انتكاس للفطرة التى فطر الله الجنسين عليها وتعويق لكل من الجنسين عن القيام بأداء رسالته التى خلق لها وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 3)

بين مفهوم حديث ومنطوقه :

_ عن معقل بن يساررضى الله عنه قال: عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس إمرأة لا تحل له " رواه الهيثمى فى مجمع الزوائد " وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ـ و ليس فى الحديث هذا دليل على تحريم المصافحة للمرأة الأجنبية , وأما الدليل الصحيح هو فعله صل الله عليه وسلم :" أنه ما صافح إمرأة قط " كما فى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم :" كان لايصافح النساء فى البيعة " قال الهيثمى اسناده صحيح وكما فى الحديث الآخر من حديث أميمة بنت رُقيقة رضى الله عنها : أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إنى لا أصافح النساء وإنما قولى لمائة امرأة كقولى لإمرأة واحدة " حديث صحيح وعن عائشة رضى الله عنها قالت :" وما مست يد رسول الله صل الله عليه وسلم يد إمرأة إلا يملكها " أى يملك نكحاحها ـ رواه البخارى ( 4)

ولذلك قال أهل العلم بأن المس كما فى الحديث الأول معناه : " الجماع ومقدماته " وهو الإتصال بالمرأة على النحو المعروف وفى القرآن الكريم حكاية عن مريم الصديقة عليها السلام " قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا " سورة مريم آيه 20 _ وبيان الشواهد الأدلة فى ذلك أكثر من أن يذكر وأشهر من أن يحصر " ولذلك نجد أن من يأخذ بهذا الحديث على ظاهره يقول بأن المصافح للمرأة الأجنبية فاسق ومرتكب كبيرة حتى أن بعضهم وصل بها الحد على أنه يُكفر من قال أن المصافحة ليست بحرام " نعم قد تكون المصافحة حرام لمن يمسك بيد المرأة , وفى طبعه دنائة وفى قلبه مرض ويُخاف من ورائها فتنة . ( 6)

, وكذلك ينطبق الحديث على من يزاحم فى المواصلات العامة ,  ولا يرعى آدبا ولا حياء من عديمى المروءة والإنسانية ,  ممن أمامه رجلا كان أو امرأة , وأما مجرد المصافحة لا ينطبق عليها الحديث المهم الذى أريد أن نخلص له فى ذلك أن نكون أمناء فى استدلالنا بالأحكام الشرعية , فلا نجعل المكروه حراما , أو السنة فرضا " حتى لا نكذب على الله سبحانه فنكون من الآثمين ونجعل من أنفسنا مشرعين قال تعالى :" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " سورة الشورى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ( 7)

الاحتشام فى الملبس :

ـ إن الإحتشام فى الملبس وستر العورة للرجل والمرأة من فرائض الاسلام , وحسب الزى مايستر العورة وليكن ما يكن فى تفصيله وتقسيمه سواء من الرجل أو المرأة , كما أمر الجميع بغض البصر والاستقامة والبعد عن مواطن الريبة , والشبهة و منكرات الفواحش والذنوب , قال تعالى :" ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " سورة الاسراء الآية 32 ـ وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالالتزام وسلوك السبيل المستقيم كما أمر الله النساء بالعفة والطهارة والتستر والحياء والتزام الزى المناسب الذى يستر العورة , قال تعالى :" ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلا بيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " سورة الاحزاب الآية 59  ـ "والجلباب هو الثوب الخارجى ويشمل العباءة والبلطو والملاءة والتايير والفستان وهو كما قلنا فى المقدمة كل رداء يستر المرأة بشرط أن يكون واسعا لا يحدد العورة , وأن يكون ثقيلا لايشف عما تحته , وأن لا يكون زينة فى نفسه ,  وان لا يكون معطرا قال تعالى :" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيبوبهن ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن الخ " سورة النور الآية 31 ـ  وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم ( 8 )

إلى كل مسلمة دعوة للحذر:

_ على المرأة والفتاة المسلمة الحكيمة الواعية أن تحذر هذه الدعوات المغرضة , من أولئك الناشزات فكريا ودينيا , الذين يدعون غيرهن إلى التجرد من الحياء ولباس الفضيلة , وذلك بعد أن فشلن فى حياتهن الإجتماعية ولم يعد لهن عمل إلا الجرى وراء ألعيب الشيطان وهن يردن تقليد نساء أوربا ليس فقط فى الزى والتكشف وعدم ارتداء الحشمة بل يردن مساوتهن فى طلبهن المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث وغيره , وأن يعشن مع أزواجهن فى البيوت ليس رجل مع امرأة بل رجل مع رجل , بما يساعد على الندية فى المعاملة , وبذلك تضيع الحقوق والواجبات , و ينقلب البيت رأس على عقب , ومما يجب على المرأة والفتاة المسلمة أن تكون نفسها ولا تقلد غيرها , ( 9)

, لأنها تعيش لرسالة وهدف ولها دين يحكمها بعد أن عاهدة ربها على ذلك بإيمانها وامتثالها لأوامرة واجتناب نواهيه قال تعالى :" يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلببهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " سورة الحجرات الآية 59 ـ وقوله تعالى :" ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .. إلخ الآية من سورة النور الآية 31ـ إن المرأة المسلمة كانت ولا تزال مستمرة على أوامر دينها العظيم , من الطهر والعفة , والكرامة والوفاء , والصبر والعزيمة وهى المثل الأعلى فى الدنيا لكل أم وفتاة , فليت نساء اليوم يسمعن ويبصرن ويستجبن لتعاليم الله وشرعه ولاينسقن وراء هذا السراب من الخداع وزيف الحضارة الواهية وتمدينها المقيت " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم( 10) ومن أراد المزيد حول هذا الموضوع فلينظر منتدى الأخلاق وتزكية النفس ـ باب المرأة بين الحشمة والحجاب من القرآن والسنة وغيرها فى نفس الباب

المرأة فى الإسلام :

ـ يقول الله تعالى :" وقل للمؤمنات يغضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو اخوانهن أو بنى اخوانهن أو بنى أخواتهن أو نساءهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور الأية 31ـ مما لاشك فيه أن صيانة جسد المرأة من التهتك , وخروجها حاسرة سافرة من أعظم أسباب الفساد والتدهور الخلقى , الذى يعود على المجتمع بالضرر والإنحلال واشاعة الفاحشة , ولهذا نهى الله العليم الخبير النساء عن التبرج , لما فيه من اغراء لنفوس الرجال , وهو سبحانه العليم بمواطن الضعف فى الإنسان قال تعالى :" الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " سورة الملك الآية 14_ ( 11)

وقوله تعالى فى سورة الأحزاب " يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما " الآية 59 ـ فهاتان الآيتان متكاملتان حول معنى واحد وهو تحديد ما يجب على المرأة المسلمة أن ترتديه بحيث يحجب جسدها كله , فلا ينكشف منه إلا ما تدعو الحاجة إليه عند التعامل , وهو الوجه والكفان , عملا بقول الله تعالى " إلا ما ظهر منها " وحد الوجه : من منبت شعر الرأس إلى أسفل الذقن وما بين شحمتى الأذن بحيث لايظهر شئ من شعر الرأس إلى أسفل الذقن , وما بين شحمتى الأذن بحيث لايظهر شئ من الشعر ولا القرط ( الحلق ) ولا الأذن ولا شئ من العنق ولا يكون الثوب مظهرا لما تحته , ولا ضيقا , يفصل أجزاء الجسد , ولا لافتا للنظر بلون أو تفصيل يسترعى أنظار الآخرين , ( 12)

وهذا يدخل فى حكم التبرج المنهى عنه فى القرآن الكريم , ومن ثم فالمطلوب من المرأة المسلمة ـ بمقتضى هاتين الآيتين
أن تستر رأسها ورقبتها وصدرها " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " وأن يكون ثوبا ساتراً لجميع جسدها فلا يرى الغير منها إلا الوجه والكفين " يدنين عليهن من جلابيبهن " يفسر هذه الآية ما رواه أبو داود عن عائشة رضى الله عنها ـ أن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما " دخلت على النبى صل الله عليه وسلم ـ فى لباس رقيق يشف عن جسدها فأعرض عنها النبى صل الله عليه وسلم ـ وقال :" يا أسماء , إن المرأة إذا بلغت المحيض , لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه " حديث حسن لغيره
وإذا كان قد أبيح للمرأة كشف وجهها ولكن من غير زينة , فإذا زينت وجهها بالأصباغ المعروفة وجب عليها أن تستر زينة وجهها بقناع , وإذا طلت أظافرها وكفيها وجب أن تستر زينة يديها بقفاز , ( 13)

, وكما جاء فى " لسان العرب " أن الزينة هى كل ما يضفى حسنا وبهجة " ولا يقتصر ذلك على ما تتحلى به المرأة من الحلى والثياب والجواهر , وما تتجمل به من الأصباغ والأدهان
بل هى كل ما يستلفت النظر إلى الزينة وإن كانت مستورة , كما قد يسمع عند الحركة من رنين الحلى , ولهذا شرع الله الحجاب وحرم النظرة المريبة فقال : صل الله عليه وسلم ـ العين تزنى وزناها النظر " وقال صل الله عليه وسلم :" ثلاث أعين لاتمسها النار :" عين غضت عن محارم الله , وعين حرست فى سبيل الله ـ وعين بكت من خشية الله " وقال : عيسى عليه السلام ـ " من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها قلبه " ( 14)

ولتتدبر المرأة أيضا قوله تعالى :" فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا " سورة الأحزاب 32 ـ والمعنى ـ يا نساء النبى محمد صل الله عليه ـ لستن فى الفضل والمنزلة كغيركن من النساء , إن خفتن الله تعالى فلا تتحدثن مع الأجانب وهم من غير المحارم من الرجال , بصوت لين يُطمع الذى فى قلبه فجور وميل للنساء , وهذا أدب واجب على كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر , وقلن قولا بعيدا عن الريبة , وما لاينكره الشرع , فالتبرج قد يكون فى الصوت بتمارضه ولينه ودلاله فإذا التزمت المرأة فى حديثها فلا حرج عليها ولا اثم كما قال الله " وقلن قولا معروفا " وكذلك يدخل فى حكم التبرج إذا تعمدت المرأة لفت النظر إليها بطيب ريحها ووضع العطر الذى لايجوز إلا للزوج , يقول صل الله عليه وسلم ـ" إذا خرجت المرأة متعطرة فإنها زانية "
( 15)

وبذلك نرى كيف أن الإسلام حرص على عفة المرأة وحماية لشرفها أن يُمتهن وحفظا لعرضها أن يُبتذل , والمرأة المسلمة الفاضلة المحترمة ذات الخلق والدين , يتخرج من تحت أيديهن الرجال والمصلحون
والفتيات الفضليات ذات الخلق والدين , والشباب الصالحين ومن هنا نبدأ الإصلاح
ولعل فى حديثنا هذا عبرة تستلفت أنظار النساء اللاتى لاهم لهن إلا الجرى وراء مغريات التزين الملفت وتقليد الغرب فى أزيائهن وموضاتهن "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 16)

الزى فى الإسلام :

هل فى الإسلام زى خاص للرجل والمرأة لايجوز مخالفته ؟

والجواب : أنه ليس للمسلم والمسلمة زى خاص يُعرفا به , بحيث لاتجوز مخالفته يستوى فى ذلك الرجل والمرأة والصغير والكبير , ويحرم على الرجل لبس الحرير مطلقا , سواء كان فى ثوب أو عمامة أو غيرها كما قال صل الله عليه وسلم ـ :" لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه فى الدنيا لم يلبسه فى الآخرة " متفق عليه
والذى يجب على الرجل والمرأة فقط هو ستر العورة , بملابس لاتشف ولاتصف بغض النظر عن شكل ما يلبس أو مادته أو لونه , إلا ما ورد النهى عنه كالحرير للرجل , وما يقصد به التشبه من الجسين بالآخر , فالمرأة لها زيها وللرجل زيه لورود النص بالحرمة كما بينا من قبل , وكذلك كل مافيه فخر وخيلاء وشهرة , وقد نهى السنة الشريفة عن تطويل الثياب للرجل , وأن يكون عند الكعبين وهما العظمتان البارزتان عند القدم . (17)

فقال صل الله عليه وسلم :" ما أسفل الكعبين من الإزار فى النار " و قوله صل الله عليه وسلم :" الإسبال يكون فى القميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر إليه يوم القيامة " وقوله صل الله عليه وسلم :" لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء " متفق عليه   والخيلاء كان علامة على الغنى والكبر ـ وأن يبتعد عن الألوان الفاقعة التى تستلفت النظر , أوالإسبال والتطويل تنزيها للثوب عن القذورات , وعلى المرأة أن تطيل ثيابها حتى يغطى ظهور قدميها , ولاتزيد على هذا حرصا على طهارته  عند سيرها فى الطريق وقول النبى صل الله عليه وسلم عندما سألت أم سلمة رضى الله عنها : ما يصنع النساء بذيولهن قال : يطهره ما بعده " حيث كانت الأرض رملية وتساعد على الطهارة ـ قال تعالى :" وثيابك فطهر " سورة المدثر الآية 4ـ وكذلك ما يتنافى عند حداد المرأة على زوجها ليس السواد وليس ذلك شرطاً فى الحداد , بل يجوز غيره مما لايلفت النظر وكذلك  ليس فى الإسلام زى خاص للحكام والعلماء والقادة وغيرهم , ( 18)

وما يلبس على الرأس
بالنسبة للرجل من عمامة وغطاء وغيره , ليس فيه نص موجب وإن كان هذا معروفا لدى العرب لظروف البيئة لكن لم يرد نص بوجب ذلك , وما ورد فهو ضعيف وهى من قبيل المباح التى لا يثاب فاعلها ولايُعاقب تاركها , و تفصيل الملابس وألوانها تختلف بإختلاف العصور والظروف .
وما ورد من الحديث يأمر بالملابس البيضاء وتكفين الموتى بها , والأمر بها للندب والإستحباب وليس للوجوب كما قال : أهل العلم  وفى الحديث الصحيح عن ابن عباس رضى الله عنه ـ عن النبى صل الله عليه وسلم :" كل ما شئت وألبس ما شئت , ما أخطأتك خصلتان خلصلتان سرف ومخيلة " وقوله صل الله عليه وسلم :" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف " متفق عليه  
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  ( 19)

المرأة والزى الشرعى :

ـ مما لاشك فيه أن الحجاب الذى هو ستر للمرأة لجسدها وعدم ابدائها لمفاتينها هو جوهر التكريم الحقيقى للمرأة المسلمة , ويصونها ويحميها ممن فى قلوبهم مرض يقول تعالى :" يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين كان الله غفورا رحيما " سورة الأحزاب الآية 59 ـ وعندما تخرج المرأة مبتذلة الثياب كاشفة عن مفاتنها فإنها تتعرض لمعاكسات الصغير والكبير من الرجال ممن فى قلبه مرض وذلك لعدم التزامها ملابس الحشمة والوقار فى سلوكها ومشيتها وفى الحديث الصحيح الذى رواه الطبرانى فى الصغير من حديث ابن عمر رضى الله غنهما ـ قال صل الله عليه وسلم :" سيكون فى آخر أمتى نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات " وفى رواية " ولا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " ومن ثم فرض الله تعالى الزى الشرعى على المرأة حماية لها , وأوجب على المجتمع الحرص على شرفها وكرامتها وعدم التعرض لها بالإيذاء بالقول أو الفعل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 20 )

من أحكام الختان للذكور والإناث :

صحت بذلك الأحاديث أن الختان واجب على الذكور ولا خلاف عند أهل العلم فيما يتعلق بختان الذكور , أما ما يتعلق بختان النساء فقد اختلف فيه كثير من أهل العلم وها أنا أتيك بالخلاصة فيما يتعلق بخفاض الإناث وهو فى حكم الإناث مكرمة كما قال النبى صل الله عليه وسلم فى بعض الرويات :" الختان واجب على  الذكور مكرمة فى حق النساء" وليس هناك دليل على منعه فى حق المرأة أو الأمر به فالتى لم تختتن ليست نجسة وعبادتها صحيحة ولم ترتكب ذنبا على أن الأفضل لها الختان , وليس الختان محرما كما يُظن ويدعى البعض من غير علم إلا من أجل حب الظهور هنا وهناك : وبعد ـ وإن أحسن ما قيل فى ختان النساء ,

وهو ما عبرت عنه السنة كما فى حديث أم عطية وأم حبيبة رضى الله تعالى عنهما ـ فى قوله صل الله عليه وسلم لها :" أشمى ولا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للرجل  " وفى رواية أخفضى ولا تنهكى " وهو حديث حسن صحيح بمجوع طرقه  فالذى يتولى هذه العملية الجراحية يجب أن تكون طبيبة مسلمة ثقة عالمة بسنة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فى هذا الأمر , وأن يتخذ لهذه العملية من الإجراءت والإحتياطات ما يتخذ لأى عملية أخرى , حتى لايحدث مضاعفات يترتب على ذلك أثاراً جانبية سيئة فيظن أن الختان هو السبب فى ذلك , وقد تحدث بعض الآثار الجانبية مثلا عند خلع ضرس فهل يكون  فى هذا دليل على تحريم خلع الضرس أو لمنع اجراء أى عملية أخرى من أحل التداوى وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" تدووا عباد الله فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا وجعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله "

, وليس كل البنات يتسوين فى هذا الحكم كما قلنا قد بينت السنة أنه مكرمة يعنى من الأمور المباحة والمباح حكم شرعى فى الشرعية الإسلامية لايعاقب على تركه , إن لم يكن عند البنت ما يدعوا لذلك , فهناك من البنات من تستحق الختان وكلمة الطبيبة المسلمة الثقة كما قلنا هى الفيصل فى ذلك , وهناك من لا تستحق لأنها ليس عندها ما يدعوا لهذه العملية وذلك لاعتبارات منها , التكوين الجسمى والنفسى وكذلك البيئة والمناخ له كذلك اعتباراته , وبذلك نعلم أن الأمر هين وسهل فى ظل العقل والفكر السمح مع تتبع خطى الإسلام فى ذلك وغيره من أحكام يحتاج الباحث المسلم أن ينظر فيها من خلال قواعد الدين العامة وأحكامه الكلية "  وصل الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه وسلم

استدراك فقهى :

وأما الإحتجاج بعدم تختين بنات النبى صل الله عليه وسلم ـ  على عدم الجواز فهو غير سديد , لأنه لايلزم من عدم وروده عدم حصوله , كما أنه إذا سلم عدم الحصول فلا يلزم عدم الجواز , لأنه استدلال بالترك , وترك النبى صل الله عليه وسلم للشئ لايدل على عدم حصوله قال تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر فقد ذكر النهى ولم يذكر لنا ما ترك فأصبح فى دائرة العفو مباحا قد يتأكد فعله وقد لايفعل لعدم الحاجة له كما ذكرنا من قبل   , ومن هنا نعلم أن الإستدلال بالترك باطل كما هو مقرر فى أصول الفقه فاتنبه لذلك فإنه مفيد ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تقبيل اليد بين الحل والحرمة :

إن تقبيل اليد وسيلة من وسائل الإعتراف بالفضل لذوى الصلاح والخير , وهو يقع حسب القصد منه من الطرفين , فقد يكون المقبل ليد ذوى الصلاح نيته حسنة وغايته نبيلة ولكن الذى قبلة يده نيته سيئة وهو راغب ومحب لذلك حتى أن منهم من تصل به الجراءة لرفع يده لكل داخل عليه ووصل الأمر إلى تقبيل الرجل بل وتقبيل الحذاء وهذا مما لايجوز شرعا بل هم محرم لاشتماله على هذه المفاسد , وبذلك نعلم أن تقبيل يد ذوى الصلاح والفضل جائز ما لم يشتمل على ما ذكرنا , ومما يجب على المسلم أن يقبل يد أبويه حتى لو كانا عاصيين وذلك اعترافا بفضلهما وطاعة وتواضعا لهما قال تعالى :" أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير " سورة لقمان

تقبيل محرم قولا واحد :

ومن التقبل المحرم تقبيل يد المرأة الأجنبية باسم التقاليد الفاسدة وجريا وراء العادات والبدع المستوردة , والمرأة الأجنبية هى كل امرأة يحل لك الزواج منها ويحرم عليك الخلوة بها " وكذلك تقبيل يد الرئيس أو الأمير نفاقا , وتقبيل من لا تحل له من النساء باسم التحية العائلية سواء كان التقبيل للخد أو اليد فهو حرام شرعا قولا واحد , وفاعل ذلك والراضى به أثم ولا شك وقد بينا من قبل كما ثبت عنه صل الله عليه وسلم :" أنه ما صافح امرأة قط إلا امرأة تملكه يمينه " وأنه صل الله عليه وسلم كان يبايع النساء بالكلام من غير مصافحة كما كان يفعل مع الرجال " بالله التوفيق والله أعلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم كشف المرأة لرأسها أمام زوج الأخت وأخو الزوج :

إنه لايجوز للمرأة شرعا كشف شيئا من عورتها , ولا أن تظهر من محاسنها ما لايوز ابداءه إلا أمام زوجها ومحارمها , وشعر المرأة جزء من عورتها وليس زوج الأخت ولا أخو الزوج من محارمها بل هم أجنبيان عنها يقول تعالى :" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن
أو نسائهن إلى آخر الآية من سورة النور وبذلك يتبين لنا أنه مما يجب على المرأة أن
تراعى أوامر دينها وأن تستر عورتها وتحفظ نفسها بما شرع الله تعالى . ومن أراد الزيادة عن هذا الموضوع فلينظر كتابنا " حكم الإعلان عن الزوج وبيان الرأى الصحيح ففيه إفادة كثيرة وجواب على كثير من الأحكام التى تخص المرأة  انظر باب من فقه التربية ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم