تفسير آيات متنوعه من القرآن :

من هدي القرآن الكريم :

أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب , الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب , والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار , جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب , سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "سورة الرعد من الآية 19ـ الـ 23ـ

هذه الآيات من سورة الرعد وهي من السور التي نزلت على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة , وشأنها كبقية السور المكية التي تبحث في أمور العقيدة وبيان توحيد الله الواحد الأحد , والحديث عن رسالات الأنبياء وخاتمهم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ـ وهي تُعالج شبهات الكافرين والملحدين , حول ما جاء به الوحي والرسالة والبعث والنشور , والجزاء على ما قدم الإنسان من خير أو شر , والسورة الكريمة تتناول أوصاف أهل السعادة وأوصاف أهل الشقاوة , وتضرب لنا الأمثال لكل صنف من هؤلاء بالأعمى والبصير , وفي الخطاب القرآني تسلية ضمنية لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ لما يُلاقيه من عنت المكذبين وجحود الكافرين , على أن أصحاب الحق المؤمنون برسالات الأنبياء ليسوا , كأهل الباطل الذين عمت بصائرهم عن رؤية الحق الواضح ؟

, فهم يحرصون على كل خير أمرهم به مولاهم وخالقهم , من صلة الأرحام والعطف على الفقراء والمحتاجين , وهم يفعلون ما أمرهم به الله تعالى تقوى منهم وحياء وخشية له سبحانه في السر والعلن , ومع هذا فهم يخافون أن لا يُتقبل منهم , لما ارتكبوه من معاصي وذنوب سلفت منهم , وأن الله تعالى لا يغفر لهم , فهم في عبادتهم وما يُقدمونه من أعمال بين الخوف والرجاء , والذي دفعهم إلى ذلك خلق الصبر فالصبر ضياء , ومعناه حبس النفس عن كل مكروه وسوء , وعدم الجزع لما ينزل بهم من أذي طلبا لمرضاة ربهم , وأقاموا الصلاة بشروطها وآدابها كاملة غير منقوصة , وأدوا زكاة أموالهم المفروضة لكل فقير ومحتاج , بل زادوا على ذلك من النفقات المستحبة , في السر والعلانية , وفي معاملاتهم مع غيرهم أتبعوا السيئة الحسنة , ولم يُقابلوا السيئة بمثلها ,

, وأولئك الموصفون بتلك الصفات العالية والشمائل الرفيعة , لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون , في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار , حيث يُقيمون فيها إقامة دائمة ولا يزولون عنها , ومعهم الصالحون من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم , والملائكة يدخلون عليهم من كل باب بالتهنئة والبشريات السارة على ماهم فيه من النعيم , جزاء وفاقا على صبرهم على طاعة ربهم , وبعدهم عن معصيته قولا وفعلا , فنعم الخاتمة الحميدة والجزاء في جنات ونهر ومقعد صدق عند مليك مقتدر .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :
يقول الله تعالى : " مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبي الذين اتقوا وعقبي الكافرين النار " سورة الرعد الآية 35 ـ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة , الجنة ، قال الله جل وعلا: أتشتهون شيئاً؟ قالوا: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ فيقول: بل رضاي أكبر". الجنة عالية وقطوفها دانية , وظلها دائم وثمرها لا ينقطع ولا يزول ولا ينقص , تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار , أعدها الله تعالى لعبادة الذين عبدوه وخافوه واتقوه , واجتنبوا المعاصي وأدوا الفرائض , فكانت حياتهم عبادة , وسعيهم قيادة , وقيامهم تدبرا وجلوسهم تذكرا , تلك هي عاقبة أهل الإيمان , وعاقبة الكافرين النار لا يُقضي عليهم فيموتوا ولا يُخفف عنهم من عذابها " . دعاء :" اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول الله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما تفعلون ." سورة الصف هذه الآية الكريمة تبين للمسلم حين يتكلم في الدين أو ينصح غيره ويوجهه أن يكون هو أول الناس إلتزاماً بما ينصح به ويرشد إليه. وقد جعل الإسلام على كل إنسان فرضا واجبا أن يؤدي حق الله سبحانه وتعالى فيما علمه أن يبلغه ويُعلمه غيره , يقول الرسول صل الله عليه وسلم بلغوا عنى ولو آية. ".قال الله سبحانه وتعالى :" وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " سورة آل عمران وقال تعالى :" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي من بعد ما بينه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون , إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم سورة البقرة ففي هذه الآية الكريمة بيان من الله تعالى فيمن يكتم علما أن لا تُقبل له توبة حتي يُبين ويُعلن عما كتمه وأسره .

وحتي يتحرر الإنسان من القيد ويتكلم بما علم لا بد وأن يُعطي للعلم قدره.عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن الناس قد أحسنوا القول كلهم - كل الناس تحسن أن تتكلم - فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حقا ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه.كل الناس تتكلم كلاما جيدا ثم ينقسمون قسمين قسم يعمل بما يقول فهو الذي أخذ حظه من العلم واستفاد منه.. وقسم لا يفعل ما يقول فكأنه يوبخ نفسه أو يقرعها على هذه المخالفة. قال تعالى :" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ." سورة البقرة .".. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من هدي القرآن :

يقول الله تعالى :" إن المتقين في جنات وعيون , آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين , كانوا قليلا من الليل ما يهجعون , وبالأسحار هم يستغفرون , وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ." الآيات من سورة الذريات من 15 ـ 19 ـ
تتحدث هذه الآيات عن المتقين وأوصافهم , ورضاهم بما أعطاهم الله تعالى من نعيم مقيم , في جنات عظيمة جزاء وفاقا , على إحسانهم بما قدموا من أعمال , ومن ذلك قيامهم بالليل بعد أدائهم الفرائض , فقد كانوا ينامون قليلا من الليل , ويُصلون لربهم قانتين , ومع إحسانهم فقد كانوا يعدون أنفسهم مذنبين , وفي أواخر الليل وقُبيل الفجر وبالأسحار هم يستغفرون الله تعالى من ذنوبهم , وفي أموالهم نصيب معلوم من حق واجب أومستحب , للفقراء والمحتاجين الذين يسألون الناس , والذين لا يسألونهم حياء ..".. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من هدي القرآن :

يقول تعالى :" إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ." سورة لقمان الآية 34 ـ هذه الآيات ترشدنا إلى أن الله تعالى وحده هو الذي يعلم كل ما يقع في الكون من أحداث في المستقبل , وما يحدث للإنسان في حياته من خير أو شر , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , علم ذلك وقدر قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة مما تعدون , وهو وحده يعلم ما تحمل كل أنثي من التي تلد مولدها لأقل من تسعة أشهر , والتي تسقطه قبل تمام الحمل , وهو وحده يعلم الوقت التي تنزل فيه الأمطار في شتي بقاع الأرض , وأنه وحده العالم أين ومتي يموت الإنسان , وهو وحده الذي يعلم الوقت الذي تكون فيه القيامة ليقلقي كل إنسان جزاءه على ما قدم من خير أو شر , وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،

، وعن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال سمعت أبي بريدة - يقول : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : " خمس لا يعلمهن إلا الله عز وجل" : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير . هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجوه وحديث ابن عمر : قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله" : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير .." موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

العمل الصالح يُخلد صاحبه ويرفعه مكانا عليا في الدنيا والآخرة ولو كان فقيرا معدما قال تعالى :" من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أحسن ما كانوا يعملون " سورة النحل الآية 97ـ وكما يقول الإمام الطبري في تفسيره جامع البيان أنهم ذكروا في سبب نزولها  عن أبي صالح ، قال : جلس ناس من أهل الأوثان وأهل التوراة وأهل الإنجيل ، فقال هؤلاء : نحن أفضل ، وقال هؤلاء : نحن أفضل ، فأنزل الله تعالى:" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون  ." وفي التفسير الميسر قال عن هذه الآية من عمل عملا صالحا  ذكرا كان أم أنثي وهو مؤمن بالله ورسوله , فلنحيينه في الدنيا حياة سعيدة مطمئنة ولو كان قليل المال , ولنجزينهم في الآخرة ثوابهم بأحسن ما عملوا في الدنيا ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى :" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجغلوا لله أنداد وأنتم تعلمون " الآية 21 ـ 22 ـ وكمافي التفسير الميسر بتصريف لهذه الآيات , وفي ذلك نداء للبشر جميعا أن اعبدوا الله الذي رباكم بنعمه السابغة التي لا يُحصيها العد , وأعظم النعم نعمة الإسلام , فخافوه وامتثلوا طاعته , ولا تُخالفوا له أمرا ولا نهيا , وتذكروا أنه سبحانه وتعالى أوجدكم من العدم بقدرته بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا , كما أوجد الذين من قبلكم , رجاء أن تكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه من أجل صلاح حياتكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة , وكما خلق لكم الأرض بساطا وسهل لكم حياتكم عليها , وجعل لكم السماء حفظا لكم بما أحكمت من البناء وأنزل منها مطرا بواسطة السحاب المسخر بين السماء والأرض , فأخرج لكم به زرعا مختلفا ألوانه ومن أنواع النبات رزقا لكم , فلا تجعلوا لله أندادا ونظراء في العبادة والتشريع وأنتم تعلمون تفرده بالخلق والرزق واستحقاقه العبودية الخالصة , قال تعالى :" ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " سورة الأعراف الآية 54 ـ فسبحانه وتعالى تعاظم وتنزه عن كل نقص , ليس كمثله شئ وهو السميع العليم , رب الخلق أجمعين ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

العمل الصالح يُخلد صاحبه ويرفعه مكانا عليا في الدنيا والآخرة ولو كان فقيرا معدما قال تعالى :" من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أحسن ما كانوا يعملون " سورة النحل الآية 97ـ وكما يقول الإمام الطبري في تفسيره جامع البيان أنهم ذكروا في سبب نزولها عن أبي صالح ، قال : جلس ناس من أهل الأوثان وأهل التوراة وأهل الإنجيل ، فقال هؤلاء : نحن أفضل ، وقال هؤلاء : نحن أفضل ، فأنزل الله تعالى:" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ." وفي التفسير الميسر قال عن هذه الآية من عمل عملا صالحا ذكرا كان أم أنثي وهو مؤمن بالله ورسوله , فلنحيينه في الدنيا حياة سعيدة مطمئنة ولو كان قليل المال , ولنجزينهم في الآخرة ثوابهم بأحسن ما عملوا في الدنيا ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول الله سبحانه وتعالى:" قل لعبادي الدين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ..إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " سورة الزمر الآية 52ـ اعلموا رحمكم الله تعالى وإياكم أن المولى العزيز الرحيم هو الذي يغفر لكم ذنوبكم مهما كبرت ويكفر عنكم سيئاتكم مهما عظمت فرحمته أوسع وعفوه أعظم من خطاياكم وذنوبكم فأكثروا من الاستغفار والتوبة ولا تتوقفوا عن ذكر الله حتى لا ينساكم بعفوه وستره وكرمه , وفي دعاء سيد الاستغفار ما يؤكد هذا المعني كان النبي صل الله عليه وسلم يقول : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة " . أخرجه البخاري و مسلم. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول الشيخ السعدي رحمة الله تعالى في تفسير هذه الآية :لما أتم الله ليوسف ما أتم من التمكين في الأرض والملك وأقر عينه بأبويه وإخوته وبعد العلم العظيم الذي أعطاه الله إياه فقال مقرّاً بنعمة الله شاكراً لها داعيا بالثبات على الإسلام :" رب قد آتيتني من الملك " وذلك أنه كان على خزائن الأرض وتدبيرها ووزيرا كبيرا للملك ، :" وعلمتني من تأويل الأحاديث " إي من تأويل أحاديث الكتب المنزلة وتأويل الرؤى وغير ذلك من العلم :" فاطر السموات والأرض أنت ولى في الدنيا والآخرة توفني مسلما " أي : أدمني علي الإسلام وثبتني عليه حتى توفاني عليه ، ولم يكن هذا دعاءً باستعجال الموت :" وألحقني بالصالحين " من الأنبياء والأبرار والأصفياء والأخيار " ا,هـ بتصريف يسير , وقال ابن القيم الجوزية رحمة الله تعالى ـ في التعليق على هذه الآية أنها جمعت هذه الدعوة أي دعاء يوسف عليه السلام : بالإقرار بالتوحيد ، والاستسلام للرب ، وإظهار الافتقار إليه ، والبراءة من موالاة غيره سبحانه وتعالى ،و كون الوفاة على الاسلام أجل غايات العبد ، وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد ، والاعتراف بالمعاد ، وطلب مرافقة السعداء . بتصريف يسير" . .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

قال الله تعالى : " الذين أمنوا وعملوا الصالحات طُوبي لهم وحُسن مآب   " سورة الرعد الآية 29 ـ الذين أمنوا وعملوا الصالحات " ابتداءٌ " طُوبى لَهم " خبره." واختلفوا في تفسير طُوبى  . روي عن ابن عباس رضي الله عنها قال : " فَرَحٌ لهم وقُرّةُ عين. وقال عكرمة: نِعْمَ مالهم. وقال قتادة: حسنى لهم. وقال معمر عن قتادة: هذه كلمة عربية, يقول الرجل للرجل: طوبى لك ، أي: أصبت خيرا. وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال الفراء: "أصله من الطيب , والواو فيه لضمة الطاء, وفيه لغتان , تقول العرب: طوباك وطوبى لك أي: لهم الطيب  "وَحُسْنُ مَآبٍ " أي: حسن المنقلب. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: طوبى اسم الجنة بالحبشية. قال الربيع: هو البستان بلغة الهند .

. وروي عن أبي أمامة وأبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهم قالوا: طوبى شجرة في الجنة تُظِلُّ الجنانَ كلها. وقال عبيد بن عمير: هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صل الله عليه وسلم, وفي كل دار وغرفةٍ غصن منها لم يخلق الله لوناً ولا زهرةً إلا وفيها منها إلا السواد, ولم يخلق الله تعالى فاكهةً ولا ثمرة إلا وفيها منها. تنبع من أصلها عينان: الكافور والسلسبيل. قال مقاتل: كل ورقة منها تُظِلُّ أمة عليها مَلَكٌ يُسبِّح الله عز وجل بأنواع التسبيح . وروي عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سأل رسول الله ما طوبى؟ قال" :شجرةٌ في الجنة مسيرة مائة سنة, ثيابُ أهل الجنة تخرجُ من أكمَامِها . وعن معاوية بن قُرّة عن أبيه يرفعه: " طوبى شجرةٌ غرسها الله تعالى بيده, ونفخَ فيها من رُوحه, تنبت الْحُلِيَّ والحُلَل وإن أغصانها لَتُرى من وراء سُور الجنة .

أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة, أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث , أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي , أخبرنا عبد الله بن محمود, أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال , حدثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد, عن زيادٍ مولى بني مخزوم, أنه سمع أبا هريرة يقول: إنّ في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلِّها مائة سنةٍ " لا يقطعها " اقرؤوا إن شئتم: وَظِلٍّ مَمْدُودٍ " الواقعة – 30 ـ فبلغ ذلك كعباً فقال: صدق والذي أنـزل التوراة على موسى عليه السلام والقرآن على محمد , لو أنّ رجلا ركب حقّةً أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هَرِماً , إن الله تعالى غرسها بيده ونفخ فيها من رُوحه , وإنّ أفنانها لمن وراءِ سور الجنة, ما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة . وبهذا الإسناد عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن الأشعث بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: في الجنة شجرة يقال لها طوبى , يقول الله عز وجل لها: تفتَّقِي لعبدي عما شئت فتنفتق له عن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما شاء, يفتق له عن الراحلة برحلها وزمامها وهيئتها كما شاء وعن الثياب ... تفسير البغوي للآية 29 ـ.". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية :

يقول تعالى :" يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن , ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا , ذلك الفوز العظيم ." سورة التغابن الآية 9 ـ والمعني واذكروا يوم الحشر الذي يحشر الله فيه الأولين والآخرين، ذلك اليوم الذي يظهر فيه الغُبْن والتفاوت بين الخلق ، فيغبن المؤمنون الكفار والفاسقين: فأهل الإيمان يدخلون الجنة برحمة الله ، وأهل الكفر يدخلون النار بعدل الله. ومن يؤمن بالله ويعمل بطاعته ، يمح عنه ذنوبه ، ويدخله جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، خالدين فيها أبداً، ذلك الخلود في الجنات هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده. التفسير الميسر .

. وفي تفسير الطبري : عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :" ذلك يوم التغابن من أسماء يوم القيامه عظمه وحذره عباده وقوله ومن يومن بالله ويعمل صالحا يقول تعالى ذكره ومن يصدق بالله ويعمل بطاعته وينته الى أمره ونهيه يكفر عنه سيئاته و يمح عنه ذنوبه ويدخله جنات تجري من تحتها الانهار ويدخله بساتين تجري من تحت اشجارها الانهار وقوله خالدين فيها أبدا لابثين فيها أبدا لا يموتون ولا يخرجون منها وقوله ذلك الفوز العظيم يقول خلودهم في الجنات التي وصفنا النجاء العظيم." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وقفات إيمانية :

قال تعالى :" إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " الأية 69 ـ سورة المائدة ـ يقول تعالى :" إن الذين آمنوا " ويُقصد بهم الذين آمنوا بكتب الله تعالى المتقدمة مثل صُحف إبراهيم ، والذين آمنوا بما نطقت به التوراة وهم اليهود ، والذين آمنوا بما أتى به الإنجيل وهم النصارى ، فهذا ترتيب على حسب ما تَرَتّبَ تنزيل الله كتبَه ، فصحف إبراهيم عليه السلام قبل التوراة المنزلة على موسي عليه السلام ، والتوراة قبل الإنجيل المنزل على عيسي عليه السلام ، فرتبهم الله تعالى في هذه الآية على ما رتبهم عليه في بعثة الرسالة التي جاءت إليهم ونزلت عليهم ، ثم أتى بذكر الصابئين وهم الذين لا يثبتون على دين ، وينتقلون من ملة إلى ملة ، ولا كتاب لهم كما للطائفتين اللتين ذكرهما الله تعالى في قوله: "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا" فوجب أن يكونوا متأخرين عن أهل الكتاب .

وهنا يؤكد الله تعالى الكلام لكل الناس ، والناس قسمان : قسم يتبعون كتب سماوية وهم أهل القرآن "إن الذين آمنوا " وأهل الكتاب "الذين هادوا والنصارى". وقسم ليس لهم كتاب سماوي ك "الصابئين" ويدخل في هذه الكلمة كل الناس غير أهل القرآن وأهل الكتاب كالبوذيون والبراهمانيون والوثنيون وغيرهم، فالآية مؤكدة لكل الناس : أن من كان عنده إيمان فطري بالله واليوم الآخروعمل صالحا تحسبا لذلك اليوم فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، مثل هؤلاء هم الذين يهديهم الله للإسلام. يفسر هذه الآيات هذه الأية الكريمة :" ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا , ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدلون الجنة ولايظلمون نقير " الأية من 123 ـ 124 ـ سورة النساء وأيضا قوله تعالى وقد جاءت الأية السابقة رداً على ذلك :" وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين , بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون " الأية 111 ـ 112 ـ سورة البقرة ـ ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

قال تعالى :"يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " سورة التغابن الآية 9 ـ ثم حذرهم سبحانه من أهوال يوم القيامة فقال تعالى يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن والظرف يوم متعلق بقوله تعالى قبل ذلك ثم لتنبئن بما عملتم " والمراد بيوم الجمع يوم القيامة سمى بذلك لأنه اليوم الذي يجتمع فيه الأولون والآخرون في مكان واحد للحساب والجزاء وسمى أيضا بيوم التغابن لأنه اليوم الذي يغبن فيه أهل الحق أهل الباطل والتغابن تفاعل من الغبن بمعنى الخسران والنقص يقال غبن فلان فلانا إذا بخسه حقه بان اخذ منه سلعه بثمن اقل من ثمنها المعتاد وأكثر ما يستعمل الغبن في البيع والشراء وفعله من باب ضرب ويطلق الغبن على مطلق الخسران ,

والمعني : أي قل أيها الرسول الكريم لهؤلاء الجاحدين للبعث لتبعثن يوم القيامة ثم لتنبون بما عملتم يوم القيامة يوم يجتمع الخلائق للحساب فيُغبن فيه أهل الحق أهل الباطل ويُغبن فيه المؤمنون الكافرين لأن أهل الإيمان ظفروا بالجنة وبالمقاعد التي كان سيظفر بها الكافرون لو أنهم أمنوا ولكن الكافرين استمروا على كفرهم فخسروا مقاعدهم في الجنة ففاز بها المؤمنون , قال القرطبي يوم التغابن أي يوم القيامة وسمى يوم القيامة بيوم التغابن لأنه غبن أهل الجنة أهل النار أي أن أهل اجنه اخذوا الجنة وأهل النار اخذوا النار على طريق المبادلة فوقع الغبن على الكافرين لأجل مبادلتهم الخير بالشر والنعيم بالعذاب يقال غبنت فلانا إذا بايعته أو صاريته فكان النقص عليه والغلبة لك فان قيل فأي معامله وقعت بينهما حتى يقع الغبن فيها قيل له هو تمثيل الغبن في الشراء والبيع .

وقال الألوسى ما ملخصه ذلك يوم التغابن أي يوم غبن فيه أهل الجنة أهل النار فالتفاعل ليس على ظاهره كما في التواضع والتحامل لوقوعه من جانب واحد واختير للمبالغة وقد ورد هذا التفسير عن ابن عباس ومجاهد وقتادة واختاره الواحدى وقال غير واحد ذلك يوم التغابن أي اليوم الذي غبن فيه بعض الناس بعضا بنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء وبالعكس ففي الحديث الصحيح " ما من عبد يدخل الجنة إلا أرى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا وما من عبد يدخل النار إلا أرى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسره " وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة وفيه تهكم بالأشقياء لأنهم لا يغبنون حقيقة السعداء بنزولهم في منازلهم من النار ثم فصل سبحانه أحوال الناس في هذا اليوم الهائل الشديد فقال ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار أي ومن يؤمن بالله تعالى إيمانا حقا ويعمل عملا صالحا يكفر الله تعالى عنه سيئاته التي عملها في الدنيا بان يزيلها من صحيفة علمه فضلا منه تعالى وكرما وفوق ذلك يدخله بفضله وإحسانه جنات تجرى من تحت ثمارها الأنهار خالدين فيها أبدا أي خلودا أبديا ذلك الذي ذكرناه لكم من تكفير السيئات ومن دخول الجنات هو الفوز العظيم الذي لا فوز يقاربه أو يدانيه ." التفسير الوسيط ".. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.