النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم - أحب إلينا من أنفسنا...

عن معني الحب وأهمية محبة رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-كما أمر الله تعالى بذلك.

النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم - أحب إلينا من أنفسنا...

كما في حديث أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال:قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"رواه مسلم
مما لاشك فيه أن حب الرسول صل الله عليه وسلم-له مكانة كبيرة ومنزلة عالية في قلب كل مؤمن تفوق محبة الآباء والأمهات والأبناء، فالرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم هو الرحمة المهداة والنور المبين الذي ساعد في رفع الغمة عن الأمة وأعادها إلي رشدها وإلي الحق الواضح فقد أخرجنا الله تعالى به من عبادة العباد إلي عبادة الله وحده لا شريك له،ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة،ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام،اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تؤكد علي هذا الحب وتبين لنا أن حب رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-هو فرض لازم وأمر واجب علي كل مسلم مؤمن،وهو يقطع علي النفوس كل مطمع ويضعها في كفة، وحب الله تعالى،وحب رسوله الكريم في كفة كما في قوله تعالى:"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" سورة التوبة: الآية ٢٤-اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

والمعني:قل-يا أيها الرسول- للمؤمنين: إن فَضَّلتم الآباء والأبناء والإخوان والزوجات والقرابات والأموال التي جمعتموها والتجارة التي تخافون عدم رواجها والبيوت الفارهة التي أقمتم فيها، إن فَضَّلتم ذلك على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله فانتظروا عقاب الله ونكاله بكم. والله لا يوفق الخارجين عن طاعته.الميسر.
ففي هذه الآية الكريمة اعلام لمن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا بما يتهددهم من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، بسبب انصرافهم عن حقيقة هذا الحب أو عدم الإيمان به، فهذه آية عظيمة تبين أهمية وجوب هذه المحبة في أعمال المؤمنين وقلوب الصادقين.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى: "كفى بهذه الآية حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على لزوم محبته، ووجوب فرضها، واستحقاقه لها صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم، إذ قرع تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وأوعدهم بقوله تعالى: "فتربصوا حتى يأتي الله بأمره" ثم فسقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله".اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال:سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم-يقول:إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم بأذناب البقر،ورضيتم بالزرع،وتركتم الجهاد،سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره.
وليس في الحديث مايدعوا إلي ترك العمل للدنيا والحث علي عمارتها من خلال إقامة الحرف والمهن الصناعية والزراعية والتجارية وغيرها مما يرفع من شأن الأمة الإسلامية ولكن مفهوم الحديث يحثنا علي عدم طغيان الدنيا علي حياتنا وألا نبتعد عن العمل للآخرة بالانغماس في مطالب الدنيا وملذاتها ونترك الجهاد في سبيل الله تعالى الذي فيه عز الأمة الإسلامية حيث تكون كلمة الله تعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلي.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

وفي آية أخري دليل عظيم وبليغ مبين عن مدي صلة المؤمنين وما يجب عليهم تجاه نبيهم صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم- في قول الحق تبارك وتعالى:" النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم"سورة الأحزاب الآية ٦ -ولقد قام رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-بتبليغ الرسالة وأداء الآمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة على الوجه الذي أراده سبحانه وتعالى، ولذلك؛ فإن الحديث عن محبة رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم- في قلوبنا دائما ما يُصاحبه رجفات في نبضات القلب ورهبة واحترام ممزوجة بشوق إليه وحب له يحتل ثنايا وأعماق أرواحنا؛ ونفوسنا،اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

ولما لا ونحن نتحدث عن أشرف الخلق وخاتم النبيين والمرسلين صاحب الخلق العظيم وحبيب رب العالمين المكرم في الأرض وفي السماء صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم- ولذلك إذا لم يجد المسلم نفسه غارقا في حب رسوله الكريم صل الله عليه وآله وصحبه وسلم، فعليه أن يراجع إيمانه ويراجع نفسه ويُراجع قراءة سيرة نبيه الكريم صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم، لكي يحصل على الدرجة الإيمانية الهامة،اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

ولقد جاءت الإشارة الربانية إلي عظيم ورفعة محبة رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-في كثير من الآيات القرآنية،كما في قول الله تعالى:"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم"سورة التوبة: الآية ١٢٨-والمعني:لقد جاءكم أيها المؤمنون رسول من قومكم، يشق عليه ما تلقون من المكروه والعنت، حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم، وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة.الميسر.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

‏وهذا الأمر الرباني الحكيم مما يؤكد لنا علي حب رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-ووجوب طاعته واتباع سنته.
وقد ‏وردت الأحاديث النبوية الشريفة كذلك التي تؤكد علي أن حب النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم هو دلالة علي اكتمال الإيمان، كما في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه،قال: قال: رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.وفي رواية أخرى لهذا الحديث:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وأهله والناس أجمعين".اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

وكان ثوبان رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله صل الله عليه وسلم:" شديد الحب له قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه يعرف فيه الحزن فى وجهه فقال: له " ما غير لونك"؟ فقال : يارسول الله ما بى من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم إني ذكرت الآخرة أخاف ألا أراك لأنك ترفع الى عليين مع النبيين وإنى إن دخلت الجنة كنت فى منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة لم أرك أبدا فنزل قوله تعالى"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" صححه الألبانى بشواهده.
عن أنس بن مالك:رأيت أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم:" فرحوا بشئ لم أرهم فرحوا بشئ أشد منه،قال رجل:يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله فقال رسول الله صل الله عليه وسلم:" المرء مع من أحب"صححه الألبانى.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

‏وهناك من الأسباب التي تؤدي إلي إلي هذه المحبة ومنها -
-طاعته صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم-فيما أمر واتباع سنته والتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاقه صل الله عليه وآله وصحبه وسلم- في الظاهر والباطن.
-‏قراءة سيرته صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم:وأن نعلمها لأبناءنا. وقد قال السلف رحمهم الله تعالى:" كانوا يعلموننا مغازي رسول الله صل الله عليه وسلم كما يعلموننا الآية من القرآن".
- الابتعاد عن كل ما يُغضب الله تعالى ورسوله الكريم صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم- من قول أو فعل أو نوايا.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

-الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى والحرص علي الصلاة والسلام علي النبي المصطفي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-.في كل وقت وحين.
-تعظيم الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-في القلب والنفس وفي السر والعلن وتوقيره واجلاله واحترامه.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

-نصرة الرسول الكريم صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-والذب والدفاع عنه في وجه أعداء الدين والجهلاء ولا يتم ذلك إلا من خلال تعظيم سنته وإحيائها والعمل علي نشرها والالتزام بها قولا وعملا.
-الاقتداء بالرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-في العبادة والأخلاق ورفع شعار الله غايتنا والرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم قدوتنا.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

- محبة آل بيت رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم- والصحابة رضوان الله عليهم،وتوقيرهم.
-الدعوة وإقامة الدروس والمحاضرات والندوات العلمية في التعريف بهذا النبي العظيم صل الله عليه وآله وصحبه وسلم- وما كان عليه من هدي كريم وتوضيح كيف كان الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-سببا في نفع البشرية بجميع لغات العالم لكي يعيها ويفهمها القاصي والداني، فقد وصفه ربه الكريم بقوله سبحانه وتعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سورة الأنبياء الآية ١٠٧- فلا سعادة للبشرية جمعاء في الدنيا والآخرة إلا في الإيمان بهذا النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم- فمن آمن به سعد ونجا ومن لم يؤمن به خاب وخسر.اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.

- تربية الأبناء والنشء الحديث علي محبة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم.
-النجاح في الحياة من أعظم وسائل نصرة النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم والتعبير عن حبه واتباع سنته،ليكون المسلم مُستحقا لأن يُباهي به النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم-باقي الأمم يوم القيامة.أسأل الله تعالى العلي العظيم أن يملأ قلوبنا بحبه وحب نبيه محمد صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم- وآل بيته وأصحابه، وأن يرزقنا شفاعته يوم القيامة.موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود.اللهم أمين يارب العالمين وتقبل الله منا ومنكم أجمعين الدعاء وصالح القول والعمل وصل الله و سلم و بارك علي سيدنا ومولانا محمد و علي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثيراً.