من واجب المسلم أن يُعز دينه ويدفع عن وطنه .

واجب المسلم أن يُعز دينه ويدافع عن وطنه :

أولا : اعزاز دينه :

وقد جاء الإسلام بعقائد , وعبادات , ومبادئ وقيم , تُنظم حياة الناس , وترقى بها ,
وتصلهم بخالقهم عز وجل , وتقيم بينهم أوثق الروابط , على أسس من الإخاء والتعاون والمودة , ولهذا يجب على المسلم أن يحرص على دينه حرصه على حياته , والمسلم فى إعزازه لدينه إعزاز لنفسه , ومجتمعه وأمته .
ومن إعزاز الدين , أن نقيم شعائره , ونلتزم تعاليمه , ونعمل بها , ففى التمسك بهذا كله اعتزاز بالدين , والدين لا يُعز ولا ينتصر عندما يصبح مجرد كلمات تتلى , وتُحفظ فى بطون الكتب , ولذلك امتدح الله تعالى المؤمنين الذين يعتزون بدينهم فيعملون به , وجعلهم خير الناس قال تعالى :" إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك خير البرية " سورة البينة الأية 7 ـ

والمسلم مطالب على أن يحفظ عزته وكرامته , وألا يقبل المذلة لنفسه , ولا يقبلها لأخوانه وأمته , باذلا فى سبيل ذلك ما يستطيع من جهد أو مال , أو فكر قال تعالى :" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " سورة المنافقون الأية 8 ـ ويكفى أن ندرك إهتمام الدين بهذه العزة من أن الأية قرنت عزة المسلمين بعزة الله ورسوله صل الله عليه وسلم ـ وكذلك من اعزازك لدينك , ألا ترضى بشئ يمس الدين , وإن كان يسيراً
فلا ترضى أن يُهمله أحد , أو يستهين بتعاليمه , أو يُتجرأ عليه , وأن تُقاوم ذلك ما استطعت يقول صل الله عليه وسلم :" لايؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما "

ومن اعزاز الدين : أن يكون المسلم فى عون إخوانه المسلمين وإن كانوا فى أقصى الأرض , لأن التعاون والتضامن بين المسلمين يجعل منهم قوة يَعتز بها الدين , وتعلوا كلمته , قال صل الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " فعلى المسلمين اليوم أن تكون الوحدة الإسلامية , أعلى وأقوى من كل خلاف أو خصومة
فإذا حدث شيئ من ذلك وجب على المسلمين , المسارعة إلى الإصلاح فيما بينهم استكمالا لوحدتهم قال تعالى :" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " سورة الحجرات الأية 10 ـ

ثانيا: واجبه فى إعزاز وطنه وحمايته :

ومن حديث سراقة بن مالك رضي الله عنه يقول النبي صل الله عليه وسلم خيركم المدافع عن قومه عشيرته ما لم يأثم " رواه أبو داود وعن الدين والوطن : يقول حكيم :من لا خير فيه لدينه , لا خير فيه لوطنه لأنه إن كان ينقضه عهد الوطنية غادرا فاجرا , فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدر وأفجر , وإن الفضيلة للإنسان أفضل الأوطان فمن لم يحرص عليها فأحر به أن لايحرص على وطن السقوف والجدران " وقد ورد فى الأثر :" أن حب الوطن من الإيمان " فالوطن قطعة من الإنسان الذى يعيش به , قبل أن يعيش عليه , يستظل بسماءه , وينعم بخيره , ولهذا كانت رعايته والمحافظة عليه , رعاية للفرد , والمجتمع , والأمة جميعا , ومن رعاية الوطن حمايته من كل عدوان يتعرض له , فالعدوان بغى وظلم , وقد أباح الإسلام للمسلمين أن يُدفعوا عن أنفسهم , إذا ما إعتدى عليهم معتدى ووعدهم بنصره قال تعالى :" أذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير " سورة الحج الأية 39 ـ وقال سبحانه :" فمن إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " سورة البقرة الأية 190 ـ

ومن اعزازك لوطنك : أن تجد فى عملك , وتؤديه على خير وجه , وأن يتقن كل عامل ما يقوم به من عمل , حتى تتحقق لهم التنمية الشاملة فى كل نواح حياتهم .
وبهذا يكون العز للوطن , لأنه لاعزة لأمة يستشرى فيها الكسل والبطالة , ولهذا نجد الإسلام يحثنا على العمل , وقد كان الأنبياء جميعا يعملون , ولهم حرف يؤدونها , ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ المثل الأعلى فى هذا الميدان برغم أعباء الرسالة كان يعمل ولا يتخلف عن عمل فيه خير للمسلمين , واعزاز لدينهم وأرضهم , كما حدث حين تعرضت المدينة ـ المجتمع الأول للدولة الإسلامية , تعرضت لخطر المشركين , وعندما أشار بعض الصحابة على حفر الخندق , لحماية المدينة من هجوم أعدائها , وقد أصر النبى صل الله عليه وسلم ـ على أن يشترك مع المسلمين فى حفر الخندق , وأخذ يضرب بالمعول ويحمل التراب على كتفه , حتى أنشد الصحابة : إن قعدنا والنبى يعمل ـ فذلك العمل المضلل .

ومن اعزازك لوطنك : الحرص على العلم والإستزادة منه , فالعلم هو أساس كل حضارة وتقدم , وهو أداة كل قوة ومنعة , لاسيما ونحن فى عصر " التكنولوجيا "
والصواريخ والذرة , وأن ترتقى بعلمك فى أعلى الدرجات , وتتفوق فيه , وفى ذلك عزة لوطنك وإعلاء من شأنه , وقد حث الإسلام على العلم قال تعالى :" وقل ربى زدنى علما " سورة طه الأية 114 ـ وقد قال صل الله عليه وسلم :" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " حديث حسن
ومن اعزازك لدينك ووطنك : أن تبتعد عن كل ما يسئ , إلى وحدة الأمة وخاصة وطنك الذى تعيش فيه , فالفرقة ضعف , والإتحاد قوة , ولذلك نهانا الله تعالى عن كل ما يجر إلى الفرقة والشقاق بقوله تعالى :" ولا تنازعوا فتفشلوا تذهب ريحكم " سورة الأنفال الأية 46 ـ " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الوطن من الإيمان :

الوطن كلمة بسيطة وحروفها قليلة ، ولكنّها تحمل معاني عظيمة وكثيرة نعجز عن حصرها ، فهو هويتنا التي نحملها ونفتخر بها ، وهو المكان الذي نلجأ له ونحس بالأمان ، هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا معناً ، وهو نعمة من الله أنعمها علينا ، فيجب علينا أن نحميه وندافع عنه ونفديه بروحنا وأغلى ما نملك ونعمل كيدٍ واحدة لبقاءه آمناً وصامداً ، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة نظر إلى الأولى وقال :" والله إنى لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ولا تركتك أبدا ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الوطن من الإيمان :

_ عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة نظر إلى الأولى وقال :" والله إنى لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ولا تركتك أبدا " وكيف لا وهو القائل صل الله عليه وسلم فى الحديث " خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم " ومن هنا يتضح لنا حب النبى صل الله عليه وسلم لوطنه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وامعتصماه بين الأمس واليوم :

أيها العرب : هذه قصة امرأة من المسلمين أسيرة ترجع بكم إلى آلاف السنوات التي كانت فيها نخوة و مرؤة العرب في ذروتها ، و تلامس أسماع الرجال ، ففي مدينة العمورية في تركيا عندما اعتدي عليها يهودي وقام برفع رداءها صرخت بملء حنجرتها " واه معتصماه " فوصل ما قالته إلى المعتصم بالله في بغداد و رد قائلا : لبيك يا أختاه . فقد كرت لنا كتب التاريخ والسير أن المعتصم كان جالساً في الليل في ديوان الخلافة . فسمع ضجيجاً . ولما دخل الحارس سأله . فقال رجلٌ أعيته الدنيا يطلب لقائك على عجل .فقال ادخلوه . فلما دخل سلم . فقال له المعتصم : أورائك أمرٌ من أمور الدنيا أم أمر من أمور الآخرة ؟؟فقال : بل من أمور الآخرة . فقال قل ما عندك .فلما اخبره قال : والله لا اجلس في مجلس حكمي هذا حتي تطأ قدم فرسي أرض عموريه " أرض في بلاد الروم "وقال بأعلى صوته " لبيك يا أختاه " فكتب إلى ملك الروم .من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كـلب الروم .أطلق سراح المرأة وإن لم تفعل بعثت لك جيشاً أوله عندك وأخره عندي .وكانت سنة 223 هـ ..

فأرسل الجيش وغزا الروم وفتح الله على يديه عموريه .نـعم تلك هي نخوة المعتصم وكتب إليه ملك الروم كتاباً يتهدده . فرد عليه :بسم الله الرحمن الرحيم .أما بعد . فقد قرأت كتابك وسمعت ندائك .والجواب ما سوف ترى لا ما تسمع . "وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار " سورة الرعد : الآية 42 .وجهّز جيشاً ضخماً أرسله على وجه السرعة لإنقاذ المسلمين ، يبدأ من العمورية بــ تركيا و ينتهي ببغداد العراق ثمّ خرج بنفسه على رأس جيش كبير وفتح عمورية ، وهي من أعظم المدن البيزنطية هذا هو المعتصم الغيور على دين الله . هذا هو المعتصم رجل النجدة والشهامة العربية , و هي لم تكن أخته من أمه و أبيه و لم تكن من نفس عشيرته و لكن النخوة العربية و مرؤة المسلمين تحركت بداخله " فأين أنتم أيها الحكام العرب من إخوانكم في حلب وفي سوريا وهنا وهناك من أرض الله تعالى فاعلموا أنكم ستسألون عما كنتم تعملون , قال تعالى :" وقفوهم إنهم مسئولون ."سورة الصافات ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم