| من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:14 pm | |
| , قال وأنشأ عكاشة بن محصن من بنى أسد قال سعيد وكان بدريا قال يا نبى الله ادع الله , أن يجعلنى منهم فقال : اللهم اجعله منهم قال : أنشأ رجل آخر قال يا نبى الله ادع الله أن يجعلنى منهم , فقال : سبقك بها عكاشة قال : فقال : رسول الله صل الله عليه وسلم _ فإن استطعتم فداكم أبى أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا , ولا تكونوا من أصحاب الضراب , وإلا فكونوا من الأفق فإنى رأيت ناساً , كثيراً قد ناشبوا أحوالهم ثم قال : وإنى لأرجوا أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا , ثم قال : إنى لرجوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال : فكبرنا قال : إنى لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة قال فكبرنا قال ثم تلا رسول الله صل الله عليه وسلم _ هذه الآية ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " قال فقلنا بينما من هؤلاء السبعون ألفا فقلنا هم الذين ولدوا فى الإسلام ولم يشركوا قال فبلغه ذلك فقال : بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " ( 26)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:14 pm | |
| ذكرالنار وما جاء فيها من أهوال :
لما ذكر الله تعالى حال أصحاب اليمين , وما آلوا إليه من النعيم المقيم والفضل العميم والثواب العظيم , عطف عليهم بالذكر أصحاب الشمال وهم الذين يأخذون كتابهم بشمالهم من أهل النار من الكافرين والمكذبين , والفاسقين والمجرمين فقال تعالى عنهم " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال " فما أسوأ حالهم ومآلهم وفى الآية الكريمة ترهيب وتخويف لما صاروا إليه بسبب أعمالهم المشؤمة , حيث ذكر لهم من العقاب والعذاب ماهم حقيقيون به فأخبر سبحانه وتعالى أنهم فى سموم وحميم ,أى ريح وهواء حار من حر جهنم تأخذ بأنفاسهم وتقلهم أشد القلق , ويقول ابن عباس رضى الله عنهما " ويل هو واد فى جهنم تستغيث نار جهنم من حره , وهو مسكن من يؤخر الصلاة عن وقتها " فكيف بمن يتركها ولا يؤديها . ( 27)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:15 pm | |
| , والحميم هو ماء حار تناهى فى شدة حره يقطع أمعائهم وقوله تعالى :" وظل من يحموم " قال ابن عباس رضى الله عنهما : أى لهب نار يختلط بدخان كما قال الله تعالى :" وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم " وهذا كقوله تعالى :" آنطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون , آنطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لاظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جملة صفر ويل يومئذ للمكذبين " سورة المرسلات فالكافرين والمجرمين يقال لهم يوم القيامة , سيروا إلى عذاب جهنم الذى كنتم به تكذبون به فى الدنيا , سيروا فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه ثلاث قطع , وهو لايُظل ذلك الظل من حر ذلك اليوم , ولا يدفع من حر ذلك اللهب شيئا , حيث نار جهنم تقذف من النار بشرر عظيم , كل شرر منه كالبناء المشيد فى العظم والإرتفاع , وكأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها للصفرة , وهذا الهلاك من العذاب والدمار لأولئك المكذبين بوعد الله تعالى ووعيده . (27) | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:15 pm | |
| ولهذا قال هاهنا " وظل من يحموم " وهو الدخان الأسود وقوله تعالى : لا بارد ولا كريم " اى ليس طيب الهبوب عند انتشره , ولا حسن المنظر عند رؤيته ولهذا قال تعالى فى سورة المؤمنون " تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون " قال : تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم " وكل شراب ليس بعذب فليس بكريم وفى ذلك قوله تعالى فى سورة الكهف " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا " والمعنى أن الله تعالى أعد نار جهنم لأهل الكفر والمعصية , وهو العذاب الذى يحاط بهم من كل مكان , وإذا استغاث هؤلاء الكفار فى النار بطلب الماء , من شدة عطشهم يؤت لهم بماء كالزيت العكر شديد الحرارة يشوى وجوههم , وفى ذلك وعيد شديد لكل من لايؤمن برسالة محمد صل الله عليه وسلم ولم يعمل بمقتضاها , والمقصود أن هناك الهم والغم والحزن الشديد والشر الذى لاخير فيه , لأن نفى الضد اثبات لضده وبالضد تظهر الأشياء . ( 28) | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:15 pm | |
| فى ذكر صفة جهنم أعاذنا الله منها :
روى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" يؤتى بجهنم يومئذ ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها " وفى وصف شدة نار جهنم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه _ عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : نار بنى آدم التى يوقدون جزء من سبعين جزء من نار جهنم فقال : يارسول الله إن كانت لكافية فقال : إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " وأيضا من حديث أبى هريرة رضى الله عنه _ عن رسول الله صل الله عليه وسلم – أنه قال : أوقد عليها ألف سنة حتى أحمرت , ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أبيضت , ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أسودت فهى سوداء كالليل المظلم " رواه الترمذى ويذكر لنا الحديث أن أهل الجنة يخلدون فى نعيم بلا موت ,وأهل النار يخلدون فى عذاب بلا موت كما فى حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : غن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : يُدخل الله تعالى أهل الجنة الجنة , ويُدخل أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لاموت , ويا أهل النار لاموت كل خالد فيما هو فيه " ( 29)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:16 pm | |
| فى وصف أهل النار وصفاتهم :
وفى الحديث يذكر لنا فيه صل الله عليه وسلم أن من أصحاب النار ثلاثة :" أول ما تسعر بهم جهنم , أمير متسلط , وذو ثروة من مال يمنع حق الله , وفقير فخور ( يعنى متكبر ) وفى رواية أنه : يبدأ فى دخول جهنم " بفسقة حملة القرآن قبل عبدة الأوثان فيقولون يارب لم بدأت بنا قبل عبدة الأوثان فيقول : ليس من يعلم كمن لايعلم " وعن حارثة بن وهب أنه سمع النبى صل الله عليه وسلم قال :" ألا أخبركم بأهل الجنة قالوا بلى يارسول الله صل الله عليه وسلم قال: كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ثم قال : ألا أخبركم بأهل النار قالوا بلى : قال : كل عتل جواظ مستكبر " وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ قال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " رواه البخارى وعن النعمان بن بشير رضى الله عنه يقول سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم _ يقول : إن اهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع فى أخمص قدميه جمرة يغلى منهما دماغه " ( 30)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:16 pm | |
| فى وصف النار وشدة حرها :
كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال : اشتكت النار إلى ربها فقالت : يارب أكل بعضى بعضا , فنفسنى فأذن لها فى كل عام بنفسين , فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم , وأشد ما تجدون من الحر من حر نار جهنم " رواه البخارى ومسلم ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أيضا _ أنه قال كنا عند النبى صل الله عليه وسلم يوما فسمعنا وجبة فقال : النبى صل الله عليه وسلم _ اتدرون ما هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر أرسل فى جهنم منذ سبعين خريفا والآن انتهى إلى قعرها " وقد ثبت فى الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : لاتزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع عليها رب العزة قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك " ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما تبين ما فيها يهوى بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " رواه مسلم ( 31)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:16 pm | |
| عن أحوال الناس فى جهنم :
كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم قال : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر فى صور الناس يعلوهم كل شئ من الصغار حتى يدخلوا سجنا فى جهنم يال له بولس فتعلوهم نار الأنيار فيسقون من طينة الخبال ( عصارة) أهل النار " وقوله تعالى :" إنهم كانوا قبل ذلك مترفين " أى كانوا فى الدار الدنيا متنعمين بفعل الحرام ومقبلين على لذات أنفسهم ولا يلوون ويهتمون بما جاءتهم به رسلهم من عند الله تبارك وتعالى فألهاهم الأمل عن إحسان العمل وكما فى حديث أنس رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال : " يؤتى بانعم أهل الدنيا , من أهل النار , فيصبغ فى النار صبغة ثم يقال له : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب , ويؤتى بأشد الناس بؤسا فى الدنيا من أهل الجنة , فيصبغ صبغة فى الجنة , فيقال له , يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك من شدة قط ؟ فيقول : لا والله يارب ما مر بى بؤس قط , ولا رأيت شدة قط " ( 32)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:17 pm | |
| وقوله تعالى :" وكانوا يصرون على الحنث العظيم " والمعنى أنهم كانوا يقيمون على الذنوب الكبيرة من الكفر بالله والإشراك به ومعصيته , ولا يتوبون منها ولا يندمون عليها بل يُصرون على ما يسخط مولاهم , حتى جاءهم الموت وقدموا على ربهم بأوزار كثيرة غير مغفورة وذلك بسبب إصرارهم على الكفر بالله وجعل الأوثان والأنداد أربابا من دون الله وقال : الإمام الشعبى رحمه الله تعالى :" الحنث العظيم , هو اليمين الغموس الذى يغمس صاحبه فى نار جهنم " إن الله تعالى لا يعذب من عصاه إلا بعدله فلا تظلم نفس شيئا , ولكن الناس أنفسهم يظلمون " فقد كذبتم وكفرتم بالله العزيز الحميد , وتركتم الصلاة وشرائع الدين وفرائضه وحدوده , فسوف يكون العذاب ملازما لكم , " ( 33)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:17 pm | |
| لايقضى عليهم فيموتوا وهم فيها كالحون " , وما هم منها بمخرجين " , وهم يصطرخون فيها" , وهم فيها لايسمعون" , ولا يموتون فيها ولا يحيون ولا يخفف عنهم من عذابها , وهم فيها يتلعنون ويكفر بعضهم ببعض قال تعالى :" كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا إداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون وقالت أخراهم لأولاهم فما لكم علينا من فضل فذقوا العذاب بما كنتم تكسبون " سورة الأعراف قال محمد بن كعب : " لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله فى أربعة فإذا كانت الخمسة لم يتكلموا بعدها أبدا : يقولون : " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل " فيقول الله تعالى مجيبا لهم :" ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير " ثم يقولون : " ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا " فيجيبهم الله تعالى :" أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال " فيقولون : " ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل " فيجيبهم الله تعالى : " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذقوا فما للظالمين من نصير " ثم يقولون : " ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين , ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " فيجيبهم الله تعالى : " اخسئوا فيها ولا تكلمون " فلا يتكلمون بعدها أبداً وذلك غاية شدة العذاب " ( 34)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:18 pm | |
| عقيدة المؤمن الإيمان بالله واليوم الآخر :
قال تعالى :" وكانوا يقولون أذا متنا وكنا ترابا وعظما أئنا لمبعثون أو آباؤنا الأولون قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " إن قضية البعث والجزاء والحساب , وما يكون بين يدى يوم القيامة , قاعدة أساسية فى العقيدة الإسلامية , والمسلم الحق مطلوب منه أن يقوم بالحق , ليقضى على الباطل , وان ينهض بالخير ليقضى على الشر , وأن يجعل نشاطه كله على أرض الله عبادة لله تعالى , وذلك بالتوجه فى هذا النشاط كله , وما يقوم به من أعمال لله وحده ومن ثم كان ولابد من جزاء , على ما يقدم هذا الإنسان عامة من أعمال إن خير فخير وإن شرا فشر قال تعالى :" فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " سورة الزلزلة وهذا الجزاء لايتم فى رحلة الأرض فهو مؤجل بعد نهاية هذه الرحلة كلها ألا وهى الآخرة قال تعالى :" وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " وحين ينهار أساس الآخرة فى النفس , ينهار معه كل تصور لحقيقة هذه العقيدة وتكاليفها , ومن ثم لا تستقيم هذه النفس على طريق الإسلام أبداً , فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون " ( 35)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:18 pm | |
| الإيمان بالبعث من عناصر الإيمان الستة :
والإيمان بالبعث والحشر والحساب والجزاء , عنصر أصيل من عناصر أصيل فى العقيدة لايستقيم منهجها إلا به , فكان الإيمان بالبعث والنشور ضمن عقائد الإيمان الستة , التى أخبر بها الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم _ فى حديث جبريل المشهور الذى قال فيه " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وفى رواية : بالبعث والنشور , وتؤمن بالقدر خيره وشره " فالإيمان بالله تعالى له متطلبات فى سلوك المسلم ومنهج حياته وهذا مما يبعث فى نفسه الإيمان الحق بالجزاء والحساب والبعث والنشور , ومن ثم كان الإيمان بالله واليوم الآخر هو الأساس كما قلنا الذى تستقيم عليه شخصية المسلم , فى علاقاته وسائر معاملاته ( 36)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:19 pm | |
| والمتأمل فى واقع البشرية وأجيالها المختلفة , ورساتها المتوالية يجد عجبا من قضية البعث والدار الآخرة وما جاء عنها من أخبار على ألسنة رسل الله والإنسان العاقل ليندهش عندما يرى رسولا يخبر قومه , أن هناك بعثا وحسابا بعد الموت وحياة بعد الدثور ثم هم يكذبون ولا يصدقون يقول تعالى " وقال الذين كفروا أذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ؟ وقال تعالى :" زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن " وهكذا يستمر الجحود والمعصية ومن أمثال الجاحدين والمنكرين كما فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال : أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففتته بيده ثم قال لرسول الله صل الله عليه وسلم _ ليحى الله هذا بعد ما أرم فقال : رسول الله صل الله عليه وسلم _ نعم يميتك الله ثم يدخلك جهنم " فقد كانوا مستبعدين وقوع ذلك اليوم ويقولون كيف نبعث بعد موتنا , وقد بلينا فكنا ترابا وعظاما ويعتقدون أن ذلك من المحال فقال تعالى لهم رداً على تكذيبهم وافترائهم " قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم أى أخبرهم أيها الرسول المجتبى والنبى المرتضى صل الله عليه وسلم " ان الأولين والآخرين من بى آدم سيجمعون إلى عرصات يوم القيامة لايغادر منهم أحداً (37)
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في السبت نوفمبر 29, 2014 3:07 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:19 pm | |
| وقوله تعالى :" ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون " والمقصود أيها الضالون عن طريق الهدى , التابعون لطريق الغى والضلال والمكذبون بالرسول صل الله عليه وسلم وما جاء به , من الحق والوعد والوعيد " لأكلون من شجر من زقوم " هو من أقبح الأشجار وأخسها وأنتنها ريحا وأبشعها منظرا فهم يُقبضون ويُسجرون حتى يملأوا منها بطونهم , ويذكرنا القرآن بهذا المعنى الفظيع فى آية أخرى فيقول :" أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين " والناس لم تعرف رؤوس الشياطين ولكنها ولا شك مفزعة وجرد تصورها يثير الرعب والرهبة , فكيف إذا كان طلعها يأكلونه , ويملأون منه بطونهم (38)
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في السبت نوفمبر 29, 2014 3:09 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:20 pm | |
| وقد جعل الله تعالى هذه الشجرة فتنة للظالمين , فحين سمعوا باسمها سخروا وقالوا كيف تنبت شجرة فى الجحيم ولا تحترق , قال : قتادة رحمه الله : ذكرت شجرة الزقوم فافتتن بها أهل الضلالة , فقالوا صاحبكم ينبئكم أن فى النار شجرة , والنار تأكل الشجر فأنزل الله تعالى : " إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم " غذيت من النار ومنها خلقت قال مجاهد فلما سمع أبو جهل لعنه الله هذه الآية : قال إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه , والذى يحملهم على الأكل من هذه الشجرة على ما بها من الشنعة والفظعة , أن الجوع طاغ والمحنة غالبة وليس لهم من طعام إلا الزقوم قال تعالى :" إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون " سورة الدخان وقوله تعالى :" فمالئون منها البطون " والذى أوجب لهم أكلها مع ما هى عليه من الشناعة هو الجوع المفرط الذى يتلهب فى أكبادهم , وتكاد تنقطغ منه أفئدتهم هذا هو الطعام الذى يدفعون به الجوع وهو لايسمن ولا يغنى من جوع , وأما شرابهم فهو بئس الشراب وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذى يغلى به البطون " شرب الهيم " وهى الإبل العطاش التى قد اشتد عطشها , وقال السدى : رحمه الله _ الهيم داء يأخذ الإبل فلا تروى أبداً مهما شربت حتى تموت , فكذلك أهل جهنم لايروون من الحميم أبداً ( 39)
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في السبت نوفمبر 29, 2014 3:11 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:20 pm | |
| وعن خالد بن معدان رحمه الله : أنه كان يكره أن يُشرب شرب الهيم " غبة واحدة " من غير أن يتنفس ثلاثا هذا الطعام والشراب نزلهم أى ضيافتهم " يوم الدين " وهذه هى السنة عن شرب الماء أن يشرب ثلاثا وأن لا يتنفس فى الإناء وأن يشرب من جلوس " وتلك الضيافة هى التى قدموها لأنفسهم وأثروها على ضيافة الله لأولياءه قال تعالى :" إن الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا " سورة الكهف ويحدثنا الرسول صل الله عليه وسلم عن طعام أهل النار فيقول واصفا ذلك من حديث أبى أمامة رضى الله عنه _ عن رسول الله صل الله عليه وسلم – فى قول الله تعالى :" ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولايكاد يسيغه " قال يقرب إليه فيكرهه فإذا أدنى منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شرب منه قطع أمعاءه , حتى يخرج من دبره " قال تعالى :" وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم " ( 40)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:21 pm | |
| ومن حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ تلا هذه الآية " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " قال : ولو أن قطرة من الزقوم قطرت فى بحار الدنيا للأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامهم " وعن وهب ابن منبه قال :" أما أهل النار الذين هم أهلها فهم فى النار لايهدءون ولا ينامون , ولا يموتون يمشون على النار ويجلسون على النار , ويشربون من صديد أهل النار , ويأكلون من زقوم النار , لحافهم نار وقميصهم نار , وقطران تغشى وجوههم فى النار , وجميع أهل النار فى سلاسل بأيدى الخزنة أطرافها يجذبونهم مدبرين , ومقبلين فيسيل صديدهم إلى حفر من النار فذلك شرابهم ثم بكى وهب حتى سقط مغشيا عليه " ويقول النبى صل الله عليه وسلم _ يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون , فى النار حتى تسيل دموعهم الدماء وتتقرح العيون , ولو أن سفناً أرسلت فيها لجرت" (41) | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:21 pm | |
| وعن بريدة بن وكيع رضى الله عنه يرفعه للنبى صل الله عليه وسلم _ قال إن أهل النار إذا أدخلوا النار بكوا الدموع زمانا ثم بكوا القيح زمانا , فيقول لهم الخزنة يا معشر الأشقياء تركتم البكاء فى الدار المرحوم فيها أهلها فى الدنيا هل تجدون اليوم من تستغيثون به قال فيرفعون الأصوات يا أهل الجنة يا معشر الآباء والأمهات والأولاد خرجنا من القبور عطاشا , وكنا طول الموقف عطاشا , ونحن اليوم عطاش فأفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قال فيدعون أربعين سنة , لايجيبهم ثم يجيبهم " إنكم ماكثون " قال فييئسون من كل خير . وعن النبى صل الله عليه وسلم :" إن فى النار لحيات أمثال أعناق البخت يلسعن أحدهم اللسعة فيجد حموها أربعين خريفا " وعن البراء رضى الله عنه _ وسئل رسول الله صل الله عليه وسلم _ عن قوله تعالى :" زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون " قال عقارب أمثال النخل الطوال تنهشهم فى جهنم , " وعن أبى الدرداء رضى الله عنه _ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ فى قوله تعالى _ تلفح وجوههم النار قال : تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم " أجارنا الله تعالى من عذاب النار ومن خزى يوم القيامة " ( 42)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:22 pm | |
| بين الموت والحياة والبعث والجزاء :
وقوله تعالى : نحن خلقناكم فلولا تصدقون ...إلخ قوله تعالى : " فسبح باسم ربك العظيم " لما ذكر الله تعالى الأشقياء والمجرمين وأحوالهم , فى نار جهنم ذكر هنا الأدلة والبراهين على قدرة الله ووحدانيته , فى بديع خلقه وصنعه لتقدم الحجة على المنكر المكذب بوجود الله تعالى وامكان البعث والنشور . ثم يذكرهم بما هو أعظم منه وأبلغ , وأنجع فى الرد عليهم فقال :" افرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون " إن الإسلام يوضح هذا الموضوع بمنطق البساطة وبمنطق الفطرة , يقول تعالى :" أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحيها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " سورة يسين النطفة التى لايشك الإنسان فى أصله القريب قال تعالى :" ايحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يكن نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " سورة القيامة ( 43)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:22 pm | |
| إنها نطفة من ماء مهين لا قوام له ولا قيمة لها , نطفة من ماء تحوى ألوف الخلايا خلية واحدة من هذه الألوف هى التى تصير جنينا , ثم تصير هذا الإنسان الذى يجادل ربه ويخاصمه ويطلب منه البرهان , والدليل والقدرة الخالقة هى التى تجعل من هذه النطفة الخصم المبين فهذه القدرة يستعظم الإنسان عليها أن تعيده وتنشره بعد البلى والدثور وفى الحديث عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال :حدثنا رسول الله صل الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال : إن أحدكم يُجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون نطفة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويُومر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أم سعيد ....إلخ الحديث يقول : بن مسعود رضى الله عنه : النطفة إذا استقرت فى الرحم أخذها الملك بكفه فقال :" اى رب مخلقة أو غير مخلقة , فإن كانت غير مخلقة قذفها فى الرحم دما ولم تكن نسمة , وإن قال مخلقة قال الملك أى رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد , ما الرزق وما الأجل وبأى أرض تموت , فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فينسخها فلا تزال معه , حتى يأتى إلى آخر صفته ولهذا قيل السعادة قبل الولادة " ( 44)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:23 pm | |
| وقوله تعالى :" نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين " الموت والحياة بيد مالك الملوك سبحانه وتعالى قال تعالى :" إنا نحن نحى ونميت وإلينا المصير " وقوله تعالى :" الذى خلق الموت والحياة " وهذا الموت الذى لابد وأن ينتهى إليه كل حى ولا يفلت منه أحد , ولا يسبقه فيفوته أحد وهو خلقه فى سلسلة النشأة التى لابد وأن تتكامل ولا ينفرد بالبقاء إلا الله قال تعالى :" إنك ميت وإنهم ميتون " وفى حكم الموت يستوى كل البشر , بما فيهم محمد رسول الله صل الله عليه وسلم _ والموت ليس نهاية المطاف إنما هو خلقة لما بعدها , من حلقات النشأة المقدرة المدبرة التى ليس منها عبثا ولا سدى قال تعالى :" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لايرجعون " سورة المؤمنون وقال تعالى :" أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يكن نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " بلى قادر ونحن على ذلك من الشاهدين " ( 45)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:23 pm | |
| إن للحياة والموت حكمة وغاية , حكمة لله وتدبير ومن ابتلاء للعباد وجزاء قال تعالى :" وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاب مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين " إن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم ولن تموت نفس حتى تستوفى هذا الأجل , المرسوم فالخوف والهلع والحرص والتخلف لا تطيل أجلا , والشجاعة والثبات والإقدام والوفاء لا تقصر عمرا , وبذلك تستقيم على الطريق بكل تكاليفه بكل إلتزماته , فى صبر وطمأنينة وتوكل على الله الذى يملك الآجل وحده , فالموت حتم فى موعده المقدر ولا علاقة له بالحرب والسلم ولا علاقة له بحصانة المكان , الذى يحتمى به الفرد أو قلة حصانته قال تعالى :" قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " سورة الجمعة ( 46)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:24 pm | |
| وقوله تعالى :" ولقد علمتم النشأة الإولى فلولا تذكرون " إن الله تعالى يخلق بلا كلفة ولا جهد ولا يختلف بالقياس إليه , الكبير وخلقه الصغير أو يكون هذا الشئ سماء أو أرضا أو يكون بعوضة أو نحلا هذا وذاك سواء , أمام الكلمة " كن فيكون " إن الله تعالى الذى أنشأ الإنسان فلا غرابة ولا شك أنه قادر على رجعه , إلى الحياة بعد الموت وإلى التجدد بعد البلى قال تعالى :" فلينظر الإنسان مما خلق خلق مما ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر " سورة الطارق والمعنى : يوم تبلى وتختبر وتنكشف وتظهر , ويتجرد الإنسان من كل قوة ومن كل ناصر ماله من قوة ولا ناصر فى ذاته . ومن المواقف التى تؤكد ما نتحدث عنه فى هذه القضية موقف سيدنا ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم يقول الله تعالى حكاية عنه :" وإذ قال إبراهيم ربى أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا وإعلم أن الله عزيز حكيم " سورة ابقرة ( 47)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:24 pm | |
| بين النمرود والخليل إبراهيم ( عليه السلام )
لما قال : إبراهيم للنمرود ربى الذى يحى ويميت , أحب أن يرتقى من علم اليقين إلى عين اليقين وأن يرى ذلك مشاهدة , وليس المراد من ذلك الشك ما قد يفهم ذلك من لاعلم له ولا دراية , ولقد كان إبراهيم عليه السلام إمام الموحدين وما كان من المشركين فقال الله له :" فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك " والمعنى : أوثقهن فلما أوثقهن ذبحهن ثم قطعهن ونتف , ريشهن ومزقهن وخلط بعضهن ببعض ثم جزأهن أجزاء وجعل على كل جبل منهن جزءا , وأخذ رؤسهن بيده ثم أمره الله أن يدعوهن فدعاهن كما أمره الله , فجعل ينظر إلى الريش يطير إلى الريش والدم إلى الدم واللحم إلى اللحم والأجزاء , من كل طائر متصل بعضها ببعض حتى تمام كل طائر على حدته وأتينه يمشين سعيا , ليكون أبلغ له فى الرؤية التى سألها وجعل كل طائر يجيئ ليأخذ رأسه , الذى فى يد إبراهيم عليه السلام فإذا قدم إليه رأسه تركب مع بقية جسده بحول الله وقوته , ولهذا قال : واعلم أن الله عزيز حكيم , عزيز لايغلبه شئ ولا يمتنع من شئ ماشاء الله كان بلا ممانع , لنه القاهر لكل شئ حكيم فى أقواله وأفعاله وشرعه وقدره . ( 48)
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " السبت نوفمبر 29, 2014 2:24 pm | |
| وقوله تعالى :" فلولا تذكرون " الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بالتفكر والتدبر فى كتابه العزيز وأثنى على المتفكرين , فقال :" ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار " سورة آل عمران وقال :" إن فى ذلك لأية لقوم يتفكرون " إن لله تعالى آيات وسنن فى خلقه وهو يدعوا عباده للنظر والعبرة , لأن ذلك أدعى إلى الخشوع ولين القلب وحصول الرقة وهذا على رضى الله عنه _ يقول : " ما رأيت شيئا إلا رأيت الله عز وجل قبله " فهذا حال الصالحين نحو ربهم لأنهم ذائقون ذلك كأنهم مشاهدون له وهذا عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ تفكروا فى ألاء الله ولا تفكروا فى خلقه " (49)
| |
|
| |
| من هدى القرآن الكريم فى تفسير سورة ( الواقعة ) للشيخ سامى محمود " | |
|