فى فضل القرآن الكريم وفضل تلاوته

عن فضل تلاوة القرآن الكريم

تلاوة القرآن المجيد

قال تعالى " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا
وعلانية يرجون تجارة لن تبور , ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور " سورة فاطر الآية 29 _ 30_
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ فى المصحف "
وعن أبى ذر رضى الله عنه مرفوعا " إنكم لن ترجعون إلى الله بشئ أفضل مما خرج منه " يعنى القرآن"
وعن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل , كما كنت ترتل فى الدنيا , فإن منزلتك عند
آخر آية كنت تقرؤها . (1)

فضل تلاوة القرآن

ومن حديث أبى سعيد رضى الله عنه مرفوعا " يقال لصاحب القرآن إذا دخل
الجنة اقرأ واصعد , فيقرأ , ويصعد لكل آية درجة حتى يقرأ آخر شئ معه .
القرآن الكريم كتاب رب العالمين , نزل به الروح الأمين على عبده ورسوله
محمد بن عبد الله أشرف الخلق وخاتم النبين صل الله عليه وسلم , ولقد ربط الله سبحانه حياتنا بمنهج القرآن وبين لنا أن عزنا بعز القرآن وبقاؤنا ببقائه , ولأن تلاوة القرآن تبعث فى النفوس
التقوى , مما يدعوا ذلك إلى تلاوة القرآن وإن تلاوة القرآن من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه عز وجل , وقد جاء فى الأثر " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ
القرآن " وفى الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ." (2)

منزلة قارئ القرآن

وقى فضل تلاوة القرآن وشرف المداومة عليه جاء من حديث أنس رضى الله عنه
عن النبى صل الله عليه وسلم " مثل الذى يقرأ القرآن كالأترجه طعمها طيب وريحها طيب , والذى لايقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها , ومثل الفاجر الذى يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل الفاجر الذى لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها"وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة , والذى يقرؤه ويُتعتع به وهو عليه شاق فله أجران " , وقد قال أهل العلم إن من يكثر من تلاوة القرآن يرزق بحسن الخاتمة , وقد قيل إن درجات الجنة بعدد آيات القرآن
جعلنا الله جميعا من أهل القرآن ومن حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " اقرأ القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه " رواه مسلم (3)

يقول عثمان بن عفان رضى الله عنه " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله "

ومما ينبغى على كل مسلم أن يحافظ على , تلاوة القرآن الكريم ليلا ونهار
وسفرا وحضرا ولقد كان من سيرة السلف رضوان الله عليهم , كان بعضهم يقرأ
فى كل شهرين ختمة وهذه أطول مدة نقلت عنهم , وبعضهم كان يختمه فى شهر
وبعضعهم فى عشر ليال , وبعضهم فى كل أسبوع وبعضهم فى كل ثلاث ليال
وكره السلف أن يختم فى أقل من ثلاثة أيام , لأن السرعة لا تمكن من التدبر والتأمل
فى المعنى . والمهم أن الإنسان لايحرم نفسه من نفحات كتاب الله تعالى وليجعل له وردا منه كل يوم ولو قليلا ليداوم عليه والله سبحانه ييسر قراءة القرآن لمن توجه إليه
ويكفى فى أن يتحدث القرآن عن نفسه , " فإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة " يدرك ذلك كل من قرأ القرآن أو سمعه . (4)

آيات وسور يستحب الإكثار من تلاوتها

ومما يستحب تلاوته سورة الفاتحة وسورة البقرة , وآية الكرسى والآيتان اللتان فى آخر سورة البقرة, وسورة السجدة , ويس, والدخان, والواقعة, وتبارك الذى بيده الملك, والزلزلة, والكافرون , والنصر, والإخلاص ,والمعوذتان , يضاف إليها سورة الكهف يوم الجمعة وقد وردت بذلك الأحاديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم .
_ فعن أبى سعيد رافع بن المعلى رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم "
الحمد الله رب العالمين هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته "
_ وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذى تُقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم
_ وعن أبى ابن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " يا أبا ذر أتدرى أى آية من كتاب الله , معك أعظم , قلت : الله لا إله إلا هو الحى القيوم
فضرب فى صدرى وقال " ليهنك العلم أبا المنذر " رواه مسلم
ومعنى ليهنك العلم , أى فلتهنا بالعلم يا أبا ذر " (5)

آيات وسور يستحب قراءتها

_ وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن آت قال له " إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى , من أولها حتى تختم الآية , فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح ,فقال النبى صل الله عليه وسلم " أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم
من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ؟ قلت لا قال ذاك شيطان " رواه البخارى
_ ومن حديث أبى مسعود البدرى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم
من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه " متفق عليه
والمنعى كفتاه من المكروه فى تلك الليلة وهى من قوله تعالى " أمن الرسول بما أنزل غليه من ربه " سورة البقرة " الآية 285_ إلى آخر السورة
_ وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه من قرأ تبارك الذى بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر , وكنا فى عهد النبى صل الله عليه وسلم نسميها المانعة وأنها فى كتاب الله عز وجل , سورة من قرأ بها ليلة فقد أكثر وأطاب " رواه النسائى
وروى مثله الحاكم وصححه ( 6)

آيات وسور يستحب تلاوتها

_ وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى , تبارك الذى بيده الملك " رواه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن
_ وعنه مرفوعا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم " من قرأ حم الدخان فى ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " رواه الترمذى والأصبهانى
_ وفى حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال " من قرأ سورة الكهف فى يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " رواه البيهقى والنسائى والحاكم
وعنه أبى سعيد رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال فى قراءة " قل هو الله أحد " والذى نفسى بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " (7)

آيات وسور يستحب تلاوتها

وفى رواية أن رسول الله عليه وسلم قال لأصحابه " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن فى ليلة , فشق ذلك عليهم , وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال " قل هو الله أحد الله الصمد " ثلث القرآن " رواه البخارى
وعن عبد الله بن حبيب رضى الله عنه قال قال لى رسول الله صل الله عليه وسلم
أقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسى وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل سوء " رواه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن صحيح
وعن ابن عباس وأبى بكر وسعد رضى الله تعالى عنهم مرفوعا :" شيبتنى هود , والواقعة , والمرسلات , وعم يتسألون , وإذا الشمس كورت " (

آيات وسور يستحب تلاوتها

وعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم "
قال فى بعض أسفاره : لقد أنزلت علىَّ الليلة سورة لهى أحب إلى مما طلعت عليه الشمس " يعنى سورة الفتح

وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة رأى العين فليقرأ " إذا مالنشمس كورت " وإذا السماء انفطرت "
وإذا السماء انشقت "
_ وعن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال سمعت النبى صل الله عليه وسلم : " اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا , لأصحابه اقرءوا الزهراوين : البقرة , وآل عمران , فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان , أو كأنهما غيايتان , أو كأنهما فرقان من طير صواف تُحاجان عن أصحابهما , اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة , ولا يستطيعها البَطَلَةُ " يعنى السحرة " (9)

قضل تعلم القرآن وتعليمه

وعلى هذا نجد أن النبى صل الله عليه وسلم وجه أتباعه إلى العناية بتعلم القرآن وتعليمه وخاصة الصبيان الصغار , ومما لاشك فيه أن فى ذلك فائدة كبيرة
وحتى تسرى روح القرآن فى حياتهم , وتتشرب به قلوبهم ونوره فى أفكارهم
وهكذا ينشأ الطفل على العقيدة الصحيحة , ومحبة القرآن تغمر قلوبهم , فيهتدون بهديه , ويتمثلون أوامره ونواهيه , والتخلق بأخلاقه والسير على منهاجه وعلى هذا نجد أن الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من بعدهم , اقتداء بالرسول صل الله عليه وسلم واستجابة كاملة لأمره , ومسارعة صادقة لاكتساب الخيرات
والبركات التى يثمرها القرآن على من تعلمه وعمل به وعلمه ولده وفى الأثر " من علم ابنه القرآن نظرأ بمنزله , ومن علمه إياه ظاهرا " أى عن ظهر قلب " بعثه الله على صورة القمر ليلة البدر ويقال لإبنه إقرا , فكلما قر أ آية رفع الله عز وجل الأب درجة (10)

فضل تعلم القرآن وتعليمه

إلى آخر ما معه ولذلك اهتم علماء التربية فى هذه الأمة بتعليم الصبيان القرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم , فينشئون على الفطرة , ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة , قبل تمكن الأهواء من نفوسهم , وسوادها بأقدار المعاصى والضلال .
وقد أعطى الرسول صل الله عليه وسلم قارئ القرآن من المناقب والفضل ما لم يعط غيره فقد استدرج النبوة بين جنبيه , غير أنه لا يوحى إليه فيحصل على كل حرف حسنة , والحسنة بعشر أمثالها وهو مع السفرة الكرام البررة , وهو من أهل الله وخاصته وهو آمن من عذابه ومبشر بكل خير , لا يروعه الفزع الأكبر يوم القيامة
ولا يناله الحساب , وهو على الخير سالك حتى يفرغ من حساب الخلائق , رائحته طيبة وطعمه طيب وقلبه نظيف مطهر محفوظ من الصدأ والذنوب آمن من العذاب
لأن الله تعالى لا يعذب قلبا تدبر القرآن ووعاه , وبيته الذى يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة , وتنفر منه الشياطين ويكثر خيره ويقل شره .(11)

فضل تعلم القرآن وتعليمه

والقرآن لحافظه والعامل به شافع ومشفع , وقائد إلى الجنة يوضع له منبر يوم القيامة
ويقال له اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها
ويلبس الله والديه تاجا يوم القيامة , إكراما له وهو فى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله
فهنيئا لمن تعلم القرآن وعلمه ولده وأهله من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار" ( أى لا تجعل القرآن ماحلا . أى شاهدا عليه , والماحل الساعى , والمحل القحط المتطاول الشديد , والمراد أن من شهد عليه القرآن بالتقصير والتضيع فهو فى النار وفى الحديث " والقرآن حجة لك أو عليك " وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال:" إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " اللهم رزقنا تلاوة كتابك الكريم أناء الليل وأطراف النهار على النحو الذى يرضيك عنا واجعله اللهم حجة لنا لا علينا " ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " سورة آل عمران
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (12)

فى فضل القرآن وأهله :

حيث تبين لنا أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم ـ مكانة حفظة القرآن الذين يعملون به يعلمونه لغيرهم يقول صل الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ويقول صل الله عليه وسلم :" أشراف أمتى حملة القرآن " ويقول صل الله عليه وسلم :" إن لله تعالى أهلين من الناس قالوا : من هم يارسول الله ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 13)

من فضائل القرآن الكريم :

القرآن الكريم منهج حياة وفى ظلاله ينعم المسلم بالحياة الطيبة , إن سار على هديه
وتمسك بأوامره وابتعد عما نهى عنه وفى ذلك يقول صل الله عليه وسلم :" أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبداً " ويقول صل الله عليه وسلم :" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة "
لقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم فى سلوكه وأعماله قرآنا يمشى على الأرض
كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه عندما سئلت عن ذلك فقالت :" كان
قرآنا يمشى على الأرض " . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم [ 14]

عتاق القرآن :

كما فى صحيح البخارى عن ابن مسعود رضى الله عنه ـ أنه كان يقول فى سورة بنى اسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق وهن من تلادى " والعتاق :
جمع عتيق , وكان العرب يطلقون على كل شئ بلغ الغاية فى الجودة عتيقا , والعتيق
من الخيل : الرائع الكريم , وامرأة عتيقة : أى جميلة كريمة , والتلاد : ما كان قديما من المال , يريد أنها من أوئل السور المنزلة فى الإسلام : لأنها مكية , وأنها أول ما قرئ وحفظ من القرآن "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 15 )

من بركات القرآن :

قال تعالى :" تبارك الذى له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون " سورة الزخرف الآية 85 ـ وقال تعالى :" تبارك اسم ربك ذى الجلال والإكرام " سورة الرحمن الأية 78 ـ فالقرآن الكريم كتاب مبارك محكم , فضله مهيمن على كل شئ قال فيه الحق تبارك وتعالى :" وهذا كتاب أنزلناه مبارك " سورة الأنبياء الأية 50 ـ ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القرآن فى حياتهم :

لقد كان من هدى أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ حرصهم على حفظ كتاب الله عزوجل وكانوا يضمون إلى ذلك تطبيق أحكامه , والعمل بما فيه والوقوف عند حدوده فكما يروى عنهم أن الواحد منهم ما كان يتجاوز , حفظه عشر آيات حتى يعلمها ويعمل بما فيها من تعاليم سامية وأحكام عالية وآداب عامة , وبذلك أصبح القرآن الكريم ربيع قلوبهم ولم يحيدوا عنه ولم يبتعدوا عن منهجه , وصراطه حتى منهم من بشر بالجنة لأنه سار على هديه واتبع سبيله ,

قال تعالى :" وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " الاية 153 ـ سورة الأنعام ومن ثم كان الصحابة والمسلمون الأوائل النبراس المضئ لمن بعدهم يسترشدون بهم , وفى اتباعهم يكون العز والفلاح والنجاح والسعادة فى الدنيا والآخرة يقول تعالى :" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما " الآية 69 ـ 70 ـ سورة النساء . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خيركم من تعلم القرآن وعلمه :

عن عثمان رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه ". أخرجه البخاري.قوله صل الله عليه وسلم " خيركم " ، يعني أفضلكم مكانة ومنزلة عند الله تعالى و فيه فضل العلم وتفاضل المعلمين ، وأن خيرية معلم القرآن وخيرية متعلمه خيرية مطلقة ، هي خيرية في الدنيا وخيرية في البرزخ ، وخيرية في الآخرة ، أما خيرية الدنيا فهذا الحديث ، يقول الرسول الله صل الله عليه وسلم:" : يؤم القوم من أقرؤهم لكتاب الله " . فتقديمه للصلاة بالناس إماما ليس لنسبه ولا حسبه ولا ماله ، لكن لخيرية ما يعلم ويحفظ من كتاب الله ، هذا في الدنيا ، وأما الخيرية في البرزخ وعند الدفن ، لما أخرجه الشيخان أنه لما كثر القتلى في غزوة أحد ، وشق على الصحابة رضي الله تعالى عنهم- أن يدفنوا كل ميت في قبر دفنوا كل ميتين أو ثلاثة في قبر واحد فاستأذنوا النبي صل الله عليه وسلم - فأذن لهم ,

فكان النبي صل الله عليه وسلم : يشرف أو يأتي عند الدفن فإذا أتي بالموتى لإدخالهم في القبر قال: أي هؤلاء الموتى أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير على أحدهما قدمه على أصحابه .وأما الخيرية في الآخرة ، فللحديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ". صحيح الجامع . وفيه أيضا الحرص على تعلم القرآن ، حفظ القرآن ، العمل به ، والتأدب بما فيه من الآداب ، ولقد جاء عن السلف درر في هذا الأمر، في الترغيب والترهيب ، يقول أحدهم يوصي تلميذا له ، قال: يا بني أنت تطلب العلم فعليك بقراءة حزب من القرآن الكريم ، فإني إذا قرأت حزبا وداومت عليه فُتِح لي من أبواب العلم ، قال التلميذ: فجربت ذلك ففتح الله لي ، فاجعل لنفسك حظا من التلاوة ، أيضا احرص على تجنب المعاصي ، فإنها تمنع فهم القرآن وحفظ القرآن.ذكر السهمي في تاريخ جرجان أن كرز أو كُرز بن وبرة ، دخلوا عليه فكان يبكي ، قالوا: ما لك؟ قال: إن الباب موصد ، والستر مجافى ولم يدخل علي أحد ، وها أنا عجزت أن أراجع حفظي ، فوالله لا يكون ذلك إلا بذنب جنيته " ،

، فحريّ بطالب العلم أن يعنى بحفظ القرآن وعلم القرآن ، وفي ترجمة أحد الرواة في تقريب التهذيب ، قال ابن حجر: وقيل بأنه كان لا يحفظ القرآن ، وكان مفسراً يحب التفسير، وقيل -لاحظْ- كان لا يحفظ القرآن.وبلغت همم المتقدمين أمرا عجبا يقول ابن الجوزي أو غيره يوصي طالبا من طلاب العلم ، قال: واجعل لنفسك حظا من القرآن ويكفي أن تحفظه بسبع قراءات ، يكفي أن تحفظ القرآن بسبع قراءات ، كيف لو رأى زمننا هذا ، لا نقول يأسا حاش وكلا ، ولكن شحذا يقال هذا من باب شحذ الهمم وقوة العزيمة ، ثم يقال أيضا في الحديث: إن على معلم القرآن أن يتمثل هذه الخيرية ، على معلم القرآن تمثل هذه الخيرية بأخلاقه ، وحسن ألفاظه ونظافة ثيابه ، ذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار، ذكر أئمة من القراء ، وكانوا قدوة في أخلاقهم وفي اتباعهم للسنة ، وفي محافظتهم على السمت والوقار . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن حكم من قال صدق الله العظيم عقب تلاوة القرآن ولو سورة أو آية ؟

الجواب :الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وبعد يجوز للقارئ أن يقول بعد تلاوته للقرآن ولو سورة أو آية: "صدق الله العظيم"، يقصد بذلك الثناء على الله عز وجل بما أثنى به على نفسه حيث قال تعالى :‏ " ‏قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا " آل عمران :‏‏95 ، وقال تعالى :" ‏ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله " سورة ‏ الأحزاب :‏ ‏ 22 ـ وقال" : ومن أصدق من الله قيلا " سورة النساء: من الآية122 ، وقال عز وجل: " ومن أصدق من الله حديثا" سورة النساء: من الآية87 ـ وفي الجامع لأحكام القرآن للإمام للقرطبي رحمه الله تعالى ، الجزء 1 ، باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته:قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول": فمن حرمة القرآن ألا يمسه إلا طاهرا…..ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صل الله عليه وسلم ، ويشهد على ذلك أنه حق ، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك ، ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق ، القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات. اهـ

والثناء على الله جائز في كل وقت وكل حين ، وليس في الإتيان به عقب التلاوة بدعة ولا مخالفة للشريعة ، بل فيه تعظيم للقرآن ، وتأدب مع الله عز وجل ، وقد فعل ذلك النبي صل الله عليه وسلم في إحدى المرات ، كما جاء في حديث بريدة رضي الله عنه قال:كان رسول الله صل الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام ـ عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صل الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال: صدق الله: إنما أموالكم وأولادكم فتنة ـ فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.رواه الترمذي ، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ـ ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.وفيه بيان أن من قال صدق الله عند المناسبات ـ مثل أن يقع شيء من الأشياء التي أخبر الله بها فيقول: صدق الله تأكيدا لخبر الله ـ فهذا جائز بلا شك .

وفي الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي رحمه الله تعالى ، الجزء 16 سورة الأحقاف الآية: 35 فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ": وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها ، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " النازعات: 46. ـ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون" صدق الله العظيم. اهـ .والله أعلم. ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأدعية المأثورة :

من وصايا رسول الله صل الله عليه وسلم للإمام على رضي الله عنه عند قراءة القرآن ولزوم تعهده بالحفظ وعدم النسيان كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مختصر عن رسول الله صل الله عليه وسلم :" اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني , وارحمني أن أتكلف ما لايعنيني , وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني , اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام , والعزة التي لا ترام , أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك , أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يُرضيك عني , اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام , والعزة التي لا ترام , أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك , أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وتغسل به بدني , فإنه لا يُعينني على الحق غيرك ولا يؤتينه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. رواه الترمذي والحاكم " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم