كيف نستقبل شهر رمضان ( ونحافظ على العبادة فيه )

أجر من فطر صائما

عن زيد بن خالد الجهنى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ " رواه الترمذى وروى ابن ماجة عن عبد الله بن الزبيررضى الله تعالى عنهما قال : أفطر رسول الله صل الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ رضى الله عنه فقال : " أفطر عندكم الصائمون , وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أدب الصيام تناول السحور

سن لنا الإسلام من السنن العامة التى ينبغى على المسلم أن يأخذ بها لكى يسعى دائما نحو الكمال , فى عبادته وفى أقواله وجميع أعماله ولقد ذكر لنا الرسول صل الله عليه وسلم سننا وآدابا للصوم بنبغى على الصائم أن يحافظ عليها _ ومن ذلك تناول السحور وتأخيره , فتناول السحور سنة عن رسول الله صل الله عليه وسلم من حديث أنس رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " تسحروا فإن فى السحور بركة " ويروى الإمام أحمد فى مسنده من حديث أبى سعيد رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " السحور بركة فلا تتركوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين "
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(1)

فوائد السحور

والمحافظة على تناول السحور وتأخيره فيه فوائد منها 1_ تناول الأكل فى السحور بنية الصوم , فيه قوة على القيام بالصيام , وكذلك فيه أجر عظيم لأنه أكل بنية الطاعة لله رب العالمين 2_ يجعل المسلم يحرص على صلاة الفجر حتى تصبح عادة من العادات الحسنة فى حياته فلا يتركها أبدا لبعد طلوع الشمس كما يفعل البعض فى غير رمضان , ومن سنن السحور تأخيره بحيث ينتهى من قبيل الفجر فقد روى الشيخان عن زيد ابن ثابت رضى الله تعالى عنه قال تسحرنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم _ ثم قام إلى الصلاة , أى صلاة الفجر , قلت كم كان بين الآذان والسحور ؟ قال قدر خمسين آية " والمعنى أنه كان الزمن بين نهاية السحور والآذان قدر قراءة خمسين آية ولهذا قال العلماء على المسلم أن ينتهى من سحوره قبيل الآذان بوقت مناسب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)

إياكم والبطنة

إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم
ومؤدية للسقم , وعليكم بالقصد فى قوتكم , فهو أبعد عن السرف
,وأصح للبدن , وأقوى على العبادة , وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام عبادة لامثل له

روى النسائى وابن خزيمة عن أبى أمامة رضى الله تعالى عنه قال : قلت يار سول الله صل الله عليه وسلم " مرنى بعمل . قال: عليك بالصوم فإنه لاعدل له " أى :لا
يعادل ثوابه شئ . فقلت يارسول الله , مرنى بعمل فقال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
" فقلت يارسول الله , مرنى بعمل أدخل به الجنة ؟ فقال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له "
الصيام عبادة فريدة شكلا ومعنى , ولا تأتى فى العام إلا مرة واحدة من حيث فرضيتها غير النوافل , والصيام سر بين العبد وربه سبحانه وتعالى , ولهذا يجب على الصائم أن يصون صيامه من كل عبث , ويتخلص من كل عمل رخيص ويخلص فى أدائه , حتى لا يذهب أجره ويضيع ثوابه , الذى وعده الله عليه
وتفوت عليه ثمرته ولا ينال منه إلا التعب , وليس بكثير على الخالق البارئ الذى
أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة , أن نعطيه شهرا واحدا من اثنى عشر شهرا
مع افتقارنا إليه وحاجتنا إلى مثوبته ومنته , وهو الغنى عنا عز وجل
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

ليس بصائم

إنه ليس بصائم حقا من يسهر الليل كله , لينام النهار كله من غير عذر ولا مرض
ولا حاجة تستدعى نومه إلا ليهرب من الإحساس بالجوع وحرارة العطش
وليس بصائم حقا من يمسك عن المفطرات الظاهرة , وبطلق لسانه فى أعراض الناس , ويفتح إذنيه لسماع الغيبة والنميمة والولوغ فى أعراض الآخرين , ولايغض بصره عن مشاهدة وجوه الحسان وصدورهن وسيقانهن ,
وليس بصائم حقا من يجلس فى بيته نهار رمضان , حتى إذا ما أفطر خرج ليرتاد أماكن اللهو والرقص والمجانة والخلاعة ,
وليس بصائم حقا من تضيق نفسه ويتحرج صدره , ويظهر ذلك على قسمات وجهه
عبوسا وقنوطا , وينطلق لسانه فيسب ويشتم وينهر , محتجا لسوء خلقه على أنه صائم , مع إن الصيام مدعاة إلى , تهذيب النفس وسموالروح حيث يعلم الصبر وقوةالإرادة , وفى الحقيقة عذره أقبح من ذنبه ,

وليس بصائم حقا من يتخذ من شهر, رمضان فرصة للمتعة والترف والرفاهية بما أنعم الله عليه , فيأكل أطيب المطاعم ويشرب أحسن المشارب , وكأنه يودع لذات الحياة ومتع العيش , بينما له أقارب وجيران يتضوون جوعا , وهو فى الليل يأكل كأنه يعوض ما فاته فى النهار, من الإمساك عن الطعام والشراب وفات هؤلاء قول النبى صل الله عليه وسلم " المؤمن يأكل فى معىَّ واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء
رواه الشيخان من حديث ابن عمر وأبى هريرة رضى الله تعالى عنهما
ورحم الله تعالى الشاعر الأندلسى أبا بكر بن عطية حيث يقول :
إن لم يكن فى السمع منى تصون _ وفى بصرى غض وفى مقولى صمت
فحظى إذن من صومى الجوع والظمأ_ وإن قلت إنى صمت يوما فما صمت
وفى هذا المعنى الحديث الشريف الذى رواه ابن ماجة والنسائى وابن خزيمة
عنه صل الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع , ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

من أركان الصيام

للصيام ركنان أساسيان لابد من الإتيان بهما لتحققه _ الركن الأول " الإمساك عن الطعام والشراب والجماع والمعاصى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس قال تعالى " فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل "سورة البقرة الآية 187_ الركن الثانى النية _ لأن ترك المفطرات من غير نية لا يجعل الترك صوما , ولهذا قال العلماء من نوى أن يفطر فى نهار رمضان ولكنه لم يتيسر له الفطر فصومه باطل بنيته الفطر .. والنية فرض فى الصوم وغيره فى جميع العبادات والخلاف إنما هو فى الوسائل قال تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " سورة البينة الآية 5_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

فضل النية ووجوبها

وقال صل الله عليه وسلم " إنما الأعمال بانيات ولكل إمرئ مانوى " ومعنى الحديث أن الأعمال لا تصح ولا تقبل عند الله تعالى إلا إذا توافرت فيها النية الصالحة , وأن يقصد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى وعلى هذا أجمع الفقهاء على وجوب النية مع الصيام وجمهور العلماء يرى تبيت النية من الليل قبل الفجر مستدلا بفوله صل الله عليه وسلم من حديث حفصة رضى الله تعالى عنها أن النبى صل الله عليه وسلم قال من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " وهو نكرة فى سياق الإثبات ينفى فيه الحديث حقيقة الصوم فتجديد النية لكل يوم من أيام رمضان مطلوب والمراد بالنية , أن يستحضر من يريد الصوم إرادة الصوم فى قلبه , وهى من أعمال القلوب ولا عبرة بنطق اللسان , ويكفى فى النية للصوم العزم والقصد وتحديد المراد و القيام للسحور وتحرى وقت الفجر للإمساك عن الطعام والشراب ويقوم ذلك مقام النية , لأنه لايقوم بهذه الأعمال انسان ما إلا وهو عازم على الصوم وهذا العزم هو النية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)

من مظاهر اليسر فى الصيام

فرض الله تعالى الصيام على المسلم البالغ العاقل المقيم وليس عنده عذر يمنعه من الصيام , فعندما شرع الله الصيام على المؤمنين نظر إلى ما يطرأ على عباده من أعذار يشق عليهم معها أن يصوموا فرخص للمريض مرض يرجى برؤه ولكنه يتضرر بالصوم أو يزيد من علة المرض ويؤخر الشفاء أو كان العلاج يقتضيه والمسافر الإفطار فى رمضان واكتفى من المريض الذى يرجى برؤه والمسافر أن عليهما القضاء فقط فى أيام الصحة وحال الإقامة قال تعالى " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر " والآية صريحة الدلالة تبين لنا أن رخصة الإفطار للمريض والمسافر هى مظنة المشقة وخشية زيادة المرض فإذا لم يخشيا أى المسافر والمريض مشقة ولا تعب كان الصيام أولى قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " سورة البقرة
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

السفر المبيح للفطر

والسفر الذى يبيح الفطر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله _ هو كل ما يسميه الناس فى العرف سفرا _ وقدرة كثير من العلماء 84_ كيلو متر وكلمة ) أو على سفر ) تجعل رخصة الإفطار خاصة بمن يباشر السفر بالفعل أى أثناء ارتحاله وأما بعد أن يصل إلى مقصده ويقف به السير ويحدد إقامته فى المكان الذى قصده , فإنه يجب عليه أن يعود إلى الصوم ولو كان فى غير بلده , فبعض الناس يظن أن الرخصة ثابتة للمسافر طالما هو بعيد عن بلده وهذا فهم خاطئ وإنما هى خاصة بزمن السفر ومباشرته كما قال تعالى " أو على سفر " سورة البقرة .".وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)

الصيام فى السفر

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : سافر رسول الله صل الله عليه وسلم فى رمضان فصام حتى بلغ عسفان , ثم دعا بإناء من ماء , فشرب نهارا ليراه الناس , فأفطر حتى قدم مكة , وكان عبد الله ابن عباس يقول : صام رسول الله صل الله عليه وسلم فى السفر و أفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر " رواه البخارى فالمسافر أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر , وليس من البر الصيام فى السفر إن أجهده الصيام فقد رأى رسول الله صل الله عليه وسلم رجلا يظلله الناس وقد أجهده الصوم فسأل عنه فقالوا إنه صائم فقال صل الله عليه وسلم " ليس من البر الصيام فى السفر فالصيام هو الأصل فى السفر إلا إن شق عليك قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " سورو البقرة وعلى من أفطر بسبب السفر القضاء فقط بعدد الأيام التى أفطرها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3)

رمضان شهر الصيام والقرآن :

عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد , يقول الصيام : أى رب إنى منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه , ويقول القرآن , منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان رواه أحمد والطبرانى والحاكم والبيهقى فى شعب الإيمان فالقرآن من أعظم النعم التى وهبها الله تعالى , لعباده الذين يعملون الصالحات
وكلما جاء رمضان ذكرنا بهذه النعمة الجليلة , قال تعالى " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " سورة ق الآية 45_ وكان حقا علينا أن نشكر المنعم الواهب سبحانه وتعالى
وكلما أقبل شهر رمضان وتوالت علينا ذكراه العطرة , تجددت فينا روح القرآن
وذكرى نزوله على النبى صل الله عليه وسلم , ليكون منهاجا لخير أمة أخرجت للناس , ودستورا إلهيا ينظم شئون حياتها "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حتى لاننسى حقيقته

روى مسلم فى صحيحه عن النبى صل الله عليه وسلم عن ربه عز وجل " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به , يدع شهوته وطعامه من أجلى "

المسلم الذى يرعى حقيقة الصوم , ويحسن القيام بواجباته فيه ينال الأجر العظيم وتشمله الرحمة الواسعة , وفى الصيام طهارة للنفس , وتهذيب للمشاعر , ونقاء فى القلب وسمو بالإنسان , فى مدارج الرقى الروحى والكمال النفسى , هذه هى حقيقة الصيام الباطنة التى تفيض على الباطن أدبا , واستقامة والتزاما للسنة المطهرة وترفعا عن الدنايا وسفاسف الأمور , وتنزيها عن الصغائر والمكروهات , والتمسك بالمعالى والمكرمات , لكن بعض من حرم الخير يعكسون القضية , وينسون أن للصوم آدابا يتمثل ذلك فى , التمسك بحقيقته الباطنة وشعائره الظاهرة , وربما ذهبت الحماقة بأحدهم إلى أن يحتج بأخطائه , وتقصيره فى العمل والسلوك على أنه صائم
متوتر وينبغى على الناس أن يتجنبوا التعرض له , أو الإعتراض على ما يقوم به
وهذا مما يتنافى مع السلوك الحقيقى للصائم , ولا يتفق مع جلال العبادة وقدسية الإيمان

وإلى هذا يشير الحديث بقوله صل الله عليه وسلم " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخُب , فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم , والذى نفس بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه " رواه البخارى و مسلم والترمذى
فأين نحن من هذا السلوك الحقيقى , الذى ينبغى أن يتحفظ به الصائم , حتى لو استفزه أحد أو اعتدى عليه , إيثارا لما عند الله واستمساكا بآداب هذه العبادة
الرفيعة ويقول : إنى صائم , إنى صائم وبذلك يقى المسلم نفسه شر غرائزه
ويرتقى إلى ذروة الانسانية التى , جعلها الله فى أحسن تقويم , ويفتح لها طاقات الخير وعمل المعروف

وهناك من يخرج عن هدى السنة الشريفة فيؤخرون الإفطار
ويعجلون السحور وهذه وسوسة شيطانية وخديعة نفسية , تصر عليها النفوس المحرومة من بركة السنة , وعن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " رواه البخارى ومسلم وفى رواية ابن حبان " لاتزال أمتى على سنتى ما لم تنتظر بفطرها النجوم " وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم قال الله تعالى " أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا " رواه أحمد والترمذى وحسنه وابن خزيمة وابن حبان وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصوم الذى يريده الله

يظن كثير من المسلمين أن الإنسان متى , أمسك عن التقليد الظاهرى لعبادة الصيام من طعام وشراب وشهوة فقد صام , وأدى ما فرضه الله عليه وخرج عن عهدة التكاليف
يقول تعالى " يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة
يقول عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه " إذا سمعت يا أيها الذين أمنوا فأرعها
سماعك فإما أمر يأمر الله به , أو نهى ينهى عنه "

والإيمان الحق كما أمر الله هو أساس كل خير ورأس الفضائل ومنبع اليقين , والتقوى سر الفلاح وروح الإيمان , وفى ذلك إرشاد قوى ودلالة واضحة على آن الصوم المطلوب
يكون فى الإمساك عن كل ما يتنافى مع حقيقة الإيمان , وفضيلة التقوى والمراقبة لله سبحانه وتعالى ,
ومن هنا كان الذى يتجه إلى غير الله , بالقصد والرجاء لاصوم له , والذى يفكر فى الشر ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد , ويحارب الله ورسوله فى جماعةالمؤمنين لا صوم له , والذى ينطوى قلبه على الحقد , والحسد والبغض لإتحاد كلمة المؤمنين
ويعمل على تفريقهم واضعاف قوتهم وإزالة شوكتهم لاصوم له

والذى يسئ إدارة مصالح المسلمين العامة ,من خلال اللوائح المعقدة والروتين المعوق , ويأخذ من المال العام للدولة فى الإنفاق على مصالحه الشخصية ورغباته وشهواته لاصوم له , وكذلك كل من يمد يده أو لسانه أو جارحة من جورحه بالإيذاء لعباد الله , أو انتهاك حرمات الله لاصوم له
فالصائم الحقيقى فى صورة ملاك طاهر , لا يكذب ولا يرتاب ولا يشى بالخديعة والمكر , ولا يدبر فى قتل أو اغتيال أو عمل سوء , ولا يأكل أموال الناس بالباطل

هذا هو الصيام الحق الذى يجمع بين صورته وحقبقته , وفى ذلك تقوية لروح الإيمان
بالمراقبة وبذلك يجمع الصائم بين عملتى التربية الروحية , وهى تخلية نفسه وتطهيرها من المدنسات , وتحليتها وتزكيتها بالفضائل وفى هذا قول النبى صل الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " وقوله صل الله عليه وسلم " ليس الصيام من الأكل والشرب , وإنما الصيام عن اللغو والرفث " ويتأكد ذلك فى قوله تعالى " إنما يتقبل الله من المتقين "
سورة المائدة الآية 27_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من مظاهر اليسر فى الصيام

ومن وجوه اليسر فى الصيام أن الله تعالى , أباح للأصحاء المقيمين الذين يشق عليهم الصيام ويجهدهم جهدا شديدا يعرضهم للخطر والهلاك كا الشيخ الكبير والمرأة العجوز , والحوامل والمراضع من النساء , رخص لهم الإفطار نظرا أن هؤلاء قد
لا يدركون أياما لايستطيعون فيها القضاء , فمن النساء من تواصل الحمل بالرضاع
وليس لها وقت يتسع للصوم فحكمها حكم المريض المزمن والشيخ الكبير والمرأة العجوز فهؤلاء عليهم فدية طعام مسكين عن كل يوم وجبتان مشبعتان سحور وإفطار
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

هدية من الله فاقبلوها

ولايلزم أن تخرج فى شهر رمضان لمن لا يستطيع ذلك بل يجوز ذلك بعد رمضان قال تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " سورة البقرة ومعنى يطيقونه
أى إذا صاموا وجدوا مع الصيام الشدة والمشقة التى تكاد تهلكهم والله سبحانه كما يحب أن تؤتى عزائمه يحب كذلك أن تؤتى رخصه ومن لم يقبل رخصة الله فعليه
من الإثم مثل جبال أحد وإن هلك ومات بسبب صومه ولم يأخذ بالرخصة كان كمن
انتحر لأنه أعان على قتل نفسه "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

نشيد الصائم

كما جاء فى حديث سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه فى خطبته صل الله عليه وسلم فى آخر شعبان عن شهر رمضان " فا ستكثروا يه من أربع خصال خصلتان ترضون بهما ربكم , وخلصتان لاغنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه , وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار " فلتحرص على قولك لا إله إلا الله أستغفر الله , اللهم إنى أسألك الجنة اللهم إنى أعوذ بك من النار " و صل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمور ليس على الصائم حرج فى فعلها

بل الثوب وطرحه على الجسد وهو صائم وهذا فعل ابن عمر رضى الله تعالى عنه _ وقال العباس رضى الله تعالى عنه "ولا بأس بتذوق القدر اليسير من الطعام للحاجة إلى ذلك ( من أجل التعرف على درجة النضج أو الملوحة ثم مجه بعد ذلك ) وقال الحسن لابأس بالمضمضة والتبرد بالماء ولقد قال صل الله عليه وسلم " وبالغ فى الإستنشاق ( وهو إدخال الماء فى الأنف ودفعه ويسمى الإستنثار ) إلا أن تكون صائما _ والتبرد هو صب الماء على الرأس من شدة الحر وقد فعله رسول الله صل الله عليه وسلم عام الفتح وهو فى طريقه لفتح مكة"
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

ما يباح فعله للصائم

وقال أنس رضى الله تعالى عنه " إن لى أبزن ( حوضا من حجر أقتحم فيه يعنى أغتسل فيه وأنا صائم _ استعمال السواك فى أول النهار وآخره وقد جاء فى صحيح البخارى عن عامر بن ربيعة رضى الله عنه قال رأيت النبى صل الله عليه وسلم " يستاك وهو صائم ما لا أحصى أو أعد" وفى ذلك طهارة للفم وحفاظا على سلامة اللثه والأسنان وكما يجوز استعمال فرشة المعجون بشرط عدم وصول شئ إلى الخلق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)