كيف نستقبل شهر رمضان ( ونحافظ على العبادة فيه )

كيف نستقبل شهر رمضان

اعتدنا فى شهر رمضان المبارك , أن نسرف فى المأكل والمشرب
وهذه ظاهرة منتشرة فى المجتمعات الاسلامية , والاسراف كعادة
أمر ممقوت فى الاسلام سواء فى رمضان وغيره ولكنه يتأكد مع عبادة الصيام والله تعالى يقول "
وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " سورة الأعراف
وقال فى خصوص الاعتدال فى كل شئ وعدم الاسراف قوله تعالى "
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا "
ومن هاتين الآيتين نأخذ أن الاسراف والامساك من الأمور غير المرغوبة فيه
بل هو أمر منهى عنه

وإذا كنا صياما فإن الصوم بطبيعته , يدعوا إلى الاعتدال
فهو من حيث واقعه إمساك عن الطعام,والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
مع نية الصيام , وهذا العمل الواقعى يدعوا ألا تثقل المعدة , فيما بعد هذه الفترة فترة الصيام بالاكثار من الطعام أو الشراب , لأن الهدف والمقصود من الصيام تقوى الله
كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون " سورة البقرة .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

ولنعلم أن الهدف والغاية التى تغياها فريضة الصيام , لايتحقق بانصراف الصائمين
بعد غروب الشمس إلى تحصيل قدر أكبر مما كانوا يأكلونه ولو لم يكونوا صائمين
إنهم يعدون صنوفا متنوعة من المطعم والمشرب , يتناولونه فى الفترة الليلية أى من الغروب إلى السحور وليس هذا الأمر مقصورا على فرد أو على بيئة معينة من المجتمعات الاسلامية وإنما هو أمر سائد , يجعله عادة سيئة لا تتناسب مع شرعية
الصيام ولا مع هدفه إذ أن"البطنة تذهب الفطنة " فمتى إمتلأت المعدة فلم يعد فى قدرة الصائم أن يعبد الله , وأن يقوم الليل أو أن يتلوا القرآن وأن يستذكر علما أو أن يفعل شيئا مرتبط بهذه العبادة عبادة الصوم .

إنه من الواجب علينا أن نتعامل مع الفرائض التى أوجبها الله , علينا وأن نهىء لها البيئة والجو الذى تقام فيه فكما تؤدى الصلاة فى المسجد , بإعتباره خصص للعبادة
وأن الصلاة فى المسجد تجعل المسلم أكثر, تهيئا للوقوف بين يدى ربه وخالقه وكذلك
الصيام ينبغى علينا أن نجعل البيئة المحيطة, به أكثر تناسبا وتلائما لقدسية الفريضة
وجلال العبادة والصيام لون من معانى التربية فى الاسلام , فهو يربى المسلم على الخلق الاسلامى الذى لايتأتى فى سلوك الانسان إلا حين يتحرر من كل سلطان إلا
سلطان الله عز وجل.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(2)

وإذا كان فى الصيام حرمان موقوت للإنسان عما تشتهيه نفسه
وهو مفطر فأولئك الذين يدخنون أو يتناولون الشاى أو القهوة , مسرفين فى ذلك أو تكون لهم بعض عادات لاتتفق مع عادات , الاسلام وتتنافى مع توجيهاته ,وهذه الألوان من العادات السيئة حين يصوم الانسان يجد نفسه فى وازع من دينه وضميره
فى حرج أن يفعلها وقد يكون هذا الحرج سببا من أسباب رشد الانسان وابتعاده عن كل ما هو سئ وضار فى دينه ودنياه , ويمضى فى طريق المعتدلين فى كل تصرفاتهم سواء فى مأكله أو مشربه , أو فيما تعوده فى حياته وخاصة أن الصوم يعود الانسان الصبر , والصبر كما يكون فى المكاره يكون فى الطاعات حتى يؤديها الانسان وكذلك يكون صبرا عن المعاصى , وإذا كان هذا هو خلق كثير من الناس ممن يصومون فى رمضان وهو الذى لايرضى لنفسه أن يظهر بمظهر غير الصائمين.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(3)

وهذا ما نراه فى كثيرا من المترددين على بيوت الله فى رمضان وحده فقط وفى غير رمضان نجدهم لا يدخلون المساجد , ذلك لأنهم يرون فى رمضان شهر الطاعة والعبادة وشهرا طويلا يقضيه الانسان فى العبادة صابرا على طاعة الله , صابرا عن معاصى الله صابرا, على ما يكره فى هذه الحياة , وقد يكون لذلك أثر فى استقامته فى حياته المستقبلية , والصوم الحقيقى يخلق فى الانسان , الوازع الدينى والضمير الحى الذى يمنع الانسان من, الوقوع فيما يغضب الله عز وجل إلى القلب الصافى الذى يكون دائما الرقيب , على الانسان فى جميع تصرفاته فى رمضان وغير رمضان , ويعيش الانسان بذلك مع ربه مراقبا له فى كل أحواله وسائر أعماله
صابرا محتسبا على ما يلقى ويواجه فى الحياة ومتخليا عن سلطان العادة الذى قد يأسره فى كثير من أحيانه , ويوم الانسان كذلك يكون هو المسلم , الذى استضاء بنور دينه ومضى على الطريق السوى المستقيم .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(4)

إن شهر رمضان فى الحقيقة , هو شهر تدريب على استبدال العادات السيئة بالعادات الحسنة , ذلك أن شهر رمضان يقلب كل موازين , الحياة فى الإنسان فهو إذا كان قد تعود النوم ففيه صلاة القيام , وإذا كان قد تعود الشبع ففيه الجوع , وإذا قد تعود الكسل والراحة ففى شهر رمضان النصب والتعب , من العبادة والإقبال عليها وهكذا نجد أن شهر رمضان يقلب نظام الحياة كلها , ويجعل الانسان يُبدل منها كل وجوهها
فاستيقاظه يتغير ونومه يتغير وطعامه يتغير , وعمله يتغير وفكره يتغير وإقباله على العبادة أيضا تكون له صور أخرى ومن هنا يجد الانسان بعد مرور يوم أو يومين أو أكثر من رمضان ما كان صعبا فى الحياة العادية , سهلا وميسورا حتى إذا جاء آخر الشهر تمنى لو أن الأيام كلها أصبحت رمضان ,

فإذا انصرف من رمضان وعاش الحياة العادية , مرة أخرى نسى ما كان قد تعوده وتعلمه فى شهر رمضان من هذه العادات الطيبة .
إذا شهر رمضان يغير فينا ولنا كثير من العادات التى توارثناها , اجتماعيا بدون أن يكون لها سند شرعى أو سند دينى , ومن ثم الواجب علينا أن نخضع جميع العادات التى توارثناها مرة أخرى للمقايس الشرعية والمقايس الدينية وأن نعيد النظر فيها
ورمضان هو الفرصة الوحيدة لكل هذه المراجعات .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(5)

ومن العادات السيئة

هناك عادات اجتماعية أصبحت متوارثة بين الناس , وللميراث تأثيره العميق فى استمرار العادات سواء كانت ضارة أو نافعة , ومن هنا نجد أن المجتمعات الاسلامية
توارثت على مر الأجيال بالنسبة لقدوم رمضان , خلط الفرحة الروحية والنفسية بقدوم هذا الشهر , بأمور مادية بالزينات والأنوار والإضاءة من جانب وإذا كان قد سن لنا رسول الله صل الله عليه وسلم القيام فى رمضان فهل نحن نقوم كما طلب منا فى سهراتنا , أو أن هناك جهات أخرى تستدعينا للقيام عندها والحرص عليها وهل يكون هذا القيام مشروع ؟ وإن هناك أناس يتفننون فى إضاعة أوقاتهم فى مفيد وخاصة الشباب الناشئة , وبالذات لأنهم عليهم المعول فى المستقبل وهو الذين ننقل إليهم أمانة ديننا ليتحملوه من بعدنا
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (6)

, فإذا نحن فرطنا فى تحملهم هذه الأمانة ولم يتعودوا على تقاليد العبادات والفرائض كما ينبغى أن يكون فما ذا يكون أمر الدين فى حياتهم , حيث لم يتعلموه ولم يتعودوه , وإنما تعودوا وتعلموا ما يشاهدونه كل ليلة وكل نهار فى أجهزة الإعلام المرئية , والمسموعة أو أجهزة الاعلام المقروءة إن هناك من وسائل الاغراء فى هذه الآلات ما يجعل الشباب ينصرف , إلى هذه الفنون التى ابتدعناها حتى نشأ عليها الصغير , وهرم عليها الكبير بل إنها أصبحت من التقاليد المرعية بحيث لايكون موسم من مواسم رمضان إلا كانت فيه مثل مايشاهد ويرى من برامج هابطة بما تحمله من مغريات , حتى إنهم لايتركون للإنسان فرجة ليخلوا بنفسه والوقوف بين يدى ربه للطاعة والعبادة فماذا تركوا للشباب لكى يفكر ويتدبر فى أمر دينه ويتأمل ما يعود عليه بالخير ؟
إنهم بذلك يفسدون على الناس حياتهم الاجتماعية والروحية , ويضيعون على الناس بهاؤ العبادة وحلاوة الطاعة واثر الصيام ومعانيه فى النفوس "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 7)

التغير ممكن وواقع

إن عبادة الصيام التى فرضها الله سبحانه على عباده فى شهر رمضان , بهذا المعنى تؤدى دورا ايجابيا وفاعلا على طريق التغير , ومن داخل الانسان نفسه يأتى التغير
إذ هى تؤكد أمرين : أولها أن التغير ممكن والثانى : أن التغير واجب وواقع قال تعالى " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد الآية 11_
وكما بينا ألسنا نرى تغيرا فى الانسان نفسه فى يومه وليله فى رمضان تتغير أعرافه وعادته _ بل تتغير فى المجتمع سماته وملامحه , ووسائل الاعلام على مابها من تخلف تحاول أن تقدم جديدا فى بعض برامجها ومقولاتها , ذلك بمناسبة الشهر الكريم

وكأن عبادة الصيام جاءت لتؤكد للجميع أن المجتمع بما فيه من أفراد وجماعات إذا انحرف به الهوى وتوزعته أسباب الضلال والانحراف , أن التغير ممكن بل إن التغيرواقع .
وعندما تتغير نفوسنا بكل معنى حسن , وجميل ويترسخ الإيمان الصادق , واليقين الثابت والتوحيد الخالص والتمسك بالشريعة الهادية , هناك يتغير كل شئ تتغير الأفراد وتتغير الأسر ويتغير المجتمع , ويسود الحق والعدل ويرتفع بنيان الفضيلة
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(

والاسلام مع الترفيه سليم الأداء والمعنى

والاسلام لايمنع الترفيه أبدا ولا يحارب الدنيا , بل إنها يعمل على اصلاحها وترشيدها وتهذيبها بالعمل الجاد والفعل النافع , وفى الاسلام ساعة وساعة
لكل انسان منا واجبه يؤديه , ثم له الحق بعد ذلك فى الترفيه فى حدود القيم والمبادئ الأخلاقية , وإذا تتبعنا سيرة رسول الله صل الله عليه وسلم وذلك فيما يتعلق بموضوع الترفيه عن النفس وجدناه صل الله عليه وسلم كان يضحك للنكتة البريئة وإذا قرئنا ماقيل لم نجد منه قبحا ولا تناولا لعرض , ولا لأى شئ يخدش الحياء
أو يخدش الدين أو يمس القيم من قريب أو من بعيد

, ومجال الترفيه بغض النظر عن شهر رمضان عموما هذا المجال يشغلون , به أذهان الناس يعتبر اسرافا محرما
ومن ذلك تضخيم ما يتعلق بنواحى الرياضة , وجعلها وسيلة للتحزب والتميز والتعصب والتشيع والاستغراق فيها بحيث تلهى عن العبادة وتلهى عن أداء الصلوات
وعلى ما فيها من اغراء فهم يضيفون إليها من المغريات المختلفة , ما يشلغون به أذهان الشباب , ويا ليتهم حين أرادو للشباب التريض أن يتريض فى ذاته وفى بدنه
وهذا نوع من انواع الاسراف غير المحسوس وغير الملحوظ والاسلام يجعل التجاوز فى أى نعمة من النعم اسرافا منهيا عنه حتى لو كان هذا الفعل مباحا
ومن حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبى صل الله عليه وسلم قال : لا تزول قدما عبدا يوم القيامة : حتى يسأل عن عمره فيما أفناه , وعن علمه فيم عمل فيه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟ رواه الترمذى وقال حسن صحيح.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(9)

من هدى القرآن فى عبادة الصيام

طاعة لربنا واستجابة لأداء فرائضه , ننوى صيام شهر رمضان
إيمانا وإحتسابا لوجه الله الكريم , الذى قال فيه المولى تبارك وتعالى "
شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
فمن شهد منكم الشهر فليصمه , ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام
آخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة وتكبروا الله على ما هداكم
ولعلكم تشكرون " سورة البقرة الآية 185_

إن للصيام فرحة لايدركها إلا كل مؤمن تقى نقى , يطلب من الله تعالى حسن الجزاء
ففى جو رمضان تنشرح النفوس بالإيمان , ويستشعر الصائم بالخير كله والسعادة تغمره , فهو من طاعة إلى طاعة لايضيع وقته , فهو يعطر لسانه بذكر الله ويقضى وقته فى القيام والتهجد والإستغفار والدعاء.
فما أعظم المسلم الذى يستفيد من دروس الصيام , ويتعلم كيف يسيطر على نفسه
التى تأمره بالسوء طوال العام فيعودها الطاعة , ويفطمها عن المعاصى ويتدرب
على البذل والجود , والسخاء والعطاء , وبذلك ينمى بداخله حب الإيثار وفعل الخير
والصوم ليس مدعاة للكسل والتراخى , بل إن الصيام يمنح الإنسان قوة العزيمة ويعود الإنسان الترشيد وعدم الإسراف , ويمنح المسلم حلاوة الإيمان "

والرسول صل الله عليه وسلم " يشوق أرواحنا لما يضفيه الصيام على نفوسنا
من قوة وإشراق , بما يحفذ هممنا إلى الإقبال على الطاعة والعبادة و كثرة الإحسان
إلى الخلق وصنائع البر والمعروف وفى ذلك ما أخرجه البيهقى من حديث سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه قال : خطبنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى آخر
يوم من شعبان فقال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك , شهر فيه ليلة القدر
خير من ألف شهر , جعل الله صيام نهاره فريضة , وقيام ليله تطوعا , من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فما سواه , ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه , وهو شهر الصبر , والصبر ثوابه الجنة , وشهر المواساة , وشهر يزاد رزق المؤمن فيه

, فمن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه
وعتقا لرقبته من النار , وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شئ
قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم , فقال رسول الله صل الله عليه وسلم , يعطى الله عز وجل هذا الثواب , من فطر صائما على تمرة , أو شربة ماء
أو مَذْقَة لبن ( مذقة _ بفتح الميم _ وسكون الدال _ وفتح القاف ) وهو شهر أوله رحمة , وأوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار , فمن خفف فيه عن مملوكه ( يعنى
خادمه ومن يعمل عنده ) غفر الله تعالى له وأعتقه من النار , فا ستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما , فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه , وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما , تسألون الله عز وجل الجنة , وتتعوذون به من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضى , لا يظمأ حتى يدخل الجنة "
رواه ابن خزيمة فى صحيحه من طريق ابن خزيمة وابن حبان
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نسمات روحية فى شهر الصيام

إن شهر رمضان مواسم للخيرات , وأيام البركات والنفحات , وأوقات للطاعات
والعبادات , وهكذا يكون الحال فى رمضان , فأيامه ولياليه أشبه ما تكون بالربيع
بالنسبة للزهور والورود والأشجار , وفيه تنشط الأرواح بطاعة ربها وبذكر بارئها وخالقها , وفيه تتطلع النفوس للسمو والإرتقاء , ويتجدد فيه العطاء الإيمانى , والمدد الربانى والتجليات الإلهية من المنح , والإشراقات النورانية وسرعان ما تمر هذه الليالى وتدور عجلة الأيام , وبالأمس القريب كنا فى شهر رمضان , وتتوالى الأيام والليالى لتشهد شهرا جديدا , ليكون مورد عذب لطهارة القلوب وصفاء النفوس تكثر
فيه الحسنات وتزداد فيه الخيرات والإحسان للخلق .
من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يبشر أصحابه ويقول :" قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك , كتب الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنان , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغل فيه الشياطين
فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "رواه الإمام أحمد والنسائى
بسند صحيح ." وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تهنئة بحلول شهر رمضان :

ما يقوله المسلم عندما يسمع أو يرى هلال أى شهر عربى سواء فى شهر رمضان وغيره "
يقول هذا الدعاء وهو متجه إلى القبلة : كما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفعل " إذا رأى هلال شهر عربي كان يقول صل الله عليه وسلم " الله أكبر ,اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان , والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحبه وترضى , ربى وريك الله هلال رشد وخير رواه الترمذي وقال حديث حسن. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان كريم

تهنئة بحلول شهر رمضان

تستقبل الأمة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغربها , شهر رمضان بالبشر والترحاب وتسعد بقدومه , هذا الشهر ضيفا كريما , وزائرا عزيزاعظمه الله تبارك وتعالى وفضله
على سائر الشهور , وحباه بنزول القرآن الكريم فيه ليلة خير من ألف شهر , وفرض
الله تعالى صيامه على المسلمين , تزكية لنفوسهم وتطهيرا لقلوبهم , وأحاط أيامه ولياليه بالنفحات والحسنات , وحقق فيه القوى العزيز للمسلمين من الإنتصارات
فى الغزوات والمعارك على قوى البغى والعدون , وقد نصح رسول الله صل الله عليه وسلم أمته باغتنام هذا الشهر الكريم , والمحافظة على صيام نهاره وقيام ليله
وإلى المواساة والتكافل فيما بينهم , فإنه شهر البر والإحسان والثواب الجزيل "
وتقبل الله منا ومنكم _" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

موسم الخيرات وربيع الأرواح

روى الإمام أحمد فى مسنده والنسائى بسند صحيح عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يبشر أصحابه ويقول " قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك , كتب الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنان , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغل فيه الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم " ومن الواجب على المسلم وقبل أن يبدأ هذا الشهر الكريم : 1_ المسارعة إلى التوبة النصوح بشروطها الثلات " الندم _ والعزم _ والإقلاع وذلك عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ويضاف شرط رابع إذا كان الذنب فى حق آدمى ويكون ذلك بالتحلل من المظالم وردها إلى أهلها 2_ المحافظة على الصلوات الخمس وصلاة التراويح 3_ الحرص على تلاوة القرآن فهما وتديرا وعملا 4_ بر الوالدين وصلة الأرحام 5_ كثرة الإحسان والعطف على الفقراء والمساكين 6_ أن يكون إيجابيا فيما يقوم به من عمل ويحرص على أداائه بإتقان على أكمل وجه وعدم التكاسل 7_ زيارة المريض والدعاء له بالشفاء 8_ التحلى بالأخلاق الحميدة والصفات النبيلة 9_ الإنشغال بالحق والبعد عن التوافه والخوض فى الباطل ومشاهدة المنكرات 10_ كثرة الذكر والدعاء والإستغفار " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العبادة بين الظاهر والحقيقة

إن من أهم فوائد الصيام تدريب النفس على مراقبة الله سبحانه وتعالى _ والصوم سر بين العبد وربه ولا يتطلع عليه أحد إلا الله _ والصوم يضيق مجارى الشيطان , فإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فى العروق _ وفى الصيام دواء وعلاج لأمراض النفوس من ارتكاب المعاصى والذنوب ولزوم الطاعات _ والصائم يسيطر على هوى نفسه وهو يعلم أن الله مطلع عليه _ وفى الصيام إمساك عما أحل الله فمن باب أولى أن نمسك عن المعاصى والآثام _ وليس على الصائم رقيب إلا الله ومن هنا تخفى من نفسه كل مظاهر الرياء والتطلع إلى اعجاب الناس وحب الثناء _ وفى الصوم راحة للمعدة والجسد _ وفى الصوم زكاة للنفس والبدن " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى السنة تعجيل الفطر

من آداب الصيام وسننه تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب فقد روى الشيخان عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه : أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " وفى رواية لأبى داود قال عليه الصلاة والسلام : " لايزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر " وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : قال الله تعالى " أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا " وعن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلى على رطبات , فإن لم يكن رطبات فتميرات , فإن لم تكن تميرات , حسا حسوات من ماء " فالسنة تعجيل الإفطار عند سمع الآذان مباشرة ولا تنتظر حتى ينتهى المؤذن تنفيذا لهدى رسول الله صل الله عليه وسلم " وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء بما فيه الخير

ينبغى على الصائم أن يدعوا الله تعالى بما فيه الخير عند فطره وأثناء صومه _ عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " اللهم إنى أسألك برحمتك التى وسعت كل شئ أن تغفر لى " وروى أبو داود والنسائى عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " وفى رواية " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم