" تفسيرسورة الفلق _وسورة الناس "

تفسير سورة الفلق :

المعنى اللفظى :

سورة مكية: _ وآياتها خمس , نزلت بعد سورة الفيل , وفيها بيان للعبد أن الملجأ والحمى فى ظل الله وكنفه وحفظه ورعايته " بسم الله الرحمن الرحيم " قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد إذا حسد " والمعنى قل يا محمد " ألجأ وأعتصم وأحتمى بالله تعالى رب الفلق دون غيره فهو الخالق المالك لكل شئ , والفلق ما يفلقه ويشقه , كفلق الأرض عن النبات , والأرحام عن الأجنة , والحب والنوى وغير ذلك , ومن شر جميع المخلوقات وأذها ومن شر كل دآبة هو سبحانه وتعالى آخذ بناصيتها , ومن شر غاسق , والغاسق هو الليل شديد الظلمة , إذا دخل وتغلغل حيث ينتشر عندها , أهل الشر من الجن والإنس والوحوش والحشرات وكل ما فيه من مؤذيات , ومن شر النفاثات فى العقد , والعقد جمع عقدة , وهى فى الحبال معروفة وتستعمل مجازا , فى كل علاقة بين اثنين أُحكم رباطها , كالرباط بين الزوجين , والنفث النفخ الخفيف وقد يكون معه رشاش من ريق الفم ( والنفاثة ) كثيرة النفث والمقصود بذلك النفوس الشريرة , التى تحترف السحر , لتفسد بين الناس , وقد يقصد بذلك أيضا النفوس النمامة التى تقطع روابط الألفة بين الناس بالنميمة , ومن شر حاسد إذا حسد والحاسد هو المبغض للناس على ما وهبهم الله من نعم , يتمنى زوالها عنهم إذا حسد , إذا حسد المراد إذا نفذ مقتضى حسده , بالسعى فى ازالة النعمة عن المحسود "

البيان العام للسورة

أولا : فى السورة توجيه لرسول الله صل الله عليه وسلم وللمؤمنين جميعا فى كل زمان ومكان , أن يلجئوا إلى كنف الله , وأن يستعيذوا بحماه من كل ما يخافون
سواء كان خوفا ظاهرا أو خفيا فالله سبحان هو القادر على دفع كل ما يؤذى الإنسان ويصيبه وليس من العبد إلا التضرع والتعوذ من شر الخلائق فقد كان من دعاء الرسول صل الله عليه وسلم " اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض , رب كل شئ ومليكه , أشهد أن لا إله إلا أنت , أعوذ بك من شر نفسى, ومن شر الشيطان وشركه , وأن أقترف على نفسى سوء أو أجره إلى مسلم " رواه مسلم
ثانيا: مما يجب علينا أن نستعيذ بالله تعالى,من شرور الليل وما يحدث فيه وما نتهوهم
أن يحدث فى الليل من شرور , تتعدد مصادره , ولا يحتمل شرها ولا يتقى إلا بالإستعاذ بالله , والإحتماء بحماه . ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يدعوا
الله تعالى بهذا الدعاء " أعوذ بكلمات الله التامات , من غضبه وعقابه , وشر عباده ,
ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " رواه أبو داود والترمذى

ثالثا : علينا أن نستعيذ بالله تعالى من السحر , والسحرة لأنه شر كله , ولأن محترفيه
أكثر شرا , ولديهم  القدرة على خداع حواس الناس , مما يوهمهم أن السحر له حقيقة وهو ضرب من الشعوذة والباطل , حتى إن نبى الله موسى عليه السلام , أو جس فى نفسه خيفة , ونحن يجب علينا أن نستعيذ بالله, من شر هذا الباطل لأنه يؤذى الناس ,
ويزعزع إيمانهم قال تعالى " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " سورة آل عمران
رابعا : كما يجب أن نستعيذ بالله تعالى من الحسد والحاسدين , لأنه واقع فى حياتنا ,
وإن غلبنا فيه جانب المصادفة , ولكنه على كل حال شر يستعاذ من بالله , ويستجار فيه بحماه وهو سبحانه نعم الملجأ والمغيث " ولهذا كان النبى صل الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه , كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ( قل هو الله أحد ....إلخ السورة ) و( قل أعوذ برب الفلق ....) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح ما استطاع من جسده , يبدأ بهما على رأسه , ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثرث مرات "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سورة الناس

مكية وعدد آياتها 6 ونزلت بعد سورة الفلق

الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى أن نستعيذ به من الشر الخفى

بسم الله الرحمن الرحيم

قل أعوذ برب الناس , ملك الناس , إله الناس , من شر الوسواس الخناس
الذى يوسوس فى صدور الناس , من الجنة والناس "

البيان العام

يوجه الله تعالى الرسول صل الله عليه وسلم _ أولا والمؤمنين من بعده إلى الإستعاذة والإحتماء والإستجارة برب الناس , ملك الناس وهو مالكهم وخالقهم والمتصرف وحده فيهم

, وملك الناس وإله الناس, وهو المعبود بحق و كلها صفات للمولى عز وجل وهى تعطى الأمن والسكينة , وتنشر الحماية لكل من لجأ إليها واستعاذ بها
والمستعاذ منه لابد وأن يكون أمرا خطيرا من شدئد وغيرها , يستلزم هذا التوجيه من الله لرسوله
وللمؤمنين ولابد وأن تكون من الخفاء , والتستر بحيث تعمل خطورته عملها دون أن
يشعر الانسان , وليس من مخلوقات الله أخفى من الجن وهو كل ما لا تراه العيون والمراد بهم الجن الشرير وهو الذى يوسوس, ولا أقدر على الوسوسة منه ,

والوسواس : هو الذى يوسوس كثيرا أى يدس الشرور , فى النفوس بأسلوب ماكر لايشعرون به , ونحن نعلم أن بينه وبين الانسان عداوة , أشعل نارها كبير الجن ابليس لعنه الله , بما استقر فيه من خليقة الشر , ونحن أمامه ضعاف مجندون لخدمته فى افساد الأرض , ما بعدنا عن الله وانصرفنا عن تعاليمه , ونحن خارجون عن سلطانه إذا استعذنا بالله من شره , ودخلنا فى حمى رب الناس وملك وإله الناس .
وإن من واجب المسلم أن يحمى نفسه وأسرته , ومجتمعه من الوسواس الخناس, أى الذى من عادته أن يخنس أى يختفى عندما يذكر العبد ربه سبحانه وتعالى , ويرجع عندما ينسى ذكر ربه قال تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون " سورة الزخرف 37_
بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإيمان بالله "

ما يقوله المسلم لرد كيد الشيطان ومردة الجن

روى الإمام أحمد رضى الله عنه قال صل الله عليه وسلم " أعوذ بكلمات الله التامات التى لايجاوزهن بر ولا فاجر , من شر ما خلق وبرء وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء , ومن شر ما يعرج فيها , ومن شر ما ذرأ فى الأرض ومن شر ما يخرج منها , ومن شر فتن الليل والنهار , ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يارحمن "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل سورة الإخلاص والفلق والناس

هذه السور الثلاث التي كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعوذ بها نفسه فقد ثبت في الصحيح أنه صل الله عليه وسلم " كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ " قل هو الله أحد " والمعوذتين " ثم مسح ما استطاع من جسده " كل سورة تقرأ ثلاث مرات , فإن ذلك يكفيك من كل شئ " عن سبب نزول سورة الإخلاص : كما رواه الإمام أحمد عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا للنبي صل الله عليه وسلم : يا محمد ، انسب لنا ربك . فأنزل الله : " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " . عن أبي سعد محمد بن ميسر به - زاد ابن جرير والترمذي - قال : " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل جلاله لا يموت ولا يورث ، " ولم يكن له كفوا أحد " ولم يكن له شبه ولا عدل ، وليس كمثله شيء ".

وروي ابن أبي حاتم عن جابر : أن أعرابيا جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم ، فقال : انسب لنا ربك . فأنزل الله عز وجل : " قل هو الله أحد " إلى آخرها . إسناده مقارب . عن ابن مسعود قال : قالت قريش لرسول الله صل الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فنزلت هذه السورة : " قل هو الله أحد "قال الطبراني : رواه الفريابي وغيره ، عن قيس ، عن أبي عاصم ، عن أبي وائل ، مرسلا . عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " لكل شيء نسبة ، ونسبة الله : " قل هو الله أحد الله الصمد " والصمد ليس بأجوف. عن عائشة : أن النبي صل الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب " قل هو الله أحد " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صل الله عليه وسلم ، فقال : " سلوه : لأي شيء يصنع ذلك ؟ " . فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي صل الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله تعالى يحبه " .هكذا رواه في كتاب " التوحيد " .

حديث آخر : قال البخاري في كتاب الصلاة : " وقال عبيد الله ، عن ثابت عن أنس قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب " قل هو الله أحد " حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة . فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت ، وإن كرهتم تركتكم . وكانوا يرون أنه من أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره . فلما أتاهم النبي صل الله عليه وسلم أخبروه الخبر ، فقال : " يا فلان ، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ؟ " . قال : إني أحبه عن ثابت عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " قال : " إن حبك إياها أدخلك الجنة " .

وهذا الذي علقه الترمذي قد رواه الإمام أحمد في مسنده متصلا فقال :حدثنا أبو النضر ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن أنس قال : جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " حبك إياها أدخلك الجنة " .ا . قال : " حبك إياها أدخلك الجنة " .هكذا رواه البخاري تعليقا مجزوما به عن أبي سعيد . أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد " يرددها ، فلما أصبح جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال النبي صل الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، إنها لتعدل ثلث القرآن " .

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ " . فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : " الله الواحد الصمد ثلث القرآن " .رواه البخاري . عن أبي سعيد الخدري قال : بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله ب " قل هو الله أحد " فذكر ذلك للنبي صل الله عليه وسلم ، فقال : " والذي نفسي بيده ، لتعدل نصف القرآن ، أو ثلثه " . عن عبد الله بن عمرو : أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول : ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟ فقالوا : وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال : فإن " قل هو الله أحد "ثلث القرآن . قال : فجاء النبي صل الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب ، فقال : " صدق أبو أيوب " .رواه الإمام أحمد .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " احشدوا ، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " . فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صل الله عليه وسلم فقرأ : " قل هو الله أحد " ثم دخل فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ". إني لأرى هذا خبرا جاء من السماء ، ثم خرج نبي الله صل الله عليه وسلم فقال : " إني قلت : سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن " .وهكذا رواه مسلم في صحيحه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب ، عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ : " قل هو الله أحد الله الصمد " في ليلة ، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن " . عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب - أو : رجل من الأنصار - قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من قرأ ب "قل هو الله أحد " فكأنما قرأ بثلث القرآن " .

عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " .رواه الأمام احمد وابن ماجة بهذا اللفظ . عن أبي الدرداء ، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن أضعف من ذلك وأعجز . قال : " فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، ف " قل هو الله أحد " ثلث القرآن " .ورواه مسلم والنسائي من حديث قتادة به . عن حميد بن عبد الرحمن - هو ابن عوف - عن أمه - وهي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " .وكذا رواه النسائي في " اليوم والليلة "

عن حميد بن عبد الرحمن : أن نفرا من أصحاب محمد صل الله عليه وسلم حدثوه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : " قل هو الله أحد "تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها " .حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة : قال الإمام مالك بن أنس ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن ، عن عبيد بن حنين قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع النبي صل الله عليه وسلم ، فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " وجبت " . قلت : وما وجبت ؟ قال : " الجنة " .ورواه الترمذي والنسائي من حديث مالك . وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مالك .وتقدم حديث : " حبك إياها أدخلك الجنة " . عن أنس قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : " أما يستطيع أحدكم أن يقرأ : " قل هو الله أحد " ثلاث مرات في ليلة ، فإنها تعدل ثلث القرآن ؟ "هذا إسناد ضعيف ،

وأجود منه حديث آخر ، قال عبد الله بن الإمام أحمد : ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه قال : أصابنا طش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله صل الله عليه وسلم يصلي بنا ، فخرج فأخذ بيدي ، فقال : " قل " . فسكت . قال : " قل " . قلت : ما أقول ؟ قال : " " قل هو الله أحد " والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا ، تكفك كل يوم مرتين " . ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن أبي ذئب به . وقال الترمذي : حسن صحيح غريب من هذا الوجه وفي لفظ " يكفيك من كل شئ " عن تميم الداري قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من قال : لا إله إلا الله واحدا أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له كفوا أحد ، عشر مرات ، كتب له أربعون ألف ألف حسنة " .تفرد به أحمد والخليل بن مرة : ضعفه البخاري وغيره بمرة .

حديث آخر : قال أحمد أيضا : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا زبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها ، عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة " . فقال عمر : إذن نستكثر يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : " الله أكثر وأطيب " . تفرد به أحمد .ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا حيوة ، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد - قال الدارمي : وكان من الأبدال - أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن نبي الله صل الله عليه وسلم قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة " . فقال عمر بن الخطاب : إذا لتكثر قصورنا ؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " الله أوسع من ذلك " . وهذا مرسل جيد .

حديث آخر : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا نصر بن علي ، حدثني نوح بن قيس ، أخبرني محمد العطار ، أخبرتني أم كثير الأنصارية ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " خمسين مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة " إسناده ضعيف .حديث آخر : قال أبو يعلى : حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حاتم بن ميمون ، حدثنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من قرأ في يوم : " قل هو الله أحد " مائتي مرة ، كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين " . إسناده ضعيف حاتم بن ميمون : ضعفه البخاري وغيره . ورواه الترمذي ، عن محمد بن مرزوق البصري ، عن حاتم بن ميمون به . ولفظه : " من قرأ كل يوم ، مائتي مرة : " قل هو الله أحد " محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين " .قال الترمذي : وبهذا الإسناد عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ : " قل هو الله أحد " مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل : يا عبدي ، ادخل على يمينك الجنة " . ثم قال : غريب من حديث ثابت .

وقد روي من غير هذا الوجه ، عنه .وقال أبو بكر البزار ، عن أنس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من قرأ : " قل هو الله أحد " مائتي مرة ، حط الله عنه ذنوب مائتي سنة " . ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر والأغلب بن تميم ، وهما متقاربان في سوء الحفظ .حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء : عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : أنه دخل مع رسول الله صل الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ، يدعو يقول : اللهم ، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . قال : " والذي نفسي بيده ، لقد سأله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب " .وقد أخرجه بقية أصحاب السنن من طرق ، عن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، به . وقال الترمذي : حسن غريب .حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة ،

عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء ، وزوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، وأدى دينا خفيا ، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات : " قل هو الله أحد " . قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال : " أو إحداهن " حديث في قراءتها عند دخول المنزل : قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري ، حدثنا محمد بن الفرج ، حدثنا محمد بن الزبرقان ، عن مروان بن سالم ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من قرأ : " قل هو الله أحد " حين يدخل منزله ، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران " . إسناده ضعيف .

حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن العلاء بن محمد الثقفي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله ، فأتى جبريل النبي صل الله عليه وسلم فقال : يا جبريل ، ما لي أرى الشمس طلعت اليوم بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ " . قال : إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي ، مات بالمدينة اليوم ، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه . قال : " وفيم ذلك ؟ " قال : كان يكثر قراءة : " قل هو الله أحد " في الليل وفي النهار ، وفي ممشاه وقيامه وقعوده ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فصلى عليه .وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة " من طريق يزيد بن هارون ، عن العلاء أبي محمد - وهو متهم بالوضع - فالله أعلم .

طريق أخرى : قال أبو يعلى : حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله ، حدثنا عثمان بن الهيثم - مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي - عن محمود أبي عبد الله ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس قال : نزل جبريل على النبي صل الله عليه وسلم فقال : مات معاوية بن معاوية الليثي ، فتحب أن تصلي عليه ؟ قال :" نعم " . فضرب بجناحه الأرض ، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ، فرفع سريره فنظر إليه ، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة ، في كل صف سبعون ألف ملك ، فقال النبي صل الله عليه وسلم : " يا جبريل ، بم نال هذه المنزلة من الله تعالى ؟ " . قال بحبه : " قل هو الله أحد " وقراءته إياها ذاهبا وجائيا قائما وقاعدا ، وعلى كل حال .ورواه البيهقي من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن ،

عن محبوب بن هلال ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس فذكره . وهذا هو الصواب ، ومحبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي : " ليس بالمشهور " . وقد روي هذا من طرق أخر ، تركناها اختصارا ، وكلها ضعيفة .حديث آخر في فضلها مع المعوذتين : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا معاذ بن رفاعة ، حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال : لقيت رسول الله صل الله عليه وسلم ، فابتدأته فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، بم نجاة المؤمن ؟ قال : " يا عقبة ، احرس لسانك وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك " . قال : ثم لقيني رسول الله صل الله عليه وسلم ، فابتدأني فأخذ بيدي ، فقال : " يا عقبة بن عامر ، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة ، والإنجيل والزبور ، والقرآن العظيم ؟ ". قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك . قال : فأقرأني : " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم قال : " يا عقبة ، لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن " .

قال : فما نسيتهن منذ قال : " لا تنسهن " ، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن . قال عقبة ثم لقيت رسول الله صل الله عليه وسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني بفواضل الأعمال . فقال : " يا عقبة ، صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك "روى الترمذي بعضه في " الزهد " ، من حديث عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد وقال : هذا حديث حسن . وقد رواه أحمد من طريق آخر :حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا ابن عياش ، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي ، عن فروة بن مجاهد اللخمي ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صل الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء . تفرد به أحمد .حديث آخر في الاستشفاء بهن :

قال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا المفضل ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة عن عائشة أن النبي صل الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .وهكذا رواه أهل السنن ، من حديث عقيل به .قد تقدم ذكر سبب نزولها . وقال عكرمة : لما قالت اليهود : نحن نعبد عزيرا ابن الله . وقالت النصارى : نحن نعبد المسيح ابن الله . وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والقمر . وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان - أنزل الله على رسوله صل الله عليه وسلم" : قل هو الله أحد "يعني : هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل ; لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله . ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم