شهر شعبان يدعونا إلى أن نتهيأ لعبادة الصيام وفيه فضائل شهر شعبان وليلة النصف منه وما جاء فيها ومن فضائل شهر شعبان تحويل القبلة

شهر شعبان يدعونا إلى أن نتهيأ لعبادة الصيام :

وفيه فضائل أولاً : ليلة النصف منه وما جاء فيها :ـ ثانيا :من فضائل شهر شعبان تحويل القبلة من المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين , إلى الكعبة المشرفة قبلة الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم


من سمة المسلم الحرص على الخير :

إن من سمة المسلم الصادق استباق الخيرات وتحرى الأوقات الفاضلة التى ميزها الله تعالى بخصائص روحية معينة فضلها بها على غيرها كما في حديث محمد بن مسلمة عند الطبرانى يقول النبي الله عليه وسلم " إن لربكم فى أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها " وهذا التخصيص من شأن ألوهيته سبحانه وتعالى وحده يختص برحمته من يشاء , وما يشاء لما يشاء لا يُسأل عما يفعل قال تعالى " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " سورة القصص الآية 68_

مكانة شهر شعبان :

ولشهر شعبان فى الإسلام فضل ومكانة خاصة بين سائر الشهور فهو شهر النفحات والفيوضات والبركات , التى جعلت رسول الله صل الله عليه وسلم يخصه بكثير من الصيام , كما فى الحديث الذى رواه النسائى عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أراك تصوم فى شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال : ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم " والمراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان , وقد كانوا فى الجاهلية يعظمون شهر رجب وهو من الأشهر الحرم وهى , المحرم وذو القعدة وذو الحجة ورجب الفرد .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

الرسول صل الله عليه وسلم قدوتنا :
ومن هنا برزت لنا قيمة شهر شعبان بين رجب ورمضان فهو فترة للتهيؤ والإستعداد لمعايشة شهر رمضان بما فيه من عبادة الصيام وما يستتبعها من سلوكيات تلزم هذه العبادة لتؤتى أكلها وتثمر ثمراتها , والنبى صل الله عليه وسلم وهو أسوتنا وفيه ومنه تتجسد لنا عظمة العقيدة واخلاص العبادة واستقامة الأعمال والسلوك
ولهذا كان لزاما علينا أن نتعرف على أوجه هذا الإستعداد وظواهره حتى نتخذ منه القدوة والأسوة وأن تكون عيوننا معقودة به وقلوبنا متعلقة بسنته
ولنستعد لهذا الشهر كما كان يستعد له رسول الله صل الله عليه وسلم فماذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام , كان يكثر من الصيام إذا أشرق عليه هلال شعبان .

فضل شهر شعبان وما جاء فيه :
والصيام فى شهر شعبان مندوب :وعن أم سلمة رضى الله تعالى عنهما قالت : أن النبى صل الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما الا شعبان يصل به رمضان " وفى صحيح مسلم عن عائشة رضى الله تعالى عنهما قالت :" كان رسول الله صل الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لايفطر ويفطر حتى نقول لايصوم وما رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم " استكمل صيام شهرا قط إلا رمضان وما رأيته أكثر منه صياما فى شعبان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(2)

تحقيق وايضاح
وفى رواية أيضا عن عائشة رضى الله تعالى عنها : أنها سئلت عن صيام رسول الله صل الله عليه وسلم " فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام , ويفطر حتى نقول قد أفطر , ولم آره صائما قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله , كان يصوم شعبان إلا قليلا "
والشاهد من هذه الأحاديث أنه صل الله عليه وسلم كان يصوم معظم شهر شعبان
قال ابن المبارك : ومن الجائز فى كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله , فالمراد بالكل أكثر الشهر , وكان لايصومه كله لئلا يتوهم أنه واجب كله مثل شهر رمضان , وكان لايخص بعضه دون البعض بصيام بل كان يصوم تارة من أوله كما يصوم من واسطه وآخره , وفى كلام السيدة عائشة رضى الله تعالى عنهما تقديم وتأخير على ما رأت فى أول أمره كان يصوم أكثره وعن آخر أمره أنه كان يصومه كله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(3)

والحكمة فى اختصاص شهر شعبان بكثرة الصيام فيه تنحصر فيما يأتى :

1_ كان الرسول صل الله عليه وسلم يشتغل عن الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها فى شعبان .
2_ وقيل كان يصنع ذلك لتعظيم شهر رمضان
3_ وقيل : لأن نساءه كن يقضين ما عليهن من شهر رمضان فى شعبان
4_ أنه يعقبه شهر رمضان وصومه فرض فكان يكثر من الصوم فى شعبان قدر ما يصوم فى شهرين غيره , لما يفوته من التطوع بذلك فى أيام شهر رمضان يقول الشوكانى رحمه الله فشعبان بمثابة تمهيد لإستقبال رمضان فشعبان مقدمة لرمضان ليتم للنفوس رياضتها "
ومن أعظم الحكم أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وكما يقول صل الله عليه وسلم وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم كما مر حديث أسامة بن زيد رضى الله عنه وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

ردود وايضاح :

هكذا قدمت لنا ام المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها بإيجاز الحكيم ودقة البليغ منهج النبى صل الله عليه وسلم فى عبادة الصيام , فريضة كانت أو نافلة وأن صومه فى غير رمضان بقدر حتى لايتحول صومه إلى عادة تفقد أثر العبادة وقدرتها على التوجيه , وأنه يكثر من الصيام فى شعبان بصورة لم تحدث فى شهر سواه لما يفوته من صيام النوافل بسبب شهر رمضان ثم ينقطع فى الأيام الأخيرة من شعبان حتى لايصل صيام الفريضة بالنافلة ومن هنا وجدنا  من توجيهاته صل الله عليه وسلم
أنه كان ينهى عن صيام يوم الشك وهو اليوم الذى يشك فيه أهو من رمضان أم متمم لشعبان ولهذا قال النبى صل الله عليه وسلم " من صام اليوم الذى يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صل الله عليه وسلم " ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال " لايتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (5)

حكم الصيام بعد النصف من شعبان :     

قال العلماء ومعنى الحديث _ لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الإحتياط لرمضان قال الترمذى والعمل على هذا عند أهل العلم , وقيل الحكمة فيه التقوى بالفطر لرمضان ليدخل فيه بقوة ونشاط وقيل الحكمة خشية اختلاط النفل بالفرض
ومعنى الإستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال شهر رمضان فى شئ ويلتحق بذلك القضاء لمن كان عليه أيام صيام فرض أو نذر واجب وقد كن نساء النبى صل الله عليه وسلم يقضين ما عليهن من صيام رمضان بسبب الحيض وغيره من الأعذار فى شهر شعبان
ويأتى حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " أخرجه أصحاب السنن وصححه بن حبان وغيره
قال الإمام الطحاوى واستظهر بحديث بن حصين أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لرجل " هل صمت من سرر شعبان شيئا ؟ قال لا قال : فإذا أفطرت من رمضان فصم يوما أو يومين " وفي رواية البخاري :" هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا قال لا ، قال : فإذا أفطرت فصم يومين " ثم جمع بين الحديثين العلاء محمول على من يضعفه الصوم " " وسرر الشهر وسطه "وحديث الباب مخصوص بمن يصوم احتياطا بزعمه لرمضان وهو جمع حسن
       وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(6)

ليلة النصف وما جاء فى فضلها :

وفى ليلة النصف من شعبان جاءت أحاديث كثيرة بعضها حسن وضعيف وهو الأكثر , يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالى رحمه الله تعالى " على أننا نلفت الأنظار إلى أن كثيرا من المسلمين يحتفلون بليلة النصف من شعبان احتفالا فيه شطط وخلط " لكن هذا لايقلل من شأنها ففيها فضل .

مقارنة وترجيح بين الفقه والحديث :
وفى الحديث الذى رواه الطبرانى وابن حبان فى صحيحه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال : يطلع الله على جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن وفى رواية أو قاتل نفس , والحديث صححه فضيلة المحدث الشيخ ناصر الألبانى فى الترغيب والترهيب  يقول فضيلة أستاذنا العلامه الجليل محمد الغزالى رحمه الله فهذا الحديث يتهدد بالطرد من فضل الله  أهل اللجاجة فى الخصومة والإصرار على العداوة والبغضاء والحسد والكراهية وليس فى هذا الكلام غرابة فقد جاء فى الحديث المسند الذى رواه مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال : رسول الله صل الله عليه وسلم " تعرض الأعمال فى كل إثنين وخميس , فيغفر الله عز وجل لكل امرئ لايشرك بالله شيئا الا امرئ كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا اتركوا هذين حتى يصطلحا قالها ثلاثا .
فإذا كان الإسلام يطارد أهل الحقد والعداوة فى خلال أيام الأسبوع الضيقة فلا غرابة أن يطارد فى هذه الليلة هؤلاء المجرمين من قاتل ومشاحن وعاق لوالديه" ولا غرابة أن يكون هذا الترهيب قبل شهر رمضان فإن البعد عن الشهوات البدنية أمر تافه وميسور إن لم يصحبه بعد عن نزغات النفس الأمارة بالسوء من حقد وحسد غير ذلك  كما جاء فى الحديث , فليكن استقبالنا واحتفالنا بهذه الليلة ايذانا بهذا التطهير الواجب من الخصومات والشحناء حتى نستقبل شهر رمضان بقلب سليم " وبذلك نعلم أن الحديث لم يخرج عن دائرة أحكام الدين العامة وقواعده الكلية ولم يخالفها . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (7)

فضل ليلة النصف وحكم قيام ليلها :

وقد وردت آثار تستحب قيام هذه الليلة بالإستغفار والصلوات والأذكار ومنها حديث " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له , ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا من كذا ألا من كذا حتى يطلع الفجر "
ولكن لم يرد قراءة معينة معينة من سورة كذا ولاتحديد لركعات معينة كما يفعل البعض _  يصلى ركعتين بنية كثرة الغنى _ وركعتين بنية طول العمر _ وركعتين بنية سعة الرزق " قال النووى رحمه الله تعالى صلاة رجب وشعبان بدعتان منكرتان قبيحتان", فإذ قام الرجل كما يقوم الليل كما يصلى فى أى يوم فذلك جائز , والتنفل فى جماعة جائز مطلقا , وليس فيها دعاء مخصوص أو قراءة مخصوصة
وفى الثلث الأخير من الليل كما ورد فى الحديث الصحيح من رواية الإمام مسلم أيضا " إن فى الليل لساعة لايوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه وذلك كل ليلة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(

أهل مغفرة الله فى هذه الليلة

وليلة النصف من شعبان حددت المرشحين لفضل الله تعالى ورحمته ومغفرته ورضوانه ورسمت الدائرة التى تضمهم وتطرد من عاداهم ومن الأحاديث " أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا , ليلة النصف من شعبان فيغفر , لأكثر من شعر غنم كلب ( اسم قبيلة من القبائل ) رواه الدراقطنى والإمام أحمد فى مسنديهما
وفى رواية عن عائشة رضى الله عنها قالت : أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لها أتانى جبريل فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب " ولا ينظر الله تعالى فيها إلى مشرك , ولا مشاحن ولا إلى قاطع رحم , ولا مسبل متكبر , ولا إلى عاق لوالديه , ولا إلى مدمن خمر "
وحديث " إن الله عز وجل يطلع إلى عباده فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملى للكافرين , ويدع أهل الحقد فى حقدهم حتى يدعوه " رواه الدارقطنى فى كتاب السنن , ويجوز صيامها لمن تعود الصيام فى شهر شعبان أو تعود صيام ثلاثة أيام من كل شهر فقد ورد استحباب الصيام فى شعبان .
يقول أستاذنا العلامة الغزلى رحمه الله تعالى
والتذكير الصحيح بهذه الليلة وما جاء فيها إن كان يوحى بشئ فبضرورة تطهير المجتمع الإسلامى , من هذه الجرائم التى شاهته ومن هذه المنكرات التى لوثته
ثم إن ما جاءت به الأحاديث وما فيها من فضل يدعوا إلى الإيجابية والحرص على خير العمل , ومن ثم فهو يكذب مزاعم الكثيرين الذين ينتظرون رحمة الله بغير عمل يقدمونه أو جهد يبذلونه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(9)

مفاهيم خاطئة :

وليست ليلة النصف من شعبان ولا غيرها ولا ليلة القدر موعد تقسيم الأرزاق وتحديد الآجال فإن هذا كله فرغ من القدر الأعلى فى الأزل جفت الأقلام وطويت الصحف
وأما عن ليلة النصف من شعبان كليلة القدر فى الفضل أو أنها المذكورة فى قوله تعالى " إنا أنزلنه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم " سورة الدخان المقصود كما جاء فى التفسير أنها ليلة القدر وليست ليلة النصف من شعبان
يقول العلامة بن كثير رحمه الله تعالى إن من قال أن المقصود بذلك ليلة النصف من شعبان فقد أبعد وحاد عن الصواب – وقال أبو بكر بن العربى جمهور العلماء و المفسرين على أنها ليلة القدر _ قال تعالى " إنا أنزلنه فى ليلة القدر "
وقال تعالى " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن " سورة البقرة فقد بين لنا أن ميقات نزول القرآن فى شهر رمضان .
وهناك دعاء فيها نسب إلى سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه وهو " اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه , اللهم إن كنت كتبتنى شقيا فامحونى واكتبنى سعيدا فإنك سبحانك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب " والمقطع الأول لاخلاف عليه عند كثير من العلماء " اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه " حسن وجميل لكن الخلاف فيما بعده فقد شك فى ذلك الإمام أبو حيان وغيره ومن المحققين من العلماء كالإستاذ الأكبر شيخ الإسلام محمد عبده رحمه الله تعالى وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(10)

أفضل الدعاء :

نعم إن الدعاء إلى الله تعالى  عبادة مطلوبة , فى كل وقت ومكان ولكن ليس على هذا الوجه المخترع فنتقرب إلى الله تعالى بما شرع ولا نتقرب إليه بالبدع يقول ذى النون بن ابراهيم رحمه الله تعالى وهو من أعلام البَصرُ بالدين و من الأئمة الصالحين فى علم التصوف " معرفة الأصول لنسلم من البدع والخطأ , والأخذ بالأوثق من الفروع احتياطا لنأمن " وهو كلام يوزن بماء الدهب لمن كان له قلب
وما أحسن الدعاء وقت السحر , وقد نامت العيون وغابت النجوم وبقى الحى القيوم يدعوا المرء ربه فيه بحاجته ويناجى ملاه بمطلوبه حاضر القلب خاشعا ذليلا , لامقلداً لدعاءِ غيره فإن ذلك يذهب برقة القلب وحضوره ومحال أن يستجيب الرب سبحانه لمن يدعوه وقلبه عند غيره
وخير الدعاء ما كان بالمأثور من كلام الله وحديث رسوله صل الله عليه وسلم , وكلما كان الدعاء صادق اللهجة سهل العبارة كان أقرب إلى القبول وقد كره لنا النبى صل الله عليه وسلم التفلسف فى الدعاء وقال صل الله عليه وسلم " إذا دعا أحدكم فلا يقل " اللهم اغفر لى إن شئت اللهم ارحمنى إن شئت , ولكن ليعزم المسألة فإن الله تعالى لامستكره له " والذين يدعون الله فى هذه الليلة فيقولون له اللهم إن كنت كتبت فامح , وإن كنت قدرت فارجع إنما يتقعرون حيث لايجوز إلا السهولة والبساطة , وما ضر أحدهم عند دعائه لربه أن يطلب من الله العفو والرحمة فقط , وأن يسكت فلا يرسم لربه الطريقة التى يعفوا بها ويرحم "
       وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  صفحة(11)

من الدعاء المأثور

وإليك شيئا من الأدعية المأثورة
من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم " كان يقول اللهم إنى أسألك التقى والعفاف والغنى " رواه مسلم
وعن طارق بن أشيم رضى الله عنه قال كان الرجل إذا أسلم علمه النبى صل الله عليه وسلم الصلاة ثم أمره أن يدعوا بهؤلاء الكلمات " اللهم اغفر لى وارحمنى واهدنى وعافنى وارزقنى " وفى رواية أن رجلا آتاه فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربى قال قل " اللهم اغفر لى وارحمنى وعافنى وارزقنى فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك " وكان صل الله عليه وسلم يدعوا ويقول " اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى , وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى , وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى , واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير, واجعل الموت راحة لى من كل شر " رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه .
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان من دعاء رسول الله صل الله عليه وسلم " اللهم إنى أعوذ بك من زوال نعمتك , وتحول عافيتك , وفجأة نقمتك , وجميع سخطك " رواه مسلم إلى غير ذلك من الأدعية مما فى الصحيحين وغيرهما
فهذا أفضل من الأدعية المجهولة التى ليس لها أصل مع ما فيها من مخالف لظاهر القرآن الحكيم والسنة الصحيحة المطهرة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(12)

ومن الفوائد
التى نستزيد منها بيانا فى معرفة شئ من علم الحديث
قال الإمام النووى رحمه الله تعالى : وانعقد الإجماع على أن الأحاديث الضعيفة يعمل بها فى فضائل الأعمال , وهذا الكلام ليس على إطلاقه بصواب ولكن بشرط أن يخالف الحديث الذى هو ضعيف الإسناد معناه العام لصحيح الدين والفهم الحقيقى لثوابته المقررة
يقول الحافظ بن حجر العسقلانى رحمه الله تعالى : إن شرائط العمل بالحديث الضعيف ثلاثة :
الأول : أن يكون الضعف غير شديد مثل رواية الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه . وهذا مما لايجوز روايته قولا واحدا إلا للتحذير مما جاء فيه من مخالفة للدين .
الثانى : أن يكون الحديث الضعيف مندرجا تحت أصل عام , فيخرج عن هذا ما يخترع وما ليس له أصل , بمعنى ان الحديث إذا خالف الأصول وباين المعقول فاعلم أنه موضوع كما قال العلامة والإمام جلال الدين السيوطى فى كتابه تدريب الراوى
الثالث : أن لا يعتقد عند العمل به على سبيل الجزم ثبوته تورعا من نسبته إلى النبى صل الله على وسلم ولهذا كانوا عند رواية مثل هذه الأحاديث يقولون روى , وورد من غير جزم بصيغة التمريض " حتى لاينسب للنبى صل الله عليه وسلم ما لم يقله
ألا فلنستعد من الآن بتصفية قلوبنا للشهر الكريم المرتقب ولنجعل الأيام الباقية من شعبان تمهيدا له " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(13)

ومن فضائل شهر شعبان أمر تحويل القبلة

ومن المزايا العظيمة التى اختص الله بها شهر شعبان أمر تحويل القبلة فى الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة , كما قيل كان ذلك فى ليلة النصف من شهر شعبان فى السنة الثانية من الهجرة المباركة .
ففى الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم " يصلى نحو بيت القدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى قوله " قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " سورة البقرة

فتوجه رسول الله صل الله عليه وسلم نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود " كما حكى ذلك القرآن عنهم " ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها , قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " سورة البقرة
فصلى مع رسول الله صل الله عليه وسلم رجل " قيل إنه أبو سعيد ابن المعلى " ثم خرج بعد ما صلى فمر على قوم من الأنصار فى صلاة العصر وهم يصلون نحوبيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صل الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة "
وقدضبط أهل السير أن الأمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام نزل فيه قول الله تبارك وتعالى " قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها , فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره , وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما تعلمون " سورة البقرة
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(14)

حدث تحويل القبلة يدعوا المسلمين إلى الحرص على حماية المقدسات

ولقد كان أمر تحويل استجابة لدعائه وابتهاله صل الله عليه وسلم , فأمر من الله تعالى بالتوجه إلى القبلة التى كان يحب ويود التوجه إليها ويرضاها , وأن ذلك هو الحق الذى لاشك فيه والكعبة المشرفة هى قبلة أبينا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة وأتم التسليم .
وحدث تحويل القبلة وأصبحت للمسلمين شخصياتهم المتميز والتى لاتقبل الذوبان فى غيرهم ولايمشون فى فلك غيرهم , قبلتهم واحدة وهدفهم واحد للجميع فى مشارق الأرض ومغاربها .
وإن هذا التحويل ليوحى للأجيال المتعاقبة دائما بضرورة التغير نحو الأفضل تغير من التبيعية نحو الإستقلالية , ومن التقليد إلى الإبداع , ومن التشرذم والتناحر إلى الإتحاد والتعاون , وواجب المسلمين أن يجعلوا من هذه الذكرى عبرة لهم فيوحدوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم , وأن يعملوا على انقاذ المسجد الأقصى , وكل المقدسات
الإسلامية من براثن , الصهيونية التى ما زالت تعمل على اضعاف المسلمين وتحويل أنظارهم إلى قضايا فرعية وخلافات تشتت شملهم , وتضعف من عزيمتهم .
ولنعلم أن اليهود هم اليهود فى كل زمان ومكان وها هو التاريخ يعيد نفسه فلنحذر خبث طباع أعدائنا , وسوء نياتهم وفساد ضمائرهم , ولنتذكر دائما قول الله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(15)

مكانة الأقصى فى نفوس المسلمين

_ كان المسلمون فى بدء الإسلام يصلون نحو المسجد الأقصى ثم أمروا بالتحول بالصلاة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة فى السنة الثانية من الهجرة تحقيقا لأمنية الرسول صل الله عليه وسلم حيث كان يكثر من الضراعة والإبتهال ليحدث له التحول والتوجه من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام قبلة أبيه إبراهيم الخليل وقد ظل رسول الله صل الله عليه وسلم يصلى إلى بيت المقدس أكثر من ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهر ثم أمر بالتوجه إلى الكعبة المشرفة قال تعالى " قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها " سورة البقرة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود و من حذا حذوهم من أهل النفاق قال تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها " سورة البقرة ولم ينظر اليهود إلى هذا التحول نظرة المؤمن السمح الذى يؤمن بالله ورسله , ويبتعد عن التعصب فيما يقع من أحداث بمشيئة الله وقدرته

, ولكنهم نظرو للأمر على أنه ايذان تحول بغروب مجدهم , وتحول الرسالة من بنى اسرائيل إلى بنى اسماعيل وتلكم هى مأساة الفكر اليهودى الضال المنحرف , ومن يومئذ وقد قاموا بحملتهم المسعورة ضد النبى صل الله عليه وسلم , ووضعوا خططهم الطويلة المدى والمتنوعة الأساليب لحرب الإسلام والمسلمين والكيد لهم عبر التاريخ , ويبقى للمسجد الأقصى قداسته ومكانته فى نفوس المسلمين قريبا من نفوسهم وحبيبا إلى قلوبهم , ولا يزال المسجد الأقصى مقصدا للمسلمين تشد إليه الرحال , وينال القاصد إليه مثوبة وتكريما , وأنى للمسلمين ذلك وقد ضاع منهم المسجد يتهدده الفناء والدمار على أيدى الصهيونية الضائعة , وإن الخزى والهوان سيلازمان أمتنا ما لم تنبذ هواها , وتعدل عن فرقتها وتتحرك بهمم المؤمنين الصادقين لاستخلاص الأقصى الأسير " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (16)

من فضائل شهر شعبان ( اختصار لما سبق لمن أراد )

شهر الاستعداد والتهيوء :

جعل الله سبحانه وتعالى شهر شعبان فترة للتهيو ء والإستعداد لإستقبال شهر رمضان بما فيه من عبادة الصيام , ومن ثم كان الصيام فى شعبان بمثابة النافلة بين يدى شهر رمضان الذى هو صومه مفترض وما يستتبع ذلك من سلوكيات تلزمها حتى يكون للصوم فى رمضان ثمرة تؤتى أكلها المرجوة , فلنستقبل شهر رمضان بالتوبة والإستغفار , وتزكية النفس حتى تكون وعاء صالحا لتلقى فريضة الصيام بمزيد من الصفاء النفسى والسمو الروحى وطهارة القلب ونقاء الضمير , وليعلم كل إنسان أنه فى اقباله على الله بالطاعة واحترام دينه , والولاء لمنهج الله سبحانه وخالقه لاينقصه ذلك شئ من متع الحياة وزينتها , وأن معرفة الله بالإقبال عليه تزيدك أمنا واستقرارا وبهجة واستقامة تقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها " ما تمتع الأشرار بشئ إلا تمتع به الأخيار , وزادوا على ذلك تقوى الله عز وجل " قال تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم " سورة يونس آية 62_ 63_ 64_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

من فضائل شهر شعبان :

إن لشهر شعبان مكانة خاصة , في الإسلام لما فيه من نفحات , ربانية تجعل المسلم يحرص على ما في هذا الشهر, من خير وعمل صالح بينه لنا رسول الله صل الله عليه وسلم, من خلال توجيهاته ووصاياه . وقد كان النبي صل الله عليه وسلم, ولهذا كان يخصه بكثير, من الصيام ومزيد من الطاعة والعبادة والعمل الصالح , ويجتهد فى شعبان ما لا يجتهد , في غيره من الشهور, لما يفوته ما اعتاده من النوافل وعمل بعض الطاعات بسبب صيام رمضان , وقيل لأنه كان يشارك نسائه صيام ما يقضين عليهن من رمضان السابق  بسبب الحيض كما تقول السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها " كنا نقضى ما أفطرنا بسبب الحيض فى شهر شعبان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

كان رسول الله صل الله عليه وسلم يجتهد فى شعبان ما لايجتهد فى غيره :

ومن أهم دواعى كثرة العبادة من الرسول صل الله عليه وسلم فى شهر شعبان أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأن صائم وهو ما يبنه لنا رسول الله صل الله عليه وسلم وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :" ما أتم رسول الله صل الله عليه وسلم صيام شهر غير رمضان , وما رأيته أكثر صياما منه فى شعبان , قلت يا رسول الله( صل الله عليه وسلم ) إن شعبان لمن أحب الشهور , إليك أن تصومه ؟ قال نعم يا عائشة رضى الله تعالى عنها , ذاك شهر يغفل الناس فيه عن العبادة , بين رجب ورمضان , وفيه ترفع الأعمال , وأحب أن يرفع عملى وأنا فى عبادة ربى والعمل الصالح " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3)

حكم الصيام بعد النصف من شعبان :
عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم "
لا تقدموا رمضان بصوم يوم و لابيومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه " متفق عليه قال العلماء ومعنى الحديث _ لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان قال الترمذي والعمل على هذا عند أهل العلم , وقيل الحكمة فيه التقوى بالفطر لرمضان ليدخل فيه بقوة ونشاط وقيل الحكمة خشية اختلاط النفل بالفرض
ومعنى الإستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال شهر رمضان في شئ ويلتحق بذلك القضاء لمن كان عليه أيام صيام فرض أو نذر واجب وقد كن نساء النبي صل الله عليه وسلم يقضين ما عليهن من صيام رمضان بسبب الحيض وغيره من الأعذار في شهر شعبان وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (4)

في النهي عن صيام يوم الشك :

نهى الإسلام عن صيام يوم الشك وهو اليوم الذي اختلف فيه أهو من رمضان
أم متمم لشهر شعبان :لحديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه قال : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صل الله عليه وسلم " ذكره البخاري تعليقا
ووصله الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان وروى الطيالسى واللفظ " ولا تستقبلوا رمضان بيوم من شعبان " أخرجه الدراقطنى وصححه ابن خزيمة في صحيحه وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 5)

ومن فضل شهر شعبان :

وفى هذا الشهر كان تحويل القبلة , من بيت المقدس ثاني القبلتين, وثالث الحرمين الشريفين إلى الكعبة المشرفة , حيث كان النبي صل الله عليه وسلم يتطلع ,
إلى السماء راغبا في تحقيق هذا الأمل قال تعالى " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولنك قبلة ترضها , فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " سورة البقرة الآية 144_وهو شهر الاستعداد لرمضان , والتمهيد للسمو الروحي , وتلاوة القرآن وصلاة النوافل وذكر الله تعالى , والإقبال على الله تعالى بصفاء النفس , ورقة القلب ونقاء الروح , والتعبد بقيام الليل , وفى الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الأخير فينادى يا عبادى , هل من داع فأستجيب له , هل من مستغفر فأغفر له , هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (6)

فضل ليلة النصف من شعبان :

ولا ننسى أن نذكر إخواننا بليلة النصف من شعبان وما جاء فى فضلها من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال " يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك , أو مشاحن " رواه الطبرانى وابن حبان فى صحيحه _ صحيح الترغيب والترهيب وفى رواية أو قاتل نفس , أو عاق والديه , أو مدمن خمر " وليلة النصف من شعبان بمثابة الفجر من شهر رمضان , تنادى المؤمن بأن باب التوبة مفتوح وأن هذه أيام الله , وهى أيام توبة ورجوع إلى الله بالعمل الصالح والمحافظة على الصلاة والزكاة , وطاعة الرحمن وصفاء الروح وسلامة الصدر لاستقبال شهر رمضان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (7)