الوقت فى حياة المسلم :

وفي الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم : "لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموت إن كان محسنًا لعلَّه يزدَاد ، وإن كان مسيئًا لعلَّه يستعتب".فإذا ضيَّع الإنسان وقتَه فقد ضيَّع عمره ، ومن النَّاس مَن عرفوا قيمة الوقت ففازوا ، وما زال ذكرهم باقيًا بيْننا نترحَّم الله عليهم لِما قدَّموه لنا من خير؛ قال الشاعر:دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ * إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ مَا يُخَلِّدُ ذِكْرَهَا * فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ
وكم نتعجب من أناس يُضيعون أوقاتَهم فيما لا يفيد ، فتراهُم يقْضون السَّاعات أمام الشَّاشات وبرامج الفساد والمواقع الإباحية ، وفي لعب الورق ، ويقولون: نحن نقْتل الوقت ، وفي الحقيقة هم يقْتلون أنفُسَهم , فليحذرِ الإنسانُ من التَّسويف ،

عذاب أهل النَّار من كلمة سوف ، قيل لأحد الحكماء: أوْصِنا، قال: "احذروا سوف". فَمَا نَيْلُ المَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي * وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلابَا
فلنعلم أن كثيراً من العُلماء والمفكرين الَّذين وصلوا إلى المجْد والعظمة ما حققوا مرادهم من اختراعات وأبحاث إلا لأنَّهم أحسنوا الاستِفادة من وقتهم ، ولقد صدق القائل:فِإِنْ كُنْتَ تؤْذَى بِحَرِّ المَصِيفِ * وَيُبْسِ الخَرِيفِ وَبَرْدِ الشِّتَا
وَيُلْهِيكَ حُسْنُ جَمَالِ الرَّبِيعِ * فَأَخْذُكَ لِلعِلْمِ قُلْ لِي: مَتَى؟! موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف تُحافظ على وقتك :

من الآفات التي ابتلي بها كثيرٌ من الناس شبابا ورجالا ونساء تضييع الوقت فيما يضر , حيث يقتلن وقتهن في السهر في الملاهي التي تغضب الله تعالى - كمشاهدة الأفلام الخليعة ، وفي قراءة الكتب والصحف والروايات التي لا تراعي الآداب والأخلاق القويمة فيما تنشر، وفي مجالس الغيبة والنميمة والتآمر على الفضيلة وإفساد ذات البين ، وغير ذلك من الآثام والوقت هو الحياة ومن العقوق وظلم النفس تضيع الوقت سدي , والانشغال بالتوافه , والجدل في غير طائل , قال حكيم : من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه , أو مجد أثله , أو حمد حصله , أو خير أسسه , أو علم اقتبسه , فقد عق يومه ذلك وظلم نفسه .

ولهذا يقول بعض الصالحين الأيام خمسة :" يوم مفقود , ويوم مشهود , ويوم مردود , ويوم موعود , ويوم محدود . فالمفقود أمسك الذي فاتك على ما فرطت فيه , والمشهود يومك الذي أنت فيه تتزود فيه بالطاعات , والمورود هو غدك لا تدرى هل هو من أيامك أم لا ؟ والمحدود هو آخر أيامك من الدنيا فاجعله نصب عينك , والموعود هو آخرتك وهو يوم لا انقضاء له فاهتم له فإنه نعيم دائم أو عذاب مخلد " ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفراغ أس البلاء :

نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية , والحرص على الطاعة بعد الطاعة من علامات القبول , وكما في حديث بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال النبي صل الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " . رواه البخاري يقول بعض الصالحين :" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ويقول بعض البلغاء : من أمضى يومه في غير حق قضاه , أو فرض أداه , أومجد أثله , أو حمد حصله , أو خير أسسه أو علم اقتبسه , فقد عق يومه , وظلم نفسه . وقال بعض الشعراء : لقد هاج الفراغ عليك شغلا * وأسباب البلاء من الفراغ , فعلى كل مسلم أن يُشغل وقته بالنافع المفيد من الأعمال والأقوال وأن لا يبقى فارغاً ولو كرهت نفسه ذلك فمن لزم الرقاد فاته المراد ـ ومن طلب المعالي استقبل من الأمور العوالي . " .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من علامات القبول :

يا من تشكي الفراغ والملل اعلم أن الفراغ بطالة ومن أراد أن ينتج فلا بد أن يشتغل بالنافع والمفيد في الدين والدنيا ويملأ فراغه بكل حسن من القول والفعل ، وإذا أردتَّ أن تشغل نفسك فأشغلها بمعالي الأمور لا بسفاسفها , بعض الناس يعيش في الحياة و همه بطنه وفرجه فإذا توفر لديه طعامه وشرابه وامرأته وما يقضي به شهوته يظن أنه بذلك قد حقق مراده ومن ثم تراه ينغمس بعد ذلك فيما حرم الله تعالى عليه من لهو وعبث ومجون ويخلد إلى الراحة والدعة والنوم , ثم بعد ذلك نقول متي نصر الله ؟ فهل تنتصر الأمة يمثل هؤلاء المساكين المنحرفين والمفسدين , فلا تدع وقتك يضيع. عليك أن تنتقل من طاعة الله إلى أخرى ,

انظر إلى سيرة النبي صل الله عليه وسلم . تجدها مليئة بالجِد والعمل من تبليغ دين الله إلى تعليم الجهال إلى خدمة الأهل إلى العبادة فعلى المؤمن إشغال وقته بما يُفيد وأن لا يبقى فارغاً ولو كرهت نفسه ذلك فمن لزم الرقاد فاته المراد ومن طلب المعالي استقبل من الأمور العوالي. ولقد تحسر بعض الحكماء عند موته فقيل له , ما بك ؟ فقال ما ظنكم بمن قطع سفرا طويلا بلا زاد , ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس , ويقدم على حكم عدل بلا حجة " واعلم أن من علامات القبول الحرص على الطاعة بعد الطاعة ومن نافع القول والعمل وما يعود على الفرد والمجتمع بالخير والصلاح .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصائح :

تُعلمك كيف تغتنم وقتك : حتى تنفع نفسك وغيرك احرص على وقتك : ـ وزع شريطا نافعا , اقرأ كتابا , علم جاهلا , انصح عاصيا , رغب متكاسلا , رهب متماديا زائغا , قدم مشروعا صالحا , أكرم كبيرا وارحم صغيرا , أعن ضعيفا , ساعد محتاجا , تصدق على فقير , امسح رأس يتيمٍ , اخدم أهلك وأحسن إليهم , تكلم بالكلمة الطيبة , أمسك عن الشر , كف أذى , أحفظ آية ـ تعلم حديثا ـ واظب على الفرائض , اترك المحرمات , أمط الأذى عن الطريق , زر المقابر والمستشفيات , تبسم في وجه أخيك , بر والديك وأكرمهما , اسمع نافعا , ساهم فيما يعود على الفرد والمجتمع بالخير , إلى غير ذلك من الأشياء النافعة ،

المهم أن تعمل شيئا لدينك طاعة لربك حسب استطاعتك ومقدرتك شكرا لله تعالى على نعمه , وتذكر أن الساعات محسوبة عليك والدقائق معدودة وكل نفس ذائقة الموت , ومن هجر اللذات نال المنى ومن أكب على اللذات تحسر وندم وعض على اليد , ورحم الله تعالى أبا الدرداء رضي الله عنه فقد قال :" أضحكني تأمل الدنيا , وغافل ليس بمغفول عنه , وضاحك ملء فيه لا يدرى أرضى عنه ربه أم غضب عليه ..وأبكاني , فراق الأحبة , وخروج الروح من الجسد , وكلما ذكرت الوقوف بين يدي الله "ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم