ومضات وأقباس فى معاملة المرأة

عن حسن معاملة المرأة

لما جاء الإسلام بدد بنوره الوهاج كثيرا من الظلمات والمظالم الإجتماعية التى أطبقت على " حواء" منذ اللحظة الإولى لمولدها
كان كثيرا من العرب قبل الإسلام يكرهون الأنثى ويضيقون ذرعا بمولدها الذى كانوا يعتبرونه نقمة لانعمة ومحنة لامنحة ونذير بالشر لا بشير بالخير كما ينطق بذلك قولهم فى التهنئة بمولدها مشفقين على أهلها وأبويها " آمنكم الله عارها وكفاكم مئونتها وصاهرتم القبر "
لقد أعطى الإسلام المرأة مكانتها العالية وحفظ لها كرامتها وإنسانيتها وصان عليها عفتها وطهارتها
والإسلام لا يعتبر المرأة جرثومة خبيثة كما اعتبرتها اليهودية والنصرانية والإسلام يقول إن المرأة خلقت من الرجل وأن خلق المرأة نعمة ينبغى أن يحمد الرجال ربهم عل ايجادها قال تعالى ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون سورة الروم

                        وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (1)

عن حسن معاملة الزوجة

ان أجمل الهدى وأعظمه هو أن نقتدى برسول الله صل الله عليه وسلم فى أقوله وأفعاله وسائر أحوله ومن أقوله فى حسن المعاملة والمعاشرة هذه الدرر الغالية قال صلى عليه وسلم ((لو أن أحدكم إذا جامع أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداًََ.,))
*((إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله .))
*((إياكم والدخول على النساء )) فقال رجل من الأنصار يارسول الله : أرأيت الحمو؟ قال "الحمو الموت".
والحمو أخو الزوج وما شابهه من أقاربه كابن أخيه وابن عمه وابن أخته ونحوهم ممن يحل للمرأة تزوجهم ، لو لم تكن متزوجة وكذلك أقارب الزوجة كإبن عمها وابن خالها وابن خالتها ونحوهم .
*(( لا تأذن المرأة في بيت زوجها وهو شاهد بإذنه)).
*(( لا يخلون أحدكم بإمرأة فإن الشيطان ثالثهما )).
*(( لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار))... أى المرأة البالغة)).
*((  العين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا )) يعنى زانية.

          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(2)

عن حسن معاملة المرأة :

*((ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة .. العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث ))أى الذى يقر في أهله الخبث.
*(( أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً)) أى كثيرة الصدقة.
(( من ابتلي من هذة البنات بشئ فأحسن أليهن كن ستراً من النار)) .
*(( من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة وأنا وهو كهاتين –وضم أصابعه)).
*(( استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج  فاستوصوا بالنساء )).
* ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منهما آخر)).
*(( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم )).
*(( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)).
                              وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (3)

عن حسن معاملة المرأة

(صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذاب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ،لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ....))
*(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يدخل حليلته الحمام..))
*(( ما من إمرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالي)).
*(( من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم ، فقد حل لهم ان يفقأوا عينه، وفي رواية، من أطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه)).
*(( المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان)).
*(( صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)).
*(( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، ولكن ليخرجن وهن تفلات )) أى بدون طيب
          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

عن حسن معاملة المرأة

*(( اذا دعا الرجل إمرأته الى فراشه ، فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
* (( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو إمرأته إالى الفراش ، فتأبي عليه ، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتي يرضي عنها)).
*(( لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )).
*(( أيما إمرأة ماتت وزوجها رَاض ٍ عنها دخلت الجنة)).
*(( أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله إلخ )).
* (( إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة)).
أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم فهذا خير الهدى وأحسن ما يقتدي به المرء في حياته.
وصل الله على محمد وعلى اله وصحبة وسلم.صفحة (5 )

أحاديث لا أصل لها وبيان ذلك


إن هناك بدع وضلالات مستوردة وتقاليد من عندنا فاسدة حطت من شأن المرأة لأنها تخالف النصوص القرآنية المعصومة والأحاديث النبوية الصحيحة
ومن أمثلة ذلك أحاديث لاأصل لها فى حياة المرأة انها تحط من كرامتها وتمتهن شخصيتها وتجعلها دمية لا قيمة لها ومن هذه الأحاديث " شاورهن( يعنى النساء )_         وخالفوهن _ قال الإمام المناوى موضوع لا أصل له وكذلك حديث طاعة المرأة ندامة وهو حديث موضوع كما أفاد ابن عدى فى الكامل وأبوحاتم وقد خلاف ذلك ولا أدل من القرآن الكريم فى الحض على منهج الشورى فى جميع حياتنا ومسؤليتنا , وخاصة فما يتعلق بإقامة البيوت وما يترتب عليه من مصلحة الأولاد فيقول الله تعالى " فإن أرادا فصالا عن تراض وتشاور فلا جناح عليهما " سورة البقرة الآية 233 ـ
موافقته صل الله عليه وسلم لزوجته أم سلمة رضى الله تعالى عنها عندما أشارت عليه بالنحر أمام أصحابه فى صلح الحديبية ليتبعوه فى ذلك وكذلك ما يروى على أنه حديث ولفظه " لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر " وهو ليس بحديث
وما روى أيضا على أنه حديث روى أن عائشة رضى عنها _ أخبرت أن أبا هريرة
حدث أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال إن يكن الشؤم فى شئ ففى ثلاث : الدار والمرأة والفرس " وهذا الحديث معارض بالأحاديث الكثيرة الناهية عن التطير والتشاؤم فغضبت عائشة وقالت : والله ما قال رسول الله صل الله عليه وسلم
هذا قط وانما قال : " أهل الجاهلية يقولون : إن يكن الشؤم ففى ثلاث : الدار والمرأة والفرس فدخل أبو هريرة فسمع الحديث ولم يسمع أوله ....وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة ( 6 )

أفضل النساء :

_ جاء فى كتاب مكارم الأخلاق للإمام الطبرسى أنه ورد أن رجلا جاء إلى النبى صل الله عليه وسلم _ وقال له : إن لى زوجة إذا دخلت تلقتنى , وإذا خرجت شيعتنى , وإذا رأتنى مهموما قالت : ما يهمك ؟ إن كنت تهتم برزقك فقد تكفل به غيرك , وإن كنت تهتم بأمر آخرتك زادك الله هما , فقال له النبى صل الله عليه وسلم _ بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال الله ولك فى كل يوم أجر سبعين شهيدا " وكانت المرأة أيضا : تشيع زوجها عند خروجه فى طلب الرزق وتقول له : اتق الله فينا فنا نصبر على الجوع ولانصبر على نار جهنم " هكذا فلتكن الزوجات وليكن الرجال كما أمر الله ونهى , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 7)

الأسرة فى الإسلام :

_ كانت المرأة قبل الإسلام مهينة لاقيمة لها عند أكثر أمم الأرض , يُنظر إليها نظرة استخفاف وتحقير , وكانوا يعقدون الإجتماعات من أجل تقويمها الخَلقى , هل هى من الأرواح التى لها شأن ومكانة له أهميته فى عالم الموجودات أم لا ؟ ضف إلى ذلك ما كانت عليه من وضع إجتماعى يتنافى مع آداميتها حيث كانت قوانين بعض الأمم تبيح لزوجها أن يحكم بتعذيبها أو بقتلها , او بالحَجر عليها بعدم أهليتها فى التصرف , وكما ذكرنا من قبل كانت تعتبر ميراثا للمتوفى كقطعة آثاث يستحقها إذا كانت من حقه مع غيرها من المتاع , فلما جاء الإسلام أحدث انقلابا خطيراً بشأنها وأعطاها الكثير من الحقوق , وسوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات , إلا ما خالفة فيه طبيعتهن الرجال قال تعالى :" ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف " سورة النساء وقد أصبحت المرأة آية تدل على قدرة الله وعظمته فى الخلق فقال تعالى :" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " سورة الروم وسمى الله تعالى سورة فى القرآن باسمها تسمى سورة النساء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (

محمد صل الله عليه وسلم :

_ هو المحرر الحقيقى للمرأة : _ فقد جاء الإسلام بالمنهج السوى القائم على الفطرة السليمة فقد حكم الإسلام على الأشياء بطبائعها , وسن للمرأة من الأحكام ما يتماشى وشخصيتها ويحافظ على أنوثتها , ووضع لها قوانين لحماية عرضها , ومالها , وفى شتى شئونها وسائر أحوالها فى أسرتها والمجتمع الذى تعيش فيه , وقد أقام رسول الله صل الله عليه وسلم ـ للمرأة أنشطة متعددة فكانت مثل الرجل فى التعليم , وتستمع للقرآن وتقرأ فى السنة النبوية وتعلمها غيرها , وقد كانت تقاسم الرجل فى المساواة , فتقف فى الصلاة خلف صفوف الرجال ومن أمامهن الصبيان بمثابة السُترة , كما خصص رسول الله صل الله عليه وسلم يوما كالرجال يتعلمن فيه الموعظة وأمور دينهن وقالت عائشة رضى الله عنها : " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتعلمن " لأن العلم فى زماننا هذا قد ضاع بين الحياء والكبر , وقد روى البخارى ومسلم من حديث أبى سعيد رضى الله عنه قال : قالت النساء للنبى صل الله عليه وسلم ـ يا رسول الله غلبنا الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما ... فواعظهن وأمرهن وكان فيما قال لهن : ما منكن امرأة تقدم " تفقد " ثلاثة من ولدها الا كان ذلك لها حجابا من النار , فقالت امرأة يارسول الله : واثنين قال : واثنين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (9)

قوامة الرجل على المرأة :

إن قوامة الرجل على المرأة ـ تكليف لاتشريف , وواقعية لاأفضالية , ومسئولية جماعية لا ميزة رجالية , إنها درجة القوامة حيث القيام بتكاليف الأسرة وإدارة
شئون البيت , والجمع بين حسن التدبير , والإحسان فى المعاشرة الزوجية , والإحسان فى المفارقة , فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان , فهى درجة تجعل الرجل أكثر إنسانية وذوقا وكياسة في تعامله مع زوجته خاصة والمرأة عامة " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 ( 10 )

المرأة فى الإسلام :

لم يحترم أحد المرأة كما احترمها
محمد بن عبد الله
صل الله عليه وسلم ـ ولم يسمُ
بها أحد إلى المكان اللائق كما سما
بها . محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم . ( 11)

الإسلام وحقوق المرأة :

إن الذي ينظر إلى موقف الغرب اليوم وهو يتغني فيه بحقوق المرأة , و يتنادي ويتشدق بما لم يفعل ويقول بما لم يعمل , إنهم لا يقولون للمرأة الشرقية عندنا تعالى إلى ما نحن عليه من فساد وتحلل , وتمردي على حكم الله بصراحة ووضوح؛؛ ولكنهم يعملون كالخفافيش في الظلام زخرفا من القول وزورا , تارة باسم التمدين , وتارة باسم الحدائة والتحضر , ليُخرجوها من عفتها ويُجردوها من دينها ,  وهذا كله لن ينطلي على المرأة المسلمة , التي أمنت بالله ربا , وبمحمد صل الله عليه وسلم رسولا ,  وتشربت أخلاق الإسلام , وعرفت طريق الحق أن تستبدل به هذا الغثاء وتلك الفوضى والإباحية الجامحة التي يعيشها المتحللون هنا وهناك  , ونقول لهؤلاء من أنتم حتي تُنازعوا في حكمه ؟ إن جهلكم أكثر من علمكم , وخطؤكم أكثر من صوابكم , وقولكم مخالف لقول الله , أفتريدون أن نصدق كلامكم ونتبع أهوائكم , ونُكذب بكلام ربكم العليم الخبير الحكيم الذي أحاط بكل شئ علما , الذي لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؟ ؛ قال تعالى :" وكذلك أوحينا إليك روحنا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا " سورة الشورى الآية 52 ـ

وعن حقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصة عند هؤلاء الغربيون , نري حظ المرأة هزيلا سواء في حرية التصرف أو في وضعها الاجتماعي , أو في مكانتها في الأسرة , بينما نجد ديننا الإسلام يُعلن أنها تتساوي مع الرجل في سلك واحد , فهي منه وهو منها وهي مكلفة مثله , وأعطها ما أعطي الرجل من حرية إبداء الرأي , والقيام بالدعوة إلى الله , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى :" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " سورة التوبة الآية 71 ـ وفي القرآن سورة تسمي بالنساء , وفي عهد سيدنا عمر رضي الله عنه وهو يقف خطيبا على المنبر ترده امرأة حين حدد المهر بأربعمائة درهم فقالت مهلا يا أمير المؤمنين أما سمعت قول الله تبارك وتعالى وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا " سورة النساء الآية 20

ـ فرجع عمر رضي الله عنه عما قال : وقال أخطأ عمر وأصابت امرأة , وذات يوم وهو يسير في الطريق استوقفته امرأة , وقالت قد كنت من قبل تُدعي عميراً ثم صرت عمراً ثم أصبحت أمير المؤمنين , فاتق الله واتبع سبيل الحق , فبكي عمر حتي أخضلت لحيته فقال لها رفيق له :" لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها " فا لإسلام يحرص كل الحرص على كل ما يُعرض المرأة للابتذال ويخدش حيائها ويُلوث سمعتها قال تعالى :" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ...إلى أن قال :وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " سورة النور الآية 30 ـ 31 ـ   " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأسوة في حسن العشرة :

إن من حسن عشرة الرجل مع زوجته ، معاملتها بالحسنى , وأن يكون معها من الصبر وقوة التحمل ما لا تقدر عليه المرأة ، لأن الرجل أقوى منها تحملاً ، والمرأة ضعيفة ، وقد يكون منها الخطأ ، لكن تحملُ الرجل وصبره هو المطلوب منه ، فإنه القيّم عليها ، وما دام القيم فلابد من صبر وتحمل ، ولهذا يقول النبي صل الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" رواه مسلم في صحيحه ، لا يبغضها ويكرهها فإن أخلاقها قد يكون فيها خلق سيء ، لكنها تشتمل على خلق طيب ، وهكذا حال الإنسان ، فالكمال لله وحده والعصمة للأنبياء , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، فالخطأ من الرجل المرأة سواء وارد ، ونقول للرجل إن كرهت من زوجتك خلقاً من الأخلاق فلابد أن ترتضي منها خلقاً غيره ، وهكذا وأما إذا كنت تعاتب على كل نقص ، وتريد الكمال في كل الأحوال ، فذاك طلب المستحيل ، ومن كثر عتابه قلّ أصحابه.إذا كنت في كل الأمور معاتباً ــ صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه ,

قال تعالى :" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " سورة البقرة الآية 228 ـ يقول الإمام ابنُ كثير رحمه الله تعالى: "أي طيبوا أقوالكم لهن , وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قُدرتكم ، كما تحب ذلك منها, فافعل أنت بها مثله , .فالمرأة  تحتاج إلى تعامل حسن ، بعيداً عن الشتم والضرب والإهانة لأنهن ضعيفات خلقن من ضلع , وإن أعوج ما في الضلع أعلاه , إن أقمته كسرته وإن تركته لم يزل أعوج , ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" ثم استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من  ضلع  وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه, فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ." رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في الفتح : "أي اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها, وأرفقوا بهن, وأحسنوا عشرتهن"

وعند مسلم من حديث أبي هريرة أيضاً"...ثم إنَّ المرأة خُلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقةٍ , فإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَجٌ , وإنْ ذهبتَ تُقيمها كسرتها , وكسرُها طلاقُها . رواه مسلم في صحيحه فلابُدَّ من مداراتها حتى تفوز بحسن معاشرتها , فلا تكن شديداً في كل صغيرة تبدر منها , فما من إنسان إلا وينسى ويخطئ , فلا بد من غض الطرف عن بعض الأمور مالم يكن فيها إخلال بحق من حقوق الله تعالى – فهنا كان النصح والإرشاد بالرفق والكلمة الطيبة ولهذا فقد جاءت نصوص كثيرة توصي بالنساء خيراً , فقد جاء أن النبي صل الله عليه وسلم- قال في خطبة الوداع:" استوصوا بالنساء خيراً" .جاءت هذه الوصية في أعظم شهر شهر الله المحرم ، وفي أطيب موقع عند المسلمين على جبل عرفة ، وفي أكبر تجمع إسلامي ، وذلك يوم الحج الأكبر حين ينصرف الناس من عرفات ، حينئذ خطب النبي صل الله عليه وسلم- خطبة جامعة في أصحابه فحذرهم من العودة إلى الكفر، ومن سفك الدماء ، واستباحة الأعراض , واغتصاب الأموال ،

، ثم حث على السمع والطاعة ، ثم جاء إلى أمر النساء فأوصى بهن خير، ومما أوصى به قول النبي صل الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوانٌ عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله",وعن عائشة رضي الله عنها-,قالت:قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيرُكم لأهله.فالنَبي صل الله عليه وسلم- أرشد الرجال إلى المعاملة الحسنة مع النساء، فأخبرهم أن من كمال الإيمان حسن الخلق، فقال:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم". ، فإن حسن الخلق , وحسن التعامل يدلُّ على كمال الإيمان وقوته ، وسوء العشرة , وسوء المعاملة , وعدم الوفاء يدل على نقص في الإيمان ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً "، ثم قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " وخياركم خياركم لنسائهم " ، وخير الناس من كان خيره لنسائه" ،

فالمطلوب من الزوجين وخاصة الرجل التعامل الحسن، والقيام بالواجب ، والبعد عن كل ما يكدّر صفو العشرة وينغصها.إن في معاملة النبي صل الله عليه وسلم-لأزواجه منهاجاً وطريقاً للمسلمين، يسلكونه في حياتهم الزوجية. فكيف كانت حياة النبي صل الله عليه وسلم- مع نسائه؟، وكيف كانت عشرته لهن؟, وكيف كانت نساؤه ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن- يتعاملن معه؟ وكيف كن يتعاملن مع بعضهن؟ حتى نتخذ من ذلك نبراساَ ومرشداً للطريق الصحيح في التعامل.أما النبي صل الله عليه وسلم- فقد كان جميل العشرة ، دائم البشر ، يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويُضاحك نساءه حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها- يتودد إليها بذلك ، قالت سابقني رسول الله صل الله عليه وسلم- فسبقني ، فقال: " هذه بتلك "

ويجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صل الله عليه وسلم- فيأكل معهن ، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها ، وكان ينام مع المرأة من نسائه في لحاف واحد ، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤنسهم بذلك صل الله عليه وسلم- فعن عائشة رضي الله عنها-قالت: كان أحسن الناس حلقاً، لم يكنْ فاحِشاً , ولا مُتفحِّشاً, ولا سَخَّاباً في الأسواقِ ولا يجزي بالسيئةِ مثلَها، ولكن يعفو ويغفر . رواه الإمام أحمد ، والترمذي ، وقال حسن صحيح.وعن عَمرة رضي الله عنها قالت: سألتُ عائشةَ رضي الله عنها عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صل الله عليه وسلم- إذا خَلَا مع نسائِهِ؟ قالت: كانَ كالرجل من رجالكم ، إلا أنه كان أكرم الناس، وأحسن الناس خلقاً , وألين الناس وأكرمهم ، ضحَّاكاً بسَّام. ابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صل الله عليه وسلم ـ ، وابن سعد في طبقاته .

وجعل النبي صل الله عليه وسلم- يوصي بالنساء فيقول: الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم,لا تكلفوهم ما لا يطيقون.الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم- يعني أسراء- أخذتموهن بأمانة الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله". رواه مسلم فما أحوجنا إلى أن نقتديَ برسول الله صل الله عليه وسلم- في معاشرتنا لأهلنا, وخاصة في زماننا الذي ساءتْ فيه الأخلاقُ , وفسدت فيه العشرة ، فالإقتداء بالرسول ِصل الله عليه وسلم- أمر الله تعالى به فقال: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " سورة الأحزاب: الآية 21.وقال تعالى :" وقال عزوجل:" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " سورة النساء: الآية 34.

ويقول الرسول صل الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والمرأة راعية على بيت زوجها وولدها .. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه . إننا في زمان فسدت فيه الأخلاق ، وساءت العشرة بين الزوجين , فالزوج يتعدى على زوجته ، فيسئ معاملتها , بل يصل به الحال إلى إهانتها ، وضربها ، على وجهها , وقد جاء النهي عن الضرب في الوجه لأن الضرب في الوجه فيه إهانة وإذلال ، ووجه الإنسان أشرف أعضائه الظاهرة ، فلا يجوز تشويهه بضربه ، ونهاه أن يقبِّح أي: يقول كلمة قبيحة ، نحو: قبَّحكِ الله أو غيره من الألفاظ البذيئة ، فإن الألفاظ السيئة تجرح القلب أعظم من الضرب ، ولذا يقول الله جل وعلا :" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا " سورة الإسراء: الآية 53 ـ

وأما هجرٌ بترك الكلام والمحادثة,فهذا نهى عنه النبي صل الله عليه وسلم -، فبقاؤها معه من دون حديث يزيد في الجفاء ، ويبعد كلاً منهما عن الآخر، فإن الأحاديث الودية مما يُكسب القلب محبة ومودة ، وأما إذا لم يكلمها ولا يلتفت إليها ، فلا يسمع منها قولاً، ولا يُسمعها قولاً، فهذا أمر نهى عنه النبي صل الله عليه وسلم-؛ لأنه يحدث تصدُّعاً في الحياة الزوجية ، وبعد كلٍ منهما عن الآخر، والله تعالى يقول :" وعاشروهن بالمعروف " سورة النساء: الآية 19، وقال الله عز وجل: " وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف ولا تُمسكوهن ضِراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا " سورة البقرة: الآية 231، ـ فالله سبحانه وتعالى- أرشد الرجل إذا طلق المرأة ، وأراد العود إليها ، فليكن بقصد الإصلاح ،

قال تعالى :" فأمسكوهن بمعروف , وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهُن فأمسكوهن بمعروف " أي: قاربن انقطاع العدة ، فأمسكوهن بمعروف أي: استرجعوها لتكون الرجعة بالمعروف أي: ناوياً العشرة بالمعروف ، لا جاعلاً الرجعة سبباً للعذاب والألم ، وقوله :" أو سرحهن بمعروف " فدعها تنقضي عدتها ، ولعل الله أن يعوضها خيراً ويعوضك خيراً، وأما إمساك لأجل الإضرار والظلم والعدوان، فهذا نهى الله عنه بقوله: " ولا تُمسكوهن ضِراراً لتعتدوا " أي تمسكوهن ضراراً لأجل أن تعتدوا عليهن، أو أن تظلمها وتسيء إليها ، فذاك محرم في شريعة الإسلام ، والعدوان قد نهى الله عنه ، ولا يحلّ للرجل أن يعتدي عليها بالإيذاء والإضرار، فذاك أمر لا يليق بالمسلم السامع والمطيع لله ورسوله. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماماً ، اللهم استر نساءنا وبناتنا ، واحفظ شبابنا ، وردنا إلى الحق رداً جميلاً برحمتك يا أرحم الراحمين. . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم