الأسرة والتربية الإجتماعية :

الإسرة من منظور الإسلام :

لاتستقيم حياة الأسرة الا اذا عرف كل فرد من أفرادها ما له من حقوق وما عليه من واجبات فيؤدى ما عليه فى طواعية وحب ويأخذ ماله فى رجاء وشكر فتتحقق السعادة للأسرة وتبسط ردائها الجميل على أفرادها جميعا
ومن هذه الحقوق حقوق الوالدين من الأمور الواجبة لان الله تعالى أمرنا بها ولأهميتها جاءت بعد الأمر بعبادة الله قال تعالى:"  واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ) وقال صل الله عليه وسلم :"  اتق الله وأقم الصلاة وآت الزكاة وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك وأقرالضيف وأمر بالمعروف وانه عن المنكر" .  رواه أبو يعلى والطبرانى فى الكبير وقال صل الله عليه وسلم:"  العبد المطيع لوالديه والمطيع لرب العالمين فى أعلى عليين ". أخرجه الديلمى فى مسند الفردوس
أشد الناس عذابا يوم القيامة:
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"  أن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبى أو قتل أحد والديه والمصورون " وهم الذين يُصورون وعالم لم ينتفع بعلمه رواه البيهقى فى شعب الايمان ", والمقصود بالمصورون هو تصوير ما يُعبد من دون الله ويدخل في ذلك تصوير كل ما يدعوا لكشف العورات بما يؤدي إلى تفشي الرذيلة وانتشار الفساد الأخلاقى ولا خلاف في ذلك قولا واحد " انظر بحث عن التصوير للكاتب علي منتدى من فقه التربية .ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة ( 1 )

الترغيب فى بر الوالدين :

حث الاسلام على بر الوالدين وجعل ذلك من أوجب الفرائض التى ينبغى على المسلم أن يحرص عليها وامتدح بعض رسله برهم فقال عن يحيى عليه السلام "وبرا بوالديه ولم يكن جبار عصيا سورة مريم وعن عيسى عليه السلام " وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا " سورة مريم وعن يوسف قال ورفع أبويه على العرش " وقال عن اسماعيل يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء من الصابرين " سورة الصافات وجاء رجل الى النبى صل الله عليه وسلم فقال:" انى أشتهى الجهاد ولا أقدر عليه ؟فقال صل الله عليه وسلم:" هل بقى من والديك أحد ؟ قال أمى قال قابل الله فى برها فاذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد" . رواه أبو يعلى والطبرانى باسناد جيد وعن طلحة السلمى رضى الله عنه قال أتيت النبى صل الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صل الله عليه وسلم انى أريد الجهاد فى سبيل الله ؟ قال أمك حية ؟ قلت نعم قال ألزم رجلها فثم الجنة واه الطبرانى وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك " . رواه البخارى ومسلم " . ـ وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم صفحة (2 )

ان بر الوالدين حق لازم الا ما حرم حلالا أو أحل حراما فانه لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق وهنا نعلم أن بر الوادين من أوجب الواجبات وأفضل القربات وأن عقوفهما من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب وقد ثبت بالدليل القطعى أن للقرابة والرحم حقا هو صلتهم والقيام بحقوقهم والبعد عن قطيعتهم وأولى القرابة وأحقها بك والداك حيث كانا السبب فى وجودك والأصل فى تنشئتك وتعليمك وتهذيبك فلا جرم أن حقهما يتضاعف ومسئوليتهما تعظم وأيهما يحترم ومن أحق ببر الوالدين من الولد ؟ قال صلى الله عليه وسلم لن يجزى ولد عن والده حتى يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه رواه مسلم وأبوا داود
ن من واجب المربين من الآباء و الأمهات وغيرهما تعليم الأبناء حقوق الوالدين وتأكيدهم على التمسك بتنفيذها حتى نعيد للأباء ما ضاع من حقوقهم ونرد لهم هيبتهم وكرامتهم ولا ننسى أن ابن اليوم هو أب الغد وسوف يشرب من نفس الكأس عندما تتقدم به السن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
كل الذنوب يؤخر الله ما شاء الى يوم القيلمة الا عقوق الوالدين فان الله يعجله لصاحبه فى الحياة قبل الممات رواه الحاكم صفحة (3 )

أحب الأعمال الى الله :

لقد اهتم الاسلام فى باب البر بالوالدين فجعل الولد وما يملك لأبيه ومن باب أولى بأمه وفى الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال سألت النبى صل الله عليه وسلم :" أى الأعمال أحب الى الله تعالى ؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم أى ؟ قال بر الوالدين قلت ثم أى ؟ قال الجهاد فى سبيل الله " وعندما جاء رجل الى رسول الله صل الله عليه وسلم يريد الجهاد قال له عليه الصلاة والسلام ألك أبوين ؟ قال له الرجل بلى يارسول الله قال عليه الصلاة والسلام ففيهما فجاهد" . وبر الوالدين والإحسان اليهما أمر واجب حتى لو كان الأبوين على غير دين الأبناء ما لم يأمرا بمعصية وفى الصحيحين عن أسماءبنت أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت على أمى وهى مشركة فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم :" فاستفتيت رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت يارسول الله .. قدمت على أمى وهى راغبة أفأصل أمى ؟قال نعم صلى أمك" وقال تعالى " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين " سورة الممتحنة . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4 )

بر الوالدين يكفر الذنوب حتى الكبائر :

وعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أتى النبى صل الله عليه وسلم رجل فقال : انى أذنبت ذنبا عظيما فهل من توبتة ؟ فقال هل لك من أم وفى رواية هل لك من والدان ؟ قال لا قال فهل لك من خالة ؟ قال نعم قال فبرها رواه الترمذى وابن حبان والحاكم وقال صحيح الاسناد ورى البخارى فى الأدب المفرد والبيهقى فى شعب الايمان عن عطاء ابن يسار عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه أتاه رجل فقال: أنى خطبت امرأة فأبت أن تنكحنى وخطبها غيرى فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لى من توبة ؟ قال أمك حية ؟ قال لا قال تب الى الله وتقرب اليه ما استطعت قال عطاء فسألت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما لم سألته عن حياة أمه فقال انى لأعلم عملا أقرب الى الله من بر الوالدة ". ونقل السفارينى فى شرح منظومة الآداب عن الأمام أحمد رضى الله عنه قال بر الوادين كفارة للكبائر" قال كذا ذكره ابن عبد البر عن مكحول قال تعالى:" ان الله لايغفر أن يشرك به ولكن يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " . سورة النساء وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (5 )

حقوق الآباء على الأبناء :

حرم الإسلام عقوق الوالدين وجعله من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا " سورة الإسراء والمعنى أن الله تعالى أمر أمرا مبرما وحكم حكما لامرد له بأن تخصوه وحده بالعبادة لأن العبادة هى غاية التعظيم وكمال الذل لله سبحانه ولا يصح ذلك الا لمن له غاية العظمة ونهاية الإنعام وذلك هو الله وحده " وبالوالدين إحسانا " أى أن الله تعالى أمر بالإحسان للوالدين إحسانا جميلا والبر بهما لما لهما من فضل وإنعام على الولد فاأيها الإنسان كما تزرع تحصد وكما تدين تدان ومن يزرع المعروف يحصد الشكر ومن يزرع الشر يحصد الندامة وهل جزاء الإحسان الا الإحسان ؟ وهل عاقبة الإساءة إلا الخسران ؟ أيها الإنسان : إن والديك أحق الناس بحسن معاشرتك وجميل برك وإحسانك لعظيم فضلهما عليك وكثرة إحسانهما إليك وشدة عنايتهما بك فى الصغر وحرصهم دائما على راحتك وسعادتك فى جميع أطوار حياتك وبسبهما خرجت من العدم الى الوجود وبفضل رعايتهما قوى عضدك واشتد ساعدك حتى صرت انسانا كاملا ورجلا نافعا وقويا على الجهاد فى معترك الحياة جاء رجل الى النبى صل الله عليه وسلم " فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ (أى صحبتى ) قال " أمك ثم من ؟ قال أمك ثم من ؟ قال أمك ثم من ؟ قال أبوك " إن أولى الناس بالبر والمعروف والطاعة والإحسان أمك الرحيمة البارة الرقيقة فقد ذاقت الكثير من الألام فى مدة حملك ووضعك ورضاعك وكم سهرت على رعايتك وتمريضك وكم باتت حزينة باكية متألمة لآلمك خائفة عليك مما ألم بك فاتقوا الله أيها الأبناء واحرصوا على رضا الوالدين فإن رضا الوالدين سعادة فى العاجل والآجل واحذروا غضب الوالدين فإن غضب الوالدين شقاء فى الدنيا ووبال فى الآخرة قال رسول الله صل الله عليه وسلم " رضا الله فى رضا الوالد وسحط الله فى سخط الوالد " رواه الترمذى والمراد بالوالد الأب والأم وروى الظبرانى عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " بروا آبائكم تبروكم أبنائكم وعفوا تعف نساؤكم حديث حسن . ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (6 )

من البر زيارة قبر الوالدين :

عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم " من زار قبر أبويه او احدهما فى كل جمعة غفر له وكتب بارا ". رواه الطبرانى فى الأوسط وعن محمد بن النعمان مرفوعا الى النبى صل الله عليه وسلم من زار قبر والديه او احدهما فى كل جمعة غفر له وكتب بارا ". رواه البيهقى فى الشعب وابن ابى الدنيا فى كتاب القبور والله سبحانه يستجيب دعاء من بر والديه كما فى حديث الثلاثة الذين اغلقت عليهم الصخرة وهم فى الصحراء فأخذ كل واحد منهم يبحث لنفسه عن عمل قدمه الى الله تعالى باخلاص فكان من بينهم رجل لايُطعم أهله وأولاده حتى يُطعم أبيه وأمه فاستجاب الله دعاء الثلاثة بفضل العمل الصالح هو حديث طويل " . رواه البخارى ومسلم من حديث ابى هريرة رضى الله عنه كما يجب ان ندعوا للوالدين خمس مرات مع كل صلاة قال تعالى " أن أشكر لى ولوالديك الى المصير " سورة لقمان وعن انس رضى الله عنه عن رسول الله صل عليه وسلم:" اذا تزك العبد الدعاء للوالدين انقطع منه الرزق" . رواه الحاكم فى التاريخ والديلمى فى مسند الفردوس بسند ضعيف وليس أنه ضعيف لايجوز العمل بل يجوز العمل بالضعيف فى فضائل الأعمال وهذا ما عليه أكثر أهل العلم ما لم يخالف الحديث القواعد العامة فى إطار الكتاب والسنة ـ. وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (7 )

عن بر الوالدين :

- قال تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عتدك الكبر أحدهما أو كلا هما فلا تقل لهما أف ولا تتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا " . سورة الاسراء أمر الله تعالى وألزم وحكم ببر الوالدين وجعل بر الوالدين قرينا لعبادة الله وحده واذا طال عمر الأب أو الأم فينبغى على الابن أن يرعاهما ويتحملهما ويتعطف عليهما ويحسن معاملتهما بدون تأفف أو تضجر ولا ينبغى أن يسئ اليهما فى قول أو عمل بل يجب أن يكون لطيفا معهما فى حسن المعاملة متحليا بالطاعة ومكارم الأخلاق كما يجب أن يتواضع الابن لوالديه وأن يتذلل ويترحم فى معاملته معهما وأن يدعوا الله لهما فيقول : " رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " الأيه وفى هذا دليل على حرص الاسلام وأدبه السامى الذى دعا الى بر الوالدين والعناية بالأم لأنها أكثر رأفة ورحمة كما أنها حملت وأرضعت قال تعالى:" ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك الى المصير " , سورة لقمان . ـ وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (8 )

رضا الله فى رضا الوالدين :

عن عبد الله بن عمر بن العاص قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " رضا الرب فى رضا الوالدين وسخط الرب فى سخط الوالدين " . رواه الترمذى والحاكم وقال على شرط مسلم والبخارى فى الأدب المفرد وعن أنس رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم : " من أرضى والديه فقد أرضى الله ومن أسخط والديه فقد أسخط الله " رواه ابن النجار فى تاريخ بغداد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (9 )

عن مكانة الأم فى الإسلام :

إن للأم منزلة كبيرة فى الإسلام فقد أعلى من شأنها ورفع من منزلتها وحافظ على طهرها وشرفها
والأم تتعب من أجل راحة أبنائها وتشقى من أجل سعادتهم ويكفيها ما تعانيه فى مدة الحمل والولادة
والرضاع فلا أقل من طاعة الأبناء والبنات للوالدين وخاصة الأم ولهذا كرم الإسلام الأم وخصها
بالذكر فى أكثر من آية وأمر بالطاعة لها والحرص على رضاها وفى الحديث أن رجلا استأذن
رسول الله صل الله عليه وسلم فى الجهاد فقال له هل لك من أم قال الرجل نعم قال فالزمها فعند رجلها
فثم الجنة " وفى بعض الأثار الجنة تحت أقدام الأمهات "
ويقول تعالى : " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك الى المصير "
سورة لقمان .ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة ( 10 )

شؤم عقوق الوالدين
روى أنس رضى الله عنه أن شابا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى علقمة مرض واشتد مرضه فقيل له قل لا اله الا الله فلم ينطق لسانه وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل له من أبوان ؟
قيل مات أبوه وله أم
فأرسل اليها الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءت فسألها عن حال ابنها فقالت كان يصلى كذا وكذا وكان يصوم كذا وكذا وكان يتصدق بجملة دراهم ما ندرى وزنها ولا عددها قال الرسول صلى الله عليه وسلم فما حالك وحاله ؟
قالت أنا ساخطة واجدة
قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ذلك ؟
قالت كان يؤثر على امرأته ويطيعها فى كل شئ قال الرسول صلى الله عليه وسلم سخط أمه حجب لسانه عن شهلدة لااله الاالله ثم قال لبلال رضى الله عنه
انطلق واجمع حطبا كثيرة حتى أحرقه بالنار فقالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم ابنى وثمرة فؤادى تحرقه بالنار بين يدى وكيف يتحمل قلبى ذلك ؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم يسرك أن يغفر له الله فأرضى عنه فوالذى نفسى بيده لا ينتفع بصلاته ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فرفعت يدها قاءلة أشهد الله تعالى فى سمائه وأنت يا رسول الله صل الله عليه وسلم ومن حضر أنى قد رضيت عنه قال الرسول صل الله عليه وسلم انطلق يابلال رضى الله عنه فانظر هل يستطيع علقمة أن يقول لا اله الا الله لعل أمه تكلمت بما ليس فى قلبها حياء من رسول الله صل الله عليه وسلم فا نطلق بلال رضى الله عنه فلما انتهى الى الباب سمع علقمة يقول لا اله الا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد الله الذى أنقذه بى من النار رواه الطبرانى فى الكبير والامام أحمد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (11 )

وجوب الدعاء للوالدين

قال تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " سورة الإسراء والأمر هنا للوجوب فيجب على الولد والبنت أن يدعوا لوالديه بالرحمة سئل سفيان رضى الله عنه كم يدعوا الإنسان لوالديه فى اليوم مرة أو فى الشهر أو فى السنة ؟ فقال : نرجوا أن يجزيه اذا دعا لهما فى آخر التشهدات فى الصلاة وقال بعض التابعين من دعا لوالديه خمس مرات فقد أدى حقهما فى الدعاء لأن الله تعالى قال " أن أشكر لى ولوالديك الى المصير " فشكر الله تعالى أن يصلى فى كل يوم خمس مرات وكذلك شكر الوالدين أن يدعوا لهما خمس مرات وطلب الدعاء بالرحمة مخصوص بالأبوين المسلمين وقيل عامة فى المسلمين وغيرهم وقيل منسوخة بآية النهى عن الإستغفار كما رواه البخارى فى الأدب المفرد وأبو داود عن ابن عباس رضى الله عنهما وقيل عامة ولا نسخ لأن النهى عن الإستغفار بعد الموت وهذه قبله ومن رحمة الله لهما أن يهديهما للإيمان فالدعاء بالرحمة مستلزم للدعاء بالإيمان __ وترك الدعاء للوالدين يورث الفقر _-عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذا ترك العبد الدعاء للوالدين انقطع عنه الرزق " رواه الحاكم فى التاريخ والديلمى فى مسند الفردوس بسند ضعيف لكنه صحيح المعنى والحديث الضعيف له وظيفته مالم يخلف الأحاديث الصحاح البر لا ينقطع بموت الوالدين عن مالك بن ربيعة قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء رجل من بنى سلمة فقال يارسول الله هل بقى من بر أبوى شئ أبرهما به بعد موتهما ؟ قال نعم الصلاة عليهما ( والصلاة بمعن الدعاء أو صلاة الجنازة أو صلاة ركعتين نافلة وتدعوا لوالديك ) والإستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التى لا توصل الا بهما واكرام صديقهما " رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان فى صحيحه وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن العبد ليموت ولداه أو أ حدهما وأنه لهما لعاق فلا يزال يدعوا لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا " رواه اليهقى فى شعب الإيمان وعن مالك بن زراره رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استغفار الولد لأبيه من بعد الموت من البر " رواه ابن النجار وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل لترفع درجته فى الجنة فيقول يارب أنى لى هذا ؟ فيقال باستغفار ولدك لك " رواه أحمد وابن ماجة والبيهقى وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم صفحة (12 )

فى فضل بر الوالدين :

من حديث عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أى العمل أحب الى الله ؟ وفى رواية أى العمل أفضل ؟قال الصلاة على وقتها قلت ثم أى ؟ قال بر الواين قلت ثم أى ؟ قال الجهاد فى سبيل الله روا البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وغيرهم وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتى عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه الا مواضع درهم له والدة بها بار لو أصم على الله لأبره فان استطعت أن يستغفر لك فافعل وفى رواية ان خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم رواه مسلم
وأخرج البيهقى فى شعب الايمان عن عمر ابن حماد قال حدثنا رجل قال خرج على وعمر من الطواف فااذا هما بأعرابى معه أمه يحملها على ظهره وهو يرتجز ويقول أنا مطيتتهالا أنفر      واذا الركاب ذغرت لاأذغر
         وما حماتنى وأرضعتنى أكبر
وأخذ يقول لبيك اللهم لبيك فقال على يا أبا حفص أدخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا فدخل الرجل يطوف بها ويقول
أنا مطيتها لا أنفر       واذا الركاب ذعرت لا أذعر
        وما حملتنى و أرضعتنى أكثر
لبيك اللهم لبيك وعلى رضى الله عنه يقول ان تبرها فالله أشكر                   يجزيك بالقلليل الأكثر
ومن حديث جابر قال بروا أباءكم تبركم أبناؤكم ذكره السيوطى فى الصغير ورواه أيضا الطبرانى والحاكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (13 )

بر أمك __ ثم أمك _ ثم أمك _ ثم أبيك:

قال الحسن البصري حق الوالد أعظم وبر الوالدة ألزم _ وعن وهب بن منبه قال إن موسى عليه اسلام سأل ربه عز وجل فقال يارب بما تأمرني ؟ قال بأن لا تشرك بى شيئا ، قال وبم ؟ قال وببر والدتك قال وبم ؟ قال بر والدتك قال وبم ؟ قال بر والدتك " رواه الإمام أحمد فى كتاب الزهد وفضل الأم أعظم من أن يجحده إنسان وكل كثير فى حقها قليل بالنسبة لما قدمته لأولادها فقد تعبت كثيرا فى تربيتهم وكم سهرت من أجل إسعادهم وقال رجل لعمر رضى الله تعالى عنه " إن لى أما بلغ منها الكبر وإنها لا تقضى حاجتها إلا وظهري لها مطية فهل أديت حقها ؟ قال لا _ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهى تتمنى بقاءك وأنت تصنع بها ذلك وتمنى فراقها " وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (14 )

لين الجانب للوالدين من البر :

المسلم ودود رحيم بأحق الناس عليه وهما أمه أبوه قال تعالى :" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " . سورة الاسراء
روى مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال :" لايجزى ولد والده الا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه " .
وعن أبى الهداج قال قلت لسعيد بن المسيب كل ما ذكر فى الفرأن من بر الوالدين فقد عرفته الا قوله تعالى:" وقل لهما قولا كريما ) ما هذا القول الكريم ؟
قال قول العبد المذنب للسيد الفظ " وأخرج البخارى فى الأدب المفرد وابن جرير وابن المنذر عن عروة فى قوله تعالى :" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة "
يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ وعن عطاء ابن أبى رباح رحمه الله تعالى :" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال لاترفع يديك عليهما اذا كلمتهما وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أتى رجل النبى صل الله عليه وسلم ومعه شيخ كبير فقال : من هذا معك ؟قال أبى قال لاتمشى أمامه ولا تقعد قبله ولا تُدعه باسمه ولا تستب له (يعنى لا تكن سببا فى سبه ) أخرجه الطبرانى فى الأوسط و أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فى قوله تعالى :" وقل لهما قولا كريما " . قال يقول يا أبت ويا أمه ولا يسمهما باسمهما وأخرج عبد الرازق فى المنصف والبيهفى فى الشعب عن طاووس قال أن السنة توقر أربعة العالم وذا الشيبة والسلطان والوالد " . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (15 )

وبالوالدين احسانا

لايستطيع أى انسان أن يقدم لوالديه من خدمات وأفضال وأن يجازيهما بعض الجزاء , والشاب لا يشعر بهذه العاطفة الأبوية إلا إذا تزوج وأنجب وأصبح له أولاد يرعاهم ويتعلق بهم ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من التزامات ويصبحون شغله الشاغل وأمله المرتقب , والشاهد الماثل فى مجتمعاتنا اليوم أن كثيرا من الآباء يشكون من سوء معاملة أولادهم , ونقول لكل شاب وفتاة قدموا لأنفسكم قبل أن تفقدوا الأب والأم , أو أحدهما , وعليكم بالبر وحسن المعاملة تقربا إلى الله لأنكم ولاشك ستعملون تلك المعاملة من أولادكم فى المستقبل كما كنتم تعاملون من كانوا سببا فى وجودكم وقد روى عن رسول الله صل الله عليه وسلم أن ولدا شكا أباه وأمه وأنهما يأخذ ماله , فدعا رسول الله صل الله عليه وسلم بأبيه فإذا هو شيخ كبير يتوكأ على عصاه فسأله فقال : إنه كان ضعيفا وأنا قوى وفقير وأنا غنى , فكنت لاأمنعه شيئا من مالى , واليوم وأنا ضعيف وهو قوى , وأنا فقير وهو غنى , ويبخل على بماله , فبكى رسول الله صل الله عليه وسلم وقال " ما من حجر ولامدر يسمع هذا إلا بكى ثم قال للولد أنت ومالك لأبيك " وكما تدين تدان - وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
                                                  صفحة (16 )

من أبر البر :

قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " سورة الإسراء ويرحم الله تعالى عليا زين العابدين بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم عن الصحابة أجمعين _ فقد قيل له إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها فى صفحة واحدة ؟ فقال أخاف أن تسبق يدى إلى ما سبقت إليه عيناها فأكون قد عققتها ويقف رسول الله صل الله عليه وسلم بمكان بين مكة والمدينة يسمى ( الأبواء ) ويظل يبكى حتى أ بكى معه أصحابه فسئل عن ذلك فقال هذا قبر أمى ذكرت ضعفها فبكيت " إنه رسول الله صل الله عليه وسلم معلم البشرية الخير فالخير كل الخير فى إتباع سنته والتمسك بسيرته " . ـ وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (17 )

أكرم والديك :

من أكبر الكبائر وأعظم الآثام عقوق الوالدين , قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " والمعنى أن الله تعالى قد قضى أمرا مبرما وحكم حكما لا مرد له , بأن تخصوه وحده بالعبادة , والعبادة هى غاية التعظيم والإجلال ولا تنبغى إلا لصاحب القوة والقدرة ومن له غاية العظمة ونهاية الإنعام ذلكم الله الكبير المتعال _ وبالوالدين إحسانا " ولهذا لاينبغى على الولد أن يعامل والديه بالعدل ولو فعل ذلك لفسدت الحياة وكان مخالفا لأمر الله تعالى الذى معنا , فمعاملة الوالدين لاتكون بالعدل بل تكون بالفضل والإحسان , بأن تحسنوا إليهما إحسانا جميلا لما لهما من فضل وإحسان على الولد , ولو يعلم الله تعالى شيئا أدنى من الأف لذكره ونهى عنه " والمعنى أن الله تعالى لو علم أن هناك شئ أدنى من كلمة أف يتدنى إليها الطبع الإنسانى غير المهذب لذكره ونهى عنه " لكن قد حدث أعظم من كلمة أف , فهناك من يقول لأبيه أنت لست صاحب فضل على ماذا فعلت لى " وأيضا من يقول لأبيه وأمه عندما تكثر طلباته ولا يستطيع الأب تلبيتها , إن كنتم لاتستطيعون تلبية مطالبنا فلماذا أنجبتمونا ؟ إلى غير ذلك من كلمات تخرج عن الأدب ومقام الأبوين , أيها الولد كما تزرع تحصد , وكما تدين تدان , فمن يزرع المعروف يحصد الشكر ومن يزرع الشر يحصد الندامة , وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟وهل عاقبة الإساءة إلا الخسران ؟أيها الولد إن والديك أحق الناس بحسن معاشرتك وجميل برك وإحسانك , لعظيم فضلهما عليك , وكثرة إحسانهما إليك , وشدة عنايتهما بك فى الصغر وحرصهما دائما على راحتك , ومن حديث بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال عن النبى صلى الله عليه وسلم " بروا آباءكم تبروكم أبناؤكم , وعفوا تعف نساؤكم " رواه الطبرانى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (18 )

عن فضل الأم :

جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم يطلب منه الإذن فى الخروج إلى بعض الغزوات فقال له النبى صل الله عليه وسلم :" ألك من أم قال بلى , قال فالزمها فعند رجلها فثم الجنة " وقد ورد فى بعض الآثار الجنة عند أقدام الأمهات " فإذا كان الإسلام يدعونا إلى بر الوالدين الطاعة والإحسان لهما وعدم الإساءة ولو بكلمة أف لهما  فإن طاعة الأم أمر أوجب حيث أنها صاحبة الفضل الأول فى الحمل والولادة والرضاع والسهر على تمريضك والخدمة فى جميع أحوالك وغير ذلك من العناية والرعاية والتربية والتوجيه فى مراحل الطفولة وسن العجز والحاجة فمن أراد أن يقرع باب الجنة فليبر والديه وخاصة أمه قال شاب لبعض العلماء فى زمانه أمرنى أبى ونهتنى أمى قال:" أطعك أباك ولاتعص أمك " , وإدعوا لوالديك مع كل فرض من صلاتك وهذا دعاء واجب عليك كالصلاة قال تعالى " أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير " وقال " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  (19)

سر إضطراب الأوضاع :

إن أكثر الإضطرابات فى أوضاعنا الإجتماعية والدينية والأخلاقية والسياسية والإقتصادية إلى غير ذلك إنما ناشئ عن مصادمة الفطرة فى السلوك الإجتماعى للأفراد والجماعات وكذلك فى التنظيمات والتشريعات التى تسود الطابع العام للمجتمع التى يخالف التعاليم والقيم الدينية قال تعالى " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (20)

فى حق الوالد على الولد :

قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " وسأل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه رسول الله صل الله عليه وسلم " أى العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال الصلاة على وقتها " قلت ثم أى؟ قال الجهاد فى سبيل الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (21)

وبالوالدين إحسانا :

الوالدين كنز الحنان الربانى, وفيض الرحمة الإلهية, وسر الإيجاد والإمداد لمعانى القدرة الإلهية , وقد جعل الله تعالى الوالد أوسط أبواب الجنة , وجعل الجنة بكل ما فيها تحت أقدام الأمهات قضى الله بذلك فى كتابه الكريم فقال " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا , فالحق سبحانه وتعالى يقرر أنه هو وحده المستحق للعباده وقد أمر الأولاد بالإحسان للوالدين فالعابد الحق من يحسن لوالديه ويجلهما ويفعل الخير لهما حسبة لله تعالى فهما مظهر رحمة الله وعطائه (وقل لهما قولا كريما ) يدخلك ربك مدخلا كريما (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) ويهبك الله تعالى عزة من عنده تباهى بها الناس يوم القيامة وادع لوالديك ( رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ) يفتح الله لك كنز دعائهما , واشكر لهما بعد شكرى تكن من أهل وصله وعطائه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (22)

واجب الأبناء :

جاء الدين الإسلامى بتعاليمه السمحة التى تهدى للتى هى أقوم , جاء بالهدى والنور والحكمة وخاصة فيما يتعلق بالأسرة المسلمة وقرر لها من الحقوق , هى الأساس المتين فى إقامة الأسرة وإحكام أواصرها , حيث توثيق الروابط بين أفرادها , وسن لها من الآداب ما يسموا بقدرها ويعلى شأنها ومركزها وما يكفل لها من السعادة فى هذا العالم الذى طغت فيه المادية وسيطرت الأثرة والأنانية وساد انكار الحقوق والتجاهل لذوى الفضل والمنة قال تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " سورة النساء وقال تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " سورة الإسراء ويقول النبى صل الله عليه وسلم " ثلاثة لايدخلون الجنة , العاق والديه , والديوث , والرجلة " والديوث هو الذى يعرف الفاحشة عن أهله ويسكت , والرجلة هى المرأة المترجلة التى تتشبه بالرجال " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (23)

بين العاق والبار :

من الدروس المستفادة فى  بر الوالدين فى حياة السلف الصالح , فقد ضربوا لنا المثل الأعلى والنموذج الفريد فى بر الوالدين ليتعلم منهم الخلف كيف تكون المعاملة فقد كان سيدنا الحسن بن على رضى الله تعالى عنهما من أبر الناس بوالدته , وكان لايأكل مع أمه فلما سألوه عن ذلك قائلين : إنك من أبر الناس بأمك , ولا تأكل معها فى إناء واحد فقال أخاف أن تسبق يدى يدها إلى ما سبق عيناها إليه , فأكون قد عققتها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العاق لاتقبل منه الأعمال :

من حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ثلاثة لايقبل الله منهم صرفا ولا عدلا : عاق ومنان ومكذب بالقدر " رواه ابن أبى عاصم فى كتاب السنة باسناد حسن قال ابن الأثير : الصرف التوبة , وقيل النافلة , والعدل الفدية وقيل الفريضة وعن ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ثلاثة لا ينفع معهن عمل : الشرك بالله , وعقوق الوالدين , والفرار من الزحف رواه الطبرانى فى الكبير وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " لا تقبل صلاة الساخط عليه أبواه غير الظالمين له " رواه أبو الحسن بن معروف فى كتاب فضائل بنى هاشم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم