تفسير آيات متنوعه من القرآن :

من هدى القرآن الكريم :

_ قال تعالى :" يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " سورة إبراهيم الآية 27 _ إن كل عبد إستقام أمره وسار على نهج القرآن والسنة المطهرة وأحسن فى أعماله فإن الله سبحانه يتولاه بفضله ويتغمده برحمته وذلك حيث إمتثل أوامر خالقه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات وسارع إلى عمل الصالحات ومن كان كذلك لاخوف عليهم ولاهم يحزنون , والله معهم ويثبتهم بإيمانهم بالقول الحق الراسخ والكلم الطيب الصادق وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وما جاء به من الدين الحق يثبتهم به فى الحياة الدنيا , حيث الإستقامة على الطاعة وترك المعاصى . وعند مماتهم بالخاتمة الحسنة وفى القبر عند سؤال الملكين وذلك بهديتهم إلى الجواب الصحيح فإذا سئله الملك من ربك قال فى قوة وثبات ويقين وإخلاص ربى الله والإسلام دينى ومحمد صل الله عليه وسلم :" رسول الله وخاتم النبين

" وأما من اتبع هواه وتمرغ فى أوحال المعاصى ولم يعبأ بهدى السماء واتبع كل شيطان مريد فيقال لهم ألا لعنة الله على الظالمين , ويضل الله الظالمين عن صوابهم فى الدنيا والآخرة , لتبجحهم وقلة حيائهم وقسوة قلوبهم , والله سبحانه عليم بأحوال عباده وماهم عليه ومايسيرون إليه وهو سبحانه بحكمته وعدله يفعل ما يشاء وذلك بتوفيق أهل الإيمان , وخذلان أهل الكفر والطغيان " قال تعالى :" فأين تذهبون إنه هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " سورة التكوير من الآية 26 _ 29 _وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل سورة الإخلاص:

_ قال : تعالى:" بسم الله الرحمن الرحيم "

قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد " سورة الإخلاص يستحب للمسلم أن يقرأ
هذه السورة أول النهار بعد صلاة الفجر ثلاث مرات وكذلك فى أول الليل
عند صلاة المغرب ثلاثا _ وكذلك عندما يأوى إلى فراشه ويضع جنبه للنوم
وكذلك عند أدعية الاستشفاء والتعوذ من الشر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

     من آيات الله :

_ قال تعالى :_ وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " سورة النمل الآية 20 _ إن للحيوانات والطيور لغة يتعاملون بها , وأصوات يتفاهمون من خلالها , وإشارات يدركون معناها , ولقد أخبر الله تعالى نبيه سليمان عليه السلام , بلغة الطير ولغة الحيوان , وهذه المعجزة خاصة بسيدنا سليمان عليه السلام , ولم يحصل على ذلك أحد غيره من البشر , ولقد كانت الطيور تصحب سيدنا سليمان عليه السلام من قصره فى بيت المقدس , وتظلله بأجنحتها وهو يسير , وكان الهدهد فى جند سليمان عليه السلام له وظيفته الخاصة به فقد كان يعمل باحثا عن الماء , وذات يوم سار سيدنا سليمان فى أرض صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء , وإذ به يسأل عن الهدهد الذى يقوم بالبحث له عن الماء فلم يجد الهدهد , فقد ذهب بغير إذن من قائده , وهدد سيدنا سليمان عليه السلام الهدهد بالسجن , أو بالعذاب الشديد ونتف ريشه  أو لأذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين " كما ذكر لنا القرآن الكريم قال تعالى حكاية عنه ـ والمعنى  أى لأعذبن هذا الهدهد على ما فعل تأديبا له أو لأذبحنه عقوبة على مافعل , أو ليأتينى ببرهان واضح يكون له به عذرا لغيبته " ...إلخ القصة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور آية :

_ قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " سورة الحجرات الآية 6 _ هذا هو النداء الثالث المتكرر فى هذه السورة التى تسمى بسورة الأدب وسورة الأخلاق , وفى الأية الكريمة دعوة للمؤمنين إلى كيف يتلقون الأخبار والأنباء التى ترد إليهم أو يقرءوها أو يسمعموها , وكيف يتصرفون فيها , ويقرر لهم القرآن ضرورة التثبت من مصدرها , حتى لا يتعجلوا الأمور بناء على خبر فاسق هو مظنة للشك , فتصيب قوما بظلم عن جهالة وتسرع , فتندم على ارتكابها ما يغضب الله تعالى حيث لاينفع الندم , ويجانب الحق والعدل فى اندفاع وتهور " قال قتادة ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : التثبت من الله والعجلة من الشيطان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن


الرجال ثلاثة:

_ رجل بنفسه , ورجل بلسانه , ورجل بماله " وفى القرآن الكريم :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب الآية 23 _ أى من المؤمنين رجال وفوا عهودهم مع ربهم , وصبروا على مانزل بهم من شدائد ونكبات" وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله " الآية واستشهد فى سبيل الله من استشهد , و منهم من ينتظر لينال إحدى الحسنين , النصر أو الشهادة , وما غيروا وبدلوا ولا نكثوا عهد ربهم , كما فعل أهل النفاق الذين فى قلوبهم مرض , بنقضهم وتبديلهم وعدم وفائهم بعهد الله وما أمرهم به " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور آية :

_ قال تعالى : يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجدود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " يقول الإمام ابن كثير رحمة الله تعالى عند تفسير هذه الآية 42_ 43 _ من سورة القلم _ يعنى يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والإمتحان والأمور العظام وروى البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سمعت النبى صل الله عليه وسلم يقول " يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة , ويبقى من كان يسجد فى الدنيا رياء وسمعة , فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا "} روي عن ابن عباس، وطائفة ، أن المراد به: الشدة ، أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة ، وذلك كما فى الصحيحين خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة _ أى فى الدار الآخرة وذلك بسبب إجرامهم وتكبرهم فى الدنيا فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه , ولما دعو إلى السجود فى الدنيا فامتنعوا منه مع صحتهم , وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه فى الآخرة , إذا تجلى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون , ولا يستطيع أحد من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد بل يعود ظهر أحدهم طبقا واحدا , كلما أراد أحدهم أن يسجد خر لقفاه عكس السجود كما كانوا فى الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

_ قال تعالى : فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال بعيد " سورة الزمر آية 22_ إن الإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن من أفضل الأعمال التى يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى فمن داوم على طاعة الله وامتثل أمره واجتنب نواهيه كان من الذاكرين حقا لله تعالى : قال تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد ومن يعرض عن ذكر ربه فهو من التعساء البؤساء الأشقياء وفى ذلك قوله تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " سورة الزخرف آية 36_ وقال تعالى " ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " سورة طه آية 124_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم:

_ قال تعالى :" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين "سورة الزمر آية 22_ إن السعادة الحقيقية تكون فى إنشراح الصدر وسلامة القلب من الأمرض والأخلاق المذمومة وطهارة النفس من الذنوب الآثام وفى مقام إنشراح الصدر واتساعه وقبوله للخير آيات كثيرة منها كذلك قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام " قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى " سورة طه الآية 25_ وقال ممتنا على رسوله محمد صل الله عليه وسلم " ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك " سورة الشرح آية 1_ وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام " سورة الأنعام آية 125

_ إن شرح الصدر بالهداية من علامات حب الله للعبد ومن صفات أهل السعادة ولهذا قال فى الآية التى معنا من سورة الزمر " أفمن شرح الله صدره للإسلام " والمعنى : أن من شرح الله له صدره ووسعه له فيكون بذلك قد أعده وهياءه لقبول الحق والإنقياد لتعاليم الإسلام والتمسك بشرائع الإيمان ومن كان كذلك فقد تحققت له السعادة بشقيها السعادة فى الدنيا بأنه على نور وبصيرة من أمر دينه من ربه ويكون له فى الآخرة النعيم والثواب بمغفرة من الله ورضوان , فهل يستوى هذا مع من قست قلوبهم وهلكوا بالإعراض عن منهج الله الذى فيه يذكر , ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله أولئك فى ضلال بين وواضح عن اتباع الحق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

_ قال تعالى :" ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة وأضل سبيلا " سورة الإسراء الآية 72_ لايستوى عند الله تبارك وتعالى فى الآخرة الأعمى الذى لم يتبع الحق من بعد ما تبين له الهدى , والبصير الذى أصابه نور الله تعالى فاهتدى وسلك الطريق المستقيم قال تعالى :" أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون " سورة القلم , فلا يستوى ظلمات الكفر ونور الإيمان , ولايستوى أحياء القلوب بالإيمان , وأموات القلوب بالكفر , ومن كان فى هذه الدنيا أعمى عن آيات الله ودلائل قدرته فى الخلق والكون وما أنزله فى القرآن الكريم فلم يؤمن بما جاء به الرسول صل الله عليه وسلم فهو كذلك يوم القيامة أعمى عن سلوك طريق الجنة , كما ضل فى الدنيا عن طريق الهداية والرشاد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا فى التفسير :

روى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :
فى تفسير قوله تعالى :" وتكاثر فى الأموال
والأولاد " يجمع المال من سخط الله , ويتباهى
به على أولياء الله , ويصرفه فى مساخط الله
فهو ظلمات بعضها فوق بعض "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور آية :

_ قال تعالى : ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا , ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا " الآية 123_ 124_ ويقول الله تعالى فى حديث قدسى " ما أقل حياء من يطمع فى جنتى بغير عمل كيف أجود برحمتى على من بخل بطاعتى " ويقول أيضا : يا ابن آدم أخذك الشيطان منى لا لضعفى ولكن لعجزك أنت " إن فضل الله تعالى ورحمته لاينال بالأمانى الكاذبة التى يتمنها كل فريق من هؤلاء الناس ممن ذكرتهم الآية الكريمة سواء من المسلمين , أو من أهل الكتاب من اليهود والنصارى , وإنما ينال تعالى فضله ورحمته وجنته بالإيمان الصادق بالله تعالى , والعمل الصالح الطيب النافع , من غير غرور ولا من فقد قيل " اعمل ولا تغتر "

وقد قال الحسن البصرى رحمه الله " وإن قوما غرتهم الأمانى وخرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا نحسن الظن ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل " والله سبحانه وتعالى هو الذى يجزى عباده على ما قدموا من أعمال إن خيرا فخير , وإن شرا فشر , ولن يجد العبد له سوى الله تعالى وليا يتولى أمره وشانه , ولا نصير ينصره , ولا منقذ له من سوء العذاب بما قدمت يداه يوم القيامة , والله سبحانه لا يظلم أحدا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ير ومن يعمل مثقال ذرة شرا ير , وأما من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن بالله العظيم وبما جاء به من الحق , على لسان رسوله صل الله عليه وسلم , فأولئك يدخلون الجنة دار النعيم المقيم الذى لايحول ولا يزول , ولا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا , ولو كان الخير أو الشر مثل القشرة التى تكون فوق النواة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

_ قال تعالى :" ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لايرجون لقاءنا فى طغينهم يعمهون " سورة يونس الآية 11_ يقول : الإمام بن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية الكريمة الله تبارك وتعالى فى هذه الآية يخبر عن حلمه ولطفه بعبادة أنه لايستجيب لهم , إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم فى حال ضجرهم وغضبهم , وأنه سبحانه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك فلهذا لايستجيب لهم , والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء ولهذا قال تعالى :" ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم " الآية والمعنى أنه سبحانه لو استجاب لهم كلما دعوه به فى ذلك لأهلكهم : ولكن لاينبغى الإكثار من ذلك كما جاء فى الحديث عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لاتدعوا على أنفسكم , لاتدعوا على أولادكم , لاتدعوا على أموالكم , لاتوافقوا من الله ساعة فيها اجابة فيستجيب لكم " رواه أبو داود ويقول مجاهد امام التابعين رحمه الله فى هذه الآية " ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير " الآية هو قول الإنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه : اللهم لا تبارك فيه والعنه , فلو يعجل لهم الإستجابة فى ذلك كما يستجيب لهم فى الخير لأهلكهم " والله أعلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

_ قال تعالى :" ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " سورة البقرة الآية 1 _ 5 , " ألم " الحروف المقطعة فى أوائل السور , أكثر العلماء على أن الله تعالى هو أعلم بمرادها , وفيها دليل قاطع على اعجاز القرآن , وأنه منزل من عند الله تعالى بواسطة أمين السماء جبريل على قلب الهادى البشير محمد صل الله عليه وسلم , ثم يشير الله تبارك وتعالى ليلفت أنظار الضالين والمكذبين فى كل عصر ومكان إلى خصوصية من خصوصيات القرآن بأنه عظيم فى لفظه ومعناه , فهو من لدن حكيم عليم , فلا شك فيه ولا تردد فهو معجز لفظا ومعنى , ومن ثم لا ينتفع به إلا المصدقين وهم المتقون الذين يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يأمرون , فقد أمنوا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وكل ما لايعرف إلا بالوحى وغير ذلك مما أخبر الله تعالى به رسوله صل الله عليه وسلم _

وهم لصلاتهم حافظون يؤدونها فى أوقاتها أداء صحيحا كاملة غير منقوصة وفق ما شرع الله تعالى لنبيه محمد صل الله عليه وسلم _ حيث قال لهم فى الحديث الصحيح " صلوا كما رأيتمونى أصلى " ومما وهبهم الله تعالى من ماله الذى آتاهم هم ينفقون ويحرصون على صدقات أموالهم الواجبة والمستحبة , ومن تصديقهم وإيمانهم الحق أنهم يؤمنون بما أنزل على رسوله محمد صل الله عليه وسلم من آيات الله والحكمة وهى سنته الواضحة والموضحة لبيان معانى التشريع الإسلامى فى القرآن والسنة وكذلك لايفرقون فى الإيمان فهم يؤمنون كذلك بما أنزل من قبلك على الرسل من كتب كا لتوراة والإنجيل وغيرهما , وكذلك يصدقون بالحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء , والإيمان الصحيح باليوم الآخر من أهم البواعث على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ومحاسبة النفس , ومن كانت هذه حاله من التوفيق للطاعة على نور من ربهم من تقوى وهدى , إنهم هم الفاائزون الذين أدركوا هدفهم وحققوا غايتهم وما طلبوا , وبذلك نجوا أنفسهم من شر خافوا منه وهربوا " ففروا إلى الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية :

_ قال الله تعالى :" حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليه وإنى من المسلمين " سورة الأحقاف الآية 15 _ الآية توضح أن العبد الموفق الملحوظ برعاية الله تعالى عندما يبلغ سن الأربعين يدعوا ربه قائلا : ربى ألهمنى أن أشكر نعمتك التى أنعمتها على وعلى والدى , واجعلنى أعمل صالحا ترضاه , وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك من ذنوبى , وإنى من الخاضعين لأوامرك ونواهيك ,والمستسلمين لطاعتك , والمنقادين لحكمك " ويقول وهب ابن المنبه رحمه الله تعالى : قرأت فى بعض الكتب أن مناديا ينادى من السماء الرابعة كل صباح , أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده , أبناء الخمسين ماذا قدمتم ؟ وماذا أخرتم ؟ أبناء الستين لا عذر لكم , ليت الخلق لم يخلقوا , وإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا قد أتتكم الساعة خذو حذركم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

_ قال تعالى :" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " سورة الإسراء وفى الآية الكريمة دعوة للمحافظة على الصلوات فى أوقاتها , لدلوك الشمس " أى ميلانها إلى الأفق الغربى بعد الزوال , ويدخل ذلك فى صلاة الظهر وصلاة العصر , إلى غسق الليل " أى ظلمته , ويدخل فى ذلك صلاة المغرب والعشاء , وقرآن الفجر " أى صلاة الفجر وسميت بذلك قرآنا لمشروعية إطالة القراءة فيها عن غيرها من الصلوات , إن قرآن الفجر كان مشهودا " أى تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار كما فى الصحيحين عنه صل الله عليه وسلم :" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار , ويجتمعون فى صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم , فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم , كيف تركتم عبادى فيقولون تركناهم وهم يصلون , وأتيناهم وهم يصلون " وذلك من فضل الله ورحمته بعباده , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

_ قال تعالى :" وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فرداً وأنت ير الوارثين فا ستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسرعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " الآيات 89_ 90_ وفى الآية الكريمة اخبار وتسلية من الله تعالى لعبده وحبيبه ومصطفاه محمد صل الله عليه وسلم بما كان عليه حال الأنياء قبله ومواقفهم مع الله تعالى فى طلب الخير مع اليقين فى الدعاء باستجابة الله تعالى , والله تعالى يحكى موقف نبى الله زكريا عليه السلام , حين طلب من ربه عز وجل أن يرزقه الذرية الصالحة التى تحمل من بعده هم هذا الدين ,

, فقد كبرت سنه قائلا : رب لا تتركنى وحيدا لا عقب لى يكون فيه الذكر لى من بعدى ويكون وارثا لى فى أمر هذا الدين ويدعوا الناس إليه بعدى , وأنت سبحانك الباقى الدائم بغير زوال ولا تغيير , وأنت سبحانك قد خلقتنى بخير وفى خير , ومن أجل هذا الخشوع والخضوع المتمثل به نبى الله زكريا عليه السلام فى الدعاء وهبه الله تعالى على كبر سنه ابنه يحيى حيث فى هذه السن المتأخرة من العمرالتى يفقد العبد فيها أسباب الإنجاب رجلا كان أو امرأة , ولهذا قال تعالى :" وأصلحنا له زوجه " أى وجعلنا زوجته صالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرا لا تلد , ولكن لايتعاظم على الله شئ , إذا دعا العبد ربه ومولاه مخبتا مخلصا راغبا فيما عنده , وقدم بين يدى دعاءه العمل الصالح ولهذا قال تعالى :" انهم كانوا يسرعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " أى راغبين فيما عندنا , وخائفين من عقوبتنا وكانوا مع ذلك كله خاضعين متواضعين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية من القرآن الكريم :

_ قال تعالى :" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعى قال رب لم حشرتنى أعمى وقدد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى " سورة طه آيه 123_ عندما ينصرف الإنسان عن نداء الفطرة , ولا يستجيب لنداء الله تعالى , ولا يستمع لهدى الرسل الذين جاؤا من عند الله الحق , هو يكون بذلك قد اختار لنفسه حياة السفه والضياع , وضنك وقلق المعاش والميعاد وكوارث تحل به فى الدنيا قبل الآخرة , وهذا إنما جاء له بسبب كسبه وسعيه وعمل يده , فشقاؤه من داخل نفسه كما تكون كذلك سعادته من كسبه وسعيه <

قال تعالى :" ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها فأولئك كان سعبهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا " سورة الإسراء الآية 20_ والآية تبين لنا أن من أقبل على فعل الطاعات والتزم عمل الصالحات , بغية ثواب الله تعالى فى الآخرة الباقية وهو مؤمن بالله تعالى أن ثوابه وجزؤه عظيما عند الله تعالى , وهو من المقبولين عند ربهم , ثم يبين تعالى أنه سبحانه هو صاحب العطاء لكلا الفريقين سواء مؤمنا كان أو كافرا , فالله تعالى يرزق المؤمن والكافر فى الدنيا تفضلا منه , وما كان عطاء ربك ممنوعا عن أحد من خلقه طائعا كان أو عاصيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن الكريم :

_ قال سبحانه وتعالى :" الذين يقولون ربنا إننا أمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار , الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار " سورة آل عمران آيه 16 _ 17_ فى هذه الآيات توضيح من الله تعالى , أن الإنسان عندما يؤمن بربه سبحانه ويتمثل هذا الإيمان التصديق بكل ما أخبر على لسان عبده ومصطفاه صل الله عليه وسلم _ ويترسم منهج هدايته ويستقيم على طريقه فقد فاز فوزا عظيما , حيث منحه الله لقب التقوى التى هى أساس كل خير وبر , وبذلك صار أهلا لمغفرة الذنوب , والنجاة من النار , وقد صبر على الطاعات , وابتعد عن المعاصى والذنوب , وثبت عند الشدائد والنكبات وما يصيبه من أقدار الله تعالى المؤلمة ,

, وقد صدق الله  فى أقواله وأفعاله , وبالطاعة التامة إمتثل , وبالصدقة سرا وعلانية أنفق , وواظب على الإستغفار والقيام بالصلاة والدعاء عند آخر الليل حيث يستجيب الله لمن دعاه , ويغفر لمن إستغفره , ويرزق من استرزقه ويعطى كل سائل حاجته " ومن ذلك حديث أبى هريرة رضى الله عنه _ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : يتنزل ربنا تبارك وتعالى , كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر , فيقول سبحانه وتعالى :" من يدعونى فأستجيب له ؟ من يسألنى فأعطه " رواه الإمام مالك فى الموطأ والبخارى ومسلم فى صحيحيهما " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم