| الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء يناير 15, 2014 9:48 pm | |
| الدال على الخير والدال على الشر :
عن بن عمر وجرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة " رواه مسلم وسن عملا صالحا أو دعا الناس الى خير فاقتدوا بما عمل واهتدوا بما نصحهم به أعطاه الله على ما عمل من خير أجرا بعدد عمله وعمل من تبعوه فيه الى يوم القيامة دون أن ينقص ذلك من أجرهم شيئا وقد جاء فى سيرة رسول الله صل الله عليه وسلم أن ناسا من الأعراب جاءوا الى الرسول صل الله عليه وسلم فرأى سوء حالهم وحاجتهم الى العون فحث الناس على الصدقة فأبطئوا فى الإحسان وظهر الحزن فى وجه رسول الله صل الله عليه وسلم ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من فضة وقدمها للنبي صل اله عليه وسلم ثم تبعه عدد من الصحابة مقتدين به فظهر السرور فى وجه رسول الله صل الله عليه وسلم وقال : " من سن فى الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شئ " ومن السنن الحسنة أن يقيم بناء مستشفى فى حيه يعالج فيه المرضى فيقتدي به غيره ومثله من فتح للناس بابا للعمل والخير من إقامة مصنع ليعمل فيه العاملون أو مدرسة يتعلم فيها الجاهلون أو مسجد يصلى فيه العابدون أما من ابتدعوا عملا لا يرضاه الإسلام كإقامة الموالد للأولياء والإسراف فى المأتم والتوسل بالأضرحة فهم آثمون بفعلهم ويضاعف إثمهم بعد من يتبع ما سنوه من بدعة الى يوم القيامة إن الدعاة إلى الخير ورثة الأنبياء ودعاة الشر أعوان الشياطين والمسلم يقتدي بالأنبياء والصالحين ولا يرضى لنفسه أن يكون من المفسدين أعوان الشياطين
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الثلاثاء يناير 26, 2016 5:47 pm عدل 4 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء يناير 15, 2014 9:49 pm | |
| الإسلام إيمان واستقامة :
عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله تعالى عنه _ قال : قلت يا رسول الله قل فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال : قل آمنت بالله ثم أستقم رواه أحمد فى مسنده
كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يحرصون على فعل الخير ويسألون رسول الله صل الله عليه وسلم عن مهام الأمور وجوهر الدين ومن هؤلاء الصحابة سفيان رضي الله عنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرفه الإسلام تعريفا تاما فلا يحتاج بعد ذلك الى أن يسأل فيه أحدا غير النبي صل الله عليه وسلم ـ فأجابه النبي صل الله عليه وسلم لفصاحته بكلمات قليلة حوت الدين كله قال له :" قل آمنت بالله ثم استقم " وذلك لأنه إذا آمن بالله فإنه يؤمن برسوله الذي أرسله وبالقرآن الذي أنزله وبما حوي القرآن من دين يدعوا الى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجزاء وإذا صدق المسلم فى إيمانه واستقام على الطريق الذي بينه الدين فعبد ربه كما أمر وفعل الصالحات وترك السيئات فقد كمل إسلامه واستحق الجزاء الكريم الذي وعد الله تعالى عباده المستقيمين فى قوله تعالى : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " سورة فصلت وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الثلاثاء يناير 26, 2016 5:49 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : السبت مايو 17, 2014 4:53 pm | |
| مخاطر الإنحراف والعلاج :
حين لايرضى العبد بما قسمه الله له من حال معيشته , تتراكم على نفسه وعقله الآمال العريضة والآمانى البعيدة , ويتقلب قلبه ويُشرب هواه بالماديات وشرة الطمع وسُعار الشهوات , ويقدح الشيطان فى نفسه , الغيرة المريبة والشهوة الزائفة , والتطلع إلى ما فى أيدى الآخرين ,ويهفوا الشخص إلى حياة فارهة , و يتمنى عيشة مترفة غير حاسب لله حسابا ولا مبال من أين؟ وكيف من حلال أو من حرام " ولقد كان النبى صل الله عليه وسلم يدعوا ربه " اللهم اكفنى بحلاك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وأغننى بفضلك عمن سواك " و يقول النبى صل الله عليه وسلم " إنظروا إلى من هو أسفل منكم , ولا تنظروا إلى من فوقكم حتى لا تزدروا نعمة الله " وهنا يكون الإختبار ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يدعوا " اللهم إنى أعود بك من درك الشقاء , وسوء القضاء , وشماتة الأعداء " فهل ينساق الإنسان وراء نزواته , ويلهث خلف شيطانه , أم يحفظ على نفسه نار الرغبة ويكبح جماحها قبل إنفلاتها , ويرضى بالمقسوم ويتحرى الحلال , ويبتعد عن الحرام حسبة لله وأملا فى رضاه , وأن يعوضه خيرا منه قال صل الله عليه وسلم " إنك لن تدع شيئا إتقاء الله إلا آتاك الله خيرا منه " رواه الإمام أحمد فإن رجع إلى ربه نجا من ذنبه , ومن شهوات الدنيا ومصيدها , ومن دسائس الشيطان ووساوسه , وأما إذا ألغى عقله وضعفت إرادته , وسعى وراء غيه وضلاله , وتنكر لمبادئ دينه وربه , فإنه سيصبح حينها لقمة سائغة لهوى نفسه والشيطان اللعين , ويتحول إلى عبد للشهوات والماديات التى تغرقه فى بحر سحيق عفن اسمه الجشع , ولا يخرج من ذلك إلا واهى العقيدة ضال الفكر , عدوا لله , وأخا للجريمة مغضوبا عليه من الله منبوذا من المجتمع وتلك نهاية المنحرفين الضالين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الثلاثاء يناير 26, 2016 5:51 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 5:11 pm | |
| الانحراف بعد الإيمان : قال تعالى :" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين , ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " سورة الأعراف الآية 175- 176. هذه الآيات تدور قصّتها حول رجل انسلخ من إيمانه كما ينسلخ الثعبان من جلده هو "بلعام بن باعوراء". هذا الرّجل الّذي تذكرلنا كتب السّير والتاريخ أنّه عاصر نبيّ الله موسى عليه السلام ـ وكان من أقرب النّاس إليه ، وممن يُعتمد عليهم في تبليغ رسالة الله . وقد بلغ هذا الرّجل من العلم أن صار من أبرز علماء بني إسرائيل ، حتّى إنّه كان إذا دعا يستجيب الله دعاءه. ويقال إنّه كان لديه العلم بالاسم الأعظم الّذي إذا دُعي به الله يُستجاب الدّعاء. ويُقال الكثير عن المرتبة الّتي وصل إليها والموقع الّذي وصل إليه.فماذا حلّ به حتّى أورد الله قصّته في القرآن الكريم لنتفكّر فيها؟ باختصار، دعاه فرعون، وأغراه بالمال والموقع، فترك كلّ تاريخه، وتنكّر لإيمانه، وصار بعدها من أعداء موسى عليه السلام، وأعداء رسالته، وممن يبرّرون لفرعون ظلمه وجبروته.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 5:26 pm | |
| إنّه مثلٌ في غاية الوضوح لرجل انحدر من قمّة التديّن والإيمان إلى النقيض والحضيض , وهنا نطرح سؤلاً هل يمكن للإيمان أن يذبل ويذوي ويفسد فجأة ، وفي لحظةٍ من اللّحظات ومن دون إنذار؟ والجواب هو أن الانحراف إنما يأتي نتيجة التفريط والتقصير في حق الله , فعندما يقطع العبد صلته بربه ، هنا يبدأ الانحراف والزيغ . وفى ذلك حكاية حكيم مرّ ذات يوم بأعرابي يندب حظّه ، لأنّ الحبل الذي يسحب به الماء من البئر، ولمدّة عشرين عاماً قد انقطع للتوّ، فقال له الحكيم: هذا الحبل لم ينقطع الآن، بل بدأ بالانقطاع منذ عشرين سنة. لهذا، فانّ الحبل بيننا وبين الله لا ينقطع فجأة ، بل نتيجة عدم خضوعه لصيانة دائمة ، تبدأ خيوطه بالتفتّت تدريجيّاً ، لتصل إلى لحظة لا رجعة فيها.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 5:44 pm | |
| أسباب الانحراف:
ما يؤدّي إلى الانحراف لدى الإنسان ، هو آفة مرضية تدخل إلى نفسه ، ولكنَّه يخفيها وراء مئة قناع وقناع. فالإنسان الّذي يهمل نفسه، فلا يزكّيها ولا يطهرها أو يعالجها، مما يجعل هذه الآفة تكبر في داخله، وتتضخَّم إلى أن تصبح وحشاً وغولاً يستوطنه: ومن ذلك حبّ الدّنيا، حب الظهور، الموقع والسّلطة، المال... وكل هذا من الآفات التى تقتل وتبحث عن فرصة لتطلّ برأسها. ويكمل الإنسان لعبته ، يضع عينه على موقع أو صلاحيات أو امتيازات أو ثروة أو أرصدة ، فتجده يزحف تدريجيّاً ، يتبع هواه ، ويرتدي الأقنعة الّتي تظهره حريصاً عفيف النّفس ومستغنياً. هذا الإنسان تتحكَّم نفسه به إلى درجة أنّه لا يرى غير مصلحته ومنفعته ، وعندما تأتي الفرصة ، يتلبَّسه الإغراء ، ويتخلَّى عن كلّ شيء ؛ يشطب تاريخه ومبادئه يبيع دينه بعرض زائل من أعراض الدنيا الفانية ، وينقلب تماماً كبلعام بن باعوراء ، | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 5:44 pm | |
| الّذي انقلب من مساعد لنبيّ الله موسى عليه السلام ، إلى مساعد لفرعون. ونظنّ أنَّ الأمر حصل فجأةً: فلان فجأةً سرق، فجأةً صار مدمناً، أو أصبح عميلا ً، أو فجأةً انحرف، فجأةً أصبح من الحاقدين أو المعادين... إلخ. لا، هذا خلاف المنطق ، ولا سيَّما إذا فهمنا أمراً، وهو أنّ أكثر من يشتغل بمنطق الاستراتيجيات ، أي التّفكير في سياسة الخطوة خطوة ، هي النَّفس الأمَّارة بالسّوء ، فهي تعمل بكلّ كتمان ، ولا يلحظ أحد عليها شيئاً ، إلا صاحبها، الّذي يشهد عليها كما قال تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا " سورة الأعراف وقال تعالى:" بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " سورة القيامة الآية 14- 15. | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:01 pm | |
| الوقاية في الاستقامة:
من أجل هذا، فإنَّ العمل مع النَّفس ينبغي أن يكون وقائيّاً ومستمرّاً، وأن يكون عملاً يوميّاً وفي كلّ ساعة ، بحيث يسلِّط الإنسان كاميرا من ضميره لمراقبة نوازعه وأهوائه ، ثم يعرض كلّ ذلك على قلبه: "استفتِ قلبك ولو أفتاك المفتون". لهذا، فإنّ الوقاية مطلوبة ، كذلك الفحص الدَّائم والتنقيب المستمر للنفس مطلوب ، وهذا ما تترجمه الاستقامة: " الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا "، فأوّلاً يأتي القول والإقرار المتمثل في إعلان الإيمان ، وبعدها تأتي الاستقامة. ومشكلتنا، ونتيجة التَّربية والأفكار السَّائدة وما درجنا عليه ، هو أنَّنا عادةً ما نكتفي بالإقرار بأن : "ربّنا الله"، ونمارس الشعائر العبادية ، ونلتزم بشكل معيَّن ، بحيث نتواجد في هذا المكان أو ذاك ، أوننتمي إلى هذه الجماعة أو تلك ، ونطلق اللحية ، أو نلبس حجاباً... وهذا كلّه له علاقة بالشَّكل , أمَّا الأصل والمضمون والجوهر، فمرهون بالاستقامة في الحياة ؛ الاستقامة الّتي تعني استحضار الله عند كلّ عمل نقوم به و نؤدِّيه "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم ، فإنَّما هو شيء اعتادوه ، فإن تركوه استوحشوا، ولكن لننظر إلى حسن الخلق المتمثل في صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد ..
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:18 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:03 pm | |
| والاستقامة تعني اعتدال السّير في الخطّ المستقيم الّذي رسمه الله للحياة؛ خطّ العدل والإنصاف والنزاهة، أن نثبت عليه ولا نتنازل عنه لأيّ اعتبار.ومن هنا نفهم ، لماذا طلب الله عزَّ وجلَّ منَّا أن ندعوه في كلّ صلاة: "اهدنا الصِّراط المستقيم"، مع أنَّ المفروض أنَّنا اهتدينا ، ولهذا نحن نقف في الصَّلاة بين يدي الله ونلبِّي أمره ، فالله يريدنا عند كلّ صلاة وقراءة الفاتحة ، أن ندقّق جيّداً في مسارنا ، وفي أيّ طريق نسلك ، وإلى أين نتَّجه ، حتَّى لا نكون من المغضوب عليهم ولا نكون من الضّالّين.إنّ الطّريق محفوفة بالمخاطر، وهناك من هو جاهز ليسحبك خلال سيرك إلى هذه الجهة أو تلك، ويقنعك بأنَّك على الصِّراط المستقيم... | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:04 pm | |
| ومن هنا، قد نجد في الواقع متديّناً يعرف قيم الإيمان ، وقد يدرسه ، ولكنّه يفتن أو يكذب أو يخون أو يرتشي، وحتّى قد يقتل ويستبيح الدّماء... وهو في كلّ ذلك، يعطي أعماله غطاءً دينيّاً.إنّ الأمر ليس بالسّهل أبداً، ومعاناة من اختار الاستقامة شديدة، لهذا تكمل الآية كتطمين ومكافأة من ربِّ العالمين: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " وقال تعالى :" وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا." فالاستقامة هي القيمة الّتي دعا الله إليها من استخلفهم في الأرض ، ولم يستثنِ حتَّى الأنبياء والرّسل ، لذا قال الله لرسوله في سورة هود قوله تعالى :" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك " | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:05 pm | |
| " وهنا نشير إلى أنَّ رسول الله عندما نزلت هذه الآية قال: "شمروا.. شمروا"، وما رؤي بعد ذلك ضاحكاً ، وكثيراً ما كان يقول: "شيّبتني هود وأخواتها". وأمر الاستقامة هو ما توجَّه به الله عزّ وجلّ إلى نبيّه موسى وهارون، إذ قال لهما كما في قوله :" قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لايعلمون " وبهذا التوجّه ، أجاب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أحد أصحابه ، عندما قال له: «يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك"، فقال له صل الله عليه وسلم ـ": "قل آمنت بالله ، ثم استقم". وحتى نؤكّد الاستقامة في حياتنا؛ والاستقامة لعقولنا ، فلا تقبل الأفكار الملتوية والمتخلّفة والخرافيَّة.. الاستقامة لقلوبنا ، فلا تنبض إلا بالمحبّة.. الاستقامة لألسنتنا ، فلا تنطق إلا بالحسنى.. الاستقامة لجوارحنا ، لتعمر الأرض ولا تفسدها.. الاستقامة لنيَّاتنا ، فتصفو ولا تُسرّ غير ما تُعلن.. أن تستقيم رغباتنا ، فلا تطلب إلا ما أحلّه الله.. أن يستقيم ديننا، فلا نتّبع السّبل فَتَفَرَّق بنا عن سبيله فنكون من الخاسرين . | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:20 pm | |
| .ولقد قدّم القرآن الكريم نموذج "بلعم بن باعوراء"، الّذي انقلب من صِفّة الإيمان إلى صِفّة الكفر، وفي مقابله ، وفي المرحلة نفسها ، قدّم لنا نموذجاً رائداً لتلك المرأة المؤمنة الصالحة زوج فرعون ، الّتي قالت: "الله ربي"، ثم استقامت ، وكلّفتها الاستقامة أن تستغني عن لذّات الدّنيا وشهواتها وزخارفها ، وتحمّلت نتيجة ذلك التّعذيب ، وحتّى الصّلب ، واكتفت بأن توجّهت إلى ربها قائلة : " رب ابن لي عندك بيتا فى الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " سورة التحريم .العمل العمل ، ثمّ النّهاية النّهاية ، والاستقامة الاستقامة ، بها ناشد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أصحابه.. فالبداية عند كلّ من أعلن إيمانه معروفة ، والنّهاية الّتي يرجوها معروفة ، والمهمّ الخطّ الواصل بينهما ، أي الطّريق الّذي نسلكه. فكيف السبيل إلى الثبات والاستقامة , بعد الإتيان بالعمل الصالح ؟ والجواب يتمثل ذلك فى الدعاء :"اللّهمّ ثبتنا على دينك ما أحييتنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب. ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:45 pm | |
| التقوى وصية الله للأولين والآخرين:
قال تعالى :" ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " سورة النساء فالتقوى هي وصية للأولين والآخرين , وهى خير الزاد ومن التقوى أن نأخذ بهذه الموعظة حيث يُذكر أنَّ رجلاً اسمه بهلول ، كان الناس يعتبرونه من المجانين، ولكنّه كان أعقل العقلاء، رأى هارون الرّشيد ذات يوم في الطّريق، فناداه بأعلى صوته، ومن دون أيّ لقب: يا هارون. فسأل الرّشيد: من هذا؟ فقيل له: بهلول. فقال له: "ألا تعرف من أنا؟". قال: بلى، أعرفك، أنت الَّذي لو ظُلم أحدٌ في المشرق وأنت في المغرب، سألك الله عنه يوم القيامة. اهتزَّ هارون الرّشيد لكلام بهلول وبكى، ثم قال له: ألك حاجة؟ فأجابه: نعم، أن تغفر لي ذنوبي، وتدخلني الجنّة. فقال هارون الرّشيد: هذا ليس بيدي، ولكن نأمر لك برزق يأتي إليك إلى أن تموت. فقال له بهلول ساخراً: أنا وأنت عبدان لله، فهل يمكن لله سبحانه أن يذكرك أنت وينساني أنا؟ ثم تركه وانصرف. إنه لا يمكننا ولو للحظة واحدة ، أن نتصوّر أنَّ الله قد ينسانا، فهو لم يتركنا في دائرة النسيان عندما كنا في بطون أمّهاتنا ، وعندما خرجنا إلى الحياة ، وهو معنا أينما كنا، وبذكره نشعر بالاطمئنان والأمان والأمل ، ونواجه كلّ الصّعوبات.
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:45 pm | |
| وقد جاء في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وقال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون سورة الأنعام الآية 153 ـ ومن هنا تتضح لنا العلاقة بين الاستقامة والتقوى كما بينت الآية الكريمة، فمن كان مستقيما يوشك أن يكون تقيا وعساه أن يكون كذلك إن واظب على الاستقامة، وما أجمل أن يكون الإنسان حريصاً على ذلك طوال حياته، فالثبات على دين الله دليل على سلامة المنهج ، والثبات وهو طريق لتحقيق الأهداف العظيمة والغايات النبيلة يعني الاستقامة على الهدى ، والتمسك بالتقي ، وقسر النفس على سلوك طريق الحق والخير، والبعد عن الذنوب والمعاصي وصوارف الهوى والشيطان، | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:48 pm | |
| ويقول النبي صل الله عليه وسلم عند بيان ثوابت الاستقامة ": تركت فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابُ الله وسنتي " . ويندرجُ تحتَ هذا الأصلِ الاقتداءُ بسلفِ الأُمةِ الصالحين .مَا أَجْمَلَ الطَّاعَةَ إِذَا أُتْبِعَتْ بِطَاعَةٍ ، وَمَا أَعْظَمَ الْحَسَنَةَ وَهِيَ تَنْضَمَّ إِلَى الْحَسَنَةِ ، لِتَكُونَ مِنَ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تَرْفَعُ الْعَبْدَ إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَتُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَةِ الله وَفَضْلِهِ ، وَمَا أَتْعَسَ الْمَرْءَ وَأَقَلَّ حَظَّهُ مِنَ الإِسْلامِ إن هدم مَا بَنَى وأفسد مَا أَصْلَحَ، وارتد إِلَى حَمْأَةِ الْمَعْصِيَةِ وَظُلْمَةِ الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ ذَاقَ لَذَّةَ الإِيمَانِ وَحَلَاوَةَ الطَّاعَةِ، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ . رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ .وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَلَوْ كَانَتْ قَلِيلَةً وقد سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَخْتَصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئاً؟ قَالَتْ: لا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: " أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى الله تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنَّ قَلَّ "وإذا كانت القلوبُ أوعية الهداية ، أو هي السبب في الغوايةِ ، فهي بينَ إصبعينِ من أصابعِ الرحمن يُقلبُها كيف شاءَ ، وثبت في الحديثِ الصحيحِ أنَّ أكثرَ دعائهِ صلى الله عليه وسلم-: يا مقلبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك .
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:01 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:52 pm | |
| حلاوة الإيمان :
إن الإيمان له قوته الإيجابية التي تعمل على تنمية المشاعر وتنقيتها ، وإن القوة الإيمانية تترك بصماتها على الفرد والجماعة ، وعلى سائر اتجاهات السلوك الإنساني، ومتى صحّ الإيمان ورسخت حلاوته في قلب المؤمن رزقه الله الثبات في الأمر، وكلما كان قويّاً في إيمانه، صلباً في دينه، صادقاً مع ربه ، ازداد ثباته ، وقويت عزيمته، قال الله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب: 23 ـ. إن القرآن الكريم أعظم مصدر للتثبيت؛ لأنه يزرع الإيمان ويقوي الصلة بالله ، وهو العاصم من الفتن وكيد الشيطان وغوايته، كما أنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع على ضوئها أن يُقوِّم الأوضاع التي من حوله تقييماً صحيحاً، واليقين هو جوهر الإيمان، ومما لا شك فيه أن اليقين والرضا والتسليم لقضاء الله وقدره من أقوى الدعائم والعوامل المعينة على الثبات .
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:56 pm | |
| جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين ، قال تعالى : " يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والآخرة ويُضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " سورة إبراهيم: الآية 27 ـ ومن عوامل الثبات على الدين: التربية الإيمانية الواعية القائمة على الدليل الصحيح، والإحاطة بالواقع علماً، وبالأحداث فهماً وتقويماً، وهذه التربية ينبغي أن تكون متدرجة تسير بالمسلم شيئاً فشيئاً وترتقي به في مدارج كماله، لا ارتجال فيها ، ولا تسرع ، ولا حماس طائش .إن الثبات على المبدأ والاقتناع بالمنهج . . من أهم مايحتاج إليه الداعية لانه سيواجه فتناً ورزايا . . ومحناً وبلايا تحتاج إلى هذا الثبات الذي لا تزعزعه الأعاصير ولا تذهب بألوانه وبهائه شمس النهار . | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 6:59 pm | |
| ومن سنن الله المحكمة وقوانينهِ الماضية، أن تكون نتيجةُ التدافع بين الحق والباطل نصراً مؤزَّراً للحق وأهله قال تعالى :" وكان حقا علينا نصر المؤمنين " سورة الروم من الآية 47، وإذا كان ادعاءُ الإيمان سهلاً على كل أحدٍ، فقد اقتضتْ حكمتُه سبحانه أن يجعلَ هذا التدافعَ ابتلاءً يَمِيزُ به الخبيثَ من الطيب ، ويكشفُ به الثابتَ على المبدأ من المراوغ المتلوِّن الذي لا يثبت أمام الفتنة قال تعالى :" ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم " من الآية 31 ـ، وشتان بين المجاهد الصابر لحكم الله الثابت على الحق، وبين فئة من الأدعياء .
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:05 pm | |
| الفهم الحقيقي للرسالة :
ومن هنا كان الثباتُ على المبدأ والصبرُ على الفتنة ؛ من أهم سمات المؤمنين الصادقين والدعاة المخلصين ، قال أحد الصالحين: وأريد بالثبات: أن يظل الأخُ عاملاً مجاهداً في سبيل غايته؛ مهما بعدت المدة، وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك، وقد فاز بإحدى الحسنيين، فإما الغاية، وإما الشهادة في النهاية مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً 23ـ الأحزاب ، والوقت عندنا جزءٌ من العلاج، والطريقُ طويلةُ المدى، بعيدةُ المراحل، كثيرةُ العقبات، ولكنها وَحْدَها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر وجميل المثوبة .
| |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:06 pm | |
| إنه الفهم الصحيح لحقيقة الرسالة التي نؤمن بها ، وندعو إليها، ولطبيعة الطريق التي أسعدنا الله بالسير فيها خلف نبيه صلى الله عليه وسلم .إنَّ إيمانَنا برسالتِنا . . رسالةِ الحق والخير والنور لأمتنا ووطننا، وثباتَنا على مبادئِنا المستمدةِ من دينِنا، وتمسّكَنا بمنهجِنا وطريقِنا الذي رضيَه اللهُ لنا؛ كل ذلك هو الذي يعطينا القوةَ أمامَ خصومِ دعوتِنا، فلا نكوصَ ولا تذبذبَ ولا زعزعةَ؛ بل شموخ وثبات، فدعوتنا الطيبة كالشجرة الطيبة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ " سورة إبراهيم: من الآية 24ـ ، جذورُها لا تزداد على المكائد إلا ثباتاً ورسوخاً، وساقُها لا تزداد على الابتلاءات إلا قوةً وسُمُوقاً، وأغصانُها لا تزداد على كثرة الرمي إلا إنباتاً وإثماراً،قال تعالى :" تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " سورة إبراهيم: من الآية 25 ـ | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:08 pm | |
| حفظ القلب واللسان :
يقول الحسن البصري رحمه الله :" إن الثبات على الطاعة ولزوم الصراط المستقيم عزيز وعظيم , لاسيما مع فساد الزمان وكثرة المغريات وتتابع الشهوات , وكثرة الشبهات وضعف المعين وكثرة الفتن التي أخبر عنها الرسول صل الله عليه وسلم :" بادروا بالأعمال , فستكون فتنا كقطع الليل المظلم يُصبح الرجل مؤمنا ويُمسي كافر أو يُمسي مؤمنا ويُصبح كافر يبيع دينه بعرض زائل من الدنيا " رواه مسلم . والنفس الثابتة علي دين الله تحتاج إلى المراقبة التامة والملاحظة الدائمة والتمسك بالحق والعدل والبعد عن مواطن الهوى , والمجاوزة في الطغيان ولأجل هذا أرشدنا النبي صل الله عليه وسلم بقوله :" استقيموا ولن تُحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمن " رواه مسلم ,
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الخميس يناير 28, 2016 4:48 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:09 pm | |
| , عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ابشروا ، استعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة " متفق عليه والسداد هو حقيقة الاستقامة , والثبات هو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد وفي ذلك قوله تعالى ": فاستقيموا إليه واستغفروه" سورة فصلت الآية 6ـ ، وأساس الثبات على دين الله والاستقامة علي طاعته , هو حفظ القلب واللسان فإن استقام اللسان استقامت الجوارح , وصلح الإنسان في سلوكه وحركاته وسكناته , وإن اعوج اللسان فسدت الأعضاء , وفسد الإنسان وانحرف , وكما في الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " متفق عليه ومن حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال :" لا يستقيم إيمان عبد حتي يستقيم قلبه , ولا يستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه " رواه الإمام أحمد .
عدل سابقا من قبل الشيخ سامي في الخميس يناير 28, 2016 4:49 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:10 pm | |
| العمل الصالح:
فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق، ويواصل المسير، حتى يلقى ربّه وهو راضٍ عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح، فلا إيمان بلا عمل، كما أنه لا ثمرة بلا شجر، ولهذا جاء في الحديث: " ثم استقم" فرتّب الاستقامة على الإيمان، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق، وحقيقة الاستقامة، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات، مستمسكاً بحبل الله، كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها: الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون سورة الروم الآية 30 ـ | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:11 pm | |
| 30 .وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه، منها قوله تعالى: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك " سورة هود الآية112ـ ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة، كما قال عزوجل: " وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم " سورة الحج الآية 54ـ ، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس، يقول الله تعالى في ذلك: كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد سورة إبراهيم: الآية 1ـ | |
|
| |
الشيخ سامي محمود Admin
المساهمات : 18555 تاريخ التسجيل : 22/12/2013 الموقع : https://twitter.com/sa_my75
| موضوع: رد: الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : الأربعاء ديسمبر 09, 2015 7:13 pm | |
| تعريف معنى الاستقامة:
عندما سُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة؟ فقال:"أن لا تشرك بالله شيئاً" يريد الاستقامة على محض التوحيد.وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاستقامة:" أن تستقيم على الأمر والنهي , ولا تروغ روغان الثعلب"."وقال عثمان رضي الله عنه استقاموا أخلصوا العمل لله""وقال علي رضي الله عنه استقاموا: أدوا الفرائض"وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :أعظم الكرامة لزوم الاستقامة" وقال ابن القيم رحمه الله : "فالاستقامة كلمة جامعة", آخذة بمجامع الدين. وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء. والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات. فالاستقامة فيها: وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله"."وقال القرطبي رحمه الله بعد سياق الأقوال فها:"وهذه الأقوال وإن" تداخلت فتلخيصها: اعتدلوا على طاعة الله عقداً وقولاً وفعلاً وداوموا على ذلك". | |
|
| |
| الخير والشر بين الإيمان والإستقامة : | |
|