أهمية الإستغفار وفوائده من القرآن والسنة :

معنى الاستغفار :

الاستغفار هو طلب المغفرة والمغفرة هى وقاية شر الذنوب مع سترها قال تعالى :" واستغفروا الله ان الله غفور رحيم " سورة المزمل وقال :" والمستغفرين بالأسحار " سورة آل عمران والاستغفار فى حقيقته ذكر ودعاء فالمستغفر قدعرف أن له ربا يقبل التوبة ويعفوا عن السيئات فجاء يطلب الصفح والعفو ويقدم الانابة ويعاهده على أن لا يعود ولهذا فان ربه يتوب عليه ويغفر له ويتجاوز عن أخطائه كما يقول تعالى:"  والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين"  سورة آل عمران وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعلم المسلمين كيف يستغفرون ربهم وكيف يقفون ببابه خاشعين:"  فكان يستغفر الله ويتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخارى وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر _ ان الله سبحانه يدعوا عباده أن يسألوه العفو ويطلبوا منه المغفرة وتلك غاية الرحمة والفضل والاحسان يقول عز وجل فى الحديث القدسى يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم " رواه مسلم ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه رواه أبو داود والترمذى ومن حديث شداد بن أوس عن النبى صل الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد:" اللهم أنت ربى لا اله الا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فانه لايغفر الذنوب الا أنت رواه البخارى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

حقيقة الاستغفار :

__- معناه طلب العبد من الله الكريم المغفرة عما وقع فيه من المعاصي والذنوب والآثام قال تعالى:" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " سورة النساء وفى حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يارسول الله صل الله عليه وسلم علمني دعاء أدعوا به في صلاتي قال :" قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عنك انك أنت الغفور الرحيم " رواه البخاري ومسلم ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه رواه أبو داود والترمذي وفى الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فان الله تعالى لايتعاظمه شئ "_- فذنوب العباد وان عظمت عفو الله ومغفرته أعظم منها وقد قيل أن يعقوب عليه السلام إنما قال :" سوف أستغفر لكم ربى " سورة يوسف ليدعو لهم في وقت السحر ومن حديث انس بن مالك عن النبي صل الله عليه وسلم:" لاتعجزوا في الدعاء فانه لن يهلك مع الدعاء أحد" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وعن بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب "رواه أبو داود والنسائي وبن ماجة والحاكم وقال صحيح الإسناد. " وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

استغفار الرسول صل الله عليه وسلم :

من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت النبى صل الله عليه وسلم يقول "والله انى لأستغفر الله وأتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " كان رسول الله صلوات الله عليه وآله كما هو معلوم مثلا أعلى فى كمال العبودية لله عزوجل والحديث الذى معنا ينقل لنا الصورة المثلى والمنزلة الأسنى التى كان عليها رسول الرحمة ونبى الهدى صل الله عليه وسلم من مظاهر تمام العبودية وكما ل الطاعة المتمثلة فى الاستغفار ورسول الله صل الله عليه وسلم يقسم بالله أنه ليستغفر الله ويتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " والاستغفار كما هو معروف انما يكون عن طلب محو الذنوب والندم على عدم العود اليها مرة أخرى فهل رسول الله صل الله عليه وسلم يحتاج الى استغفار وهو الذى غفر له ماتقم من ذنبه وما تأخر -- ان اسغفار رسول الله صل الله عليه وسلم درجة عليا من درجات القرب الى الله ومظهر لتمام الخضوع والتسليم له سبحانه وهو تعليم منه صل الله عليه وسلم لأمته حتى لا يغتر عابد بعبادته فيتردى فى المعصية وليعرف المخطئين طريقا من طرق تكفير الذنوب والاستكثار من الحسنات ولا يكون ذلك الا بالاستغفار وجاء التعبير بكلمة سبعين مرة ذلك لأن وقته كله صلوات الله عليه وآله انما هو عبادة واستغفار واذا كان هذا هو شأن الرسول الكريم والنبى الرحيم صل الله عليه وسلم فما أحرانا نحن فى هذه الأزمان التى لاتنقطع الذنوب فيها (صغائر كانت أو كبائر ) أن نحرص على الاستغفار والتوبة وأن نستكثر منها لعل الله يستجيب لنا فيمحو سيئاتنا ويكثر حسناتنا إنه هو الغفور الرحيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستغفار هو طلب المغفرة مع وقاية شر الذنوب وسترها :

وقال تعالى :" واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "  سورة المزمل وحكم الإستغفار حكم الدعاء إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما اذا خرج من قلب منكسر بالذنوب وصادف ساعة اجابة وأفضل الإستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ثم يثنى بالإعترف بذنبه ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ومن حديث شداد بن أوس رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال سيد الإستغفار أن تقول اللهم أنت ربى لااله الا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما إستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب الا أنت رواه البخارى وفى السنن الأربعة عن ابن عمر قال إن كنا لنعد لرسول الله صل الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة " رب اغفر لى وتب على انك أنت التواب الغفور " وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال والله انى لاستغفر الله وأتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة رواه البخارى وابن حبان وفى الحديث ثلاث أسباب تحصل بسببهم المغفرة 1_ الدعاء أن يدعوا المسلم موقن غير غافل أو لاه ولا يقول دعوت ولم يستجب لى بل يدعوا وهو يرجوا الإجابة وأنه لايغفر الذنوب الا الله ولايصر على العود ولا يتعاظم ذنوبه فإنه لاكبيرة مع إستغفار ولا صغيرة مع إصرار وروى 2_عن لقمان رضى الله عنه أنه قال لأبنه " يابنى عود لسانك اللهم إغفر لى فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا 3_ التوحيد وهو السبب الأعظم ومن فقده فقد فقد المغفرة ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة قال بن عباس رضى الله تعالى عنه كما أن الله تعالى لايقبل طاعات المشركين فنرجو أن الله تعالى يغفر ذنوب الموحدين قال تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " سورة النساء وسمعوا أعرابيا وهو متعلق بأستار الكعبة ويقول : اللهم ان استغفرى مع اصرارى للؤم وأن تركى استغفارك مع علمى بسعة عفوك لعجز فكم تتحبب الى بالنعم مع غناك عنى وكم أتبغض اليك بالمعاصى مع فقرى اليك يا من اذا وعد وفى واذا أوعد عفا أدخل عظيم جرمى فى عظيم عفوك يا أرحم الراحمين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الاستغفار والتوبة:

توحيد الله تعالى وعبادة وحده لا شريك له  هو السبب الأعظم لنيل مغفرة الله عز وجل ، ومن حرم منه فقد حرم من مغفرة الله ، ومن جاء به كان له من أعظم مسببات المغفرة ، قال سبحانه وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " سورة النساء، 166 .وكما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ عن النبي صل الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل " من علم أنى ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له , ولا أبالى ما لم يشرك بى شيئا " رواه الطبراني.ويقول تعالى :" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله " سورة آل عمران وقال تعالى :" ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " سورة النساء وقال تعالى :" كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " سورة الذريات وكان رسول صل الله عليه وسلم : يكثر من قول :" سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم " رواه البخاري ومسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها _ ويقول النبي صل الله عليه وسلم :" من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " رواه أحمد في مسنده .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الاستغفار يغسل الذنوب :

الاستغفار فيه الرجوع الى الله تعالى ـ حيث يفتح للإنسان باب التوبة ليحتمي من غوائل الشرور والخطايا , وفيه طلب العون من الله تعالى ـ وهذا فى حد ذاته إذعان وانقياد وتسليم وتفويض بقدرة القادر العليم الخبير الذى يملك زمام الأمور,  وبيده ملكوت كل شئ وهو الرحيم الغفور ,  وقد شكا رجل الحسن البصري الجدب وقلة المطر فقال له استغفر الله_ وشكا آخر الفقر فقال له استغفر الله _ وثالث شكا قلة الذرية وعدم الإنجاب فقال له استغفر الله _ وسئل فى ذلك فقال ما قلت من عندي شيئا إن الله تعالى يقول " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " سورة نوح والإستغفار طهارة للقلوب وهو نور للقلب من ظلمات المعاصي والذنوب ولذا كانت التوبة مفتاح الأمل وطريق الفلاح قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم " سورة التحريم وقال تعالى وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور وبذلك يرجع العبد الى نور الرحمن وينال رضا رب العالمين " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن حقيقة الاستغفار :

يقول الإمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه :
وكرم الله تعالى وجهه :
لقائل قال بحضرته ,أستغفر الله :ثكلتك أمك ,أتدرى ما الاستغفار ؟
الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان ,
أولها _الندم على ما مضى
والثاني_ العزم على عدم العودة إليه أبدا
والثالث_ أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله
أملس ليس عليك تبعة
والرابع_ أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها
والخامس _ أن تعمد إلى اللحم الذي نبت( على السحت أي من كسب الحرام ) فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد
والسادس_ أن تذيق الجسم أم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله
وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

إستغفروا الله :

حين يقبل العبد على ربه مستغفرا يشعر بالسكينة وراحة النفس , فقد ذاق حلاوة الإيمان فى قلبه وأحس بصدق اليقين , مما يجعله يتقرب إلى ربه وخالقه بالطاعة والإمتثال لمرضاته ويبتعد عن المعاصى والذنوب التى تجعل بينه وبين ربه حجابا من الغفلة يقول تعالى " فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " سورة محمد فالإستغفار نور يبدد الله به أقذار الذنوب والآثام التى هى محل الجوارح ويشفى به القلوب التى تراكمت عليه الفتن وعدم المبالاة بأنواع الفسوق والفجور وسيئات البدع وارتكاب ما لايرضاه العقل والشرع من الشرور والقبائح قال تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " سورة المطففين وهو أن يصر على المعاصى ويسوف بالتوبة حتى يطبع على قلبه فلا يقبل الخير ولا يميل إليه " وإذا رجع العبد إلى ربه وتاب واستغفر فإنه ينال رضا الله العفو الكريم وبذلك تزداد نفسه صفاء واشراقا ولا يكون ذلك إلا بتوبة نصوح فهى التجارة الرابحه والعقد والأمل يقول تعالى " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور ويقول النبى صلى الله عليه وسلم " والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " وفى رواية مائة مرة "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمنان من عذاب الله :

قال أحد الصالحين : كان في الأرض أمنان من عذاب الله سبحانه فرفع أحدهما ,فدونكم الآخر فتمسكوا به ولما سئل عنهما , قال : أما الأمان الأول الذي رفع , فهو رسول الله صل الله عليه وسلم قال تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفي إن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " سورة آل عمران وأما الأمان الثاني : فهو الاستغفار قال تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " سورة الأنفال سيد الاستغفار أن تقول _ اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين العفو ومغفرة  الذنوب :

الإستغفار من أهم العبادات فى تزكية النفس وغفران الذنوب ومن أكرم الطاعات بين العبد وربه سبحانه وتعالى فهو حبل الصلة الدائمة للمناجاة والإنابة بل إنه باب التوبة وطريق الرجوع إلى الله وطلب المغفرة سببها الذنوب ورجاء المغفرة وتبديلها حسنات والدعاء من أجل أن يقيه شر المعاصى والمنكرات وأن يسترها عليه فلا يفضحه بها فى الدنيا والآخرة قال صل الله عليه وسلم " من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لايحتسب " وليس الإستغفار مجرد كلمة تردد باللسان كما يفعل البعض وهو مصر على فعل المعاصى والذنوب بقلبه فمثل هذا كالمستهزء بربه ولكن الإستغفار الحقيقى هو الخوف والخشية من الله تعالى والندم والعزم على الإقلاع عن الذنوب سواء كان الذنب فى حق الله تعالى أو فى حق المخلوقين طمعا ورغبة فى الثواب مع العلم قال تعالى " فاعلم أنه لاإله إلا الله وإستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم " سورة محمد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بشرى بالمغفرة :

ذكر الحافظ النجار عن محمد بن حرب الهلالى قال :
دخلت المدينة فأتيت قبر النبى صل الله عليه وسلم _ فجاء أعرابى فزاره ثم قال :
يا خير المرسلين , إن الله عز وجل أنزل كتابا عليك صادقا قال فيه :
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " سورة النساء الآية 64_ وإنى جئتك مستغفرا إلى ربى من ذنوبى
مستشفعا بك ثم بكى وأنشأ يقول
   يا خير من دفنت فى القاع أعظمه _ فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسى فداء لقبر أنت ساكنه __           فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت النبى الذى ترجى شفاعته ___   عند الصراط إذا ما زلت القدم
        ثم إستغفر وانصرف
قال محمد بن حرب , ثم رقدت , فرأيت فى النوم النبى صل الله عليه وسلم
وهو يقول : الحق بالرجل , فبشره بأن الله _ عز وجل قد غفر له بشفاعتى
         وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الذنوب والإستغفار :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب فى اليوم مائة مرة " رواه مسلم  إن المسلم عندما يصدق مع الله تعالى ويقبل عليه تائبا مستغفرا فإنه بذلك يحذر المعاصى ويبتعد عن المنكرات ما ظهر منها وما بطن لما لها من آثار سيئة تضر بالقلب والبدن فى الدنيا والآخرة فهى توهن القلب والبدن وتورث القلب وحشة وهى من أسباب زوال النعم فما زالت نعمة إلا بذنب ولا حلت نقمة إلا بمعصية قال الإمام على رضى الله عنه :" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة ".. ومن آثار المعاصى كذلك محق بركة العمر والرزق ومحق بركة الدين والدنيا ومن آثارها وعقوبتها أنها تحدث فى الأرض الفساد فى البر والبحر والزروع الثمار والمساكن قال تعالى " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون " سورة الروم فانظر إلى آثار المعاصى وشئومها على العبد وأضرارها على القلب والبدن فى الدنيا والبرزخ والآخرة فكذلك فإن للطاعات والأعمال الصالحة والتوبة والإستغفار لها فضلها و ثمراتها وبركاتها على القلب والبدن قال عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما " إن للحسنة ضياء فى الوجه , ونورا فى القلب  , وسعة فى الرزق , وقوة فى البدن , ومحبة فى قلوب الخلق , وإن للسيئة سوادا فى الوجه , وظلمة فى القلب والقبر , ووهنا فى البدن , ونقصا فى الرزق , وبغضة فى قلوب الخلق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الغفار :

قال تعالى في الحديث القدسي " عبدي أذكرك وتنساني , وأسترك ولا ترعاني , وعزتي وجلالي لو أمرت الأرض لابتلعتك في بطنها , ولو أمرت البحار لأغرقتك في معينها , ولكن أجلتك لوقت قد وقته , وأجل قد حددته , فلا بد من الورود على والوقوف بين يدي , أحصى لك أعمالك , وأذكر لك أفعالك حتى إذا أيقنت بالبوار وظننت أنك من أهل النار , قلت لك عبدي لا تحزن , إني من أجلك سميت نفسي الغفار " عندما يقع العبد المسلم في معصية من المعاصي أو ذنب من الذنوب , ويريد أن يتوب عليه أن يبتعد عن كل ما يكون سبب في رجوعه حتى لا يتكرر منه الذنب مرة أخري , وأن يتوجه إلى الله وحده بالدعاء أن يغفر له ما قدم وما أخر, وما أسرر وما أعلن من ذنوب , فإنه بذلك يجد الله غفورا رحيما قال تعالى :" إن ربك واسع المغفرة " سورة النجم الآية 32 ـ ولا تُحقر ذنبك ولو كان صغيرا فإن الجبال من الحصى ومعظم النار من مستصغر الشرر قال تعالى :" وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " سورة النور الآية 15 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الإستغفار ومكانته :

وفى الجامع الصغير _ أنه صل الله عليه وسلم قال ما من الذكر أفضل من قول لا إله إلا الله ولا من الدعاء أفضل من الإستغفار رواه الترمذى والطبرانى وعن ابن عمرو رضى الله تعالى عنهما عنه صل الله عليه وسلم قال " إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الإستغفار " وعن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب " رواه أبو داود والنسائى وابن ماجة والبيهقى وقال الحاكم صحيح الإسناد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى صفة الإستغفار :

وفى صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن الوليد قال : قلت للأوزعى : كيف يكون الإستعفار قال : تقول : أستغفر الله , أستغفر الله وروى الحاكم أن رجلا جاء إلى النبى صل الله عليه وسلم فقال : واذنوباه , وا ذنوباه مرتين أو ثلاثا فقال له النبى صل الله عليه وسلم " قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى , ورحمتك أرجى من عملى فقالها ثم قال عد , فعاد ثم قال عد فعاد , ثم قال قم فقد غفر الله لك " كذا فى الترغيب وفى الصحيحين أنه صل الله عليه وسلم علم الصديق رضى الله عنه أن يقول فى صلاته " اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا وفى روية كبيرا , ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى صفة الإستغفار :

كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا كبر فى الصلاة قال : اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب , اللهم نقنى من خطاياى كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم اغسلنى من خطاياى بالماء والثلج والبرد , " رواه مسلم وفى صحيح البخارى عن شداد بن أوس رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال " سيد الإستغفار اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما إستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يمسى فمات من ليلته دخل الجنة , ومن فالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم الاصرار على الذنب مع الإستغفار :

قال تعالى:" والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " سورة آل عمران وقال تعالى:" ومن يعمل سوء أويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " سورة النساء وقال:" كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " سورة الذريات وكان صل الله عليه وسلم يكثر من قول:" سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لى انك أنت الغفور الرحيم" رواه البخارى ومسلم من حديث ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها وقال صل الله عليه وسلم :" من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب رواه أحمد فى مسنده وكان يقول انى لاستغفر الله وأتوب اليه فى اليوم سبعين مرة رواه مسلم وكان يقول اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير رواه مسلم من حديث على بن ابى طالب رضى الله عنه وقال الفضيل بن عياض استعفار بلا اقلاع توبة الكذابين وعن رابعة العدوية رحمها الله : "استغفارنا يحتاج الى استغفار"وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في مواطن الاستغفار :

يقول النبي صل الله عليه وسلم " توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة " أخرجه في الجامع وعند الوقوع في الذنب لحديث أبى داود والترمذي وغيرهما أنه صل الله عليه وسلم قال " ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلى ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له " وكان صل الله عليه وسلم يقول في سجوده " اللهم اغفر لي ذنبي كله , دقه وجله ( يعنى قليله وكثيره ) وأوله وآخره , وعلانيته وسره " و من أكبر علامات حب الله أن يلهمك طاعته ويتقبلها منك على ما فيها من عيوب.فقد سال موسى عليه السلام الله عز و جل : ما علامة رضاك عن عبدك ؟ فأوحى الله له : "إذا رأيتني أهيئ له طاعته و أصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي عنه ." . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء في الاستغفار :

اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت إليك فيه _ وأستغفرك من كل ما وعدتك به من نفسي ثم لم أوف به _ وأستغفرك من كل عمل أردت به وجهك ثم خالطه غيرك , وأستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على ثم استعنت بها في معصيتك " فعلى المسلم أن يُسارع إلى التوبة والاستغفار مهما كانت ذنوبه وخطاياه وأن يحذر من الإصرار على الذنوب لأن في الإصرار على الذنب حتى ولو كان صغيرا يجعله من الكبائر ، والله تعالى يقول في شأن عباده المتقين": والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " سورة آل عمران:135 الآية وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إستغفروا الله :

حين يقبل العبد على ربه مستغفرا يشعر بالسكينة وراحة النفس فقد ذاق حلاوة الإيمان فى قلبه وأحس بصدق اليقين مما يجعله يتقرب إلى ربه وخالقه بالطاعة والإمتثال لمرضاته ويبتعد عن المعاصى والذنوب التى تجعل بينه وبين ربه حجابا من الغفلة يقول تعالى " فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " سورة محمد فالإستغفار نور يبدد الله به أقذار الذنوب والآثام التى هى محل الجوارح ويشفى به القلوب التى تراكمت عليه الفتن وعدم المبالاة بأنواع الفسوق والفجور وسيئات البدع وارتكاب ما لايرضاه العقل والشرع من الشرور والقبائح قال تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " سورة المطففين وهو أن يصر على المعاصى ويسوف بالتوبة حتى يطبع على قلبه فلا يقبل الخير ولا يميل إليه " وإذا رجع العبد إلى ربه وتاب واستغفر فإنه ينال رضا الله العفو الكريم وبذلك تزداد نفسه صفاء واشراقا ولا يكون ذلك إلا بتوبة نصوح فهى التجارة الرابحه والعقد والأمل يقول تعالى " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور ويقول النبى صل الله عليه وسلم " والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " وفى رواية مائة مرة "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الذنوب والإستغفار
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب
فى اليوم مائة مرة " رواه مسلم
المسلم عندما يصدق مع الله تعالى ويقبل عليه تائبا مستغفرا فإنه بذلك يحذر المعاصى ويبتعد عن المنكرات ما ظهر منها وما بطن لما لها من آثار سيئة تضر بالقلب والبدن فى الدنيا والآخرة فهى توهن القلب والبدن وتورث القلب وحشة وهى من أسباب زوال النعم فما زالت نعمة إلا بذنب ولا حلت نقمة إلا بمعصية قال الإمام على رضى الله عنه :" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة ".. ومن آثار المعاصى كذلك محق بركة العمر والرزق ومحق بركة الدين والدنيا ومن آثارها وعقوبتها أنها تحدث فى الأرض الفساد فى البر والبحر والزروع الثمار والمساكن قال تعالى " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون " سورة الروم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مواطن الإستغفار

وقت السحر _ لحديث الإمام مسلم أنه صل الله عليه وسلم قال :" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخير فيقول : من يدعونى فأستجيب له ؟ ومن يسألنى فأعطيه ؟ ومن يستغفرنى فأغفر له ؟ فيتأكد الإستغفار هنا " وعند النوم_ من قال إذا أوى إلى فراشه " أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أو عدد ورق الشجر او عدد رمل عالج أو عدد أيام الدنيا رواه الترمذى وقال حديث غريب لانعرفه إلا من هذه الوجه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عليكم بالإستغفار

قال تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون , أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيه ونعم أجر العاملين " سورة آل عمران ومما يخفف للمسلم شعورة بالذنب أن يعلم أن من طبيعة الإنسان الضعف والوقوع فى الخطأ ولكن ما دام يعترف بخطئه ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه فلا داعى إلى أن يتمادى فى تعذيب نفسه بالشعور بالذنب والخطأ بل يجب عليه أن يكون كثير الرجاء فى طلب عفو الله ومغفرته ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم ينبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم " رواه الإمام مسلم فى صحيحه وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الإستغفار

قال تعالى " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " سورة الذريات وقال تعالى " ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " سورة النساء ومن حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه صل الله عليه وسلم كان يدعوا ويقول :" اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت , وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى , أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شئ قدير " رواه مسلم وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الإستغفار والتوبة

قال تعالى " قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له " سورة الزمر آية 53_ والإستغفار لله والإتجاه إليه وعبادته والتقرب إليه وحده تكثر رعاية الله للعبد وفى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم عن ربه عز وجل " من تقرب إلى شبرا , تقربت إليه ذراعا , ومن تقرب إلى ذراعا , تقربت إليه باعا , ومن أتانى يمشر أتيته هرولة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم