تفسير آية الكرسى ( وبيان فضلها )

فضل قراءة آية الكرسى :

قال تعالى " الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافى السموات والأرض من الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم " سورة البقرة آية 255_
إن من الأمور المستحبة وفضائل الأعمال أن يقرأ المسلم آية الكرسى مع كل صلاة وبعد التسليم عند ختم الصلوات وتلاوة أذكارها وأيضا قرأة ( قل هو الله أحد ...)
وأيضا سورة ( قل أعوذ برب الفلق ...) وكذلك سورة ( قل أعوذ برب الناس ....) دبر كل صلاة مكتوبة
وقراءة السور الثلاث _ ثلاث مرات _ فى أول النهار بعد صلاة الفجر وفى أول الليل بعد صلاة المغرب ( 1)

وكذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة _ فى أول الليل _ وهما قوله تعالى " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأظعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " سورة البقر آية 286_
وفى الحديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم " أنه قال من قرأ الآيتين الآخريتين من سورة البقرة كفتاه من كل سوء رواه الدارمى فى السنن ( 2)

ومن ذلك الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق _ فى الليل والنهار وعند نزول أى منزل ومكان فى البناء أو فى الصحراء أو فى الجو أو فى البحر لقوله صل الله عليه وسلم " من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " مجمع الزوائد للهيثمى
ومن ذلك أيضا أن يقول المسلم فى أول النهار وفى أول الليل ثلاث مرات ( بسم الله الذى لايضر مع اسمه شئ وهو السميع العليم ) ( 3)

ولقد رغب الرسول صل الله عليه وسلم فى ذلك وأكد عليه لما فى ذلك من السلامة والتحصين للمسلم من كل مكروه وسوء ومن حافظ على هذه التعوذات والأذكار حفظه الله تعالى ووقاه من شر السحر والحسد وغيره من الشرور لمن أخذ ذلك بصدق الإيمان والعزيمة على الشفاء مع الثقة بالله والاعتماد عليه وحده وذلك بالتسليم والتفويض وانشراح الصدر فى كل ما ينوب المسلم ويروعه وهه الأدعية التى ذكرناها هى سلاح قوى لمن عمل بها فى إزلة ما نزل به من شر وسحر بشرط الإكثار من الدعاء والتضرع إليه سبحان فى كشف الضر وإزالة البأس , وكذلك من الأدعية الثابة فى العلاج من كل شئ مع الإخلاص التام والرضا والرجاء وتقديم الأعمال الصالحة دعاء " اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافى لاشفاء إلا شفاؤك شفاء لايغادر سقما ) ( 4)

ولقد كان جبريل عليه السلام قبل أن تنزل المعوذات يرقى سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم بهذا الدعاء ( بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ومن شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك "
وليكون ذلك ثلاث مرات تضع يدك على جسدك ... وتفرأ آية الكرسى _ وقل يا أيها الكافرون _ وقل هو الله أحد_ وقل أعوذ برب الفلق _ وقل أعوذ برب الناس _ ) وقال الإمام ابن كثير رحمه الله " وأنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله فى إذهاب ذلك وهما المعوذتان وفى الحديث لم يعوذ المتعوذ بمثلهما وكذلك آية الكرسى فهى مطردة الشيطان قال تعالى " يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " سورة يونس ( 5)

ولقد اشتملت آية الكرسى على أمهات الفضائل ومنها الإلهية الدالة على وحدنية الله تعالى وهو سبحان متصف بصفات الكمال ومن ذلك صفة الحياة وأنه تعالى واجب الوجود لذاته موجِدٌ لغيره من العدم وهو سبحانه القائم بنفسه المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول مبرأ عن التغير والفتور لايناسب الأشباح ولا يعتريه ما يعترى النفوس والأرواح , مالك الملك والملكوت ومبدع الأصول والفروع ذو البطش الشديد الذى لايشفع عنده إلا بإذنه عالم بالأشياء , كلها جليها وخفيها , كليها وجزئيها , واسع الملك والقدرة لكل ما يصح أن يملك ويقدر عليه , ولا يشق عليه شاق ولا يشغله شأن عن شأن متعال عما يدركه الوهم , عظيم لايحيط به الفهم , ولذلك الفضل والنزلة نجد رسول الله صل الله عليه وسلم يقول فى الحديث " من قرأ آية الكرسى فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " اتحاف السادة المتقين ( 6)

وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه صل الله عليه وسلم " قال من قرأ حين يصبح آية الكرسى وآيتين من أول " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم " إلى قوله إليه المصير سورة غافر من الآية 1_ 3_ حفظه الله تعالى فى يومه حتى يمسى فإن قرأها حين يمسى حفظ فى ليلته تلك حتى يصبح "
اللهم انفعنا بالقرآن ووفقنا للعمل بما فيه واجعله ياربنا حجة لنا لا علينا "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 7)

قال تعالى :

" الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافى السموات والأرض من الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم " سورة البقرة آية 255

ان المستحق للعبادة والتسليم والخضوع له هو الله الواحد الا حد الفرد الصمد الذى لايلحقه موت ولافناء ولا ضعف ولا فتور ولا نعاس ولا نوم لانه قوى لايعجزه شئ فالسموات والارض بما فيها ومن فيها وما نعلمه وما لا نعلمه ملك لله سبحانه يتصرف ففيهما كيف يشاء لايرد حكمه شفيع ولايجرؤ على الشفاعة احد الا باذنه وعلمه سبحانه واسع شامل محيط بكل مكنونات خلقه لا يغيب عنه شئ مهما صغر او خفى من شئون الدنيا الاخرة وكل علم يصل اليه العالمون ويعرفونه انما هو بتوفيق الله ومشيئة وكل مانراه فى السموات والارض من احكام وابداع ونظام هو سبحانه المتكفل بحفظه ورعايته لايتعبه ذلك ولا يشق عليه لانه العظيم الرفيع الشأن المتعالى عن الشبيه والمثيل" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (

جاء فى التفسيرآية الكرسى :

قال تعالى :

" الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافى السموات والأرض من الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم " سورة البقرة آية 255
_ الله سبحانه وتعالى وحده هوالذى لايستحق العبادة إلا هو الحي الذى له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله القائم على كل شئ لا تأخذه سنة أى نعاس , ولا نوم كل ما فى السموات والأرض ملك له ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبله وما خلفهم من الأمور الماضية ولا يطلع أحد من الخلق على شئ من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه وسع كرسيه السموات والأرض والكرسي هو موضع قدمي الرب جل جلاله ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه ولا يثقله سبحانه حفظهما وهو العلى بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته الجامع لجميع العظمة والكبرياء وهذه الآية أعظم آية فى القرآن وتسمي ( آية الكرسي ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( 9)

التحصين من الشيطان بذكر الله

قال تعالى " إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " سورة الأعراف وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فى يوم وليلة مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ( وفى بعض الروايات من رقاب ولد إسماعيل ) وكتب له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا رجل عمل أكثر منه رواه البخاري ومسلم وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذا خرج الرجل من منزله بسم الله توكلت على الله ولاحول ولا قوة الا بالله يقال له :" هديت ووقيت وكفيت " فيلقى الشيطان الشيطان فيقول له كيف لك برجل قد كفى وهدى ووقى رواه الخمسة الا ابن ماجة وروت خوله بنت حكيم رضى الله تعالى عنها قالت سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول " من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله رواه مسلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( 10 )