تفسير سورة القدر وبيان فضلها ( وفضل ليلة القدر )

تفسير سورة القدر وهى سورة ( مكية )

وآياتها خمس آيات ونزلت بعد عبس

ليلة القدر هى ليلة السلام والأمن

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا أنزلناه فى ليلة القدر , وما أدراك ما ليلة القدر , ليلة القدر خير من ألف شهر
تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر , سلام هى حتى مطلع الفجر "
سورة القدر

المعنى اللفظى

إنا أنزلناه : أى القرآن الكريم
فى ليلة القدر : ليلة الشرف والعظمة
وما أدراك ما ليلة القدر : استفهام الغرض منه تعظيم لشأن هذه الليلة , وتعجب منه
خير من ألف شهر : فى البركة وثواب الأعمال
تنزل الملائكة : أى تتنزل من السماء على العابدين بالرحمات
والروح فيها : هو سيدنا جبريل الأمين عليه السلام
بإذن ربهم : بأمره سبحانه وتعالى
من كل أمر : من أجل كل أمر قضاه الله لخير المؤمنين
سلام هى : رحمة وبر وخير للمؤمنين , وراحة للضمير وسلام للأسرة والمجتمع "
حتى مطلع الفجر : ويستمر نزول الملائكة إلى طلوع فجر ليلة القدر من ليالى شهر رمضان المعظم "

المعنى العام

إن الله سبحانه وتعالى أن القرآن الكريم , على عبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم , بواسطة جبريل الأمين عليه السلام , ومن أجل هذا الحدث العظيم كانت هذه الليلة ذات قدر وشرف ومكانة عند الله تعالى , وعند من يؤمن بالفوز الذى جاءت به
والإحاطة الكاملة بقدر هذه الليلة أكبر , من إدراك الإنسان المحدود لأنها ليلة تسعد البشرية بما جاءت به من خير وبر وفضل يشمل الدنيا والآخرة , وتنقذها من كل ما هى فيه الآن من جاهلية وشر ,
وفى هذه الليلة المباركة يأذن الله للملائكة , أن تنزل ويأذن لجبريل عليه والسلام أن
يبلغ كل أمر حكيم رحمة من الله بالناس , حتى لاتضل البشرية وتشقى " إنا أنزلناه فى ليلة مباركة , إنا كنا منذرين , فيها يفرق كل أمر حكيم , رحمة من ربك إنه هو السميع العليم " سورة الدخان
فهى بذلك خير من ألف شهر فى حياة الناس , وهى السلام والأمن والسكينة والسعادة
لمن عرف حقيقة هذا الدين الذى كانت هذه الليلة موعدا لميلاده "

وعن فضل ليلة القدر

روى الإمام أحمد رضى الله عنه عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أنه سأل رسول الله صل الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " فى رمضان فالتمسوها فى العشر الأواخر فإنها فى وتر , إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو فى آخر ليلة "
وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا بقى عشر من رمضان شد مئزره واعتزل نسائه " وذلك كناية عن الاجتهاد فى العبادة
والتشمير بالطاعة ويقول الإمام مالك رحمه الله " أن جميع ليالى العشر تطلب
ليلة القدر على السواء ولا يترجح منها ليلة على أخرى " تفسير ابن كثير
ويقول الامام ابن كثير والمستحب الإكثار من الدعاء فى جميع الأوقات وفى شهر رمضان أكثر , وفى العشر الأخير منه وفى أوتاره أكثر والمستحب أن يكثر من هذا
الدعاء كما فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت
يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما ادعوا ؟ قال قولى " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

فى فضل ليلة القدر

من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه قال : اعتكفنا مع النبى صل الله عليه وسلم :" العشر الأوسط من رمضان , فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال :
إنة أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتها , أو نسيتها , فالتمسوها فى العشر الأواخر فى الوتر
وإنى رأيت أن أسجد فى ماء وطين , فمن كان اعتكف مع رسول الله صل الله عليه وسلم فاليرجع , فرجعنا وما نرى فى السماء قزعة , فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد , وكان من جريد النخل , وأقيمت الصلاة , فرأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يسجد فى الماء والطين , حتى رأيت أثر الطين فى جبهته صل الله عليه وسلم " رواه البخارى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قيام ليلة القدر:

حثنا النبي صل الله عليه و سلم على قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه و سلم أنه قال " :من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه الجماعة إلا ابن ماجه ، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام, من الثابت أن الرسول الله صل الله عليه و سلم كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء ، فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه و سلم : " كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" . ولأحمد ومسلم: " كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره". ومن الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي صل الله عليه و سلم عائشة رضي الله عنها، فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت : " قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة . ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال :" قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما جاء في ليلة القدر وثوابها :

من فضل العشر الأواخر أن فيها ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر . يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان . كما يقول النبي صل الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، ومن الثابت أن الرسول الله صل الله عليه و سلم كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والذكر والدعاء والاستغفار ، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه و سلم : " كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" . ولأحمد ومسلم: " كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره . وليلة القدر هي ليلة الشرف والمكانة العالية والمنزلة الرفيعة ولهذا حثنا رسول الله صل الله عليه وسلم على تحري وقتها بالحرص على العمل الصالح فيها وقيامها إيمانا واحتساباً , عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه الجماعة إلا ابن ماجه ، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام والذكر , والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وغير ذلك من أعمال البر والخير وإشاعة المعروف ."وتحري وقتها كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال : " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى. رواه البخاري ومن الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي صل الله عليه و سلم عائشة رضي الله عنها، فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت : " قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال :" قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" رواه الإمام أحمد ، والترمذي ، وابن ماجة وسنده صحيح .وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، فقد جاء عن النبي صل الله عليه وسلم من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صل الله عليه وسلم قال : "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" مسند أحمد وسنن أبي داود. وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء ، حتى أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، قال زر ابن حبيش : فقلت : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها . رواه مسلم . فاحذر من كثرة النوم في نهار رمضان ، وليكن نهارك ذكرٌ وتلاوةٌ للقرآن , واحرص على ختمه وتلاوته بالتدبر والتفكر في معانيه ومواعظه , اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم