الدعاء المستجاب من الكتاب والسنة :

الدعاء المستجاب:

فضل الدعاء  :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صل الله علية وسلم- قال:" ليس شيئ أكرم على الله من الدعاء"وعنه أن النبي صل الله علية وسلم " الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والارض " وعن النعمان بن بشير عن النبي – صل الله عليه وسلم – قال " الدعاء هو العبادة" ثم قرأ " وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين  يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"وعن أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صل الله عليه وسلم- قال :" الدعاء مخ العبادة"وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالي " يا ابن آدم  إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى يا ابن آدم  لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالي ، ياابن آدم إنك لوأتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".

إستجابة الدعاء:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : تليت هذة الآية عند النبي صل الله عليه وسلم" " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا" سورة البقرة" فقام سعد بن أبي وقاص فقال " يارسول  الله ادع الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة " فقال " ياسعد أطب مطمعك تكن مستجاب الدعوة والذى نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولي به "ويقول أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه إذا أردت أن يستجاب لك أسرع من لمح البصر فعليك بخمسة أشياء:
1- الأمتثال للأمر.
2- والأجتناب للنهي.
3- وجمع الهمة.
4- وتطهير السر.
5- والأضطرار وخذ ذلك من قوله تعالي " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء".


الدعاء والقضاء:

عن ثوبان رضي الله عنه قال رسول الله – صل الله عليه وسلم " لا يرد القدر  إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل  ليحرق الرزق بالذنب يصيبه "ويقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله : في إجابة على سؤال " ما فائده الدعاء والقضاء ولا مرد له"؟أجاب " إن من القضاء مايرد بالدعاء فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كما أن الماء سبب لخروج النبات من الأرض وكما أن الدرع سبب لرد السهم وليس معني هذا التواكل وعدم الأخذ بالأسباب فكل شئ بقضاء فقد قال تعالي " خذوا حذركم". إذن يجب الأخذ بالأسباب ونترك النتائج لله تعالي حيث أن القدر من التقدير والحكمة فقد قدر الخير لسبب وقدر الشر لسبب وجعل لدفعه أسبابا فلا تناقض في هذه الأمور عند أصحاب البصائر " .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عليك بالإلحاح فى الدعاء :

إن من أنفع الأدوية للمسلم أيا كان نوع البلاء هو الإلحاح فى الدعاء فالله سبحانه وتعالى كريم يحب من يسأله , ويغضب على من لم يسأله ومن حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " من لم يسأل الله يغضب عليه " رواه ابن ماجة فى سننه ومن حديث عروة والسيدة عائشة رضى الله تعالى عنهما قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى يحب الملحين فى الدعاء " وكما جاء فى الحديث الدعاء مخ العبادة " وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله إذا ما دعى العبد بإخلاص وإقبال على الله تعالى والله سبحانه وتعالى يستجيب لمن دعاه ويكشف السوء عمن وقف ببابه وتضرع إليه والدعاء سلاح المؤمن كما فى حديث على ابن أبى طالب رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض " وأما من استنكف وغفل عن دعاء ربه فلهم الويل والعذاب الأليم  قال تعالى :" وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "  سورة غافر الآية  60 ـ  " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يستجاب للدعاء في إحدى ثلاث :

لحديث أبي سعيد رضى الله تعالى عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال ما :"من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث إما أن يستجيب له دعوته أو يصرف عنه من السوء مثلها أو يدخر له من الأجر مثلها قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر". وقال هذا حديث صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه
قال ابن قيَّم الجوزية في كتابه الداء والدواء.
للدعاء مع البلاء مقامات:
أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ولكن قد يخففه و إن كان ضعيفاً.
الثالث: أن يتقاوما و يمنع كل واحد منهما صاحبه.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس لك إلا الدعاء :

كما في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم " إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً " رواه أبو داود تضيق بك الدنيا والأرض بما رحبت حتى كأنها سم الخياط وليس إلا الدعاء , تسقط القوة ، وتعيا بك الحِيل وليس لك إلا الدعاء , والله سبحانه و تعالى يجيب دعاء عبده حتماً ولا يخيب ظنه أبداً كما وعد بذلك وقال وهو أصدق القائلين :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " سورة البقرة ، الآية 186 ـ وقال تعالى :" وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم " سورة غافر: من الآية 60 ـ." وقد يُعجل الله لك الدعاء أو يؤجل على حسب السائل والسؤال ، أو يلطف بعبده باختياره الأفضل لواقع الحال ، أو يدخر له ما ينفعه عند المصير والمآل ، إنه الإله العظيم القريب المجيب يُدعى لكشف الضر, فترسل السماء ماءها وتخرج الأرض بركاتها وزهرتها. ".موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أدب الدعاء :

عن أبى هريرة رضى الله عنه _ عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال " لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " قيل يارسول الله : ما الإستعجال ؟ قال " يقول دعوت ربى فلم أر يستجاب لى , فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء رواه مسلم ومعنى الكلمات _ لايزال : تدل على الثبات والإستمرار فى قبول الدعاء من العبد بشرط عدم الدعاء بالإثم وهو فعل المنهى عنه بالدعاء على ذوى القربى وعند ذلك يحس بالإعياء والتعب فيتحسر ويترك الدعاء , وحتى يقبل الله دعاءنا لابد من الأتى 1- أن يدعوا الله تعالى مخلصا بقلبه وقالبه _ أن يدعوا الله وهو واثق موقن بالإجابة , وألا يقترح على ربه صورة معينة فى قبول الدعاء كأن يقول اللهم اغفر لى إن شئت ولكن ليعزم المسألة فإن الله تعالى لا مستكره له حديث عن النبى صل الله عليه وسلم _ وكذلك لايقترح على الله لقبول الدعاء وقتا أو ظرفا لابد وأن يستجيب له فيه , فكل هذا من سوء الأدب مع الله 2_ أن يكون دعاءه بخير وأن يبتعد عن كل ما فيه إثم وأن يعلم أن إستجابة الله له ليست فرضا ولكنها فضل من الله القائل " ادعونى أستجب لكم " سورة غافر 3_ و أن يعلم العبد أن رحمة الله وفضله لابد وأن تدركه بالإستجابة , فلا يصح له أن ييئس من تحقبق الإجابة فقد جاء فى الحديث عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم انه قال " ما من مسلم يدعوا الله بدعوة ليس فيها إثم , ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما ان يعجل له دعوته , وإما أن يدخرها له فى الآخرة , وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قال الصحابة : إذن نكثر أى من الدعاء قال : الله أكبر " رواه الإمام أحمد فى مسنده إن فضل الله على عباده غير محدود فما ينبغى على العبد أن لا يمل من الدعاء والثقة فى الإستجابة قال تعالى " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعانى " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء مخ العبادة :

إن أساس الإيمان الصادق بالله تعالى هو الإحساس المستمر بقدرة الله تعالى المطلقة , وأن يشعر العبد بضعفه واحتياجه فى كل وقت و حين بأنه لايستغنى عن ربه عز وجل طرفة عين ولهذا كان من دعائه صل الله عليه وسلم " اللهم برحمتك أجرنى ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ولا أقل من ذلك " ومن ثم كان حديث رسول اله صل الله عليه وسلم " الدعاء مخ العبادة " والداعى يعيش مع الله سبحانه وتعالى وفى معيته , ولسانه رطب بذكر الله وسؤله والتضرع إليه , والله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يسألوه إقرارا لعبوديتهم له واعترافا بربوبيته سبحانه وتعالى وآيات القرآن وأحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم ناطقة بأدعية ونماذج طيبة لأنبياء مطهرين أدوا رسالة الله عز وجل , وحين أذو من أقوامهم وكذبوا إتجهوا إلى الله بالدعاء فاستجاب لهم ربهم وصدق الله تعالى إذ يقول " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " سورة البقرة وعلى الداعى أن يتجه إلى ربه بالدعاء وهو موقن بالإجابة ومن حديث أنس رضى الله تعالى عنه : أنه سمع النبى صل الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى "
           وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل الدعاء :

هذه الآية الكريمة وغيرها من أدعية القرآن الكريم , مما يدل على أن للدعاء شأنا عظيما عند الله فالدعاء هو العروة الوثقى التى يتعلق بها العبد , فيما يقوم به من أعمال , أو فيما هو قادم عليه من شدائد وأهوال , والعبد فى حال تضرعه إلى الله يكون مستأنسا برعايته ومطمئنا إلى معونته وقد أرشدنا رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الإكثار من الدعاء فهو طريق إلى رحمة الله ورضوانه من حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما _ قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" من فتح له باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة , وما سئل الله تعالى _ : " شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية , وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل , ولايرد القضاء إلا الدعاء , فعليكم بالدعاء " رواه الترمذى ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أدب الدعاء :

إن صدق الرجاء فى العبادة بدون تعجل دليل على قوة الايمان وحسن الظن بالله , ومن الأحاديث التى تحث المسلم على الجزم فى الدعاء والتيقن من الاجابة فعن أبى هريرة رضى الله عنه _ عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لى إن شئت , اللهم ارحمنى إن شئت , ليعزم المسألة فإنه لا مكره له " رواه مسلم والبخارى وأبو داود والترمذى وعلى المسلم أن يطلب من الله تعالى حاجته بجد وعدم تردد فإنه سبحانه هو الفاعل المختار القادر على كل شئ " ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أيضا عن النبى صل الله عليه وسلم قال : ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة , واعلموا أن الله تعالى لايستجيب دعاء من قلب غافل لاه " رواه الترمذى والحاكم والمسلم مطالب بأن يدعوا الله تعالى فى حال يكون فيها أهلا لقبول دعاءه وذلك بالمحافظة على الفرائض واجتناب المحارم فهو سبحانه لايستجيب دعاء عبد مشغول بغيره عن عبادته وطاعته وعن أبى هريرة رضى الله عنه أيضا قال عنه صل الله عليه وسلم :" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : قد دعوت ربى فلم يستجيب لى " رواه البخارى ومسلم وأبو داود الترمذى وابن ماجة وفى هذا الحديث الشريف ينهانا النبى صل الله عليه وسلم :" عن تعجل الدعاء , لأن فيه خروج عن أدب الدعاء , واعتراض على قضاء الله وقدره مما يؤدى إلى منع الاجابة وفى ذلك قول ابن عطاء الله فى حكمه :" لايكن تأخير العطاء موجبا ليأسك , فهو سبحانه قد ضمن لك الاجابة بما يريد وفى الوقت الذى يريد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء بخضوع وخشوع ودموع :

أوحى الله تعالى إلى عيسى ابن مريم عليه السلام "هب لي من قلبك الخشوع , ومن بدنك الخضوع , ومن عينيك الدموع , وادعوني فإني قريب مجيب " فعليك أخي المسلم بالإخلاص في الدعاء والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة , وأن تجزم في دعائك وتوقن بالإجابة وأن يصدق رجاؤك فيه.قال تعالى: " إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون , تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون , فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" سورة السجدة الآية 14 ـ 16ـ. " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الدعاء والعمل الصالح :

على كل إنسان نزلت به ضائقة ووقع فى شدة أن يسارع إلى ربه بالدعاء ويلجأ إليه بالعبادة , وفعل الخير ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم _ إذا حزبه أمر أو وقعت به ضائقة فزع إلى الصلاة وكان يعلم الناس أن يقولوا عند الكرب والشدة " لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء يرد القضاء :

الدعاء يرد القضاء ظاهريا , فالمريض يدعوا الله بالشفاء فيشفى والله سبحانه وتعالى قد قضى بأن هذا المريض سوف يشفى بواسطة الدعاء فهذا هو المكتوب عند الله فى الأزل من قبل أن يحدث , وقد يظن الانسان أنه لولا الدعاء لبقى المرض ولكنه فى الحقيقة لايرد القضاء لأن الداء مكتوب والشفاء سيكون بهذا الدعاء هذا هو القدر الأصلى الذى كتب فى الأزل وهكذا كل شئ مقرون فى هذه الحياة بسبب فأتبع سببا وكما فى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم " أن الدعاء والبلاء يتعركان ما بين السماء والأرض فأيهما غلب " كما في الحديث أيضا  :" يا أهل البلاء، لا تنسوا أن الدعاء والقضاء يتعاركان في السماء فأيهما غلب انتصر.. فلا تملوا من الدعاء فإن الله لا يمل حتى تملوا  وأيضا لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قل ما شئت فى دعائك :

_ قل ما شئت فى دعائك وما تشعر به من لذة وفرحة , فلن يكون أبدا مثل حب الله تعالى وفرحته بدعائك , والله سبحانه وتعالى إذا أحب فهو العظيم فى حبه فكيف أوفى بشكر ربى , وهل يكافئ العبد ربه ؟ من حديث سهل بن حنيف رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " من سأل الله الشهادة بصدق , بلغه الله تعالى منازل الشهداء , وإن مات على فراشه " رواه الترمذى وصححه المحدث الألبانى وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال : قيل يارسول الله صل الله عليه وسلم "أى الدعاء أسمع ؟ قال جوف الليل الأخير , ودبر الصلوات المكتوبات " رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء روح العبادة :

_ قال تعالى _ وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " سورة البقرة الآية 186 _ وقال تعالى _ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين " سورة الأنفال الآيو 9_ ومن حديث سلمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " إن الله حيى كريم يستحى إذا رفع الرجل إليه , يديه أن يردهما صفرا خائبتين " رواه الترمذى وصححه العلامة الألبانى حين يدعو المسلم ربه سبحانه وتعالى فهو الطالب الرافع لحاجاته , إنه المستفيد المنتفع , والله سبحانه وتعالى حين يترك العبد دعائه يغضب عليه " فاللهم لا تنسينى دعائك الدائم طرفة عين , ولا تحرمنى أبدا لذة طرق بابك , والتلذذ بالوقوف بالطلب من جنابك , وأنت عنى راض لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العلاج فى الدعاء :

_ لقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينصح أصحابه ويوجههم كيف يتخلصون من نوبات الكرب والهم والحزن , بتعليمهم أنواعا معينة من الأدعية التى يوظبون عليها بصدق واخلاص , وقد كانوا يجدون فيها الشفاء والعافية من البلاء ومن ذلك حديث عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين , وأصلح شأنى كله , لا إله إلا أنت " رواه أبو داود وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " من كثرت همومه وغمومه , فليكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله" رواه أبو داود وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ساعة الإجابة:

_ ليلة الجمعة ويوم الجمعة وساعة الجمعة من الأوقات التى يستجاب فيها الدعاء _ أكدت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على فضيلة يوم الجمعة وشرفه ومكانته على سائر الأيام وكذلك ليلته وجاءت الأحاديث عن النبى صل الله عليه وسلم :" أن فى الجمعة ساعة لا يسأل العبد فيها ربه شيئا إلا أعطاه إياه وقد اختلف العلماء حول هذه الساعة والغالب على أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة وقيل أنها عند قراءة الفاتحة وعند قول الإمام أمين وقيل أنها عند وقت العصر حيث تتعاقب الملائكة فى هذه الساعة بالنزول إلى الأرض والصعود إلى الله تعالى بأعمال العباد والأفضل أن يكثر المسلم فى يوم الجمعة وليلته بالدعاء لعله يوافق هذه الساعة وفى فضل ذلك من الأحاديث الصحيحة حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صل الله عليه وسلم قال لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه " أن فى ليلة الجمعة ساعة الدعاء فيها مستجاب " رواه الترمذى وحسنه وقال الحاكم صحيح وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عليك بالدعاء :

_ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدى بى , وأنا معه إذا دعانى " رواه مسلم ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أيضا قال : أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب , فليكثر الدعاء فى الرخاء " رواه الترمذى وحسنه الشيخ الألبانى ومن حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن الدعاء ينفع مما نزل , ومما لم ينزل , فعليكم عباد الله بالدعاء " رواه الترمذى وهو حديث حسن لغيره وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لا تقل كيف أخاطب ربى :

_ إذا قال العبد يارب , قال الله تعالى لبيك عبدى _ هذه الكلمات تعطيك ما تريد , إنه نداء يكشف لك الحجب , ويصرف عنك به الشواغل , فإذا الطريق نيرة , والقلب صاف , وعندما يقول الله لك لبيك عبدى وكأنك تشاهده وتراه , وكأنك أمامه , هل من ذكر لأحد غير الله بعد ذلك فأنذاك تنادى على ربك وتقول : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك " وأنت بهذه التلبية تشارك حجاج بيت الله الحرام , وكأنك تقول لربك يارب , إن كانوا جاؤا إليك بأجسادهم , فها أنا بروحى أسلم قيادى لك , ومناديا عليك , وفى النداء رحمة لعبد لم يطق السكوت , ولعلك يا أخى بهذه الكلمات , يكون لك فيها سلوى عما تريد , وعزاء لك عما تفتقده , وشفاء لما تجده من نفسك من تقصر وحاجه وهاهو نبى الله يونس عليه السلام _ لم يدعوا الله تعالى فى سر بينه وبين نفسه بل إنه كان يصرخ فى إستغاثته عند موقفه العظيم ذاك قال الله عنه " فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحنك إنى كنت من الظالمين " سورة الأنبياء الآية 87 _ فسبحانك ربى إذ جمعت لنا قوة الحال وقوة البيان والمعانى وقوة النداء " لبيك اللهم لبيك , لبيك لاشريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من ادب الدعاء :

عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النيى صل الله عليه وسلم لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع باثم او قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يارسول الله ما الاستعجال ؟قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم ار يستجاب لى فيتحسر ويدع الدعاء رواه مسلم يبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم ان حقيقة الدعاء 1_ هى اخلا ص القلب لله تعالى وعلى الداعى ان يثق فى الاجابة فمن ادمن قرع الباب يوشك ان يفتح له والمسلم لايقترح على الله كيف يستجيب له ومتى يستجيب _2 وحقيقة الدعاء ينبغى ان يكون بخير وان يبتعد عن كل مل فيه اثم والاستجابة منحة وفضل من الله القائل ادعونى أستجب لكم " سورة غافر _3 ومن حقيقة الدعاء ان يعلم العبد انه مستجاب فلا يصح له ان ييئس من تحقيق الاجابة فقد ورد عن ابى سعيد رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم ما من مسلم يدعوا بدعوة ليس فيها اثم او قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما يدخرها له فى الاخرة واما ان يصرف عنه من السوء مثلها , قال : الصحابة اذن نكثر من الدعاء قال الله اكثر" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء علاج للنفس :

ــ الدعاء ذكر وعبادة , وله من الفضل والثواب ما للذكر والعبادة , وعن النعمان بن بشير رضى الله عنه _ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" الدعاء هو العبادة ثم قرأ : وقال ربكم ادعونى أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين " سورة البقرة والحديث رواه الترمذى وأبو داود بسند صحيح إن فى الدعاء راحة للنفس وشفاء لها من الكرب والهم والقلق لأن الداعى يأمل فى استجابة الله تعالى له تصديقا لقوله تعالى :" وإذا سألك عبادى عنى فانى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون سورة البقرة وقوله صل الله عليه وسلم _ إن ربكم تبارك وتعالى حيى يستحى من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صُفراً" رواه أبو داود والترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء بين الأمل والرجاء :

إن الأمل فى استجابة الله تعالى للدعاء , يخفف من كرب المؤمن وهمه , ويمده بقوة تعينه على التحمل والصبر , وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" ما على الأرض مسلم يدعوا الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعوا باثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم اذا نكثر قال الله أكثر " رواه الترمذى وعن بن عمر رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء " رواه الترمذى وعن ابى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ ما من رجل يدعوالله إلا إستجاب له فاما أن يعجل له فى الدنيا وإما ان يدخر له فى الاخرة وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدعو باثم أوقطيعة رحم أو يستعجل " رواه الترمذى وعن سلمان رضى الله عنه_ أن رسول صل الله عليه وسلم :" لايرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد العمر الا البر " رواه الترمذى وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم

إذا قسى قلبك :

_ إذا قسى قلبك وأنت تريد علاجه من اعراضه وغفلته وبعده عن مولاه وخالقه سبحانه وتعالى فعليك بمراهم الشريعة واكسير العبادة وشعار الأنبياء والمرسلين , ونصح الناصحين من عباد الله المخلصين , من خبراء التربية والمجربين , إنه الدعاء فقد جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم يشكوا إليه قسوة قلبه فقال له " قل اللهم رب محمد صل الله عليه وسلم _ أذهب غيظ قلبى وثبتنى على دينك " فلا تمل من الدعاء أبدا , وادع الله تعالى بصلاح أحوالك وجميع أعمالك , وتفقد أوقات الإجابة عند السجود , وعقب الصلوات , وساعة الجمعة , وليكن دعائك باخلاص وحضور , من قلب واع ويقين ثابت , ومن ثم ستجد بعد ذلك فى قلبك من الرقة والخشية والإنابة , وأكثر من المسألة وألح فى الدعاء , فإنه لا يتعاظم على الله شئ ,

فإنه لاصلاح ولا نفع إلا من عنده قال تعالى :" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " سورة النمل الآية 62_ وقوله تعالى :" ادعونى أستجب لكم " سورة غافر الآية 60_ وقوله تعالى :" ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين " سورة الأعراف الآية 55 _ ومن الإعتداء والتعدى فى الدعاء أن يسأل العبد ربه مثلا الجنة , ثم هو يقول : وأن تطعمنى من طعامها وتزوجنى من نسائها وأن يتعوذ بالله من النار ثم يقول وأجرنى من الأكل من زقومها وأعذنى من سلسيلاها وأغلالها وكأنه يعلم ربه , فيكفى أن يسأل العبد اللهم إنى أسألك الجنة , اللهم إنى أعوذ بك من النار فقد حصل المقصود فعلينا أن نتمسك بالوارد عن رسول الله صل الله عليه وسلم فى الدعاء فعسى أن نكون من المقبولين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من لم يسأل يغضب عليه :

_ قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" من لم يسأل الله يغضب عليه " وقال صل الله عليه وسلم :" ليسأل أحدكم ربه حاجتها كلها حتى شِسع نعله إذا إنقطع " فلا تحقرن شيئا أن تدعوا ربك به سواء خيراً يجيبه أو شراً يمنعه , سل الإله إذا نابتك نائبة
فهو الذى يُرتجى عنده الأمل
فإن مُنحت فلا مَنٌ ولا كدر
وإن رُددت فلا ذلٌ ولا خجل
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من مقاصد الدعاء وفضله:

_ إن للدعاء منزلة عظيمة وأهمية كبيرة فى سلوك المؤمن ومنهج حياته ولهذا اعتبره الإسلام " مخ العبادة " وفى رواية من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" الدعاء هو العبادة " رواه أبو داود والترمذى وهو حديث حسن صحيح وبذلك نعلم أن الدعاء يمثل لنا أعلى درجات العبادة لله عز وجل ولذلك كان الدعاء من العبادات التى يفتقر إليها المسلم فهو محتاج إليه فى كل وقت وعلى كل حال , به يتضرع ويتذلل لربه خاشعا مفتقرا قال تعالى :" ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين " سورة الأعراف الآية 55_ ومن ثم وجدنا من الأدعية المأثورة عن رسول الله صل الله عليه وسلم الكثير حتى يقبل بها المسلم على ربه متضرعا مبتهلا ومن هذه الأدعيه على سبيل المثال لا الحصر فيما رواه أبو داود والنسائى عنه صل الله عليه وسلم :" اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وفيما رواه ابن ماجة وأبو داود عنه صل الله عليه وسلم :" اللهم إنى أسألك الجنة , وأعوذ بك من النار " وغير ذلك من الأدعية التى ينبغ للمسلم أن يحرص عليها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من مقاصد الدعاء دفع الشر واستجلاب الخير :

_ وفى ذلك يقول الله تعالى :" ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " سورة البقرة 201_ وقوله تعالى :" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض " سورة النمل 62_ ومن حديث طارق بن أشيم رضى الله عنه قال كان الرجل إذا أسلم علمه النبى صل الله عليه وسلم الصلاة ثم أمره أن يدعوا بهؤلاء الكلمات :" اللهم اغفر لى وارحمنى , واهدنى وعافنى , وارزقنى " رواه مسلم ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : كان النبى صل الله عليه وسلم يقول :" اللهم اصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى , وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى , وأصلح لى آخرتى التى إليها معادى , واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير , واجعل الموت راحة لى من كل شر " رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم