أركان الإيمان :

الدليل النقلى على أن الله تعالى متصف بالبصر :

ـ قال تعالى :" وصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم " سورة الطور الأية 48 ـ
وقال تعالى :" له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع مالهم من دونه من ولى ولايشرك فى حكمه أحدا " سورة الكهف الأية 26 ـ
وقال تعالى :" يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وماينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " سورة الحديد الأية 4 ـ

ثمرة الإيمان بهذه الصفة فى سلوك المؤمن :

إن المؤمن الصادق يعتقد أن الله تعالى ـ قائم على كل نفس بما كسبت , وأنه يرى كل شئ فى هذا العالم وأن رؤيته تنفد إلى جميع المخلوقات , من جميع الجهات فى وقت واحد والإيمان بهذه الصفة يدفع المؤمن إلى أن يخشى الله تعالى ويراقبه فى السر والعلانية ويخاف عقابه , فيدعوه ذلك فى جميع أحواله إلى أن يعبد الله كانه يراه , فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه , وهذا وحده هو أساس التقوى وسر الإخلاص لله تعالى فى العبادة , وطريق التوفيق والفلاح فى حياة الفرد وسلوكه المستقيم , كما يدعوه ذلك إلى التأمل والنظر والتفكر فى هذا الكون ومافيه من الآيات الدالة على وجود الله تعالى وقدرته , وبديع صنعه , وهذا هو خير طريق لمعرفة الخالق والإيمان بوجوده وبصفاته الكاملة عن فهم واقناع قال تعالى :" قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدء الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير " سورة العنكبوت الأية 20 ـ وفى ذلك حث للمسلم على الإستزادة من العلم وطلب المعرفة قال تعالى :" وفى ذلك فليتنافس المتنافسون " سورة المطففين الأية 26 ـ . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن الإيمان بالله تعالى وحقيقته :

معنى الإيمان بالله :

هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى والاعتقاد الحق بأنه سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده ، المدبر للكون كله ، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه فهو باطل ، وعبادته باطلة ، قال تعالى: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير " سورة الحج: الأية 62ـ فالإيمان بالله تعالى هو الأساس الذي تقوم عليه بناء وتربية شخصية المسلم الحق وأنه سبحانه وتعالى تفرد بصفات الكمال ونعوت الجلال ، وتنزه عن مشابهة خلقه في ذاته وصفاته ,وتلك هي العقيدة التي يتميز بها المسلم عن غيره ويتوقف عليها عمله ويتحدد اتجاهه, قال تعالى :" يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأني تؤفكون "سورة فاطر : الآية 3ـ ومعني تؤفكون أي تصرفون عن الحق .

أهمية الإيمان بالله عز وجل  :

لا يخفى على المسلم أهمية الإيمان بالله عز وجل، فهو أول أركان الإيمان ، بل هو أعظمها ، فما بقية الأركان إلا تبع له وفرع عنه ، وهو أهم ما خلق لها الخلق وأرسلت به الرسل ، وأنزلت به الكتب ، وأسست عليه الملة ، فالإيمان بالله هو أساس كل خير، ومصدر كل هداية ، وسبب كل فلاح ، ذلك لأن الإنسان لما كان مخلوقاً مربوباً عادٍ في علمه وعمله إلى خالقه وباريه فبه يهتدي ، وله يعمل ، وإليه يصير، فلا غنى له عنه، وانصرافه إلى غيره هو عين هلاكه وفساده ، والإنسان له بالله عن كل شيء عوض ، وليس لكل شيء عن الله عوض ، فليس للعبد صلاح ولا فلاح إلا بمعرفة ربه وعبادته ، فإذا حصل له ذلك فهو الغاية المرادة له والتي خلق من أجلها، فما سوى ذلك إما فضل نافع ، أو فضول غير نافعة ، أو فضول ضارة ، ولهذا صارت دعوة الرسل لأممهم إلى الإيمان بالله وعبادته ، فكل رسول يبدأ دعوته بذلك كما يعلم من تتبع دعوات الرسل في القرآن , فما من رسول إلا وقام ينادي في قومه يقول :" يا قوم ابدوا الله ما لكم من إله غيره " سورة الأعراف :الآية 4 ـ

الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور :

1ـ الإيمان بوجوده عز وجل:

الأدلة على وجود الله كثيرة ومنها الفطرة :

المسلم يعلم أن إثبات وجود الله وخلقه لهذا الكون ليس عسيرا على العقول ولا بعيدا عن فطرة الإنسان وعلمه فالإنسان بطبعه يهتدي إلى ربه ما دام سليم الفطرة بريئا من الأهواء والعلل قال تعالى :" أفي الله شك فاطر السموات والأرض ؟" سورة إبراهيم : الآية 7ـ لكن انطماس البصيرة , وإتباع الهوى والجهالة , يحجب الجاحدين عن نور الإيمان وطمأنينة اليقين , إن فطرة الإنسان تشهد بوجود الله تعالى مهما حاول الإنسان إخفاءها , فكم من إنسان ينكر وجود الله تعالى ، فلما ضاقت به السبل المادية في الأزمات لم يجد إلا أن يتوجه بقلبه إلى السماء , وربما يرفع يديه في خضوع وتذلل لعله يجد من القوة العليا مخرجاً مما هو فيه من ضيق كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَال : قَال النبي صل الله عليه وسلم :" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه كمثل البهيمة تُنتج البهيمة هل تري فيها من جدعاء " . أخرجه البخاري ومسلم

العقل الصحيح :

القرآن الكريم يسأل الذين يشككون في وجود الله سبحانه ولا يوقنون به هذا السؤال الذي يكشف عن حيرتهم , وفساد عقولهم عن التفكير . بقوله تعالى :" أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون؟ أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون " سورة الطور : الآية 35ـ 36ـ ولهذا كان العقل النقي الصافي غير المنساق لمؤثرات الهوى والشهوة ، المهيأ لاحترام الحقائق وقبول الحق ، الرافض للوهم والخرافة هذا العقل لو فكر مثلا أن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ، ولا يمكن أن توجد صدقة.لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه ، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟ولا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع ، والتناسق المتآلف ، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟! لأعترف بوجود الخالق .دلالة الشرع : فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك ، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.آيات الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه التي تسمى " المعجزات" : ويشاهدها الناس ، أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى تأييداً لرسله ونصراً لهم , وغيرها من الأدلة المنطقية مثل الإعجاز العلمى التي يبرهن بها في هذا الباب وغير ذلك , ومن أنكر وجود الله فهذا كافر مخلد فى النار .

2 ـ تعريف الإيمان بربوبيته التوحيد العلمي :

لقد كان هناك من يعرف الله تعالى ويؤمن بأنه الخالق الرازق ومع ذلك يشرك معه غيره , من الحجارة , أو من الكواكب ,أو من الناس ذلك هو الضلال البعيد , وهذا السقوط في الشرك قد استدعي حربا شديدة على الشرك اشتملت عليها دعوة القرآن الكريم قال تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " سورة البقرة الآية 22ـ
فتوحيد الربوبية يعني إفراد الله بأفعاله سبحانه ، وهو الإيمان بأنه الخالق ، الرازق ، المدبر لأمور خلقه ، المتصرف في شؤونهم في الدنيا والآخرة ،الملك والمالك لا شريك له في ذلك , قال تعالى :" أَلا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين " سورة الأعراف الآية 54 ـ فأي حجة للشرك الذي هو دليل على فساد العقل , وخبث النفس , وانطماس البصر والبصيرة ولهذا كان الشرك من أعظم الذنوب عند الله تعالى فلا يناله غفران ولا يشمله العفو قال تعالى :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيداً , إن يدعون من دونه إلا إناثا , وإن يدعون إلا شيطانا مريد لعنه الله " سورة النساء : الآية 116ـ 117ـ
فمن أعتقد أن لله تعالى شريك في الربوبية سواء كان الشريك نبى أو ولى أو غيرهما فقد أشرك شركاً أكبر ومن أعتقد أن أى حكم أفضل أو مساوى لحكم الله عز وجل يكون مشركاً شرك أكبر ومن قال لولا الله وأنت أو حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر أو أكبر حسب الأعتقاد .

3 ـ تعريف الإيمان بألوهيته التوحيد العملي أو توحيد العبادة.
التوحيد ثورة على العبودية لغير الله سبحانه ومعناه : إفراد الله تعالى وحده بالعبادة والخضوع والتسليم له والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه وهو غاية من غايات الإسلام التي جاء ليثبتها في أنفس العباد وهو عنصر أساسي في عقيدة المسلم قال تعالى :" قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أو المسلمين" سورة الأنعام : الآية 162 ـ 163 ـ فإفراد الله عز وجل بجميع أفعالنا وسائر أعمالنا , كالصلاة والزكاة والصيام و الحج وغير ذلك من العبادات لاتكون إلا لله فقط يقول سبحانه و تعالى: "و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "سورة النحل: الأية 36 ـ فمن صرف عبادة لغير الله الواحد الأحد فقد كفر ومن عبد أحد مع الله فقد أشرك شركاً أكبر ويسير الرياء شركاً أصغر .

4 ـ تعريف الإيمان بأسمائه وصفاته التوحيد المعرفي .
المسلم الذي يؤمن بربه وحده لا شريك له لا بد وأن يوقن , بأن الله تعالى متصف بكل صفات الكمال , منزه عن جميع صفات النقص وهذا أمر يقطع به العقل قبل أن ترد به نصوص الشرع , فإن من أبدع هذا الكون , ودبر أموره بحكمته , وخضع له كل شئ فيه , لابد وأن يكون ذا كمال , وجلال , وقدسية , وعظمة , لا يلحقه عيب ولا نقص .وبذلك يكون الإيمان بما وصف الله به نفسه , ووصفه به رسوله صل الله عليه وسلم من غير تحريف " تأويل فاسد"ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تفويض المعنى قال تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " سورة الأعراف الأية 180 ـوقوله جل شأنه :" ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى الأية11ـ وتلك حقيقة يبصرها القلب ويطمئن إليها الوجدان , وقد وصف الله تعالى نفسه لعباده كي يعرفوه ويحمدوه ويفردوه بالعبادة والخضوع , فإن من يدرك عظمة ربه وجلاله لا يشرك به غيره ولا يعدل عن سواه , ولكن الجاهلين به هم الذين لا يقدرونه حق قدره ولا يعرفون كماله وجلاله قال سبحانه وتعالى :" وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "سورة الزمر الآية 67ـ

فالله سبحانه حي لا يموت ولا ينام وحياته سبحانه أصل كل حياة ومنشأ كل وجود ..قال تعالى :" الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات والأرض " سورة البقرة : الآية 254ـ والله سبحانه قديم لا أول لوجوده .... فلم يسبق وجوده عدم . وهو باق ليس لوجوده نهاية وليس لحياته فناء كما في قوله تعالى :" هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم " سورة الحديد : الآية 3ـ وهو عز وجل مخالف لكل المخلوقات , فلا يشبهه منها شئ ... وكيف يشبه المخلوقُ خالقه قال تعالى :" ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى الآية 11ـ
ووجوده عز وجل وجود ذاتي لا علة له , ولا سبب , فوجوده أصل كل وجود , كما قال سبحانه :" قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد " سورة الإخلاص . ومعني الصمد الذي يلجأ إليه كل موجود , ويفتقر إليه كل حي , وهو الغني عن خلقه , وهو سبحانه وتعالى واحدٌ , لا مِثْلَ له , ولا شريك له .

وهو عز وجل سميع , يسمع الأصوات جميعاً , وإن كانت همسا أو مناجاة كما في قوله سبحانه :" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما , إن الله سميع بصير " سورة المجادلة الآية 1ـ
وهو بصير , يطلع على كل ما في الوجود , ويراقب كل موجود كما في قوله عز وجل :" سواء منكم من أسر القول ومن جهر به , ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار " سورة الرعد : الآية 10ـ وقوله :" ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى الآية 11ـ
وهو سبحانه متكلم بلا كيفية , فليس كلامه مثل كلامنا , بل هو صفة قائمة بذاته , تتنزه عن مشابهة المخلوقين .
وهو تعالى قادر ليس لقدرته حد قال سبحانه :" إن الله على كل شئ قدير " سورة فاطر الآية 1ـ
وهو مريد وليس لإرادته مؤثر من غيره فهو سبحانه يفعل ما يشاء قال تعالى :" فعال لما يريد " سورة البروج الآية 16 ـ
فعلى العباد أن يعرفوا صفات ربهم , وأوصاف كماله , وأن ينزهوه عن كل نقص ومشابهة لخلقه , فإن ذلك واجب العبد نحو خالقه العظيم سبحانه وتعالى :" سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوي والذي قدر فهدي" سورة الأعلى الآية 1ـ 3ـ
وقوله :" فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون "سورة الروم الآية 17ـ و18ـ

قواعد مهمة :

منها أن كل الفرق التى خالفت التعاليم الإسلامية أختلفت مع الفرقة الناجية فى أصول كليه وأهمها الإيمان بالله وخآصة توحيد الأسماء والصفات ولذلك يجب علينا أن نفهم معتقد السلف الصالح حتى لا نضل الطريق وهذه ثلاث قواعد بالأدلة لفهم باب الأسماء والصفات وهم :
القاعدة الأولى : نثبث ما أثبته الله لنفسه أو أثبته رسوله صل الله عليه وسلم فقط
والدليل : قول الله تعالى :" قل أأنتم أعلم أم الله " سورة البقرة الآية ـ 139 وقول الرسول صل الله عليه وسلم:" فأنا والله أعلمكم بالله وأتقاكم له " متفق عليه
القاعدة الثانية : ننفى ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه رسوله فقط
والدليل : " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى الأية 11ـ
القاعدة الثالثة :" نسكت عما سكت عنه الله ورسوله فقط .
والدليل : قول الله " ولا يُحطون به علما " سورة طه 110ـ إى إن الأصل إننا لا نعرف شئ عن أسماء الله وصفاته إلا عن طريق الوحى لأن الأسماء والصفات توقيفية بالأجماع ولقول رسول الله صل الله عليه وسلم ـ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
نواقضه : مخالفة إعتقاد السلف الصالح وإعتقاد الفرق الضآلة مثل :
1ـ الجهمية : وهم أتباع الجهم بن صفوان ، وهم ينكرون الأسماء والصفات .
2ـ المعتزلة : وهم أتباع واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد ، وهم يثبتون الأسماء ، وينكرون الصفات.
3 ـ الممثلة : وهم الذين أثبتوا الصفات ، وجعلوها مماثلة لصفات المخلوقين ، وقيل إن أول من قال بذلك هو هشام بن الحكم الرافضي
4 ـ المكيفة : حكاية كيفية الصفة كقول القائل : يد الله أو نزوله إلى الدنيا كذا وكذا ، أو يده طويلة ، أو غير ذلك ، أو أن يسأل عن صفات الله بكيف .
5 ـ المفوضة : هو الحكم بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة لا يعلمها إلا الله
أو هو إثبات الصفات وتفويض معناها وكيفيتها إلى الله عز وجل.
والرد على هؤلاء يكون بدليل الإثبات أو النفى أو السكوت وبيان مخالفة معتقدهم بالنقل والعقل وبيان ذلك يكون بالتفصيل في مواضعه .

ثمرات الإيمان بالله :

للإيمان بالله ثمرات جليلة ، وفوائدة جمة ، وفضائل كثيرة ، منها:
1ـ الأمن الدائم والاهتداء التام: فبحسب الإيمان يحصل الأمن والاهتداء في الدنيا والبرزخ والآخرة قال عز وجل: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " سورة الأنعام الآية 82 ـ
2 ـ الإيمان بالله يعني طاعة الله عز وجل , فالله عز وجل أمرنا بالإيمان به، وطاعتُه واجبةٌ، وهي أصل كل خير، قال تعالى: " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباطِ" سورة البقرة الآية 136ـ
3ـ الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزة: قال عز وجل:" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " سورة النور الآية 55 ـ
دخول الجنان والنجاة من النيران: قال تعالى: " إن الله يُدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار " سورة محمد: 12 ـ

4 ـ الحياة الطيبة: فالحياة الطيبة الحافلة بكل ما هو طيب_إنما هي ثمرة من ثمرات الإيمان بالله عز وجل : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " سورة النحل: 97ـ
5 ـ حلول الخيرات ونزول البركات: قالتعالى: " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " سورة الأعراف الآية 96ـ
6 ـ الهداية لكل خير: قال تعالى: " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " سورة التغابن الأية 11 ـ وقال: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار " سورة يونس الأية 9ـ
7 ـ زيادة الإيمان والثبات عليه: فالمؤمنون يتقلبون من نعمة إلى نعمة ، وأعظم نعمة يجدونها من الإيمان بالله هي أن يثبتهم الله على الحق ، ويزيد إيمانهم، فالثبات على 8 8 ـ الإيمان سبب لزيادته قال تعالى: " والذين اهتدوا زادهم هدي وآتاهم تقواهم " سورة محمد: 17ـ
9 ـ الفوز بولاية الله عز وجل : وأكرم بها من ولاية، قال تعالى : " ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم " سورة محمد الآية 11 ـ
10 ـ السلامة من الخسارة: قال تعالى:" والعصر , إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر " سورة العصر

الركن الثانى : الإيمان بالملائكة

معنى الملائكة :

إن المؤمن الصادق يعتقد بوجود الملائكة وهم خلق كريمٌ من خلق الله تعالى من غير طبيعة الإنسان ومن غير طبيعة الجان , فقد خُلقوا من نور كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" خلقت الملائكة من نورٍ وخُلق الجان من مارج من نار " رواه مسلم فالملائكة أجسام نورانية ، أحياء ناطقون , خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور طاهرون قادرون على التشكل بما شاء الله تعالى من الأشكال الحسنة عابدون لله تعالى ومنحهم الانقياد التام لأمره ، والقوة على تنفيذه وهم من عالم الغيب المحجوب عنا أبرار مقربون يعبدون الله ويسبحون بحمده الليل والنهار لا يفترون وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى , وليس في طبيعة الملائكة الاتجاه إلى المعصية , بل هم مفطورون على الطاعة الدائمة قال تعالى :" لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " سورة التحريم : الآية 6ـ

أهميه الإيمان بهم:

الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان ، والذي لا يصح إيمان عبد حتى يقر به ، فيؤمن بوجودهم ، وبما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم وأفعالهم.
قال الله تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " سورة البقرة الآية 285ـ وقال تعالى:" من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " سورة البقرة: الآية 98 .وقد حكم الله عز وجل بالكفر على من أنكر وجود الملائكة , ولم يؤمن بهم، فقال تبارك وتعالى:" ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " سورة النساء الآية 136 ـ والمسلم الحق لا يتجاوز في إيمانه بالملائكة حدود الدين , ولا يصنع صُنع السفهاء الذين افتروا على الملائكة , ومنهم من كان يعبدهم من دون الله عز وجل . وهؤلاء ستكذبهم الملائكة يوم القيامة ويتبرأون منهم قال تعالى :" ويوم يحشرهم جميعا , ثم يقول للملائكة , أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ؟ قالوا سبحانك , أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مشركون " سورة سبأ : الآية 40ـ 21ـ

معنى الإيمان بالملائكة :

هى الإيمان بوجودهم إيماناً جازماً لا يتطرق إليه شك ، ولا ريب ، فأهل السنة والجماعة: يؤمنون بهم إجمالاً ، وأما تفصيلاً فبمن صح به الدليل ممن سماه الله ورسوله صل الله عليه وسلم؛ وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بوجودهم ، وأنهم عباد مخلوقون ، خلقهم الله تعالى: من نور، وهم ذوات حقيقية ، وليسوا قوى خفية ، وهم خلق من خلق الله تعالى ,  والملائكة خلقتهم عظيمة ، منهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ، ومنهم من له أربعة ، ومنهم من له أكثر من ذلك ، وثبت أن جبريل - عليه السلام - له ستمائة جناح ,  وهم جند من جنود الله ، قادرون على التمثل بأمثال الأشياء ، والتشكل بأشكال جسمانية , حسبما تقتضيها الحالات التي يأذن بها الله سبحانه وتعالى وهم لايأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون بل هم عباد  مقربون من الله ومكرمون .

والإيمان بهم يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بوجودهم حقيقة
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه  " كجبريل " ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة " جبريل "  فقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق. وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل" لجبريل"  حين أرسله تعالى إلى  , " مريم عليها السلام  " فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى ، كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.

أعمال بعض الملائكة:

لكلً منهم عمل خاص على سبيل المثال لا الحصر
مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.
ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الموكل بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.
ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه

مسائل مهمة :

-1 الملائكة لاتنفع ولا تضر إلا بأذن ربها و لايجوزالتوسل بهم , كما لايجوز ان نتكلم عنهم بغير علم من الكتاب أو السنة .
- 2ملك الموت ليس إسمه عزرائيل ولم يأتى فى الكتاب أو السنة ذكر أسمه :- الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ولا يتناكحون ولا ينامون - الملائكة ليسوا ذكوراً وليسوا إناثاً
-3 منازل الملائكة ومساكنها السماء - أن الله عز وجل لما أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام سجدوا له جميعاً بلا استثناء ، ملائكة الأرض ، وملائكة السماء - إنّ المادة التي خلقوا منها هي النور
- 4للملائكة أجنحة كما أخبرنا الله تعالى، فمنهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة، أو أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك
- 5خلقهم الله على صور جميلة كريمة
- 6الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار:- والملائكة متفاضلون بعضهم أفضل من بعض وأفضل الملائكة المقربون وهم الذين شهدوا معركة بدر

7ـ والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره، بلا كلل ولا ملل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك
8 ـ الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم- الملائكة عليهم السلام يجوز عليهم الموت، وأن الله قادر على ذلك.
9الجن ليسوا من الملائكة , لأن الملائكة خلقوا من نور, والجن خلقوا من نار:- إبليس ليس من الملائكة لأن إبليس خلق من نار والملائكة خلقت من نور، ولأن طبيعة إبليس غير طبيعة الملائكة .
10ـ الملائكة الموكلة بحفظ عمل العبد من خير وشر ، وهم الكرام الكاتبون فالذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات لا نعلم إسمهم وأما رَقِيبٌ عَتِيدٌ فهذه صفتهم - والملائكة يحبون المؤمنون ويبغضون الكافرون - منكر ونكير موكلان بسؤال العبد فى القبر لا نعلم إسمهما ولا نعلم أهم اثنيين لكل واحد ام اثنيين للجميع وكل هذا علم لاينفع والجهل به لايضر

صفة مجيء الملك إلى الرسول :

بالتأمل في النصوص في هذا الموضوع نجد أنّ للملك ثلاثة أحوال:
الأول: أن يراه الرسول صل الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها ، ولم يحدث هذا لرسولنا صل الله عليه وسلم إلا مرتين .
الثاني: أن يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس، فيذهب عنه وقد وعى عنه الرسول صل الله عليه وسلم ما قال.
الثالث: أن يتمثل له الملك رجلاً فيكلّمه ويخاطبه ويعي عنه قوله، وهذه أخف الأحوال على الرسول صل الله عليه وسلم وقد حدث هذا من جبريل في اللقاء الأول عندما فجأه في غار حراء . الرسل والرسالات .

ثمرات الإيمان بالملائكة :

الله عز وجل لم يطلع الناس على شيء من غيبه إلا وكان فيه نعمة عظيمة لهم ، ومن فضل الله علينا أن عَرَّفَنَا بهذه المخلوقات الكريمة. وجعل الإيمان بها من الإيمان بالغيب الذي يعد أول صفة للمتقين. قال تعالى: " ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"  سورة البقرة الأية 1-3 . وثمرات الإيمان بهم كثيرة ومنها , وقوف المؤمن على عظيم قدرة الله تعالى وذلك واضح في عظم خلق الملائكة.
1ـ اطمئنان المؤمن إلى أنه محاط برعاية الله تعالى له بهؤلاء الخلق العظام الذين يرعون شؤونه، ويسيرون كثيرا من شؤون الكون بإذن الله تعالى.
2 ـ حث المؤمن على العمل الصالح وزجره عن السيئات، حيث أن الملائكة يترصدون جميع أعماله ويسجلونها عليه.

3 ـ إغلاق باب الخرافة الباطلة والاعتقاد الزائف فيهم وذلك ببيان الحق في شأنهم وتوضيح ما يخص البشر وينفعهم العلم به من أمر الملائكة.
4 ـ أن تتطهر عقيدة المسلم من شوائب الشرك وأدرانه ، لأن المسلم إذا آمن بوجود الملائكة الذين كلفهم الله بهذه الأعمال العظيمة تخلص من الاعتقاد بوجود مخلوقات وهمية تسهم في تسيير الكون .
5 ـ أن يعلم المسلم أن الملائكة لا ينفعون ولا يضرون ، وإنما هم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، فلا يعبدهم ولا يتوجه إليهم ، ولا يتعلق بهم .

- 6شكر الله تعالى على لطفه وعنايته بعباده حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك مما تتحقق به مصالحهم في الدنيا والآخرة .
- 7محبة الملائكة على ما هداهم الله إليه من تحقيق عبادة الله على الوجه الأكمل ونصرتهم للمؤمنين واستغفارهم لهم .
- 8الاستقامة على أمر الله عز وجل: فإن من يستشعر وجود الملائكة معه وعدم مفارقتها له ويؤمن برقابتهم لأعماله وأقواله وشهادتهم على كل ما يصدر عنه ليستحي من الله ومن جنوده ، فلا يخالفه في أمر ولا يعصيه في العلانية أو في السر، فكيف يعصى الله مَنْ علم أن كل شيء محسوب ومكتوب؟
9 ـ الطمأنينة: فالمسلم مطمئن إلى حماية الله له، فقد جعل الله عليه حافظًا يحفظه من الجن والشياطين ومن كل شر: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " سورة الرعد الأية11ـ ومن هنا يعلم المسلم أن الملائكة أحباب للبشر يرجون لهم الخير ويبغون لهم الهداية , ويُشفقون عليهم من العثار والضلال , وإيمانه بهم يعود عليهم بثبات الإيمان , وحلاوة اليقين , وعلاقته بهم علاقة التأييد والحب والعون والنصرة , ومن ثم تنفسح أمامه الآفاق , وتتضح الحقائق , وتسمو الروح ويصح الإيمان .