آداب وأدعية عند نزول المطر والبرق والرعد وهبوب الرياح:

آداب وأدعية عند نزول المطر والبرق والرعد وهبوب الرياح:

عند رؤية الغيم والسحاب : كما في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان صل الله عليه وسلم إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه فقالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهة فقال : يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب , عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا " رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني كما في الأدب المفرد ح وسنن أبي داود .وكما في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :"عند نزول المطر يقول :" اللهم‏‎ ‎صيباً نافعاً "رواه البخاري والمقصود بالصيب هو ما سال من المطر قال تعالى :" أو كصيب من السماء"وكان يقول صل الله عليه وسلم:" اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق" ويمكن للمسلم الدعاء بأي شيء يخرج من قلبه بشرط أن يكون صادق اللهجة صحيح المعني,

وبعد نزول المطر كما في حديث زيد بن خالد رضي الله عنه, أن النبي صل الله عليه وسلم كان يقول : " مطرنا بفضل الله ورحمته " رواه البخاري. وعند شدة الأمطار والخوف منها , كما في حديث أنس رضي الله تعالى عنه ,كان يقول صل الله عليه وسلم:" اللهم حوالينا لا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر. رواه البخاري ومسلم ,وعند هبوب الريح كما في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال :"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به ، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به " رواه مسلم . وفي رواية ما هبت الريح إلا جثا النبي صل الله عليه و سلم على ركبته و قال : اللهم اجعلها رحمة و لا تجعلها عذاباً ، اللهم اجعلها رياحاً و لا تجعلها ريحاً .

وعند سماع الرعد كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :"اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك" رواه الترمذي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهم.و كان النبي صل الله عليه وسلم:" إذا سمع الرعد ترك الحديث و قال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته .وكان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه والحديث موقوفا: ‏ ‏إذا سمع الرعد ترك الحديث ويقول :"سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد .رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره.

وجهنا الله تعالى ونبينا محمد صل الله عليه وسلم إلى الدعاء عند نزول المطر عند نزول المطر، فالدعاء يعتبر وسيلة يتقرب العبد بها إلى ربه ومن أفضل الأوقات التي يستجيب الله بها إلى عبده هو دعاء المطر لأن الدعاء مجاب عند نزول المطر، ففي حديث سهل بن سعد قال :قال رسول الله عليه وسلم:" ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر" حسنه الألباني " وإذا اشتد المطر فلا تدعوا بوقفه بل عليك أن تدعو بأن يكون في الأودية ومنابت الأشجار,كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس "رواه مسلم.

كما يستحب أن يصيب المطر شيئاً من البدن والمتاع كما في حديث أنس رضي الله عنه قال:" أصابنا ونحن مع رسول الله صل الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صل الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى " رواه مسلم. ومعني"حديث عهد بربه"، أن هذا المطر من صنع الله، وعلينا التبرك به. فيجب على المسلمين جميعاً عدم تضييع فرصة دعاء المطر لعل الله يستجيب الدعاء ويتغير حال الأُمة إلى أحسنه. ويعتبر المطر نعمة من الله جل جلاله وبركه ومِنّة على مخلوقاته، فماء المطر هو حياة الأرض والإنسان والحيوان فهو فيه الخير الكثير ويستشعر الإنسان هذا الخير فور نزول المطر لذلك يلجأ كل من لديه كربة أو مسألة أو حاجة مستعصية عليه إلى دعاء المطر عسى الله أن يحققها له ويفك بالدعاء كربه.

وعند قصة الاستسقاء:

كما حدث في شهر رمضان من السنة السادسة للهجرة النبوية، أجْدب الناس جدباً شديداً, فاستسقى بهم رسول الله صل الله عليه وسلم فنزل المطر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "شكا الناس إلى رسول الله صل الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس أول طلوع شعاعها، فقعد على المنبر فكبّر وحمد الله عز وجل، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقت ظهوره، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد،

، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن، ضحك حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسول" رواه أبو داود وحسنه الألباني.

نزول المطر في غزوة تبوك:

في شهر رجب من السنة التاسعة من الهجرة النبوية، توجه الجيش الإسلامي بقيادة النبي صل الله عليه وسلم إلى تبوك، وفي أثناء سيرهم أصبح الناس ولا ماء لهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فدعا ربَّه، واستسقى لمن معه من المسلمين، فأرسل الله عز وجل سحابة فأمطرت. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: "قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: حَدِّثْنا عن شأن ساعة العُسْرَة " غزوة تبوك" فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قَيْظٍ "حرٍّ " شديد، فنزلنا مَنْزِلاً وأصابنا فيه عَطَشٌ حتى ظَنَنَّا أن رقابنا ستنقطع "من شدة العطش"، حتى إنَّ الرجل لَيَنْحَر بَعِيرَه فيَعْتَصِر فَرْثَه "بقايا الطعام في معدته" فيشْربه، ثم يجعل ما بَقِيَ على كَبِدِه، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، إنَّ اللهَ عَوَّدك في الدعاء خيراً فادعُ الله لنا! فقال: أَوَ تحب ذلك؟ قال: نعم، فرفع رسول الله يديه إلى السماءِ فلم يُرْجِعْهُما حتى قالتِ السماءُ "آذَنَتْ بمطر" فأظلت ثم سكبتْ، فَمَلَئُوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر" رواه ابن حبان وصححه الألباني.

ومن هذه الأمثلة لسرعة نزول لمطر بدعاء النبي صل الله عليه وسلم ما رواه البخاري في كتاب "الاستسقاء" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله صل الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صل الله عليه وسلم قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السُّبُلُ، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قَزَعَةً "قطعة من الغيم " وما بيننا وبين سلع "جبل قرب المدينة" من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل التُّرْسِ "ما يُتقي به ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سِتّاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة- يعني الثَّانِيَةَ -،

ورسول الله صل الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام "الرابية المرتفعة من الأرض" والظراب "صغار الجبال والتلال"، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، قال: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: سألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري" رواه البخاري. قال النووي رحمه الله تعالى: "فيه معجزة ظاهرة لرسول الله صل الله عليه وسلم في إجابة دعائه متصلا به، وفيه أدبه في الدعاء".لقد اشتكى الأعرابي قلة المطر، وما نتج عن ذلك من هلاك المواشي والزروع، وجوع العيال لعدم وجود ما يتعيشون عليه من الأقوات، وطلب من النبي صل الله عليه وسلم دعاء ربه حتى ينزل عليهم المطر، فرفع النبي صل الله عليه وسلم يديه يدعو ربه سبحانه بالمطر، ولم يكن في السماء سحاب مجتمع ولا متفرق، ولا أي شيء من علامات المطر،

كما ورد في بقية روايات الحديث، فهاجت ريح شديدة، أنشأت سحابا ثم اجتمع، فصار من كثرته كأمثال الجبال، واستمر المطر أسبوعا، ولما اشتكى الأعرابي من الجمعة المقبلة خشية الهلاك من كثرة المطر، دعا النبي صل الله عليه وسلم أن يكون المطر على الآكام ومنابت الشجر، فاستجاب الله دعاءه.هذا الحديث والموقف النبوي من أعظم دلائل نبوته صل الله عليه وسلم، وشاهد على صدقة وعلو منزلته عند ربه، حيث استجاب الله دعاءه، وأنشأ السحاب وأمطرت السماء، ليس مع انتهاء الدعاء ولكن أثناء الدعاء، وتلك الاستجابة الإلهية لا تكون لمن يدَّعِي النبوة ويفتري على الله الكذب، فإن الله لا يؤيد الكاذب الذي يلجأ إليه، بل يُهْلِكُه ويفضَحُه، كما قال موسى مخاطباً سحرة فرعون: " قال لهم موسي ويلكم لا تفتروا علي الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افتري" سورة طه: الآية 61 ـدعاء مؤلف:اللهم أغثنا، غيثاً هنيئاً مريعاً سحاً عاماً طبقاً عاجلاً غير آجل. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالأمطار والخيرات واجعله عوناً لنا على عبادتك وطاعتك. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

باب ما يقوله المسلم بين يدي نزول المطر :

كما في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه , قال صلى بنا رسول الله صل الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف، أقبل على الناس،فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب؛ وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب."رواه البخاري ومسلم . وفي رواية للإمام مسلم"أصبح من الناس شاكر وكافر"ومعني قوله: " مُطِرنا بفضل الله ورحمته" أي: رزقنا الله تعالى المطر بفضل منه ورحمة." ومعنى على إثر سماء": على إثر مطر، معنى "نوء": نجم، وقيل: الأنواء: منازل القمر،

، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: في كتابه الأذكار: "ويكره أن يقول: مُطرنا بنَوء كذا، فإن قاله معتقداً أن الكوكب هو الفاعل فهو كفر، وإن قاله معتقداً أن الله تعالى هو الفاعل، وأن النَّوء المذكور علامةٌ لنزول المطر لم يكفر، ولكنه ارتكب مكروهاً؛ لتلفُّظه بهذا اللفظِ الذي كانت الجاهلية تستعمله".واختلف أهل العلم على قولان هل نقول : مطرنا بفضل الله ورحمته أثناء نزول المطر أو بعده كما جاءت بذلك الرواية السابقة ولذلك قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في الأذكار : باب ما يقوله بعد نزول المطر ، وقال الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى في الإرشاد : "على إثر سماء" بكسر الهمزة وسكون المثلثة، على المشهور، أي: عقب مطر .لكن الإمام النسائي رحمه الله في سننه الكبرى قال : باب القول عند المطر . اهـ وبذلك نري أن الأمر فيه سعة ويجوز هذا وذاك .

من الأدعية المأثورة عند نزول المطر:كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال":اللهم صيبا نافعا.رواه البخاري.ومعني صيبا:بالنصب بفعل مقدر أي: اجعله صيبا نافعا ونافعا صفة للصيب،ليخرج الضار منه. كما يستحب الدعاء عند المطر؛ فإنه مظنة الإجابة، فيدعو الإنسان بما يشاء؛ عن مكحول، عن ابن عمر، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث"؛ أخرجه الشافعي رحمه الله تعالى في الأم، وصححه الألباني.قال الشافعي رحمه الله تعالى في الأم: " حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة"، قال البيهقي: وقد روينا في حديث موصول عن سهل بن سعد، عن النبي صل الله عليه وسلم: "الدعاء لا يُرد عند النداء، وعند البأس، وتحت المطر"،

وروينا عن أبي أمامة، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة.وعن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "ثنتانِ ما تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر"؛ رواه الحاكم، وحسنه السيوطي والألباني، وفي رواية لأبي داود في سننه: "ووقت المطر" بدلًا من: "وتحت المطر.وقال الإمام المناوي رحمه الله في كتابه فيض القدير: " ثنتان ما" في رواية لا تردان، الدعاء عند النداء" يعني الأذان للصلاة، "وتحت المطر"؛ أي: دعاء من هو تحت المطر لا يرد، أو قلما يرد، فإنه وقت نزول الرحمة، لا سيما أول قطر السنة، والكلام في دعاء متوفر الشروط والأركان والآداب.

كما يسنُّ أن يكشف الإنسان شيئاً من بدنه ليصيبه المطر، ففيه البركة؛ يقول الله تعالى :" ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد " سورة ق: الآية 9ـ .روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صل الله عليه وسلم مطر، قال: فحسَر رسول الله صل الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لمَ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديثُ عَهْدٍ بربِّه تعالى.قال الإمام النووي رحمه الله تعالى شارحاً هذا الحديث في صحيح مسلم: "معنى :حسر ؛ أي: كشف بعض بدنه، ومعنى "حديث عهد بربه"؛ أي: بتكوين ربِّه إياه، معناه: أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخَلْق الله تعالى لها، فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غيرَ عورتِه لينالَه المطر.كما يسن قول المسلم :"رحمة عند نزول المطر؛ فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عائشة زوج النبي صل الله عليه وسلم تقول: كان رسولُ الله صل الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطَرت سُرَّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: "إني خشيت أن يكون عذاباً سُلِّط على أمتي، ويقول إذا رأى المطر: رحمةٌ. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ردود على شبهات :

لقد بينا معني هذه الآيات الكريمة من قبل وأنها تتحدث في وادي العذاب الذي يحل بالظالمين المجرمين في كل زمان ومكان جزاء وفاق على كفرهم بربهم وما ارتكبوا من منكرات ومعاصي وليس بعد الكفر ذنب وبينا معني المطر في هذه الآيات أنه يأتي بعذاب الهالكين , وأن الكلمة تقع حيث يكون معناها والمعني هو الذي يحدد لنا مدلول اللفظ , وأنه لا تثريب على المسلم عند نزول المطر أن يقول " مُطرنا بفضل الله ورحمته " كما بينت لنا السنة الشريفة المطهرة , فلنحذر إخواني وأخواتي من ترويج مثل هذه المعلومات الناقصة بحثا وفقها , ولنعلم أن نصف معلومة قد تكون أشد على الناس وعقولهم من الجهل بها ,"فجهل يُنجي خير من علم يُردي" فاتقوا الله في ما تنقلون ولا تنشروا شيئا حتى تتثبتوا من صحته اتقوا الله في دينكم وانظروا عمن تأخذون دينكم . هذا الكلام ردا على هذه الرسالة وقد قمت بنشر الجواب اليوم ونُشر على موقع من فقه الإسلام ولم أرفق هذه الرسالة به حتى لا يطول الكلام وفق الله الجميع لفعل الخير . موقع من فقه الإسلام .كتب هذا الرد من أكثر من ثلاث سنوات ونشر على صفحة من فقه الإسلام على الفيس.
وإليك أخي الكريم نص الرسالة المنتشرة على شبكات التواصل كما جاءت ولا يجوز نشرها إلا مع بيان الحقيقة حتى لا يلتبس على الناس أمر دينهم :

#معلومة عن كلمة مطر في القرآن الكريم معلومة خطيرة وخطيرة جدآ وأنا أول مرة أركز فيها عن كلمة "مطر" الحقيقة التي نحن غافلون عنها. ﻳﻈﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻄﺮ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺘﺴﻘﻰ ﺑﻪ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻟﺘﻨﺒﺖ ﻧﺒﺎﺗﻬﺎ. ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻄﺮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ اﻻ‌ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻭ اﻷ‌ﺫي . ونحن دائما ندعوا الله أن ينزل علينا المطر ولا حول ولا قوة إلا بالله. وإليكم اﻵيات ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ. ﻳﻘﻮﻝ الله تعالى: 1- {ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣَّﻄَﺮًﺍ ﻓَﺎﻧﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ} (84) ﺳﻮﺭﺓ اﻷ‌ﻋﺮﺍﻑ 2- {ﻓَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎ ﻋَﺎﻟِﻴَﻬَﺎ ﺳَﺎﻓِﻠَﻬَﺎ ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦ ﺳِﺠِّﻴﻞٍ} (74) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ 4- {ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣَّﻄَﺮًﺍ ﻓَﺴَﺎﺀ ﻣَﻄَﺮُ ﺍﻟْﻤُﻨﺬَﺭِﻳﻦَ} (58) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻞ 5- {ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﻫَﺬَﺍ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻖَّ ﻣِﻦْ ﻋِﻨﺪِﻙَ ﻓَﺄَﻣْﻄِﺮْ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ ﺃَﻭِ ﺍﺋْﺘِﻨَﺎ ﺑِﻌَﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟِﻴﻢٍ} (32) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷ‌ﻧﻔﺎﻝ 6-{ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺟَﺎﺀ ﺃَﻣْﺮُﻧَﺎ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﻋَﺎﻟِﻴَﻬَﺎ ﺳَﺎﻓِﻠَﻬَﺎ ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦ ﺳِﺠِّﻴﻞٍ ﻣَّﻨﻀُﻮﺩٍ} (82) ﺳﻮﺭﺓ ﻫﻮﺩ 7-{ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺗَﻮْﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻘَﺮْﻳَﺔِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺃُﻣْﻄِﺮَﺕْ ﻣَﻄَﺮَ ﺍﻟﺴَّﻮْﺀِ ﺃَﻓَﻠَﻢْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻳَﺮَﻭْﻧَﻬَﺎ ﺑَﻞْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ لا ﻳَﺮْﺟُﻮﻥَ ﻧُﺸُﻮﺭًﺍ} (40) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﺴﻘﻲ اﻷ‌ﺭﺽ واﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻏﻴﺮ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺍﻟﻤﺎﺀ )(الغيث) ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﺮْﺳِﻞُ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡَ نشرا ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻱْ ﺭَﺣْﻤَﺘِﻪِ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﻗَﻠَّﺖْ ﺳَﺤَﺎﺑًﺎ ﺛِﻘَﺎﻻ‌ً ﺳُﻘْﻨَﺎﻩُ ﻟِﺒَﻠَﺪٍ ﻣَّﻴِّﺖٍ ﻓَﺄَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﻤَﺎﺀ ﻓَﺄَﺧْﺮَﺟْﻨَﺎ ﺑِﻪِ ﻣِﻦ ﻛُﻞِّ ﺍﻟﺜَّﻤََﺮَﺍﺕِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧُﺨْﺮِﺝُ ﺍﻟْﻤﻮْﺗَﻰ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ} (57) ﺳﻮﺭﺓ اﻷ‌ﻋﺮﺍﻑ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭَﺗَﺮَﻯ الاَﺭْﺽَ ﻫَﺎﻣِﺪَﺓً ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺍﻟْﻤَﺎﺀ ﺍﻫْﺘَﺰَّﺕْ ﻭَﺭَﺑَﺖْ ﻭَﺃَﻧﺒَﺘَﺖْ ﻣِﻦ ﻛُﻞِّ ﺯَﻭْﺝٍ ﺑَﻬِﻴﺞٍ} (5) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤـﺞ اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يارب .. أستغفرك اللهم وأتوب إليك استغفر الله العظيم أبدا ﻻ تقولوا مطر قولوا غيث أو ماء" اللهم أغثنا اللهم انزل علينا ماء من السماء اللهم اسقني غيثا مغيثا .هذه الرسالة بشكلها نقلتها إلى بعض الأخوات عند سؤالها.

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم وبعد :

فقد سألت بعض الأخوات الفضليات عما يُكتب عبر شبكات التواصل من النهي عن قول المسلم عند نزول المطر " مطرنا " لأن المطر يأتي بالعذاب كما ذكرت بعض آيات القرآن الكريم . والجواب أولا : عن حكم قول المسلم عند نزول المطر أو بعده " مطرنا " حيث أن القرآن الكريم لم يذكر كلمة مطر إلا مقرونة بالعذاب , كما في قوله تعالى :"وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" سورة الأنفال . وكذلك قوله تعالى :" فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود "وقال تعالى :"ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا "سورة النساء . ..الخ الآيات .

وأما في سنة رسول الله صل الله عليه وسلم وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومن وظيفتها تخصيص العام وتقيد المطلق وتفصيل المجمل كما تقرر في الأصول .فقد جاءت بمدح كلمة مطر وسنة لنا أن نقول ذلك عند نزول المطر أو بعد نزوله من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه , قال صلى بنا رسول الله صل الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف، أقبل على الناس،فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب؛ وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب."رواه البخاري ومسلم . وفي رواية للإمام مسلم"أصبح من الناس شاكر وكافر"ومعني قوله: " مُطِرنا بفضل الله ورحمته" أي: رزقنا الله تعالى المطر بفضل منه ورحمة."

ومن هنا نعلم أن كلمة مطر يجوز استعمالها في الخير والشر . ومن المعلوم أن الكلمة عامة تقع حيث يقع معناها من المدح والذم ,و كما جاء في فتح الباري لابن حجر رحمه الله تعالى :"يقال: مطرت السماء وأمطرت، ويقال: مطرت في الرحمة، وأمطرت في العذاب، وقال ابن عيينة: ما سمي الله مطرا في القرآن إلا عذابا. يعني: ما أطلق المطر في القرآن إلا على العذاب، وتعقب بقوله تعالى: ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر. اهـ. ومن الأدعية المأثورة :كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال ": اللهم صيبا نافعا." الحديث رواه البخاري .

ومعني صيبا: بالنصب بفعل مقدر أي: اجعله صيبا نافعا ونافعا صفة للصيب ، ليخرج الضار منه.قال ابن عباس رضي الله عنه والصيب هو المطر ، وإليه ذهب جمهور أهل العلم وقال بعضهم : الصيب السحاب.وهو من صاب المطر يصوب إذا نزل فأصاب الأرض. وفي الحديث دليل على استحباب الدعاء عند نزول المطر وهو كما في الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء :" اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش , وإقامة الصلاة ونزول المطر " حسنه المحدث الألباني . والله تعالى أعلم .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد آله وصحبه وسلم