الصحابي طُليْحَة بن خويلد ألأسدي رضي الله عنه :

نسبه :

طُلَيْحَة بن خُوَيْلِد بن نَوْفَل بن نَضْلَةَ بن الأَشْتَر بن حجوان بن فَقْعَس بن طَرِيف بن عَمْرو بن قُعَين بن الحارث بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أسد بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إِلْيَاس بن مُضَر" الطبقات الكبير. طُلَيْحَة بن خُوَيْلد بن نَوْفَل بن نَضْلَةَ بن الأَشْتَر بن حَجْوان بن فَقْعَس بن طَريف بن عَمْرو بن قُعَين بن الحارث بن دُودَان بن أَسد بن خُزَيمة بن مدركة بن إِلياس بن مُضر، الأَسَدي الفَقْعَسِي. أَخرجه أَبو عمر وأَبو موسى. أسد الغابة.روى ابْنُ سَعْدٍ ، من طرقٍ ، عن ابن الكلبيّ وغيره ــــ أنّ وَفْدَ بني أسد قدموا على رسول الله صَلَّ الله عليه وسلم فيهم حضرمي بن عامر، وضِرَار بن الأزور، ووابِصَة بن معبد ، وقتادة بن القائف ، وسلمة بن حُبيش، وطليحة بن خويلد، ونُقادة بن عبد الله بن خلف، فقال حَضْرمي بن عامر: أتيناك نتدرّع الليلَ البهيم في سنة شَهْبَاء ، ولم تبعث إلينا بعثًا، فنزلت: "  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا " سورة الحجرات 17ـ الآية.

والسّياقُ لابن الكلبي. وفي رواية مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ لم يسمِّ منهم سوى طليحة ، وزاد: فارتد طليحة وأخوه سلمة بعد ذلك ، وادّعى طليحة النّبوّة، فلقيهم خالد بن الوليد ببِزاخة فأوقع بهم ، وهرب طليحة إلى الشّام ، ثم أحرم بالحج ، فرآه عمر، فقال: إني لا أحبك بعد قَتْل الرّجلين الصّالحين: عكّاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم ، وكانا طليقين لخالد ، فلقيهم طليحة وسلمة فقتلاهما ، فقال طليحة: هما رجلان أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما. وشهد القادسيّة ونَهاوَنْد مع المسلمين. وذكر له الوَاقِدِيُّ ووسيمة وسيف مواقف عظيمة في الفتوح. وروى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ في تاريخه مِنْ طريق الزّهري ، قال: خرج أبو بكر غازيًا ، ثم أمر خالدًا وندب معه الناسَ ، وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتدّ ، ثم يسير إلى اليمامة ، فسار فقاتل طُليحة فهزمه الله تعالى ، فذكر القصّة.

قال سَيْفٌ ، عن الفضل بن مبشر، عن جابر: لقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم وزُهْدهم: طليحة ، وعمرو بن معد يكرب ، وقيس بن المكشوح. روى الوَاقِدِيُّ ، مِنْ طريق محمد بن إبراهيم التيميّ ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، مِنْ طريق عبد الملك بن عُمير نحو القصّة الأولى؛ وفيها: أنه قال لعمر: يا أمير المؤمنين ، فمعاشرةٌ جميلة ، فإن النّاس يتعاشرون مع البَغْضاء ، قال: وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا ولم يغمص عليه في إسلامه بعد ، وأنشد له في صحة إسلامه شعرًا."  الإصابة في تمييز الصحابة.
قال الواقدي: قدم وفد أَسد بن خزيمة على النبي صَلَّ الله عليه وسلم، وفيهم طليحة بن خويلد سنة تسع ورسول الله صَلَّ الله عليه وسلم ، مع أَصحابه ، فسلموا وقالوا: يا رسول الله ، جئناك نَشْهد أَن لا إِله إِلا الله ، وأَنك عبده ورسوله ، ولم تَبْعَثْ إِلينا، ونحن لمن وراءَنا، فأَنزل الله تعالى: "  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا " سورة الحجرات/17 الآية.

فلما رجعوا تنبأَ طُلَيحة في حياة النبي صَلَّ الله عليه وسلم، فأَرسل إِليه النبي صَلَّ الله عليه وسلم ضِرَار بن الأَزور الأَسدي ليقاتله فيمن أَطاعه، ثم توفي رسول الله صَلَّ الله عليه وسلم ، فعظُم أَمر طليحة ، وأَطاعه الحليفان أَسَد وغَطَفَان ، وكان يزعم أَنه يأْتيه جبريل عليه السلام بالوحي ، فأَرسل إِليه أَبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد ، فقاتله بنواحي سَمِيراء وبُزَاخَة ، وكان خالد قد أَرسل ثابت بن أَقْرَم وعُكَّاشة بن مِحْصَن ، فقتل طليحةُ أَحدَهما ، وقتل أَخوه الآخر، وكان معه عيينة بن حصن ، فلما كان وقت القتال أَتاهُ عُييْنَة بن حصن ، فقال: هل أَتاك جبريل؟ فقال: لا، فأَعاد إِليه مرتين ، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أَحْوَجَ ما كنت إِليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أَحسابكم ، فأَما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام ، فأَقام عند بني جَفْنَةَ حتى توفي أَبو بكر، ثم خرج مُحْرِمًا في خلافة عمر بن الخطاب ، فقال له عمر: أَنت قاتل الرجلين الصالحين ، يعني ثابت بن أَقرم وعكاشة؟ فقال طليحة أَكرمهما الله بيدي ، ولم يُهِنِّي بأَيديهما، وإِن الناس قد يتصالحون على الشنآن ،

وأَسلم طليحة إِسلاماً صحيحاً ، وله في قتال الفرس في القادسية بلاءٌ حسن ، وكتب عمر بن الخطاب إِلى النعمان بن مُقَرِّن رضي الله عنهما: أَن اسْتعِنْ في حربك بطُلَيحة وعَمْرو بن معدي كرب ، واستشرهما في الحرب ، ولا تولِّهما من الأَمر شيئًا ، فإِن كل صانع أَعلم بصناعته."  أسد الغابة.
" كان طليحة يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هشام بن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال: قدم نفر من بني أسد وافدين على رسول الله صل الله عليه وسلم، سنة تسع، وفيهم طُلَيْحة بن خُوَيْلدِ، ورسول الله صل الله عليه وسلم ، جالس في المسجد مع أصحابه ، فسلموا ، وقال متكلمهم: يا رسول الله صل الله عليه وسلم ، إنا شهدنا أن الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله ، وجئنا يا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ولم تبعث إلينا بعثًا ونحن لمن وراءنا سِلْم ، فأنزل الله تبارك وتعالى: "  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَىَّ إسلَمَكُم ,  بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَدَاكُم للإِيمانِ إِن كُنتُم صَادِقِين " سورة الحجرات: 17.ـ

قالوا: فلما ارتدت العرب ارتد طُلَيْحَة وأخوه سلمة ببني أسد فيمن ارتد من أهل الضاحية، وادعى طُلَيْحة النبوة ، فلقيهم خالد بن الوليد ببُزَاخَة ، فأوقع بهم ، وهرب طُلَيْحَة حتى قدم الشام ، فأقام عند آل جفنة الغسانيين حتى توفي أبو بكر، ثم خرج محرمًا بالحج ، فقدم مكة فلما رآه عمر قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتل الرجلين الصالحين عُكَّاشة بن مِحْصَن وثابت بن أَقْرَم ـ وكانا طليعتين لخالد بن الوليد فلقيهما طليحة وسلمة ابنا خويلد فقتلاهما ـ فقال طليحة: يا أمير المؤمنين، رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يُهِنِّي بأيديهما ، وما كل البيوت بنيت على المحبة ، ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن " الطبقات الكبير. " ارتدّ بعد النّبي رسول الله صَلَّ الله عليه وسلم ، وادّعى النبوة ، وكان فارسًا مشهورًا بَطَلًا ،

واجتمع عليه قومُه ، فخرج إليهم خالد بن الوليد في أصحاب النبيِّ صَلَّ الله عليه وسلم، فانهزمَ طليحةُ وأصحابه ، وقُتل أكثرهم ، وكان طليحة قد قتل هو وأخوه عكاشة بن محصن الأسديّ وثابت بن أقرم، ثم لحق بالشّام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مُسلمًا مع الحاجّ المدينة ، فلم يعرض له أبو بكر، ثم قدم زمن عمر بن الخطَّاب، فقال له عمر: أنتَ قاتلُ الرّجلين الصّالحين ـــ يعني ثابت بن أَقرم ، وعكاشة بن محصن؛ فقال: لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيدي. فقال: والله لا أُحبك أبدًا. قال: فمعاشرة جميلة يا أمير المؤمنين."  الاستيعاب في معرفة الأصحاب. " كان من أَشجع العرب" أسد الغابة.ويقال: إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين. قلت: ووقع في "الأُمِّ" للشّافعي في باب قَتْل المرتد قُبيل باب الجنائز أنَّ عمر قتل طُلحية وعُيَينة بن بَدْر، وراجعت في ذلك القاضي جلال الدين البلقيني فاستغربه جدًّا ، ولعله قبل بالباء الموحّدة ، أي قبل منهما الإسلام. فالله أعلم."  الإصابة في تمييز الصحابة.

قصة ارتداده :

كان ممن ارتد من أمراء العرب ، بعد موت النبي صل الله عليه وسلم " طليحة بن خويلد الأسدي " ادّعى النبوة في قومه بني أسد ، وتبعه بعض طيء وغطفان في أرض نجد ، إلا أنه هزم مع أتباعه ، على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ، تم عاد بعد ذلك وأسلم وحسُنَ إسلامه ، ومن عجيب تبدل حاله بعد الردة ، التحاقه بالجيش الإسلامي مقاتلا فقائدا ، وشهد معركة نهاوند والقادسية ، فلما كان يوم أرماث ، اشتد القتال وقصدت الفُرس قبيلة بجيلة بسبعة عشر فيلا ، فنفرت الخيل ، وكادت بجيلة تهلك لنفار خيلها عنها وعمن معها ، فأرسل سعد بن أبي وقاص إلى بني أسد أن دافعوا عن بجيلة وعمن معها من الناس ، فقام طليحة في قومه بني أسد يدفعهم إلى القتال وإلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين يقول : " ابتدئوا الشدة ، وأقدموا عليهم إقدام الليوث الحربة ، فإنما سُميتم أسداً لتفعلوا فِعلةَ الأُسُدِ ".

". فلما رأى الفرس ما يلقى جندهم والفيلة من طلحة وقومه ، رموهم بحدهم وحملوا عليهم وفيهم ذو الحاجب ، والجالينوس . والمسلمون ينتظرون التكبيرة الرابعة من سعد للهجوم ، فاجتمعت حلبة فارس على أسد ومعهم تلك الفيلة ، والفرس كموج البحر يتدفقون على طليحة وبني أسد ، فثبتوا لهم ثباتا عظيما ، وقاتل طليحة وقومه قتالا لم يشهد له العربُ مثيلاَ ، حتى قيل : " كان طلحة وقومه كأنهم يرونَ بقتل الفُرس الجَنة وأنهارها ، تراهم ينغمسون فيهم حتى تــُكسر سيوفهم فيقتلونهم بأيديهم!! " وبعد انتصار المسلمين في القادسية ، شارك طليحة في معركة نهاوند " أم المعارك " ، وفيها سقط - رحمه الله - شهيدا ، وبها انتهى حكم أقوى وأعظم إمبراطوريات الأرض " الدولة الساسنية " بعد أن دام حكمها ٤١٦ عاما .

طليحة بن خويلد ألأسدي

طليحة بن خويلد ألأسدي من قادة حروب الردة بعد وفاة النبي محمد صل الله عليه وسلم سنة 11 هـ (632م). ادّعى النبوة في قومه بني أسد وتبعه بعض طيء وغطفان في أرض نجد، إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك. شارك طليحة في الفتوحات الإسلامية واستشهد في معركة نهاوند سنة21 هـ - 642م.

الإسلام ثم الردة:
كان ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين. أسلم سنة تسع، ثم ارتد بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم، وتنبأ بنجد، وحارب المسلمين ثم انهزم على يد جيش خالد بن الوليد، وتفرق جنده فهرب ولحق بآل جفنة "الغساسنة" بالشام.التوبة عاد طليحة بعد ذلك وأسلم وحسن إسلامه، ثم اتجه إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق واستحيا أن يواجهه مدة حياته ، وقد رجع فشهد القتال مع خالد بن الوليد، وكتب الصديق رضي الله عنه  إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه  أن استشره في الحرب ولا تؤمره ، وهذا من فقه الصديق وأرضاه ، لأن الذي جعل طليحة يدعي النبوة حبه للرياسة والزعامة ، ولذا سأل خالد أحد أتباع طليحة ممن أسلموا وتابوا معه:

اخبرنا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي؟ فقال انه كان يقول: "الحمام واليمام والصرد الصوام ، قد صمن قبلكم بأعوام ، ليبلغن ملكنا العراق والشام".ولما جاء وسلم على عمر رضي الله عنه قال له: "اغرب عن وجهي فإنك قاتل الرجلين الصالحين ، عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم" فقال: "يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهني بأيديهما" فأعجب عمر كلامه ، وأوصى الأمراء أن يشاور ولا يولى من الأمر شيئاً.شهد معركة اليرموك وكذلك كانت وصية عمر إلى سعد بن أبي وقاص في القادسية، فلما كان يوم أرماث قام طليحة في بني أسد يدفعهم إلى القتال وإلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين يقول: "ابتدئوا الشدة ، وأقدموا عليهم إقدام الليوث الحربة ، فإنما سميتم أسداً لتفعلوا فعلة الأسد".ثم بارز الفرس وقادتهم وعلى رأسهم "الجالينوس" فقتل منهم وأصاب .

وفي يوم عماس كان مقداماً لا يهاب الموت ، وهاجم الفرس وحده من خلفهم ثم كبر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس ، فظنوا أن جيش الإسلام جاءهم من ورائهم. وفي القادسية خرج هو وعمرو بن معد يكرب و" قيس بن المكشوح" للاستطلاع فأبى أن يرجع حتى يتم المهمة، واتهمه البعض بالغدر وعايروه بقتله عكاشة وصاحبه ، لكنه أصر أن يكمل المهمة وحده دون عون منهم ، فخاض في الماء يريد الوصول إلى معسكر رستم قائد الفرس ، الذي يضم أكثر من ثمانين ألف مقاتل. وكذلك وهو يركب فرساً من خيلهم وكان يحب الخيل وأخذ يعدو به ، وخرج الفرس في أثره يريدون القبض عليه أو التخلص منه ، فقتل منهم اثنين من خيرة قادتهم وفرسانهم ، ثم أسر الثالث وسار به حتى وصل معسكر المسلمين، فدخل على سعد فقال له سعد: "ويحك ما وراءك؟" قال طليحة: "أسرته فاستخبر فاستدعى سعد المترجم" فقال الأسير: "أتؤمنني على دمي إن صدقتك؟" قال سعد: "نعم". قال: "أخبركم عن صاحبكم قبل أن أخبركم عمن قبلي" ثم راح يحدثهم عن بطولة وشجاعة طليحة النادرة ، واختراقه معسكراً فيه ما فيه من الجنود والقادة ، وشهد له بأنه يعدل ألف فارس، ثم أسلم هذا الأسير ، وحسن إسلامه ، واستفاد منه المسلمون استفادة عظيمة نظراً لخبرته بمعسكر الفرس.

موته:

قاتل طليحة في معركة نهاوند قتال الأبطال حتى نال الشهادة عام 21 هـ.كان طليحة يُعد بألف فارس لشجاعته وشدته إنه البطل الكرار صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم ومن يُضرب بشجاعته المثل ، من بني أسد إحدى القبائل التي كانت تسكن ما بين نجد إلى الفرات، جاء وفدهم إلى المدينة ومعهم طليحة ليعلنوا إسلامهم. في العام التاسع للهجرة...أسلم طليحة ، ثم إربد وظلم نفسه وادعى النبوة وتمت له حروب مع المسلمين ثم إنهزم وخُذل ولحق بآل جفنة الغسانيين بالشام.قال الحافظ بن كثير عن طليحة رضي الله عنه : كان ممن شهد الخندق ، من ناحية المشركين ثم أسلم سنة تسع ووفد على الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة ، ثم إربد بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم في أيام الصّديق وادعى النبوة ..

وروى ابن عساكر أنه ادعى النبوة في حياة رسول الله صل الله عليه وسلم وان ابنه خيّال قدم على رسول الله صل الله عليه وسلم فسأله ما اسم الذي يأتي إلى أبيك؟ فقال ذو النون الذي لا يكذب ولا يخون ولا يكون كما يكون. فقال : لقد سمى ملكا عظيم الشأن  ، ثم قال لأبنه قتلك الله وحرمك الشهادة..وردّه كما جاء . فقُتل خيّال في الردة قتله عكاشة بن محصن ثم قتل طليحة بن محصن عكاشة وله مع المسلمين وقائع.فلما ازدادت شوكته المرتدين وزاد خطرهم على المسلمين عقد أبو بكر رضي الله عنه ألوية الحرب وأرسل إليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه.التقى خالد وطليحة في_بزاخة_ فتقاتل الطرفان قتالا شديداً ولما رأى طليحة أن كفة المسلمين قد رجحت، ركب فرسه وحمل امرأته ثم نجا بها وقال: يا معشر فزاره ، من استطاع أن يفعل هكذا وينجو بامرأته فليفعل .

.وبذلك قضى خالد على الفتنة وأعاد الإسلام إلى مدينة بزاخة. وقد حطّم انتصار خالد رضي الله عنه ـ معنويات أسد وغطفان والقبائل الأخرى كبني عامر وسليم وهوازن فبايعوه وعادوا إلى الإسلام ، ولم يقبل منهم إلا أن يأتوه أولا بالذين حرّقوا ومثّلوا وعدوا على الإسلام ، فأتوا بهم ، فأحرقهم ورضخهم بالحجارة ورمى بهم من الجبال . فلما انهزم طليحة أمام خالد وتفرق جنده هرب حتى دخل الشام ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وذهب إلى مكة معتمرا أيام الصديق واستحيى أن يواجهه مدة حياته.وقد قال خالد بن الوليد رضي الله عنه ـ لبعض أصحاب طليحة ممن عاد إلى الإسلام : أخبرنا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي ، فقال : إنه كان يقول الحمام واليمام والصُرد والصّوام ، لقد صُمن قبلكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام.ولما جاء يسّلم على عمر رضي الله عنه ـ قال له : اغرب عنى فإنك قاتل الرجلين الصالحين ، عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم .

، فقال : يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدىّ ولم يُهنّى بأيديهما. فأعجب عمر كلامه ورضي عنه. وكتب له بالوصاة إلى الأمراء أن يُشاور ، ولا يولى شيئا من الأمر ، ثم عاد إلى الشام مجاهدا فشهد اليرموك وبعض الحروب كالقادسية ونهاوند الفرس ، وكان من الشجعان المذكورين ، والأبطال المشهورين ، وقد حسن إسلامه بعد هذا كلّه . وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرباعة من الصحابة وقال كان يُعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب.

رجل بألف فارس :
كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص : أن شاور طليحة في أمر الحرب...و في معركة القادسية: في يوم أرماث أول أيام معركة القادسية ، ألقى الفرس حسك الحديد تحت خيل المسلمين لتتعطل عن الحركة وقصفوهم بوابل من النشابات ، وكان قوام جيش فارس اثنين وخمسين ألف مقاتل تساندهم تسعة أفيال ، فنادي سعد بن أبى وقاص لقبيلة بني أسد أن أدركوا ميمنة الجيش ، فقام فيهم الفارس طليحة الذي يعد بألف فارس وقال: يا عشيرتاه ، إن الُمنوّه باسمه الموثوق به وأن هذا_ يعنى سعد بن أبى وقاص_ لو علم أن أحداً أحق بإغاثة هؤلاء منكم استغاثهم ابتدئوا الشدة ، وأقدموا عليهم إقدام الليوث الحربة.. فإنما سُميتم أُسداً لتفعلوا فعلة الأسد ، شدّوا ولا تصدّوا ، وكروا ولا تفروا ،

لله در ربيعة ! أي فري يفرون وأي قرن يفنون ! هل يوصل إلى مواقفهم ؟! فأغنوا عن مواقفكم أعانكم الله ، شدّوا عليهم باسم الله. فشّد بنو أسد على الفرس ، والله فما زالوا يطعنون الفرس ويضربونهم حتى حبسوا الفيلة عنهم ، وخرج إلى طليحة عظيم من الفرس فبارز ، فما لبث أن قتله طليحة ، وخرج الجالينوس فاعترضه طليحة وجها لوجه وضربه ضربة على رأسه فشق درع رأسه ولم ينفذ إلى رأسه فنجا من القتل فقال طليحة شعرا :أنا ضربت الجالينوس ضرب * حين حياد الخيل وسط الكُبة وكان يوم أرماث هو يوم بنو أسد بحق ، ولم يبل أحد مثلما .

أبلوا في الحرب بقيادة طليحة ابن خويلد وأظهروا بطولات عظيمة . حتى قال الأشعث بن قيس الكندي لما قام خطيبا في قومه كندة : يا معشر كندة لله در بني أسد أي فر يفرون وأي هذّ يهذّون عن موقفهم ؟!!رجل لا يهاب الموت وفى يوم عماس من أيام القادسية : غامر طليحة وكان مقداما لا يهاب الموت وعبر بمفرده نحو الفرس فجائهم من وراء العتيق حيث الجسر المردوم حتى صار خلف صفوفهم ، ومن هناك كبّر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس ، فظنوا أن جيش الإسلام جاء من ورائهم ، وتعجب المسلمون وكف بعضهم عن بعض.. وخاطب طليحة الفرس بعدهم قائلا : لا تُعدموا أمراً يضعضعكم .. فلله در رجل يرعب تكبيره الفرس.

شجاعة نادرة وقصة أغرب من الخيال:
بعث سعد بطليحة بن خويلد وعمرو بن معدى في غير قوة من خيل كالطليعة في دورية استكشافية ، فكان طليحة وحده مكلفا بعسكر رستم ، وكان عمرو في خمسة من أصحابه مكلفا بعسكر جالينوس، وأمرهم بأن يصيبوا له رجلا من الفرس ليستخبره ، فلما تجاوز طليحة وعمرو قنطرة القادسية لم يسيروا إلا حوالي سبعة كيلو مترات حتى رأوا خيلا عظيمة وقوات المجوس تتحرك بسلاحها قد ملئوا الطفوف _ ما أشرف على الأرض على ريف العراق_ قال بعضهم : نرجع فقال طليحة : ما بعثتم إلا للخبر فقالوا فما تريد ؟ قال أريد أن أخاطر القوم أو أهلك فقالوا : أنت رجل في نفسك غدر ٌ ولن تفلح بعد قتل عكاشة بن محصن ، فأرجع بنا فأبى طليحة أن يرجع ، ثم فارقهم يريد معسكر رستم في مغامرة خطيرة , ومنذ فارق طليحة عمراً وهو يعمل للدخول إلى قلب معسكر رستم بمفرده ، مع أنّ معسكر رستم يضم ثمانين ألف مقاتل ،

ومثلهم من الخدم والحرس الخاص، ولكنها شجاعة وجرأة بطل الأبطال طليحة ، دخل معسكر رستم في ليلة مقمرة وكان يحب الخيل فرأى فرسا لم ير مثلها في خيل رستم ، فاستل سيفه وقطع به مقود ذلك الفرس ثم ربطه إلى مقود فرسه ثم خرج يعدو، وأحس الفرس بما حدث فتنادوا وخرجوا في أثره ، ولحقه فارس منهم في الصباح ، فلما أدركه وصوّب إليه رمحه ليطعنه ، عدل طليحة فرسه ومال به عن تصويب الفارسي ، حتى صار الفارسي أمامه فكّر عليه طليحة وطعنه برمحه فقصم ظهره ، وانطلق يعدو بفرسه ، فلحق به أعجمي آخر ففعل به مثل ما فعل بالأول وانطلق يعدو ، فلحق به ثالث وقد رأى مصرع صاحبيه وهما ابنا عمه فازداد حنقا ، فلما لحق بطليحة ، مال طليحة بفرسه وكّر على المجوسي ونصب عليه رمحه ليقتله فاستسلم الفارس المجوسي حينما أدرك انه مقتول لا محالة ، وكانا قد اقتربا من معسكر المسلمين فأمره طليحة أن يركض بين يديه وهو يسوقه من خلفه برمحه ، وهو على فرسه فامتثل المجوسي للأمر .

وأقبل جمع من الفرس فرأوا فارسيهم قد قتلا وشاهدوا الثالث يركض مستسلما لزمام طليحة ، وقد أوشكا على دخول معسكر المسلمين فتراجعوا وعادوا من حيث أتوا. وجاء طليحة على فرسه يسحب وراءه الفرس التي غنمها وأسيره يعدو بين يديه ودخل معسكر المسلمين فدخل على سعد. قال له سعد: ويحك ما وراءك؟ قال طليحة : دخلت عساكرهم وأخذت فرسهم وقد أسرتُ أفضلهم وما أدرى أصبت أم أخطأت ، وهاهو ذا فاستخبره.لم أر ولم أسمع بمثل هذا استدعى سعد بن أبى وقاص المترجم ليقوم بالترجمة بين الاثنين فقال الأسير الفارسي المجوسي لسعد : أتؤمنني على دمى إن صدقتك ؟ قال سعد نعم الصدق في الحرب أحب إلينا من الكذب. قال الأسير : أخبركم عن صاحبكم هذا _يقصد طليحة_ باشرت الحروب وغشيتها وسمعت بالأبطال وغشيتها ومنذ أنا غلام إلى أن بلغت عمري هذا ، ولم أر ولم أسمع بمثل هذا ، أن رجلا قطع معسكرين لا يجترئ عليهم الأبطال إلى عسكر فيه سبعون ألفا يخدم الرجل منهم الخمسة والعشرة ،

، يخرج كما دخل وسلب فارس الجند فطلبناه فأدركه الأول وهو فارس الناس يعدل ألف فارس فقتله فأدركه الثاني وهو نظيره فقتله ثم أدركته ولا أظن أنني خلفت بعدى من هو أقوى منى وأنا الثائر بالقتيلين وهما أبناء عمى فرأيت الموت فاستسلمت .ثم أخبر الأسير سعد بن أبى وقاص بما يريد من معلومات عن معسكر الفرس وأهل فارس وبأن الجند عشرون ومائة وألف ، وأن الخدام مثلهم ورغب الأعجمي في الإسلام وأسلم بمحض إرادته فسّماه سعد مسلما . واستفاد منه المسلمون لخبرته بأرض فارس ، ولأنه يعدل بألف فارس.وحان وقت الرحيل أبلى يوم نهاوند ثم استشهد رضي الله عنه ، بعد حياة طويلة مليئة بالتوبة الصالحة والعمل لهذا الدين ومليئة بالبطولات النادرة في أرض الشرف والجهاد ، فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين. ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم