من الفقه الإسلامى أحكام صلاة الجمعة :

أما اشتراط الحمد لله أو الصلاة على رسوله أو قراءة شتى من القرآن فجميعه خارج عن معظم المقصود من شرعية خطبة الجمعة .اتفاق مثل ذلك في خطبة الجمعة لرسول الله صل الله عليه وسلم ـ لا يدل على أنه مقصود متحتم وشرط لازم ولا يشك منصف أن معظم المقصود هو الوعظ دون ما يقع قبله من الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم . وقد كان عُرفُ العرب المستمر أن أحدهم إذا أراد أن يقوم مقاماً ويقول مقالاً شرع بالثناء على الله وعلى رسول الله وما أحسن هذا وأولاه ولكن ليس هو المقصود بل المقصود ما بعد . إن من قام في محفل من المحافل خطيباً ليس له باعث على ذلك إلا أن يصدر منه الحمد والصلاة لما كان هذا مقبولاً بل كل طبع سليم يمجه ويرده إذا تقرر هذا عرفت أن الوعظ في خطبة الجمعة هو الذي يساق إليه الحديث فإذا فعله خطيب الجمعة فقد فعل الأمر المشروع إلا أنه إذا قدم الثناء على الله تعالى وعلى رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أو استطرد في وعظه آية قرآنية كان أتم وأحسن .

مشروعية القيام للخطبتين والجلوس بينهما جلسة خفيفة :

استحباب رفع الصوت بالخطبة وتقصيرها والاهتمام بها قصر الخطبة وطول الصلاة دليلاً على فقه الرجل لأن الفقيه يعرف جوامع الكلم فيكتفي بالقليل من اللفظ على الكثير من المعنى . أن رسول الله صل الله عليه وسلم :" يقول إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنّةّ من فقه فأطيلاالصلاة وأقصرواالخطبة . كانت صلاة رسول الله قصداً وخطبته قصداً . كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يطيل الصلاة ويقصر الخطبة . كان رسول الله إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . يستحب كون الخطبة فصيحة بليغة مرتبة مبينة من غير تمطيط ولا تقعير ولا تكون ألفاظاً مبتذلة ملفقة فإنها لا تقع في النفوس موقعاً كاملاً ولا تكون وحشية لأنه لا يحصل مقصودها بل يختار ألفاظاً جزلة مفهمة .

وكذلك كانت خطب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ إنما هي تقرير لأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته وما أعد لأعدائه وأهل معصيته فيملأ القلوب من خطبته إيماناً وتوحيداً ومعرفة بالله وأيامه لا كخطب غيره التي إنما تفيد أموراً مشتركة بين الخلائق وهي النوح على الحياة والتخويف بالموت فإن هذا أمر لا يحصل في القلب إيماناً بالله ولا توحيداً له ولا معرفة خاصة ولا تذكيراً بأيامه ولا بعثاً للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون وتقسم أموالهم ويبلى التراب أجسامهم فياليت شعري أي إيمان حصل بهذا وأي توحيد وعلم نافع يحصل به ؟

ومن تأمل خطب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدي والتوحيد وذكر صفات الله وأصول الإيمان الكلية والدعوة إلى الله وذكر آلائه التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه والأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه فيذكرون من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحببه إلى خلقه ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يحببهم إليه فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم ثم طال العهد وخفي نور النبوة وسارت الشرائع والأوامر رسوماً تقوم من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها فأعطوها صورها وزينوها بما زينوهابه فجعلوا الرسوم والأوضاع سنناً لا ينبغي الإخلال بها وأخلوا بالمقاصد التي لا ينبغي الإخلال بها فرصّعوا الخطب بالتسجيع والفقر وعلم البديع فنقص بل عُدم حظ القلوب منها وفات المقصود بها .

قطع الإمام الخطبة للأمر يحدث :

. عن أبي بريدة قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صل الله عليه وسلم ـ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله " إنماأموالكم وأولادكم فتنة " نظرت هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما . عن أبي رفاعة العدوي قال انتهيت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وهو يخطب فقلت يارسول الله صل الله عليه وسلم ـ رجل غريب يسأل عن دينه لا يدري ما دينه ؟ فأقبل علي وترك خطبته حتى انتهى إليّ فأتى بكرسي من خشب قوائمه حديد فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى الخطبة فأتم آخرها . كان رسول الله يقطع خطبته للحاجة تعرض والسؤال لأحد أصحابه فيجيبه وربما نزل للحاجة ثم يعود فيتمها كما نزل لا خذ الحسن والحسين وأخذهما ثم رقي بهما المنبر فأتم خطبته وكان يدعو الرجل في خطبته تعالى اجلس يا فلان صل يافلان وكان يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته .

وجوب الإنصات وحرمة الكلام أثناء خطبة :
ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب الإنصات وحرمة الكلام أثناء خطبة الجمعة ولو كان الكلام أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر سواء كان يسمع الخطبة أم لا . قال رسول الله من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفاراً والذي يقول له أنصت لا جمعة له . " قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يحضر الجمعة ثلاثة نفر فرجل حضرها يلغو فهو حظه منها ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام " قال الله من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"  إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت . "عن أبي الدرداء قال جلس رسول الله صل الله عليه وسلم ـ على المنبر وخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أُبيُّ ابن كعب فقلت له يا أُبيُّ متى أًنزلت هذه الآية ؟ فأبي أن يكلمني ثم سألته فأبى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صل الله عليه وسلم ـ  فقال لي أُبيُّ مالك من جمعتك إلا ما لغوت ،

فلما انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم ـ جئته فأخبرته فقال صدق أُبيُّ إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ . فرقا بين من يمكنه السماع ومن لا يمكنه فاعتبرا تحريم الكلام في الأول دون الثاني وإن كان الإنصات مستحباً . الترخيص في رد السلام وتشميت العاطس والإمام يخطب . أن عثمان ابن عفان كان وهو على المنبر والموذن يقيم يستخبر الناس عن أخبارهم وأسعارهم . " لو عطس رجل يوم الجمعة فشمته رجل رجوت أن يسعه لأن التشميت سنة . ولو سلم رجل على رجل كرهت ذلك ورأيت أن يرد عليه لأن السلام سنة ورد السلام فرض . أما الكلام في غير وقت الخطبة فإنه جائز . " كانوا يتحدثون يوم الجمعة وعمر جالس على المنبر فإذا سكت الموذن قام عمر فلم يتكلم أحد حتى يقضي الخطبتين كلتيهما فإذا قامت الصلاة ونزل عمر تكلموا .

حكم إدراك ركعة من الجمعة أو دونها :

يرى أكثر أهل العلم أن من أدرك ركعة من الجمعة مع الإمام فهو مدرك لها وعليه أن يضيف إليها ركعة أخرى فقد روى ابن عمر رضى الله عنهما قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" من أدرك ركعة من صلاة الجمعة فليضيف إليها أخرى وقد تمت صلاته" رواه النسائى وابن ماجة الدراقطنى وقال الحافظ ـ فى بلوغ المرام : إسناده صحيح لكن قوى ابن أبى حاتم إرساله ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها كلها" رواه الشيخان وغيرهما . وأما من أدرك أقل من ركعة فإنه لا يكون مدركاً للجمعة ويصلي ظهراً أربعاً . فقد روى الطبرانى باسناد حسن أن ابن مسعود رضى الله عنه قال :" من أدرك من الجمعة فليضف إليها أخرى ومن فاتته الركعتان فليصل أربعاً" وروى البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال :" إذا أدركت من الجمعة ركعة فأضف إليها أخرى وإن أدركتهم جلوساً فصل أربعا "ً . وهذا مذهب الشافعي والمذهب المالكي والمذهب الحنبلي ومحمد ابن الحسن ، وقال المذهب الحنفي " من أدرك التشهد مع الإمام فقد أدرك الجمعة فيصلي ركعتين بعد سلام الإمام وتمت جمعته .. الفقه على المذاهب الأربعة .

الصلاة في الزحام :

روى أحمد والبيهفى عن سيار قال سمعت عمر وهو يخطب يقول إن رسول الله صل الله عليه وسلم بني هذا المسجد ونحن معه المهاجرون والأنصار فإذا اشتد الزحام فليسجد الرجل منكم على ظهر أخيه ورأى قوماً يصلون في الطريق فقال صلوا في المسجد .

استحباب الصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم فى يومها وليلتها :

يستحب كثرة الصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يوم الجمعة وليلتها لقوله :" أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة . ورسول الله صل الله عليه وسلم ـ سيد الأنام ويوم الجمعة سيد الأيام فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى وهي أن كل خير ناله أمته في الدنيا والآخرة فإنها نالته على يده فجمع الله لأمته بين خيري الدنيا والآخرة فأعظم كرامة يحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإنه فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة وهو عيد لهم في الدنيا ويوم يسعفهم الله بطلباتهم وحوائجهم ولا يرد سائلهم وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده فمن شكره وحمده وأداء القليل من حق رسول الله صل الله عليه وسلم أن يكثروا من الصلاة عليه في يوم الجمعة وليلة الجمعة . قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يارسول الله صل الله عليه وسلم :" وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت فقال إن الله عزوجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "

استحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها :
استحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلته . أن رسول الله قال:" من قرأسورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له النور ما بين الجمعتين" رواه النسائى والبيهقى والحاكم . عن ابن عمر أن رسول الله قال من قرأسورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضىء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين " رواه ابن مردوية بإسناد لابأس به
كراهية رفع الصوت بها :
أصدر الشيخ محمد عبده فتوى جاء فيها : وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاء في عبارة الأشباه عند تعداد المكروهات ما نصه : ويكره إفراد يوم الجمعة بالصوم وإفراد ليلة الجمعة بالقيام وقراءة سورة الكهف فيه خصوصاً وهي لا تقرأ إلا بالتلحين وأهل المسجد يلغون ويتحدثون ولا ينصتون ثم إن القاريء كثيراً ما يشوش على المصلين فقراءتها على هذا الوجه محظورة . انظر فقه السنة "

في فضل الدعاء يوم الجمعة :

قال النبي صل الله عليه وسلم:" يوم الجمعة ثنتا عشر ساعة ، منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أتاه الله إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" رواه ابن ماجة وأحمد والنسائى وأبو داود والحاكم فى المستدرك وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : أكثر الأحاديث فى الساعة التى يرجى فيها إجابة الدعاء , أنها بعد العصر , ويرجى بعد زوال الشمس فادعوا الله تعالى بإلحاح وتكرار وإظهار الافتقار والسؤال بذل وتضرع وخشوع ومسكنة واضطرار واعتراف بنعمته عليك وبذنبك وسؤاله بأسمائه وحمده والثناء عليه والصلاة على نبيه على طهارة تضرعا وخفية .

قال ابن عباس رضي الله عنهما :الساعة التي تذكر يوم الجمعة : مابين صلاة العصر إلى غروب الشمس.وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس . الله سبحانه وتعالى أتاح لنا فرصة الدعاء، وشرعه لنا في الليل والنهار وفي كل الساعات، وبالأخص في يومنا هذا فقد صح عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: " خير أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم ، وفيه أهبط ، وفيه تيب عليه ، وفيه مات ، وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن قائماً يصلي يسأل الله حاجة إلا أعطاه إياها " فهذا اليوم فيه ساعة لا ترد فيها دعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، يستجيب الله فيها، ويفتح خزائن خيره لعباده، فاجتهدوا في أن تصادفوا هذه الساعة المباركة وقد أشار النبي صل الله عليه وسلم بيده يقللها، أي: أنها ساعة غير طويلة ، لكن لا ترد فيها دعوة أبداً.

التطوع قبل الجمعة وبعدها :

يُسنُّ صلاة أربع ركعات أو صلاة ركعتين . بعد صلاة الجمعة كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه  أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال"من كان منكم مصلياً بعدالجمعة فليصل أربعا "ً رواه مسلم وأبو داود والترمذى  . وعن ابن عمر قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته" رواه الجماعة  . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى , وكان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ إذا صلى الجمعة دخل منزله فصلى ركعتين وأمر من صلاها أن يصلي بعدها أربعاً" . إن صلي في المسجد صلى أربعاً وإن صلي في بيته صلي ركعتين " ، وعلى هذا تدل الأحاديث . أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ  كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته" . عن ابن عمر رضى الله عنهما ـ أنه إذا صلى في المسجد صلى أربعاً وإذا صلى في بيته صلى ركعتين " .

وإذا صلى أربع ركعات يصليها موصولة أو يصلي ركعتين ويسلم ثم يصلي ركعتين" ، والأفضل صلاتها بالبيت وإن صلاها بالمسجد تحول عن مكانه الذي صلى فيه الفرض "  . أما صلاة السنة قبل الجمعة فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " أما رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فلم يكن يصلي قبل الجمعة بعد الأذان شيئاً ولا نقل هذا عنه أحد فإن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ  كان لا يؤذن على عهده إلا إذا قعد على المنبر ويؤذن بلال ثم يخطب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ  الخطبتين ثم يقيم بلال رضى الله عنه  فيصلي بالناس فما كان يمكن أن يصلي بعد الأذان لا هو ولا أحد من المسلمين الذين يصلون مع رسول الله صل الله عليه وسلم  ولا نقل عنه أحد أنه صلى في بيته قبل الخروج يوم الجمعة ولا وقّت بقوله صلاةّ مُقدّرةٌ قبل الجمعة بل ألفاظ رسول الله صل الله عليه وسلم  فيها الترغيب في الصلاة إذا قدم الرجل المسجد يوم الجمعة من غير توقيت .

توقيت كقوله :" من بكر وابتكر ومشي ولم يركب وصلى ما كتب له" وهذاهوالمأثورعن الصحابة كانوا إذا أتو المسجد يوم الجمعة يصلون من حين يدخلون ما تيسر . فمنهم من يصلي عشر ركعات ومنهم من يصلي اثنتي عشرة ركعة ومنهم من يصلي ثمان ركعات ومنهم من يصلي أقل من ذلك ولهذا كان جماهير الأئمة متفقين على أنه ليس قبل الجمعة سنة مؤقتة بوقت مقدرة بعدد لأن ذلك إنما يثبت بقول رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أوفعله وهولم يسن في ذلك شيئا لابقوله ولافعله .

اجتماع العيد والجمعة فى يوم واحد :

إذا اجتمع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد سقطت الجمعة عمن صلى صلاة العيد . قال رسول الله صل الله عليه وسلم قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مُجمّعُون . صلى رسول الله صل الله عليه وسلم العيد ثم رخص في الجمعة فقال من شاء أن يصلي فليصل . ويستحب للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد لقول رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وإنا مجمعون . وتجب صلاة الظهر على من تخلف عن الجمعة لحضوره العيد عند مذهب الحنابلة والظاهر عدم الوجوب . عن الزبير أنه قال عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمّعهما فصلاهما ركعتين بكرة ولم يزدعليهما حتى صل العصر . "الأذان والإقامة لصلاة العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى ؟ " كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة والسنة أن لا يُفعل شيء من ذلك . لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى . أن لا أذان لصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة . أن رسول الله صل الله عليه وسلم صلى العيد بغير أذان ولا إقامة وكان يخطب خطبتين قائماً يفصل بينهما بجلسة . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم