وهذا محمول على صدقه وإخلاصه واحتسابه المحبة لله عز وجل ورسوله، واجتماعه معهم في الجنة لا يلزم مشاركتهم في الدرجة والمنزلة. وأعظم ما يمتحن به العبد في باب المحبة لله ما كان يألفه من دواعي الهوى والنفس الأمارة بالسوء والعوائد السيئة، فإن قدمها على محبة الله وأتبع نفسه هواها فقد باء بالخسران وفاته خير عظيم، وإن قدم محبة الله عليها واعتزلها وتركها لله فقد فاز وكان من أهل الفلاح، قال تعالى :" وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي , فإن الجنة هي المأوي " سورة النازعات الآية : 41 ـ 42 ـ فينبغي للمؤمن أن يلح في دعائه في طلب محبة الله تعالى والفوز بمرضاته والاتصاف بقربه. ومحبة الله عز وجل منزلة عظيمة لها فضل عظيم وآثار حسنة ومزايا نافعة على من تحلى واتصف بها. يقول فتح الموصلي رحمه الله تعالى: "المحب لا يجد مع حب الله عز وجل للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين".