متى يكون العبد محبا لخالقه ؟

متى يكون العبد محبا لخالقه ؟
لايكون العبد محبا لخالقه حتى يبذل نفسه فى مرضاته سرا وعلانية فيعلم الله من قلبه أنه لايريد إلا هو
وسئل ما علامة العارف ؟ فقال عدم الفتور عن ذكره , وعدم الملال من حقه وعدم الأنس بغيره
وقال ليس العجب من حبى لك وأنا عبد فقير , ولكن العجب من حبك لى وأنت ملك قدير " ابن زهرة الأندلسى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لو أحببته لما عصيته
دخل هارون الرشيد على على بعض النساك فسلم على أحدهم , فقال :
وعليك السلام أيها الملك أتحب الله ؟ قال : نعم قال : أفتعصيه ؟ قال نعم
قال كذبت والله فى حبك إياه , إنك لو أحببته لما عصيته ,
ثم أنشد يقول :
تعصى الإله وأنت تظهر حبه _ هذا لعمرى فى الفعال بديع
لوكان حبك صادقا لأطعته _ إن المحب لمن يحب مطيع
فى كل يوم يبتديك بنعمة _ منه وأنت لنكير ذلك مضيع
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب انقباض النفس
أسباب القبض , ( أى إنقباض النفس أو غمها أو حزنها ثلاثة :
ذنب أحدثته , أو دنيا ذهبت عنك , أو شخص يؤذيك فى نفسك أو عرضك
فإذا كنت أذنبت فاستغفر الله , وإن كنت ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك
وإن كنت ظلمت فاصبر واحتمل هذا دواءك وإن لم يطلعك الله تعالى
على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة ساترة
أبو الحسن الشاذلى _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء
اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمك
الظيمة , وآلائك الجسيمة , حيث أنزلت علينا خير كتبك
وأرسلت إلينا أفضل رسلك , وشرعت لنا أفضل شرائع دينك
وجعلتنا خير أمة أخرجت للناس تقبل من يامن تتقبل من المتقين
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأحاديث القدسية  :

_ في محبة العبد لربه سبحانه كما في حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول صل الله عليه وسلم " إن الله عز وجل قال من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب , وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى ما افترضت عليه , وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها , ورجله التى يمشى بها , وإن سألنى لأعطينه , ولئن إستعاذنى لأعيذنه , وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن , يكره الموت , وأنا أكره مساءته "إن من أعظم ما يحقق المحبة للمؤمن ويؤكدها عند ربه سبحانه كثرة التقرب والتطوع بالصالحات لما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر فيه ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعـطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" فمن أحبه الله رزقه محبته وطاعته والاشتغال بذكره وخدمته فأوجب له ذلك القرب منه والزلفى لديه. والمحب لله كثير الذكر لمحبوبه وكلام محبوبه. قال بعض السلف: "المحب لله طائر القلب كثير الذكر". وقال خباب بن الأرت لرجل: "تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه" رواه الحاكم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله" رواه الطبراني . وإذا نال العبد محبة الله سدد سمعه وبصره ويده ورجله وأيده بتوفيقه وصانه عن الرذائل فلا يستعمل جوارحه إلا في المباحات وإذا أحب الله عبدًا حماه من فتنة الدنيا. فعلامة التوفيق في العبد إعراضه عن الدنيا وفراره من فتنتها وخشيته من زخرفها وعلامة الخذلان والحرمان للعبد إقباله على الدنيا وفرحه بها وافتتانه بزخرفها والانغماس في ملذاتها. وليس أضر على قلب المؤمن ودينه من حب الدنيا وأهلها والله العاصم والموفق. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أولياء الله كما يصورهم القرآن الكريم

قال تعالى " ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم " سورة يونس الآية 62_ 63_ 64_ والمعنى ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم فى الآخرة من عذاب الله , ولاهم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا
ومن صفات هؤلاء الأولياء أنهم الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله وما جاء به من عند الله , وكانوا يتقون الله بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه .
ولهذا كرمهم الله تعالى وجعل لهم البشارة فى الحياة بما يسرهم , فى الآخرة بالجنة , لايخلف الله وعده ولا يغيره ذلك هو الفوز العظيم , لأنه اشتمل على النجاة من كل محذور والظفر بكل محبوب مطلوب لهؤلاء الأولياء .
وروى سعيد بن منصور أن رسول الله صل الله عليه وسلم سئل من أولياء الله قال " الذين يذكر الله برؤيتهم "
وهذه الولاية إنما تتحقق بالإيمان الصادق وبالعمل الصالح والتقوى والمراقبة لله تعالى ومحاسبة النفس ومن هنا لايحزنون على ما فاتهم من أمور دنياهم لتعويض الله تعالى لهم ذلك فى أولادهم وأخرتهم لأنه مولاهم وأن الكافرين لا مولى لهم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة(1)

من صفات اولياء الله

عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء , ولاشهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانتهم من الله تعالى ..قيل من هم يارسول الله خبرنا عنهم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا فى الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوهم لنور على منابر من نور لايخافون إذا خاف الناس ولا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس " ثم تلا قوله تعالى _ ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون " سورة يونس
ويقول الإمام الجنيد رضى الله عنه هو من اتصف بصفات الكمال الإنسانية سواء كانت قلبية كالخوف والوجل من الله والإخلاص له واصلاح النية وصحة المراد , أو أوصاف سلوكية كالعلم بالحلال والحرام والعمل بهذا العلم إلى آخر أعمال البر
ويقول سهل التسترى الولى هو من اتصف بقوة النفس , وطهارة القلب , والقيام على حفظها وسلامة الصدر والقصد والهدى والحياء , واستعمال الحق فيما دق وجل ..
وهذه الصفات لو قام به العبد تحقق فيه قوله تعالى " إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين " سورة الأعراف والمعنى إن ولى الله تعالى الذى يتولى حفظى ورعايتى ونصرى , وهو الذى أنزل القرآن الكريم على عبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم بالحق وهو يتولى الصالحين من عباده , وينصرهم على أعدائهم ولا يخذلهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)

الولى كل من آمن واستقام

إن أصل الولاية هى الحب والقرب , والتقوى والإيمان والعمل الصالح وتنفيذ الأوامر , إنها جود ورحمة وتوفيق يقول الإمام سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى " من أسلم لله قلبه تولى الله جوارحه , وفى ذلك يقول الله تعالى فى الحديث القدسى من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل  حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه "
فإذا تولى الله العبد لايكله إلى نفسه لحظة بل يتولى رعايته وعنايته وحتى يحتفظ العبد بولاية الله له حقا يجب عليه أن يدوام على  طاعة ربه والقيام بحقوقه كاملة غير منقوصة ودوام حفظ الله له  كما فى الحديث " احفظ الله يحفظك "
               وإذا العناية لاحظتك عيونها _ نم فالمخوف كلهن أمان
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (3)

من أنوار المحبة :

 _ قال تعالى " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " سورة النور وقال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " سورة الزمر وكذلك قوله صل الله عليه وسلم " ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا " ووجود النور فى هذه الآيات الذى به يفرق الإنسان بين الحق والباطل والصواب والخطأ والطاعة والمعصية وبالتقوى ينشرح الصدر للإسلام مما يدل على حياة القلب بالإيمان والحب لله تعالى ولذلك قالوا من ذاق عرف , والإيمان الصادق يرتبط بالأخلاق الفاضلة قال تعالى " والذين آمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة فالربط بين الإيمان وبين فضيلة الحب هى أساس كل الفضائل ومثال ذلك أيضا قوله صل الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا" وقوله صل الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " والأدلة من القرآن والسنة على ذلك كثيرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور الإيمان :

_ قال تعالى " يوم لايخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم , يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير " سورة التحريم إن نور الإيمان فى القلب شجرة أصلها ثابت وفرعها فى السماء موصول بالله الرحمن الرحيم قال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " سورة مريم وبذلك نعلم أن الإيمان الصادق فى القلب يعبر عن الإخلاص الذى يعطيه الله تعالى لمن يحب من عباده قال تعالى " ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عزيز حكيم " اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وإجعلنا من الراشدين " وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الله :

_ لله قوم أخلصوا فى حبه _ فأحبهم واختارهم خداما _ قاموا هنالك سجدا وقياما _ خمص البطون عن الحرام تعففا _ لايعرفون سوى الحلال طعاما " وهذا هو الحب العام الشامل الذى يسعد به البشر فى الدنيا والآخرة , وهو أصل من أصول الإيمان فلا يصح إلا به وأما هذا الذى يمرح ويسرح كيفما شاء وحيثما سولت له نفسه وزين له هواه ثم هو يدعى الإيمان بعد ذلك فهو مدع ينطبق عليه قولهم _ تعصى الإله وأنت تظهر حبه _ هذا لعمرى فى الفعال شنيع _ لو كان حبك صادقا لأطعته _ إن المحب لمن يحب مطيع " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الله والناس :

_ لقد كان الدخول فى الإسلام نقطة تحول رائعة فى حياة المسلمين , فلم بعد يهمهم المال , ولا الجاه ولا الولد , ولا القبيلة ولكن الذى أصبح يهمهم رضا الخالق سبحانه وتعالى , ولذلك كانوا يسألون دائما عن الأشياء التى يحبها الله تعالى حتى يفعلوها , ويلتزموا بها حبا فى الله وأملا فى رضاه , كما كانو يسألون عن الأشياء الله لايحبها الله حتى يجتنبوها ولا يقربوها ومن ذلك قول أبو فسيلة بن الأشع رضى الله عنه قال سألت النبى صل الله عليه وسلم " أمن المعصية أن يحب الرجل قومه ؟ قال لا : " ولكن من المعصية أن يعين الرجل قومه على الظلم " رواه الإمام أحمد وهكذا نرى الحب من المنظور الإسلامى , هو حب البناء لاحب الهدم , الحب الذى يشمل حب الله ورسوله , وحب المؤمنين وحب الأعمال الصالحة , وحب الكون وما فيه ومن فيه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الله

لقد ذكر لنا القرآن الكريم الذين يحبهم الله ومن الذين لا يحبهم الله ونحو ذلك من المعانى التى إذا اجتمعت فإنها تكون لنا البناء السليم ويتحقق بها وظيفة الإنسان فى الأرض , والذين يحبهم الله هم الذين يطيعونه ويسيرون على نهجه , والذين لايحبهم هم الذين يخرجون عن الجادة والصواب ويتنكبون طريق الإستقامة ويكون لهم بذلك تأثيرا سلبيا على الحياة والمجتمع والناس وقد جاءت الآيات تقرر من الذين يحبهم الله قال تعالى " إن الله يحب المحسنين " سورة البقرة وقال تعالى " والله يحب المتطهرين " سورة التوبة وغير ذلك من الأمثلة التى تدل على حب الله تعالى لأصحاب القلوب الحية والنفوس المستقيمة وفى الذين لايحبهم الله تعالى قال " والله لايحب المعتدين " سورة المائدة وقال تعالى " والله لايحب المفسدين " سورة النساء وليس الحب كلمة تقال , وإنما هو عاطفة واتجاه وطاعة وسلوك قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل عمران وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب الله الغاية والمنتهى

الحب درجات أعلاها حب الله عز وجل , ثم حب الإنسان للرسول صل الله عليه وسلم , وحب آل بيته , وحب المسلم للمسلم ولهذا من أحب شيئا فى غير محبة الله تعالى عذب به , ولأن الحب فى الإسلام مرتبط بالإيمان قال تعالى " والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة وهو أساس الشريعة وعنوان الحقيقة قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " سورة آل عمران والشريعة تجتمع عند قوله تعالى " فاتبعونى " وفى قوله " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر وثمرة اتباع الرسول منا هى حب الله لنا وحب الله تعالى هو أعلى الدرجات التى يطمح المسلم فى الوصول إليها
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

درجات المحبة

وحب الرسول تابع لحب الله لنا قال صل الله عليه وسلم " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم , وأحبونى لحب الله , وأحبوا آل بيتى لحبى لهم " ويقول صل الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله وولده والناس أجمعين " وأما حب سائر المؤمنين ففيه يقول تعالى " إنما المؤمنون أخوة " سورة الحجرات وفى قوله صل الله عليه وسلم " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم ككمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ومن هنا فإن علاقة الحب هى التى يجب أن تسود وتؤدى دورها فى الحياة فى الأسرة والمجتمع ولا ينبغى أن نغفل عن هذا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

حب الله :

_ إن حب الله تعالى هو من أسمى أنواع الحب , وهو الأساس الذى تقوم عليه جميع أعمال المؤمن , وإذا تملك حب الله تعالى من قلب المسلم , فإن أعماله وتصرفاته وجميع حركاته وسكناته تكون منقادة لطاعة الله ومستبشرة بفعل ما يحبه ويرضاه , وتبتعد عن معصيته وعن كل ما يكرهه الله تعالى وينهى عنه قال تعالى :" ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله , والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة 165 _ ومع أن الرسول صل الله عليه وسلم كان من أكثر الناس رغبة وحبا لربه سبحانه وتعالى إلا أنه كان يكثر ويبتهل فى الدعاء أن يرزقه الله تعالى حبه , من حديث معاذ رضى الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم روى عن ربه عز وجل أنه أمره أن يدعوه بهذا الدعاء " اللهم إنى أسألك حبك , وحب من يحبك , وحب عمل يقربنى إلى حبك " رواه الترمذى بسند صحيح وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحب الناس إلى الله :

_ إن أحب الناس إلى الله تعالى من امتثل أوامره وترك ما يغضبه , وأحسن فى معاملة غيره , وبر والديه ولم يغضبهما , وآت ذا القربى حقه , ووصل أرحامه بما أمر الله تعالى به أن يوصل , وأدخل السرور على إخوانه بفك كربهم وتقديم العون لهم , وأخلص فى معاملته للأصدقائه فكان لهم وفيا رحيما , وقدم النفع لسائر خلق الله , وساهم فى بناء المجتمع من أجل سعادة البشرية , وهذا هو من يحبه الله ويضع له القبول فى الأرض " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أحب شيئا عذب به :

_ إن كل من أحب شيئا وآثره على محبة الله ورسوله صل الله عليه وسلم _ عذب به ومن ذلك أمثلة كثيرة فى حياة الأنبياء فضلا عن غيرهم ومن ذلك حب يعقوب عليه السلام لولده يوسف مما جعله يبتعد عنه لفترة طويلة وعندما فطن لذلك رجع إليه ولده  وكذلك إبراهيم عليه السلام لما أخذ الولد الذى جاءه على كبر سنه شعبة من شعب الخلة التى هى أعلى درجات المحبة لله أمره الله تعالى بذبحه فلما تبين لإبراهيم عليه السلام موقفه وربه من هذا الحب تجرد وأفاء وأصبح لذبح ولده لامعنى له قال تعالى " وفديناه بذبح عظيم " والأمثلة على ذلك كثيره فقد اقتضت حكمة الله ومشيئته أن من أحب شيئا وآثره على حب الله ورسوله صل الله عليه وسلم _ عذب به " اللهم إنا نسألك حبك , وحب من يحبك , وحب عمل يقربنى إلى حبك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محبة الله :

قال ابن القيم رحمه الله :

فى أسباب استجلاب محبة الله تعالى والموجبة لها وهى عشرة :
أولا: قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به .
ثانيا : التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله
إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
ثالثا : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فيصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .
رابعا :إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى .
خامسا : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها
وتقلبه فى رياض هذه المعرفة ومبادئها .

سادسا : مشاهدة بره واحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة
فإنها داعية إلى محبته .
سابعا : وهو من أعجبها , انكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى .
ثامنا : الخلوة به وقت النزول الإلهى , فى الثلث الآخير , لمناجاته
وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم
ختم ذلك بالإستغفار والتوبة .
تاسعا : مجالسة المحبين الصادقين .
عاشرا: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل , فمن
هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على
الحبيب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عبادة المؤمن :

ـ إن تقرب العبد الى الله تعالى بطلب مرضاته إنما هو وسيلة ومقام من مقامات العبادة ألا وهو خلق الرضا وفى ذلك قوله تعالى :" رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه " سورة البينة الآية 8 ـ وكما ورد عن النبى صل الله عليه وسلم :" إذا أحب الله تعالى عبداً ابتلاه , فإن صبر اصطفاه , فإن رضى اجتباه " وحب المؤمن الصادق لربه سبحانه وتعالى حب يمتد إلى سويداء القلب فهو راض عن الله محب له . فمحبة الله تعالى هى غذاء المؤمنين , وأنيس المتقين , وسلوى المكدودون والمتعبون , وحب المؤمنين لربهم , يشحذ هممهم , ويسعد أرواحهم , ويقوى عبادتهم وطاعتهم لله تعالى وابتغاء رضوانه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين العمل والمحبة :

ـ كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يطوف بالبيت ويقول: "لا إله إلا الله ، نعم الربِّ ونعم الإله ، أحبــــه وأخشــــــاه  "  إنه مما يجب على المسلم  أن يسعى في غرس محبة الله عز وجل في قلبه ، وأن يتعرف عليه سبحانه وتعالى  ـ كان عتبة الغلام يقول "من عرف الله ، أحبه ، ومن أحبه ، أطاعه " فعلينا أن نُعمل هذا المعنى في سلوكنا وجميع تصرفاتنا  ونسعى في مرضاة ربِّنا سبحانه وتعالى   .. ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

علامة حب الله :

إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله وحبه لك ؟ فانظر هل أنت مطيع له أو مخالف لأوامره ؟ .. هل أعطاك الصلاح والتقوى والإيمان أم المال والدنيا ؟ ويشهد بذلك حديث عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه  قال  "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب .."  رواه البخاري في الأدب المفرد ، وهو حديث صحيح موقوف في حكم المرفوع كما قال الشيخ الألبانى  ـ  فلن تكون مؤمنًا بحق ، إلا إذا أحبك الله عزَّ وجلَّ . اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك. ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تقرب من الله تعالى :

على المسلم أن يتقرب إلى الله تعالى بمزيد من الأعمال الصالحة التي تخطو به في الطريق إلى الله رب العالمين وتثبته على الصراط المستقيم ليُضاعف له الأجر والمثوبة كما في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي ني وأنا معه حيث ذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احرص على النوافل :

إن من أفضل الأعمال التي ينبغي على المسلم بعد الفرائض والواجبات هذه الأعمال من النوافل كالصلاة وغيرها وكما في الحديث روى أبو يعلى وصححه الألباني أنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال : " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مفهوم العبادة :

ليست العبادة في الإسلام كما يعتقده كثير من الناس ، أنها مجرد الصلاة والزكاة والصيام والحج فقط ، ولكنها أشمل وأعم من ذلك , فالعبادة التي خلقنا الله تعالى من أجلها هي تعظيم الله عز وجل والخضوع والتذلل له وإفراده بالطاعة المطلقة ، فإذا جاء أمره سبحانه وتعالى يجب علينا أن نسقط من حسابنا كل أمر عدا أمره عز وجل. ولا يتحقق لنا معنى العبودية التي خلقنا الله تعالى من أجلها إلا بركنين عظيمين وركيزتين أساسيتين هما غاية المحبة مع غاية الذل والخضوع لله عزوجل , يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :"وعبادة الرحمن غاية حبه ـ مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ـ ما دار حتى قامت القطبان , يقول تعالى :" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " . سورة الأنعام . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تعريف الإحسان :

الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك " أخي الكريم لو أن هذا المعنى خالط بشاشة قلوبنا وآمنا به واستحضرناه ، عند جميع ما نقوم به من أعمال لما أقدم كثير منا على معصية الله تعالى ، ولو شعر أحدنا أن بشراً يطلع عليه ويُراقبه وهو يعصي الله لأقلع فوراً عن معصيته ، فكيف والمطلع عليه ملك الملوك رب العالمين؟ يقول تعالى :" وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير " سورة الحديد الآية 4 ـ ومن ثم فإن تربية المسلم على مبدأ المراقبة الذاتية لها آثارها الإيجابي على حياته العامة والخاصة ، وهي وقاية وحصانة من شرور كثيرة تشكو منها البشرية ,