ولذلك لو أراد رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أن تتمثل له جبال مكة ذهبا لكانت ولكنه أبى وقال : أشبع يوما فأشكر , وأجوع يوما فأصبر , وهو الذى كان يدعوا الله فيقول :" اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرنى فى زمرة المساكين "
وبهذا الإيمان ومن يتبعه من القناعة والرضى , يولد الإنسان فى نفسه طاقات من النفع والخير لغيره ولايبخل مهما كلفه ذلك , من مشاق ومتاعب ويجد فى ذلك المتعة واللذة يستطيبها حيث أصبح للإيمان حلاوة , لايستشعرها إلا من ذاقها وقد قال : أحد العارفين : إننا نشعر بلذة الإيمان والعبادة فى قلوبنا , ولو عرفها ملوك الأرض لقاتلونا عليها بالسيوف . "
وبذلك نعلم أن السعادة لاتوهب , ولا تشترى بمال , ولا تأتى إلى الإنسان من خارج نفسه بل تأتى من قلب مؤمن عامر بالإيمان واليقين قال تعالى :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم