هل جزاء الوالدين إيداعهما دار المسنين :

أعق الناس وأبرهم بأبيه :

قال : الأصمعى حدثنى رجل من الأعراب قال : خرجت من الحى أطلب أعق الناس , فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت , إلى شيخ فى عنقه حبل يَستقى بدلو لاتطيقه الإبل , فى الهاجرة والحر شديد , وخلفه شاب وفى يده سوط يضربه به , وقد شق ظهره بهذا الحبل فقلت : أما تتقى الله فى هذا الشيخ الضعيف , أما يكفيه ما هو فيه
من مد هذا الحبل حتى تضربه ؟ ؛ قال : إنه مع هذا أبى ؛ قلت : فلا جزاك الله خيراً
قال : اسكت , فهكذا كان يصنع هو مع أبيه , وكان يصنع أبوه بجده , فقلت : هذا أعق الناس ؛... وكما تدين تدان وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم :" بروا آبائكم
تبروكم أبنائكم " ثم يقول الأعرابى : جُلت أيضا حتى انتهيت إلى شاب فى عنقه زنبيل " قُفَة" فيه شيخ كأنه فرخ فيضعه بين يديه فى كل ساعة فيزقه ـ يطعمه , كما يُزق الفرخ , فقلت له : ما هذا ؟ فقال : أبى قد خرف فأنا أكفله ؛ فقلت : فهذا أبر العرب فرجعت وقد رأيت أعقهم وأبرهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حسن صحبة الوالدين :

لقد حث القرآن الكريم الأولاد من البنين والبنات على حسن صحبة الوالدين أحدهما أو كلاهما , لما فى ذلك من الأهمية الإجتماعية والدينية , التى تعود على الأسرة والمجتمع بالسعادة فى الدنيا والآخرة وقد أكدت آيات القرآن وأحاديث الرسول صل الله عليه وسلم هذا المعنى يقول تعالى :" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن آشكر لى ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا " سورة لقمان الآية 14 ـ 15 ـ وفى ذلك بيان واضح على أن طاعة الوالدين وبرهما من أوجب الفرائض إلا فى حالة واحدة عندما يأمراه بشرك أو معصية , فهناك تكون حسن الصحبة لهما بالمعروف والدعاء لهما بالهداية ,

كما جاء فى أسباب النزول لما روى عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وذلك عندما حاولت أمه أن تصرفه عن دينه وأعلن لها أنه لن يترك دينه مهما فعلت " كما جاء فى تفسير ابن كثير عند هذه الآية ويبين لنا القرآن أدب الصحبة مع الوالدين فى آية جامعة شاملة قال تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ربكم أعلم بمافى نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا " سورة الإسراء الآية 23 ـ 25 ـ
. ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أنت ومالك لأبيك :

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنهم أن رجلا أتى النبى صل الله عليه وسلم فقال : يارسول الله صل الله عليه وسلم :" إن لى مالا وولدا , وإن ولدى يحتاج , او يجتاح مالى قال :" أنت ومالك لأبيك , إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا
من كسب أولادكم " صحيح سنن أبى داود وابن ماجة تحقيق الشيخ الألبانى
بل إن الأب لو أعطى ابنه شيئا ثم أراد أن يرجع فى عطيته فله ذلك ولا جناح عليه ولا اثم , بعكس لو أعطى غير أبنائه فلا يجوز له الرجوع فيما أعطى وذلك لما رواه ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم يرفعان الحديث :" لا يحل للرجل أن يعطى عطية , ثم يرجع فيها إلا الوالد فيما يعطى ولده , ومثل الذى يعطى العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد فى قيئه " صحيح سنن الترمذى وقال الترمذى قال : الشافعى رحمه الله تعالى : لا يحل لمن وهب هبة أن يرجع فيها , إلا الوالد فله أن يرجع فيما أعطى ولده .موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة تحت أقدام الوالدين :

يقول الله تعالى:" ووصينا الإنسان بوالديه حُسنا وإن جاهداك لتُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " سورة العنكبوت: الآية 8 ـ إن من أكرمه الله بحياة والديه أو أحدهما فقد فتح له بابا إلى الجنة ، كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة..".وقد جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أردت الغزو وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها".رواه أحمد وغيره.وكما قال النبي صل الله عليه وسلم يوما: "دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت : من هذا؟ فقيل:حارثة بن النعمان،فقلت كذلكم البر، كذلكم البر". وكان حارثة أبر الناس بأمه. نعم فوالله لو قضى الأبناء ما بقي من العمر في خدمة الأبوين ما أدوا حقهما ، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم: " لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق :

الحديث عن الأم من الأمور التي لها شأن عظيم لما لها وما عليها لأن الأم هي محض الرجال والأصل الذي يبدأ منه وعليه إقامة الأسرة ثم المجتمع والدولة والوطن الكبير ، وهي مربية الأجيال الصاعدة ، وهي الأصل في وجود الرجال وتربيتهم ليكونوا رجالا ناهضين وأبطالا مجاهدين ، وهي نصف المجتمع بل قل إن شئت هي المجتمع كله إذا قامت برسالتها وعملت على تقديم الخير لمجتمعها وأسرتها والعالم كله. إن الله تعالي كرم الأم وأعطاها ما لم يعطيه لأحد من قبل وجعل الجنة عند قدميها كما ورد في بعض الآثار :" الجنة تحت أقدام الأمهات " فإذا كانت لا تزال بقربك لا تتركها ولا تنسى حبها واعمل على إرضائها لأنه لا يوجد لديك إلا أم واحدة في هذه الحياة ,

, حيث ذكر في الأثر أنه عندما تموت الأم ينادى منادى من السماء أن يا ابن ادم ماتت التي كنا من أجلها نكرمك فأتى بعمل صالح نكرمك من أجله ." لقد أوصى القرآن الكريم بالأم ، وكرر الوصية لها لفضلها ومكانتها فقال سبحانه: "ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير". وهذه الآية تدعوا إلى ضرورة بر الأم وضرورة طاعتها واحترامها سواء في مرحلة الصغر أو في مرحلة الكبر.. وللأم فضل عظيم ، وللوالدين بصفة عامة ، وقد أكد الله لنا الوصية بهما في كتابه الكريم ، وخص الأم بمزيد من العناية والرعاية لعظيم فضلها في حياة كل منا , وأيضا من الأحاديث التي تدل على مكانة الأم في الإسلام موقف الرجل الذي جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم" فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: " هل لك من أم؟" قال: نعم، قال: "فالزمها فإن الجنة عند رجليها".. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم