القدوة وأثرها فى إقامة المجتمع الفاضل :

القدوة وأثرها فى إقامة المجتمع الفاضل :
ومن حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه : قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم .
من دعا إلى هدى كان له من الأجر , مثل أجور من اتبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئا " رواه مسلم
الإنسان مدنى بطبيعته وقد مضت الحياة على أن يستحسن كل إنسان مايراه من غيره من قول أو فعل وليس فى هذا الكلام اشكال إلا إذا كان فيه ما يضر الفرد والمجتمع وفى فعله وإتيانه ما يغضب الله وهذا هو الإثم المنهى عنه كما جاء فى الحديث ولقد تعود أن يقلد الصغير أخاه الكبير , والفقير جاره الغنى فى السلوك والتصرفات .
وهناك كثير من الناس مربوطون فى حياتهم بقاعدة خالف تعرف وأكثر من ذلك تقليد الغرباء ولاتزال عقدة الأجانب تسيطر على كثير من أبناء الإسلام , فكثيرا ما يقلد الإنسان غيره ومن لا تربطه به رابطة _ فى ملابسه وهيئته وبعض تصرفاته وأنماط  سلوكه , وكل نفس وما كسبت من خير أو شر وهو على نفسه بصير ومسئول عمن يقلده لأنه هو الذى قاده إلى الخير أو إلى الشر والإنسان إما أن يكون مصدر خير لغيره فله الأجر والثواب المضاعف بقدر عدد من قلدة فى الطاعة والخير أو البر والمعروف , وإما أن يكون مصدر شر لمن قادهم إلى الشر والإثم  والبدعة والضلالة فهذا له من الذنوب الآثام بقدر عدد من قلدوه فى الشر والجهالة
وهذا يدعوا أبناء الإسلام إلى أمور منها :
الأول _ أن كل إنسان بصير على نفسه فيما يفعل وما يرى من غيره فإن كان خيرا سارع إلى فعله واقتدى به
وإن كان من أهل الشر ومن يرتكبون المعاصى والحرام أعرض وابتعد عنه لئلا يكون مصيره وجزاءه  مثله فى الدنيا والآخرة .
الثانى _ أن يحرص الإنسان على فعل الخير فى كل ما يصدر عنه من قول أوفعل وسائر تصرفاته  حتى لايتحمل وزر عمله وأوزار من قلدوه فيه .
ويفعل الخير والحلال الذى يقلده فيه غيره ويكون له بذلك ثواب كثواب من قلدوه وأجر من أخذوا عنه .
الثالث – على المسلم أن يستمسك بطاعته لله ويجهر بذلك , لأن الله تعالى حرم الجهر بالذنوب ووالمعاصى
الرابع _ وهو الأهم لأن ذوى الهيئات والشخصيات العامة من المربين من الآباء والأمهات والإخوة الكبار والمعلمين فى الجامعات والمدارس لهم تأثيرهم القوى  ولذلك عليهم أن يتحروا الدقة فى كل ما يصدر عنهم من قول أو فعل مما تقع عليه عيون الأبناء حتى لايروا منهم منكرا أو قبيحا وإنما يرون الخلق المستقيم والكلمة الطيبة الجميلة والقدوة الصالحة الهادئة وبذلك تنتج جهودهم وتثمر فى تربيتهم لأبنائهم وبناتهم ويتحقق لهم بذلك الأمل المنشود
والإستقرار الدائم والخير والسعادة والهدى والرشاد قال تعالى " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لايهدى القوم الظالمين " سورة التوبة
           وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إنذار نبوى:
_ من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلو جحر ضب لاتبعتموهم , قلنا يارسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ؟ رواه البخارى ومسلم باختلاف يسير فى الألفاظ وفى رواية أخرى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتى بأخذ القرون قبلها , شبرا بشبر وذراعا بذراع , فقيل يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال ومن الناس إلا أولئك ؟ رواه البخارى فكيف السبيل والخلاص مما نحن فيه والناصح الأمين صل الله عليه وسلم يناشدنا وهو مشفق علينا مناديا _ إنما مثلى ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضأت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التى تقع فى النار يقعن فيها فجعل ينزعن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار هم يقتحمون فيها وفى رواية " أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار هلم عن النار , فتغلبونى وتقحمون فيها " وفى هذه الأحاديث يدعونا الرسول صل الله عليه وسلم إلى الإلتزام بثوبت الإسلام حين تشتد الفتن وتنتشر الموبقات وتعم الرذائل والمسلم مطالب بألا يكون موقفه من غيره موقف الرفض المطلق ولا القبول المطلق بل عليه أن يستجيب لما هو فاعل ومن خلاله يقدر على التعمير والإصلاح من خلال هدى الله الراشد ومطلوب من المسلم أن يدعوا ربه بألا يجعله فتنة للكافرين " حتى لاينبهر بماهم عليه فتختل أنذاك أمور دينه وذلك بفرط حبه لهم والتشبه بهم والتقرب منهم وتقمص سيرتهم ومنازعهم حتى يصل الأمر إلى حد السيطرة والغلبة عليه فى كل ما يقوم به من أعمال وفى حديث حذيفة رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال " لايكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أسأو أسأت بل وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أسأو فلا تظلموا " رواه الترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاقه صل الله عليه وسلم _ عن أنس رضى الله عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم " إذا صافح أو صافحه الرجل لاينزع يده حتى يكون الرجل ينزع يده , وإن استقبله بوجه لايصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه , ولايرى مقدما ركبتيه بين يدى جليس له" رواه الترمذى وابن ماجة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم