المعنى التفصيلى لشهادة ( أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله )

كلمة التقوى :

_ قال تعالى" وألزمهم كلمة التقوى " سورة الفتح _ وهى لاإله إلا الله " لو علم المسلمون فضل هذه الكلمة وتفكروا فى معناها فإنها تعمق الإيمان بالله الواحد الموجود العالم القادر  وتهدى الإنسان إلى طريق الحق والرشاد وفيها كل معانى العزة والهيمنة والملك والجبروت ومن ثم وجب على كل مسلم العلم بمعناها والعمل بمقتضاها " قال تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد  فمن قال هذه الكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله " أصبح معصوم الدم والمال والعرض وحسابه على الله  ولهذا لما أرسل رسول الله صل الله عليه وسلم بعثا فى قوم من المشركين فكان الرجل من المشركين إذا أراد أن يقصد إلى أحد من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلا من المسلمين قصد رجلا فى غفلته وكنا نتحدث أنه أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه فلما رفع السيف على الرجل قال " لا إله الا الله " فلم يأبه أسامة لذلك وقتله ظنا منه أن الرجل قال ذلك ليدرء عن نفسه القتل وجاء الخبر إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فسأل رسول الله صل الله عليه وسلم أسامة عن خبر الرجل فقال " لم قتلته ؟ قال يارسول الله : أوجع فى المسلمين وقتل فلانا وفلانا وسمى نفرا وإنى حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله " قال رسول الله صل الله عليه وسلم أقتلته ؟ قال نعم قال فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ قال يارسول الله استغفر لى , قال وكيف تصنع بلا إله إلا الله , إذا جاءت يوم القيامة ؟ فجعل لايزيده على أن يقول كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مفتاح الجنة :

_ روى الإمام أحمد بإسناد منقطع " أن مفتاح الجنة لاإله إلا الله " وعن معاذ رضى الله تعالى عنه قال قال لى رسول الله صل الله عليه وسلم " إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل : لا إله إلا الله , وقيل للحسن : إن ناسا يقولون "من قال لا إله إلا الله , دخا الجنة , فقال من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة " وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال بلى , ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك , وإلا لم يفتح لك , ويدل على هذا أن النبى صل الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الإتيان بالأعمال الصالحة فى كثير من النصوص كما فى الصحيحين عن أبى أيوب أن رجلا قال : يارسول الله صل الله عليه وسلم , أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة قال : تعبد الله لاتشرك به شيئا , وتقيم الصلاة , وتؤتى الزكاة , وتصل الرحم " وفى الترمذى عن عمر رضى الله تعالى عنه مرفوعا " من قالها ( يعنى لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد " إذا دخل السوق وزاد فيها " يحى ويميت وهو حى لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير " كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة , ورفع له ألف ألف درجة وفى رواية وبنى له بيتا فى الجنة " قال المنذرى وإسناده متصل ورواته ثقات أثبات " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضل لا إله إلا الله

ومن فضلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر كما فى المسند وغيره _ عن النبى صل الله عليه وسلم " : ليس على أهل لاإله إلا الله وحشة فى قبورهم ولا فى نشورهم , وكأنى بأهل لا إله إلا الله , قاموا ينفضون التراب عن رؤسهم , ويقولون الحمد الله الذى أذهب عنا الحزن " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل لا إله إلا الله

يقتضى أن لا يحب سواه , فإن الإله هو الذى يطاع فى يعصى , ويذكر فلا ينسى , ويشكر فلا يكفر , محبة له وخوفا ورجاء , ومن تمام حبه محبة ما يحبه وكراهة ما يكره , فمن أحب شيئا مما يكره الله لم يكمل توحيده وصدقه فى قوله لا إله إلا الله , وكان فيه من الشرك الخفى بحسب ما كره مما أحبه الله وما أحبه مما يكره الله قال تعالى " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " سورة محمد الآية 28_ وقال لليث بن سعد عن مجاهد فى تفسير قوله تعالى " لا يشركون بى شيئا " سورة النور قال لا يحبون غيرى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من معنى لا إله إلا الله

ورد إطلاق معنى الإله على الهوى المتبع قال تعالى : أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم " سورة الفرقان الآية 43_ وقال الحسن رحمه الله هو الذى لايهوى شئ إلا ركبه وقال قتادة رحمه الله هو الذى كلما هوى شيئا ركبه , وكلما اشتهى شيئا آتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى وروى من حديث أبى أمامة رضى الله عنه مرفوعا باسناد فيه ضعف :" ما تحت ظل السماء إله يعبد عند الله من هوى متبع " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضل لا إله إلا الله

ومن فضلها أن قائلها وإن دخل النار لتقصيره فى حق الله فإنه سيخرج منها برحمة أرحم الراحمين كما فى الصحيحين عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم يقول الله تعالى :" وعزتى وجلالى وكبريائى وعظمتى لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " وقال بعض السلف : كان إبراهيم عليه السلام يقول فى دعائه :" اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا , بمن كان لا يشرك بك شيئا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضل لا إله إلا الله

روى الطبرانى من حديث أنس رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال: إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم , فيقول لهم أهل اللات والعزى , ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله , فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار ويدخلهم الجنة ومن كان فى سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضى ؟ فإنه تعالى لايسوى بين من وحد الله تعالى وإن قصر فى حقوقه وبين من أشرك به " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المعنى التفصيلي للشهادتين :

أولا __ شهادة أن لااله الا الله
يتحقق للإنسان فهم معنى لااله الا الله بالأمور الآتية قال تعالى " فاعلم أنه لااله الا الله واستغفر لذنبك" سورة محمد
1_ أن بفرد الله سبحانه بالعبادة وحده كما أمر ولا يشرك به أحدا من خلقه قال تعالى " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لايشرك بعبادة ربه أحدا " سورة الكهف
2_ أن يكون الله سبحانه أحب إليه من كل شئ قال تعالى " والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة
3_ أن يفوض لله أمره كله قال تعالى " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين سورة الأعراف . (1)

4- أن لا يقدم على أمره ونهيه أمرا ولا نهيا قال تعالى " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " سورة الشورى
5_أن يقصده وحده عند الدعاء وطلب الحاجات قال تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين " سورة الفاتحة وفى الحديث " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فا إستعن بالله "
6_ أن يعرف كل ما يقربه من الله تعالى ورضاه فيفعله وكل ما يبعد عنه فيتركه قال تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر
7_أن يثبت لله تعلى ما أثبته لنفسه وأثبته رسوله محمد صل الله عليه وسلم من الصفات والأسماء وأن ينفى عنه سبحانه ما لايليق به مما نفاه الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى .( 2)

8_ أن يعتقد اعتقادا جازما أن الله سبحانه قد أتم النعمة على خلقه بكمال الإسلام الذى أنزله على عبده ونبيه محمد صل الله عليه وسلم فمن زاد عليه أو انتقص منه فهو ظالم لنفسه معتد حدود الله و لاينزعه من ذلك الا بالتوبة النصوح قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة
9_ أن يؤمن بكل ما أخبر الله به من عالم الغيب كالملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر والجن والجنة والنار غيرها كما جاءت وذلك ركن من أركان الإيمان كما جاء فى حديث جبريل عليه السلام عند ما سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن الإيمان قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره "
10_ أن يصدق بكل الرسل والأنبياء والكتب والصحف من غير تفرق بين أحد منهم قال تعالى " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله " سورة البقرة . ( 3)

ثانيا شهادة أن محمدا رسول الله :

ويتحقق معنى محمد رسول الله للإنسان بفهم الأمور الآتية :

1_ أن يصلى عليه كلما ذكر وفى كل موطن طلب منا أن نصلى عليه فيه قال تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " سورة الأحزاب
2_ أن يكون تعظيمه فى الظاهر موافقا ومطابقا لتعظيمه فى الباطن قال تعالى " فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " سورة النساء
3_ أن يحبه أكثر من نفسه وماله وولده والناس أجمعين حديث " ثلاث منكن فيه ذاق حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .....الخ الحديث
4_أن يتقيد بسنته تقيدا تاما فيفعل كل ما أمر به ويجتنب كل مانهى عنه كما فى الحديث " ما أمرتكم به من أمر فأتوا منه ما إستطعتم وما نهيتكم عن شئ فا جتنبوه "
( 4)

5_أن يكون هواه تبعا لما جاء به ودعا الناس إليه وفى الحديث لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
6_أن يحب من أحب وأمر بحبه وأن يبغض من أبغض وأمر ببغضه وفى الحديث من أحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان"
7_ أن يجعله قدوة فى كل شأنه قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " سورة آل عمران
8_أن يعتقد اعتقادا جازما أنه صل الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا الا وقد بلغ أمته والناس كل ما أنزل إليه من ربه فحذرهم الشر والنار وبشرهم بالخير والجنة فمن زاد على ما بلغ أو نقص منه فقد أعظم الفرية عليه لأنه زعم بذلك أنه قد خان الرسالة قال تعالى " ياأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " سورة المائدة . ( 5)

9_ أن يؤمن بكل ما صحت نسبته إليه عن عالم الغيب كالملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر والجن والجنة والنار وغير ذلك كما جاءت قال تعالى " وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحى يوحى " سورة النجم
10_ أن يصدق بكل الأسماء والصفات التى أثبتها رسول الله صلى الله عليه وسلم لله سبحانه وتعالى كما فى الحديث " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " وبالله التوفيق وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 6)