بين الحق والجاهلية :

بين الحق والجاهلية :

يقول الله تعالى " الم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وفرعون ذى الأوتاد الذين ظغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد " سوورة الفجر والمعنى من التفسير - ألم تر يامحمد كيف فعل ربك بقوم عاد , قبيلة إرم ذات القوة والأبنية المرفوعة على الأعمدة التى لم يخلق مثلها فى البلاد فى عظم الأجساد وقوة البأس ؟ من الآية _ 6 الى _ 8 _ وكيف فعل بثمود قوم صالح الذين قطعوا الصخر بالوادى واتخذوا منه بيوتا ؟ الآية _ 9 - وفرعون ملك (مصر ) صاحب الجنود الذين ثبتوا له ملكه وقووا له أمره ؟ الآية - 10 _ هؤلاء الذين استبدوا وظلموا فى بلاد الله فأكثروا فيها بظلمهم الفساد فصب عليهم ربك عذابا شديدا إن ربك يا محمد لبالمرصاد لمن يعصيه , يمهله قليلا ولا يهمله ثم يأخذه أخذ عزيزا مقتدر " ويقول تعالى " ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من الغرب فبهت الذى كفر والله لايهدى القوم الظالمين " سورة البقرة الآية 258 _ والمعنى من التفسير _ هل رأيت يامحمد صلى الله عليه وسلم - أعجب حال من هذا الذى جادل إبراهيم عليه السلام فى توحيد الله وربوبيته لأن الله تعالى أعطاه الملك فتجبر وسأل إبراهيم من ربك ؟ فقال له إبراهيم عليه السلام : ربى الذى يحى الخلائق فتحيا ويسلبها الحياة فتموت فهو المتفرد بالإحياء والإماتة قال : أنا أحى وأميت أى أقتل من أردت قتله , وأستبقى من أردت إستبقاءه فقال له إبراهيم عليه  السلام  إن الله الذى أعبده يأتى بالشمس من المشرق فهل تستطيع تغير هذه السنة الإلهية بأن تجعلها تأتى من المغرب ؟ فتحير هذا الكافر وانقطعت حجته شأنه شأن الطالمين فى كل زمان ومكان لايهديهم الله تعالى إلى الحق والصواب _ " إن صورة الحق واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء وإن صورة الباطل باهتة وأفلة فهل سمعنا يوما أو قرأنا أن الباطل إنتصر على الحق مهما إشتد الباطل وطال به الزمان وإن رواد الحق وأتباعه مؤيدون بالنصر المبين وبالعز والتمكين مهما اضطربت بهم الأنواء وعصفت بهم الأعاصير قال تعالى " كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " سورة الرعد إن قوة الحق مستمدة من قوة صاحب الحق وهو الله سبحانه وتعالى وهو سبحانه يضرب لنا الأمثال على ما يقوم به الجبابرة فى كل زمان ومكان وأنه تعالت قدرته وقوته غالب على أمره لأنه يعلم حقيقة إرجاف االمرجفين من المنافقين ومرضى القلوب  وإجحاف الظالمين والمجرمين ويعلم كذلك إنكارهم القائم على المكابرة والمغالطة كما حدث ذلك مع فرعون وموسى عليه السلام وغيره ممن ذكرنا فقد انتصر نبى الله موسى عليه السلام وابتلع اليم فرعون وأتباعه من المنحرفين الضالين والمضلين ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذوا الشيطان :

روى الإمام أحمد رضى الله عنه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه _ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " إن الشيطان ذئب الإنسان , كذئب الغنم يأخذ من الشاة القاصية والناحية ( وهى التى ابتعدت وحدها فى ناحية من الأرض ) فاياكم والشعاب , وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد " الله سبحانه وتعالى حبب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان , فالحمد لله أن جعلنا من الراشدين فضلا منه ونعمة وذلك الفوز العظيم , ولقد حذرنا الله تعالى من فعل الشر وهو سبحانه لنا بالخير خير معين , وقد دعانا لأن نكون من حزب الرحمن لنفوز مع الفائزين , وحذرنا من موالاة حزب الشيطان وأن نكون فى سلكهم ونعمل بعملهم حتى لانكون فى الأذلين , وحذرنا سبحانه من الشيطان اللعين , ومن كيده ومكره , وبين لنا أنه عدو مبين يرانا ولا نراه فينبغ علينا أن نتيقظ له ونبادله عداء بعداء قال تعالى " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " سورة فاطر وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

من يعطى أوسمة العظمة , وألقاب الخلود ؟ هل التاريخ الصادق , أم الدعاية الكاذبة ؟ وهل الجماهير المخلصه , أم الأفراد المتعصبون ؟ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

عن أثر المرأة فى صيانة شرف الأمة

المرأة التى ترى سعادتها فى صيانة شرفها , هى التى تعرف كيف تربى أولادها , وتعلمهم كيف يصونوا شرف أمتهم وبلادهم ووطنهم , والمرأة التى لاترى السعادة إلا فى إشباع لذائذها , وهى بذلك تربى أولادا أسهل شئ عليهم أن يخونوا شرف أمتهم , وبلادهم وأوطانهم , فى سبيل إشباع بطونهم وأهوائهم , وشتان بين جيل يعمل من أجل حماية وطنه وبلاده وبين جيل يسهل عليه الخيانة فى كل عهد والتفلت من كل قيد قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا آمانتكم وأنتم تعلمون " سورة الأنفال وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العاقل والأحمق

الفرق بين العاقل والأحمق : أن العاقل دائما ينظر مد بصره , والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

الطمع داء الإنسانية الأكبر, أفرادا وجماعات وشعوبا وحكومات " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لاتلوموا الزمان

لا تلوموا الزمان , فإنه جميل لولا شوهته أطماعكم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

لايغرنك سلطان المفسدين , فإن حكمة الله أن لايأخذهم إلا بعد أن يوجد من يقول عنهم , يرحمهم الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

العامة وقود الفتنة , والخبثاء مؤججوا نارها , والنظام الإجتماعى الصالح أغلى ضحاياها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

اتهام الناس بالخيانة مرض الذين كانوا من قبل خائنين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العقل والهوى

لو اتبع الإنسان عقله المجرد بعيد عن الشرع وأحكامه فى كل أموره لشقى قال تعالى " ولو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير " سورة الملك والمعنى لو كنا نسمع سماع من يطلب الحق , أو نفكر فيما ندعى إليه , ما كنا فى عداد أهل النار , ولو اتبع هواه فيها كلها لهلك قال تعالى " أفرأيت من اتخذ إله هواه " والسعيد حقا من لم يتخلى عن موجبات العقل ولم يجر دائما وراء الأوهام قال تعالى " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة " سورة سبأ وقال تعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " سورة الكهف وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

واجب الحاكم وغيره أن يتيقظ لمن حوله

من حديث أبى سعيد الخدرى وأبو هريرة رضى الله عنهما قالا : قال : رسول الله صل الله عليه وسلم " ما بعث الله من نبى ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه , وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه , والمعصوم من عصم اللهُ تعالى " رواه البخارى ومسلم
وفى الحديث دعوة وارشاد , ونصح وتوجيه من الرسول صل الله عليه وسلم لكل حاكم وكل صاحب سلطان , جعله الله تعالى لينفذ أحكامه فى الأرض , وكذلك كل رئيس عَمل يحتاج إلى من يستشيره , أو يساعده فى أداء عمله الذى لايقدر عليه وحده أن يختار, لمشورته ومعاونته من هم أهل خبرة وأمانة , والناس عادة يتسابقون إلى العمل بجانب أصحاب السلطان , لما يضفى عليهم هذا العمل من جاه ومكانة ومباهاة .

لكن فى الغالب أن هؤلاء العاملين بجوار صاحب السلطان يختلفون بين صادق وكاذب , وبين أمين ومنافق, وبين متمسك بدينه وغير متمسك به ,ومما يترتب على ذلك أن ينقسم هؤلاء العاملون فريقين , فريق صادق وأمين متمسك, بدينه يصدق فى عمله ونقل الأخبار إلى الحاكم , أو الرئيس ويكون أمينا على سره وعمله ومراعيا الله تعالى فيها , وفريق آخر ينافق فى عمله, ويكذب فى نقل الأخبار إلى الحاكم أو الرئيس , ويبرر له كل خطأ , ويمدح فيه كل قبيح , ويزين له كل منكر وشر ومن ثم كان على الحاكم أو الرئيس أمران :
الأول: أن يتحرى الدقة فى اختار معاونيه , والذين يعملون معه من أهل الدين والخبرة والصدق والأمانة .
الثانى :أن يكون يقظا لمن حوله, وخاصة من يعملون معه ,فى كل ما يصدر عنهم
حتى يتأكد من صدقهم , وأمانتهم ولا يقبل نفاقا ولا تزينا لقبيح .
فإن هو قام بذلك ساعده الله تعالى, وعصمه وأنجاه وحفظه من الإستماع إلى أهل الشر ويرضى الله عنه جزاء طاعته "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كما يريد المتحللون من الدين :

بين كل فترة وحين يخرج علينا أناس من المتحللين من الدين , بنغمة بغيضة وهى عدم العودة إلى أخلاق السلف , لأنها ما عادت تصلح لمجتمعاتنا اليوم , إنهم يريدون أن نتجرد من القيم والفضائل التى كان يتحلى بها أسلافنا , ونتخلى عن عقيدتنا ومبادئنا وأخلاقياتنا الإسلامية , وهم يسمون التمسك بتعاليم الإسلام رجعة إلى الوراء
وهذه النغمة لاتسمى ثقافة ولا فكراً , وإنما تسمى الحاداً وخروجا على الدين القويم
ومبادئه السمحة , ورجعة إلى الجاهلية التى قضى عليها الإسلام , وطهر البشرية من جراثيمها وأوزارها , وإن هؤلاء المتحللون يدعون لماهم عليه باسم التقدمية التى يعزفون على أوتارها , وهل من التقدمية كما يكذبون , أن نباعد بيننا وبين الإسلام الذى حث على العلم وبناء الحضارة وتكريم الإنسان , وتحريره من عبودية غير الله

؟ هل من التقدمية أن نمضى فى الحياة همجيين نرتكب المنكرات ونفعل الرذائل ونرفض كل ما طالبنا به ديننا الحنيف ؟ هل معناها أن نكون ماديين لانؤمن بالآخرة
ولا بيوم الحساب لأن الدنيا هى نهاية المطاف كما يريد المكذبون بيوم الدين ؟
وهل من معناها : أن ننغمس فى مستنقع أفكاركم الملوثة , كالعِلمانية اللادينية وغيرها من المنظمات التى تقوم على حرب القيم والإسلام ؟
إن المناداة بالفصل بين ماضينا وحاضرنا , بين الآصالة والمعاصرة لاتعنى إلا شيئا واحداً هو التحلل من الدين الذى نؤمن به , ونسير على نهجه القويم , وأن نترك القراءة فى كتاب الله وألانقرأ فى كتب التراث , ونقبل على القراءة فى كتب الأفكار المادية والإباحية
ونصبح بلا هوية أمة بلا ماض ولاتاريخ ولا حضارة ,

, هذا هو مايريدده لنا المتحللون من الدين بعد أن فشلت , حملاتهم المسعورة على الإسلام وأهله وباءوا بغضب من الله ورسوله والمؤمنين .
ولا يزال المتحللون من الدين يشنون حملاتهم , المتتالية على الإسلام بدئوا بها من التطاول على الرموز الإسلامية , وهاجموا القمم فلما وجدوا أنفسهم مثار سخرية
المسلمين راحوا ينظمون حملات على القرآن , فطالبوا بمناقشة نصوصه وهى نصوص مقدسة ولا تبديل لكلمات الله بعد ذلك , وقد أخذوا ينشرون أراء أعداء الإسلام فقوبلوا من جماهير المسلمين , بالإستخفاف والسخرية وهكذا كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله , وردهم الله على أعقابهم خائبين خاسرين , واليوم يطلع علينا شرذمة من أنصاف المثقفين والمتعالمين , بهذه النغمة البغيضة دون أن يستحيوا من فشلهم المرة تلو المرة ,

, ونحن كمسلمين نعلنها فى صراحة ووضوح
أن سلفنا الصالح هم قدوتنا وأئمتنا , فى الفكر والسلوك , وأننا على طريقهم الذى ساروا عليه وسادوا به العالم وبنوا أروع الحضارات , لقد أضاءوا لنا بأخلاقهم
وشمائلهم موكب الزمن , فكيف نترك هؤلاء المشاعل ونسير خلف المتحللين من الدين , إننا نعتز بماضينا ونسعى لأن نأخذ من محاسنه , ما نجمل به حياتنا إننا لن نرجع أبدا للوراء كما يدعى هؤلاء المتحللون , وإنما هو عمل وإقتداء بما كانت عليه الجماعة المسلمة الكبرى على مر التاريخ وشعارنا فى ذلك ( سلفيون ولكن عصريون ) " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا :

قال : بعض اليهود نحن لانخاف إلا من إلا من هؤلاء , المتطوعين " يقصد المجاهدون فى فلسطين " فسأله سائل ولماذا ؟ تخشونهم وعددهم قليل وسلاحهم ضئيل فقال : الضابط الصهيونى فى صراحة , نحن إنما جئنا من بلاد العالم إلى هذه
الأرض لنعيش , وهؤلاء جاءوا إليها ليموتوا , وما أبعد الفرق بين من يحرص على الحياة ومن يحرص على الموت "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم