العفة والقناعة من أخلاق الإسلام :

العفة من أخلاق الإسلام:

_ قال الله تعالى:" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله " سورة النور ـ الآية 33ـ هذه الآية تتحدث عن النكاح كعلاج طبيعي وشرعي لجانب عظيم من جوانب العفة , ويقول تعالى " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم " سورة النور يقول صاحب ظلال القرآن ـ إن الزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة فيجب أن تزول العقبات من طريق الزواج لتجرى الحياة على طبيعتها وبساطتها "اهـ ولا يجوز أن يكون الفقر عائقا مانعا من الزواج فمتى كانوا صالحين للزواج راغبين فيه رجالا ونساء فالرزق بيد الله وحده وقد تكفل الله بذلك لمن اختار طريق العفة والطهارة قال تعالى " إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله " سورة النور وفيما رواه النسائي عن رسول الله صل الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله - والمكاتب يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف " وقصة نبي الله يوسف من أعظم النماذج في طريق العفة وقد عبر القرآن الكريم عن المعنى المقابل للعفة بقوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " سورة يوسف ويقول تعالى " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " سورة الإسراء ـ وهذا نهى صريح وواضح من الله تعالى لعباده عن مقاربة الزنا وأسبابه ومقدماته صيانة للنفس والمجتمع من الوقوع في جريمة الزنا الذي حرمه الله وجعل الطريق إليه من أسوء السبل والساعيين إليه في ضلال وسعر يقول تعالى " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " سورة النورـ وقد نهى رسول الله صل الله عليه وسلم عن الفحش والتفحش قولا وفعلا وحذر من ذلك تحذيرا شديدا " اللهم إنا نسألك التقى والعفاف والغنى ونجنا برحمتك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

غض البصر وإجتناب كل ما يثير الشهوات المحرمة:

_ الإسلام يدعوا المسلم إلى العفة التى بها يحفظ نفسه من كل علاقة سيئة بين الرجال والنساء _ وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحَمو يا رسول الله ؟ فقال صل الله عليه وسلم :" الحَمو الموت " رواه البخارى ومسلم ولفظ الحمو يطلق على أقارب الزوج والزوجة من غير المحارم , والمقصود أن دخول غير المحارم على الزوجة فى غياب الزوج قد يؤدى إلى ارتكاب الفاحشة , التى قد تؤدى إلى القتل لمن إرتكبها , وكذلك دعانا الإسلام لغض البصر لما فى ذلك من حماية للنفس , من الوقوع فى المحرمات من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه :" النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافتى أبدلته إيمانا يجد حلاوته فى قلبه " رواه الإمام أحمد والطبرانى _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القناعة والرضا بقضاء الله تعالى وقدره:

_ إذا أراد المسلم لنفسه أن يكون سعيد الحال , متمتعا براحة البال فليرض بما قسمه الله له من رزق , وما أفاء الله تعالى عليه من نعم , لأن فى عدم الرضا والقناعة يؤديان إلى سخط الإنسان وتبرمه , مما يسببان له النكد والتعاسة والشقاء ومن حديث أبى هريرة رضي الله عنه أنه صل الله عليه وسلم قال : " إذا نظر أحدكم إلى من فُضل عليه فى المال والخَلق فلينظر إلى من هو أسفل منه , ذلك أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " رواه مسلم والبخاري والترمذي وزاد رزين فى رواية :" قال عون بن عبد الله بن عتبة رحمه الله :" كنت أصحب الأغنياء فما كان أحد أكثر هما منى , كنت أرى دابة خير من دابتي , وثوبا خيرا من ثوبي , فلما سمعت هذا الحديث صحبت الفقراء فاسترحت " فقناعة الإنسان بما قسمه الله تعالى من رزق , ورضاه عن ظروف حياته التي قدرها الله له كما أوصى بذلك رسول الله صل الله عليه وسلم " من أهم أسباب سعادته _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

.القناعة والرضي بالقضاء :

إن سعادة الإنسان وراحته النفسية منوطة بالقناعة وأن يرضى بما قسمه الله تعالى له من رزق وما وهبه من نعم وعن تطلعه إلى من هو أكبر ثراء وأوفر منه نعما وفى عدم القناعة وعدم الرضي بما قسمه الله تعالى لك , يؤدين إلى سخط الإنسان وتبرمه ويسببان له التعاسة والشقاء والإسلام يوصى أتباعه بالقناعة والرضي لتتحقق لهم راحة البال واطمئنان النفس وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه أن الغنى ليس بكثرة المال إنما الغنى يكون فى قناعة النفس ورضاها واستغنائها وتعففها كما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم قال :" ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس"رواه البخاري ومسلم والترمذي.".

ارض بما قسم الله تعالى لك :

ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يوصى أصحابه بعدم النظر إلى من هم فوقهم فى أمور الدنيا لأن ذلك قد يؤدى إلى السخط وعدم الرضا وأن ينظروا إلى من هم دونهم فان ذلك أدعى إلى حمدهم لله وشكره على ما فضلهم به على كثير من الناس من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عته قال صل الله عليه وسلم "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولانتظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم "رواه البخاري ومسلم والترمذي ومن حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم من حديث طويل " اجتنب المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" وعن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم قال "من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله تعالى ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى رواه الترمذي فعلى الإنسان أن يقنع بما قسمه الله له من رزق ويرضى عن ظروف وأوضاع حياته التي قدرها الله تعالى له. ".موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى الحب وغض البصر :

روى الطبرانى وأحمد أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها فى قلبه "
هذا الحديث الشريف طبقه وعمل بمضمونه شاب اسمه عبد الله بن القس عاش فى بغداد زمن الدولة العباسية , حيث كان يحب امرأة تدعى " سلامه " كان يحبها حبا شديدا إلى درجة ان أطلقوا عليها سلامة القس لشهرة هذا الحب , فى المجتمع وحدث أن التقى بها مرة فى خلوة وقد تجملت وتزينت , ولكنها فوجئت بعدم استعداده لتلويث حبه , قالت له إنى احبك قال لها وأنا والله الذى لا إله إلا هو قالت : فما يمنعك والمكان خالٍ قال لها قوله تعالى :" الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين " سورة الزخرف الآية 67 ـ

ـ وقال لها أخشى أن تتحول محبتى ومودتى لك إلى عداوة يوم القيامة ثم انصرف عنها ولم يراها بعد ذلك أبدا .
وفى هذه القصة درس لكل شاب , يريد أن يعيش حياة العفة والطهارة , ويتمتع بنور الإيمان يجد حلاوته فى قلبه , حتى يفوز بظل الله يوم لا ظل إلا ظله كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم ـ ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إنى أخاف الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عفاف المرأة فى تربيتها :

إن عفاف المرأة لايكتمل بنيانه إلا من خلال تربية سليمة على الأخلاق الإسلامية , والتعاليم الدينية ,  وإن أفضل ما تتميز به المرأة من أخلاق الحياء ,   فهو جوهر التربية والسلاح الذى به تدافع المرأة عن شرفها وكرامتها , وعفاف المرأة يتكون فى محضن أسرتها التى نشأت وترعرت فى ظلالها , فالأسرة هى الركن الأساس وحجر الزاوية الذى تتأكد به دعائم التربية , والتربية هى السبيل الأقوم الذى تصل به الفضيلة إلى قلوب البنات من خلال القدوة فى البيت , وهذه هى السعادة المنشودة التى اختص الله تعالى بها كلا من الزوجين وهذه الإختصاص لا سبيل إليه إلا من خلال علاقة شريفة يتخلالها عقد وشهود يجد فيه كلا من الزوجين فى الآخر العفة والأمانة وقد قال بعض الحكماء :" النساء هن معراج الشرف بعفتهن , ونيل المصائب فى ابتذلهن " ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذروا أيها الشباب :

مما يؤسف له فى مجتمعاتنا الإسلامية من تفشى تلك الظاهرة السيئة , وهى معاكسة الشباب للفتيات فى الطرقات أو من خلال وسائل الإتصال , كالهاتف أو المحمول وغيره وهذا إنما يحدث من بعض ضعاف النفوس من الشباب , من ملحقتهن للبنات من أجل اقامة علاقات معهن ...؛؛؛
وليعلم هؤلاء الشباب أن ما تفعله بغيرك سيفعل بك , لأن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان , ومن تتبع عورة مسلم أو مسلمة تتبع الله عورته , ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى قعر بيته "

" والله سبحانه وتعالى يقول :" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين أمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون " سورة النور الآية 19 ـ فهذا وعيد وترهيب لمن أحب فكيف بمن يفعل ؟؛
ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" عفوا تعف نساؤكم "
ويقول الإمام الشافعى رحمه الله :
عفوا تعف نساؤكم فى المحرم
وتجنبوا ما لايليق بمسلم .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العفة فى الإسلام :

جاء فى كتاب السياسة والأدب لعلى بن هذيل :

أن العفة نوعان : فهى إما عفة عن المحارم , أو عفة عن المأثم :
فالعفة عن المحارم : هى ضبط الفرج " يعنى عن أسباب ثلويثه "
وكف اللسان " يعنى عن الولوغ فى أعراض الآخرين " يقول :
صل الله عليه وسلم :" من وُقى شر ذبذبه ولقلقهِ وقبقبهِ فقد وُقى "
" والذبذب الفرج , واللقلق : اللسان , والقبقب البطن "
وقال صل الله عليه وسلم :" أحب العفاف إلى الله تعالى عفاف
البطن والفرج "

وأما العفة عن المأثم : هى الكف عن الظلم , والخيانة , والمكر "
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله "
والباعث على الظلم الجرأة والقسوة قال صل الله عليه وسلم :" من
أصبح ولم ينو ظلم أحد غفر له ما اجترم "
وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه :" اتق دعوة المظلوم فإنه
يسأل حقه , وإن الله تعالى لا يمنع ذى حق حقه "
والخيانة مما تعجل العقوبة قال صل الله عليه وسلم :" أد الأمانة لمن
ائتمنك ولا تخن من خانك "
وقال خالد الربعى : قرأت فى بعض الكتب : إن مما تُعجل عقوبته
الأمانة تُخان , والإحسان يُكفر , والرحم تُقطع , والبغى على الناس "
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سلوكيات عامة :

كيف يكون المسلم عفيف فى قوله وفعله وسلوكه :

والمقصود بالعفة فى القول والعمل , أن لا يكذب وإن كان مازحا , وألا يجادل وإن كان محقا , وأن يكون حسن الخلق قال صل الله عليه وسلم " ليس المؤمن بالطعان واللعان ولا الفاحش ولا البذئ " وقال تعالى " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " سورة الفرقان وقال تعالى " والذين لايشهدون الزور " سورة الفرقان
وقال تعالى " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون , يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس لاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم "
سورة الحجرات

إن كل ما نهت عنه الآيات الكريمة والحديث النبوى الشريف مما لاينبغى أن يتصف به مسلم لأن الكذب والمجادلة بالباطل , وشهادة الزور وبذاءة اللسان , واللمز والتنابز بالألقاب , والسخرية من الناس , واساءة الظن بهم , وغيبتهم والتجسس عليهم وغشهم كل ذلك من شأنه ، أن يحدث تصدعا وشقاقا وتمزقا فى علاقة المسلمين بعضهم ببعض , والإسلام من خلال توجيهاته ووصاياه يحرص كل الحرص على تماسك المجتمع الإسلامى , وفى ذلك دليل على قوة المجتمع وعزة وتماسك أفراده قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " سورة آل عمران

والإسلام يطالب المسلم أن يكون عفيف الجوارح فكما يتعفف فى قوله ويحفظ لسانه فكذلك يتعفف فى فعله ويحفظ سمعه وبصره وقلبه قال تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " سورة الإسراء
وقد حرم الإسلام علينا أن يتسمع إنسان حديث قوم بغير علم منهم ولارضا قال صل الله عليه وسلم " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب فى أذنيه الآنك يوم القيامة " رواه البخارى ( والآنك _ هو الرصاص المذاب )

ومما لايجوز للمسلم أن يجلس فى مجلس يغتاب فيه أحد وهو يسمع ولا ينكر عليهم ذلك فإ ن فعل كان شريكا له فى إثم الغيبة فكل مايحرم قوله وفعله حرم الله تعالى الإستماع له والمشاركة فيه والجلوس إليه قال تعالى " سماعون للكذب أكالون للسحت " سورة المائدة وفى الحديث عنه صل الله عليه وسلم " المغتاب والمستمع شريكان فى الإثم " وعلى المسلم أن يقدم النصح لمن ينم ويغتاب غيره فإن لم يستجب فلا يجلس معه قال تعالى " وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون " سورة الأنعام

ومما حرم الإسلام كذلك ترويج الشائعات التى تحدث بلبلة , وهزات يضيق بها الناس وخاصة ما يتصل بالأحوال العامة والأعراض قال تعالى " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون " سورة النور ويقول النبى صل الله عليه وسلم يامعشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتؤذوا المسلمين ولاتعيروهم , ولاتتبعوا عوراتهم , فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته , ومن تتبع عورته يفضحه ولو فى جوف رحله " رواه الترمذى وابن ماجة
إنه مما يحرم على المسلم أن يتتبع بسمعه وبصره عورات الناس فإن ذلك تجسس نهى الله عنه بقوله " ولاتجسسوا " سورة الحجرات وفى الحديث " ولا تحسسوا ولا تجسسوا "

وقال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " وقال " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن , ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " سورة النور وفى الآيات نهى للمؤمنين عن إيذاء المؤمنات وغيرهن ممن يعشن معنا فى المجتمع الإسلامى وخاصة الشباب ممن يسببن مضياقات رخيصة لبعض الفتيات بتعليقات تخدش حيائهن مما يؤدى إلى جر مشكلات معهن أو مع أولياء أمورهن والمسلم الصادق هو الذى يربأ بنفسه عن هذا العبث ومثل هذه الأخلاق التى يتصف صاحبها بالعار والحماقة ومن الواجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما يعرض نفسه للمذلة ويوقعها فى الحرج , إنه يعف عن سفاسف الأمور وعن اللغو والباطل قال تعالى " وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " سورة النور
فعلى المسلم أن يحرص على حسن المعاملة مع الناس كل الناس فالدين المعاملة "
وإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم "
قال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " سورة مريم " وصل الله على سيدنا وعلى آله وصحبه وسلم

في تربية النفس :

عندما ينصرف الإنسان عن طاعة ربه وخالقه , فإن الشقاء يتبعه ويكون من المفلسين روحيا حيث يتجرد من الإيمان الصادق , ويصبح في تعاسة دائمة وضنك من العيش لايُطاق ينزل به على قدر مخالفته لأوامر ربه سبحانه والله تعالى يصف حال هؤلاء بقوله :" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " سورة طه الآية 124 ـ وبقدر إيمان المرء تكون سعادته , وتستقر
نفسه لحسن موعود ربه ، ويثبت قلبه بشعوره بمحبة الله ومعيته ، ويستريح ضميره من مخالفة هواه ، وتبرد أعصابه أمام الحوادث ، ويسكن قلبه عند وقع القضاء...قال الله _تعالى: " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلتحيينه حياة طيبة ولتجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " سورة النحل الآية 97 ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

معنى الرضا :

والرضا الحقيقي أن ترضى بالله ربا وبالإسلام دينا, والرضا بقضاء الله وقدره يقول: النبي صل الله عليه وسلم: " ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " رواه مسلم. إن عمل الرضا في النفس البشرية عمل إيجابي إذ به يُذيب شتى أنواع الآلام والأحزان الناتجة عن التعرض للمواقف والمشكلات أو المصائب التي ربما تحدث للإنسان فتزيده هماً و اكتئاباً أوتظلم الحياة في عينيه يقول الله تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "سورة البقرة الآية 155ـ 157 ـ وأصل الرضا هنا هو صحة العقيدة في الله فمن رضي بالله ربا وإلها وحد عبوديته له سبحانه وحده فلم يشرك به شيئا فطهر قلبه من خبائث الشرك والتعلقات بغير الله وهو ذاك الذي يهديه الله ويشرح صدره قال الله تعالى :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يُضله يجعل صدره حرجا كأنما يَصَّعدُ في السماء " سورة الإنعام الآية 125 ـ " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين القناعة والرضا :

القناعة من أخلاق الإسلام والتي لا يستطيع , إنسان أن يعيش في الحياة ويواجه مشاكلها إلا من خلال القناعة والرضي , فهما من الوسائل التي تحارب داء الهم والحزن وقد يخفى على كثير من الناس أن بين القناعة والرضا علاقة عموم وخصوص فالقناعة هي قبول الحظ المقسوم للإنسان من الرزق والمال والأولاد والقوة والصحة والمتاع ، يقول النبي صل الله عليه وسلم : " ليس الغنى بكثرة العرض إنما الغنى غنى النفس " رواه مسلم. و للقناعة اثر كعلاج للهموم هام جدا إذ إن كل قنوع راضٍ وغير متشوف لما في أيد الناس وغير ساخط على حاله من الفقر أو الصحة أو غيره، يقول الشافعي: أمت مطامعي فأرحت نفسي: فإن النفس إن طمعت تهون. " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المسلم عفيف قنوع :

لقد حثنا الإسلام على التمسك بمنهجه في حياتنا عند كل صغيرة وكبيرة وشاردة ووارده  ومن أهم ما دعانا إليه القرآن الكريم التزام خلق العفة الذي يتمثل في غض البصر وإمساك الجوارح عن فعل المحرمات  يقول الله تعالى :" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يُغنيهم الله من فضله  " سورة النور الآية 33ـ  وقال أيضا في شأن التعفف عن تناول ما ليس من حق المسلم من مال  :" ومن كان غنيا فليستعفف " سورة النسا ء الآية 6 ـ وقال النبي صل الله عليه وسلم :" بروا آبائكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ." رواه الطبراني بإسناد حسن "هي تنزيه النفس وضبطُها عن الانسياق وراءَ الشهوات ، والكفُّ عن المحرماتِ وسؤال الناس على وجه الاستجداء .

.العفة هي: خلق إيماني رفيع للمؤمن ، وثمرة من ثمار الإيمان بالله تعالى ، العفة دعوة إلى البعد عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء ، العفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية ، العفة إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات .إن من أعظم معاني العفة التي ضربها القرآن الكريم لنا مثلا ودعا المسلمين إلى اتخذها نبراسا وقدوة لهم في حياتهم والتي تتمثل في شخص السيدة مريم العذراء عليه السلام حيث ذكر لنا القرآن حديثها عندما كانت في خلوتها ودخل عليها رجل لا تعرفه كانت التقوى منطقها ولباسها الذي يحفظها ولذلك قالت له :" إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " سورة مريم الآية 18 ـ

واختار نبي الله يوسف السلام السجن بدلا من ينتهك عفته حتى في ظل الضغوط الشديدة فقال تعالى: وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يُفلح الظالمون , ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المُخلصين " سورة يوسف الآية 23 ـ 24 ـ  فالعفة عن الوقوع في الفاحشة :تكون بالابتعاد عن النظر إلى العورات ومظاهر الفتنة. وعدم حضور مجالس الاختلاط المحرم ,وعفة الجوارح: تعني أن المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج ، فقال تعالى: "  وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله" سورة النور33 ـ

العفة في كسب المال.فالمسلم يترفع عن أموال الصدقات. وفي الحديث مر النبي صل الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال: " لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها" رواه البخاري , وكذلك قول الرسول صل الله عليه وسلم : "ما يكونُ عندي من خيرٍ فلن أدَّخره عنكم ، ومن يستعففْ يُعِفّه اللهُ". رواه البخاري
ومن ثمرات العفة : اجتناب الكسب الحرام.القناعة والترفع عما في أيدي الناس.
نيل رضا الله تعالى والفوز بثوابه.ضبط المسلم لنفسه.تحقيق المروءة وعزة النفس وكرامة الإنسان.صيانة العرض والشرف. نيل محبة الناس. . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم