تفسير آيات متنوعه من القرآن :

والآية الأولي تبين لنا أن كل من في السموات والأرض مملوك لله تعالى , وأن كل ما يحدث فيهما يعلمه الله تعالى ويستوي عنده ما أسررتم وما أعلنتم وما أخفيتم وما أظهرتم , والآية تبين إن كل شئ ظهر في القول أو سبقه عمل أو أخفي في النفس , الله سبحانه سيحاسب عليه العباد
وظاهر الآية يفيد أن حديث النفس يؤخذ به العبد وهو الأمر الذي أهم أصحاب النبي صل الله عليه وسلم ـ وشق عليهم حيت قرأ الرسول صل الله عليه وسلم ـ هذه الآيات كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صل الله عليه وسلم ـ " لله ما في السموات والأرض " اشتد ذلك علي أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم فأتوه ثم بركوا علي الركب فقالوا أيْ رسول الله صل الله عليه وسلم : كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليه هذه الآية ,

ولا نطيقها فقال الرسول صل الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا , بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وغليك المصير " فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم , أنزل الله تعالى في أثرها " أمن الرسول بما أنزل من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله , وقالوا سمعنا وأطعنا ربنا لاتؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " فلما فعلوا ذلك تبعها الله تعالى بقوله :" لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "

فهذه الآية كما يقول الأصوليون . لست عامة بحيث تتناول كل إخفاء وكل هاجس يحدث في النفس , وإن مر مروراً ولم يُتبع بقول وعمل فإن ذلك مما لا تستطيع النفس التوقي منه قال تعالى :" لا يُكلف الله نفسا إلا وسعها " وفي الحديث الصحيح يقول النبي صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به نفوسها ما لم تعمل أو تتكلم " وإنما الإخفاء الذي تستطيعه النفس الذكية التوقي منه هو إخفاء الكفر والنفاق وما تعرفه النفس وما يترتب علي إخفائه , وكتمانه ضياع حق وترويج باطل وذلك حين تُدعي إلى القضاء ثم مضت الآية بعد ذلك من آخر السورة تذكر لنا من دعوات المؤمنين المستجابة , ربنا لاتؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

يقول تعالى :" وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ."
سورة إبراهيم الآية 46 ـ 47 ـ قوله تعالى :"  وقد مكروا "  أي: المكذبون للرسل  " مكرهم " الذي وصلت إرادتهم وقُدر لهم عليه ، "  وعند الله مكرهم "  أي: هو محيط به علما وقدرة فإنه عاد مكرهم عليهم "  ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "  أي: ولقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق وبمن جاء به من عظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه عن أماكنها ، أي: " مكروا مكرا كبارا "  لا يقادر قدره ولكن الله رد كيدهم في نحورهم.ويدخل في هذا كل من مكر من المخالفين للرسل لينصر باطلا أو يبطل حقا ،

والقصد أن مكرهم لم يغن عنهم شيئا ، ولم يضروا الله شيئا وإنما ضروا أنفسهم. "فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام " يقول تعالى: " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " بنجاتهم ونجاة أتباعهم وسعادتهم وإهلاك أعدائهم وخذلانهم في الدنيا وعقابهم في الآخرة، فهذا لا بد من وقوعه لأنه ، وعد به الصادق قولا على ألسنة أصدق خلقه وهم الرسل، وهذا أعلى ما يكون من الأخبار، خصوصا وهو مطابق للحكمة الإلهية ، والسنن الربانية ، وللعقول الصحيحة ، والله تعالى لا يعجزه شيء فإنه " عزيز ذو انتقام " أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته ولا يعجزه ، وذلك في يوم القيامة ، تفسير الكريم المنان لابن السعدي ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

يقول الله تعالى :"  ومن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "    سورة البقرة: الآية 201ـ 200 ــ اقتضت حكمة الله جلا وعلا أن يكون الناس فريقان , منهم مؤمن ومنهم كافر , منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة هذه سنة الله تعالى فى خلقه , ولو شاء لجعلهم أمة واحدة ولكن ليبلوهم فيما آتاهم , ومن يريد الدنيا يؤتيه منها وما له فى الآخرة من نصيب قال تعالى :" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا , ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكور , كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظور " سورة الإسراء 18 ـ 19 ـ 20 ـ فالله عزوجل يُعطي الدنيا من يحب ومن لايُحب ولا يعطي الإيمان إلا من أحب " كما فى الحديث الصحيح الذى فى المسند   والله سبحانه وتعالى يرزق المؤمن والكافر , والرزق عطاء من الله تعالى وفضل وما كان عطاء ربك ممنوعا من مؤمن أو كافر , ولهذا كان هذا الدعاء أكثر ما يردده صل الله عليه وسلم كما في الصحيحين  :" اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى: " الله ولي الذين أمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور , والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونهم من النور إلى الظلمات , أولئك أصحاب النار هم فيه خالدون " سورة البقرة الآية 257 ـ يقول الله تعالى: " الله ولي الذين أمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور , والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونهم من النور إلى الظلمات ,  قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله ” الله ولي الذين آمنوا " أي نصيرهم وظهيرهم ، يتولاهم بعونه وتوفيقه " يخرجهم من الظلمات ” أي يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. و جعل ” الظلمات ” للكفر مثلا لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها ، وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحته وصحة أسبابه. فأخبر تعالى ذكره عباده أنه ولي المؤمنين ، ومبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه ، وهاديهم ، فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك، بكشفه عنهم دواعي الكفر، وظلم سواتر عن أبصار القلوب ثم أخبر تعالى ذكره عن أهل الكفر به، فقال” والذين كفروا “، يعني الجاحدين وحدانيته “أولياؤهم “، يعني نصراؤهم وظهراؤهم الذين يتولونهم"الطاغوت "، يعني الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله”يخرجونهم من النور إلى الظلمات “، يعني ب ” النور ” الإيمان ، على نحو ما بينا إلى الظلمات “، ويعني ب” الظلمات ” ظلمات الكفر وشكوكه ، الحائلة دون أبصار القلوب ورؤية ضياء الإيمان وحقائق أدلته وسبله. موقع من فقه الإسلام  وصل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " والمعنى من التفسير الميسر _ ياأيها الذين صدقوا في إيمانهم بربهم وإتباعهم لرسوله صل الله عليه وسلم لا يحل لكم أن يأكل بعضكم مال بعض بغير حق إلا أن تكون وفق الشرع والكسب الحلال عن تراض منكم ولا يقتل بعضكم بعضا فتهلكوا أنفسكم بارتكاب محارم الله ومعاصيه إن الله كان بكم رحيما في كل ما أمركم به ونهاكم عنه "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى :" وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون " سورة البقرة الآية 216 ـ يبين الله تعالى لعبادة المؤمنين أن الخير والشر وما يتصل بأمور حياتكم ومتعلقات أعمالكم , من الأمور التي تخفي عليكم ولا تعرفون أين تكمن الحكمة , في الخير أو الشر لجهلكم بحقائق الأمور فقد يري الإنسان أمرا يظن فيه الخير وفيه هلاكه . وقد يري أمرا فيه شرا وفيه نجاته فالأمور لاتُقدر بظواهرها , والله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ماهو خير لكم , والله يعلم وأنتم لاتعلمون , ويقول تعالى تسلية لكل مبتلي ومصاب :" لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " سورة النور الآية 11 ـ ." موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى :" فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " سورة النجم الآية 47 ـ أي استعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة .. واسأله وحده أن يُلهمك الصبر والرضـــا بقضائه , كي يهون عليك البلاء وتنجح في الامتحــان الذي يُورثك الجنة إن شاء الله تعالي ـ فلابد من التوكل عليه والاستعانة به ، كي تنال الصبر قال الله تعالى " :واصبر وما صبرك إلا بالله " سورة النحل الآية 127 ـ والصبرُ مثلُ اسمه مُرٌ مَذاقهُ ـــــــ لكنْ عواقبه أحلى من العسل . فإذا رأيت أمراً لا تستطيع غيره ، فثق في ربك سبحانه واصبر وانتظر الفرج قال تعالى : " فإن مع العسر يُسرا , إن مع العسر يُسرا " سورة الشرح الآية 6 ـ 5 ـ ." موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آية ومعني :

يقول تعالى :" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز " سورة الحج فقد وعد الله تعالى من ينصر دينه قولا وعملا بالنصر المبين على الأعداء من المجرمين والكافرين , حتي تكون لهم الغلبة والمنعة وبين سبحانه وتعالى أن قوته ونصره مكتوب لمن يأخذ بأسباب النصر , فهو جل شأنه عزيز لا يُضام ولا يمنع ما يريد , ولقد أنجز الله وعده هذا لكل طائفة تثأر للعزة والكرامة عندما كانوا متمسكين بدينهم , وكان الناس يقاومونهم , وعندما انحرف من بعدهم خرجوا من هذا الوعد , ولو عادوا لعاد الله عليهم بالنصر والعز والتمكين , ومن ثم فإن طاعة الله تعالى هي أساس كل خير في العاجل والآجل , وأن عصيانه يستوجب مقته وغضبه في الدنيا والآخرة ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى :" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين " سورة هود الآية 6 ـ أخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات ، من سائر دواب الأرض ، صغيرها وكبيرها ، بحريها ، وبريها ، وأنه " يعلم مستقرها ومستودعها " أي : يعلم أين منتهى سيرها في الأرض ، وأين تأوي إليه من وكرها ، وهو مستودعها . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" ليس من عمل يقرب من الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب من النار إلا وقد نهيتكم عنه فلا يستبطئن أحد منكم رزقه فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال فضله بمعصيته" .أخرجه بن ماجة والحاكم . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى :" قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " سورة الزمر الآية 13 ـ والمعني أي : قل يا محمد وأنت رسول الله " صل الله عليه وسلم " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم" ، وهو يوم القيامة . وهذا شرط ، ومعناه التعريض بغيره بطريق الأولى والأحرى " فالخوف من الله تعالى درجة عظيمة تدل على قوة الإيمان ، وسمو النفس , وطاهرة القلب وها هو الحسن البصري رحمه الله - يقول: "إن المؤمنين قوم ذلَّت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى ، وهم والله أصحاب القلوب ، ألا تراه يقول: " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " سورة فاطر : الآية 34، والله لقد كابدوا في الدنيا حزنًا شديدًا ، وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى :" لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدين ولم يُخرخوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إن الله يُحب المقسطين , إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " سورة الممتحنة الآية 8 ـ 9 ـ والمعني فيه توجيه لأهل الإيمان من أمة محمد صل الله عليه وسلم ـ نحو المخالفين لهم في الدين وخاصة أهل الكتاب من غير المحاربين أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا , فقد أمرنا بإكرامهم بفعل الخير , والعدل معهم بالإحسان والبر بهم , وهذا هو حكم الله تعالى ولا تبديل لكلمات الله فإن الله تعالى يُحب الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا , إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم بسبب الدين وأخرجوكم من دياركم ، وعاونوا الكفار على إخراجكم أن تولوهم بالنصرة والمودة ، ومن يتخذهم أنصاراً على المؤمنين وأحباباً ، فأولئك هم الظالمون لأنفسهم ، الخارجون عن حدود الله ومنهج الإسلام .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى في فضل الذكر وثواب الذاكرين , يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا , وسبحوه بكرة وأصيلا " سورة الأحزاب الآية 41 ـ 42 ـ والمعني للآية هو نداء للمؤمنين الصادقين الذين أمنوا بالله ورسوله وصدقوا بما أنزل عليه وما أنزل من قبل , بأن يُكثروا من ذكر الله تعالى بألسنتهم وقلوبهم وجوارحهم , وأن يُشغلوا أوقاتهم بذكر الله تعالى , فإن ذكر الله تعالى يجعل العبد في حماية من المعاصي والآثام , ويُعينه على كل خير وبر . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات حول آية :

يقول سعيد بن جبير رضي الله عنه : سئل , ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى :" فما بكت عليهم السماء والأرض " قال : إنه ليس أحد إلا له باب في السماء ينزل فيه رزقه ويصعد فيه عمله ، فإذا فُقد بكت عليه مواضعه التي كان يسجد عليها ، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يقبل منهم ، فيصعد إلى الله - عز وجل ، ولم يصعد إلى السماء منهم خير ، فلم تبك عليهم السماء والأرض , ويقول مجاهد رحمه الله تعالى :" تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا , وعن شريح بن عبيد الحضرمي قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم - : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ، ألا لا غربة على المؤمن ، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض" ، ثم قرأ رسول الله - صل الله عليه وسلم :"فما بكت عليهم السماء والأرض " ، ثم قال : " إنهما لا يبكيان على الكافر" . . والله أعلم موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات حول آية :

يقول تعالى : " فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين " سورة الدخان
حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد قال : كان يقال : إن المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحا . حدثنا يحيى بن طلحة قال : ثنا عيسى بن يونس ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد الحضرمي قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم - : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ، ألا لا غربة على المؤمن ، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض" ، ثم قرأ رسول الله - صل الله عليه وسلم :"فما بكت عليهم السماء والأرض " ، ثم قال : " إنهما لا يبكيان على الكافر" . حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله" :فما بكت عليهم السماء والأرض " . . . الآية ،

، قال : ذلك أنه ليس على الأرض مؤمن يموت إلا بكى عليه ما كان يصلي فيه من المساجد حين يفقده ، وإلا بكى عليه من السماء الموضع الذي كان يرفع منه كلامه ، فذلك لأهل معصيته ": فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين : "لأنهما يبكيان على أولياء الله . حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله ":فما بكت عليهم السماء والأرض , حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ": فما بكت عليهم السماء والأرض " يقول : لا تبكي السماء والأرض على الكافر ، وتبكي على المؤمن الصالح معالمه من الأرض ومقر عمله من السماء . حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله ": فما بكت عليهم السماء والأرض "

" قال : بقاع المؤمن التي كان يصلي عليها من الأرض تبكي عليه إذا مات ، وبقاعه من السماء التي كان يرفع فيها عمله . حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس : هل تبكي السماء والأرض على أحد ؟ فقال : نعم ، إنه ليس أحد من الخلق إلا له باب في السماء يصعد فيه عمله ، وينزل منه رزقه ، فإذا مات بكى عليه مكانه من الأرض الذي كان يذكر الله فيه ويصلي فيه ، وبكى عليه بابه الذي كان يصعد فيه عمله ، وينزل منه رزقه . وأما قوم فرعون ، فلم يكن لهم آثار صالحة ، ولم يصعد إلى السماء منهم خير ، فلم تبك عليهم السماء والأرض . والله أعلم موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آداب سامية :

قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ، يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " ـ 11 ـ 12ـ الآيات هذه السورة تسمي " سورة الحجرات " وسميت أيضا ب " سورة الأخلاق " لما تحمله من دعوة سامية وأخلاق عالية , يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحلى بها  سلوكا وعملا , حيث جعل الإسلام بين المؤمنين والمؤمنات بعضهم بعضا حقوقا ومن ذلك كما تحدثت الآيات أن يحفظ المسلم لأخيه كرامته , وكذلك المسلمة تحفظ كرامة أختها المسلمة , فلا يهزأ أحدهما من الآخر لهيئته أو ملبسه , أو فقره أو لعاهة  فيه , فقد يكون من استهزأت به عند الله تعالى خيرا منك , وكذلك عليه ألا يُلحق بأخيه عيبا يُغضبه أو يُحرجه ويتأذي منه , وكذلك لا يدعوه وينادي عليه بلقب يكرهه ويُعَيَّر به بين الناس , ومن يرتكب ذلك فقد خرج عن أدب الإسلام ومنهجه , وأساء إلى نفسه وإلى جماعة المسلمين , وما أقبح وأسوء على المسلم أن يتصف بالفسوق بعد الإيمان , ولذلك فإن عليه إن يُبادر بالتوبة النصوح ويرجع نادما إلى الله تعالى على ما فعل , فإن أصر ولم يتب فهو ظالم لنفسه وللمؤمنين , وحتي تتأكد هذه الحقوق في معاملتنا ويثبت الإيمان في قلوبنا , وضع لنا القرآن الكريم ما يصونها , فدعا المسلم أن يجتنب الظن السئ , بأهل الخير والصلاح من المؤمنين , وأن لا يُظن بهم إلا خيرا , وألا يتبع عوراتهم , ولا يتجسس البحث عنها بين لينشرها بين الناس , وألا يذكر عيوبهم وهم غائبون عن مجلسه , فإن فعل وأصر على ارتكاب تلك الأخلاق المذمومة , ولم يتق الله ويسارع بالتوبة والتحلل من هذه المنكرات , فهو كمثل من تهجم على جثة ميت ينهش لحمه ويأكله , وما أقبحها من صورة تشمئز منه النفوس الطاهرة والقلوب النقية , وما أبشعه من عمل يُغضب الله ورسوله صل الله عليه وسلم ـ وهو بذلك يسئ إلى مجموع أهل الإيمان , ولذلك فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن فتح أمامهم باب التوبة , ليتوبوا وبذلك تكون النجاة لأهل المعصية من عذاب الله تعالى بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى البر التواب الرحيم " والله أعلم " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

قال تعالى :"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون , اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون . اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ,الـ قوله :" سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "سورة الحديد " سورة مدنية " وسميت بهذا الاسم لأن الحديد فيه منافع للناس ولهذا سميت وذكر بها " والآيتان 16 ـ و17 ـ و20 ـ 21ـ

وفيهما ألم يأتِ الوقت الذي يجب أن ترق وتخشع وتخضع فيه قلوبُ المؤمنين لذكر الله تعالى وأخص الذكر هنا القرآن الكريم , وما نزل فيه من الحق على نبيه المصطفي صل الله عليه وسلم ـ وبذلك يسلكوا سبيل مرضاة الله تعالى , الموصل إلى جنة الله تعالى والنجاة من النار , وألا يكونوا في إهمال ما دعوا إليه من الإيمان الصادق والعمل الصالح , كمثل أهل الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى , فقد حرصوا على الالتزام بما أنزل الله عز وجل إليهم بعض الوقت ثم أهملوا العمل به أزماننا , ولهذا تحجرت قلوبهم وصارت كالحجارة الصماء أو أشد قسوة , حتي خرجوا من دينهم , وفسقوا عن أمر ربهم , والله بحانه وتعالى هو الذي بيده حياة القلوب بعد موتها واعراضها حيث يُحيها بآياته المشاهدة والمقروءة في كتابه , إذا رجعت إليه وتابت وأنابت , كما يُحي الأرض الميتة بمياهه , وقد ضرب الله تعالى لنا الأمثلة , لعلكم تعقلون وترجعون إلى ما هداكم الله إليه من دين قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " والآيتان 20 ـ 21 ـ

وفيهما دعوة للمغرورين بطلب الدنيا حيث سيطرت على قلوبهم , بأنها لهو ولعب ولا ثمرة تُجني منها , وهي تُشغل الإنسان عن الله سبحانه وعن الاستعداد للعمل للآخرة , فالدنيا زينة سريعة الزوال , وتفاخر بينكم بكثرة الأموال والأولاد , وهي في سرعة زوالها أشبه بأرض نزل عليها الماء فأنبتت الزرع الجميل فأعجب الفلاحين نباته لكنه لم يُعطهم ثمراً , بل سرعان ما هاج وذهبت نضرته , وأصبح هشيما تذروه الرياح , وكان الله على كل شئ مقتدرا , وأما من كان همه الآخرة فله فيها مغفرة من الله ورضوان وذلك جزاء وفاقا لمن أخذ حظه من الدنيا في طلب الحلال , وآثر مرضاة الله تعالى بطلب الآخرة فعمل لها عملا صالحا , اعلموا أيها العقلاء من أهل الإيمان أن الدنيا دار غرور , فلا تركنوا إليها , ولا تُهملوا الاستعداد بالعمل الصالح من أجل الآخرة ,

, وتسابقوا أيها المؤمنون في طلب مغفرة الله تعالى , بما تقدمونه من حسن الأعمال وجميل الخصال , وتنافسوا في طلب جنة واسعة الأرجاء التي هي كعرض السماء والأرض فما بالكم كم يكون طولها ؟ قد أعدها الله الكريم بما فيها من ألوان النعيم ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , للذين أمنوا بالله ورسله , إيمانا يُصدقه حسن العمل , والجنة فضل من الله تعالى , وفضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء , أما أعمالنا فلا تكفي لمزيد نعم الله علينا
وقد بين لنا ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم عندما قال لأصحابه رضوان الله عليهم :" لن يُدخل الجنة أحد عمله , قالوا ولا أنت يارسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته " الحديث رواه الشيخان والنسائي . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات حول آية :

يقول الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره مفاتيح الغيب :" إنه تعالى ختم الآية بالتهديد فقال:" واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ." وهو تنبيه على أنه تعالى لما كان عالمًا بالسر والعلانية ، وجب الحذر في كل ما يفعله الإنسان في السر والعلانية ثم ذكر بعد الوعيد الوعد ، فقال" : واعلموا أن الله غفور حليم ." الآية 235 ـ اهـ. ويقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى , وقوله : واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " توعدهم على ما يقع في ضمائرهم من أمور النساء ، وأرشدهم إلى إضمار الخير دون الشر ، ثم لم يؤيسهم من رحمته ، ولم يقنطهم من عائدته ، فقال" : واعلموا أن الله غفور حليم ." الآية 235 ـ اهـ. ومن دعاء الرسول صل الله عليه وسلم :" اللهم طهر قلوبنا من النفاق , وأعمالنا من الرياء , وألسنتنا من الكذب , وأبصارنا من الخيانة , فإنك سبحانك تعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ." والمعني العام : أن الله سبحانه وتعالى عليم بأحوالكم وسائر أعمالكم ظاهرها وباطنها فخافوه واتقوه , والله سبحانه مع أنه شديد العقاب لمن أصر على فعل المعاصي وارتكاب المنكرات والسيئات , هو كذلك غفور رحيم لمن تاب وأصلح فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات , وهو الغفور الحليم بعباده ." الهم اجعلني أخشاك كأني أراك , وأسعدني بتقواك ...". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم