في صفة الجنة ونعيمها :

, وقد أخبرنا القرآن الكريم أن الجنة مع ضخامة حجمها ستمتلئ بأهلها المنعمين وكذلك النار ستكون كذلك بأهلها المعذبين
والرسول صل الله عليه وسلم يبين لنا هذا المصير لكل من المنعمين والمعذبين يقول " تحاجت النار والجنة , والمعنى " أى دار بينهما الكلام " والله على كل شئ قدير " , فقالت النار يدخلنى الجبارون والمتكبرون , وقالت الجنة يدخلنى الضعفاء والمساكين فقال الله عزوجل لهذه أى النار أنت عذابى أعذب بك من أشاء , وقال لهذه أى الجنة , أنت رحمتى أرحم بك من أشاء , ولكل واحدة منكما ملؤها " رواه مسلم

وأما عن مكان الجنة فهو فوق السماء السابعة , وسقفها عرش الرحمن , ولقد رأى ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم :" ليلة معراجه إلى السماء واطلع عليها وما فيها من نعيم أعد ه الله تعالى للمؤمنين , وكذلك رأى النار واطلع عليها وما فيها من عذاب أعده للكافرين والعاصين "
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والناراللهم وأدخلنا الجنة مع الأبرار برحمتك يا عزيز يا غفار .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى وصف ثياب وحلى أهل الجنة :

قال تعالى " إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات إنا لانضيع أجر من أحسن عملا
أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب
ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيه على الآرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا " سورة الكهف الآية 30 _ 31 _

لقد رزقنا الله تعالى فى الدنيا من الثياب , ما نستر به عوراتنا , من أى نوع ومن أى لون ومنها ما نلبسها للزينة , لكن فى الجنة ثياب المتقين أجمل وأحسن فأهل الجنة لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم , وإن كان الإنسان يستطيع فى الدنيا أن يتحلى بالأساور
والتيجان على الرؤوس لكن فى الجنة خير من ذلك وأعظم وإن تشابهت الأسماء فى الدنيا فى مسمى الزينة والنعيم إلا أنها تختلف , إختلافا كليا عن ما يكون فى الدنيا
من الحلى والزينة وكل ذلك إكراما لأهل الجنة قال تعالى " وأتوا به متشابها ولهم فى أزواج مطهرة وهم فيها خالدون " الآية 25_ سورة البقرة

و قال تعالى " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يُحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد " سورة الحج الآية 23 _
والحرير فى الجنة ليس كحرير الدنيا , لا فى الشكل ولا فى الملمس ولا فى اللون بل أجمل بكثير وفى الحديث أنه صل الله عليه وسلم :" أهديت له حلة حرير فجعلوا ( أى أصحابه ) يتلمسونها ويتعجبون من لينها فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لمناديل سعد بن معاذ فى الجنة ألين من هذه "

وثياب أهل الجنة لاتبلى أهدابها ولا يتغير لونها ولايتلاشى زهوها قال صل الله عليه وسلم :" من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس , لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه "
وقد ورد أن امشاط أهل الجنة من ذهب وفضة , وليس استعمالهم لهذه الأمشاط من قبيل التشعث والإتساخ لشعورهم ولكن هم فى نعيم دائم ولذات متتالية بلا نفاد ولا انقطاع " اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة , وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

صفة أهل الجنة :

من حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة : النبى فى الجنة , والصديق فى الجنة , والشهيد فى الجنة , والرجل يزور أخاه فى ناحية المصر لا يزوره إلا لله فى الجنة , ونساؤكم من أهل الجنة : الودود الولود التى إذا غضب أو غضبت جاءت حتى تضع يدها فى يد زوجها , ثم تقول : لا أذوق غمضا حتى ترضى " رواه النسائى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أصحاب الجنة هم :

روى مسلم فى صحيحه عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه : " لما كان يوم حنين أقبل نفر من صحابة النبى صل الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد , حتى مروا على رجل فقالوا : فلان شهيد , فقال النبى صل الله عليه وسلم : كلا إنى رأيته فى النار فى بردة غلها أو عباءة ثم قال يا ابن الخطاب إذهب ونادى فى الناس إنه لايدخل الجنة إلا المؤمنون , قال فخرجت فناديت أنه لايدخل الجنة إلا المؤمنون " وللبخارى معناه وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى سعة أبواب الجنة :

_ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : وضعت بين يدى رسول الله صل الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع _ وكان أحب الشاة إليه _ فنهش نهشة وقال : أنا سيد الناس يوم القيامة , ثم نهش أخرى وقال : أنا سيد الناس يوم القيامة : فلما رأى أصحابه لا يسألونه . ألا تقولون كيف ؟ قالوا كيف يارسول الله ؟ قال : يقوم الناس لرب العالمين فيسمعهم الداعى وينفذهم البصر " فذكر حديث الشفاعة بطوله . وقال فى آخره فأنطلق فآتى تحت العرش فأقع ساجدا لربى فيقيمنى رب العالمين مقاما لم يقمه أحدا قبلى ولن يقمه أحد بعدى فأقول : يارب : أمتى أمتى فيقول يا محمد من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن وهو شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب والذى نفسى بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر , أو هجر ومكة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة دار العاملين:

_ الجنة هى المكافأة والمثوبة التى أعدها الله سبحانه لعبادة المتقين قال تعالى :" وتلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " سورة الأعراف إنها دار الثواب والنعيم المقيم , ففيها الحور العين , ولحم طير مما يشتهون , وأنهار من الماء العذب , والعسل المصفى , واللبن الذى لم يتغير طعمه , والخمر التى فيه لذة للشاربين , وفيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , نزع الله تعالى من صدور أهلها الغل فهم على سرر متقابلين , فصاروا أحبة متمتعين , تحيتهم فيها سلام , ونعيمهم دائم لاينفد ويقول ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :" ليس فى الجنة شئ مما فى الدنيا إلا الأسماء " قال تعالى :" وأتوا به متشابها " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة دار الثواب والنعيم :

_ الجنة هى دار الثواب التى وعد الله بها المؤمنين قال تعالى : إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا " سورة الكهف الآية 107 _ 108 _ وليس فى الجنة شئ من المكاره والألام , أو الخوف والفزع فأهلها يحاطون بالتكريم , والنعيم المقيم وألوان المباهج والنعم ففيها متاع الجسم وطمأنينة الروح : قال تعالى : فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا , متكئين فيها على الأرائك لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا , ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا , ويُطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوريرا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الكوثر نهر فى الجنة :

_ كما فى حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما _ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ :" الكوثر نهر فى الجنة وحافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك , وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج " رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وعن أنس رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" بينما أنا أسير فى الجنة إذ أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف , فقلت : ما هذا ياجبريل , قال هذا الكوثر الذى أعطاك ربك قال : فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر " رواه البخارى ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أنهار الجنة تخرج تحت تلال أو من تحت جبال المسك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أعلى منازل الجنة :

_ كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال : " إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين فى سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض , فإذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة , وأعلى الجنة , وفوق عرش الرحمن , ومنه تتفجر أنهار الجنة " رواه البخارى وصل الله على سيدتا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أول الناس سبقا إلى الجنة يوم القيامة هم الفقراء :

روى أن رجلا جاء إلى النبى صل الله عليه وسلم _ فقال يا رسول الله : أخبرنى عن جلساء الله يوم القيامة , فقال : هم الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيراً فقال : يا رسول الله : أهم أول الناس يدخلون الجنة فقال : لا , أول الناس يدخلون الجنة الفقراء المهاجرين يسبقون الناس , إلى الجنة فيخرج إليهم منها ملائكة
فيقولون إرجعوا إلى الحساب فيقولون علام نحاسب , والله ما كان لنا فى الدنيا من مال نقبض فيه ونبسط , ولم نكن أمراء فنعزل ونجور ولكنا قوم جاءنا أمر الله فعبدناه حتى آتانا اليقين "   وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من كرم الله على عباده :

كما فى الحديث القدسى عنه صل الله عليه وسلم _ عن ربه عز وجل قال: " أين صفوتى من خلقى فيقول الملائكة , من هم يا ربنا فيقول الفقراء الصابرون الراضون بقضائى وقدرى , أدخلوا الجنة قال فيدخلون الجنة فيأكلون ويشربون , والأغنياء فى الحساب ليتردون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن أخلاق أهل الجنة :

ـ فقد قال الله تعالى :" ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين " سورة الحجر الآية 47 ـ وفى هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى عن تلاقى قلوبهم وتلاقى وجوههم وفى حديث الصحيحين " لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أصحاب الجنة :

ـ قال تعالى :" وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون " الأية 25 ـ سورة البقرة ـ يخبر ربنا سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة أن الجنة لاتُنال إلا بالإيمان الصادق والعمل الصالح المرضى , فالمؤمنون لهم فى الجنة مايسرهم ويُدخل السعادة على قلوبهم من النعيم المقيم , والحدائق العجيبة والقصور العالية التى تجرى من تحتها الأنهار فى غير جداول ,

ولهم فيها الأشجار ذات الظل الممدود , والفاكهة الكثيرة المتنوعة ذات الطعم اللذيذ , وإن تشابهت مع ثمار الدنيا إلا أنها تختلف عنها طعما وكماً , ولهم فى الجنات الأزواج الطاهرة المطهرة من كل دنس مادى كالبول والغائط والبزاق والحيض وغير ذلك مما عليه نساء الدنيا , لايوجد أبدا فى نساء الجنة , كالكذب وسوء الخلق ولهذا يقول ابن مسعود رضى الله عنه :" إذا رأيت امرأة فأعجبتك فتذكر مناتنها " وأهل الجنة فى نعيم دائم لايموتون فيها ولا يخرجون " فاللهم نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار " من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نعيم الجنة :

ـ لقد فصل الله تعالى لنا نعيم الجنة التى أعدها لعباده المتقين , وبين لنا أن فيها من المتاع ما لايدرك إلا عند رؤيتها ومشاهدتها وهم يتهيأون لادراكها ففيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال :الله عزوجل أعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الهدى النبوى  :

كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صل الله عليه وسلم - عن الكوثر؟ فقال: " هو نهر أعطانِيه اللهُ عز وجل - في الجنة ، ترابُه مسكٌ ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، تَرِدُه طيرٌ أعناقُها مثلُ أعناق الجَزُور" هو لحم الإبل "، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، إنها لناعمة ، فقال: " أَكَلتُها أنعمُ منها" وفي رواية: " سُئِل رسول الله صل الله عليه وسلم": ما الكوثر؟ قال: " ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيها طير أعناقها كأعناق الجَزُور" ، قال عمر رضي الله عنه : إن هذه لناعمة ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أَكَلَتُها أَنْعَمُ منها" رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أدنى أهل الجنة منزلة :

عن سفيان بن عيينة حدثنا مطرف وابن ابجر سمعا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يخبر به الناس على المنبر. قال سفيان: رفعه أحدهما"أراه ابن ابجر " قال: "سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجئ بعد ما أدخل أهل الجنة , الجنة فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب! كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ، رب! فيقول: لك ذلك ومثله , ومثله , ومثله. فقال في الخامسة: رضيت رب! فيقول هذا لك وعشرة أمثاله. ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فيقول: رضيت، رب! قال: رب! فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي. وختمت عليها. فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر" قال ومصداقه في كتاب الله عز وجل: فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين. ". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اسأل الله الجنة :

عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء فأراد أن يفعله ، قال: نعم وإذا أراد أن لا يفعله سكت ، وكان لا يقول لشيء لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، ثم سأله فقال النبي صل الله عليه وسلم: "سل" كهيئة المنتهر له: " سل ما شئت يا أعرابي" فغبطناه وقلنا الآن يسأل الجنة ، قال أسألك راحلة ، قال النبي صل الله عليه وسلم: "لك ذاك" ثم قال: "سل" قال: ورحلها ، قال: " لك ذاك" ثم قال: " سل" قال: أسألك زاداً ، قال: " ذاك لك " قال: فعجبنا من ذلك ، فقال النبي صل الله عليه وسلم: "أعطوا الأعرابي ما سأل" قال: فأعطي ، ثم قال النبي صل الله عليه وسلم: "كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل ، ثم قال: إن موسى عليه السلام ـ لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه ضرب وجوه الدواب فرجعت ، فقال موسى: ما لي يا رب؟ قال: إنك عند قبر يوسف فاحمل عظامه معك ، قال: وقد استوى القبر بالأرض ، فجعل موسى لا يدري أين هو، فسأل موسى: هل يدري أحد منكم أين هو؟ فقالوا: إن كان أحد يعلم أين هو فعجوز بني فلان ، لعلها تعلم أين هو فأرسل إليها موسى ، فانتهى إليها الرسول قالت ما لكم؟ قالوا: انطلقي إلي موسى ، فدلينا عليه ، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك قال لها: لك ذلك ، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة ، قال: سلي الجنة ، قالت: لا والله لا أرضى إلا أن أكون معك ، فجعل موسى يردُها قال: فأوحى الله إليه: أن أعطها ذلك ، فإنه لا ينقصك شيئا ً، فأعطاها ، ودلته على القبر، فأخرجوا العظام وجازوا البحر.". ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب دخول الجنة :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :كنا في المسجد عند رسول الله فقال الرسول صل الله عليه وسلم: " يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" ، قال: فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده ، فسلم على النبي صل الله عليه وسلم :" وجلس ، قال: ولما كان اليوم الثاني قال: " يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة " ، قال: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس ، تنطف لحيته من وضوئه ، مُعلقاً نعليه في يده فجلس ، ثم في اليوم الثالث ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : " فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان ، فعسى أن أوفّق لعمل مثل عمله ، فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي صل الله عليه وسلم ـ أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيامٍ ثلاثة ، فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم ، إني لاحيت أبي – أي خاصمت أبي – فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك ، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده ، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل ، قال: لا بأس ، قال عبد الله: فبت عنده ثلاث ليال ، والله ما رأيت كثير صلاةٍ ولا قراءة ، ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله ، فإذا أذن الصبح قام فصلى ، فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: يا عم ، والله ما بيني وبين أبي من خصومة ، ولكن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ذكرك في أيامٍ ثلاثة أنك من أهل الجنة ، فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت ، قال: فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحداً من المسلمين على خير ساقه الله إليه ، قال له عبد الله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت ، وتلك التي نعجز عنها - رواه أحمد . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة لمن :

كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم :" قال حُفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه باب ما جاء حفت الجنة بالمكارة وحفت النار بالشهوات وأخرجه أحمد ومسلم وأخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله : " حفت " بصيغة المجهول من الحفاف ، وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه أي أحيطت ، ووقع في صحيح البخاري حجبت بالمكاره " أي بما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلا وتركا ، وأطلق عليها المكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها عليه" وحفت النار بالشهوات " أي ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه إما بالأصالة وإما لكون فعله يستلزم ترك شيء من المأمورات .

قال النووي رحمه الله تعالى ـ في شرح مسلم : قال العلماء هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها صل الله عليه وسلم- من التمثيل الحسن ، ومعناه : لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا إلى النار إلا بتعاطي الشهوات ، وكذلك هما محجوبتان بهما ، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره ، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات . فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر على الشهوات ونحو ذلك . وأما الشهوات التي النار محفوفة بها ، فالظاهر أنها الشهوات المحرمة كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية والغيبة واستعمال الملاهي ونحو ذلك . وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه ، لكن يكره الإكثار منها مخافة أن يجر إلى المحرمة أو يقسي القلب أو يشغل عن الطاعات ونحو ذلك ، ا.هـ ". موقع فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم