في صفة الجنة ونعيمها :

الجنة دار المتقين :

لقد أعد الله تعالى الجنة دار المتقين لمن أطاعوه وذلك بامتثال الأوامر , واجتناب النواهى ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم بعض ألوان النعيم فى الجنة , ليكون حافزا للعباد على العمل الصالح والتواصى بالحق والصبر فى الدنيا , وليس فى الجنة شئ من الخوف أو الفزع أو الآلام , ففيها متاع الجسم وطمأنية الروح واستقرار النفس قال تعالى " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها , وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم , طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد الله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين , وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد الله رب العالمين " سورة الزمر الآية 73_ 75_ والمعنى وسيق المتقون إلى الجنة مكرمين , جماعات , جماعات , حتى إذا بلغوها فتحت أبوابها واستقبلهم حفظتها , يبشرونهم بالأمان وطيب المقام _ وبالخلود الدائم فى جنات النعيم , وأثنى المتقون فى الجنة على الله الذى حقق لهم ما وعدهم به على ألسنة رسله , وملكهم الجنة ينزلون فيها حيث يريدون , ويرى الرائى الملائكة يحيطون بالعرش ينزهون الله تعالى عن كل نقص , وقد فصل الله تعالى بين الخلائق بالعدل ونطق الكون كله قائلا " الحمد الله رب العالمين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الترغيب فى سؤل الله الجنة والتعوذ به من النار :

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبى صل الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قولوا " اللهم انى أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذا بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " رواه الإمام مالك ومسلم وابو داود والترمذى والنسائى وفى الحديث الصحيح " اذا تشهد أحدكم فيتعوذ بالله من أربع من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ويروى أن رجلا من الصالحين قال لولده هل دعوت بهذا الدعاء قال لا فأمره أن يعيد الصلاة لأنه نسى ان يدعوا به وعن أم حبيبة رضى الله عنها قالت سمعنى رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا أقول أمتعنى بزوجى رسول الله صل الله عليه وسلم _ وبأبى سفيان وبأخى معاوية فقال " سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا منها قبل أجله ولا يؤخر " ولو كنت سألت الله أن يعيذك من النار وعذاب القبر كان خيرا وأفضل رواه ابن ماجة وقال فى مجمع الزوائد اسناده صحيح وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم " ما استجار عبد من النار سبع مرات الا قالت النار يارب ان عبدك فلانا استجار منى فأجره ولا سأل عبد الجنة سبع مرات الا قالت الجنة يارب ان عبدك فلانا سألن فأدخله الجنة رواه أبو يعلى واسناده على شرط البخارى ومسلم ومن السنة كذلك ان المسلم يدعوا الله عقب صلاة المغرب وصلاة الصبح قبل أن يسبح اللهم انى أعوذ بك من النار سبع مرات ويسأل الله الجنة اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول اوعمل ونعوذ بك ن النار وما قرب اليها من قول او عمل ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقا :

قال بعض الصالحين :" طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب , وإرتجاء الشفاعة بلا اتباع السنة نوع من الغرور , وإرتجاء رحمة الله مع المعاصى حمق وجهل ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فيها مالاعين رأت :

إن العبد مهما سما بخياله وسرح بفكره وحلق فى الآفاق العلوية , فلن يستطيع أن يصل إلى الحقيقة المثلى والنعمة الكبرى التى أنعم الله تعالى بها على عباده الصالحين فى وصف جنات النعيم , ومع أن الله الكريم المنان ذو الفضل والإحسان قد أشارلنا بطرف خفى عما ما فى الجنة من نعيم وخيرات كثيرة ومتنوعة التى تشتهيها النفس وتلذ برؤيتها الأعين ويطمئن فى ظلالها القلب وكل هذا يدعونا إلى التشمير والجد والسعى الدءوب والحرص على العمل الصالح والإمتثال للطاعة وعبادته وحده حتى يحظى العبد برضى الرحمن وروح وريحان من رب غير غضبان , إن لكل عبد فى الجنة ما تشتهيه نفسه من لذات حسية وروحية حسب ميوله ورغباته قال تعالى " وفيها ما تشتهيه  الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون , وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون " سورة الزخرف وقال تعالى " ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ماتدعون "سورة فصلت كل هذا الوصف الرائع لنعيم الجنة لايذكر بجانب الحقيقة التى عليها وصف الجنة فالله تعالى قد ذكر لنا ما ذكره فى كتابه وسنة رسوله صل الله عليه وسلم على قدر عقولنا وصورها حسب فهمنا فإنه لا مثيل لها فى الدنيا وإن اشتركت الأسماء فإن المعانى والأوصاف فوق تصورنا , قلقد أخفى الله تعالى عن أحبابه المؤمنين وأولياءه الصالحين ما سيفاجئهم به بما لايخطر لهم على بال " من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم قال الله تعالى " أعددت لعبادى الصالحين فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " ثم تلا " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " سورة السجدة . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الرضا والزيادة :

رضا الله عنك أن يدخلك الجنة والزيادة النظر إلى وجهه الكريم ومن دعاء المسلم " اللهم لاتحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم فى غير ضراء مضرة ولافتنة مضله " وعن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن شهيب ضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة , قال يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة , وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب , فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " ومن دعاء النبى صل الله عليه وسلم " اللهم إنى أسألك إيمانا لايرتد ونعيما لاينفد وقرة عين لاتنقطع , يا حى ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح شأنى كله ولاتكلنى إلى نفسى طرفة عين , حسبى الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث قدسى _ عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال صل الله عليه وسلم _ يقول الله تعالى - أعددت لعبادى الصالحين ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , واقرأوا إن شئتم : " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " سورة السجدة وفى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة عام لايقطعها واقرأوا إن شئتم " وظل ممدود وماء مسكوب " سورة الواقعة وموضع سوط أحدكم فى الجنة خير من الدنيا وما فيها واقرأوا إن شئتم " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور " سورة آل عمران دعاء _ اللهم أوردنا حوض محمد صل الله عليه وسلم , واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها أبدا , واحشرنا فى زمرته غير غزيا ولا نادمين ولا فاتنين ولا مفتونين ولا مغضوب علينا ولا ضالين , آمين , آمين , آمين وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منازل الجنة :

رجل يؤخذ بيده فينطلق به إلى أدنى منزل من منازلها فإذا هو بقصر من لؤلؤة بيضاء بين يديه فلا يملك نفسه حين ينظر إليه , فيقول يارب أسألك هذا المنزل ولا أسأل غيره , فيأتيه الملك من عند الله سبحانه فيقول له يابن آدم ما أكذبك ألست أنك قد زعمت ألا تسأل غير ما أنت فيه ؟ فينظر بين يديه فإذا بمنزل كأنما المنزل الأول والثانى وجميع ما خلق ورآه حلما فيسأله فيعطى فلا يزال كذلك حتى يعطى ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , فلو نزل فى أدنى قصر من قصور الجن والإنس لكان عنده من الكراسى ما يجلسون ويتكئون عليها , ولكان من الموائد ما يفضل عنهم , ولكان عندهم من الطعام والشراب ما يأكلون وإذا أكلوا وشربوا لم ينقص من الطعام والشراب إلا بمقدار ما أصاب رجل واحد , وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون" سورة الشورى الآية 36_ وأنشدوا , مقام المتقين غدا جليل _ يطيب لهم مع الحور المقيل _ وأنوار عليهم مشرقات _ إذا نادهم الملك الجليل " وهذا أدنى أهل الجنة منزلة وهذا مقطع من حديث طويل " بستان الواعظين لابن الجوزى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من وصايا الرسول صل الله عليه وسلم :

يدعوا فيها إلى الحرص على إطعام الطعام , وبذل السلام , والصلاة بالليل ففيها شرف للمؤمن وهى منهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد من حديث أبى مالك الأشعرى رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال : " إن فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام , وأفشى السلام , وصلى بالليل والناس نيام " حديث حسن وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة ثواب الطائعين :

قال تعالى " ونودوا أن تلكم الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون " سورة الأعراف الآية 42_ , لينالوا فيها النعيم المقيم والفضل العميم مما لم يخطر على قلب بشر من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى " أعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
وفى الجنة الحور الحسان , والأنهار والأشجار والثمار , وكل ما لم يعلم وما يعلم من مآكل ومشارب من لبن لم يتغير طعمه , وعسل مصفى قال تعالى " وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيه خالدون " سورة البقرة
وقال تعالى " مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه , وأنهار من خمر لذة للشاربين , وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم " سورة محمد
وإلى جانب الخلود فى الجنة ومغفرته سبحانه ورضاه هو أن يكشف الله سبحانه الحجاب عن وجهه الكريم حتى يروه كما يرون القمر ليلة البدر لايضامون فى رؤيته كما جاء بذلك الحديث وذلك ماهم فيه من نعيم وفضل وثواب نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجنة دار السلام :

الجنة هى دار السلام أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المتقين , الذين يعملون الصالحات , وفى الجنة كل مظاهر النعيم , وكل أنواع المتاع الذى لم يره أحد فى الدنيا كما جاء ذلك فى الحديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم " الذى يرويه عن ربه عز وجل " أعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " رواه البخارى ومسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صفة الجنة ونعيمها

الجنة هى دار الكرامة والنعيم المقيم والثواب العظيم الذى أعده الله تعالى لعباده المتقين وفى الحديث القدسى عن رب العزة جل وعلا يقول الرسول صل الله عليه وسلم : " أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب يشر " من حديث أبى هريرة رضي الله عنه ـ ويقول بن عباس رضى الله عنه قال " ليس فى الدنيا شئ مما فى الجنة الا الأسماء قال تعالى " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " سورة السجدة وروى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ينادى مناد يأهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعمور فلا تبأسوا أبدا فذلك قول الله تعالى " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " . سورة الأعراف

وعن صفة أبنية الجنة :

 من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قلنا يارسول ( الله صل الله عليه وسلم ) حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ فقال " لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لايموت ولاتبلى ثيابه ولا يفنى شبابه" . رواه أحمد والترمذى والبزار والطبرانى وابن حبان ويتحدث عن وصف أبواب الجنة فيقول عنها رسول الله صل الله عليه وسلم " من أنفق زوجين من من ماله فى سبيل دعى من أبواب الجنة كلها وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الصيام ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه والله ما على أحد من ضرورة من أيها دعى فهل يدعى أحد منها كلها ؟ قال نعم وأرجوا أن تكون منهم .

وأما عن قصورها :

حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم " إن للمؤمن لخيمة فى الجنة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها فى السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا رواه البخارى ومسلم وعن أشجار الجنة وأنهارها عن أنس رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم " فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة عام لايقطعها وإن شئتم إقرءوا وظل ممدود وماء مسكوب " رواه البخارى وعن أنهارها حديث بن عباس رضى الله تعالى عنه نخل الجنة جذوعها من زمرد خضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء ( والقلال من الفخار من أمثال قلال هاجر  رضى الله عنها والدلاء وهو الدلو وهو ما يستقى به الماء من البئر ) أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس فيها عجم )(يعنى ذلك الكل يتحدث بلسان واحد )رواه الحاكم وقال على شرط مسلم

وعن طعام أهل الجنة :

من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" انك لتنظر الى الطير فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا " وعن صفة أهل الجنة عن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم " يدخل أهل الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين حديث حسن غريب وجرد يعنى بدون شعر على أجسادهم مردا يعنى بدون لحية وعن ثياب أهل الجنة حديث أبى سعيد قال   رجل يا رسول الله وما طوبى ؟  فقال رسول الله صل الله عليه وسلم  " شجرة فى الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ".

وعن صفة نساء أهل الجنة :

وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم فى قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان سورة الرحمن ) " ينظر الى وجهه فى خدها أصفى من المرأة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيىء ما بين المشرق والمغرب وإنه ليكون عليها سبعون حلة ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقيها من وراء ذلك رواه أحمد وابن ماجة والبيهقى وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم :" قال لغدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه فى الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو إطلعت إمرأة من نساء الجنة الى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " رواه البخارى ومسلم ـ والنصيف ( هو الخمار ) ( وقاب يعنى قدر الشيئ )

وعن منزلة الشهيد فى الجنة

وروى أحمد والترمذى وصححه ابن ماجة عن المقداد بن معد ى كرب " إن للشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند أول قطرة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويتزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع فى سبعين إنسانا من أقاربه

نساء الجنة يغنين انتظارا لأزواجهن فى الدنيا :

وفى مسند الامام أحمد عن معاذ مرفوعا : " لا تؤذى إمرأة زوجها فى الدنيا الا قالت زوجته من الحور العين قاتلك الله انما هو دخيل يوشك أن يفارقك الينا " وروى الترمذى وغيره عن على كرم الله تعالى وجهه ورضى الله تعالى عنده عن رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن فى الجنة مجتمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ويقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له ) اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول أو عما وأعوذ بك من النار وما قرب السها من قول أو عمل ) وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

زوجى فى الجنة :

عن أم الدرداء رضى الله عنها : أنها قالت : اللهم إن أبا الدرداء خطبنى , فتزوجنى فى الدنيا , اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه فى الجنة , فقال لها أبو الدرداء رضى الله عنه لها , فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تتزوجى بعدى , فمات أبو الدرداء وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية فقالت : لا والله لا أتزوج زوجا , فى الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل فى الجنة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن صفة سُررُ الجنة وفُرْشها :

قال تعالى " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوأ فى الأرض ولا فسادا
والعاقبة للمتقين " سورة القصص الآية 83 _ وقال عز من قائل " تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا " سورة مريم الآية 63 _
وقال صل الله عليه وسلم لأصحابه :" هل مشمر للجنة فإن الجنة لاخطر لها ( أى مثل لها ) الجنة نور يتلألأ , وريحانة تهتز , ونهر مُطرد , وقصر مشيد , وفاكهة نضيجة , وزوجة حسناء جميلة , فى مقام أبدى فى حُبرة ونُضرة فى دار عالية بهية
قطوفها دانية " قال تعالى " إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " سورة  الإنسان  22_

وعد الله تعالى عباده المؤمنين فى الآخرة , جنات ونعيما , وملكا كبيرا , على الآرائك ينظرون جزاء وفاقا ,على طاعتهم وأعمالهم الصالحة فى الدنيا , والجنة هى دار السلام والنعيم الأبدى المقيم , الذى لاينقطع ولايبيد , فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين , ولا هَم فيها ولا نَصب ولا حُزن ولاتَعب ولا تَباغض بين أهلها بل هم فرحين راضين سعداء مسرورين بما آتاهم ربهم , ووقاهم ربهم عذاب الجحيم
والجنة لايدخلها إلا من مات على الإيمان ,, كما فى الحديث فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : أن رسول الله صل عليه وسلم  أمر بلالا ينادى فى الناس :" إنه لا يدخل  الجنة إلا نفس مسلمة " وفى بعض طرقه" مؤمنة "

وقد هيأ الله تعالى لعباده المؤمنين أسباب الراحة , والطمأنية والأمن والسعادة جزاء بما قدموه فى الدنيا , من طاعات وعبادات وفى القرآن الكريم ما يذخر بوصف الجنة
وما أعده الله تعالى لعباده الصالحين ومن ذلك الأرائك والسُرُر قال تعالى " إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخواننا على سرر متقابلين لايمسهم فيها نصب وماهم منها بمخرجين " سورة الحجر آية 45 _ 48_
ويقول تعالى " إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الآرائك متكئون لهم فيه فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم " سورة يس الآية 55_ 58 _

فأهل الجنة فى الجنة يتنعمون بما أنعم الله تعالى عليهم , حيث يجلسون على الآرائك وهى الأسرَة وهى فرش يعلوها قباب مزينة ويقول تعالى فى آية أخرى " والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سُرُرٍ موضونة متكئين عليها متقابلين " سورة الواقعة الآية 10 _ 16_
ومعنى سُرُرٍ موضونة " أى منسوجة ومزينة بالذهب , وقال تعالى " فيها سرر مرفوعة " يقول صاحب حادى الأرواح _ فإخبر تعالى عن سررهم بأنها مصفوفة بعضها إلى جانب بعض ليس بعضها خلف بعض ولا بعيدا من بعض , وأخبر أنها موضونة والوضن فى اللغة : النضيد والنسج المضاعف , يقال : وضن فلان الحجر , والآجر بعضه فوق بعض , فهو موضون

قال عطاء عن ابن عباس رضى الله عنه : قال سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدور والياقوت والسرير مثل ما بين مكة وأيله وقال الكلبى طول السرير فى السماء مائة ذراع , فإذا أراد الرجل أن يجلس عليه تواضع له حتى يجلس عليه , فإذا جلس عليه ارتفع إلى مكانه . انتهى
وفى وصف الأرائك وما عليها يقول تعالى " متكئين على رفرف خُضر عبقرى حسان " سورة الرحمن الآية 76 _
فهم يجلسون على الأرائك ووجوههم متقابلة , ولهم بسط جميلة ووسائد وطنافس تزيد من راحتهم ونعيمهم حيث يكونون مع أزواجهم , من الحور العين فى سرور كبير وفضل عميم يقول الرحيم الغفور " متكئين على سرور مصفوفة وزوجناهم بحور عين " سورة الطور آية 20 _

وأهل الجنة فى نعيمهم لايصيبهم برد قارس , بل نسائم عليلة , وأعطار جميلة , ونفحات عنبرية مسكية , ولا تزعجهم شمس بحرها ووهجها فليس فى الجنة شمس ولا قمر قال تعالى " وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الآرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " سورة الإنسان آية 12 _
اللهم سهل لنا إلى الجنة طريقا واجعلنا من عبادك الصالحين يا أرحم الراحمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حجم الجنة ومكانها :

قال تعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " سورة آل عمران الآية 133 _
ويقول تعالى أيضا فى سعة الجنة ومكانها " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين أمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " سورة الحديد آيه 21 _
والمراد بالعرض هنا السعة , وليس العرض الذى يخالف الطول , فيقال بلاد عريضة أى واسعة .
و إن أفهمنا لاتحيط وعقولنا لا تستطيع أن تدرك حقيقة الجنة وكنهها "

, كما يبين لنا الحديث ذلك الذى ورد عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول صل الله عليه وسلم :" إنى لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وأخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله عزوجل له : اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى , فيرجع فيقول الله عز وجل له :" اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى , فيقول الله عز وجل له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيتخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يارب وجدتها ملأى فيقول الله عز وجل له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا , وعشرة أمثالها , أو أن لك مثل عشرة أمثال الدنيا " متفق عليه , فإذا كان هذا الرجل أو مثله له فى الجنة كالدنيا وعشرة أمثالها , فكيف بالأولين والأخرين والأنبياء والصالحين