علاج الكرب والهم :

ولهذا شرعت العبادات في الإسلام ومن ذلك فريضة الصلاة والوضوء قبلها , مما يساعد جسديا على إزالة أعراض التوتر ويؤدى إلى الراحة وهدوء النفس , وخاصة الصلاة في المسجد جماعة تساعد على التغلب على عدم الشعور بالوحدة , بما يقضى على الإحساس بالإحباط والاكتئاب يقول تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر 10 ـ وكما في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه المحدث أحمد شاكر . وصححه الشيخ الألباني صحيح الجامع وصحيح ابن ماجة وهو علي شرط الشيخين. فعلي كل إنسان أن يختار لنفسه ما يكون فيه أقرب إلى الصلاح وتقوي الله عز وجل ,وأن يدرأ عن نفسه وساوس الشيطان ووحشة الوحدة, ويستطيع التكيف مع الواقع الذي يعيشه ويملأ نفسه بالطمأنينة في ظل طاعة الله عز وجل وطمعا في ابتغاء مرضاته.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإنطواء :

والإنطواء نوع من الأمراض النفسية , ولا يمكن أن يسيطر هذا المرض على إنسان يحرص على أداء الخمس صلوات اليومية فى المسجد , إلى غير ذلك من أنشطة دينية
تحرص عليها رسالة المسجد , وهذا مما يؤكد على تقوية الروابط الإجتماعية , من خلال تقديم المساعدات اللازمة لكل محتاج .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإنطلاق الزائد :

وهو من الصفات المذمومة كالإنطواء والتقوقع
قال تعالى :" ولا تصعر خدك للناس ولا تمش
فى الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال
فخور " سورة لقمان الآية 18 ـ
ـ وصل الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

الإحساس المفرط أشد من القسوة :

ـ فإذا أمرضتك دقة الإحساس فليكن شفاؤك فى قسوتها " ويقول الشاعر : قسا ليزدجروا ـ ومن يكن حليما يقسو ـ أحيانا على من يحنو ويرحم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات مضيئة ;

ـ دع عنك ـ ما زال مع الصبر الظفر والأمن ,ومع الجزع الكدر واليأس فاختر لنفسك ما يدنيك إلى الله , ويقربك منه , واطرح عنك ما يحزنك ويكربك .المؤمن إذا أُصيب بمصيبة فهو إما أن يصبر أو يجزع فإن صبر ظفر بالأجر العظيم وارتاح لقضاء الله وقدره لأنه لما علم أنه من عند الله اطمأن لذلك وسلّم، فلا داعي للجزع والضجر. وعلى العكس من ذلك لو لم يصبر فإنه مع ما يصيبه من الإثم بالجزع والتسخط، وما يكتنفه من الهم والغم يفوته الأجر الذي أعده الله للصابرين. قال الله تعالى:"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" الزمر.وصدق التوجه إلى الله بالدعاء، والتضرع له سبحانه كفيل بأن يزيل الوساوس، وعلى العبد أن يكثر من الاستعاذة من الشيطان الرجيم فإنه يغيظه أن يرى العبد المؤمن في دعة وطمأنينة، فيوسوس له ليصرفه عن ذلك ويلبسه لباس الخوف والتوجس. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وقد يكون ابتلاء العبد بالمصائب والنكبات مما يقدره الله عليه من أجل رفع درجاته إن قام بما أمره الله تجاهها من الصبر والرضا بما قدر الله، فإن كل ما يقدره الله على المؤمن خير له في دينه ودنياه، يقول النبي صل الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك إلا للمؤمن إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له " رواه مسلم .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات طيبة :

علاج الهم والحزن :يا بني إياك والجزع على ما فات , والطمع بما لا يرجى , فما اشتد خطب إلا وأعقبه فرج ولا انسد باب إلا وسوف . ينفرج فإن الله عز وجل قد جعل مع العسر يسرين وجعل في الصبر خير الدارين" إن ضيق الصدر وحياة الضنك لا تستولي على فكر الإنسان ولا تحيط به من غير أسباب تدعو إليها بل هي مؤشر على وجود خلل في العلاقة بين العبد وربه ، فبقدر ما يكون الإنسان مقبلاً على الله بقدر ما يفيض عليه من الأُنس والراحة ما لا يعلمه إلا الله. وهذا ما أفصح عنه القرآن الكريم. قال الله تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى" وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون". سورة النحل: من الآية 97 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

علاج الحزن :

ـ مما يجب على المسلم أن يوطن نفسه على محبة الله , والرضى بالقضاء والقدر خيره وشرة , وحلوه ومره وأن نشكر الله تعالى على نعماءه وأن نصبر على الشدائد والمكاره , وأن نتذكر نعم الله الكثيرة علينا وأن ننظر إلى من هم أقل منا فى المال والرزق , ومن هم أحسن منا فى الطاعة والعبادة لله تعالى حتى نقتدى بهم ونسير على طريقهم ,ومن الأدعية فى هذا الشأن عن الرسول صل الله عليه وسلم " اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال رواه البخارى موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هي من كنوز الجنة :

أكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله تكشف كربك وتزيل همك وتيسر أمرك وترد عليك غائبك ,أن تقول لاحول ولا قوة إلا بالله , ولا تقل لا حول الله وتسكت كما يفعل كثير من الناس لأن ذلك يتنافي مع كلمة التوحيد " لا إله إلا الله ": كما بين لنا حديث أبي موسى رضي الله عنه:أن النبي صل الله عليه وسلم قال له : قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة " رواه البخاري ومسلم لأن فيها معنى التوحيد الخالص لله عز وجل , وتدعوا إلى عبادة الله وحده والإذعان له كما أمر , كما تنهى عن أن نتخذ مع الله شريكا في العبادة والتشريع , لأن الله تعالى هو المستحق للعبادة والطاعة والأمر والنهي لله تعالى وحده , قال تعالى :" ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ." سورة الأعراف الآية 54ـ " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء مأثور للأمان من الخوف والكرب :

ـ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات تذهب عنك الضُرَّ والسقم : قل : توكلت على الحى الذى لايموت , والحمد له الذى لم يتخذ ولداً , ولم يكن له شريك فى الملك , ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا " رواه ابن السنى . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء لقضاء الدين وتفريج الهم :

ما أحوج المسلم فى هذا الزمان فى الصدق مع الله تعالى , المتمثل فى الثقة به والإعتماد عليه والتضرع إليه بالدعاء والإخلاص له فى السر والعلانية وفى ذلك حديث أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم لفاطمة رضى الله تعالى عنها : ما يمنعك أن تسمعى ما أوصيك به ؟ أن تقولى إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حى ياقيوم برحمتك أستغيث , أصلح شأنى كله , ولاتكلنى إلى نفسى طرفة عين " حديث حسن . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الحُزن والحياة :

من لم يحزن فلا خير فيه هذه حقيقة انسانية , ونصيحة دينية أن الهموم والأحزان أمر نسبى فى حياة الإنسان وقد تزداد صعودا وهبوطا , تبع لما ينزل بالمرء من شدائد وما يمر به من أزمات وحتى لايُصاب الإنسان بالقلق وحدة التوتر وجهنا النبى صل الله عليه وسلم إلى ممارسة العلاج الروحى من خلال الأحاديث الشريفة والأدعية المأثورة فى هذا الجانب ومع هذا فإن الهموم والأحزان لاتفارق الإنسان حتى يأذن الله تعالى له بدخول الجنة , حيث هناك لا حزن ولا ألم ، ولاهم و لا غم ، ولا كرب و لا ضيق , ولذلك عندما يدخل أهل الجنة الجنة قالوا :" الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " سورة فاطر الآية 34 ـ حتى قال بعض الصالحين :" ينبغى لمن لايحزن أن يحزن " وكما قلنا " لاخير فيمن لايحزن " موقع فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في علاج الهم والحزن:


قال تعالى :" قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله " سورة يوسف الآية 86 ـ ما أصعب الأوقات التي يشعر فيها الإنسان بالإحباط و الخوف و عدم الثقة بالنفس إنها لحظات تمضي كأنها سنين بل قرون لحظات يشعر الإنسان فيها أنه وحيد يحتاج إلى قوة أكبر من قوى البشر جميعا قوى خارقة لتُنجيه وتأخذ بيده من هذا الشعور شعور الإحساس بالضعف و الحزن و الهم والغم . ودائماً ما يلجأ العبد في مثل هذه اللحظات إلى الله عز وجل قال تعالى :" أمن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " سورة النمل لأنه يؤمن بأنه سبحانه هو العلى القادر على رفع هذه الحالة عنه بل رفع جميع ما في الكون ليشرح له صدره و يقوم بتيسير أموره , فيلجأ إلى الله وحده لإيمانه به وعبادته له وحده دون سواه و لهذا علمنا الرسول صل الله عليه وسلم ـ عندما نمر بمثل هذا الشعور وذلك في موقف من أشد المواقف إلي مر بها ,عندما ذهب الرسول محمد صل الله عليه وسلم، إلى آل ثقيف إلى الطائف يدعوهم لدين الإسلام ، ولننظر إلى ما حدث له هناك حين لقي أول شخص منهم يدعوه للإسلام من أبناء عبد ياليل فقال أحدهم: إما وجد الله رجلا غيرك يبعثه؟! وقال الثاني: لأشقن أستار الكعبة إن كنت نبيا و قال الثالث: إن كنت نبيا حقا فأنت أعظم خطراً من أن أحدثك وإن كنت كاذبا فأنا لا أحدث كاذبا.

وتعرض النبي صل الله عليه وسلم للضرب بالحجارة من الأطفال والكبار وكان يضرب فيقع على الأرض فيحمل من ساعديه ثم يضرب فيحمل من ساعديه حتى سقط و الغلمان تجري وراؤه و تنعته بالجنون.ووقف رسول الله صل الله عليه وسلم حزيناً دامع العين دامي القدمين يجأر إلى الله بالشكوى, فما كان منه صل الله عليه وسلم إلا أن رفع يداه إلى السماء داعيا ربه عز وجل بقوله ً: " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت رب المستضعفين و أنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة إلا بك" وتهتز السموات لدعاء النبي صل الله عليه وسلم فأرسل الله تعالى إليه ملك الجبال ليستأذن الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم ـ أن يطبق عليهم الأخشبين و هما جبلان بمكة فرفض الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ذلك قائلاً: لا عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

كان النبي صل الله عليه وسلم يتعوذ من الهم والحزن:

عن أنس رضي الله عنه  أن النبي صل الله عليه وسلم ـ كان كثيرا ما يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال" ورواه البخاري في كتاب الدعوات  وكأن النبي _صل الله عليه وسلم  قد جمع معاني السعادة الدنيوية الكاملة والتي لها أكبر الأثر في المآل والآخرة في تلك الأمور التي ذكرها في ذلك الحديث والتي هي في الحقيقة منغصات حياته ومسببات حزنه وضيقه ، وهى:
الهم: وهو ضيق الصدر الذي سببه ما يظنه المرء ويتوقعه مستقبلا ، الحزن: وهو الضيق الذي سببه ما يفكر فيه المرء مما مضى ، العجز: وهو عدم قدرة الآلة والجوارح عن القيام بما يأمله الإنسان ويطمح به ، الكسل: وهو القعود عن المعالي والركون إلى الراحة وعدم السعي وبذل الجهد لتحقيق المطالب، الجبن: وهو العجز عن الشجاعة والإقدام ، البخل: وهو العجز عن الجود بالمال في الصدقة والزكاة والإيثار".‏.‏. ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أثر الذكر كعلاج للهم والحزن :

اتفق أهل العلم على أن من أهم الأسباب والوسائل , لمحاربة داء الهم والحزن إنما يكون في ذكر الله تعالى كعلاج رباني وتكون له ثمرته لمن أقبل على الله تعالى بإخلاص وعزيمة صادقة قال الله سبحانه: " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " سورة الحجر الآية 97-99. ذلك أن الذكر هو العبادة التي يتزود منها السائر إلى الله سبحانه في سيره, ومثله كمثل الزاد للمسافر تمامًا, فإذا نقص زاده وقل طعامه خارت قواه وضعفت جوارحه, فوجب عليه عندئذ أن يعود إلى التزود.

يقول ابن القيم رحمه الله رحمه الله: ولقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يصلي الصبح ثم يقعد يذكر الله سبحانه إلى أقرب من نصف النهار, وكان يقول: هذه غدوتي وإن لم أتغدَّ لم أتقو ليومي. ذلك فالذكر هو مكان التزود للسير في الطريق, وهو المنـزلة التي يتردد عليها دائمًا أهل الإيمان والجهاد والتقوى. ومن أكرمه الله سبحانه بدوام الاتصال بذكره سبحانه فقد أكرمه بفتح الباب إليه والسماح له بالقرب منه , ومن عزله الله سبحانه عن ذكره فقد منعه عنه وأبعده عن طريقه.وذكر الله سبحانه سلاح المؤمن في كل المواطن والمواقف والمشكلات والأزمات , وبه يدفع المؤمن عنه الأمراض وتكشف الكريات وتهون عليه المصائب.

وذكر الله سبحانه سلاح المؤمن في كل المواطن والمواقف والمشكلات والأزمات , وبه يدفع المؤمن عنه الأمراض وتكشف الكريات وتهون عليه المصائب.
والمؤمن الحق هو الذي يفزع إلى ذكر الله إذا نزل به بلاء أو مصيبة ويلجأ إليه إذا دارت عليه دائرة أو حلَّت به نازلة. وذكر الله سبحانه هو جنة المتقين التي يفرون إليها إذا ضاق بهم سجن الدنيا , فترى الذاكر بجسده فـي الدنيا سجينًا, لكنه بروحه وقلبه في الجنات مرفرفًا فرحًا مسرورًا, ذلك أن ذكر الله - لمن أحبه وداوم عليه - لا يدع قلب الإنسان الحزين إلا مسرورًا , , ولا يدع نفس المتألم إلا راضية سعيدة.
. " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفرحة الحقة :

الفرحة الحقة هي التي تجدها قلوب المؤمنين عندما تكون موصولة , بعلام الغيوب , والتماس نفحات العفو الكريم , وما يعطيه الله تعالى لعبده المؤمن من هبات تتنزل على قلبه , وبذلك يحي قلب المؤمن حياة لايشبهه فيها أحد من الناس , ويتمثله فى حياته سلوكا وعملا . إن فرحة المؤمن بفضل الله ، والتنعّم بجنة العبودية ، التي من لم يدخلها في الدنيا لم يدخلها في الآخرة. لهى أعظم فرحة إنها الفرحةُ التي يجدها أهل القرآن في عيشهم مع القرآن قال تعالي:" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " سورة يونس الآية 58 ـ فبهذا الفضل وبتلك الرحمة فليكن الفرح الأكبر.. وليكن الغمّ والهمّ على قلبٍ فاته مثل هذا الفرح ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفرح الحقيقي:

مِن المحزن أن نختصر أفراحنا وأحزاننا على لعاعة من الدنيا أتت أو فُقِدتْ ، كما أن مِن الحرمان البيّن أن يعيش أحدُنا عشرات السنوات وما ذاق هذه الفرحة القرآنية التي عبّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ـ فى اتخاذه القرآن الكريم فى سلوكه قولاً وعملاً! إن من فرح بشيءٍ ما أياً كان ، فإنه يظهر ذلك على قلبه وتنطق به جوارحه ، ويُدرك ذلك منه جُلساءه وأصحابُه ، وتراه ينتهز أي فرصةٍ ليذكر ما فرح به ، ولا يفتأ في إغراءِ إخوانه به ، هذه هي حقيقة الفرح بالأشياء! هذه الفرحة عبر عنها القرآن بقوله تعالي :" :" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " سورة يونس الآية 58 ـ فبهذا الفضل وبتلك الرحمة فليكن الفرح الأكبر.. وليكن الغمّ والهمّ على قلبٍ فاته مثل هذا الفرح ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا :

من علامة لطف الله بعبده , أن يسهل له العسير , ويرضيه باليسير , ويقرب له البعيد , ويجنبه من الآلام ما لا يستطيع تحمله " قال تعالى : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به , واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " سورة البقرة ـ الشعور بالضيق والكدر فإنه يحمل تنبيهاً للعبد ليقوم بالتفتيش في علاقته بربه ، فإن للذنوب والمعاصي أثراً على العبد في ضيق صدره وشتات أمره , وإن كثير من الناس قد يُصاب بالهم والحزن ، وهناك أسباب للهم والحزن في الحياة منها كثرة الذنوب ، والابتلاء في الحياة ، وعلى الإنسان أن يصبر، وأن يستعين بالدعاء والابتهال لله تعالى ، وعليه أن يتفاءل ، ويأخذ الأمور ببساطة ويسر. ولقد علمنا النبي صل الله عليه وسلم دعاء ندعو به يدفع الهم والحزن. من حديث بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال " ما أصاب عبدا همٌ ولاحُزْنٌ فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك , أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري , وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا , فقيل يارسول الله ,, ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ينيغى لمن سمعها أن يتعلمها " رواه أحمد وغيره.". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب بلادة الحس :

يقول بعض أطباء علم النفس ـ إن تربية الأولاد " الصبيان "على حبس البكاء والسخرية من الباكي , ظاهرة من أسوأ ظواهر سلبيات الثقافة الإنسانية ، ذلك لأن الحس المرهف , هو سمة التوازن في نفس الإنسان أما القدرة على حبس البكاء وكتمان الضحك ، فتصرف يشير إلى خلل في المشاعر , والبكاء والضحك فطرة في الإنسان أكدها القرآن الكريم في قوله تعالى :" وهو الذي أضحك وأبكى " سورة النجم ـ

إن جمود الإحساس وكبت المشاعر علة تقلل من القدرة على مقاومة المرض لأنها تحكم بالجمود على أجزاء معينة من المخ والجسم ، ولكن تراكم الآلام يجعلها تنفجر يوما في صورة مرضية وإذا ضج الجميع بالضحك عند سماع نكته وبقي واحد لم تهزه البهجة فإننا نصفه ببلادة الحس وأولى بهذا الوصف شخص لا تقطر عيناه دمعة عندما يتعرض لألم مبرح أو حزن ساح , وهذان النقيضان غالبا من نتاج التربية السيئة على حبس البكاء ، وغالبا ما يصبح هؤلاء غلاظ أكباد يفقدون جانبا كبيرا من شفافية الإحساس الإنساني ويعجزون عن تكوين نسيج من العلاقات الطيبة الوثيقة مع رفقائهم وذويهم . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

البكاء والضحك مشاعر وأحاسيس :

فالإنسان الذي يدفن آلامه في أعماقه ويقاومها حتى لاتفيض دموعا تغسل أحزانه ويبقيها جمرات تعذبه وتسبب له ولغيره متاعب لا مبرر لها ليس من السهل أن
يشارك أي فرد من الناس أفراحه ومسراته وقد كان رسول الإنسانية صل الله عليه وسلم ـ يضحك عند سماع النكتة البريئة والموقف الجميل وعندما مات ولده إبراهيم بكي رسول الله صل الله عليه وسلم حتى أدهش بكائه من حوله فقالوا أتبكى يا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فقال :" إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لفراقِك يا إبراهيم لمحزنون " إنها عظمة الإنسانية التي تهب الإنسان القدرة على رقة الإحساس بما يصيب الناس ، ومشاركتهم في أحزانهم لكن هذه العظمة العاطفية تقضي عليها فكرة يورثها الآباء للأبناء في مختلف الثقافات التاريخية والمعاصرة .

مؤداها قولهم أن البكاء والدموع هما أوضح علامات الضعف وأن الرجال لايبكون ولو نظرنا إلى هذا الاعتقاد نظرة موضوعية لوجدنا أن الدموع ربما كانت دليلا على القوة وليس الضعف ، دموع الضعف يذرفها المستجدي والمستعطف أما دموع الأسى والمشاركة الوجدانية والشعور بالألم ، فلا يجرؤ على مواجهة الواقع بها في مجتمع يستنكر رجاله البكاء إلا شخص قوي شجاع والرجل القوي الشجاع يثق في قدرته على التعامل مع عواطفه ولا يهمه ان يخطئ الناس في طويته اذا عبر عن مشاعره الطبيعية بصدق . فأضحكته النكتة أو أبكته كارثة ما دام محافظا على مشاعر الناس لا يخدشها ولا يقصد بالضحك او البكاء خداعا او رياء او تزلقا . .. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خطر الهم والحزن وأثره :

الهم والحزن من الآفات النفسية التي ما إن استحكمت , بالإنسان المسلم فإنها تحرمه السرور وعدم الارتياح ولهذا لابد أن يحاول جاهدا أن يطردهما عنه ما استطاع و إلا وقع فريسة لهما وأقعداه عن الإنجاز وحطماه عن النجاح وأصاباه بالفشل والعجز عن فعل ما يريد تحقيقه وقد أشار المتخصصون أن ذلك الشعور إذا استسلم المرء له نهبه وأكله ، وصار سمته تراجع في الفكر وضمور ينتهي في الفراغ الحاصل فيه وإنه ليتطور ليشلّ العقل عن ممارسة دوره السليم في التحليل والتمييز وإصدار التعليمات لباقي أعضاء الجسم وغدده ومن هنا نجد أن كثيرا ما يصاحب الهموم والأحزان بعض الأمراض الفسيولوجية مثل القرحة وسوء الهضم وآلام القولون ووجع المفاصل والصداع والأرق... وغيرها الكثير. . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم