أخلاق الإسلام منهج حياة :

والمؤمن الصادق هو الذى يراقب ربه فى جميع أقواله وأفعاله وسائر أحواله , فلا يعمل فى السر ما يستحى منه فى العلانية , ولا يأتى اليوم ما يخاف من حسابه غدا
ولايتظاهر أمام الناس بالصلاح والتقوى وهو يضمر لهم الشر والفساد , فهو يؤمن أن السر والعلن عند الله سواء قال تعالى " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " سورة طه الآية 7_
ومن عقيدة المسلم أنه يؤمن أن الله تعالى يسجل عليه أقواله ويحصى عليه أعماله , ويحاسبه على الصغيرة والكبيرة والفتيل والقطمير , فهو يخاف الذنوب ويحذر أن يرتكب معصية من المعاصى قال تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " سورة الزلزلة

فإذا ارتكب معصية من المعاصى فى حق خالقه سبحانه سارع إلى الله تعالى بالإستغفار والتوبة والندم , وسارع إلى أداء ما فاته من واجبات وجبر ما وقع منه من تقصير فإن ذلك يزيل آثارها ويسقط عقابها يوم القيامة قال تعالى " وأقم الصلاة طرفى النهار و زلفا من اليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " سورة هود الآية 114_
والمؤمن الصادق يتخلق بالأخلاق الفاضلة ويسلك السلوك القويم , وهو يعرف حق نفسه عليه وحق غيره , ويحرص على حسن المعاملة مع الناس بالخلق الكريم
كطلاقة الوجه , وبل المعروف واغاثة الملهوف , وتوقير الكبير والعطف على الصغير والبر والإحسان بالجيران وغير ذلك مما يعد من محاسن الأخلاق وفضائل الأعمال وجميل الصفات , ولقد إهتم الإسلام بالخلق الحسن وأشاد به , ومن هذا أثنى على نبيه صل الله عليه وسلم بحسن الخلق قال تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " سورة القلم الآية 4_
وقوله صل الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " رواه أحمد والبيهقى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل الصمت :

عندما يتحدث الإنسان فإنما هو يخبر عما تحويه نفسه , ويتحرك به ضميره , ويخبر عن مستودعات أسراره , ومن حق العاقل على نفسه أن يمسك عن كثرة الكلام إلا فى خير ومما روى فى ذلك عن رسول الله صل الله عليه وسلم " رحم الله من قال خيرا فغنم أو سكت فسلم " وقال صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضى الله عنه " يا معاذ أنت سالم ما سكت فإذا تكلمت فعليك أو لك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرفق والأناة فى الأمور :

قال النبى صل الله عليه وسلم :" من أعطى حظه من الرفق , أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة , ومن حرم الرفق حرم الخير كله " سنن الترمذى
وقال صل الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها : " عليك بالرفق فإن الرفق لايكون فى شئ إلا زانه , ولا ينزع من شئ إلا شانه " مسند الإمام أحمد
وقال الشاعر :
         الرفق يمن والأناة سعادة
                     ليس النجاح لمن يطيش ويخرق

وقال آخر :
وفى الأناة إذا ما جد صاحبها
حزم ويعقبها التفريط والخرق
وقال بعض الحكماء : الأناة حصن السلامة , والعجلة مفتاح الندامة
وقال غيره من لم يدرك الظفر بالأناة فبماذا يدرك ؟
وقال القائد الكبير المهلب بن أبى صفرة ساحق الخوارج : أناة فى عواقبها درك
خير من عجلة فى عواقبها فوت "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

غفر الله لك :

جاء رجل إلى على بن الحسين رضى الله عنه فقال له : إن فلانا قد أذاك ووقع فيك فقال على : فانطلق بنا إليه , فلما أتاه قال : ياهذا إن كان ما قلت فى حقا فغفر الله لى , وإن كان ما قلت باطلا فغفر الله لك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الغلاظة فى الدين :

بعض من يدعون إلى الله يتذكرون قوله تعالى " يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير " سورة التحريم الآية 9_ واغلظ عليهم " وهم لا يعرفون معناها وفى الآية توجيه للنبى صلى الله عليه وسلم عند القتال والمعنى يا أيها النبى جاهد الذين أظهروا الكفر وأعلنواالعدوة للدين ووقفوا فى طريق الدعوة فقد أبيح لك أن تقاتلهم بالسيف لتأمين الدعوة والدفاع عن الإسلام وأهله فالقتال فى الإسلام مباح لرد العدوان وليس من أجل الكفر وأهله ما استقاموا لنا ,"
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

الإسلام يدعوا إلى الرفق فى الدعوة :

وهناك صنف آخر أمره سبحانه بجهادهم بالحجة والبرهان وإقامة الحدود وشعائر الدين وهم الذين أبطنوا الكفر وأخفوه من أهل النفاق , ثم أمره تعالى أن يستعمل الشدة والخشونة مع الفرقين فى جهادهما كلا فى موضعه , وبين سبحانه له أن مسكن هؤلاء وأولئك فى الآخرة الذى يصيرون إليه فى جهنم وقبح ذلك المرجع الذى يرجعون إليه " وبذلك نعلم أن للآية موضعها ولكنهم يضعونها فى غير موضعها وينسون أن أساس الدعوة قوله تعالى " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم " الآية 159_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

من أخلاق المؤمن :

ـ من أخلاق المؤمن : " قوة فى دين , وحزم فى لين وحرص على العلم , وقناعة فى فقر , وإعطاء فى حق , وبر فى إستقامة , وفقه فى يقين , وكسب فى حلال " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خيركم خيركم لأهله :

قال صل الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " وعن درة بن أبى لهب رضى الله عنها قالت : قلت يا رسول الله صل الله عليه وسلم :" من خير الناس ؟ قال " أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر " رواه ابن حبان فى كتاب الثواب والبيهقى فى الزهد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الله أجود الأجواد :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأجود الأجود ؟ قالوا : بلى يارسول الله : الله أجود الأجواد , وأنا أجود ولد آدم , وأجود من بعدى , رجل علم علما فنشره , يبعث يوم القيامة أمة واحدة , ورجل جاد بنفسه فى سبيل الله حتى قتل " اللهم إجعل عملى صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل لأحد منه شئ " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من خطب الرسول صل الله عليه وسلم فى حسن الخلق :

طوبى ( يعنى الحسنى والخير ) لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية , وجالس أهل الفقه والحكمة
وخالط أهل الذل والمسكنة , طوبى لمن زكت وحسنت خليقته , وطابت سريرته
وعزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله , وأمسك الفضل من قوله
ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن أهمية الأخلاق فى صلاح الفرد والمجتمع:

_ الأخلاق فى الإسلام هى أساس البناء للمجتمع الصالح , وعليها يتربى المواطن الفاضل , وهى سر حضارة الشعوب وبقاء الأمم , تبقى وتستقر ما بقيت , وتذهب وتنهار إن ذهبت أخلاقها , فلا حياة من غير دين , ولا بقاء من غير خلق _ وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم _ فأقم عليهم مأتما وعويلا _ وقد جاء الدين الإسلامى ليرسى لنا مكارم الأخلاق ويتممها , ولذلك أثنى القرآن الكريم على خير الخلق وسيد من تمسك بالأخلاق الرفيعة وأفضل من تحلى بالصفات الكريمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم فقال تعالى :" وإنك لعلى خلق عظيم " أى أنك أيها الرسول العظيم والنبى الكريم لعلى دين قويم " ويلخص الرسول صل الله عليه وسلم مضمون ما جاء به قيقول :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أهمية الأخلاق :

_ مما لاشك فيه عند كل ذى عقل أن صلاح أمر الدنيا والآخرة فى الإلتزام بالأخلاق الفاضلة , والتمسك بالصفات الحميدة , والعادات الحسنة , وفلاح الإنسان مرهون بتزكيته لنفسه , والسمو بها عن سفاسف الأمور والإستمساك بمعالى الآداب والأفعال الطيبة قال تعالى :" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " سورة الشمس الآية 7 _ 10 _ يقول الإمام بن كثير رحمه الله ( قد أفلح من زكى نفسه _ أى بطاعة الله وقال قتادة رحمه الله : وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل _ وقد خاب من دساها _ أى أهملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهوى " وعلى هذا فإن سعادة الإنسان فى الدنيا والآخرة , متوقفه على حرصه على تزكية نفسه ومجاهدتها وفطمها عن شهواتها , المحرمة واجتناب المنكرات وفعل الخيرات , وتحليتها بالفضائل وتخليتها عن الرذائل حتى يكون صاحبها طاهرا نقيا , صفيا تقيا ظاهره كباطنه قال تعالى :" وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون ما كانوا يعملون " سورة الأنعام الآية 120 _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رأس مكارم الأخلاق :

_ حرص الإسلام على تربية أبنائه على الصفات الطيبة والأخلاق الحسنة لما لها من تأثير عند صاحبها وفى معاملة الآخرين من الناس فهى تدعوا إلى الحب والتآلف بين القلوب وبها يتأكد خلق الحياء فى الإنسان يقول النبى صلى الله عليه وسلم " لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ورروى البيهقى فى شعب الإيمان عن النبى صلى الله عليه وسلم " أنه قال " مكارم الأخلاق عشرة , تكون فى الرجل ولا تكون فى ابنه , وتكون فى الإبن ولا تكون فى أبيه , وتكون فى العبد ولا تكون فى سيده , يقسمها الله لمن يشاء من عباده , صدق الحديث وصدق البأس , وأن لايشبع وجاره وصاحبه جائعان , واعطاء السائل , والمواساة بالنائل " أى بما يقع بأخيك من شر ومصائب " والمكافأة بالصنائع , " يعنى أن تشكرمن أسدى إليك معروفا " وحفظ الأمانة , وصلة الرحم , والتذمم للجار , وقرى الضيف , ورأسهن الحياء " وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الخلق وأكملهم من ختم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله تعالى به الغمة وعلى آله وصحبة البررة الأطهار المصطفين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المروءة :

_لما سأل المغيرة بن شعبة عن المروءة فقال : هى العفة عما حرم الله , والحرفة فيما أحل الله تعالى " إن من صفات عباد الله الصالحين من ذوى المروءة والفضل بما أدبهم ربهم , أنهم بتقوى الله تعالى عاملون , وعن الحرام يتعففون , وعن الدنايا والسيئات يترفعون , ولايرتكبون الفحشاء , ولا يتدخلون فيما لايعنيهم , ولأرحامهم واصلون , ومن أموالهم فى إغاثة المحتاج هم ينفقون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حسن الخلق :

__عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال لم يكن النبى صل الله عليه وسلم فاحشا ولامتفحشا وكان يقول ان من خياركم أحسنكم أخلاقا وفى وصف أخلاقه ومحامده ومحاسنه قال تعالى وانك لعلى خلق عظيم وهو من اعظم الثناء من الله تعالى لرسوله المصطفى صل الله عليه وسلم وسئلت ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله فقالت كان خلقه القرأن فدل ذلك على ما اتصف به صل الله عليه وسلم من الكمال فى الاقوال والافعال وسائر الاحوال والحديث الى معنا يصف من اخلاقه صل الله عليه وسلم فيما يتعلق بأقواله فيصفه بعدم الفحش فى القول وهو البعد عن الالفاظ البذيئة والمستهجنة وذلك عن طبع كريم فيه فقد أثر عنه صل الله عليه وسلم أنه لم يكن يغشى مجالس الجاهلية >

ولم يكن النبى صل الله عليه وسلم لم يكن يحاول تكلف هذه الالفاظ الكريهة فهو يتخير من الالفاظ احسنها فى قوله ويتجنب السئ من القول وكان ينصح اصحابه ومن بعدهم قائلا ليس الؤمن بطعان ولا لعان ولا بذىء ويدعوهم الى التخلق بالاخلاق الكريمة فيقول ان من خياركم أحسنكم أخلاقا ويوضح صل الله عليه وسلم ان الخلق الطيب والتعامل الكريم هو اساس التفاضل بين الناس فخيرهم احسنهم اخلاقا وهو بذلك يحض المسلمين عامة مكارم الخلاق الفاضلة لتكون عنوانا لهم ونبراسا فى طريقهم فى معاملتهم بعضهم مع بعض وفى تربيتهم لابنائهم وتنشئتهم حتى يكون لهم الفضل فى الدنيا والاخرة ان الاسلام يكره الفحش فى القول لو تكلفا فى المزاح ونحوه ويدعوا الى تخير الالفاظ الطيبة الكريمة من القول وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم

من علامة حسن الخلق :

يقول العلامة جلال الدين السيوطى _ رحمه الله تعالى _
علامة حسن الخلق عشرة أشياء :
• قلة الخلاف .
• وحسن الإنصاف .
• وترك طلب العثرات .
• وتحسين ما يبدو من السيئات .
• والتماس المعذرة .
• واحتمال الأذى .
• والرجوع بالملامة على النفس .
• والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره .
• ولطافة الوجه للكبير والصغير .
• ولطف الكلام لمن هو دونه وفوقه .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الأخيار والأشرار :

_ ذهب بعض التلاميذ مغتما حزينا وهو يشكوا إلى شيخه ومعلمه من إساءة نالته ممن لم يسئ إليه من جيرانه , فقال له الشيخ لو كنت مكانك لسُررت ؛ لأننى إن غفرت له غفر الله لى , وإن لم أغفر له ... فإساءته غنيمة قد ساقها الله تعالى لى ؛ " قد يستغل بعض الأشرار حياء ذوى النيات الحسنة , والأخلاق الطيبة , ويواصلون مكرهم بالليل والنهار , وهم يظنون أنهم قد انتصروا على أهل الخير لما سكتوا , ولم يردوا عليهم تكرما منهم وليس ضعفا كما يتوهمون , وقد خاب من افترى ظنا وسعيا , فسكوت أهل الخير عند عدم مقبلة السفيه بسفهه ليس عجزا منهم , لأنهم أصحاب مبدأ وهو يعيشون لغاية وتبليغ رسالة , فليس عندهم من الوقت يبذلونه فى حورات جانبية من أجل تصفية حسابات شخصية ومنافع ذاتية بل هم يرصدون كل مايملكون لغايات نبيلة وأهداف عالية , مستعنين بالله وهو صابرون , صامدون فى وجه البهتان بقوة الحق ونور الإيمان يقول تعالى : يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة آل عمران وص الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدين المعاملة :

_ وهذا يتمثل أولا : فى حسن علاقة المسلم بربه سبحانه وتعالى بالتى هى أتقى وذلك بفعل الأوامر واجتناب النواهى _ ثانيا : حسن العلاقة بالنفس أى نفسك التى بين جنبيك فهى أعدى الأعداء وحتى تسلم منها لابد من معاملتها بالتى هى أسمى ويتمثل ذلك فى تهذيبها بالفضائل وفطمها عن الشهوات والرذائل _ ثالثا : حسن العلاقة مع الناس بالتى هى أحسن مع تحديد الأولويات فى حسن العلاقات مع البدء بالأقرب فالأقرب كما بين ذلك لنا رسول الله صل الله عليه وسلم _ ومن ذلك 1_ الوالدين فإن حقهما من أعظم الحقوق على كل إنسان قال تعالى :" أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير " سورة لقمان آية 14 _ ويثمثل ذلك فى برهم وحسن معاملتهم والإهتمام بأداء حقوقهم وتلبية حاجاتهم   _ 2 _ فى محيط الأسرة يجب على المسلم توقير الكبير والقيام على خدمته ما أمكن , ورحمة الصغير ومساعدته , وحسن المعاملة مع الجميع _ 3_ وكذلك من الذين يجب علينا أن نهتم بهم , ذوى القربى والأرحام قال تعالى :" وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل " سورة الإسراء الآية 26 _ ومن تمام صلة الأرحام والإهتمام بهم كما أمرنا الله أمرا مفروضا " زيارتهم وتقديم العون لهم بالجهد والمال , وكذلك نصحهم وارشادهم , وكف الأذى عنهم ... إلخ " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما الغيبة :

ما أقبح الإنسان الذى يغتاب أخاه ويفضحه , حتى لو كان كلامه صحيحا , لأن فى هذا هتك لحرمته وكشف لستره , وأكلا للحم غيره وهذا مما يخالف أحكام الإسلام
قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
واتقوا الله إن الله تواب رحيم " سورة الحجرات الآية 12 ـ
والغيبة كما قال ابن عباس رضى الله عنهما ـ " هى إدام كلاب الناس " والغيبة معناها كما قال الرسول صل الله عليه وسلم :" ذكرك أخاك بما يكره قال : أرايت إن كان فيه ما أقول ؟ قال : غن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " فأنت أيها المغتاب بين أمرين احلاهما أمر من الآخر ويقول النبى صل الله عليه وسلم ـ لما عرج بى إلى ربى ـ عز وجل ـ مررت بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم , فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : " هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى أعراضهم "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نهى الإسلام عن هذه الأخلاق :

من الأمور التى نهى عنها الإسلام تلك الأخلاق المذمومة , التى تسبب العداوة والبغضاء بين جماعة المسلمين , فقد نهى الإسلام عن سب الآخرين وآكد ذلك فى حق المسلم , قال صل الله عليه وسلم _ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " متفق عليه
ونهى عن الحسد فيما رواه أبو داود من حديث أبى هريرة رضى الله عنه _ بقوله صل الله عليه وسلم _ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " كما حذر من الكبر بقوله صل الله عليه وسلم :" لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ,
فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا , فقال :صل الله عليه وسلم _ إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق , وغمط الناس " رواه مسلم ومعنى غمط الناس أى " احتقارهم "

" كما حذر من كتم العلم فيما رواه ابن الجوزى من حديث أبى سعيد رضى الله عنه قال : عنه صل الله عليه وسلم _ كاتم العلم يلعنه كل شئ حتى الحيتان فى البحر " كما نهى عن عقوق الوالدين , كما فى حديث عمرو ابن العاص رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ " رضا الرب فى رضا الوالدين وسخط الرب فى سخط الوالدين " رواه الترمذى موقوفا ومرفوعا والحاكم وقال : على شرط مسلم ورواه البخارى فى الأدب المفرد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النهى عن إيذاءالمسلمين وتتبع عوراتهم :

من حديث ابن عمر رضى الله عنهما ـ قال صعد النبى صل الله عليه وسلم ـ على المنبر ونادى بأعلى صوته , يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه , لاتؤذوا المسلمين ولا تعيروهم , ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو فى جوف بيته "
وروى الإمام أحمد رضى الله عنه ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال : " من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار , ومن رد عن أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة , أيما رجل أشاع على رجل بكلمة وهو منها برئ
يشينه بها فى الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه فى النار يوم القيامة "
توجيهات ووصايا نبوية , فيها ترهيب وترغيب , ترهيب من التهاون فى إطلاق اللسان بالوقوع فى أعراض المسلمين , وترغيب للمسلم الصادق أن يحفظ لإخوانه المسلمين غيبتهم وحضورهم , ولايطيع شيطانه وهواه ونفسه الشريرة فى النيل منهم
طمعا فى ثواب الله تعالى وخوفا من عقابه .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم