عن منزلة الشهيد ومكانته :

في نور القرآن الكريم :

قال تعالى :" ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " سورة آل عمران هناك فرق بين الفرح والاستبشار هو أن الفرح يكون بالشئ المحبوب للإنسان بعد حدوثه وأما الاستبشار فيكون قبل حدوثه إذا كان الإنسان على ثقة من حدوثه قال سعيد بن جبير رحمه الله :" لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ماعرفناه من الكرامة فإذا شهدوا القتال باشروه بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبوا ما أصابنا من الخير " فأخبر رسول الله صل الله عليه وسلم بأمرهم وما هم فيه من الكرامة وأخبرهم ربهم أنى قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم وما أنتم فيه فاستبشروا بذلك فذلك قوله :" ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " سورة آل عمران وقد أمر الله الرسول صل الله عليه وسلم والمسلمون أن يستبشروا حتى يستمروا على عملهم وطاعتهم وهم في اطمئنان واستبشار ومن حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صل الله عليه وسلم :" سددوا وقاربوا وابشروا فانه لن يخل الجنة أحد بعمله قالوا ولا أنت يارسول الله صل الله عليه وسلم ؟قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل " رواه البخاري ومسلم وهناك من يعمل العمل خالصا لوجه الله فيقابله الناس بالثناء والحمد فبين رسول الله صل الله عليه وسلم أن ثناء الناس وحمدهم لصانع الخير بشرى عاجلة في الدنيا وهى بشرى المؤمنين ومن حديث أبى ذر رضي الله عنه قيل يا رسول الله صل الله عليه وسلم أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟ قال تلك عاجل بشرى المؤمن " رواه مسلم وروى الطبراني من حديث عائشة وابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رجلا أتى النبي صل الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صل الله عليه وسلم لأنت أحب إلى من أهلي ومالي وإني لأذكرك فما أصبر حتى أجيء فأنظر إليك وإني ذكرت موتى وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإن دخلتها لا أراك فأنزل الله عز وجل قوله تعالى :" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدفين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " سورة النساء فلما نزلت دعا النبي صل الله عليه وسلم الرجل فقرأها عليه " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى ظلال آيه :

قال تعالى ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لاتشعرون سورة البقرة أخبر الله سبحانه وتعالى أن الشهداء عند الله يرزقون وذلك استنهاضا للهمم واستنفارا للمؤمنين أن يجاهدوا لاعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دينهم وأوطانهم روى الامام مسلم فى صحيحه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أن أرواح الشهداء فى حويصل طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت ثم تأوى الى قنديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال ماذاتبغون ؟قالوا ياربنا وأى شئ نبغى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا نريد أن تردنا الى الدار الدنيا فنقاتل فى سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى _ لما يرون من ثواب الشهادة فيقول الرب جل جلاله انى كتبت أنهم اليها لا يرجعون صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء لكل الشهداء

اللهم ياحنان يا منان واسع الغفران اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه , وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد , ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ,اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار , اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله الله أجزه عن الإحسان احسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا الله إن كان محسنا فزد فى إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه يارب العالمين الله آنسه فى وحدته , وآنسه فى وحشته , وآنسه فى غربته , الله وأنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين , اللهم أنزله منازل الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار , اللهم أفسح له فى قبره مد بصره وأفرش له من فراش الجنة " آمين , آمين , آمين , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الجهاد والشهاد

الجهاد من أجل الدين مطلوب دائماو فى كل وقت لأنه دفاع عن القيم والمبادئ التى تتمثل فى رفع راية الدين والمحافظة على المال والعرض , وإعلاء كلمة الحق من أسمى المراتب لترتفع راية الإسلام عالية خفاقة من أجل نصرة الحق ودين الله العظيم , وكذلك جهاد المسلم من أجل تغير المنكر قد يلقى فى سبيله العذاب والآلام , وقد يموت المسلم شهيدا فى سبيل ذلك فيلقى الله شهيدا ويحظى بالقبول والرضوان  الأعظم يوم القيامة ويكتب عند الله شهيدا من المنعمين الذين تكفل الله تعالى برزقهم والإغداق عليهم فى جنات النعيم قال تعالى " لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " سورة آل عمران والمؤمن الصادق المجاهد يجود بنفسه وماله فى سبيل الله تعالى وهو راض كل الرضا بأن الله تعالى لن يضيعه وقد يفارق بيته وزوجته وأهله وأولاده وكل ما يملك من مال وغيره دون حسرة أو ندم فينطبق عليه قول الله تعالى " إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " سورة التوبة ومن حديث سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه  يقول عن النبى صل الله عليه وسلم " ومن قتل دون ماله فهو شهيد , ومن قتل دون دمه فهو شهيد , ومن قتل دون دينه فهو شهيد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وعن منزلة الشهيد فى الجنة

إن للشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند أول قطرة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويتزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع فى سبعين إنسانا من أقاربه :اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك

منزلة الشهيد :

لقد حظى المجاهد والشهيد بمنزلة رفيعة فى الإسلام تتقاصر دونها كل الأعمال قال جل شأنه " إن الله اشترى بالمؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فا ستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " سورة التوبة بيع والله رابح وأنفس خلقها وأموال وهبها ثم الجنة بعد ذلك فهذا من فضل الله وكرمه واحسانه " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم