من معانى التوبة وحقيقتها :

التوبة أمل ورحمة :


_ باب الله مفتوح للتائبين ورحمة واسعة للمنبين قال تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " سورة الزمر الآية : 53ـ والتوبة في الإسلام سبيل إلى تكامل الشخصية والثقة بالنفس والتخلص من القلق والشعور بالذنب والتوبة تأخذ بيد التائب إلى طاعة مولاه طاهرا نظيفا خاشعا ومتذللا حبيبا إلى الرحمن قال تعالى " إن الله يحب التوابين ويحب ا لمتطهرين " سورة البقرة الآية :222ـ وحتى تصح التوبة وتكتمل لابد من أمور ثلاثة 1_ الندم على ارتكاب الذنب وقد صح الحديث على شرط مسلم أن الندم توبة " وهو يعنى الإحساس بأن المعاصي ذنوب مهلكة تبعد العبد عن ربه ومولاه وتطرده من الرحمة والإحسان 2_ أن تقلع عن الذنب في الحال قلبا وقالبا مع الطهارة والعبادة والاستغفار 3_ التصديق الجازم والعزم الأكيد على التوبة النصوح في المستقبل مهما تعرض للإغراء وترك الصحبة الفاسدة قال تعلى " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار سورة التحريم الآية :8ـ والتوبة النصوح هي التي لا يعود بعدها إلى المعاصي أبدا كما لا يعود اللبن إلى الضرع ويساعد المسلم على قبول التوبة أن يبتعد عن أماكن المعصية والانشغال بطاعة الله والعمل للآخرة ومحبة العبد لله والإكثار من تلاوة القرآن ومن ذكر الله ومن الدعاء لله تعالى بأن يقبل توبته وأن يهديه إلى الصراط المستقيم .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون.

التوبة بين التخلى والتحلى

قال الله تعالى " قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم سورة الزمر الآية 53
التوبة الصادقة من أهم الأعمال التى تنفع الإنسان لما لعا من أثر عظيم فى تغير حياة الفرد إنها بمثابة انتفاضة نفسية تزلزل الكيان الإنسانى وتعما على تغير الإتجاه الفكرى للإنسان وتحدث فى داخل نفسه معركة ينتصر فيها الحق على الباطل والهدى على الضلال ويظهر أثر التوبة فى السلوك والأعمال وجميع الأقوال والتصرفات لأن صاحبها يشعر بالخطأ الفادح الذى ارتكبه وهو يدرك خطر الذنب الذى عصى به ربه والإنحراف الذى انحدر اليه بسب جهله وكفره بنعم الله والتبة تعنى ندم وتغير فى السلوك ليظل المسلم على الهط المستقيم والإلتزام بما يرضى الله تعالى ويقربه اليه ولذلك قال علماء الإسلام التوبة لاتتحقق الا بثلاث شروط الأول معرفة ضرر الذنوب
الثانى حصول الألم النفسى بسب الشعور بالذنب
الثالث ما يترتب على الندم من ترك المعصية وعزم صادق على عدم العودة اليها مستقبلا
وقد أجمع أهل العلم على أن التوبة واجبة على الفور
ومن هنا نعلم أن التوبة مفتاح السعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة
لأن الإقلاع عن المعاصى والذنوب والإعتراف بالمساوىء والعيوب وتركها بالتخلى والتحلى يجعل الإنسان يفتح صفحة جديدة نقية طاهرة حتى يكون أهلا للمقام الرفيع والجزاء الكريم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التوبة من أبواب المغفرة :

يقول تعالى :" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم "
سورة البقرة الآية 37 ـ أى تلقى آدم وزوجه بقبول كلمات ألهمه الله تعالى
إياها استغفارا وتوبة وهى من قوله تعالى :" ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تعفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " سورة الأعراف الآية 23 ـ فتاب الله عليه وغفر
ذنبه إنه سبحانه وتعالى هو التواب لمن تاب من عباده الرحيم بهم . ومن شروط التوبة : القول باللسان ـ والندم بالقلب ـ والترك بالجوارح ومفارقة أهل المعاصى ـ ومصاحبة أهل الطاعات ـ ورد المظالم إلى أهلها .فإن خالف واحدة من هذه الشروط لم تصح توبته . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة التوبة :

ـ قال تعالى :" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور الآية 31 ـ والتوبة تأخذ بيد التائب إلى طاعة ربه طاهرا نظيفا متذللا خاشعا حبيبا للرحمن قال تعالى :" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " سورة البقرة الآية 222 ـ والتوبة الصادقة تتمثل فى القول باللسان توبت إلى الله , والندم بالقلب , وترك المعاصى بالجوارح , والبعد عن أصحاب السوء ومجالسهم , ومصاحبة أهل الطاعات , فمن تاب تاب الله عليه " صل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التائب من الذنب كمن لا ذنب له :

كما فى الحديث الذى رواه الإمام مسلم فى صحيحه عنه صل الله عليه وسلم أنه قال :" والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فبغفر لهم " وليس فى الحديث دعوة للإغراء بفعل الذنوب والإنغماس في الشهوات  , ولكنه دعوة وأمل للإغراء بالتوبة وإشراقٌ بالإستغفار كلما وقع العبد فى ذنب , ولأن الخطأ مركوز فى طباع البشر وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون . يوضح هذا المعنى ما رواه البخارى ومسلم عنه صل الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال :" أذنب عبد ذنبا فقال :" اللهم اغفرى , فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدى ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب فقال : أى ربى اغفر ذنبى فقال الله مثل ما قال , وكذلك فى مرة ثالثة قد غفرت لعبدى فليفعل ما شاء "

" يقول الإمام النووى رحمه الله : أى ما دام يفعل هكذا , يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما قبلها .
ولكن ينبغى أن يكون الإستغفار والتوبة بصدق واخلاص , مع الندم والعزم الأكيد على عدم العود للذنب وبدون ذلك يكون العبد كالمستهزئ بربه كما جاء فى بعض الأحاديث " أن الذى يستغفر ويتوب من ذنبه ثم يعود كالمستهزئ بربه "
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل التوبة :

ـ يقوله تعالى :" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " وقال صلى الله عليه وسلم :" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ط ويوم القيامة ينكشف لكل مفلس افلاسه ولكل مصاب مصيبته قال تعالى وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها سورة المنافقون وقد قيل فى معنى الأيه انه يقول حالتئذ يا ملك الموت أخرنى يوما أتوب الى ربى وأتزود صالحا لنفسى فيقول فنيت الأيام فلا يوم فيقول فأخرنى ساعة فيقول فنيت الساعات فلا ساعة فيغلق عليه باب التوبة فيتغرغر بروحه وتزهق نفسه ,

قال تعالى :" وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر أحدهم الموت فال انى تبت الآن " سورة النساء وقوله :" إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب " سورة النساء ومعناه عن قرب عهد بالخطيئة بأن يتندم عليها ويمحو أثرها بحسنة يردفها بها قبل أن يتراكم الرين على القلب فلا يقبل المحو ولذلك قال صل الله عليه وسلم اتبع السيئة الحسنة تمحها "  وبالله التوفيق وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق المسلم الرجوع عن الذنب وعدم الاصرار :

_ باب الله مفتوح للتائبين ورحمته واسعة للمنيبين وقد أمرنا الله تعالى بالتوبة النصوح قال تعلى :" ياأيها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا " سورة التحريم وقال :" وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور والتوبة تخلص المسلم من القلق والاضطراب الذى يعتريه من الاحساس بالشعور بالذنب والتوبة تشعر المسلم بالثقه بالنفس فهى سبيل لتكامل شخصيته حيث تأخذ بيده الى رحاب ربه وخالقه طاهرا نقيا نظيفا تقيا معهدا ربه على عدم العودة الى الذنب وهو يقول :" وعجلت اليك ربى لترضى " سورة طه عدا مايقع فيه من غير قصد لأن التائب من الذنب مع نية العودة كالمستهزء بربه ,

وقد نصحنا الرسول صل الله عليه وسلم بالتوبة مهما تكررت المعصية من حديث أنس رضى الله عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم :" كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "  رواه الترمذى وابن ماجة والحاكم وقال صحيح الاسناد وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" والله انى أستغفر الله وأتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " وفى رواية مائة مرة " رواه البخارى وعن جابر رضى الله عنه قال خطبنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال :" ياأيها الناس توبوا الى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذى بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة فى السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا رواه ابن ماجة ,

وعن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم والنسائى وحتى تكتمل حقيقة التوبة لابد لها من شروط 1_ الندم على ارتكاب الذنوب والآثام والاحساس بأن المعاصى ذنوب مهلكة تبعد العبد عن رحاب مولاه وتطرده من رحمته واحسانه وفضله 2_ الاقلاع عن فعل المعاصى والذنوب فى الحال من غير تسويف مع طهارةالنفس والاقبال على العبادة وكثرة الاستغفار 3_ العزم الأكيد على التوبة النصوح فى المستقبل مهما تعرض الانسان للاغراء فالتوبة النصوح هى التى لايعود الانسان بعدها الى المعاصى أبدا كما لايعود اللبن الى ضرع الشاة ويساعده على ذلك البعد عن أماكن المعصية وقرناء السوء والانشغال بطاعة الله والعمل للاخرة ومحبة العبد لله والاكثار من تلاوة القرآن ومن الذكر والدعاء لله تعالى بأن يقبل توبته ويهديه الى صراطه المستقيم " وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة التوبة :

التوبة الصادقة هى ما استوفت أركانها , من الإقلاع عن المعاصى
والندم على ما فرط منه فى الحال , والعزم على عدم العود إلى الذنوب
والوقوع فى الآثام , وإن كان عليه مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل
منها بردها أو بطلب السماح منه , وبدون ذلك لاتصح التوبة , ومن شروط
التوبة الإخلاص وليس بمجرد القول باللسان فقط , لأن المستغفر باللسان من
غير عمل صالح وهو مصر على المعاصى كالمستهزئ بربه قال تعالى :"
يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " سورة التحريم الآية 8 ـ
وفى الحديث يبين موقف العاصى الذى يجاهر بالخطأ , مفاخراً فى غير أدب
ولا حياء ولا خجل يقول صل الله عليه وسلم :" كل أمة معافى إلا المجاهرون "
رواه البخارى . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين المغفرة المتاب :

عندما يوسوس الشيطان للإنسان ويزين له فعل بعض المعاصى , وبعض الناس قد يضعف أمام شهواته وتسول له نفسه ارتكاب المعاصى والسيئات , ولكن المؤمن الصادق الإيمان من سلوكه واخلاصه مع ربه , أنه إذا أخطأ أو فعل معصية فإنه لا يتمادى فى ذنوبه وأخطائه , بل إنه يرجع سريعا ويندم على ما فعل , ويتوب إلى الله
ويستغفر يقول الله عز وجل :" وإنى لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
سورة طه الآية 82 ـ وعن أبى الجوزاء عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" كفارة الذنب الندامة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المؤمن فى ستر الله وعفوه :

ـ كما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" يُدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيول رب أعرف قال فإنى سترتها عليك فى الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته " رواه مسلم فعلى المسلم أن يجمع بين ما يقوم به من أعمال بين الخوف والرجاء وأن يصحبه الأمل فيما عند الله " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى صل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رحمة الله تعالى :

قال تعالى :" قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتنقطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " الأية 53 ـ سورة الزمر وفى الآية الكريمة دعوة للذين تمادوا فى إرتكاب المعاصى والذنوب وأسرفوا على أنفسهم بالوقوع فى الآثام والشهوات , أن لا ييأسوا من رحمة الله ولو كانت ذنوبهم مثل زبد البحر , فإن الله غفور رحيم لمن تاب وأصلح وعمل عملا صالحا ثم اهتدى , ويبين الله تعالى أن من يظلم نفسه بارتكاب القبيح وما يخالف شرعه الحكيم , ثم يرجع إلى ربه نادما على ما فرط منه , ويرجوا رحمة ربه ومغفرته وستر ذنبه , يجد الله غفورا رحيما وفى ذلك قوله تعالى :" ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " الأية 110 ـ سورة النساء وفى الحديث القدسى أنه إذا كان يوم القيامة , فإن الله تعالى يخرج كتابا من تحت العرش فيه إن رحمتى سبقت غضبى . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جدد حياتك بالتوبة :

إن الوقت في حياة المسلم ، أضيق من أن يضيعه هباء وسدى , ولذلك يجب عليه أن يسارع إلى ربه بتوبة نصوح وعمل صالح مبرور قال سبحانه :" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور الآية 31 ـ وليست التوبة كما يفعل البعض بقوله : تبت إلى الله ويستغفر الله بلسانه ، وقلبه غافل لاه , أو يظن أن التوبة هي أن يتوب من العاصي الظاهرة كالنظر للمتبرجات أو التوبة من الكذب والغيبة ولكن التوبة التي نتحدث عنها هي التوبة التي تحدث ثورة على الشخصية أو انتفاضة للنفس من نمط الحياة التي تعيشها ومن نمط التفكير التقليدي , ومن الآمال العريضة , التوبة من هذه الحياة جدد التوبة , حسِّن التوبة اصدق التوبة ، إنك تحتاج أن تتوب من أشياء لم تخطر لك على بال ، ولم تحسبها يوماً من ذنوبك. هل فكرت في التوبة من تضييع الأوقات؟
ـ كم تضيع من الوقت في ليلك؟
ـ كم تضيع من الوقت في الشرود الذهني في وقت الفراغ؟ ـ وساعات المواصلات التي تمر من غير ذكر ولا تعلم؟
ـ وساعات النوم التي تضيع من العمر من غير نية صادقة ؟ ـ وتلك التي تضيع في " التليفونات" ، وتغير الرنات ، وإرسال الرسائل ، بل وقراءة الرسائل ، واللعب " بالتلفون" ؟

ـ وتلك الأخرى التي تضيعها في تصفح الشبكة السرطانية والموقع الإباحية ؟
ـ ماذا بقي من وقتك بعد كل هذا لله ؟!
ـ  وقتك  كنزك الذي تضيعه هباءً ، من حديث بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " البخاري رجمه الله    درّب نفسك على المعاتبة على تضييع الأوقات هل فكرت في التوبة من آفات لسانك؟ هل جربت أن تكتب رسالة على " تليفون" ووجدت نفسك تحاول أن تنقص من الحروف شيئا يسيرا لكي تضبط الرسالة وفق التكلفة التي ترغب؟ إن كل كلمة تقولها تكتب ، وصدق بعض السلف: "لو أنكم تشترون المداد للكرام الكاتبين لسكتم". الكلام يُكلفك سيئات. ومن الأمور التي نذكرها للنصيحة وعدم المجاملة فيها , إن وجود التليفون في يد كثير من الناس مجرد "منظرة" وتقليد أعمى ولعب ، فليس صاحبنا رجل أعمال خطير ولا شخصية مهمة ، ولا يمثل التليفون بالنسبة له أي دور ولا أثر، فما الذي كان؟ الآفات الثلاث التي يكرهها الله ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الله كره إليكم ثلاثاً: قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال" متفق عليه
القصص والحكايات والمنامات والمناقشات .. إلخ كل هذه مآسي ظاهرة ، لكن قد يُتستر عليها بستار الدين فتُنسب إليه.

إن الكلام شهوة ، وكل هؤلاء لا يقلون خطراً عن المتكلمين في الفن والرياضة وغير ذلك كلام ، كلام ، والملائكة لا تمل أن تكتب ، ولا تغفل عن أن تكتب، وستُسأل عن كل كلمة قال تعالى :" وقفوهم إنهم مسئولون " سورة الصافات . فتب إلى الله من القصص والحكايات قولا وسمعا واغتنم لسانك في ذكر الله تعالى , ومما ينبغي أيضا أن يتاب منه لسانك :" لأمسك عليك لسانك "من المجاملات والمبالغات التي ليست إلا نفاق وقسوة قلب بشعة . وكذلك التهريج والمزاح والفحش والبذاء ، والمسمى بالباطل في عصرنا بـ " خفة الدم " ! وأحيانا يقولون عنه زورا بأنه حبوب وقلبه أبيض إلي غير ذلك من أسماء ويحذرنا الرسول صل الله عليه وسلم من هذه الأخلاق المرذولة بقوله في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" الترمذي وصححه الألباني .

وقال صل الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب" ابن ماجة وصححه الألباني  فلنتق الله ، وأن نزهه ألسنتنا عن فضول الكلام ، فضلاً عن الفحش والبذاء والتهريج والمزاح. إننا نحتاج إلى مراجعة في علاقتنا بغيرنا
وعندما نسأل بعض من يُضيعون أوقاتهم سدى كم جزء تقر من القرآن الكريم ، ويكون الجواب: أنا أتمنى والله أن أقرأ، ولكن المشكلة ليس هناك وقت!
وحين تسأل أين ضاع الوقت؟ وكيف ضاع الوقت؟ فإنك ستجد أن من أخطر ما يضيع الوقت: كثرة الاختلاط بالناس.

إننا نستهين بمكالمة لمجرد المجاملة ، كم يضيع فيها من الدقائق بل والساعات , وكذلك كم نضيع من الوقت بوقفة , بعد الصلاة أمام المسجد كما يفعل الكثير من الناس وخاصة الشباب منهم , يضيع فيها نصف ساعة أخرى ، وهكذا تضيع الأوقات بغير فائدة ، والعبد مسئوول عن عمره فيما أفناه. لابد أن تُحجم علاقاتك أن تختصر معارفك , ليس هناك مجال لأداء حقوق كل هؤلاء والتوبة من هذا تكون بتحقيق الإخلاص في العلاقات ، بإقامة صرح الحب في الله ، وأن تحب المرء لا تحبه إلا لله ، فتنضبط العلاقات بضابط الحب في الله والبغض في الله ، فتكون عبادة.
وإن أكبر آفات العلاقات أن تكون العلاقة آثمة بين رجل وامرأة مهما زعموا أنها " علاقة بريئة!" ليست هناك علاقة بريئة ، كلها علاقات محرمة ،

إننا جميعا محكومون ، يحكم الله وشرعه الحكيم الذي يقوم على أمر ونهي ، وليس الحاكم في ذلك العادات والتقاليد ، أو النيات مهما كانت حسنة أو الهوى والشهوات , والتوبة واجبة على كل مسلم من كل علاقة آثمة حتى يطهر قلبه وتسمو نفسه , حتى يتخلص من الخواطر والهواجس الرديئة , ويعيش الحقيقة ويبتعد عن أحلام اليقظة , وحتى لا يقتلك الوهم ، اجعل خواطرك تحت السيطرة ، لا تدعها تخرج من تحت يدك ، إنك إذا تركت الخواطر ترعى في قلبك وعقلك بغير ضابط ولا رابط ؛ فستعيش الوهم وتُصدقه , كم من الناس قتلهم الوهم , أنهم من أهل العلم لمجرد قراءة في كتاب ، أو حفظه لبعض الآيات وهم ليسوا على شيء؟ وآخرون قتلهم وهم طلب العلم وعاشوا أحلام اليقظة في ثياب فضفاضة ليست من ثيابهم. عش الحقيقة ، وانس الوهم ، وتب إلى الله ، واستعن بالانشغال بالأعمال على الخروج من الأوهام , والقلب يحتاج أيضا إلي أن يتوب من التعلق بغير الله: قال سبحانه: " واتخذوا من دون الله ألهة ليكونوا لهم عزا , كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " مريم: 81، 82 ـ

ـ تب من التعلق بغير الله ، الكل سيخذلك ويتخلى عنك , إلا الله العظيم ، فلا تنشغل بالآخرين ، واجعل انشغالك بمن ينفعك انشغالك به ، تب من التعلق بالأسباب والتعلق بغير الله.
وكذلك عليك أن تتوب من الأماني والتسويف وطول الأمل , واحذر من السين وسوف ، قال الحسن البصري رحمه :"ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وإن قوماً غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا: " نحسن الظن بالله" وكذبوا ؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل. قل لقلبك أيضاً: تب من العُجب والكبر والغرور ورؤية النفس: أمراض تقتل الإيمان وتذهب بالعبد إلي الجحيم ، فالمعجب محبط عمله ، والمتكبر لا يدخل الجنة ، والغرور قاتل ، ورؤية النفس تجعلك تختال.

فاحذر يا ضعيف الحال ؛ فإنك لا تدري بم يُختم لك ، تب من ذلك كله وانكسر واخضع وذل لربك ، لعل أحد هؤلاء الذين تزدريهم قد سبقك إلى الجنة بمراحل ، ولله في خلقه شؤون ، فاحذر . وعجل بالتوبة ، ومن تواضع لله رفعه. تب من الكسل
إن الكسلان يقينه ضعيف في الوعد والوعيد ، تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة" الترمذي وصححه الألباني ، فإذا قلت مثلا :" سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، ونظرت في الساعة فإذا هي ثانية واحدة ، لو ثبت يقينك في هذا الوعد أنك تكتسب بالثانية الواحدة نخلة في الجنة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من نخلة في الجنة إلا وساقها من ذهب" الترمذي وصححه الألباني ، فوزن ساق النخلة من ذهب يثقل مئات " الكيلوات في الوزن "، هذا ثمن كل ثانية من عمرك ، وأنت تضيعه " هباء منثور"لا تبالي ولا تذر، ولا تدرى ما الله صانع بك , وإنما آتاك التسويف في العمل من ضعف يقينك ، لو ثبت يقينك في هذا الوعد ، ما ضيعت لحظة من عمرك ، وما ركنت إلى الكسل وترك العمل , فإياك والكسل والتراخي في العمل .

وهناك بعض الناس يريد أن يتفلت من قيود الدين وأحكامه لكن يفعل ذلك من خلال الدين , حيث يبحث كسلاً عن الرخص ، ويتخذ الخلاف بين العلماء مسوغات للهروب مما يستطيع فعله ، فكل المسائل عنده فيها خلاف بين العلماء ، وهو يرجح فيها بهواه ، ويختار ما يوافق شهوته ، ويظن أنه على شيء ، قال تعالي :" ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون , استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " المجادلة: 18، 19ـ فلتتب من هذا الترخص المهين ، واستعن بالله على الأخذ بالعزائم ، والعمل الجاد المثمر،.

فلنسارع الآن حالاً بالتوبة ولنتب إلى الله من جديد . وهذه التوبة لازمة واجبة ، طاعة لله وأملا في رضاه , واستعداداً للموت ، فقد تموت الآن في هذه اللحظة ؛ إذاً فتب ولا تسوف اللهم ارزقنا ، قبل الموت توبة وعند الموت شهادة فاحذروا ضياع العمر في غير طاعة ، وخافوا من التسويف ، فالتسويف بئست البضاعة ، فكم من مؤملٍ لم يبلغ ما أمله ، وحيل بينه وبين ما كان يرجو عمله ، دارت عليه رحى المنون ، كم منصوح وهو معرض بات على تفريطه نادما ، يتمنى الرجوع فلا يقدر قال تعالى :" قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزج إلى يوم يبعثون " سورة المؤمنين الآية 99 ـ 100 ـ ". اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه