طوق النجاة فى محبة ( رسول الله صل الله عليه وسلم )

من فضائله صل الله عليه وسلم :

_ أنه سبحانه وتعالى : جعله معروفا ومذكوراً عند إخوانه من الأنبياء السابقين قبل أن يولد ويظهر للدنيا نور نبوته وحقيقة رسالته , بل إن الله تعالى أخذ على كل نبى ورسول قبله العهد والميثاق بالإيمان به والتصديق برسالته قال تعالى :" وإذ أخذ الله ميثاق النبين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " سورة آل عمران الآية 11_ وقد نطقت كل الكتب السماوية بذكره والدعوة للإيمان به كما فى قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام " ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " سورة الصف الآية 6_ وقال تعالى :" يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " سورة البقرة الآية 146_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ورفعنا لك ذكرك :

_ إن الله تعالى جعل ذكر رسوله محمد صل الله عليه وسلم فى كل وقت وحين , وعلى كل حال ومجلس , فعندما يُذكر ربنا سبحانه وتعالى بعظمته وجلاله وقدرته ووحدانيته , يذكر الأنبياء والمرسلين , وقد جعل الله تعالى أعظمهم ذكراً , وأرفعهم قدراً سيدنا محمد صل الله عليه وسلم _ فقال عنه " ورفعنا لك ذكرك " سورة الشرح الآية 4_ وفى رفع ذكر النبى صل الله عليه وسلم _ وعلو مقامه دليل واضح لكل إنسان يريد أن يعتنق هذا الدين , أنه لاسبيل للوصول إلى الله تعالى والدخول عليه , إلا من طريقه وهو طريق واحد , طريق محمد صل الله عليه وسلم _ كما يقول الله تعالى فى الحديث القدسى : لو جاؤنى من كل باب , واستفتحوا على من كل طريق , ما فتحت لهم حتى يأتوا من خلفك "

" ولما إدعى قوم محبة الله تعالى إبتلاهم الله تعالى بهذه الآية " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آله عمران آية 31_ ومن أجل هذا كان الدخول فى الإسلام متضمن من اقرارين : الأول : شهادة أن لا إله إلا الله , والثانى : أن محمدا رسول الله " ومن ثم كان من فضائلة وحب الله تعالى لنبيه محمد صل الله عليه وسلم _ أنه قرن اسمه باسم النبى صل الله عليه وسلم _ عند كل أذان يصدح به المؤذن فى كل بقاع الدنيا , فى اليوم والليلة خمس مرات ولهذا أنشد شاعر الرسول صل الله عليه وسلم _ حسان بن ثابت رضى الله عنه _ قوله مفاخرا بالنبى الكريم : وضم الإله اسم النبى إلى اسمه _ إذ قال فى الخمس _ المؤذن أشهد _ وشق له من اسمه ليعزه _ فذو العرش محمود وهذا محمد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لا تغتر :

_ سمع الحسن البصرى رحمه الله تعالى مرة رجلا يقول : المرء مع من أحب فقال له , لا يعرنك يا أخى هذا القول , فإنك لن تلحق بالأبرار إلا إن عملت بمثل أعمالهم , فإن اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم فى الجنة , لتخلفهم عنهم فى الأعمال ومخالفتهم لهم , ثم واعجبا من قوم أمروا بالزاد ونودوا بالرحيل وهم جلوس يضحكون , فإن من كان الليل مطيته فهو يسير به ولا يشعر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هو مثلك الأعلى :

_ أيها الأخوة الأحباب على العبد المسلم , أن يكون مثله الأعلى الرسول صل الله عليه وسلم _ فى كل شئ صح عنه وعمله , وأمر به وداوم عليه , قال تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر آيه 7 _ والآية الكريمة فيها دليل واضح على وجوب العمل بسنة النبى صل الله عليه وسلم :" قولا أوفعلا أوتقريرا " وقال تعالى :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر" سورة الأحزاب آيه 21_ وفى ذلك دعوة للتمسك بسنته وعدم مخالفته أو التهاون بأمره , أو كراهة أى شئ عمله وأمر به وقال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " سورة آل عمران آيه 31_ وهذه الآية الكريمة ابتلى الله بها كل من ادعى محبة الرسول صل الله عليه وسلم _ ولم يكن متبعا له حق الإتباع ومطيعا له فيما أمر ونهى , فكل من ادعى محبته ولم يكن متبعا ومقتديا حقا بالنبى صل الله عليه وسلم فهو كاذب فى دعواه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محبة الصحابة رضوان الله عليهم للنبى ( صل الله عليه وسلم ) :

_ فقد روى الطبرانى عن عائشة رضى الله عنها قالت جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ؛ إنك لأحب إلى من نفسى , وإنك لأحب إلى من ولدى , وإنى لأكون فى البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتى فأنظر إليك , وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت إلى النبيين , وأنى إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك , فلم يرد عليه النبى صل الله عليه وسلم _ شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية : " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين " سورة النساء آيه 64_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من محبة النبى صل الله عليه وسلم أن تكون معه :

_ فقد روى البخارى ومسلم من حديث أنس رضى الله عنه أن رجلا سأل النبى صل الله عليه وسلم متى الساعة ؟ قال : وما أعددت لها ؟ قال : لا شئ إلا أنى أحب الله ورسوله , قال : أنت مع من أحببت , قال أنس رضى الله عنه _ فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبى صل الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت قال : أنس رضى الله عنه - فأنا أحب النبى صل الله عليه وسلم _ وابو بكر رضى الله عنهما - وأرجوا أن أكون معهم بحبى إياهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما جاء فى محبة النبى صل الله عليه وسلم :

_ فيما رواه أبو داود من حديث أبى ذر الغفارى رضى الله عنه قال : يا رسول الله ؛ الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بمثلهم , قال : أنت يا أبا ذر مع من أحببت , قال فإنى أحب الله ورسوله , قال : فإنك مع من أحببت , قال : فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله صل الله عليه وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى مدح صحيح البخارى :

صحيح البخارى لو أنصفوه
لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى
هو السد دون العنا والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء
أمام متون كمثل الشهب
به قام ميزان دين النبى
ودان له العجم بعد العرب
حجاب من النار لاشك فيه
يميز بين الرضا والغضب
وخير رفيق إلى المصطفى
ونور مبين لكشف الريب .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم

حقا :

إذا تم أمر دنا نقصه
توقع زوالا إذا قيل تم .
دعاء : اللهم أظلنى تحت ظل عرشك
يوم لاظل إلا ظلك , ولا باقى إلا وجهك
واسقنى من حوض نبيك , سيدنا محمد
صل الله عليه وسلم _ شربة هنيئة مريئة
لا نظمأ بعدها أبدأً " وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف كانت محبة الصحابه وتوقيرهم لرسول الله صل الله عليه وسلم :

_ فقد أخرج البيهقى عن الزهرى قال : حدثنى من لا أتهم من الأنصار أن رسول الله صل الله عليه وسلم _ كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا بها وجوههم وجلودهم , قفقال رسول الله صل الله عليه وسلم _ لم تفعلون هذا ؟ قالوا : نلتمس به البركة , فقال رسول الله صل الله عليه وسلم _ من أحب ان يحب الله ورسوله فليصدق الحديث , وليؤدى الأمانة , ولا يؤذى جاره " كذا فى كنز العمال وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من محبة الصحابة رضوان الله عليهم للنبى صل الله عليه وسلم :

_ كما يروى الإمام البخارى رحمه الله تعالى وغيره عن المسور بن مخرمة أن عروة ابن مسعود رضى الله عنه : جعل يرمق أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم بعينيه قال : فوالله ؛ ما تنخم رسول الله صل الله عليه وسلم نُخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده , وإذا أمرهم ابتدروا أمره , وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه , وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده , وما يَحدون عليه النظر تعظيما له , فرجع عروة إلى أصحابه فقال : اى قوم , والله ؛ لقد وفدت على الملوك , وفدت على قيصر وكسرى والنجاشى ؛ والله ؛ إن رايت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً صل الله عليه وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحمل النبى صل الله عليه وسلم الكثير من الأذى فى سبيل الدعوة :

_ فقد روى البخارى عن عروة رضى الله عنه قال : سألت ابن العاص رضى الله عنه فقلت : أخبرنى بأشد شئ صنعه المشركون مع رسول الله صل الله عليه وسلم _ قال بينما النبى صل الله عليه وسلم يصلى فى حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقا شديداً , فأقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبى صل الله عليه وسلم وقال :" أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " سورة غافر وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحمل النبى صل الله عليه وسلم فى سبيل الدعوة الأذى والشدائد :

_ فقد روى البخارى والترمذى من حديث أنس رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم _ كسرت رباعيته يوم أحد وشج فى رأسه فجعل يسلت ( أى يمسح ) الدم عن وجهه ويقول : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله ؟ فنزل قول الله تعالى " ليس لك من الأمر شئ " الآية وعند الطبرانى من حديث أبى سعيد رضى الله عنه قال : أصيب وجه النبى صل الله عليه وسلم _ يوم أحد فاستقبله مالك بن سنان فمص جرحه ثم ازدرده ( ابتلعه ) فقال صل الله عليه وسلم _ من أحب أن ينظر إلى من خالط دمى دمه فلينظر إلى مالك بن سنان " وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجزاء من جنس العمل :

_ من حديث بلال بن الحارث المزنى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم _ من أحيا سنة من سنتى قد أميتت بعدى فإن له من الأجر مثل أجور من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا , ومن ابتدع بدعة ضلالة لايرضها الله ورسوله كان عليه من الإثم من عما بها لاينقص ذلك من أوزارهم شيئا , رواه الترمذى وابن ماجة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف كان يتحمل النبى صل الله عليه وسلم وأصحابه الجوع فى سبيل الدعوة :

من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال : خرجت يوما من بيتى إلى المسجد لم يخرجنى إلا الجوع , فوجدت نفراً من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم _ فقالوا : يا أبا هريرة ؛ ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقلت : ما أخرجنى إلا الجوع , فقالوا: نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع , فقمنا فدخلنا على رسول الله صل الله عليه وسلم , فقال : ما جاء بكم هذه الساعة ؟ فقلنا يا رسول الله ؛ جاء بنا الجوع قال : فدعا رسول اله صل الله عليه وسلم بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال : كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما الماء فإنهما سيجزيان يومكم هذا , قال أبو هريرة : فأكلت تمرة وجعلت تمرة فى حجرى , فقال رسول الله صل الله عليه وسلم يا أبا هريرة ؛ لم رفعت هذه التمرة ؟ فقلت : رفعتها لأمى فقال : كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين فأعطانى لها تمرتين " رواه ابن سعد فى طبقاته وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى من اتبع الرسول :

_ من اتبع الرسول صل الله عليه وسلم _ فقد رشد وهدى إلى الصراط المستقيم , ونال السعادة فى الدنيا والنعيم الأبدى فى الآخرة , قال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " سورة آل عمران آية 31 ـ إن فى الإقتداء والتأسى برسول الله صل الله عليه وسلم ـ فضل عظيم وثواب جليل من أهمها محبة الله له وغفران الذنوب , وهذا لمن راقب الله فى أقواله وأعماله , وعلم أنه سبحانه مطلع على دقائق أموره كلها وأنه يعلم السر وأخفى , فإذا وصل العبد إلى هذه الحقيقة من الإيمان الصادق فقد علا مرتبة الإحسان ومقام الرضوان الأعلى من فيض الرحمن , وابتعد عنه الشيطان ,

إن تقوى الله تعالى الإستقامة على العمل الصالح , هى أساس كل خير ومن ثم يصبح العبد سعيدا عندما يكون متبعا ومقتفيا أثر رسوله صل الله عليه وسلم فى كل شئ قال تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" من أحيا سنتى فقد أحبنى , ومن أحبنى كان معى فى الجنة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القدوة الحسنة :

قال تعالى :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " سورة الأحزاب آيه 21ـ
لقد كان من فضل الله تعالى علينا , أن أرسل الله تعالى إلينا رسولا " من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " سورة التوبة آية 128ـ
لقد تعلمنا من الرسول صل الله عليه وسلم ـ الكثير , فقد هدانا الله به فبين لنا كيف تكون العبادة الخالصة لله وحده لاشريك له , وأوضح لنا كيف نسير فى الطريق المستقيم الذى نسعد به فى الدنيا والآخرة , وأضاء لنا السبيل إلى طريق الخير الذى يصل بنا إلى مرضات الله وجنته , وإتقاء غضبه سبحانه والنجاة من النار , وأوصانا أن نحب الله ونحب رسوله وما السبيل إلى ذلك ,

, وعلمنا كيف يحب الأخ أخيه , وكيف يتعامل الجار مع جاره , والصديق مع صديقه , وهدانا إلى البر والإحسان تجاه آبائنا وأمهاتنا , وأرشدنا أن نصل أرحامنا , وكيف نتعامل مع الأعداء وأنهم ليسوا سواء , وحثنا على حسن الأدب فى المجالس , وأن نعطى من الكلام أحسنه
ودعانا إلى ضرورة إحترام الكبير وتوقيره , والرحمة بالصغير والعطف عليه
كما حث على الرفق فى معاملة الزوجة , والرحمة بالضعفاء وحب المساكين
وبين لنا أهمية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ,

, وأن نحرص على الخير دائما
وندعوا إليه , وأن تكون دعوتنا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة , وأن نجادل المخالفين بالتى هى أحسن , ومن هنا نعلم أن الرسول صل الله عليه وسلم _ قدوة لنا فى كل شئ فى عدله وبره ورحمته , وعطفه وصدقه وأمانته وفى غير ذلك من الفضائل , وعلى المسلم الصادق أن يفعل ما يؤمره وينتهى عما نهى عنه حتى يحقق رسالة الإسلام فى الحياة قال تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب " سورة الحشر آيه 7ـ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام فى شهر ربيع الأول :

الصيام فيه جائز لمن كان يصوم يوم الإثنين طوال العام .

ثبت فى الحديث الصحيح أنه صل الله عليه وسلم _ كان يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع ـ ولما سئل عن سر حرصه عليه قال :" ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أوأرسل إلى فيه " رواه مسلم فقد كان صل الله عليه وسلم ـ يصوم هذا اليوم شكرا لله تعالى على هاتين النعمتين , وكان ذلك كل أسبوع وليس كل عام مرة , وكان ذلك الصيام فى أشهر ولم يكن فى شهر ربيع الأول فقط الذى ولد فيه , ومن هنا لايجوز الصيام فى يوم الثانى من شهر ربيع الأول , الذى أشتهر بأنه ولد فيه , فقد يصادف هذا اليوم يوم جمعة مثلا , وإفراد يوم الجمعة بصيام مكروه , ما لم تكن له مناسبة مشروعة , جاء الحديث يحثنا على الصيام فيها , كيوم عرفة أو يوم عاشوراء ,
فإن صيامهما سنة , حتى لو صادف ذلك يوم جمعة لأنه صيام له سبب ,

, وأما صيام يوم مولده صل الله عليه وسلم ـ لو صادف يوم جمعة فلا يجوز أن يفرد بصيام إلا أن تصوم يوما بعده أو يوم قبله , فإذا كان المسلم يصوم يوم الإثنين طوال العام ثم صادف صيامه يوم مولده جاز له الصيام , لأنه عادة وورد له جاز له أن يصومه ,
وأما من لم يكن من عادته الصيام , فلا يجوز له أن يخص هذا اليوم بصيام , وشهر ربيع الأول ليست له ميزة على غيره من شهور السنة , من جهة الصيام فأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم , والأشهر الحرم يضاعف فيها ثواب الطاعات
والصيام فيها , وأما شهر ربيع فليست له ميزة على غيره فى أى عمل من نوافل العبادات من صلاة وصيام وغير ذلك , ولنعلم أن فعل الخير مطلوب فى كل وقت ولكن من غير تخصيص إلا ما خصصه الشرع الحكيم ."
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

واجب الأمة نحو كاشف الغمة :

1ـ الإيمان بنبوته والتصديق برسالته قال تعالى :" فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " سورة الأعراف الآية 158ـ
2_ طاعته فيما أمر به اجتناب ما نهى عنه صل الله عليه وسلم ـ قال تعالى :" فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " سورة النساء الآية 65 ـ وقد أجمع أهل العلم على أن طاعته صل الله عليه وسلم ـ تتضمن : الإلتزام بسنته , والسير على طريقته , والتسليم لما جاء به , فينزل المرء على حكمه , وينقاد لشرعه , فمن لم يطعه فى شريعته ويأبى النزول على حكمه , ويستهين برسول الله صل الله عليه وسلم ـ فهو كافر بملته , ومشكوك فى عقيدته "

3_ إحياء سنته وإماتة البدعة , فمن تمسك بسنته اهتدى ومن زاغ عنها ضل وقد حذرنا الله تعالى من مخالفة أمره فقال سبحانه وتعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " سورة النور الآية 63ـ
4_ تعظيم شأنه وتوقيره صل الله عليه وسلم _ ومن ثم نعلم أن الذين يصفون رسول الله صل الله عليه وسلم بالبشرية المحضة , وأنه كسائر البشر , فهؤلاء بهذا القول يكونون ممن أذوا الله ورسوله , وهؤلاء قد توعدهم القرآن الكريم بسوء الحال والمآل قال تعالى :" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " سورة الأحزاب الآية 57ـ