من علامات حياة القلب :

فلتسأل نفسك هل تقرأ القرآن بالتدبر لمعانيه وتعمل بما فيه ؟
وهل تأكل لتعيش أم تعيش لتأكل ؟
وهل تتضرع إلى ربك فى جوف الليل وتحرص على صلاة الفجر ؟
وهل تجالس الصالحين لتأخذ عنهم وتتعلم منهم ؟
وإن كانت الإجابة بالايجاب فاعلم , أنك سليم القلب وسوف تلقى الله بقلب سليم
قال تعالى " إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " سورة ق الآية 37

ولتعلم أخ الإسلام أن شهر رمضان هو الفرصة الوحيد التى تحقق لك هذا الدواء النافع , فرمضان شهر القرآن ... وتتاح لك فيه خلو المعدة من الطعام , وفيه صلاة الترويح والتضرع عند السحر , وغالبا ما تحرص على صلاة الفجر , وقد يخلوا لك من الوقت وتجلس فى ندوة دينية أو تقرأ أو تسمع من أهل العلم وهذه كلها نفحات رمضانية قد لا تعوض ومن حرم الخير فيه فقد حرم .
فهنيئا لك شهر رمضان , وحمدا لك على سلامة قلبك وبدنك ونفسك وهل فى الدنيا أكبر من السلامة ؟
نسأل الله السلامة والعافية فى ديننا ودنيانا , وأبداننا وأرواحنا ونفوسنا
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القبر أول منازل الآخرة

عن هانئ مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال : كان عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه " إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته قال : فقيل له تذكر الجنة والنار ولا تبكى , وتبكى من هذا ؟ فقال :إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : إن القبر أو منزل من منازل الآخرة , فإن نجا منه فما بعده أيسر منه , وإن لم ينج عنه فما بعده أشد منه وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمنان من عذاب الله

قال أحد الصالحين _ كان فى الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه وتعالى فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به , قال : أما الأمان الذى رفع , فهو رسول الله صل الله عليه وسلم , وأما الأمان الباقى , فهو الإستغفار , قال تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " سورة الأنفال وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أعظم الطاعات حسن الظن بالله

عن حيان أبى النضر قال : خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت وائلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى وائلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل وائلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفى وائلة فجعلها على وجهه , فقال له وائلة : كيف ظنك بالله ؟ قال ظنى بالله _ والله حسن قال فأبشر , فإنى سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" قال الله جل وعلا : أنا عند ظنى عبدى بى , إن ظن خير فله , وإن ظن شرا فله " رواه أحمد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الخوف والرجاء

من حديث أنس رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم " دخل على شاب وهو فى الموت فقال كيف تجدك ؟ قال : أرجوا الله يارسول الله وإنى أخاف ذنوبى فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" لا يجتمعان فى قلب مؤمن فى مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوا وأمنه مما يخاف " رواه الترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أمر ونهى

إن الله تعالى نصب شيئين أحدهما أمر والآخر نهى :
الأول يأمر بالشر وهى النفس " إن النفس لأمارة بالسوء "
والآخر ينهى عن الشر وهى الصلاة " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
فإذا أمرتك نفسك بالمعاصى والشهوات , فاستعن عليها بالصلوات "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النفس

النفس الأمارة بالسوء : يجتمع فيها : كبر إبليس , وحسد قابيل , وعُتو عاد
وطغيان ثمود , وجرأة نمرود , واستطالة فرعون , وبغى قارون
ومكر الثعلب , ونوم الضبع , غير أن تهذيب النفس و مجاهدتها
تُذهب ذلك , فمن استرسل مع طبعه , فهو من الخير محروم
ولا تصلح سلعته لعقد "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الله ولى المؤمنين:

_ قال : أحد الصالحين فى قوله تعالى " الله ولى الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " الايه 257 - سورة البقرة أى يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان , ومن ظلمات المعصية إلى نور الطاعة , ومن ظلمات الغفلة إلى نور اليقظة , ومن ظلمات الكون , إلى نور المكون " فاللهم لا تقتلنا بغضبك , ولا تهلكنا بعذابك , وعافنا قبل ذلك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كفايه ذنوب:

_ قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " سورة المنافقون _ إن من تعلق بشئ عُذب به , فمن تعلق قلبه بالمال أو البنين فإنه يصيبه من آلام الحياة ومتاعبها ما يذهب بلذة ما تعلق به , ويقول ابن مسعود رضى الله عنه : إنى لأحسب أن العبد ينسى العلم بالذنب يصيبه " وفى ذلك يقول النبى صل الله عليه وسلم :" من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود إليه أبدا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من آفات اللسان:

_ قال تعالى : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتديد " سورة ق الآية 18 _ إن من أسمى ما يتصف به المسلم , القصد فى الحديث , والإمساك عن الكلام إلا فى خير , فلا ينطق لسانه بالقول فى أى مجال , ويهرف بما لايعرف ويقحم نفسه فى كل شاردة وواردة , وهذا مما يتنافى مع الإيمان الصادق , وإخلاص القلب , وإستقامة اللسان , والمسلم إذا أراد الحديث تكلم عن تفكير وروية ولهذا يقول صل الله عليه وسلم :" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه , ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " ويقول صل الله عليه وسلم :" رحم الله امرأ قال خيرا فغنم , أو سكت فسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة الإحسان:

_ من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبى صل الله عليه وسلم : ذات يوم إذ قال : جبريل عليه السلام فأخبرنى عن الإحسان ؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " رواه مسلم وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه : قال قلت يارسول الله أوصنى قال :" اعبد الله كأنك تراه , واعدد نفسك فى الموتى واذكر الله تعالى عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة , السر بالسر والعلانية بالعلانية " رواه الطبرانى فى الكبير وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة العبادة :

_ أتى أعرابى جعفر بن محمد فقال له هل رأيت ربك حين عبدته ؟ قال لم أكن أعبد شيئا لم أراه , فقال كيف رأيته ؟ قال لم تره الأبصار بمشاهدة العيان , بل رأته القلوب بحقائق الإيمان , لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس , معروف بالآيات منعوت بالعلامات قال تعالى : هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم " سورة الحشر الآية 23 - وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإلتفات عن ربك إختلاس الشيطان :

_ قال تعالى :" إنى ذاهب إلى ربى سيهدين " سورة الصفات الآية 99 _ وقال تعالى :" بل تؤثرون الحياة الدنيا , والآخرة خير وأبقى , إن هذا لفى الصحف الإولى صحف إبراهيم وموسى " سورة الأعلى الآية 16 _ 19 _ وعن معقل بن يسار رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" يقول الله تعالى :" ياابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ قلبك غنى , وأملأ يديك رزقا , لا تباعد منى , فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا " رواه الحاكم فى المستدرك وصححه الذهبى فى التلخيص والشيخ ناصر الألبانى فى الترغيب والترهيب وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صلوا صلاة مودع :

_ قال تعالى : " ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين " سورة الذريات الآية 50 _ خطاب من الله تعالى إلى كل عاقل , أن فروا من عقاب الله وعذابه , إلى رحمته التى تتمثل فى الإيمان برسوله صل الله عليه وسلم الذى يدعوكم إليه بأن تتبعوا أمره وأن تعملوا بطاعته فمن أطاعه فقد أطاع الله , ومن عصاه فقد عصى الله " ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم :" إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وهذا فرار إلى الله " ومن حديث ابن عمر رضى الله عنه يقول : أتى رجل رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله حدثنى بحديث واجعله مُوجزا ؟ فقال له النبى صل الله عليه وسلم :" صل صلاة مودع , فإنك إن كنت لاتراه فإنه يراك , وأيس مما فى أيدى الناس تكن غنيا واياك وما يعتذر منه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لكى تكون فى ضمان من الله :

_ قال تعالى :" وعلى الله فليتوكل المتوكلون " سورة إبراهيم الآية 12 _ والمعنى : وعلى الله تعالى وحده يعتمد المؤمنون فى كل شئونهم وسائر أعمالهم , وكيف لا يعتمد العبد على ربه وهو الذى هداه إلى طريق الحق والصواب , وأرشده إلى طريق النجاة من عذابه وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهى " وفى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" ثلاثة فى ضمان الله تعالى : رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله عزوجل , ورجل خرج غازيا فى سبيل الله , ورجل خرج حاجا " اللهم ما لا سهل إلا ما جعلته سهلا , سبحانك أنت تجعل الصعب بفضلك سهلا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مناجاة وتضرع :

دعا : أحد الصالحين دعاء : قال فيه , الحمد الله حمدا لايبلى
جديده , ولا يحصى عديده , ولا يبلغ حدوده " اللهم اجعل الموت
خير غائب ننتظره , واجعل القبر خير بيت نعمره , واجعل ما بعده
خيرا لنا منه , اللهم إن عينى قد اغرورقتا بالدموع من خشيتك فاغفر
الذلة وعد بحلمك على جهل من لم يرج غيرك "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حياة المسلم :

من كلام الإمام على رضى الله عنه قال :
المعرفة رأس مالى , والعقل أصل دينى
والحب أساسى , والشوق مركبى , وذكر
الله أليفى , والثقة كنزى , والحزن رفيقى
والعلم سلاحى , والصبر ردائى , والزهد
حرفتى , والرضا غيمتى , واليقين قوتى
والصدق شفيعى , والطاعة حبى , والجهاد
خلقى , وقرة عينى فى الصلاة .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق السلف الصالح :

_ كان السلف الصالح يسأل بعضهم عن بعض وعن أحوالهم , من أجل تنبيه الغافل على شكر الله تبارك وتعالى , وعندما يشكر العبد ربه فإنه يحصل لمن سأل ومن شكر الخير والفضل من الله تعالى , وقد قيل لأبى بكر الصديق رضى الله عنه _ كيف أصبحت فقال أصبحت عبدا ذليلا لرب جليل , أصبحت مأمورا بأمره " وقيل للإمام الشافعى رحمه الله تعالى _ كيف أصبحت : فقال أصبحت آكل رزق ربى ولا أقوم بشكره " وقيل لمالك بن دينار رحمه الله _ كيف أصبحت : فقال : أصبحت فى عمر ينقص وذنوب تزيد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الصالحين :

_ شدة خوفهم من الله تعالى أن يختم لهم بسوء , مع اجتهادهم ودوامهم على العمل الصالح , ومع ذلك يخشى الواحد منهم , أن يكون من المحجوبين عن الله تعالى إلى النار والعياذ بالله , حتى إن أحدهم كان يأخذ فى التفكير والحزن حتى يغيب عن الحاضرين والجالسين معه , وقد قال صل الله عليه وسلم :" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها " متفق عليه وكان حاتم الأصم يقول فى قوله تعالى : " ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون " سورة فصلت الآية 30_ إنما يقال ذلك لمن طال خوفه وحزنه فى الدنيا وأما من أذنب وبطر وعاند واستكبر ولم يندم فلا يقال له شئ من ذلك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الذكر :

_ كان الفضيل بن عياض رحمه الله _ يقول : إذا ذكرتم الخلق فى مجالسكم , فاذكروا الله تعالى فإن ذكره دواء لذكر الخلق " وكان بعض الصالحين إذا ذكر الله تعالى يفرح ويطرب ويقول إنما طربى بذكر الله تعالى فإنه سبحانه وتعالى يقول : فاذكرونى أذكركم " وكان إذا مشى فى طريق وهو غافل عن ذكر الله تعالى يرجع ثانيا , ويذكر الله تعالى فيها , ولو مرحلة ويقول : إنى أحب أن تشهد لى البقاع التى أمر فيها كلها يوم القيامة " ويقول يحى بن معاذ رحمه الله :" حادثوا القلوب بذكر الله تعالى فإنها سريعة الغفلة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أرجى الآيات :

_ قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه _ لم
أجد آية فى القرآن أرجى من قوله تعالى :" قل يا عبادى
الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول
صل الله عليه وسلم قال :" لو يعلم الكافر سعة رحمة الله تعالى
ما أيس من جنته أحد " متفق عليه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب بكائه :

قال : يونس بن محمد الملكى رحمه الله : زرع رجل من أهل الطائف
زرعا , فلما بلغ , أصابته آفة فاحترق , فدخلنا عليه نسليه عنه فبكى
وقال : والله ما عليه أبكى , ولكن سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم
يقرأ ويقول : كمثل ريح أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم
الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " سورة آل عمران الآية 117ـ فأخاف من
أن أكون من أهل هذه الصفة فذلك الذى أبكانى "
وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ستر الله أكرم :

كما فى الحديث القدسى _ عن رب العزة جلا وعلا :
قال : أنا أكرم وأعظم عفوا من أن أستر على مسلم
فى الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته , ولا أزال أغفر
لعبدى ما استغفرنى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم

الزاهد حقا :

قال ابن السماك رحمه الله تعالى : الزاهد فى الدنيا الذى
إذا أصاب الدنيا لم يفرح , وإن أصابته الدنيا لم يحزن
ويضحك فى الملاء , ويبكى فى الخلاء "
وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم