وصية عظيمة من وصايا الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم...

وصية عظيمة من وصايا الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم...

بين يدي الحديث:

في هذا الحديث الشريف يدور حول قضية من أهم القضايا المتعلقة بالإيمان بالله تعالى ومراقبته، وأداء ما أمر الله به سبحانه وتعالى، والاعتزاز بالله وحده في السؤال، والاستعانة به، والشجاعة أمام المخلوقين، لأنهم لا يملكون شيئا في النفع ولا في الضرر، وهذا أول مايحتاج إليه كل مسلم ومسلمة وخاصة الشباب، وهذا النموذج وتلك الوصية المباركة، يوضح لنا الأساس والتوجيه الذي يدعم الشباب المسلم بالعقيدة الإسلامية في نفسه، ليحدث أثرها في سلوكه رجاء محبة الله تعالى ورضوانه، وخشية وخوفا من عقابه، والالتجاء إليه وحده، والبعد عن تملق المخلوقين لأن كل شئ بيد الله تعالى وحده، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صل الله عليه وسلم فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية:" احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرى".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وهذا الحديث أصل عظيم في تنشئة الصبيان وتربيتهم علي العقيدة الإسلامية الصحيحة ونصح الشباب وتوجيههم الوجهة السليمة وكل ذلك يدور علي تعلق القلب بالله تعالى، وإخلاص العبادة له وحده، والالتفات إليه وقطع الطمع والرجاء فيما عند الناس وتفويض الأمر كله إلي الله عزوجل.إن حفظ الله لعبده إنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده
فلا يتجاوز ما أمر به ونهي عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وإن من أهم أسباب حفظ الله تعالى لعبده أن يقوم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به ونهي عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله وبشر المؤمنين.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

الشرح والتوضيح..
أولاً: في قول النبي صل الله عليه وسلم:" احفظ الله ". الأمر بحفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه وحفظ ذلك يكون بالوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلا ما نهى عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه قال تعالى: " هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " وقد جاءت النصوص بحفظ أمور مهمة والاعتناء بها فمن ذلك: -الطهارة: فإنها مفتاح الصلاة وقال النبي صل الله عليه وسلم: "لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن". رواه احمد. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وقد كان النبي صل الله عليه وسلم يواظب على الوضوء لكل صلاة كما ثبت في السنة.
-الصلاة: فقد أمر الله سبحانه بالمحافظة عليها في قوله تعالى:" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين" ومدح المحافظين عليها حيث قال النبي صل الله عليه وسلم: "من حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة". رواه أحمد. -الأيمان: فقد أمر الله سبحانه وتعالى بحفظها كما في قوله تعالى:" واحفظوا أيمانكم كذلك نبين لكم الآيات لعلكم تشكرون "اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وكثيرا من الناس يكثر من الحلف لغير حاجة واذا حلف فلا يلتزم بما يجب فيها ومنهم من يحلف بالله كاذبا وقد ورد الوعيد في التساهل في ذلك.
-حفظ الرأس والبطن: حيث أمر الله عز وجل بحفظهما كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"الاستحياء حق الحياة أن تحفظ الرأس وماوعى وتحفظ البطن وما حوى". رواه احمد. وحفظ الرأس يتضمن حفظ السمع والبصر واللسان عن المحرمات وحفظ البطن يتضمن حفظ القلب عن المحرمات وحفظ البطن عن أكل الحرام وشهوة الرأس والبطن مهلكة لكثير من الخلق.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وقد تساهل الناس في أكل الحرام وورد في ذلك وعيد شديد.
-وأيضا حفظ اللسان والفرج: وهما من أعظم ما يجب حفظه عن المحرمات لقول النبي صل الله عليه وسلم:" من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة". وقد أمر الله عزوجل بحفظ الفروج ومدح الحافظين لها فقال:" والحافظين فروجهم والحافظات " وهذان العضوان من أعظم الأسباب التي تدخل النار وقد ورد وعيد شديد لمن فرط فيهما وإذا افتتن المرء فيهما أصيب في مقتل ولا يحافظ عليهما إلا الكمل من أهل الإيمان.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

-‏واستخفاف المؤمن في هذه الخصال يدل على ضعف إيمانه وقلة يقينه وطاعته للشيطان وحرصه عليها وصيانته لها يدل على كمال إيمانه وقوة يقينه وتحصنه من أولياء الشيطان.
ثانيا: قوله: "يحفظك" المراده من ذلك حفظ حدود الله تعالى ومراعاة حدوده حفظٌ لله عز وجل فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: "وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم " وحفظ الله الكريم لعبده يدخل فيه نوعان: الأول: حفظه في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله تعالى:" له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " قال ابن عباس رضي الله عنه: "هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلو عنه".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

ومن حفظ الله تعالى في صباه وحال قوته حفظه الله عز وجل عند كبر سنه وضعفه ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله وكان العالم أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب يوما وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله تعالى علينا في الكبر. ومن حفظ الله للعبد حفظ ذريته بعد موته بصلاحه كما في قوله تعالى:" وكان أبوهما صالحاً " قال ابن عباس رضي الله عنهما:"إنهما حُفظا بصلاح أبيهما".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وقال ابن المنكدر: "إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله تعالى وستر".
وعكس هذا من ضيع الله ضيعه الله فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه عليه الضرر من حيث كان يرجو نفعه من أهله كما قال بعض السلف: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خادمي ودابتي". الثاني: حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

ففي الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صل الله عليه وسلم أنه أمره أن يقول عند منامه: "إن قبضت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين". والله يحول بين العبد وبين ما يفسد عليه دينهبأنواع من الحفظ وقد لا يشعر العبد بذلك وقد يكون كارها له كما قال في حق يوسف عليه السلام:" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المُخلصين ". ولذلك ورد في المستدرك:" إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

فالعبد الصالح يحميه الله من فتنة الدنيا ووسائل الفتن ويغلق عليه أبواب الشر ويفتح عليه أبواب الخير كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: "إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير يقول سبقني فلان دهاني فلان وما هو إلا فضل الله عز جل". الثالثة: في قول النبي صل الله عليه وسلم: "احفظ الله تجده تجاهك".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

دليل على إثبات معية الله لعبده فمن حفظ حدود الله وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه يحوطه وينصره ويوفقه ويسدده كما قال تعالى: إِن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "
والمعية الواردة في النصوص قسمان: معية خاصة وهي المذكورة في قوله تعالى لموسى وهارون:" قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأري ". وفي قول النبي صل الله عليه وسلم لأبي بكر في الغار: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا ". متفق عليه.٠اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وهذه المعية تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة وهي خاصة بأولياء الله وأهل طاعته.معية عامة وهي المذكورة في قوله تعالى:" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا " وهذه المعية تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمال العباد فهي مقتضية لتخويف العباد وتحذيرهم وهي عامة للمؤمن والكافر والبر والفاجر وفي الحديث الأمر بسؤال الله وقد أمر الله بمسألته فقال: " واسألوا الله من فضله ".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وسؤال المخلوق قسمان:
محرم وهو طلب المخلوق في أمر لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وهو من الشرك الأكبر بالله تعالى المخرج من الملة قال تعالى: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا." الثاني: جائز وهو طلب المخلوق عند الحاجة في أمر يقدر عليه من المال والمنفعة والجاه فهذا مباح للمؤمن ولا يقدح في التوحيد والتنزه عنه من كمال التوكل والاعتماد على الله كحال النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وسؤاله هو دعاؤه بالرغبة إليه والدعاء هو العبادة كما روي عن النبي صل الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير وتلا قوله تعالى: " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " رواه أحمد. والله يحب أن يسأله العبد ويكثر من سؤاله لما في ذلك من حسن الظن والتوكل به والتعلق به والمؤمن يسأل ربه في كل شيء حتى في سقط المتاع لما روي في الدعاء للطبراني:" ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه اذا انقطع." اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وقد ورد في السنة الصحيحة النهي عن مسألة المخلوقين وقد بايع النبي صل الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئا وكان أحدهم يسقط سوطه فلا يسأل أحدا أن يناوله إياه. وإنما ورد النهي عن سؤال المخلوق لما فيه من إظهار التذلل والافتقار والمسكنة للمخلوق ولما يلحقه من المنة والمذلة وهذا المقام لا يصلح إلا لله وحده لأنه حقيقة العبادة ولأنه قادر على الضر والنفع كما قال تعالى: " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يُمسلك فلا مرسل له من بعده ". اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

فينبغي على المؤمن أن يفرد الله بالسؤال والاستعانة ويخلص توجهه إليه ليكون من أوليائه وأصفيائه ولا يلتفت قلبه للمخلوق العاجز المنان الشحيح بنعم الله.
في الحديث الأمر بإفراد الاستعانة بالله وحده دون ما سواه كما قال تعالى: " إياك نعبد وإياك نستعين ". والاستعانة هي طلب العون من الله بحيث يتوجه قلب العبد إلى الله قبل قيامه بالعمل وأثناء قيامه ولا تصلح الاستعانة إلا بالله لأنها عبادة قلبية محضة لا يحق صرفها لغير الله ولأن المعين حقيقة وقدرا وفعلا هو الله مالك زمام الأمور وخالق الأسباب ومسير العباد ومتصرف بنواصيهم أما الأسباب والوسائل فلا يصلح الاستعانة بها لأنها مخلوقة لا تملك نفعا ولا ضرا إلا بإذن الله وإن شاء أمضاها وإن شاء منعها.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وللاستعانة بالله في القيام بأمور الدين والدنيا لها أثر عظيم في اجتماع القلب وتحقق العزيمة وكمال القدرة وتسيير الأمور وحصول التوفيق من الله.
أما المشرك الذي يستعين بالجن والأولياء في قضاء الحاجات فقلبه مشتت في كل واد وهمه متفرق وسعيه باطل وعزمه واهن لأنه اعتمد على المخلوق العاجز الذي لا يملك صرف الضر عن نفسه فضلا عن غيره. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

قوله: " واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف". في هذا بيان لأصل عظيم من أصول الإيمان وهو الإيمان والتسليم وإقرار القلب بأن النفع والضر بيد الله يقدره للعبد حيث شاء وكيف شاء لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يمنع حصول ذلك لأن كلمة الله نافذة على سائر الخلق وهذا يقتضي أن الخلق كلهم لا يملكون نفعا ولا ضرا للعبد إلا بإذن الله وتيسيره وتوفيقه فإذا أرادت الأمة بأسرها وعتادها أن ينفعوا أحدا لم ينفعوه إلا بشيء قدره الله له وإن أرادت الأمة بأسرها أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قدره الله عليه.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

وفي مسند أحمد عن عبادة بن الصامت عن النبي صل الله عليه وسلم قال: " إن أول ما خلق الله القلم ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة". وهذا يدل على أن كل ما يصيب العبد في الدنيا من خير وشر مقدر عليه ومكتوب في الكتاب السابق وليس للخلق شأن فيه.الثامنة: في قوله: " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك بالشدة". مراده أن العبد إذا اتقى الله وأقبل عليه بكليته وتعلق قلبه به واشتغل بطاعته في السعة والغنى والعافية صار بينه وبين ربه معرفة خاصة فعرفه ربه في الشدة وراعى تعرفه له في الرخاء فنجاه في الشدائد بهذه المعرفة لأن الجزاء من جنس العمل وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

والله يحعل من شاء من خلقه سببا للخير والشر إذا وهذا يوجب للعبد أن يعلق قلبه بالله وحده لا شريك له لأنه المنعم حقا والأمر بيده ويسأله من فضله ولا يلتفت إلى المخلوق العاجز المنان
السابعة: في قوله: " رفعت الأقلام وجفت الصحف". دليل على تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد وقد دل الكتاب والسنة على هذا المعنى قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير.". وفي صحيح مسلم قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسن ألف سنة".اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

ومعرفة العبد لربه نوعان:
المعرفة العامة وهي تقتضي الإقرار به والتصديق والإيمان وهذه عامة للمؤمنين.
المعرفة الخاصة وهي تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له وهذه المعية هي التي يعرفها العارفون كما قال بعض السلف: " مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب فيها قيل له وما هو قال معرفة الله عز وجل . اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا

الثانية : معرفة عامة وهي علمه سبحانه بعباده واطلاعه على سرائرهم وعلانيتهم كما قال تعالى:" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه " .الثاني: معرفة خاصة وتقتضي محبة الله لعبده وتقريبه إليه وإجابة دعائه وإنجائه من الشدائد كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه: ولا يزال عبدي يتقرب لي حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به.اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا