من الفقه الإسلامى ( الرشوة والفساد الإجتماعى )

الرشوة والفساد الإجتماعى :

يقول الله تعالى :

" ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون " سورة البقرة 188 _
ويقول سبحانه وتعالى : لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون " سورة المائدة آية 63_
من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنه _ عن النبى صل الله عليه وسلم _
قال :" الراشى والمرتشى فى النار " رواه الطبرانى ورواته ثقات
وعن أبى هريرة رضى الله عنه _ قال : " لعن رسول الله صل الله عليه وسلم _
الراشى والمرتشى فى الحكم " رواه الترمذى وحسنه وابن حبان فى صحيحه
وزاد الحاكم :" والرائش : يعنى الذى يسعى بينهما "

الرشوة مرض إجتماعى خطير , وداء وبيل , ومرض خبيث , قد سيطر على حياتنا , وتغلغل فى مصالحنا , وصاحب كل فعل وعمل يريد أن يقوم به الإنسان
فقضاء مصالح الناس اليوم مرهون بتقديم الرشوة , حتى من شدة محاربة الإسلام لتلك الآفة وذلك المرض أضفوا عليها , أسماء يحلون بها لأنفسهم ما يأخذون فتارة يقولون عنها هدية ومرة يقولون إكرامية إلخ ... ولقد توعد الله سبحانه وتعالى المرتشين بسوء المنقلب , وبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم _ كما فى أحاديثه السابقة , أنها إثم كبير , وذنب عظيم , وسحت محرم أكله , وإختلاس لأموال الناس بالباطل , وإننا حين نقدم الرشوة لمن يقوم بإنجاز أعمالنا , ونستميله بها لقضاء مصالحنا , نجنى عليه شرا فى دنياه وآخرته , حيث نعوده الطمع والجشع .

ومخالفة النصوص القاضية بتحريمها , وفى ذلك فساد لنفسه , وتخريب لأمته فضلا عن أنه يبيع ضميره , مقابل حفنة من المال قليلة كانت أو كثيرة , وكذلك ما يقدمه العامل لرئيسه من الهدايا يعتبر رشوة مقنعة , من أجل الحصول على رضاه أو ليعطيه شئ لايستحقه وكان لغيره فيأخذه هو بدلا منه مقابل رشوته
ولهذا جاء فى الحديث عن أبى حميد الساعدى " هدايا العمال سحت " رواه أحمد
والوعظ والنصيحة وحدها لاتكفى , لردع هؤلاء ممن لا خلاق لهم ولا ذمة , وإنما الذى يمنع ذلك هو الخوف من الله تعالى , ومراقبته فى السر والعلانية
وأن يعلم بأن الله تعالى , سيحاسب كل إنسان عن ما يملك من مال , من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم