كيف تؤدى مناسك الحج ؟

مناسك الحج : ( كيف تؤدى مناسك الحج ؟ )

فرض الحج على المسلمين فى السنة التاسعة من الهجرة وتعريفه :

والفرض ينقسم إلى قسمين : فرض عين على كل مكلف بشخصه وصفته , وفرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين كصلاة الجنازة وتجهيز الميت وغيره.


الحج هو قصد بيت الله الحرام بمكة المكرمة فى زمن معين , لأداء ركن من أركان الإسلام الخمسة , التى علمت من الدين بالضرورة , وهو فرض فى العمر مرة واحدة على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع ذكرا كان أو أنثى بأفعال مخصوصة   من طواف بالكعبة ووقوف بعرفة , وغيرهما من الأعمال المكملة لأداء هذه العبادة .



حكم الحج :

1_ فرض الله سبحانه وتعالى الحج على المسلم القادر , مرة واحدة فى العمر , متى توافرت شروطه ولم يسبق له القيام به من قبل .قال تعالى :" وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق , ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله فى أيام معلومات " سورة الحج الآية 28 _
قال تعالى :" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "سورة آل عمران الآية 97_ وقال عز من قائل :" وأتموا الحج والعمرة لله " وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : من جاء حاجا يريد وجه الله فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويشفع لمن دعا له " صل الله عليه وسلم " ما راح مسلم فى سبيل الله تعالى مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا , إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها " وقال صل الله عليه وسلم " إن هذا البيت دعامة من دعائم الإسلام فمن حج البيت أو اعتمر فهو ضامن على الله , فإن مات أدخله الجنة , وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة " وروى الطبرانى فى الأوسط عن عبد الله بن جراد قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن " وروى النسائى وابن ماجة وغيرهما من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنهما من حديث أبى هريرة رضى الله عنه : قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن إستغفروه غفر لهم " وفى فضل الإنفاق فى الحج روى أحمد والبيهقى وغيرهما عن بريدة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله الدرهم بسبعمائة ضعف " ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه فيما رواه البخارى وأحمد والنسائى وابن ماجة _ قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم كيوم ولدته أمه "    
2_ ويكون واجبا إذا نذر المسلم أن يحج , وقد سبق له أداء هذه الفريضة , فإذا لم يسبق له الحج فإن حجته هذه تسقط عنه الفريضة , وعليه أن يحج بعد ذلك , وفاء لنذر .

2_ ويكون واجبا إذا نذر المسلم أن يحج , وقد سبق له أداء هذه الفريضة , فإذا لم يسبق له الحج فإن حجته هذه تسقط عنه الفريضة , وعليه أن يحج بعد ذلك , وفاء لنذره
3_ ويكون الحج تطوعا ( أى سنة ) فى حق من أدى الفريضة من قبل , ولم يكن عليه حج نذر .

وقت الحج

يبدأ الحج بمعنى أن المسلم يتهئ للحج , من هذه الشهور إلى أن يأتى زمن الأداء
وهذه الشهور : هى شوال , ذو القعدة , ويؤدى فى العشر الأوائل من ذى الحجة
قال تعالى :" الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج " سورة البقرة الآية 197_

حكمته :

بفضل هذه الزيارة المباركة , ينال المسلم من مدد الله تعالى وبره , ما به يسمو على شهوات نفسه وجموح خواطره , ثم يندمج فى الإطار العام إظهارا للوحدة الإسلامية
ويتعاون مع إخوانه المسلمين فى شتى بقاع الأرض , ليتمكنوا من حل مشكلاتهم فى
سهولة ويسر وتزدهر حياتهم , وتظهر المساواة فى أكمل صورها , فلا أحد يفضل
أحد , ولا أحد أولى بالتكريم من أحد فكلهم أمام الحق سواء , وتمتلئ نفوسهم بأنبل الصفات : من الرحمة والتضحية والإيثار , والبذل والعطاء ومعاونة المحتاج مما يجعل المجتمع يعيش فى أمن وسلام , وفضلا عن هذا فإنه : عامل فعال لتوحيد كلمة المسلمين , ومظهر من مظاهر القوة الإسلامية , التى تحركها قوة العقيدة الواحدة وهو مؤتمر عالمى كريم تتقوى فيه , كل معانى الترابط والصلات بين الشعوب الإسلامية جمعاء .

على من يجب الحج ؟

يجب الحج على المسلم القادر فورا متى توافرت له هذه الشروط :

1_ الإسلام .
2_ البلوغ فلا يجب الحج على الصبى فإن فعله , صح منه ولكن لا تسقط عنه الفريضة بعد أن يبلغ سن التكليف .
لقوله صل الله على وسلم :" أيما صبى حج عشر حجج ثم بلغ فعليه حجة الإسلام "
3_ العقل فلا يجب الحج على المجنون , فإن فعله لايصح منه
4_ ولا يجب على غير المستطيع , ويسقط عنه الفرض إن أداه بنفقة الآخرين
5_ القدرة : والتى تتمثل فى ذلك :

أ_ أن يملك الإنسان نفقات الحج , من طعام وإقامة , وأجور السفر ذهابا وعودة
ب_ أن تكون نفقة الحج زائدة على حاجته الأصلية , له ولأسرته كالمأكل والملبس وغيرهما .
ج _ أن يكون سليما خاليا من الأمراض , التى تعوقه عن القيام بأعباء الحج فلا يجب على مريض ولا مقعد ولا مشلول كما لايجب على أعمى لايجد من يقوده .
5_ أمن الطريق بحيث لايتعرض للخطر, فى نفسه أوماله سواء كان السفر
فى البر أو البحر أو الطائرة .
6_ وجود زوج أو محرم للمرأة أو نسوة ثقات سواء شابة , أو عجوز ما دام بينها وبين أهل مكة أكثر من ثمانين كيلو متر , فإن كانت المسافة أقل من ذلك وجب عليها أداء الحج وإن لم يكن معها مَحْرَم أو زوج .

من هو المَحْرَم ؟

محرم المرأة هو الشخص الذى لا يحل لها الزوج منها .

أ_ ويكون المحرم بسبب القرابة , أو الرضاع , كالأب , والعم , والخال والإبن
وابن الإبن .
ب_ أو بسبب المصاهرة مثل : زوج الإبنة , ومثل زوج الأم أو زوج الأخت غير المطلقة أو المتوفاة .
فإذا اكتملت الشروط السابقة , وجب على المسلم والمسلمة أن يبادرإلى أداء فريضة الحج قال صل الله عليه وسلم :" تعجلوا الحج فإن أحدكم لايدرى ما يعرض له " رواه أحمد .

وهناك شروط أخرى حتى يكون الحج صحيحا وكاملا .

أ _ الإحرام .
ب_ الميقات ( الزمانى والمكانى )

أولا : الإحرام
والإحرام هو أول عمل يبدأ به المسلم , فريضة الحج بأن ينوى الحج أو العمرة أو هما معا ويلبس ملابس الإحرام ويصل ركعتين .

والإحرام يتحقق بما يأتى :

أ_ النية ويقول " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة "
ب_ اقتران النية بالتلبية بأن يقول :" لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعم لك والملك لك لا شريك لك لبيك .

ثانيا الميقات :

للإحرام مواقيت زمانية ومواقيت مكانية .

أ _ الميقات الزمانى هو أشهر الحج السابقة " شوال وذو القعدة وذو الحجة
, والأيام العشر الإولى من ذى الحجة " ولا بد وأن يقع فيها الإحرام .
ب_ الميقات المكانى وهو يختلف بإختلاف مواقع البلاد التى يخرج منها حجاج بيت الله الحرام , وعليه ألا يتجاوزوا هذه الأماكن دون إحرام , فمن تجاوزها كان عليه ذبح شاة إن لم يكن أمامه ميقات آخر يمر عليه بعد ذلك فيحرم منه .

والمواقيت المكانية هى :

الميقات _ الحجاج الذين يحرمون منه

1_ مكه _ ميقات لأهلها والمقيمن فيه
2_ ذو الحليفة ( آبار على ) _ ميقات لأهل المدينة ولمن يمرون به
3_ الجحفة أو ( رابغ ) _ ميقات لأهل مصر والشام والمغرب
ولمن يمرون بقناة السويس
4_ قرن المنازل _ ميقات لأهل نجد والكويت والمغرب ولمن
يمرون به
5_ يَلمْلم _ ميقات لأهل الهند واليمن ومن يمرون عليه
6_ ذات عرق _ ميقات لأهل العراق وايران ومن يمرون به
7_ جده _ ميقات لأهل السودان ومن يمرون به
وهذه المواقيت قد عينها الرسول صل الله عليه وسلم _ لأهل البلاد التى ذكرناها ولمن مر بها قال صل الله عليه وسلم _ " هن لهن , ولمن أتى عليهن من غيرهن "
ممن أراد الحج والعمرة " ويحرم على المسلم الذى يريد الحج أن يتجاوزها بدون إحرام سواء كان قادما بحرا أو برا أو جوا .

كيفية الإحرام :

على من يريد الإحرام أن يقوم بتلك الأعمال الآتية :

1_ أن يتنظف , والنظافة تتحقق له بتقليم أظافره , وإزالة ما تعود إزالة من على جسده ثم يستحم وهو الأفضل , فإن لم يتيسر له ذلك توضأ , إن لم يكن الإستحمام واجبا عليه ثم يتطيب ويتعطر .
2_ أن يتجرد من ملابسه العادية ويلبس ملابس الإحرام وهى :
أ _ إزار يتمثل ذلك فى ( بشكير ) يلف به نصفه الأسفل
ب_ رداء وهو عبارة أيضا عن ( بشكير ) يلفه على الظهر والكتفين , ومن السنة أن يجعل طرف ردائه تحت إبطه الأيمن , ويلف الطرف الآخر على كتفه الأيسر هذا بالنسبة للرجل الذى يريد الإحرام , ويستحب أن يكون من قماش أبيض جديد , وللمحرم أن يشد على وسطه حزاما يحفظ به , نقوده حتى وإن اضطر لإصلاحه بالخيطة فلا بأس , ويلبس الرجل حذاء مكشوف يظهر منه الكعبين تماما ,  وأما المرأة عند إحرامها فإنه يباح لها أن تلبس ما تشاء بما يستر عورتها بما لايصف ولا يشف  ولا تكشف إلا الوجه والكفين.فإن سترتهما لأذى فعليها فدية من صيام أو صدقة أو نسك .

.
3_ بعد الإنتهاء من الإحرام يصلى ركعتين , ينوى بهما الإحرام يقرأ فى الركعة الإولى بعد الفاتحة سورة ( الكافرون ) , ويقرأ فى الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة
( الإخلاص ) .
4_ أن ينوى ما يريد فإن كان ( متمتعا ) قال : اللهم إنى نويت العمرة فيسرها لى وتقبلها منى , والمتمتع معناه : هو أن يحرم من يريد الحج بالعمرة أولا وبعد الإنتهاء من مناسك العمرة يتحلل منها فإذا دخلت أيام الحج عليه أن يحرم للحج , وهذه الصورة بتلك الكيفية فيه إقتداء بالنبى صل الله عليه وسلم وهى الأفضل عملا بالسنة مع جواز غيرها كما فى حديث عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : خرجنا مع مع رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : " من أراد منكم يهل بحج وعمرة فليفعل , ومن أراد أن يهل بحج فليهل , ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل ...رواه مسلم وكان هذا التخيير فى أول إحرامهم عند الشجرة ( ذى الحليفة ) كما جاء فى رواية أحمد ولكن النبى صل الله عليه وسلم لم يستمر على هذا التخير بل نقلهم إلى ماهو أفضل وهو التمتع دون أن يعزم بذلك عليهم , أو يأمرهم به "
وإذا كان الحاج قارنا قال : ( اللهم إنى نويت العمرة والحج فيسرهما لى وتقبلهما منى ) والمحرم القارن بالحج والعمرة معا , يبقى على إحرامه حتى ينتهى من أعمال الحج ,

, وإذا كان ( مفردا ) بالحج فقط قال : ( اللهم إنى نويت الحج فيسره لى وتقبله منى ) والمفرد هو الذى يريد الحج فقط أولا : ثم هو بعد الفراغ يأتى بالعمرة إن أراد
ثم يتوجه بعد ذلك إلى مكة , وهو يلبى قائلا : لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك
لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) ويجب بعد ذلك على كل من المتمتع والقارن بالحج ذبح شاة , ومن لم يستطع فعليه صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجع إلى بلده ووطنه , والمرأة تفعل ذلك كله إلا أنها لاترفع صوتها بالتلبية بل تكتفة بإسماع نفسها لأن حالها مبنى على التصون والستر .

محظورات الإحرام :

وهى الأشياء التى يجب على المحرم أن يبتعد , عنها أثناء إحرامه وقبل إتمام مناسك الحج ومنها :

أولا _ أن يتعمد الرجل المحرم بالحج أو العمرة , أن يلبس الثياب المخيطة أو المحيطة بجسمه كله أو ببعضه كالقميص , والعمامة والحذاء وغير ذلك ,
ثانيا _ إستعمال الروائح العطرية فى الثوب والجسم .
ثالثا _ تقليم الأظافر وإزالة الشعر من الجسم .
رابعا_ التعرض لصيد البر بالقتل أو الذبح , أو إرشاد غيره إليه سواء كان مأكولا
أما صيد البحر فهو حلال قال تعالى :" أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر مادمت حرما " سورة المائد الآية 96 _
ولا شئ فى قتل الحشرات كالعقرب والحية وغيرهما .

خامسا _ استعمال الحناء فى الرأس أو بقية أعضاء الجسم .
سادسا _ تغطية رأس الرجل أو وجهه أو بعضها يوما كاملا إلا لعذر
سابعا _ الخصام والجدل بأى قول أو فعل , يتنافى مع آداب الإسلام وجلال موقف الحج وقدسية العبادة قال تعالى :" الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج " سورة البقرة الآية 197 _
ويباح للمحرم أن يغسل رأسه وجسمه بالماء والصابون , لإزلة ما علق بها كما يباح له أن يستظل بما يشاء كالشجرة والمظلة ( الشمسية ) وغيرها ولا بأس من تغير الرداء أو الإزار وله أن ينظر إلى المرآة .

ما يفعله الحاج إذا إرتكب محظورا أثناء أدائه فريضة الحاج ؟


والشرط : هو ما لايدخل فى ماهية أعمال الحج من الأمور التى تترتب عليه صحته.

وهذا كله من شروط صحة الحج ومن قصر فى أدائها كان على الحاج أن يقوم بذبح شاة أو التصدق على ستة مساكين , أو صوم ثلاثة أيام , إذا إرتكب شيئا من هذه المحظورات الآتية , ولا يبطل الحج أو العمرة بإرتكاب شى من ذلك سوى الجماع , إذا كان قبل التحلل الأول
 

1_ التعطر بالروائح العطرية , ولا بأس بشم الريحان
2_ لبس الرجل المخيط , فإن اضطر إلى لبسه لعذر فعليه الفدية
3_ تغطية الرجل رأسه يوما كاملا , إلا لضرورة فمن إضطر إلى ذلك فعليه الفدية , ويدخل فى هذا الحكم المرأة إذا سترت وجهها فيكون عليها الفدية كذلك .

4_ حلق شعر الرأس أو إزالة الشعر من بقية الجسم .
5_ تقليم الأظافر
6_ ترك ثلاث أشواط أو أكثر من طواف الزيارة .
7_ ترك طواف الوداع او أربع أشواط منه .
8_  ترك السعى بين الصفى والمروة .
9 _ ترك الوقوف بالمزدلفة .
10 _ ترك رمى جمرة العقبة يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى .

11_ ترك رمى الجمار فى يوم واحد .
12 _ وعقد الزواج لنفسه أو لغيره , والتمتع بالنساء من غير جماع .
13 _ الجماع ومقدماته أثناء الإحرام يفسد الحج , كما يفسد العمرة ولا يخرج من الحج بالفساد
بل عليه أن يمضى فى حجه ويتممه وإن كان فاسدا لقوله تعالى :" وأتموا الحج والعمرة لله " ويجب عليه القضاء والفدية وأكثر الأقوال أن عليه بدنة أو بقرة فإن عجز فعليه شاة , فورا سواء كان الحج فرضا أو تطوعا , وأما المرأة فإن جامعها مكرهة أو نائمة , لم يفسد حجها وإن كانت طائعة عالمة بالتحريم
فسد حجها .
14 _ ومحظور على الحاج قطع الشجر .

أركان الحج :

للحج ركنان فقط لا يصح الحج بدونهما :

والركن هو ما تتوقف عليه صحة العبادة من الفساد والبطلان وللحج ركنان أساسيان لو ترك الحاج واحد منها لم يصح حجه ولم يصلح معه كفارة بصدقة أو صيام أو فدية فمن ترك ركنا من أركان الحج بطل حجه وعليه أن يعيده فى عام آخر .

الأول : الحضور بعرفة يوم التاسع من ذى الحجة , بشرط أن يكون بعد زوال شمس ذلك اليوم ( وقت الظهر ) إلى فجر يوم النحر ( العيد ) قال صل الله عليه وسلم :"
الحج عرفة ) وعرفة كلها موقف عدا مكان يسمى ( بطن عُرْنة )

الثانى : طواف الزيارة ويسمى ( طواف الإفاضة ) ويبتدئ وقته من طلوع فجر يوم النحر وبعد رمى جمرة العقبة بمنى ( والجمرة مكان مخصص لرمى الجمار فى منى
وهى ثلاث : جمرات الإولى , والوسطى , والعقبة الكبرى )
وطواف الزيارة سبعة أشواط , فإن إكتفى بأربعة أشواط فعليه ذبح شاة , ولو ترك أكثر الأشواط فسد حجه ولم يسقط عنه الفريضة قال تعالى :" وليطوفوا بالبيت العتيق " من سورة الحج الآية 29 _

وهناك نوعان آخران من الطواف :


1_ طواف القدوم :

: والسنة معناها ما طلب الشارع فعله , من غير لزوم حيث لم يدل الدليل على وجوبه , فإذا فعل السنة يثاب ولو تركها لا يعاقب , ولكنه أحيانا يلام لوما شديدا على تركه لها لما لها من ثواب التعظيم , والتوقير لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم .
ولهذا يسن للحاج عند دخول المسجد الحرام أن يكبر ويهلل , ويقول : اللهم أنت السلام
ومنك السلام , فحينا ربنا بالسلام , وأدخلنا دار السلام , اللهم افتح لى أبواب رحمتك ومغفرتك وزد بيتك هذا تشريفا , وتعظيما , وتكريما , ومهابة , وزد من شرفه , وكرمه ممن حجه , أو اعتمر تشريفا , وتعظيما , وتكريما , وبرا ثم يطوف حول الكعبة تحية له

طواف الوداع :

ويسمى طواف ( الصدر ) ويفعله الحاج تودعا للبيت الحرام حينما يعزم على الرحيل نهائيا من مكة , وهو واجب فلو ترك أكثره فعليه أن يذبح شاة .

واجبات الطواف :

والواجب : هو العمل الذى لو تركه الحاج لم يبطل حجه ولكنه يكون أثما لو تركه متعمدا ويجب عليه فى حالة عدم أدائه , أصلا أو الإخلال بأدائه كما صح به الحكم
أن يذبح شاة جبر لتقصيره فى ذلك ولهذا لا يجوز له الأكل مما يقوم به لجبر الخلل أو جزاء ما قتل من صيد البر فى الحرم .


ويبدأ الطواف من الحجر الأسود , وتكون الكعبة عن عن يسار الطائف , ويطوف ماشيا إذا كان قادرا على المشى , وإلا جاز أن يطوف الحاج محمولا , ويطوف الحاج سبعة أشواط , بادئا كل شوط بالحجر الأسود , فإذا شك أنه طاف خمسة أشواط أو ستة مثلا جعلها خمسا , ويستلم الحج الأسود فى كل مرة ويقبله إن أمكنه ذلك , وإلا أشار إليه من بعيد , ويقول عند استلامه , أو الإشارة إليه : بسم الله , والله أكبر _  اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك , ووفاء بعهدك , واتباعا لسنة نبيك , سيدنا محمد صل الله عليه وسلم _ يقول :  ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا "   وللحاج أن يقول أثناء طوافه , سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ... اللهم إنى آمنت بكتابك الذى أنزلت ونبيك الذى أرسلت فاغفر لى ما قدمت وما أخرت "

" اللهم طهر قلوبنا , وأقبل حجنا واجعلنا بفضلك من المغفور لهم أمين " وينتهى طوافه بصلاة ركعتين بعد الطواف , ولا تتوجه المرأة إلى الحرم إذا كانت حائضا , أو نفساء إلا إذا تطهرت بعد النقاء , ويجوز لها أن تأخذ دواء يمنع , نزول العادة الشهرية لتقوم بأداء الحج وشعائره من غير خلل ولا نقصان , كما يجوز لها وهى صائمة فى رمضان حتى لا تفطر , روى عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سئل عن المرأة تشترى الدواء ليرتفع حيضها حتى تنفر , مع الرفقة العائدة إلى وطنها _ فلم ير به بأس ووصف لهن ماء الآراك .

من واجبات الحج

المقصود من واجبات الحج الأعمال , التى يُطلب من االحاج القيام بها , فإن فعلها أثيب عليها وإن تركها لم يفسد حجه وعليه أن يفدى ( ذبح شاة ) وبعض هذه الواجبات أصلى وبعضها يتعلق بكل واجب , من هذه الواجبات الأصلية أو بركن من أركان الحج أو بشرط من شروطه "

واجبات الحج كثيرة منها :

الوجبات الأصلية :

أ_ السعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط , على أن يؤديه بعد الطواف ماشيا مبتدئا
( بالصفا ) ومنتهيا ( بالمروة ) فلو أداه راكبا بدون عذر أعاده , وإلا لزمه ذبح شاة
وبعد السعى من ( الصفا والمروة ) شوطا آخر , ويجوز له لعذر أن يُحمل أو يدفع على عربة صغيرة " قال تعالى: إن الصفا والروة من شعائر الله " سورة البقرة 158
ب_ الوقوف بالمزدلفة فى وقته , من فجر يوم النحر ( يوم العيد ) إلى طلوع الشمس من اليوم التاسع يبدأ الحجاج فى الإفاضة إلى المزدلفة , فإذا وصلوا إليها كان لهم أن يُصلوا المغرب والعشاء مجموعتين جمع تأخير , وفى هذا المكان يستحب ذكر الله , والدعاء , والإستغفار , ومن هذه الأرض تجمع الحصيات التى ترمى بها الجمار , ومجموع هذه الحصيات تسعُ وأربعون حصاة

ج_ رمى الجمار ( وهى حصيات يجمعها الحاج ليرمى بها الجمرات بمنى ) وتسمى
جمرة العقبة , سبع حصيات ووقته فى هذا اليوم من فجر يوم العيد ,إلى فجر اليوم التالى ووقت الرمى فى الأيام التالية من بعد , الزوال ( وقت الظهر ) إلى الغروب
ومن السنة أن يبدأ فى الأيام التالية , ليوم النحر يرمى الجمرة الإولى ثم الوسطى
ثم جمرة العقبة ( الكبرى ) ويتمثل الرمى للجمرات الثلاث ثانى أيام العيد وهى إحدى وعشرون حصاة , وإحدى وعشرون حصاة أيضا ترمى بها الجمار ثالث أيام العيد
وفى منى يبيت الحجاج ويُصلون صبح يوم العيد , ويدخل وقت رمى الجمار بانتصاف ليلة النحر ويعتد وقته آخر أيام التشريق , ويقول الحاج وهو يرمى الجمار فى كل مرة , باسم الله والله أكبر رغما للشيطان وحزبه , اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا .

ويجوز لمن ضعف عن الذهاب إلى رمى الجمار , أن ينيب عنه من يرمى لمشقة أو مرض
ولكن الأفضل لمن عنده طاقة , أو نشاط أن يرمى الجمار بنفسه .
وإعلم : أن جمهور العلماء على أن رمى الجمرات , ماعدا جمرة العقبة لايصح
قبل الظهر بل الواجب الرمى بعد الظهر إلى غروب الشمس , فمن رمى قبل الظهر
أو بعد الغروب فرميه باطل لايصح , ولكن الإمام الشافعى رضى الله عنه يرى
جواز تأخير الرمى إلى الليل وإلى طلوع الفجر , وفى هذا الرأى السديد متنفس
لكبار السن والضعفاء وذوى الحاجة .
وقد أجاز الإمام أبو حنيفة الرمى قبل الزوال وفى رواية عنه : وهى وإن كانت ضعيفة إلا أنه يجوز الأخذ بها , نظرا لشدة الزحام والإحتياج الشديد الذى يقرب من الضرورة لصحة العمل بها .